تحالف مشبوه بين حزب الإصلاح وقوات الأمن المركزي في عدن..
صدى عدن/ تقرير/ فتحي عيدروس:
في سيناريو مشابه لسابقه إبان حرب صيف 1994م، تحالف حزب التجمع اليمني للإصلاح في عدن مع من كانوا في فبراير الماضي يجرعونهم كؤوس القمع والإهانة أثناء انطلاق الثورة الشبابية المطالبة بإسقاط نظام (صالح).. لم يعبئوا بالسجلات الإجرامية والملفات الموثقة للحليف العسكري الذي سرعان ما برز لحظة الصدام في كريتر، بين أعضائهم وشباب الحراك الجنوبي.. هنا أصبح الخصم مشتركا للحليفين.. تدخل قوات الأمن المركزي كانت هي أبرز عناوين (معركة سبتمبر)..
الخامسة و42 دقيقة، عصر الأربعاء، السادس والعشرون من سبتمبر، كان أعضاء الإصلاح في عدن، - شباب الثورة في عدن -، يقيمون احتفالا بمناسبة الذكرى الخمسون لثورة السادس والعشرون من سبتمبر – الثورة التي تخلص فيها أبناء الشمال من حكم الإمامة عام 1962م –.. وعلى مقربة منهم وفي ذات الشارع – شارع المكلة أروى بكريتر – تجمع العشرات من شباب الحراك الجنوبي وأبناء عدن الذين حاولوا تنظيم مسيرة لإيصال رسالة للمحتفلين ولتأكيد مطالبة الجنوبيين باستعادة دولتهم التي يصفونها بأنها (نُهبت)، - حد قول أحد المنظمين - وقرروا أن تمر بجوار الساحة التي يُطلق عليها المحتفلون (ساحة الحرية).. وقبل أن توازي ذات الشارع.. قام مجموعة من المُستفزين – وربما مندسين – برمي الحجارة على ساحة الإصلاح وأطلقوا ألعابهم النارية – شديدة الانفجار – باتجاه ساحتهم.. وما هي إلا ثوان ليتحول شارع الملكة أروى بكريتر إلى ساحة معركة بالأحجار والألعاب النارية بين الطرفين – بحسب شهود عيان محايدين.
ولأول مرة، تقوم قوات الأمن المركزي الخاضعة لسلطات وزارة الداخلية اليمنية بمحاولة فض الصراع الذي سقط فيه جريحان من شباب الثورة السلمية وأربعة من شبان الحراك الجنوبي، إلا أنها أثخنت في معاقبة شباب الحراك الجنوبي ولاحقتهم في أزقة المدينة العتيقة.. فيما تمكن مشعلي نار الفتنة من التملص بسلام..
اللافت في الأمر، - وبحسب مشاركون في فعالية الإصلاح – أن المتواجدين بساحة الحرية قد هللوا وكبروا (الله أكبر) عند إطلالة الأمن المركزي بأطقمه وجنود المدججين بالسلاح، وأشاروا إلى أنهم شاهدوا طقمين عسكريين يجوبا الشارع المحاذي للساحة قبل اندلاع الصدامات بدقائق، وهو ما أكده مصدر مقرب لمنظمي المهرجان في حديثه لـ"صدى عدن"، حيث قال: أن قيادات في حزب الإصلاح قد طلبت من محافظ محافظة عدن المهندس وحيد رشيد بتوفير قوة عسكرية للطوارئ تحمي أعضائهم وأنصارهم في حال نشبت أي صدامات متوقعة، وكان الاختيار على قوات الأمن المركزي بعدن بعد موافقة اللواء عبدالحافظ السقاف – قائد الأمن المركزي بعدن – على إرسال ما يقارب لستة أطقم عسكرية.
يقول أحد شباب الحراك (المصابين في موقعة 26 سبتمبر) لـ"صدى عدن" قوات الأمن المركزي في عدن جرعت الجميع من كؤوس معاملتها (الهمجية) وتعديها السافر على أبناء عدن، وسبق لها أن مارست جرائم بقتل العديد من الأبرياء، ويبدو أن الإصلاح قد تناسى ما فعلته هذه القوة العسكرية عند انطلاق الثورة ضد نظام المخلوع (صالح) وها هو الآن يتحالف معها ويخون دماء شباب عدن الذين سقطوا في تلك الفترة شهداء لآلتهم الإجرامية البشعة وأصبح حليفا لها بكل بساطة.
وتابع بالقول :"كان يجب على قوات الأمن المركزي – التي وصفها بقوات الاحتلال – أن تقوم بدور محايد في حال نيتها فض الصدامات، لا ان تطاردنا نحن في شوارع وأزقة كريتر وتقذفنا بمسيلات الدموع وتطلق النيران، وتعتقل 3 أشخاص منا، فيما تركت طرف الصراع الآخر يقوم بدور مشابه لما تقوم به، ولم تفرق تجمعه أيضا بينما هو بادلنا الحجارة والألعاب النارية ويبدو أنه كان مستعدا".. وقال متسائلا :"هل أصبح الأمن المركزي بعدن بيد الاصلاح والمحافظ الإصلاحي وحيد رشيد، طالما والهدف واحد؟!".
وعن سبب قيام زملائه بالاعتداء على احتفال شباب الثورة، قال الشاب :"أولا، نحن منذ فترة قد حاولنا تجنب المرور بهذا الشارع حينما يكون شباب الإصلاح لديهم نشاط معين في ساحتهم، وسبق أن اندلعت صدامات قديمة سقط على إثرها أحد أبناء عدن، إلا أن المشهد كان مستفزا للكثير منا، وعن حسن نية حاولنا تنظيم مسيرة للمرور بجوار مهرجانهم حتى نردد شعارات تؤكد تمسكنا بحقنا المتمثل باستعادة دولة الجنوب، إلا أننا فوجئنا بالبعض يرمي بالحجارة من بيننا والبعض الآخر كان مستعدا لتلك الصدامات بألعاب نارية، ويبدو أنهم مجموعة من المندسين المدفوعين من أطراف تود إشعال نيران الفتنة في عدن".
فجأة، قطع الحديث زميله الآخر بالقول :"حزب الإصلاح في عدن أقام هذا المهرجان نكاية بالمنادين بفك ارتباط جنوب اليمن عن شماله، وحتى تظهر عدن على وسائل الإعلام أنها (وحدوية) ولا يوجد سوى قلة تتبنى مطالب فك الارتباط.
وتابع الشاب بالقول: "بينما يقوم حزب الإصلاح في الجنوب بالتعتيم على شعبية الجماهير المطالبة بفك الارتباط أو حتى تقرير المصير عبر أعضاءه المسيطرين على أكثر القنوات العربية والعالمية، التي يشغلون فيها مناصب رؤساء مكاتب تلك القنوات كقناة الجزيرة مثلا، وآخرون من المناطق شمالية لا يحبذون ظهور ثورة الجنوب في الإعلام العربي والدولي".
في الجهة الأخرى، يرى شباب الثورة – أعضاء الإصلاح – أن الأمن المركزي قد قام بدوره المنوط به، في حماية الطرف المُعتدى عليه، وفرق من وصفهم ب(البلاطجة) وقام بملاحقتهم وضبط عدد منهم.
على مقربة من ساحة الصراع، يوجد شخص يملك (كشك).. كان قد راقب ما دار عن كثب، سألته ما رأيك؟!.. فقال مختصرا :"كنت شاهدا على ثمانية صدامات سابقة، ولأول مرة أشاهد المركزي معني بحماية ساحة الثوار التي يندر تواجدهم باستثناء الجُمع، لم يكن الأمن العام مثلا؟!.. ونحمد الله أنه لا يوجد قتلى"..