هناك اشكالية حقيقية تضرب اطنابها في فكرة التواصل الجنوبي الجنوبي
المعلوم ان حل اي سوء فهم او عدم توافق بين اي اطراف يلزم احداث نوع من
الالتقاء والتواصل للحوار والاستماع الى كل الاطراف والتعرف على افكار
وايصال افكار مقابله ايضا حتى تتحقق المعرفة التامة لظروف وطبيعة الاحتياجات
المتبادلة للاطراف المشتركة في القضية الواحدة .
وفي قضيتنا الجنوبية هناك حالة من الانقطاع او القطيعة بين الكل ، وهناك فكرة
مسبقة غالبا هي التي يبنى عليها الحكم تجاه الاخر ، وهنا تكون الازمات هي
التي تسيطر علي المشهد كما هي عليه في الجنوب منذو انطلاق الحراك .
البعض يعزو هذا الاشكال لشخص معين او عدة اشخاص ، ولكن اذا ما اراد ان
يكون منصفا عليه ان ينظر الي الصررة كاملة ومن علي بعد حتى تتضح ملامحها
جميعا ، سيكتشف ان هناك خلل واضح في تقاسيم الصورة كاملة . وليس في جزء صغير منها .
ولو ابتعدنا قليلا من الصورة ونظرنا الي الحراك من مكان ابعد من دائرة الضجيج والصخب
المتوالي منذو خمس سنوات ستجد ان هذا الفشل او الخلل كان مصاحبا للحراك منذ اللحظة الاولى
وعلي مستوى التيارات المختلفة ةهلي مستوى المكون الواحد وعلى مستوى الشباب والنخب
وعلي مستوي المنطقة الواحدة .. وهكذا هي حالة مستشرية تستوجب التوقف والدراسة المتأنية
ومحاولة قراءة العقل الجنوبي وتشخيص الحالة بموضوعية واقتراح الحل .
اخشى اننا نمارس الخطأ بصفة متكررة حتى نكاد نقترب من الغباء مع الاسف .
ونبقى نسير في دائرة مغلقة ، رغم ان التجربة الطويلة والقاسية هي ادعى الى وجود
مقاربات اكثر نضجا وذكاء ً بين الجنوبيين .
*
|