صنعاء - ليلى الفهيدي
وصف مسؤولون وتربويون وأكاديميون وقانونيون في اليمن إطلاق صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر مؤخرا لدليل "حماية التعليم في ظروف انعدام الأمن والصراعات المسلحة: دليل قانون دولي"، بالخطوة الهامة للتعامل مع الأضرار التي تخلفها النزاعات المسلحة ودوامات العنف وتنعكس بتأثيراتها السلبية على قطاع التعليم، حيث تؤدي إلى حرمان الطلاب من حقهم في التعليم، وتعريضهم مع مدرسيهم ومدارسهم للخطر أثناء النزاعات، في ظل صمت دولي غير مبرر تجاه هذه الحالة.
وأكدوا في تصريحات لــ ( الشرق ):"أن اليمن من أكثر الدول العربية التي هي في أمس الحاجة لتبني هذا الدليل الذي يحمي حق التعليم أثناء الصراعات المسلحة، خاصة وأن الاضطرابات التي شهدتها اليمن مطلع العام الماضي وتصاعد معدلات العنف ما زالت آثارها وتداعياتها، خاصة على قطاع التعليم ماثلة للعيان.
وبحسب تقرير حديث لمنظمة اليونيسيف فان هذه الاضطرابات التي حدثت في اليمن منذ فبراير 2011م أدت إلى تعطيل التعليم وعرقلة العودة إلى المدارس لأكثر من 280000 طفل يمني، حيث أصبح من المتعذر الوصول إلى مدارسهم أو احتلتها الجيوش أو أنها تستضيف نازحين داخليين. ويعتبر وزير التعليم العالي والبحث العلمي اليمني هشام شرف هذا الدليل وثيقة هامة لحماية الحق في التعليم أثناء الصراعات المسلحة ومحاسبة كل من يقدم على انتهاك القوانين الخاصة بحماية التعليم.. مؤكدا أن ذلك يشكل إجراء رادعا ضد كل من يرتكب جريمة تمس بشكل أو بآخر التعليم باعتباره حقا من حقوق الإنسان.
وثمن وزير التعليم العالي اليمني في تصريح لــ ( الشرق ) مبادرة الشيخة موزا بإطلاق هذا الدليل في إطار اهتمامها بقضايا التعليم وعلى وجه الخصوص الأطفال المحرومون من هذا الحق في مناطق الصراعات.. مؤكدا أهمية تكاتف الجهود على كافة المستويات لنشر وتبني هذا الدليل والتوعية بضرورته لحماية حق أساسي من حقوق الإنسان وهو التعليم.
ويأمل الدكتور عبد الرحمن عبد الخالق أستاذ جامعي ومهتم بأوضاع الطفولة في اليمن أن يكون دليل "حماية التعليم في ظروف انعدام الأمن والصراعات المسلحة"، أداة فاعلة للحد من التأثيرات المتعاظمة للصراعات المسلحة والعنف على التعليم.. مشيرا إلى أن اليمن من بين الدول التي تعاني كثيرا من هذا الأمر مع استمرار ظروف الحرب والنزاعات الدائمة في البلاد، والتي تدفع بالآلاف من الأطفال إلى الوقوف خلف متاريس القتال بدلاً من الاصطفاف أمام فصول الدراسة.
وأكد حاجة اليمن إلى تبني هذا الدليل لضمان استمرار العملية التعليمية تحت أي ظرف من الظروف لأن الأطفال هم المستقبل الأفضل وبهم يتحقق الأمن والاستقرار والحياة الأفضل.
وأشاد الدكتور عبد الخالق بمبادرة الشيخة موزا لإطلاق هذا الدليل الأول من نوعه والذي يعكس ما توليه من رعاية واهتمام بالتعليم على المستوى الدولي باعتباره حقا للجميع، في مختلف الظروف والأحوال، خاصة في فترات النزاعات والعنف التي تحرم الأطفال من هذا الحق الإنساني والضروري لصنع مستقبل أفضل.. لافتا إلى ما أفرزته النزاعات التي تشهدها اليمن وإقحام العملية التعليمية فيها من تأثيرات سلبية على تدهور الوضع التعليمي وحرمان التلاميذ والأطفال من التعليم، وكذا تدمير البنى التحتية للتعليم بسبب القتال.
وأضطر كثير من الطلاب اليمنيين للتوقف عن مواصلة تعليمهم بعد اندلاع أعمال عنف في الأحياء والمدارس التي كانوا يرتادونها بعد أن تحولت إلى ثكنات عسكرية أو مرمى للنيران المتبادلة، خاصة في العاصمة صنعاء ومحافظة ابين جنوب البلاد التي سيطرت عليها عناصر من تنظيم القاعدة، وكذا مدينة تعز ومحافظة صعدة شرق اليمن، فيما انتقل بعض الطلاب إلى مدارس أخرى مما سبب تزاحما كبيرا في المدارس.
__________________
[IMG]file:///C:/Users/dell/Downloads/562735_452337594800990_1195827186_n.jpg[/IMG]
|