عرض مشاركة واحدة
قديم 2012-09-21, 04:22 PM   #1
نهدي من الكسر
قلـــــم نشيـط جــــداً
 
تاريخ التسجيل: 2012-02-14
المشاركات: 173
افتراضي هذا ما جرى في تريم.. تحية للأبطال

هذا ما جرى في تريم.. تحية للأبطال

تحية للصناديد من أبناء وادي حضرموت الشجعان الأبطال الذين ضربوا أروع أمثلة الفداء والتضحية للزعيم حسن احمد باعوم وللقضية أثناء طريقنا إلى تريم وبمنطقة الغرف تحديدا حيث كانت ستدور معركة طاحنة تسفك فيها الدماء الطاهرة.
كان ذلك في عصرية يوم الأربعاء أثناء توقفنا بنقطة الغرف العسكرية التابعة للجيش المحتل على مدخل مدينة تريم الغناء.. أوقفت النقطة موكب الزعيم الذي يتألف قرابة من 15 سيارة من قيادات الحراك والحراسات.. كانت سيارة هايلوكس تتقدم الموكب على سطحها عدد من الفتية يرفعون أعلام دولة الجنوب تم تليها سيارة الزعيم.
من المشهد العام يتضح أن هناك كمين حيث الانتشار القتالي للجنود وبكثرة والأصبع على الزناد إلى جانب قرابة 6 أطقم دشكا ومضاد للطيران.. وكان الجميع من الجنود على أهبة الاستعداد لتناول وجبة من الدماء ألذها دم الزعيم حسن احمد باعوم.
بعد توقف الموقف في النقطة حاول احد الجنود انتزاع وبعنف وصلف علم دولة الجنوب من الفتى الشبيبي الذي يبلغ من العمر 13 عاماً ويرميه من سطح الهايلوكس ولكن الفتى دافع عن علم دولة الجنوب بقوة وشراسة وصاح في الجميع فما كان من أسود الجنوب المرافقين لموكب الزعيم إلا تلبية النداء بروح الرجال الصناديد حيث انتشروا بساحة المكان في موضع الدفاع عن النفس وعن الزعيم وخلص أحدهم الفتى من الجنود.
وفي موقف بطولي استولى بلفاس الشجاع على طقم دشكا حيث اعتلاه، وفي لحظة أضحى الجميع من الطرفين أياديهم على الزناد وبلغت القلوب الحناجر في مشهد قد لا يتكرر تجسدت فيه الروح البطولية الجنوبية في أبهى صورها للدفاع عن الكرامة والقيادة.
هنا تقدم البطل الشجاع بجاش الاغبري مخاطبا جنود الاحتلال اضربوا أيها الجبناء ! في هذا الموقف المشحون انتكس جنود الاحتلال على كثرتهم وعتادهم وتراجعوا القهقراء في ثوب الخزي.. وبإشارة من أبطال الوادي تحرك الموكب شامخاً عظيماً كبيراً رائعاً غير آبه للعنتريات الزائفة.
ولم يمض الموكب سوى مسافة بسيطة والجماهير الغفيرة قد توافدت من مدينة تريم لتلتحم بالموكب سيراً على الأقدام حتى حصن الرناد.. كم لهذا الموقف من دلالات الشجاعة التي تجلت معانيها.. كم أنتم كبار أيها الرجال.
وفي تريم كانت الصورة أبدع والحشد الذي قدم من كل صوب وحدب أروع وكانت كلمة الزعيم الذي ظل الجميع في انتظارها وجددت العهد على السير في درب الشهداء حتى التحرير والاستقلال.
مرافقتي للزعيم حسن أحمد باعوم رئيس المجلس الأعلى للحراك السلمي لتحرير الجنوب في زيارته التاريخية للوادي كشفت لي مدى الأصالة وعمق الوفاء لدى أبناء وادي حضرموت لهذا الرجل الشامخ الذي حصد ما زرع.
انتفض الوادي لأيام أربعة متواليات بالخير والصدق وصاح بأعلى صوت.. معك يا أبا فادي في المؤتمر معك وعلى درب الشهداء معك.

فؤاد راشد
نهدي من الكسر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس