[وليد الضالعي]

شكرا للأخ الدكتور عيدروس, وأحييك على كتاباتك الصريحة والحرة والمباشرة...

أخي العزيز...موضوعك هذا في غاية الأهمية, حيث وضعت النقاط على الحروف وأسميت الأشياء بأسمائها الصحيحة, لقد طرقت في هذا الموضوع المهم والجميل صلب المشكلة, وبيّنت كبد الحقيقة التي لا يقترب منها العارفين بمكمن العلة ولا المدركين لوصفة العلاج.

ترى الناس تائهة في واد والحقيقة منسية في واد آخر, وكُلّا يأخذ ويعطي في الشأن الوطني الجنوبي, بالاستقاء من منابع الأهواء الشخصية أو بالتغذي من مناهل الفكر الأيدلوجي الخادم للمصالح السياسية والحزبية... وبالاعتماد على تلك المصادر يقوم هؤلاء بشرح جوهر الخلافات القائمة, وتوضيح طبيعة وأسباب تعثّر الوصول إلى عقد المؤتمر الوطني الأول لمجلس الحراك الأعلى, غافلين عن شأن واحد, وهو التعاطي مع البحث عن الحقيقة التي يكتفي الجميع باللف والدوران من حولها!!

إن ما يحدث لحراك "ثورة" شعب الجنوب هذه الأيام, يشبه ما حدث للشعب والوطن الجنوبي في فترات ومراحل تاريخية سابقة, من مصادرة للرأي وللحقوق المختلفة والمشروعة وتهميش دور الآخرين في الحياة السياسية والاجتماعية وفرض الوصاية على شعب الجنوب, غير مدركين إن الحراك السلمي الشعبي الجنوبي, ليس ولا يمكن أن يكون حزبا داخل حزب, أو على هامش الحزب ــ أي حزب ــ, بل هو ثورة وقوة شعبية حقيقية تملك الإرادة وتسعى إلى تحقيق طموح وتطلع شعب الجنوب وأهدافه بالتحرير والاستقلال.

لا يمكن أن يقبل العقل السليم أو يعتقد الإنسان الواعي, إن عمليات الاصطفاف المتكررة خلال الثلاث سنوات الماضية, لإفشال كل المحاولات الجادة لعقد مؤتمر مجلس الحراك ليست مبرمجة, فأحزاب اللقاء المشترك ـــ خصوصا الحزب الاشتراكي فيها ـــ التي تراقب كل شيء على الساحة الجنوبية, تريد أن تستخف بعقول أبناء شعب الجنوب بأنها لا تقوم بالعرقلة والإفشال.

فاصطفاف عناصر تلك الأحزاب في قيادة الحراك واستنفار قواها الخفية لعرقلة عقد المؤتمر, يفضحه التحجج بأعذار ومبررات واهية ليست لها وجود في الواقع, وإشاعة التباينات الشللية والمناطقية, وإطلاق التهم الجاهزة ضد الآخرين, وافتعال الأزمات المصطنعة في مختلف المحافظات, وفي لجؤ تلك العناصر إلى استخدام الصفات والمواقع المحجوزة لها في هيئات المجلس منذُ سنوات... لرفض كل عمل يتعارض مع سياسات أحزاب اللقاء المشترك, ويخدم القضية الوطنية الجنوبية ويعزز من نضال شعب الجنوب الأبي.

شكرا لك, تقبل مني بالغ التقدير والاحترام.
تعليق منقول