قلـــــم فضـــي
تاريخ التسجيل: 2012-05-20
المشاركات: 1,325
|
اسم الكتاب: الخليج – بلدانه وقبائله.
المؤلف: س. ب. مايلز
المترجم: الدكتور محمد أمين عبد الله.
إصدار: وزارة التراث القومي والثقافة بسلطنة عمان.
الطبعة: الرابعة، مطابع جريدة عُمان للصحافة والنشر، روي، 1410هـ، 1990م.
عدد الصفحات: 536.
في آخر الصفحة 48، وأول الصفحة 49 يقابلنا التعريب التالي: (وفي أعقاب بعثة فرومنتيوس الشهيرة بذلت جهود كبيرة كما يذكر رايتس لادخال العرب إلى المسيحية، وذلك في الفترة الأخيرة من القرن الرابع عندما كلف سيفولوس اندس وهو من سكان دابل في السند، وكان شخصية موهوبة، بمهمة إلى ملك الحميريين من قبل الملك قسطنطينوس الثاني وقد حمل معه هدايا نفيسة). وفي ما يلي النص الأصلي الذي عربته هذه الفقرة:
«Subsequent to the well-known mission of Frumentius, the most vigorous effortat converting the Yemenite Arabs, as Wright informs us, was made about thelatter part of the fourth century, when Theophilus Indus, a native of Dabul, near Karrachee in Sind, and a man of superior capacity, who had been carried toRome as a hostage, was sent on an embassy with valuable gifts to the King of theHimyarites, by Constantius II.Vol 1: 23)
لا تثريب على السيد المترجم في تعريبه Dabul، بـ« دابل»، فهذا هو مقتضى نطق اللفظة كما رسمت في الأصل، خطأ، وكان ينبغي على المؤلف كتابتها هكذا: (Daibul) بزيادة الحرف (I)، إذ إن اسمها الصحيح: «الديبل»، بالإمالة نحو مخرج الكسر، وهي ميناء على ساحل الهند ، فهل يعذر في الباقي؟ لنقرأ النص بالتعريب الذي نراه: (في أعقاب بعثة فرومنتيوس الشهيرة فإن محاولة قوية لتحويل ديانة اليمنيين العرب، كما يخبرنا رايتس، جرت حوالي آخر جزء من القرن الرابع، وإذ ذاك كان ثيوفيلس إندس - من أهل الديبل بالسند قرب كراتشي، وأحد ذوي القدرات العالية، وكان قد حُمل كرهينة إلى روما - قد أرسل في مهمة سفارة مع هدايا ثمينة إلى ملك الحميريين من قبل كونستانتيوس الثاني).
نستمر في مطالعتنا الصفحة 49 ذاتها فنقرأ: (وقد نجح سيفوفولس في مهمته واستطاع إقناع أفراد شعبه بإنشاء ثلاث كنائس في اليمن، أقيمت إحداها في ظفار بالقرب من صنعاء، والثانية في عدن، والثالثة في الخليج، ولعلها على الأرجح في صحار وقد زارها سيفولوس أثناء رحلته، حيث أقام فيها قيسُ بن زهير بعد مائتي عام من ذلك التاريخ حتى وافته المنية)، أما الأصل الذي تعربه هذه الفقرة، فهو بالنص:
«Theophilus succeeded in converting the Tobba and many of his people, and wasempowered to erect three churches in the Yemen empire one at Zhafier near Sanaa, one at Aden, and one in the Persian Gulf, most probably at Sohar in Oman, whichwas visited by Theophilus in his travels, and where, as we have seen, Kais binZoheir 200 years later lived in seclusion until his death. Vol 1: 23».
تعريب هذا المقتبس ينبغي أن يكون هكذا: (وقد نجح ثيوفيلوس في تحويل التُّبع وكثيرٍ من شعبه، وفوِّضَ بإنشاء ثلاث كنائس في إمبراطورية اليمن، واحدة منها في الظَّفِير قرب صنعاء، وواحدة في عدن، وواحدة في الخليج الفارسي، هي - على أكثر الترجيحات - في صحار بعمان، وهي التي تمت زيارتها من قِبل ثيوفيلوس في رحلاته، حيث - كما رأينا - عاش قيس بن زهير بعد 200 سنة لاحقاً في عزلة حتى وفاته).
إن سقوط عبارة المؤلف: (in converting the Tobba and many of his people) ومعناها تحويل تُبَّع وكثير من شعبِه، قد قلب المعنى من نجاح ثيوفيلوس في تحويل التبع وشعبه وتخويله صلاحية إنشاء الكنائس - كما هو مراد المؤلف – إلى: (نجاح ثيوفيلوس في مهمته وإقناع أفراد شعبه ببناء ثلاث كنائس).
مرة أخرى يمضُّني الأسى على ما أراه من سعة معرفة هؤلاء الأجانب ببلادنا، قبالة جهلنا نحن بها، وكم كنت أود التماس العذر للمترجم الكريم في تعريبه Zhafier، بظفار؛ ولاسيما أن المصادر الجغرافية تذكر ظفاراً بأنها علم على موضعين؛ أحدهما المعروف اليوم ويقع في أقصى الجنوب الغربي من سلطنة عمان على بحر العرب، وبه ميناء صلالة المعروفة ، والآخر مدينة تاريخية قرب صنعاء في اليمن، ويقال إنها صنعاء نفسها، كانت عاصمة الدولة الحميرية ، لو أن الاسم ظفارًا ورد حسب رسم المؤلف Dhofar ربما لأنه سمع الاسم هكذا بضم الظاء، وبعضهم يرسمه: Zafar أو Zha-far، والأخير هو الذي يطابق النطق العربي، لكن الاسم الذي رسمه المؤلف هو: Zhafier، وواضح أنه الظَّفِير، وهو موضع قرب صنعاء به حصن. وتحديد المؤلف له بأنه قرب صنعاء صحيح.
آخر الأخطاء في تعريب هذه الفقرة هي وضع السيد المترجم عبارة: (أقام فيها حتى وافته المنية)، تعريباً لعبارة المؤلف: (lived in seclusion until his death) والصحيح أنها: (عاش في عزلة حتى وفاته).
على الصفحة 49 ذاتها نقرأ التعريب التالي: (وربما ساهم وإلى حد كبير استيلاء المسيحيين الأحباش على اليمن وتدمير الإمبراطورية الحميرية عام 525 بعد الميلاد، والذي صاحبه تصاعد النفوذ الروماني وساعد في انتشار المسيحية حتى كادت تصبح الديانة السائدة في شبه الجزيرة العربية لو لا ظهور عقيدة جديدة هي الإسلام). ولنقارنه بالنص الأصلي:
«The conquest of the Yemen by the Christian Abyssinians and the destructionof theHimyarite Empire in 525 A.D., with the concurrent increase of Romaninfluence, must have greatly augmented the progress of Christianity, and thisreligion would soon have become the dominant one in Arabia had it not been forthe unexpected rise of a new one, i.e., Islam.Vol 1: 23 – 24».
هذا النص تعريبه بحسب فهمي القاصر هو: (إن احتلال اليمن من قبل الأحباش المسيحيين، وانهيار الإمبراطورية الحميرية عام 525 ميلادية، وتزامن ذلك مع توسع النفوذ الروماني، حتماً زاد من ازدهار المسيحية بصورة كبيرة، ولربما أصبح هذا الدين هو المهيمن في الجزيرة العربية لو لم يحدث ما لم يكن متوقَّعاً من ظهور دين جديد، وأعني به الإسلام).
قوم تُبَّع
* قال تعالى: (أهم خير أم قوم تبع والذين من قبلهم أهلكناهم إنهم كانوا مجرمين).
- قال الزحيلي في تفسير هذه الآية: أي هم كفار قريش الذين هم عرب من عدنان خير في القوة والمنعة أم قوم تبع الحميري الذين هم عرب من قحطان، الذين كانوا أقوى جنداً وأكثر عدداً وكان لهم دولة وحضارة عريقة ومجد وكذلك الأمم الذين سبقوهم كعاد وثمود ونحوهم، أهلكناهم جميعاً لكفرهم وإجرامهم، فإهلاك من هو دونهم لجرمه وضعفه وعجزه بالأولى، فهم ليسوا بخير من قوم تبع في العدد والعز والمنعة.

صور حضارية تعود إلى عهود الملوك التبابعة في دولة حمير، وهي عبارة عن صهاريج لحفظ المياه.



ما قالة الرسول علية السلام في مدح حمير واليمن:
قدم على عثمان بن عفان رجلان من اليمن هما حاف بن عرابة البعسي من مذحج, وحديج, ومعهم جماعه من قومهم, فأكرمهم عثمان بن عفان وألحقهم بالشام, وقال لهم مرحباً بكم سمعت رسول الله صلى الله علية وسلم يقول:" الإيمان يمان, ألا ورحى الإيمان, دائر في قحطان, والجفا والقسوة فيما ولد عدنان ".
وقال إيضاً:" أهل اليمن دعائم الإسلام, وعمود الدين, ومادة المسلمين " ثم قال ": حمير رأس العرب ونابها, وكندة لسانها وسنامها, ومذحج هامتها وغلصمتها, والإزد جمجمتها وكاهلها, وهمدان ذروتها وغاربها ".
رواة عبد الله بن إدريس عن يحيى بن صالح الليثي.
وكان يقال:" مازن غسان أرباب الملوك, وحمير أرباب العرب, وكندة كندة الملوك, ومذحج مدحج الطعان, وهمدان أحلاس الخيل, والأزد أسد البأس, وتسمى أيضاً أسد الله, وتسمى السنية
الإيمان يمان الإيمان في قحطان والقسوة في ولد عدنان حمير رأس العرب ونابها ومذحج هامتها وعصمتها والأزد كاهلها وجمجمتها وهمدان غاربها وذروتها اللهم أعز الأنصار الذين أقام الله الدين بهم الذين آووني ونصروني وحموني وهم أصحابي في الدنيا وشيعتي في الآخرة وأول من يدخل الجنة من أمتي
الراوي: عثمان - خلاصة الدرجة: إسناده حسن - المحدث: الهيثمي - المصدر: مجمع الزوائد - الصفحة أو الرقم: 10/44
...............................................
- الصفحة أو الرقم: 6/116
...............................................
145919 - إن رجلا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن سبأ ما هو أرجل أم امرأة أم أرض فقال : بل هو رجل ولد عشرة فسكن في اليمن منهم ستة وبالشام منهم أربعة أما اليمانيون فمذحج وكندة والأزد والأشعريون وأنمار وحمير عربا كلها وأما الشامية فلخم وجذام وعاملة وغسان
الراوي: عبدالله بن عباس - خلاصة الدرجة: إسناده صحيح - المحدث: أحمد شاكر - المصدر: مسند أحمد - الصفحة أو الرقم: 4/322
...............................................
196704 - بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك يسير ليلا إذ تقدم الناس , ثم وقف لهم حتى أتوه , ثم قال : أعطيت الليلة الكنزين قيل : يا رسول الله , وما الكنزان ؟ قال : فارس والروم , وأيدت بالملوك _ ملوك حمير _ يجاهدون في سبيل الله , ويأخذون في الله الراوي: عبدالله بن عباس *-* خلاصة الدرجة: منكر *-* المحدث: أبو حاتم الرازي *-* المصدر: العلل لابن أبي حاتم *-* الصفحة أو الرقم: 2/143
...............................................
12479 - أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله ألا أقاتل من أدبر من قومي بمن أقبل منهم فأذن لي في قتالهم وأمرني فلما خرجت من عنده سأل عني ما فعل الغطيفي فأخبر أني قد سرت قال فأرسل في أثري فردني فأتيته وهو في نفر من أصحابه فقال ادع القوم فمن أسلم منهم فاقبل منه ومن لم يسلم فلا تعجل حتى أحدث إليك قال وأنزل في سباء ما أنزل فقال رجل يا رسول الله وما سبأ أرض أو امرأة قال ليس بأرض ولا امرأة ولكنه رجل ولد عشرة من العرب فتيامن منهم ستة وتشاءم منهم أربعة فأما الذين تشاءموا فلخم وجذام وغسان وعاملة وأما الذين تيامنوا فالأزد والأشعرون وحمير وكندة ومذحج وأنمار فقال رجل يا رسول الله ما أنمار قال الذين منهم خثعم وبجيلة
الراوي: فروة بن مسيك الغطيفي *-* خلاصة الدرجة: حسن غريب *-* المحدث: الترمذي *-* المصدر: سنن الترمذي *-* الصفحة أو الرقم: 3222
...............................................
8690 -عن أبوهريرة كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فجاءه رجل – أحسبه من قيس – فقال : يا رسول الله العن حميرا فأعرض عنه ، ثم جاءه من الشق الآخر ، فأعرض عنه ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : رحم الله حميرا ، أفواههم سلام ، وأيديهم طعام ، وهم أهل أمن وإيمان الراوي: أبو هريرة *-* خلاصة الدرجة: غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه من حديث عبدالرزاق ويروى عن ميناء أحاديث مناكير *-* المحدث: الترمذي *-* المصدر: سنن الترمذي *-* الصفحة أو الرقم: 3939
...............................................
صورة تخيليه لقصر غمدان مقر الملوك التبابعة العظام
تم تصغير هذه الصورة. إضغط هنا لمشاهدة الصورة كاملة. الصورة الأصلية بأبعاد 1600 * 1200 و حجم 164KB

قصر غمدان، قصر كان موقعه في مدينة صنعاءباليمن، بناه الملك الحميري الشرح يحضب في القرن الأول الميلادي يعتقد بأنه كان من عجائب الهندسة المعمارية ومن أقدم القصور الضخمة في العالم حيث كانت عدد طوابق القصر عشرين طابقا بين الطابق والآخر عشرة أذرع وبني بالبوفير والغرانيت والمرمر، وكان القصر يستخدم لإقامة الملك وإدارة البلاد بنفس الوقت حيث كان مجلس الملك في الطابق الأعلى، وفي صدر الإسلام هدمه عثمان بن عفان بسبب فهمه للآية الكريمة «لايزال بنيانهم الذي بنوا ريبة في قلوبهم» على أن المعني بها قصر غمدان. ذكر الرحالة محمد القزويني في رحلاته غمدان كأحد عجائب بلاد العرب. يعتبره بعض المؤرخون أنه من أوائل القصور الضخمة في العالم ويعتقد حاليا أن الجامع الكبير بصنعاء قد بني على أنقاض هذا القصر, أما أبواب الجامع الكبير فمن الثابت كونها هي نفسها أبواب قصر غمدان وعليها كتابات بخط المسند. ذكره الهمداني في كتاب الإكليل في الجزء الثامن بقوله
يسمو إلى كبد السماء مصُعّداً عشرين سقفاً سمكها لا يقصرُ
ويتشابهة تصميم قصر غمدان مع الكثير من القصور اليافعية في سرو حمير مهد الحضارة الحميرية ومسقط رأسها الاول

الامبراطورية الحميرية
دلت الأثار التي تم العثور عليها في يافع على انها عرفت النشاط الإنساني والحضاري في وقت مبكر من تاريخ اليمن القديم، ويرى جواد علي المختص في تاريخ العرب قبل الإسلام ان يافع تشكل المسكن القديم لـالحميريون، وذلك قبل نزوحهم منها إلى مواطنهم الجديدة قبل القرن الأول قبل الميلاد، كما أشار النقش الذي عثر عليه في صرواح إلى حروب الملك السبئي (كرب إل بين)مع بعض الكيانات اليمنية ومنها مملكة دهس في يافع في القرن السادس قبل الميلاد تقريباً. كما أن نقوش منطقة الحد في يافع قد اشارت إلى الحروب التي خاضتها قبائل ذو ريدان الحميرية ضد ملوك سبأ عند بداية العهد الحميري القوي في اليمن، الذي اسفر عن قيام كيان سياسي مركزي في اليمن لاول مرة في تاريخة بل وتجاوزنفوذ ذلك الكيان الحميري إلى ان بلغ نجد والحجازفي وسط الجزيرةالعربية.
والملك شَمّر يهرعش بن ياسر يهنعم ، وهو الملك الذي تنسب إليه الأخبار كثيراً من البطولات والأمجاد، بل هو من أبرز الشخصيات الملحمية في قصص أهل اليمن، وقد استطاع هذا الملك أن يوحد الكيانين السياسيين الباقيين وهما: سبأ وحمير في كيان واحد، وأقام حكماً مركزياً قوياً وحمل لقب ملك سبأ وذي ريدان وحضرموت ويمنت وانتهت مأرب كعاصمة وحلت محلها ظفار، وقد عرفت هذه الفترة التي تبدأ بتوحيد المناطق اليمنية في وطن واحد وسلطة مركزية واحدة عاصمتها ظفار بفترة حمير، وهي الفترة التي بقيت ذكراها عالقة في أذهان الناس ، وتناقل الرواة أخبارها قبل الإسلام أكثر من أية فترة سابقة في تاريخ اليمن القديم،
ويذكر نقش يمني أن عامل شَمّر يهرعش في صعدة ريمان ذو حزفر اشترك في عدة حملات وجهها هذا الملك شمالاً، ثم استمر غازياً، أو في سرية حتى بلغ أرض تنوخ، وتنوخ هو اتحاد القبائل العربية الذي كان أساس ما عرف بعد ذلك بدولة اللخميين في الحيرة، ويبدو أن امرؤ القيس بن عمرو من مؤسسي تلك الدولة – كان ممن وقف في سبيل تلك الحملة اليمنية، ويذكر نقش النمارة الذي عثر عليه على قبر امرئ القيس أنه قام بحملات عسكرية باتجاه جنوب الجزيرة بلغت نجران مدينة شمر ، ويشهد نقش عامل شمر يهرعش على أن كل شبه الجزيرة العربية كانت امتداداً حيوياً للدولة اليمنية حيث لا حدود إلا حدود القوة والتمكن ، ويؤكد ذلك أيضا الحملات العسكرية المظفرة التي شنها خلفاء شمر يهرعش في منتصف القرن الرابع الميلادي في نجد والبحرين على الساحل الغربي للخليج العربي، وقد كشفت الدولة الساسانية عن أطماعها في جزيرة العرب من خلال غزوات سابور ذي الأكتاف التي فصلها الطبري في تاريخه، ويعتقد أنها حدثت في هذه الفترة نفسها،
وفي نقش يمني آخر عثر عليه في عَبَدان منذ عهد قريب يدون أقيال حمير من الأيزون أخبار حملتهم العسكرية في منتصف القرن الرابع الميلادي وتمثل هذه الحملات اندفاع الحميريين نحو الشمال بعد الأحداث السابقة بزمن يسير، وأهمحملات الحميريين التي يذكرها النقش هي تلك التي بلغت مناطق اليمامة والبحرين شرق الجزيرة وأرض الأزد ( أزد عمان) ومناطق قبائل معد ونزار وغسان ،
وفي مطلع القرن الخامس الميلادي تولى الحكم أبي كرب أسعد بن ملكي كرب يهأمن المشهور بأسعد الكامل، ويعكس لقبه سعة نفوذ دولة حميرفي عهدهداخل شبه الجزيرة العربية ، فهو ملك سبأ وذي ريدان وحضرموت ويمنت وأعرابهم طودا وتهامة ، أما الطود فهو الحجاز كما يذكر ابن المجاور وتهامة هي كل الساحل الشرقي للبحر الأحمر، أي أن جميع الأعراب وهم القبائل البدوية في المشرق والحجاز وتهامة خضعت لحكمه، وكان اتحاد كندة في وسط الجزيرة مملكة تابعة له أيضاً، بل هناك من المؤرخين من يرى أن هذا الملك وهو يضيف إلى لقبه أنه ملك الأعراب في الطود والتهائم، إنما أراد أن يقول أنه أصبح ملكاً للجزيرة العربية كلها، وفي وادي مأسل الجُمْح بنجد قرب الّدّاودمي، عثر على نقش باسم أبى كرب أسعد، يذكر أنه حل غازياً مع ابنه حسّان يهأمن في أرض معد وذلك يوافق ما ورد في كتب التاريخ والأخبار، كما تروي الأخبار أنه مر بيثرب المدينة واعتنق الديانة اليهودية ومر بمكة وكسا الكعبة المشرفة، والمعروف أنه لم يعثر على نقوش وثنية من عهده وعهد من خلفه، وكانت قبل ذلك كثيرة الانتشار ويقال:إن الناس في اليمن بدءوا يهجرون عبادة الأصنام، فمنهم من دخل اليهودية ومنهم من دخل النصرانية، ومنهم من بقي على وثنيته،
ويرى أهل العلم أن أسعد الكامل هذا هو المشار إليه بقوله تعالى( أهم خيرٌ أم قوم تبع) وقد ارتبط بذكر أبى كرب أسعد كثير من الأخبار والأقاصيص تشكل في مجملها ملحمة تاريخية تمجد أعماله وفتوحاته داخل اليمن وخارجه، وتنسب إليه عدداً من المدن التاريخية اليمنية مثل ظفار وبينون وغيمان وخمر وغيرها، وما زال الناس إلى اليوم ينسبون إليه الكثير من بقايا الآثار القديمة مثل السدود و"الجروف" و" الكرواف" والطرق وغيرها، بل إن كل ما تقادم العهد عليه، فهو عند بعضهم أسعدي، كقولهم عادي أو من صنعة قوم عاد لكل ما هو قديم عامة،

و في مطلع القرن السادس الميلادي كان على رأس المملكة تبعا أخر حمل اللقب الملكي الحميري الطويل وهو الملك معدي كرب يعفر ملك سبأ وذي ريدان وحضرموت ويمنه وإعرابهم في الطود والتهائم .
ذكر هذا الملك في حرب شنها حوالي سنة 516م على ملك الحيرة المنذر الثالث وذلك نجدة لقبيلة كندة التابعة للامبراطورية الحميرية بعد أن تعرضت تلك القبيلة لهجوم ملك الحيرة المنذر .
لهذا السبب قاد الملك معدي كرب الحميري قواته من سبأ والرحبة وحضرموت وإعرابهم كندة ومذحج والقبائل البدوية الخاضعة لسلطة للامبراطورية الحميرية . وساعدتهم قبيلة اسمها النقش باسم بنو ثعلبة ويقال انه ( بنو ثعلبة بن عقبة بن بكر ) انتهت هذه الحملة بدفع المنذر للجزية لملك حمير وعاد الملك إلى بلاده سالما غانما .
وتم تاسيس مملكة كندة هي مملكة عربية قديمة في نجد نشأت في العهد الجاهلي. كانت دولة تابعة, حيث كانت عاصمتها قرية ذات كهل. حكمت معظم نجد والجزء الشمالي من شبة الجزيرة العربية للإمبراطورية الحميرية في اليمن. قضى عليها المناذرة في سنة 529م, ولكن ظلت بعض المناطق بيد ملوك من كندة كدومة الجندل وغمر ذي كندة وتيماء.
•
الحرب السبئية-الحضرمية
نشأت في مملكة كنده في وادي دوعن في القرن الثالث الميلادي, وكانت تعتبر أحد القبائل السبئية. لعبت هذه القبيلة دوراً مهماً في الحرب السبئية, بعد فوز السبأيين في الحرب استقر قسم من القبيلة في حضرموت, لكن القسم الأكبر منها رجع إلى مأرب. وتنسب القبيلة إلى ثور بن عفير الذي كند نعمة أباه حسب كتب التاريخ وهو أمير من سلالة قحطان بن هود عليه السلام اللذان عاشا وتوفيا في حضرموت.
الهجرة من حضرموت
بعد استيلاء حمير على مأرب, توجه الكنديون إلى البحرين القديمة (حاليا منطقة الأحساء والقطيف في السعودية وجزيرة البحرين) لكنهم طردوا من قبل عبدالقيس. رجعت القبيلة إلى حضرموت لكنها تركت جزءً منها في شمال نجد.
العودة إلى حضرموت
عندما رجع الكنديون إلى حضرموت في القرن الرابع الميلادي, كانت حمير في أعلى قوتها بعد استيلائها على مأرب (آخر دولة منافسة لها في الجنوب العربي). كان لكندة عداء قديم مع حضرميو الجنوب, لذا سكنوا في حضرموت الشمالية وأعطوا سلطة على حضرموت بأكملها من قبل الحميريون. من هذه المرحلة, أعتبر المؤرخون قبيلة كندة جزءً من تحالف قبيلة حمير.
رجال كندة في حضرموت من 325 م – 425 م:• ماليكوم.
• مرطي بن معاوية.
• معاوية بن ثور.
• معاوية بن ربيعة.
تأسيس مملكة كندة التابعة للامبراطورية الحميرية
خلال القرن الخامس الميلادي, أصبحت القبائل العدنانية في الشمال خطر يهدد طريق القوافل بين اليمن وحضرموت والشام, فقرر الحميريون أن يؤسسوا دولة تابعة لهم لكي تحكم وسط شبه الجزيرة العربية (نجد) وشمالها. أصبح الكنديون مدعومين بالمال والعتاد لكي يأخذوا هذا الدور في بناء هذه الدولة. بدأت الدولة الكندية في 425 ميلادي عندما أصبح حجر آكل المرار بن عمرو الملك الأول على كندة بتعيين من حسن بن عمرو بن تباع, ملك حمير آنذاك.
ملوك كندة في نجد من 425م – 528م:
• حجر آكل المرار بن عمرو 425م – 458م.
• عمرو المقصور بن حجر 458م – 489م.
• الحارث طلبان بن عمرو 489م – 528م.
ملك بني الحارث بن عمرو المقصور
1- مَلَكَ حِجْر بن الحارث الكندي بني كنانة، ومنهم قريش وغفار وبني عبد مناة وبني معاوية بن بكر وغيرهم كثير. وملك أيضاً بني أسد، ومنهم بني لحيان وبنو قرد وغيرهم كثير.
2- مَلَكَ شرحبيل بن الحارث الكندي بني تميم، ومنهم بنو العنبر وبنو يربوع والبراجم وغيرهم كثير. ومَلَكَ أيضاً قبائل الرباب، وهم تيم وعدي وعو وثور وأشيب بنو عوف بن عبد مناة بن أد بن طابخة بن الياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان.
3- مَلَكَ سلمة بن الحارث الكندي بني بكر، ومنهم بنو يشكر وبني حنيفة وبني شيبان وغيرهم كثير. ومَلَكَ أيضاً بني تغلب، ومنهم بطون كثيرة.
4- مَلَكَ معدى يكرب بن الحارث الكندي قبائل قيس عيلان، ومنهم ثقيف وعبس وبني عامر بن صعصعة وفزارة وسليم وباهلة وغيرهم كثير جداً.
5- كان قيس بن الحارث الكندي سيّاراً فكل قوم نزل بهم فهو ملكهم.
القبائل التي ملكها أبناء الحارث بن عمرو المقصور الكندي
سقوط حمير
غزت مملكة أكسوم "الحبشة" حمير عام 525م مما أدى إلى انحدار قوة الكنديون شيئا فشيئا. خلال ثلاث سنوات تقسمت كندة إلى عدة ممالك صغيرة سقطت بعد ذلك واحدة تلو الأخرى من 530م إلى 540م حيث سقطت آخر مملكة كندية وكان السبب المباشر لذهاب ملك كندة هو الحرب مع المناذرة.
|