اخواني الضرغام وبن ديان المحترمان
حياكما الله.
الحقيقة هنالك مشكلة لا نستطيع ان نفهمها وحاجز لم نستطع ان نعبره لا انتم ولا نحن .
نحن في حراك سلمي اعلناه بوضوح برغم اختلاف بعض القيادات الا ان الطابع السلمي للحراك متفق عليه من الجميع وانتم اختطيتم لا نفسكم طريق القوة والسلاح . نحن حساباتنا تبنى على الواقع الجنوبي وعلاقة هذا الواقع بالاحتلال وانتم حساباتكم وصلت الى اقصى مدى وهو اخر العلاج " الكي ".
لم نفهم استفرادكم في قرار السلاح ولم تحاولوا ان تفهموا قرارنا في النضال السلمي .
شعاراتكم تأخذ طابع الحدة ونفس مفاهيم القاعدة ولا عيب فيما تعلنوه لانه من صلب الدين ولكن اختلط على الناس الامر وكل شعار صار رمزا لقوة من القوى محسوبة على تنظيم او اتجاه .
لم تأخذوا في السياسة تكتيكاتها وكنتم واضحين الاهداف والمرامي حسب مانسمع منكم والله العالم .
بمعنى اخر الوسائل اختلفت وتباعدت الى اقصى مدى بيننا وبينكم وكأنكم اخذتم القرار من قوى اخرى ولا ندري كيف بدأتم بهذه السرعة والقوة وطابع الاشياء التدرج وليس الانتقال من النقيض الى النقيض وباستخدام القوة.
يؤلمنا ما تناهي الينا من اخبار هجوم قوات الاحتلال ولكنه طريق قررتموه انتم واعلنتموه بدون اي مقدمات حتى يفهمكم الناس ويشعروا بما تريدونه وماتهدفون اليه. ظهوركم المفاجئ وبهذا التشدد اثار الشكوك والريبة ولم نعد ندري اين الحقيقة لان في هذا الزمن تجري المؤامرات على قدم وساق ولا تدري من معك ومن ضدك حتى ليقال في الناس " انج ياسعيد فقد هلك سعد" .
للاسف الشديد نرى ماتقومون به ضربات توجه للحراك السلمي وتعطي المحتل ذريعة لضرب الحراك وتشويه اهدافه وبالتالي بدلا من ان تكونوا عونا له صرتم عونا عليه من حيث لا تشعرون وربما لم تكونوا تقصدون ولكن كيف لنا ان نفهمكم وانتم لا شاكم لكم ولا من يستطيع ان يتعامل معكم وقد اتخذتم طريق غير طريق الحراك السلمي.
انتم تأخذون امركم بالتواكل ونحن نأخذ بالاسباب ونرى الوسيلة غير ماترونها فكيف لنا ان نتفق.
نحن نشعر بانه سيتم ضربكم بسهولة لانكم تتحركون في وسيلة تصادمية مع عدم تكافئ الفرص والخيارات بينكم وبين المحتل وهذا مانظرناه اليه بعين متمعنة وفاحصة. وليس لدينا لكم غير الدعاء لاننا وانتم نمضي في طرق متوازية نحو هدف واحد ولكن دون التقاء.
ومسألة اخرى نراها فيكم كثرة المسميات وتعدد التنظيمات ولم نعد نعرف من مع من ومن ضد من ولا نعرف حقيقة من انتم ولم انتم مغايرين للحراك السلمي .
ليس لنا ولكم الا طريقان لا ثالث لهما.
اما نمضي حسب ماتريدون انتم ونتخذ اسلوبكم ووسائلكم وبالتالي اعلان الجهاد او الكفاح المسلح والاولى توحي بشيء والاخرى توحي بشيء اخر ونحن نراها حرب دنيوية وليست دينية بكل معنى الصراحة. وهذا مجال لاختلاف اخر يدخل في ثنايا طريق السلاح.
الامر الاخر ان تقفوا مع طريقنا بالنضال السلمي او بمفهومكم الجدال بالتي احسن ولاندري مدى رؤيتكم لهذا الطريق وطريقة العمل به من جانبكم .
وبناء لهذين الخيارين نحن في الحراك نرى ان الطريق السلمي هو الاجدر والانجع على الاقل في المراحل الحالية وهذا الخيار جاء بناء لقرآءة الواقع وفهم طبيعته بطريقة "اعقلها وتوكل".
اخواني النظام الاحتلالي لديه اوراق قوية وخياراته كثيرة ولهذا لابد ان نكون بمستوى مايجري ولا يجب ان نترك الامر للمصادفات والظنيات.
اخواني لكم توجهات لا نعلم عنها غير الجهاد ضد النظام ولاندري حقيقة ماتعملون ولكن يؤلمنا مايصيبكم اشد الألم. لان الجهود تضيع في طرق لا حصر لها من المفاهيم والمسميات والاتجاهات . والامر لله من قبل ومن بعد.