عاصفة انقطاعات كهربائية تجتاح المكلا مصحوبة برياح الحرائق وزخات الرصاص الحي
 

المكلا اليوم/ خاص اجتاحت موجة انقطاعات كهربائية مدينة المكلا أمس واليوم، نزل على أثرها أبناء المدينة إلى الشوارع وتجمهروا في أحيائهم في وقفة احتجاجية بدأت هادئة لكن سرعان ما تطورت إلى إشعال الحرائق وإطلاق الرصاص الحي بعد أن بلغ إجمالي عدد مرات انطفاء الكهرباء ما بين 8 إلى 10 في أوقات متقاربة في أيام صيف شديد السخونة وعالي الرطوبة.
اندلاع موجة الغضب العارم الذي تخلله إغلاق بعض الطرقات والمداخل الرئيسية في المدينة يعد بمثابة إنذار أولي على ردة الفعل المتوقعة إذا ما تكررت حالات انقطاع التيار العشوائية واستمر التدهور المريع يضرب الشبكة الكهربائية في ظل اقتراب موعد انتهاء المهلة التي حددتها شركة حضرموت الاستثمارية لتوليد الطاقة الكهربائية لإيقاف خدماتها إذا لم يتم دفع مستحقاتها المتأخرة منذ أكثر من عام وهو ما لم يتم بعد أن تعنت وزير المالية صخر الوجية في إصدار أمر تسديد مستحقات الشركة وشركة المحضار وبلحامض على غرار ما حصل مع المستثمرين الشماليين حيث تم تحرير شيك بمبالغهم للأشهر الأولى من العام الجاري.
الرسالة التي أطلقها رجال وشباب المكلا اليوم صريحة ولا تحتاج لحصيف أو ذو بصيرة نافذة حتى يدرك مضمونها، فأبناء العاصمة ذاقوا ذرعا بالمركزية التي انهكت قواهم وسلبتهم حقوقهم وجعلت من ملف الكهرباء قضية رأي عام أزهقت أرواح وأدخلت أخرى في غيبوبة من كبار السن والمرضى والعجزة، كما أنهم غير مقنعتين بالموقف الذي اتخذته السلطة المحلية التي اكتفت باستنكار موقف وزير المالية دون أن تحسم موقفها، وتحدد الخطوة التالية.
ما من شك أن الأيام القادمة ستكون حبلى بالتطورات والمنعرجات التي من شأنها أم أن ترد الاعتبار لحضرموت أو تدخلها في فراغ يبدو أن أطراف في حكومة الوفاق الوطني تسعى إلى أحداثه بشكل مباشر أو غير مباشر، وتبقى المسئولية على عاتق السلطة المحلية في إثبات وجودها من عدمه في اختبار يبدو أنه الاصعب في مسيرتها التي يعتقد البعض أنها وصلت إلى مراحلها الأخيرة.