![]() |
محاولات الترهيب والتهديد المنظم ضد الجنوبيين
الترهيب والتدليس الممنهج ضد الجنوب
عبر التاريخ كانت الحروب عند العرب تصل الى الميادين بعد ان يكون السجال بين الاطراف المتحاربة قد تطور من كلمة الى بيت شعر ومن بعدها الى قصائد هجاء ليجدوا انفسهم قد تحولوا الى ميادين الحروب بما فيها قتل ودماء وسبي وغنائم. وحتى لا نذهب بعيدا في الغوص في تاريخ الحروب الظالمة نجد ان الحروب وان تطورت اشكالها وتنوعت وسائلها فجوهرها لم يتغير حيث ان ما نشهده اليوم ي عالم الاعلام الموجه من حروب تفننت فيها كثير من الدول واتقنت ادارتها ووفرت لها الموارد غير ان هذه الحروب لم تنجح جميعها مثل الحروب في الميادين فلم تاتي اكلها جميعا كما يعتقد تجارها. لقد شهدنا وعشنا حملة الحرب الاعلامية التي سبقت حرب الميادين على الجنوب منذ الوحدة تارة باسم الدين وتارة باسم الوحدة والتي قادت الى احتلال داخلي من قبل الشمال للجنوب ( شهادة على محسن الاحمر عن استعمار الجنوب) وفرض ثقافة النهب والفيد والفساد والفوضى واسقاط القانون والذي بدوره انهى الدولة الوطنية وتحويلها الى اقطاعية اسرية وسلالية جديدة. لكن هل نجحت هذه الحرب في اسكات واجتثاث مقاومة الجنوبيين لهذه الحرب بالطبع لا فقد ظهرت بوادر الرفض الجنوبي مباشرة بعد الحرب في مظاهرات المكلا عام 1997م ورفض الانتخابات التشريعية في نفس العام ومقاطعتها من غالبية ابناء الجنوب الا من مستوطنين جدد او جنود يتم نقلهم الى اكثر من مركز اقتراع واستمر هذا الرفض حتى تفجر في 2007م ليكون بداية تاريخ جديد في نضال الجنوبيين لاستعادة هويتهم ودولتهم. اليوم تبدو في الافق حملة جديدة يبدو ان قوى النظام المتنفذة حاكمة ومعارضة عسكر ومشايخ بدأت تشعر ان نضال الجنوبيين سيفقدها الكثير من الغنائم التي نهبتهامن الجنوب ومازالت تحت قبضتها ويسقط سيطرتها ويهدد وضعها ليس في الجنوب وحده بل وفي مواقعها في الشمال , فرأت ان تكرر تجربة الماضي في شن حرب ممنهجة وتدليس واضح وافتراء لاحدود له ضد نضال الجنوبيين مستغلة بذلك الامكانيات المتوفرة لديها والمال الوفير ووسائل الاعلام المختلفة المتأسلمة منها والحكومية والمعارضة هادفة من وراء ذلك الى تغطية الفشل فيما سمي جزافا بثورة التغيير في صنعاء وتحويلها الى اعادة الشراكة بين طرفي الفساد وكذلك من اجل ترهيب الجنوبيين بعد شعار الوحدة او الموت بشعارات جديدة مثل لا يمكن السماح بتمزيق بلاد المسلمين والتغني الزائف بشعارات ظاهرها خير وباطنها ظلم وعدوان. نعتقد اليوم ان وسائل الاعلام اليمنية التي تحاول بث الاخبار الكاذبة هي في حالة صراع ثانوي فيما بينها لكنها جميعا تتفق في نفس اللغة تجاه الجنوب فمحاولات الكذب المتفق عليه بين هذه الوسائل ظهر جليا في الايام الاخيرة التي توافدت على الجنوب وفود الامم المتحدة والاتحاد الاوربي ودول الخليج حيث تحاول بث اخبار ملفقة وتسريبات عن كلام صادر عن سفير هنا ومندوب هناك حول القضية الجنوبية محاولة بذلك تثبيط همم الجنوبيين متناسية ان الجنوبيين في نضالهم لم يستأذنوا احد وان عدد شهداء الجنوب في نضالهم من اجل استعادة هويتهم ودولتهم اكثر ممن سقطوا في ما سمي ثورة في صنعاء اذا اخذنا في الاعتبار عوامل الكثافة السكانية وبالتالي شعب كهذا لا يمكن ان يرهبه خبر كاذب عن رفض العالم لفك الارتباط او الصاق تهمة الارهاب بالحراك فيما لو رفض الحوار فهذه الفبركات لم تعد تنطلي على احد في عالم سماءه مفتوحة . ان البديل الحقيقي لكل الدماء سالت والتي يسعى تجار الحروب لاسالتها من جديد في سبيل الحفاظ على ما نهبوه واتفيدوه في الجنوب هو العودة الى الحكم العادل بحق تقرير المصير لابناء الجنوب في تحديد مستقبلهم ومستقبل وطنهم والا لن تشهد هذه المنطقة الاستقرار المنشود. |
Loading...
|
Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions Inc.