كم هو جميل ان يكون الانسان على قدر كبير من المصداقية وصفاء القلب ، لن نستطيع ان نتقدم ونتطور مثل بقية الناس الا اذا تغلبنا على الانانية والانحياز لاحزابنا وتنظيماتنا ولو كان على حساب اوطاننا واخواننا ، هنا نستطيع القول لايمكن ابداًان ننهض بمجتمعاتنا ولو تقدمنا خطوة فإننا سنتراجع خطوات كثيرة الى الوراء مادام مصلحة الشخص تقدم على مصلحة الوطن ، ومادام الحقد والحسد مدفون في القلوب ، وهذه من اكثر المشاكل التي تعاني منها شعوبنا العربية.

الثورات العربية صحيح انها حررت الاوطان من دكتاتورية الحكام ، ولكن اعتقد انها الى الان لم تستطع ان تحرر العقول ، فالناخب عندما ينتخب لاينتخب على اساس هذا البرنامج او ذاك ، بل على اساس توجهه وانتماءه الحزبي ، او لانه لايحب هذا الشخص المترشح او لانه ليس من قبيلته او لاينتمي لجماعته ، حتى ولو كانت هناك برامج افضل من البرنامج لحزبه ، وهذا يقودنا الى دكتاتورية اخرى يمكن ان تسميها دكتاتورية بطريقة ديمقراطية ، وخير دليل ما حصل في تونس .

لكن انظر الى الدول الغربية، الناس لاتجامل غالباً في الامور المصيرية وتنسى كل الخلافات بعد الانتخابات ، ويعمل الجميع الفائزون والمعارضة يداً بيد من اجل خدمة بلدهم ، وهذا ما لانراه في مجتمعاتنا .

تذكر كلامي هذا ان تونس انفجرت يوم الجمعة لهذه الاسباب ، والانتخابات القادمة في مصر سيحدث ذلك ايضاً ولنفس الاسباب ، وان غداً لناظره لقريب .