منتديات الضالع بوابة الجنوب

منتديات الضالع بوابة الجنوب (http://www.dhal3.com/vb//index.php)
-   المنتدى السياسي (http://www.dhal3.com/vb//forumdisplay.php?f=18)
-   -   جاك السيل وا هارب .. لا وين الهراب . (http://www.dhal3.com/vb//showthread.php?t=76300)

طائر الاشجان 2011-10-22 06:10 PM

جاك السيل وا هارب .. لا وين الهراب .
 
في خضمّ الأحداث المتسارعة لا يملك أي محلل سياسي إلا أن يُجاري هذا النفس اللاهث ليواكب تطوراته ومستجداته قدر الإمكان .. ولا عجب أن يكتشف فجأة بأن يداً خفية تشرئب من خلف كل حدث ، ولا تترك مجالاً لمخلوق أن يدعي بأنه هو الذي قدّر ودبّر ، فما شهده شمال القارة الأفريقية أمرٌ يبعثُ على التأمل بدءاً بالهبّة التونسية التي مثلت باكورة الربيع العربي حينما تقلد أحفاد أبي القاسم الشابي أمضى سلاح خلّفه لهم لا يتعدى بيتاً من الشعر قال فيه :

إذا الشعب يوماً أراد الحياة .. فلا بد أن يستجيب القدر

كان هذا السلاح قاطعٌ في غِمدهِ ، امتشقه فتية تونس فهبت عاصفة القدر ، وألقيَ في قلوب الذين ظلموا الرعب ، وفر زين العابدين هارباً حتى لا يجرفه سيلُ العَرم .

وسرَت الثورة في وجدان المارد المصري سريان النار في الهشيم ، وأبى إلا أن يسترد كرامته التي صادرها فرعون مصر الحديث ، وحوّل أرض الكنانة إلى مقاطعات تسكنها قطعان ، تدين له بالولاء ، وعزبة يرثها أبناؤه من بعده ، فأصبح هو ومَن يدور في فلكه رهائن هذا التيار الجماهيري الجارف ، ولم تحِل المليارات المنهوبة دون الزج بهم خلف القضبان ، لصوصاً ينتظرون كلمة القضاء العادل .

وتحامل السيل الليبي عندما توافد أحفاد عمر المختار يرفعون شعاره بكبرياء واعتزاز " نحن لا نستسلم ، ننتصر أو نموت " وحملوا السلاح ليخوضوا مواجهات غاية في الشراسة مع كتائب القذافي المنهزمة ، وتمكنوا من الإطاحة بنظام جثم على صدورهم أربعة عقود طوال .

وتكفهرّ سماء صنعاء بغيوم متلبدة ، ورياحٍ مزمجرة ، ويدبّ في النفوس شعور الخوف من المجهول .. ويُجمع الكل على اقتراب النهاية الحتمية الآتية من رحِم الغيب ، وهي وإن أبطأت إلا أنها آتية " ليس لوقعتها كاذبة " وكأني بسيد " القصور " ( كنت سأقول القصر فتذكرت أنه يمتلك في كل مدينةٍ قصراً ) الملكية ( حيث يصعب تسميتها بالجمهورية ) وقد رضي من الغنيمة بالإياب ، وبدأ يتلمس الضمانات لدى حلفائه من العرب والعجم ، وكان لقرار مجلس الأمن وقع الصاعقة التي لم تحدثها هزة جامع النهدين حينما أسقط من مضمون القرار 2014 أي ضمانات بعدم الملاحقة القضائية على خلفية جرائم الحروب التي اقترافها نظام صالح العائلي ، وأكاد أجزم بأن المماطلة في موقف فخامته من تسليم السلطة في ظل غياب هذه الضمانات سيكون هو الطابع الذي ستتسم به الأيام القادمة ، لكن رجاءه في كسب الوقت لن يكون ذا جدوى .. وتجدر الإشارة إلى أن الهلع ذاته ينتاب معظم أعوان النظام ، لا سيما الإعلاميين والحزبيين الذين يمارسون صلاحياتهم ومسؤولياتهم في مختلف مفاصل الدولة ، علاوة على العسكريين في المقام الأول .

هذه الإرهاصات ربما تجسدت واقعاً ملموساً ، وأحس بها البعض ممن قُدّر لهم مشاهدة المؤتمر الصحفي للدكتور أحمد بن دغر ، وهو أحد المطبلين لفخامة الرئيس ، إن لم يكن هو المايسترو الثاني ( ولا أقول الأول حتى لا أخسر عبده الجندي ) وفي هذا المؤتمر تحدث بن دغر عن اعتزام حزب المؤتمر تغيير الدستور في عهد الرئيس المقبل ، والذي أكد بأنه – أي الرئيس – سيكون من حزب المؤتمر ذاته ، وأسهب في الحديث عن ضرورة ( العفو عما سلف ) .

وإزاء هذه القراءة فإن احتمال لجوء صالح إلى تفجير الموقف للدفع بالأوضاع إلى أتون حرب أهلية أمرٌ محتمل الوقوع ، ذلك لأن الفوضى الأمنية ربما تشكل المخرج الوحيد لإفلات صالح وتابعيه من سطوة العقاب ، في مشهد يختلط فيه الحابل بالنابل ، وكل قضية فيه تقيّد ضد مجهول .

تحياتي
طائر الاشجان


Loading...

Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions Inc.