منتديات الضالع بوابة الجنوب

منتديات الضالع بوابة الجنوب (http://www.dhal3.com/vb//index.php)
-   المنتدى السياسي (http://www.dhal3.com/vb//forumdisplay.php?f=18)
-   -   الجنوب يطالب برد الجميل (http://www.dhal3.com/vb//showthread.php?t=76141)

ياسر الاسد 2011-10-20 04:09 PM

الجنوب يطالب برد الجميل
 
حسن يافعي

لا أريد أن أستفز أحداً أو أجرح مشاعره بما سوف أسطره على هذه الصفحة. لكننا- نحن الجنوبيين- بحاجة إلى أن يقف العالم معنا لنصرة قضيتنا المتمثلة في تحرير واستقلال واستعادة دولتنا التي كانت ملئ السمع والبصر حتى وقت قريب. ولكن قبل أن نطلب نصرة البعيد، لابد لنا أن نحاول مكاشفة وإقناع شركائنا في الوحدة (أبناء الشمال) بعدالة قضيتنا وشرعية مطالبنا..

هؤلاء الذين تقاسمنا معهم الوطن ولقمة العيش، والذين، للأسف، استبدلونا بأنفسهم، ومارسوا معنا كل شيء سيء؛ بدءاً باستئثارهم بتراب وماء وهواء الوطن الذي جعلناه وطناً للجميع، وانتهاءً بتشويش ومحو ذاكرتنا لكي نعود إلى الأصل الذي اختاروه لنا، ولم نستشر فيه. كما أننا بحاجة أيضاً للاقتراب من أبنائهم، الذين خدعوهم كبارهم بقولهم لهم أن الجنوب هو وطنهم وهــم (أي الكبار) يعرفون أن ذلك كذب وبهتان وخيانة للعيش والملح الذي وفره لهم وتقاسمه معهم الجنوبيون. بل إنه الغدر بعينه، والاستقواء بالعدة والعدد.
إن جيل الكبار (في الشمال) يتحمل أية أخطاء ارتكبها أو قد يرتكبها أبناؤهم في حق أبناء الجنوب. لأنه كان عليهم الحديث عن الماضي بشفافية، وإعطاء أبناءهم الحقيقة فيما يتعلق بعلاقتهم بالجنوب والجنوبيين، وعدم حجب أي شيء عنهم، حتى ولو كان في ذلك ما يسبب حرجا لدى البعض منهم. لقد كان عليهم شرح وتوضيح الظروف الصعبة التي عاشوها في بلادهم ( المملكة المتوكلية الهاشمية أو الجمهورية العربية اليمنية) وكيف ترك الكثير منهم بلادهم، قاصدين عدن ومدن جنوبية أخرى، مع ذكر الزمان و أسباب استقرار البعض منهم في عدن ولحج وأبيــــــــن (وهي أماكن تركزهم إلى يوم توقيع الوحدة المزعومة مع الجنوب).

وكذلك ذِكر سكان هذه المناطق الأصليين من الجنوبيين الذين تعايشوا معهم حينها، و كيف كان يتم التعامل معهم، سواء من قبل سكان هذه المناطق أو حكامها.إنه من المعروف تاريخياً أن الاحتلال البريطاني لعدن (في عام 1839م) رافقه ازدهار اقتصادي وتجاري، والفضل يعود في ذلك إلى مينائها الاستراتيجي الهام الذي شهد حركة تجارية غير مسبوقة وأحرز بذلك شهرة عالمية. إن هذه النقلة النوعية لعدن، ومينائها على وجه الخصوص، تطلبت استجلاب أيدٍ عاملة تلبي متطلبات هذا التطور المتسارع. ولما كان سكان عدن الأصلييــــــــــــــــن (من العبادل والعقارب وأهل فضل)، حينها، قليلي العدد( بين 600 إلى1300 نسمة)، فتح البريطانيون الباب للهجرة من دول الكومنولث ومناطق الجنوب الأخرى، وكذلك من المملكة المتوكلية الهاشمية(اليمن) لتلبية احتياجات هذه الطفرة الاقتصادية في حياة عدن ومينائها.لقد كان الجنوبيون وحدويون من قبل وحدة عام 90م. فقد فتحوا قلوبهم، قبل أذرعهم للقادمين إليهم من اليمن، هاربين من ظلم الأئمة ( حكامهم ) الذين فرضوا عليهم حياة الجهل والفقر والتخلف.

فاستقبلهم الجنوبيون ومنحوهم فرص العمل الشريف والعيش الكريم في بلادهم. وأشفقوا على فقيرهم وحنوا على يتيمهم، وربوا الكثيرمنهم في بيوتهم وعلموهم، وعاملوهم معاملة الأبناء والأخوة. ووصل الأمر بالنسبة لسعيدي الحظ منهم أنهم وُرثوا من قبل العائلات التي احتضنتهم. والأمثلة التي يمكن أن تضرب في هذا الصدد كثيرة جداً، في لحج(الحوطة وقراها)، ناهيك عن عدن، وأبين.ولأن الجنوب كان، ومازال بلد الخير. وأهله أهل نخوة وكرم. ساهم التعليم والثقافة والمجتمعات (المدنية) التي خلقوا وتربوا وعاشوا فيها من تهذيب مشاعرهم والارتقاء بسلوكهم ، الأمر الذي جعلهم يتقبلون العيش مع الآخرين (ولو كانوا من غير أبناء جلدتهم), دون تأفف أو ازدراء.وعليه فإن القضية الجنوبية هي قضية تخص الجنوبيين وحدهم. كما أن تقرير مصير الجنوب هو أمر منوط بالجنوبيين، لا غيرهم.

وإن إفتاء من هب ودب (من الصغار والكبار) من أبناء شريك الوحدة يعد تعدياً على حقوق الشعب الجنوبي وتجاهلاً له، واستخفافاً بتضحياته، ونكراناً لتاريخه، وجحوداً لأفضاله .لذلك- في رأيي- أنه لو عرف الشباب في ساحات الشمال ما قدمه الجنوب وأهله لآبائهم وأجدادهم، والذي مازال يقدمه لأهلهم حتى اليوم، لعملوا كل ما بوسعهم على رد هذا الجميـــــــــــل، وذلك عن طريق دعم مطلب الشعب الجنوبي في فك الارتباط مع دولتهم التي غدرت بالوحدة واتفاقاتها. ولوقفوا معهم وساندوهم، كما فعل الجنوبيون مع كبارهم بالأمس القريب والبعيد.
ولعملوا كذلك على الحفاظ على (ما تبقى من) العلاقات الطيبة ووشائج القربى بين أبناء البلدين الشقيقين. ولجعلوا، أيضاً، الشعارين الرئيسيين لثورتهم: إسقاط النظام و تحرير الجنوب.لأن في تحرير واستعادة الدولة الجنوبية استمراراً للملاذ الآمن لهم ومصدراً كريماً للرزق ولقمة العيش للكثيرين منهم.إن التنمر على أبناء الجنوب وقمعهم وقتلهم، لا لشيء إلا لأنهم رفعوا أعلام دولتهم التي افتقدوها، أو لأنهم هتفوا مطالبين باستعادتها، لن يجلب لهم إلا المزيد من الضغائن والأحقاد في قلوب الجنوبيين، والتي قد تطال أناساً أبرياء منهم. لذا فإن الحكمة تقتضي من أبناء شريك الوحدة التسليم بحق الجنوبيين في وطنهم واستعادة دولتهم (إن هم أرادوا ذلك).
كما أن إضفاء طابع القداسة على الوحدة من قبل بعض أدعياء الدين لن يجر إلا إلى مآسٍ وندم. لأنه ليس هناك نص في القرآن الكريم أو حديث شريف يقول بأن الوحدة بين الشمال والجنوب فرض عين دون غيرهم من أمة الإسلام. وعليهم، في ذلك، أن يعتبروا من فتوى علماء الحاكم التي أهدرت دماءهم.إن تجارب الوحدة والانفصال (وإن كانت بمسميات تتناسب مع زمان ومكان حدوثها) تملأ الماضي القريب والبعيد. كما أن انفصال الجنوب عن الشمال لا يشكل عيباً أو انتقاصاً من رجولة الشماليين. وذلك إن حصل ، فإنما سيكون أمراً اقتضته الحكمة ومصلحة الوطن والمواطن.
وسوف يباركه الخالق عز وجل، لأنه سيحفظ أبناء البلدين الشقيقين من مخاطر الانزلاق إلى أمور قد لا تحمد عقباها، لا سمح الله. وعلى هذا الأساس فإن من يقف ضد مطلب الجنوبيين في استعادة وطنهم ودولتهم هم أولئك المسئولون عن نهب أراضي وثروات الجنوب، ومن بينهم من أفتوا بهدر دماء الجنوبيين، واستباحة أرضهم وأموالهم، الذين نشروا غسيلهم النتن على مرأى ومسمع من الجميع، ومن على ألسنتهم. ذلك كان بعد أن ظهر للعلن مفاسد شركاء حرب صيف عام 94م في الجنوب. وهؤلاء إنما يفعلون ذلك لأنهم يخشون على مصالحهم فقط،، ولا يكترثون لمصالح مئات الآلاف من أبناء شعبهم الذين يكسبون لقمة عيشهم في الجنوب.

إن على شباب ساحات التغيير (في الشمال) أن يدركوا أن الأوطان لا تُملك. وإذا كان هناك من استوطن من أهلهم بعض مدن الجنوب في فترات سابقة ( أشرنا لها)، ولأسباب (ذكرناها سلفا)، فإنه ليس معنى ذلك أنه يحق لأهلهم (من الشمال) الإدعاء بأن هذه المدن هي"شمالية بامتياز"، أو أن الجنوب وطنهم. ففي أمريكا، مثلاً، توجد جاليات من مختلف الأعراق والأجناس. وقد اكتسبوا الجنسية الأمريكية (إضافة إلى جنسياتهم الأصلية).

ولذلك فإنه من المنطقي، بالنسبة لأهلهم، في بلدانهم الأصلية، ألا يدعوا بأن أمريكا وطنهم.ومن هنا فإننا ننصح الشباب في ساحات التغيير أن لا ينقادوا لأصحاب الأطماع والطامحين إلى السلطة والجاه. وأن يكونوا ثواراً حقيقيين. وان يؤدوا الحقوق إلى أصحابها، لأن حرية الجنوب واستقلاله واستعادة دولته هو حق للجنوبيين عليهم. نظرا ًلأن الوحدة مع بلادهم لم تكن وحدة خالصة لوجه الله وخلقه. وإنما كانت شركاً نُصب للجنوب والجنوبيين، وقد وقعوا فيه بحسن نياتهم وطيب نواياهم.أخيراً، رحمك الله ياحاج ناجي ( كان صاحب مقهى شهير بحوطة لحج). فقد أوصى أبناءه خيراً بلحج وأهلها. لقد كان مثالاً للوفاء الذي انتظره الجنوب من الكثيرين القادمين إليه، ولما يأتي بعد.

طائر الاشجان 2011-10-20 06:11 PM

هناك بالإضافة إلى ما جاء بمقالة أخي ( ابن الشعيب ) جانب مهم لا بد من تسليط الضوء عليه ولو في عجالة :

الإندماج الذي أعقب وحدة عام 90م والذي أتاح لشباب البلدين من التعايش والتمازج ، وتبادل الحوارات عبر جلسات القات ، أو في التجمعات الشبابية الأخرى ، وكذا التقاء فتيات الجنوب بنظيراتهن في اليمن كل هذا كان له دوراً فاعلاً في غرس ثقافة جديدة كان من نتيجتها انفتاح عقول شباب اليمن على آفاق رحبة في الإطلاع على تجارب الحرية والديمقراطية لدى الشعوب الأخرى .. ومن عجب أن أطروحات شباب الجنوب كانت تنصب في التجربة الديمقراطية من حيث كونها معتقداً سياسياً له انعكاساته الإيجابية على النواحي الإقتصادية والإجتماعية ما جعل أبناء اليمن يهيمون عشقاً بالديمقراطية ، وتلقفت الحكومة هذه الرغبة برحابة صدر ما دامت تحقق الهدف من الإستيلاء على الجنوب وثرواته بهذا العنصر السلمي الحيوي ، لكن نقاشات هؤلاء الفتية لا تتعدى إلى الهوية اليمنية وأن الجنوب دولة مستقلة عبر التاريخ ، وأن ليس لها علاقة باليمن السعيد لا من قريب ولا من بعيد ، وأن سياسة عبدالفتاح والرفاق هي المسؤولة عن يمننة الجنوب ، لم يكن هذا ليحدث لأن أبناء الجنوب أنفسهم لم تتكشف لهم الحقائق المرة إلا بعد الغزو الآثم على الجنوب لبسط السيطرة عليه بقوة السلاح في العام 94م ومن يومها بدأ الجنوبيون ولا سيما النخبة المثقفة تعيد خلط الأوراق ، وتنبش في الماضي ومفارقاته ، وتستنطق التاريخ وأسفاره ، لتصل إلى حقيقة أن الجنوب وحضرموت كيانٌ مستقلٌ عبر القرون ، وأن اليمن أرتالٌ بشرية متجانسة من بقايا الغزاة ، ولم تطل حيرة المترددين في استيعاب الحقيقة طويلاً فقد جاءت مذكرات عبدالله بن حسين الأحمر ، ومذكرات الشيخ أبو لحوم ، وأعقبتها تصريحات علي محسن الأحمر ، فمحت كل أثر للشك في أن الجنوب كان غنيمة لأطماع يمنية استغلت معطيات وإفرازات الخلافات الجنوبية الجنوبية لتوظفها لصالح مشروع السيطرة على الجنوب ونهب ثرواته تحت مبرر الوحدة ، وجاء الخطاب الديني وما اشتمل عليه من فتاوى ليصب الزيت على النار ، ويخرج الجنوبيون برؤية موحدة لا يحيد عنها إلا أصحاب الحسابات الخاصة الذين يرون في استقلال الجنوب خطراً على مستقبلهم السياسي ، وربما تعرضهم لمساءلات قانونية على خلفية جرائم الماضي .

تحياتي
طائر الاشجان

احمد العدني 2011-10-20 10:26 PM

تصحيح معلومة ان اهل عدن الاصليين هما قبيلتي كلد وال احمد وعدن تاريخيا تتبع كلد وجزء منه ،وقد خضعت فبل الاحتلال البريطاني لسلطنة لحج ،وقد استوطن عدن ايضا في الماضي من هاجر اليها من بقية المناطق الجنوبية ،على ان دخول الاستعمار البريطاني الى عدن مكن الكثير من الاجناس من الاستيطان والسكن فيها من مختلف دول العالم وخصوصا الهنود والافارقة وابناء المملكة المتوكلية اليمنية .


Loading...

Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions Inc.