منتديات الضالع بوابة الجنوب - الاحفتال بذكرى 14 أكتوبر " فرحة ام ماساة "

[justify]الذكرى 48 لثورة 14 أكتوبر
فرحة أم مأساة

في 14 أكتوبر 1963م قامت ثورة شعب الجنوب ضد الاستعمار وكانت ثورة حقيقية أحدثت تغييرا شاملا في المجمتع الجنوبي بغض النظر عن الأخطاء والشطحات إلا إن لهذه الثورة انجازات ومحاسن استفاد منها السواد الأعظم من الناس منها مجانية التعليم والتأهيل ومجانية العلاج والأمن وانعدام الفساد المالي والإداري والرشوة وبصورة عامة تقارب مستوى الحياة المعيشية للرئيس والمرؤوس هذه الصفات والمميزات هي التي جعلتنا نتذكر ونفاخر بها وقد توفى معظم القيادات الجنوبية التي فجرتها ولهم لا يملكون الفلل والأراضي أو الملايين والمليارات وأطنان الذهب التي نسمع عنها مع زعماء اليوم .
لقد كان همهم توفير الأمن والأمان وسعادة الآخرين ويحق لنا في هذه المناسبة أن نسأل أنفسنا ما الذي تبقى لنا في هذا الوطن ولماذا لم تستطيع الأجيال المتعاقبة من الحفاظ على تلك القيم النبيلة التي كان يتحلى بها أولئك السابقون فنحن في أمس الحالة لها اليوم جراء ما أصابنا لكن نشكي حالنا إلى الله ثم إلى الموتى أما الأحياء فهم لا يسمعون ولا يرون .
ونقول لشهداء أكتوبر وقياداتها العظام الذي رحلوا عنا فحالنا اليوم لا يسر صديقا ولا عدو فلم يعد هناك انجازا لثورتكم يمكن أن نتحدث عنها .
لقد فجرتم ثورتكم وانطلقتم بها ضد الاستعمار والاستبداد والفقر والمرض والجهل والفتن طالبين الحرية ، فنبلغكم أيها الثائرين الأبرار العظام بان كل تلك الإشكال التي ثرتم من اجلها وضدها هي لا زالت موجودة الآن وهي السائدة في حياتنا رغم اختلاف المكان والزمان والتسميات ، فقمتم بدولتكم دولة النظام والقانون ، نبلغكم أن لا وجود لتك الدولة وقد استبدلت بالعصابات وقطع الطرقات وسرقة أموال الناس وظلم المساكين الذين كنتم تناضلون من اجلهم ، كنتم أيها الأبرار لا تقبلوا الرشوة والفساد وها هي اليوم المسيطر على تعاملاتنا وإن الكثير من القيادات التي كنتم تربونهم وتعلموهم على النزاهة وحب الخير للآخرين قد تحولوا إلى شركاء في الفساد والنهب وصاروا لا يعرفوا اللحق طريق .
وها نحن اليوم نحتفل بذكرى مرور 48عاما على قيام ثورة 14 أكتوبر وسط هذا الواقع المؤلم .أن الشعوب عندما تقيم احتفالاتها بأعياد الثورة والاستقلال تستعرض نجاحاتها السياسية والاقتصادية والتعليمية بأرقام واضحة يلمسها الجميع فنحن يجب إن نستعرض ماسينا ومخاوفنا من الاقتتال والتشرد والجوع والمرض وانعدام فرص العمل وانتشار الأمية بشكل غير مسبوق، والاهانة والإذلال وشوهت صورتنا في الداخل والخارج حتى صاروا ينعتونا باسوا الأوصاف والتحقير وصار الإنسان الذي يخلق عديم الأمل .وإمام هذا كله ماذا يعني لنا الاحتفال اليوم ياشهداء أكتوبر وقادتها الأبرار الراحلون عنا ؟ فأجابوا بصيحة واحدة من قبورهم المتواجدة في مختلف الأماكن وعلى مختلف مشاربهم السياسية وتكويناتهم الاجتماعية يقولون ثورة ياشباب وكنها بشروط فكانت هذه الشروط على النحو التالي :
أولاً: يجب إن تقوم ثورتكم على أساس مبدأ التصالح والتسامح الحقيقي وإعادة الاعتبار لبعضكم البعض وترسيخ هذا المبدأ السامي في الممارسة والسلوك وليس شعاراً يرفع فقط واتركوا المغالطة لبعضكم البعض.
ثانيا : أوقفوا القلاقل لأنها سبب هزائمكم ولا يمكن لأي ثورة إن تنجح وسط الانقسامات واجعلوا من الأحداث والمتغيرات مطهرة لكم جميعا .
ثالثا:اقرءوا الواقع قراءة صحيحة وزمانكم يختلف عن زماننا وأحسنوا التعامل مع المتغيرات والأحداث وابحثوا عن الأفضل .
رابعا: مواجهة التحديات والمخاطر في تجمعات سياسية واجتماعية تعي كل الأمور من حولها ولا تتركوا مجالا للتراجع عن بذل الجهود في مختلف الظروف وان تكون جزاء من حل لمشاكل الواقع .
خامسا : أوقفوا محاكمة التاريخ الذي صنعه آبائكم وأجدادكم ولا تنشغلوا به وانظروا إلى ما انتم عليه اليوم وشقوا طريقكم نحو مستقبل أفضل .
سادسا: أن الطغيان زائل ومهزوم لا محالة فالنصر للحق وأهله سنة ثابتة ولو بعد حين ، فالظالمين الآن يشربون من نس الكأس الذي أضاقوا به الشعوب فثورات الشعوب إحداث كبرى لا تحدث كل يوم واوجدوا من خلال هذه الثورة دولة عادلة لا يظلم فيها احد .
سابعا : حافظوا على سلمية ثورتكم ونضالكم وتجنبوا الأعمال غير محسوبة النتائج وتحلوا بالأخلاق الحميدة والصبر والثبات لتكن لكم عوامل معينة في النصر القادم بإذن الله تعالى .
ثامنا : اليوم نسمع عن التسابق في إعلان أماكن الاحتفال وكأنه ما ينقصكم إلا هذا وأموركم سابرة وتبشر بالخير فألف مبروك وانتم أدرى بأنفسكم ووضع شعبكم .
وختاما نسالله إن يتقبل الشهداء بالرحمة والمغفرة وللأحياء الهدية والتوفيق والسداد .
[/justify]

الجندي المجهول