منذ اعتقاله في 20 فبراير الماضي، و الحقيقة تكاد تكون شبه غائبة عن مصيره، وتتقاذفها الشائعات والتأويل
الاثنين , 12 سبتمبر, 2011, 12:42





بالتأكيد هي ليست المرة الأولى التي يعتقل فيها المناضل حسن احمد باعوم، ولن تكون الأخيرة ان كان هناك متسع للحياة والنضال، لكنه اعتقال مختلف كان هذه المرة، حيث كان يرقد على سرير المرض بمستشفى النقيب في محافظة عدن، ليفاجئ بقوات الأمن المركزي تقتحم غرفته وتقتاده بمعية نجله فواز، دون ادنى اعتبار لحالته الصحية وحقه في العلاج، ودون تهمة ايضاً.

على جناح السرعة اخذوا باعوم ونجله صوب مستشفى باصهيب العسكري، ربما ضلوا طريقهم حيث لم يمكث هناك سوى ساعة واحدة فقط دون ان يتم عرضه على اي طبيب مختص، او عناية من ممرض ما، قبل ان يعودوا لتصحيح مسارهم ويأخذوه باتجاه مبنى ادارة امن عدن.

مصدر حقوقي كشف لـ"وفاق" تلك المعلومات، مضيفاً بأن تواجد باعوم ونجله في ادارة امن عدن لم يتجاوز الساعتين، ولم يتعرض خلالها لأي عمليات استجواب او تحقيق.

لم تنته رحلة الاعتقال تلك خلف اسوار ادارة الأمن، انها مليئة بفصول وتفاصيل أخرى، تكشف بعمق العقلية الامنية والعسكرية الحاكمة وكيفية تعاملها مع خصومها السياسيين.

معسكر بدر بخور مكسر كان المحطة الأخيرة لباعوم في عدن، حيث مكث فيه لما يقارب الساعة، قبل ان يتم نقله بطائرة عسكرية خصصت لهذا الغرض الى صنعاء.

صنعاء المدينة المفتوحة في وجه نشطاء الحراك الجنوبي السلمي وقياداته، تحديداً معتقلاتها الثلاثة "السجن المركزي - سجن الامن السياسي- السجن الحربي"، ولكل معتقل جنوبي حكايات مع زنازين هذه السجون وجلاديها.

وصل باعوم ونجله الى مطار صنعاء، ليجدوا انفسهم فجأة بين جدران زنازين السجن المركزي لمدة 3 ساعات فقط، ليغادروه بعدها، لا الى عدن او المكلا، وإنما الى غرفة صغيرة جداً في احدى زوايا سجن صنعاء الحربي حيث يقبعان حتى اللحظة.

يؤكد ذات المصدر الحقوقي ان حالة باعوم الصحية ازدادت سوءً في السجن الحربي، وقد تسببت الرطوبة المرتفعة داخل الزنزانه بتقيحات في اقدامه وانحاء من جسده.

طوال فترة الاعتقال التي مازالت الجهة التي قامت به غير معروفه تنقل فيها باعوم ونجله فواز بين مستشفيات وسجون، ولم توجه لهم اي تهمة، ولم يخضعا لأي تحقيق او استجواب، وفي كل مرة يسألون عن سبب اعتقالهم يأتي الرد: "انتم ضيوف لدينا".



مؤخرا أعادت الأجهزة الأمنيه الزعيم الجنوبي "حسن باعوم" ونجله "فواز" إلى السجن الحربي بالعاصمة اليمنية صنعاء, بعد نحو شهرين من نقلهما إلى مستشفى الشرطة,

وكانت الاجهزه الأمنية بصنعاء قد نقلت باعوم من السجن الحربي إلى مستشفى الشرطة مطلع يوليو/تموز.

ويقول فادي وهوالنجل الاكبر لحسن باعوم أن الاثنين أعيدا مكبلين بالسلاسل إلى السجن الحربي, مطالباً قادة الحراك أن يكونوا أهلاً للتحدي لأن استمرار اعتقال الأب الروحي للحراك إنما هو تحدي سافر وإصرار من قبل سلطات صنعاء لإهانة وإذلال الجنوبيين, حسب وصفه

وفي خضم المستجدات المتسارعه في البلد اضافه الى وضع الحراك التنظيمي الذي شهد تراجع ملحوظ بفعل خلافات متكرره لم تاخذ قضية الزعيم الجنوبي باعوم حقها من الاهتمام كما هو معتاد خلال السنوات الماضيه التي اعتقل خلالها باعوم مرات عده

حيث كان الحراك الجنوبي اكثر تماسك حينها ينظم مسيرات حاشده في عموم محافضات الجنوب وبشكل شبه يومي للتظامن مع باعوم تشكل عامل ضغط مقطوع النظير على النظام

ويقول فادي باعوم الذي ابدى استياء كبيرا بهذا الصدد خلال حديثه لوفاق (للاسف قيادات الحراك الجنوبي ليست بمستوى المسؤوليه )

مضيفا ان جميع الجنوبيين يعتبرون حسن باعوم رمزا للجنوب لما قدمه من تضحيات للقضيه الجنوبيه لكن قيادات الحراك لم تتعامل مع الامر من منطلق هذه الاهميه ولا حتى من ناحيه انسانيه

وحسب فادي فان والده حسن باعوم يعاني من ضروف صحيه بالغة الصعوبه حسب مايصلهم من معلومات شحيحه وبطرق صعبه للغايه فضلا عن اوضاع سيئه داخل السجن وفي عزله تامه عن العالم وكل مايجري فيه والاكثر بعيدا عن زوجته ابنائه واحفاده وجميع اسرته واقاربه الذي منع العديد منهم خلال فترة اعتقاله من تخطي بوابات السجن او حتى الحصول عن معلومات عن وضعه الصحي رغم تكبد العديد منهم مشقاق السفر الى صنعاء

ولم يحضى الرجل بغير زياره واحده على غير المتوقع من قبل وزير الداخليه مطهر المصري والمؤكد بالنسبه لحسن باعوم ان تلك الزياره الواحده التي حضي بها هي الوحيده التي قد لا يرغب بها اطلاقا

فالمفترض وحسب تسلسل اداري طبيعي ان يكون مطهر المصري المسؤول الاول عن اعتقال حسن باعوم وبقائه في السجن في ضل اسوء الضروف الصحيه والانسانيه

وحسب المصادر فقد قام وزير الداخلية "مطهر المصري" بزيارة حسن باعوم صباح يوم الأثنين الموافق 18 يوليو الماضي ووعد بنقل باعوم للعلاج في الخارج على نفقة الدولة والسماح لأسرته بزيارته.. لكن شيء من ذلك لم يتم

بل حتى ان المنظمات المحليه والدوليه المهتمه بالجوانب الانسانيه بعيدا عن السياسه وتداعياتها لم تستطيع زيارته كان اخرها منظمة الصليب الاحمر الدوليه التي ورغم حصولهم على بعض الوعود بزيارة باعوم ونجله الا ان الجهه الخفيه التي لن يفصح السجانون عنها منعت وصولهم للمره الثالثه على التوالي دون توضيح اسباب ودواعي ان تمنع منظمه مهتمه بالشان الانساني من زيارة معتقل يعاني اسوء الضروف الصحيه والانسانيه او ان يمنع ابن او ابنه قبل ذلك من زيارة ابيهم او حتى سماع صوته هاتفيا

والمؤلم ان تصبح حياة الرجل الذي تشارف فترة اعتقاله على اتمام عام كامل مرتبطه بتوجيهات عليا لايعلم احد حتى اللحضه دواعيها ومصدرها او الجهه التي فرضتها في ضل نظام متهالك يشهد الجميع سقوطه كل يوم



وحتى نقل حسن باعوم الى المستشفى للعلاج بعد تدهور حاد في وضعه الصحي لم يكن كاجراء اعتيادي يمنح لمعتقل سياسي وحسب معلومات مؤكده فقد جاء نقله للمستشفى في ضل توقعات بقدوم بعثه امميه لزيارته وتفقد وضعه الصحي وضروف اعتقاله

ونقل باعوم رفقة نجله الى مستشفى الشرطة العام في الخامس من يوليو الماضي، لتلقى العلاج قبل ان تتم اعادته الى السجن الحربي في 27 اغسطس الماضي.



"باعوم بحاجه لهبه شعبيه من كل ابناء الجنوب وتستمر حتى يتم اطلاق سراحه وهو ماقاله فادي باعوم" ويقوله ناشطي الحراك الجنوبي

الاسبوع الماضي قرر مجلس الحراك ومكونات شبابيه في الحراك ان يكون يوم غدا الاثنين بداية لسلسله من فعاليات وتضاهرات كبرى حسب الدعوات الحراكيه في عموم محافضات الجنوب للمطالبه باطلاق سراح الزعيم الجنوبي حسن باعوم ونجله فواز

من جهه اخرى يعتبر ناشطين جنوبيين ان نجاح دعوات الحراك بتنظيم تضاهرات كبيره وفي مختلف المحافضات والمناطق الجنوبيه للمطالبه باطلاق سراح معتقل يعد الزعيم الاول بالنسبه للحرك الجنوبي هي بمثابة اختبار حقيقي لمدى تماسك الحراك وحجم تاثيره على الشارع الجنوبي بعد فترة خلافات وانقسامات في هيئاته التنظيميه ادت الى استياء كبير في الشارع الجنوبي فضلا ان نجاح الحراك في تسيير هذه المظاهرات قد يعيد الحراك الى واجهة الاحداث السياسيه على قرار الاعوام الاولى لضهوره وعلى العكس من ذلك تماما في حال لم ينجح




عدن - وفاق - صدى عدن - مشعل الخبجي

لا ازيد على قولك اخي وصديقي استبرق
فا والله انه عار علينا واكبر عار وستضل وصمة سوداء على جبين كل جنوبي ما حيينا!