التأمل في ما يجري بصوت مسموع ..
 

منذ جلاء الإستعمار البريطاني عن عدن ، وحصولها على الإستقلال في الثلاثين من نوفمبر عام 1967م وشعب الجنوب يمر بنكسات من صنع أبنائه ، نكسات ساعد في نشوئها عوامل عديدة أهمها :

1) تحالفات موجههة وفق مشيئة " حوشي " وهو المصطلح الذي يطلق على المقيمين من أبناء الحجرية في أرض الجنوب ، ويمثلون الأقلية المضطهدة ( بفتح الهاء ) من قبل نظام دولتهم " الجمهورية العربية اليمنية" ، وأبرز شخصياتهم " عبد الفتاح اسماعيل " وقد أسهم أولئك النفر في صناعة الحدث بما يخدم تصفية الرموز الجنوبية ، وأفرزت حصيلتها في الإطاحة بقحطان محمد الشعبي ومن بعده سالم ربيع علي ، ومع كل منهما أطيح بجموع غفيرة كانت تقف خلفه ربما كان " فيصل عبد اللطيف الشعبي " الأبرز من بين عناصرها القيادية .

2) اللجوء إلى أطراف خارجية تملي إرادتها كشرط لمد يد العون ، وتأمين أطواق النجاة ، وفي هذا السياق يأتي دعم دول المعسكر الإشتراكي وفي مقدمتها الإتحاد السوفييتي بشروطه التجويعية التي قبل بها الحزب الحاكم مضطراً ، وأناخت بثقلها على كاهل شعب الجنوب الوفي دوماً ، وتجسدت بشاعة هذا العامل الخارجي في الغول اليمني عقبَ محرقة 13 يناير 1986م حيث استغل دهاة الحكم في صنعاء ذلك الحدث أيما استغلال ، وهو الأمر الذي وصفه الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر في مذكراته بأنه الهدية التي جاءت على طبقٍ من ذهب .

لم يكن جيل التسعينيات أوفر حظاً ممن سبقوه ، إذ حملت له الأقدار الفصل القاتم من فصول الدراما المبكية ، ووضعته أمام مسؤولياته التأريخية ، وما تزال غربان من الماضي تنعق فوق كهوف " الفيدرالية " ودهاليز اليمننة بذات الندب الذي درجت عليه منذ عهود الماضي السحيق ، وهو ما يضاعف من صعوبة المهمة المناطة بهذا الجيل المواكب لثورات الربيع العربي .

ومن الإنصاف القول بأن فخامة السيد علي سالم البيض يعد من القيادات الحكيمة التي أحسنت قراءة المشهد في وقتٍ مبكر ، وحددت موقفها بشكلٍ صريح ، وهو اليوم يتولى زمام إعادة الأمور إلى نصابها ، وإصلاح ما أفسده الدهر ،

تحياتي
طائر الاشجان