![]() |
أوراق التوت
أوراق التوت كل ظالم وكل طاغ وكل معتد وكل احتلال يبحث عن مبرر ظلمه وطغيانه وعدوانه واحتلاله . وتتمثل هذه المبررات فى الكذب والتزوير وفى الدعاوى وفى القاء المسؤولية والتهمة على المجنى عليه . ويحبث دائما الى جانب هذه المبررات الى مايستره ويغطى منخل المبررات ، ويعطى المبررات المفضوحة مبررات تسندها . ومبررات المبررات ، او سواتر العورات ، هى اوراق التوت . ومن امثلة المبررات ادعاء بريطانيا حدوث عدوان على سفنها قبالة سواحل عدن . ومنها ، منشة الذبان الجزائرية المشهورة . ومن المبررات كذلك دعاوى الصهيونية فى فلسطين بانها ارض الميعاد . اما اوراق التوت التى تريد الصهيونية التستر بها فهى صكوك ملكية اراض فى فلسطين ، وهيكل سليمان الذى لم يكتشف الى الان . ان اكثر اوراق التوت فائدة هى ان يجد المعتدى من اصحاب الحق من يؤيد دعاواه ويبرر عدوانه ، ولكن الاكثر فائدة على الاطلاق هى ان يجد من اصحاب الحق من لا يكتفى بالتبرير بل يشارك المعتدى فى ظلمه . ومثال ذلك تنصيب المانيا النازية حكومة موالية لها فى فرنسا ، ومن امثلة ذلك تنصيب العراق مسؤولين من ابناء الكويت فى الكويت بعد الغزو ، ولن يعدم غاز من عميل موال . وتمثل قضية الجنوب العربى انصع مثال على هذا الامر . يستخدم نظام الاحتلال اليمنى اوراق توت كثيرة فى تثبيت احتلاله وفى تصديق مبرراته – اى ابرازها كشئ صادق – والفائدة التى تجنيها اوراق التوت هى ثمن كونها اوراق توت ، لا اقل ولا اكثر ، فلا قضية لديهم اطلاقا الا كونهم كذلك ، كونها اوراق توت أستنبتت فى شجرة الاحتلال وارتبطت به وتأقلمت معه ورتبت اوضاعها وفق ذلك . وانفصالها عنه يعنى انتهاء الفائدة التى تجنيها من كونها كذلك ، وهذه الفائدة عزيزة عليها وغالية لديها . إن ماء الحياة التى ترتوى منه اوراق التوت والغذاء الذى تحيى به ، والذى يصل اليها من عروق الاحتلال ، هى خلاصة من كرامة كل جنوبى ، ومن دماء كل شهيد ، ومن الم كل معتقل وسجين ، ومن انة كل ثكلى ومفجوع ، ومن غبار قذائف المدافع وصورايخ الطائرات التى شردت وقتلت وابادت ، ومن الولائم الكبيرة مثل المعجلة ومصنع الذخيرة ومجزرة زنجبار فيما مضى ودمارها التام اليوم . كل ذلك مقابل ستر عورات الاحتلال وخزاياه التى لاتنهتى بحق الجنوب ، من دمار الجنوب كله دولة وشعبا وارضا ، من تخلف الجنوب تعليميا وصحيا ومعيشيا واقتصاديا ، انها خدمة تقدمها اوراق التوت ، ثمنها استباحة الجنوب ارضا واستباحته شعبا وانسانا اطفالا ونساء وشيوخا ، ثمنها دمار الجنوب كله وانتهائه من الوجود ، كل ذلك لينعم المحتل باحتلاله . لافرق بين اوراق التوت المرتبطة بالجذع الرئيسى للاحتلال – السلطة – او بفروعه ، او بفروع الفروع . ان الاحتلال بالنسبة للجنوب شجرة حنظل لاتمثر الا المرارة ، وشجرة جهنم ، مثال القبح ، لا يستقى منها الا صديد العصارة . انها شجرة خبيثة ذات ثلاث شعب : سلطة الاحتلال ، واحزاب المعارضة الرسمية وغير الرسمية ، وكل القوى الاخرى غير المنظمة رسميا او حزبيا . وكل كل فرع من هذه الافرع يبحث له عن اوراق توت جنوبية تغطى دعاواه حتى لايظهر انه فرع " شمالى " خالص ، " بقرة صفراء فاقع لونها " ، ومثال ذلك المجلس الانتقالى المعلن ، فقد بحث له عن اوراق توت يجمل بها اغصانه ويخدع بها العالم ويغطى بها دوره القادم – كما يحلم – فى الجنوب . ان الجنوب وارضه بالنسبة لتلك الشجرة الخبيثة ، التى يضرب فيها كل فرع بجذر مستقل يمتص خيراتها ويفرغ فيها سمومه ، ساحة مباحة ومجال للسباق ، الكل يريد ان يستحوذ عليه ، وعلى وجه الخصوص ، الفرعان الرئيسيان ، ويستقوى به ضد خصمه . ومن ضمن الاستقواء اكثار كل فرع من اوراق التوت حوله التى قد يستخدم بعضها ذراعا له فى المنافسة والسيطرة على الجنوب . |
Loading...
|
Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions Inc.