![]() |
أبي ... هل نحن في فلسطين ؟؟ !!
وطني ، وإن شغلت بالخلد عنه ،، نازعتني اليه بالخلد نفسي .
يترعرع المرء في وطنه ، يكبر ، وتكبر معه وفي داخله ملامح الوطن الغالي ، بكل ما فيها من قيم وإخلاقيات ومثل ، تضل محفورة في الذاكرة مهما ابتعد عن وطنه في اصقاع الارض والغربة ، تتحرك في داخله دائما مشاعر الحنين وتتنازعه الاشواق للعودة الى الارض التي ضلت صورتها بتفاصيل منحنياتها وتضاريسها تسكن في القلب وتتربع على عرش الروح ، والوطن الجميل الذي يمثل الحلم والطموح لنا وللأجيال القادمة يضل هاجسا يترنح بين الرجاء والأمل ، وبين وحشة ووعورة الطريق الذي تملأها عصابات اللصوص وقطاع الطرق ، يضل الوطن وهو الذي تغنينا فيه كأجمل الاوطان وهو الجنوب ، شامخا سامقا يلامس عنان السماء، يضل الجنوب دوما حاضر ا في وجداننا ، نراه قريبا منا ، نشتم رائحته ، ترتد قلوبنا وعقولنا مفعمة بالأمل والثبات واليقين أن الحق عائد والنصر قادم . وتجربتي هذه المرة في زيارتي لوطني الجنوب ، كانت قاسية وحزينة ، وكانت الصورة الشاخصة امامي كئيبة ، ومشوهة تبعث على التقزز والاشمئزاز ، نسافر بالسيارة من العاصمة عدن الحبيبة ، الى الضالع ومابين المدينتين ، تتكرر مشاهد الصورة المقززة ، نقاط تفتيش لا نستطيع عدها ولا حصرها، وبكل الوان الطيف من الجنود المدججين بالسلاح من الشرطة الى النجدة الى الامن المركزي الى جنود الجيش الى الامن السياسي الى الحرس الجمهوري ، الى القوات الخاصة ، والى ... لا نعلم ماذا . كل أولائك ينصبون المتاريس ونقاط التفتيش على طول الطريق لاستيقاف المسافرين وتفتيش سياراتهم ، وبصورة مقيته ، وكما رأينا علامات التذمر والضيق بادية على وجوه المواطنين المسالمين العزل ، المشهد يعكس حالة من الارتباك والتخبط الى حد الجنون بين جنود يقفون على ارض ليست ارضهم وبين ناس ليسوا ناسهم ، في حالة حرب واستنفار دائم ، لإرهاب المواطنبن الابرياء . الشيء الذي حيرني ولم أجد له جوابا ، هو ذلك السؤال الذي بادرني به ابني الصغير الذي لم يتجاوز الثامنة من عمره ، وهو يرى هذه المشاهد من الجنود المسلحين وهم يطلون برؤسهم عند كل نقطة تفتيش الى داخل السيارة ، ويامرون بفتح مرة شنطة السيارة ، ومرة صندوق حفظ الاوراق، وحتى ثلاجة السيارة وعلبة المحارم الورقية ، وهو لم برى ذلك الا في التلفاز عندما اكون في متابعة لاخبار العراق او فلسطين ، قال ابي ، هل نحن الان في فلسطين ؟؟ تحيرت قليلا ، وقلت في نفسي ، الفرق ليس كبيرا ، بل إن الصورتين تكادا تتقاربا الى حد كبير ، وإلا ما الذي يمكن ان يفعله الجنود هؤلاء هنا غير ممارسة القمع والبطش والتنكيل والاستفزاز لمشاعر المواطنين العارية صدورهم ، وإذا كان الأمر غير ذلك ، فمكانهم الطبيعي هناك على أطراف الحدود . وبقدر ما يبعث المنظرة على الكثير من الحنق والقهر والشعور بالمهانة ، أحسست أنه أيضا يكون مفيدا لكل ذي شك في أن الوضع القائم في الجنوب هو وضع إحتلالي وبصورة واضحة وسافرة ، مما يعزز لدى الجنوبيين روح النهوض والممانعة ضد نظام الهبمنة والهمجية المتخلفة . فهل الدرس واضح أيها الجنوبيون ؟ |
وبقدر ما يبعث المنظرة على الكثير من الحنق والقهر والشعور بالمهانة ، أحسست أنه أيضا يكون مفيدا لكل ذي شك في أن الوضع القائم في الجنوب هو وضع إحتلالي وبصورة واضحة وسافرة ، مما يعزز لدى الجنوبيين روح النهوض والممانعة ضد نظام الهبمنة والهمجية المتخلفة .
فهل الدرس واضح أيها الجنوبيون ؟ كاتب العدل شكرا لك نعم الدرس واضح فنحن تحت وطأت احتلال بمعنى الكلمه فهذه عبره للمطبلين للسلطه واصحاب الفول انه مايصح الا الصحيح |
Loading...
|
Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions Inc.