منتديات الضالع بوابة الجنوب - جنوب السودان يثير في جنوبيي اليمن الحنين إلى دولتهم المفقودة

جنوب السودان يثير في جنوبيي اليمن الحنين إلى دولتهم المفقودة
الأحد 10 يوليو 2011 10:57 مساءً
http://adenalghad.net/uploads/pics/1310327705.jpeg
يتشابه جنوب اليمن وجنوب السودان في سعي الحركتين إلى استقلال كل اقليم منهما بعيداً عن الشمال
عدن ((عدن الغد )) خاص:

منذ العام 2007 يرابط شاب في الـ28 من عمره ساحات احتجاجات كثيرة في عدد من المدن الجنوبية مشاركاً في مجمل الفعاليات الاحتجاجية التي نظمتها الحركة الوطنية الجنوبية التي تنادي باستقلال الجنوب عن الشمال الذي توحد معه قبل 21 عام .

في مسيرة احتجاجية كبرى نظمتها الحركة الوطنية الجنوبية بمدينة عدن التي كانت عاصمة للجنوبيين حتى العام 1990 سار "عصام الوهطي" وهو شاب ينحذر من مدينة الوهط التي تقع على الأطراف الجنوبية لمدينة لحج .

مضى طوال المسيرة وهو يهتف شعارات متعددة بينها شعارات ترفض استمرار الوحدة مع الشمال ،وأخرى تندد بأفعال بالغة القسوة تتهم قوات الأمن اليمنية بأنها مارستها ضد محتجين جنوبيين خلال السنوات الماضية .

منذ العام 2007 تناضل الحركة الوطنية الجنوبية في جنوب اليمن لأجل استعادة ماتصفها دولة الجنوبيين المفقودة التي فقدت خلال حرب قصيرة المدى مع الشماليين الذي تمكنوا من دخول عدن المدينة ذات النهج المدني الذي تعرض للتدمير خلال العقد الماضي بحسب شكاوي ناشطون في العمل المدني.

ينظر الكثير من ناشطي الحركة الاحتجاجية في جنوب اليمن إلى الحالة السياسية في جنوب السودان حيث تمكنت حركة سياسية تحمل ذات الصفات من تأسيس دولة نالت اعتراف العالم خلال الأيام الماضية بغبطة شديدة .

يرى ناشطو جنوب اليمن بان نضالهم في سبيل مايصفونه استعادة لدولتهم وتحريرها من الاحتلال الشمالي قد تكون الأكثر أهمية وأولوية وعلى العالم والمجتمع الدولي ان ينظر إلى قضيتهم بعين الإنصاف.

يرى الكاتب والصحفي " عوض كشميم" المنحدر من محافظة حضرموت كبرى مدن الجنوب وأعرقها حضارة وتاريخاً ان هنالك خلاف شديد بين الحالتين اليمنية والسودانية حيث يرى ان جنوب السودان لم يكن دولة أصلاً بعكس جنوب اليمن الذي كان دولة معترف بها من قبل العالم اجمع لذا فهو يرى ان استعادة الجنوبيين لدولتهم بعد ثبوت فشل الوحدة أمراً مشروعاً .

ويضيف في حديث لـ"عدن الغد":" في جنوب السودان لم يكونوا دولة مثلما كانت دولة الجنوب (ج ي ق ش)التي توحدت مع الجمهورية العربية عام 1990م ، فاستعادة دولة الجنوب من قبل الجنوبيين هو نتاج للإخلال بمشروع دولة الوحدة التي أنهتها حرب 1994م وأسقطت المشروع السلمي للوحدة فحق تقرير مصير الجنوب وسط تباين الجنوبيين وتداخل العوامل الاقليمية والدولية يشكل عام معيق في تقرير المصير بأقل كلفة ولذلك ستكون التضحيات كبيرة إذا يتوحد الجنوبيون على جبهة عريضة في الداخل والخارج لاجتذاب التعاطف الدولي لمساندتهم ودعم نضالهم الشعبي.

ليس ببعيد يشاطر الناشط السياسي في الحركة الوطنية الجنوبية "علي الصياء " "كشميم ذات الآراء لكنه يرى ان هنالك ثمة معوقات قد تحول دون تمكن الجنوبيين من استعادة دولتهم السابقة ويقول لـ"عدن الغد":" نحن على ثقة باستعادة دولتنا ونناضل ونقدم قوافل الشهداء والجرحى وآلاف الأسرى في سجون الاحتلال من أجل هذا الهدف السامي والمتمثل بالتحرير وماضاع حق ورآه مطالب ، ونحن دخلنا في مشروع شراكه فشل هذا المشروع باحتلال الجنوب واجتياحه من قبل القوات اليمنية في صيف 94م ومن حيها شعبنا يناضل لاستعادة دولته."

ويضيف:" هناك كثير من المعوقات ولكننا على ثقه من تجاوزها ومن هذه المعوقات ماتقوم به أحزاب المشترك من أعمال تفخيخية داخل الحراك بواسطة بعض العناصر المحسوبة عليها .

منذ العام 2007 ناضلت الحركة الوطنية في الجنوب وسعت لتنظيم مهرجانات احتجاجية مناهضة لنظام الرئيس صالح إلا ان المئات من المشاركين في هذه التحركات الاحتجاجية كانوا يقتلون برصاص قوات الأمن والجيش اليمني .

يرى كثيرون ان الحركة الوطنية الجنوبية مؤخراً قطعت شوطاً كبيراً في سبيل تعزيز الفكر الوطني في عموم الجنوب بات اليوم من المألوف ان ترى شعارات تنادي باستقلال الجنوب وأخرى تتحدث عن الاحتلال الشمالي للجنوب مرسومة في أماكن كثيرة كما ان الحركة الوطنية الجنوبية باتت قادرة على تنظيم مهرجانات احتجاجية في مدينة عدن التي كانت تقابل الحكومة اليمنية أي فعاليات تقام فيها بقسوة بالغة .

كيف ينظر الجنوبيين لاستقلال جنوب السودان وهل بالإمكان ان يسير جنوب اليمن على خطى الدولة الجنوبية في السودان .

يرى احمد الربيزي وهو ناشط بارز في الحركة الوطنية الجنوبية واحد الذين اعتقل لشهور طويلة في أحد سجون الحكومة اليمنية ان نضال الجنوبيين في اليمن هو أعظم بكثير من نضال الشعب في جنوب السودان .

يقول الرجل لـ"عدن الغد" لا شك أن الحدث الأبرز الذي شهده العالم خلال اليومين الماضيين هو ميلاد دولة جنوب السودان والتي نالت استقلالها بعد نضال مرير خاضه شعب الجنوب السوداني بقيادة موحدة ومحنكة تضع مصلحة شعب جنوب السودان فوق كل اعتبار وقدمت سيل من التضحيات وهذه التضحيات جسر عبور الى يوم الاستقلال وبالمقارنة مع قضيتنا في الجنوب ( جنوب اليمن) نرى أن لدينا ما لم يكن لدى شعب جنوب السودان باعتبار أننا كنا دولة ذات سيادة ومعترف بها في الأمم المتحدة ولكن ما ينقصنا بالإضافة إلى وحدة صفنا هو وجود القيادة التي تحظى بالقبول الإقليمي والدولي .

ويضيف:" ولكن القبول الذي لا يأتي من خلال تقديم التنازلات التي تنتقص من حق شعبنا الجنوبي حقه في تقرير مصيره ولكن الذي يحصل الآن على أرض الواقع أن بعض القيادات في الخارج للأسف الشديد تتسابق على من يحظى بقبوله بعيداً عن قبول قضينه وتفهمها وهذا ما جعل بعض القيادات تتقدم بتنازلات لا تراعي مصالح شعب الجنوب وهذا خلق انطباعات سلبية لدى دول الإقليم ودول العالم بشكل نحن بحاجة إلى تقييم جاد للمرحلة السابقة لكي نستطيع أن نتلافى أخطاء الفترة الماضية وننطلق نحو يوم الاستقلال كما وصل شعب جنوب السودان إليه اليوم.

وسط ساحة احتجاجات مركزية بمديرية المنصورة التي شهدت أعنف المصادمات بين قوات الأمن اليمنية ومحتجين جنوبيين في فبراير الماضي التف عشرات الناشطين حول شاشة عرض كبيرة كانت تبث مراسم اعتراف بعض الدول بالدول الجنوبية في السودان .. يسود يصمت عميق في المكان ويهتف أحدهم .. غداً سننال حريتنا.

* من فتحي بن لزرق

[/QUOTE]