الجنوب وطن الجميع بقلم العميد / علي محمد السعدي

http://www.adenalghad.net/uploads/pics/1303582877.jpeg

علي محمد السعدي
قبل أيام ساقت لنا الأخبار عن لقاء لعدد من قيادات الجنوبية في العاصمة اليمنية صنعاء وسمعنا حينها وقرأنها عن بيان صادر عن هذا اللقاء وكنت أتمنى ان اطلع عليه وإقراءه حتى عبر عن رأيي حوله وبسبب عدم إطلاعي عليه لأنني كنت خارج محافظة عدن وفي المنطقة الوسطى أبين وشحت الوسائل الإعلامية المقروءة فيها من نت وصحف.

اليوم قمت بالبحث عن هذا البيان عبر شبكة الانترنت حتى وجدته وقرأته بتمعن أكثر من مره ولا اخفي أنني أعجبت إعجابا شديدا بهذا البيان وشعرت بأنه خطوة متقدمة جدا نحوا التواصل والالتقاء ببعضنا كجنوبيين أولا ونتحاور بصوت مسموع وواضح فيما بيننا لأنه لا أحد يمتلك الحق والوصاية على الجنوب دون ان يعلم ان الجنوب ملك كل أبناءه والكل شريك في القرار والكل الجنوبي متساوي في الهوية والانتماء للأرض والتاريخ الجنوبيوهذا المبدأ هو المبدأ الرئيس الذي انطلق الحراك الجنوبي على قاعدته قاعدة الجنوب لكل أبناءه.

وللحقيقة اعترف أنني تفاجئت حينما شاهدت صور لجنوبيين كانوا مشاركين في هذا اللقاء التاريخي الهام وهم من أخوتنا الذين كانوا ولا يزالون يشاركون في سلطة نظام ما بعد حرب الاستباحة والاحتلال والنهب للجنوب أرضا وإنسانا , ما جعلني استعيد ذكريات لقاءات كثيرة كانت تجمعنا كقيادات وقواعد في الحراك الجنوبي وكنا نؤكد ان الوظيفة لا تعني التخلي عن الهوية والانتماء الجنوبي وان المثل يقول عمر الظفر لا يخلع من اللحم وهذا ما أكده بيان أخوتنا أبناء الجنوب في صنعاء.

قد تظهر بعض التباينات في وجهات النظر بخصوص بعض ما تطرق له البيان ولكن بشكل عام فالبيان بحد ذاته وتمسكه بالقضية الجنوبية خطوه متقدمه جدا نحو تقارب وجهات النظر في ما بيننا نحن الجنوبيين ونقطة انطلاقه هامه نحو الحوارات الجادة والصادقة وسماعنا لبعضنا على قاعدة الجنوب لكل أبناءه كما هي القاعدة التي انطلق منها الحراك الجنوبي في 2007م.
وتوفرت عندي القناعة الكاملة ان أبناء الجنوب ليسو كما يصفهم البعض بأنهم موروث صراعات وتنافر وان الماضي الجنوبي المؤلم لن يكون قاعدة مجتمعيه جنوبيه ولكنه كان نتاج سياسات خاطئة في ظروف سياسيه كانت مواتية ومفروضة على شعبنا الجنوبي وكنت أكثر فرحة واطمئنان بأننا جميعا استوعبنا تلك الأخطاء وطويناها بملتقيات التصالح والتسامح الجنوبي وهذا اكبر منجز يحققه أبناء الجنوب ويصبح الكل الجنوبي يعمل به بنيات صادقه وقناعات لا رجعة عنها وهو اللبنة الأساسية للحديث جميعا وبصوت واحد حول قضية شعبنا الجنوبي المقهور .

وعلى قاعدة التآخي والتسامح والتصالح والقبول لبعضنا فاني على ثقة تامة بانه من خلال لقاءاتنا وحواراتنا سنتجاوز ما تبقى من وجهات نظر متباينة وسنخرج بالرأي السديد والصائب الذي يريده أبناء شعبنا الجنوبي من المهرة الى باب المندب فتحية لكل من دعاء وأعد لهذا اللقاء الجنوبي الايجابي ولكل من حضر ومن شارك فيه والله يوفق ويجمعنا على كلمة الإخاء والخير والسداد ووحدة صفنا .
*قيادي في الحركة الوطنية الجنوبية