|
ثورة الأوباش
احمد علي عولقي
ثورة الأوباش عند ما يهيمن الجهل ويضرب أطنابه على النظام فانه بذلك يؤكد حقيقة ثابتة ان الشعارات والمفاهيم التي صالت وجالت طوال أكثر من ثلاثة عقود فإنها لا تحمل في ثناياها إلا الكذب والتدليس على جماهير الشعب وطوال هذه العقود الثلاثة أنتجت لنا آلام ومحن وخطوب قاسية ونوائب عاتية ومآس دامية جعلت صدر هذا الوطن هدف لكل رام ومباحة لكل سفاح ومصالحها وثرواتها وتراثها وأثارها مشاعة ومباحة لكل فاجر وناكر وفاسد وطامح مقامر ووحدتها فريسة ممزقة تكالبت عليها الذئاب المسعورة استأثرت بخيراتها .. استطاع هذا النظام وزبانيته أن يقوضوا أركان الوحدة ويهدموا بنيانها ويذلوا كبرياءها حتى انتهت الوحدة تماما ولم يبقى لها إلا الاسم 0في خضم الأحداث الجسام ووسط هذه المعمعة التي تعيشها البلاد ظهر مطلب الانفصال وكانت البداية لمطلب الانفصال من قبل الشريك في اتفاقية الوحدة .. ونتيجة النهب والسلب والفساد المكثف والطرد لأبناء الجنوب - والتعامل من قبل رموز النظام وشيوخ القبائل بان الجنوب غنيمة مباحة ومستباحة لهم كأنما غزوها وأخذوها عنوة .. بعد أن ابتلعوا الوحدة واتفاقياتها الموقعة الموثقة0 من هنا تطور مطلب فك الارتباط للكثير من أبناء الجنوب بمن فيهم شرائح مثقفة وأكاديميين ووحدويين شاركوا في الدفاع عن ثورة 26 سبتمبر .. لأنهم يرون أن الظلم والاستبداد وانهيار الاقتصاد والفقر وغياب النظام والقانون في ازدياد ... وفئة قليلة مستأثرة بخيرات البلاد ويتحكمون برقاب العباد وان التعامل مع أبناء الجنوب كتوابع وليسوا كشركاء في الوحدة. ... النظام لم يستطع إن يتعامل مع القضية الجنوبية بشكلها الصحيح وعجز أن يكبح زمام رموزه من الاستعلاء والفساد . مشكلة الرئيس ومن حوله أنهم لا زالوا يعيشون أوهام الماضي لم يستوعبوا التطورات والتغييرات التي يشهدها العالم وان الأمم تسير قدما إلى الأمام .. من هنا ثار الشعب اليمني في كل المناطق من أقصى الجنوب إلى أقصى الشمال 0والعجيب والغريب أن النظام اليمني لا زال مصرا على ذلك المنهج القديم المنتهي الصلاحية.. أن ما يقوم به النظام عبر إعلامه الرسمي بألوانه المرئية والمسموعة والمقروءة من النقولات والمقولات تستفزك إلى درجة إنها لا تسمح لك بتجاهلها بالرغم من زيفها تضليلها وضحالتها فهي من المضحكات .. وما أكثر المضحكات التي يتندر بها الشعب في الشارع والمجالس ويتداولها عبر الجوالات كالتخصيب وترك الرئاسة ومحاربة الإرهاب والعناصر الإرهابية التي يتبناها ويستعملها أوراق ( لحاجة في نفس يعقوب ) والدعوة للحوارات وتوقيع الاتفاقيات التي يرمي بها عرض الحائط بمجرد أن يوقعها.. وأكثرها استدرارَا لدموع الضحك والبكاء في آن واحد ما يقوم به النظام متعمدا بقصد الاستخفاف بعقول الشعب والاستهانة بمداركهم وإجهاض مطالبهم يقوم بمظاهرات تقودها عناصر وصولية من أصحاب المناصب والمصالح والمنافع وعناصر أخرى مستأجرة بأبخس الأثمان .. ماذا عساي أن اكتب والنفس تقطر أسىً وحزن والقلب يدمي كمداً وأنا أرى مجاميع فقيرة من الذي أصابها النظام في صميم حياتها المعيشية وهي تكابد وتصارع الحياة لتبقى وتعيش تحت وطأة الفقر ومع ذلك نجدها تشارك في هذه المظاهرات , تساند وتطالب ببقاء طواغيت الفساد ومن أوصلوها إلى مستنقع الحضيض, هؤلاء لا يدركون ما يقومون به ولا يفهمون نتائج أفعالهم وأعمالهم ولا يمكن ان يصل احد إلى نتيجة في نقاش حواري معهم فهم يتمتعون بسوء الفهم وعدم الإدراك وربما بالغباء وإنما الجهل أهم مميزاتهم- والجهل بمعنى التخلف وهو عاهة مستديمة.. الجاهل عدو نفسه , والجهَلة يستصغرون الصغائر ومن ثم يرتكبون الكبائر ولا يميزون بين قول الزور وقول الحق .. ليس أكثر فتكا بالإنسان من الجهل , واجهل الجهل أن يناكف المرء ويتفلسف ويدعي العلم والمعرفة بشيء وهو اجهل من أبي جهل بذلك الشيء ,أولئك على مر التاريخ يطلق عليهم أوصاف عديدة.. الهمج .الرعاع .الدهماء . العامة. ولا غرو أن أطلق على تجمعاتهم الاستفزازية المضادة لثورة الشعب بـ ثورة الأوباش فهم خليط غير متجانس ومجاميع مختلفة في الأفكار والثقافة والتعليم والفهم والإدراك والمطالب .. لا يعرفون الانتماء الصادق للوطن نفوسهم المرضية تبرر لهم أعمالهم الدنيئة طالما هي تحقق لهم المنافع والمصالح الذاتية 0 هؤلاء جميعا هم الركائز التي يعتمد عليها النظام في تحقيق مآربه وهم الأدوات الفعالة في دعم استمرار يته وبقاءه وهم بتملقهم ونفاقهم يشجعون رأس النظام في التمادي ويوهمونه بان كل ما يقوله هو عين الصواب ورأس الحكمة وقول الفصل وانه معصوم من الأخطاء 0 ومن هنا فهم أولى بالعقاب فهم شركاء ولولاهم لما قامت قائمته وتقوت شوكته وبدونهم يصبح فرد نكَره يعيش أحلام العظمة والأوهام .. ويأتي سريعا من يقتلعه 0 هؤلاء وأمثالهم يوغلون في المديح الزائف واستخدام أساليب الالتواء والإعوجاج واغتيال الحقائق في سبيل مصالح زائلة من مال أو جاه هم يعيشون ليومهم .. ! فإذا تدعى أركان الطغيان وسقط يقع هؤلاء الوصوليين في شر أعمالهم وينتهون بانتهاء النظام فإذا بهم يتخبطون في دروب الحياة ويتهاون في خنادق اليأس والقنوط يغو صون في مستنقع الأوهام فتظلم الدنيا وتسود في أعينهم وتموت الفرحة من قلوبهم كما تموت الابتسامة من على شفاههم وليس أمامهم إلا الآلام والحسرة والندم وليس وراءهم إلا تاريخهم الأسود القذر المليء بالا وحال وهناك مجموعة من هؤلاء المنافقين انعدم فيهم الضمير وقل الحياء فإذا بهم يهرولون إلى أي نظام جديد يأتي ويبدؤون مسيرة النفاق من جديد لأنهم يعيشون لذاتهم ولا يرون إلا مصالحهم فهم خارج نطاق هذا العصر لا يريدون أن يفهموا أو يتفهموا التطورات والتغييرات وأننا نعيش في عصر يتسم بالدينامكية المتسارعة نحو التطور الحضاري بكل أنواعه دول تتسابق ودول تسير ببطء ودول تضل واقفة لا تتزحزح من مكانها ودول تسير إلى الهاوية كأنما تيسير للخلف وهذا هو حالنا وواقعنا .. وليست من الحصافة في شيء أن لا نستوعب ضرورة التغييرات والمتغيرات التي اجتاحت الكثير من البلدان في الوقت الحاضر ، ومن البديهي أن نجاري هذا التغيير ونستفيد من هذه الصحوة ومن الزمن الذي ثارة فيه الشعوب ومن الحماس الذي شد الشباب للقيام بواجبهم الوطني للخلاص من الظلم والاستبداد . من هذا المنطلق قام الشعب بكل أطيافه وشرائحه صغاره وكبارة رجاله ونساءه بثورة شعبية تتمثل في إعتصامات ومظاهرات سلمية , اتفق الجميع في تغيير النظام ورحيل رأس النظام 0 ومن منطلق العقل والفكر والفهم ان نظام طوال ثلاثة وثلاثين عام لم يستطع ان يصلح ما فسد من أمره وما سبق وذكرته.. مع العلم ان ما ذكرته ما هو إلا غيض من فيض0 هنا لي وقفة عجيبة أنهكت تفكيري واستفزت مشاعري حول الغباء والاستهتار : عندما يدعو النظام ومن يدافعون عن النظام بالدعوة للحوار والقضاء على الفساد والوعود بالإصلاحات آلاف المرات ولم يخجلوا من كثر إعادة هذه الاسطوانات المشروخة طوال هذه الفترة الزمنية الطويلة .. هل هم أغبياء ؟ أم أنهم يعتقدون ان الشعب غبي ! أم هو استهتار بهذا الشعب ! طوال ثلاثة وثلاثين عام .. كم حوارات صارت .. وكم اتفاقيات.... وكم مطالب بالإصلاحات .. وكم وعود تبخرت في الهواء .. وكم أكاذيب سمعناها.. ... وكم ... وكم .. يا هؤلاء ان كان فيكم بقية نخوة وبقية رحمة أفيقوا كم في عمر الإنسان ثلاثة وثلاثين عام يا هؤلاء أفيقوا من سكرة رغد العيش! أفيقوا من الغباء والتغابي والاستعلاء! أفيقوا من المغالطات والأكاذيب التي لا يصدقها إلا انتم ! آ خر هذه الأكاذيب أعلن انه لن يرشح نفسه للانتخابات وبعد يومين فقط قال انه لن يتنازل من الحكم إلا عبر صناديق الاختراع ! هذه الصناديق الاختراعية الأوتوماتيكية الذي تؤهله للرئاسة بلا عناء ولا نصب ولا منافسة وبالمكر والخداع والاستهتار بالقيم والمبادئ والعقول !! .. يا سادة يا كرام انزلوا من أبراجكم العاجية ! انزلوا من سياراتكم الفارهة ! انظروا لمعانات السواد الأعظم من الشعب – وهو يئن ويتوجع تزداد فيه المعاناة في كل جوانب الحياة .. نظام متهالك يصارع من اجل البقاء مهما كان الثمن وأي ثمن والشعب يدفع الثمن .. ولنا غدا موعد مع النصر. وغدا لناظره قريب |
|
Loading...
|
Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions Inc.