والله أن القلوب لمجروحة وإن مايجري في عدن حاليا من جرائم ضد الإنسانية ومن مجازر ضد شعبنا الجنوبي البطل لايمكن أن تتحملها مشاعر أي جنوبي بل أي إنسان حر وشريف

ولأن تضحيات شعبنا غالية فأن علينا الحذر مما سيكون الوضع عليه حاليا والحذر أكثر من أن تذهب تضحيات شعبنا في غير الطريق الطبيعي الذي يجب أن تصب فيه

إن شعب الجنوب عليه الحذر والحذر من أن يقتلهم حزب الليكود وأن يأتي بعده حزب العمل ليجني ثمار ذلك القتل وليحصد مكاسبه

إن هناك من يفرض عليك مصيرك وإحتلاله لك بالقوة العسكرية المباشرة

وسيأتي لاحقا من يحاول جني ثمار هذه القوة المفرطة ضدك وليزعم أنه يتعاطف معك ولكنه في نفس الوقت سيسلبك حقك في تقرير مصيرك بنفسك ويفرض عليك الإحتلال نفسه ويحقق الأهدجاف نفسها التي لم فشلت في تحقيقها القوة العسكرية فقط وفقط كمقدمة لتعاطفه الإنساني معك

وسيأتي من سيبتزكم بتبرعاته وبدموع تماسيحه وبمزاعم تعاطفه معكم وفي نفس الوقت ينتزع منكم بهذه الدموع وتلك التبرعات وتلك المزاعم سيحاول أن ينتزع منكم ما عجزت القوة العسكرية المفرطة عن إنتزاعه منكم

إن هؤلاء سيكونون أفرادا وجماعات أحزابا وتنظيمات مدن وقرى وبلدات شعوبا وقبائل شيوخا ورعاعا

أن أي تعاطف أو أي دموع تماسيح أو شيء في الكون لايكون بدءه الإلتزام والإعتراف بحق شعب الجنوب في تقرير مصيره وحقه في أن يحدد شكل مستقبله لايعد إلا وجه آخر للحملة العسكرية وجامع لحصادها

إن كل من يتعاطف معنا دون أن يكون فعليا وفي جوهر مطالب قضيتنا يختلف عمن يقتلنا ليس إلا وجها آخرا وقناعا آخر لنفس الجهة

إن كل من يزعم أن يتعاطف معنا ويصر كمقدمة لهذا التعاطف أن نعترف بإحتلال بلدهم لنا لا فرق بينه وبين المحتل المباشر

إن كان هناك فعلا من يتعاطف معنا بإسم الإنسانية فعليه أن يثبت فعليا أن لا أغراض خاصة لتعطافه هذا وأن تعاطفه هذا ليس تكريسا للحملة العسكرية علينا وحصدا لثمارها

وأن عليه أن لايحاول أن يربط تضحيات شعب الجنوب بأي قضايا هامشية أو صراعات داخلية في بلده أو أن يجعل دماءنا كروتا يستخدمونها في صراعاتهم السلطوية أو حتى التغييرية


إن دماء شبابنا وشعبنا لن تصب في مصالح غيرنا ولن تكون نتائجها تعزيز وتأكيد إحتالل بلدنا وربط مصيرنا بغير أرادتنا الوطنية الحرة

إن دماء شبابنا لايجب أن نسمح بالمزايدات عليها وتسخيرها في خدمة قضايا لاتهمنا وفي خدمة العجزة والمتخاذلين وغير القادرين على إنتزاع حقوقهم بأيديهم

إن دماء شبابنا لم ولن تكون عاملا جديدا نحرر به غيرنا ونسمح له بإستعبادنا في ذات الوقت


إن عليكم ياشعب الجنوب فعليا أن لاتسمحوا قط بأن يقتلكم الليكود ويأتي حزب العمل بالشعارات وبالشعارات فقط وبتازلكم عن حقوقكم كمقدمة لتلك الشعارات عليم أن لاتسمحوا للعماليين ولا الليكودين أحزابا وشعبا وكل أطياف هذا الشعب أن يأتوا ليجنوا ثمار قتلكم

فكل من يتعاطف معنا ما لم يقترن تعاطفه بالإعتراف بأحقية قضيتنا وبحقنا في تقرير مصيرنا وبحقنا في أن نختار ما يناسبنا إن كل من لايقبل بذلك لا حاجة لنا بتعاطفه ولا يجب أن نجعله ينتزع منا ما عجزت الدبابات عن إنتزاعه


وبالمناسبة هذا ليس تشكيكا مقدما بالجميع لكن طلب منطقي بسيط ومقياس لصحة الأقوال ودليل لمصداقية قائليها وخلو قوله من أي غرض آخر جانبي

وبالمناسبة المطالبة بالإعتراف بحق شعب الجنوب في تقرير مصيره لاتعني فك الإرتباط كنتجة وحيدة لذلك بل قد تعنيها أو قد تعني عكسها لكنها تعني أن لشعب الجنوب الحق أن يحدد مصيره