![]() |
موقف الجنوبيون من إسقاط النظام في اليمن !
ليس غريبا على أحد ، خروج شباب الجنوب الى الشارع تضامناً مع إخوانهم في تعز وصنعاء الذين يتظاهرون بالآلاف أو بالملايين لإسقاط نظام الحكم الذي فرض على اليمنيين طيلة العقود الماضية منذ الإنقلاب على الحكم الملكي في صنعاء في 26 سبتمبر عام 1962م الذي لا تزال مظاهر نظامه الإستبدادي القبلي العسكري قائمة إلى اليوم ، لا يعاني منها الشعب في الشمال فقط ، بل عانى منها الشعب الجنوبي الكثير في فترة ما قبل إعلان الوحدة ثم بعد تلك الحرب الجائرة على الجنوب في صيف عام 1994م التي أصبحت معاناته بعدها أكثر فأكثر نتيجة جهل قيادة دولة الجنوب السابقة لطبيعة النظام في الشمال ولإنفراد قادة الحزب الاشتراكي اليمني آنذاك بقرار الموافقة على إقتراح الوحدة مع الشمال الذي جاء به الرئيس علي عبدالله صالح إلى عدن ليحقق به هدفين :
( الأول ) ضم الجنوب إلى الشمال ، و(الثاني) تحقيق مصالحة سياسية مع معارضة نظامه التي كانت متواجدة في عدن وكانت تشكل ثــلـثـــي قيادة الحزب الحاكم للجنوب بشكل سـري لم يكن يعـرف شعب الجنوب عنها شيئا الى أن جاءت نتائج الحرب لتكشف ما أخفاه قادة الحزب عن شعب الجنوب ، فصاروا اليوم في المنـفى ! .. ومع ذلك لا يزال الرئيس يحمـّل أولئك لوحدهم فشل النظام القائم في الحفاظ على وحدوية الشعب الجنوبي وحقه في العيش بكرامة ، فقد جاء في الخطاب الذ ي ألقاه الرئيس أمام أعضاء المؤتمر التأسيسي في صنعاء يوم 19 فبراير الجاري ما يلي : "هل هذا عمل ديمقراطي؟!.بالطبع. ..لا.. فهذا عمل تخريبي وهذا العمل التخريبي للأسف الشديد وراءه أجندة خفية ومتآمرون فشلت مشاريعهم, فقد فشل مشروعهم في العام 1994م وبقيت آثاره نارا تحت الرماد, الآن جاءت حمى الفوضى والضنك عبر القنوات الفضائية و بدأوا يتحركون ويتبنوا أعمال التخريب ويدفعون بعناصرهم التخريبية المأجورة لقطع الطريق في عدة مناطق ويحركون مسلحين إلى المنصورة وإلى الشيخ عثمان وبدأوا يكسرون داخل مدينة عدن لصالح من يسعون الوصول إلى السلطة عن طريق العنف والتخريب" .. . وقال" نحن لدينا سعة صدر, وديمقراطية, لكن كلام البلاطجة لن يمشي في الشارع, فهناك بلاطجة مستأجرون ومعروف من هم الذين يستأجرونهم" . إن شباب الجنوب الذين يرفعون الشعارات مع إخوانهم في الشمال ، برحيل النظام ، بما فيها شعار : ( لا مؤتمر .. لا مشترك .. لا لنظام القبيلة والدرك ) إنما يعبـرون عن معاناة مشتركة من النظام القائم الذي أوصل اليمـن الى الفساد والتخلف، والى الوقوف على أبواب الدول العربية والغربية لجعل السلطة تشحت بإسم اليمنيين أموالا تـدّعي أنها من أجل التنمية في حين تذهب تلك الأموال مع ثروات البلد الضخمة إلى جيوب السلطة والمتنفذين ، مع الإبقاء على جزءاً منها لتعزيز القوات العسكرية عدداً وعتاداً وتسليحاً ، تلك المؤسسة التي يوليها النظام الإهتمام والرعاية الخاصة على حساب معيشة الشعب في الشمال والجنوب على حد سواء .. وتدأب السلطة على شحن تلك المؤسسة بالحقد على الجنوبيين وترسيخ النظرة الدونية تجاههم في حين أن الجنوبيون هم الذين سلموا دولتهم وأرضهم وثرواتهم بالإضافة إلى كل تاريخهم في النضال الثوري لمصلحة الشعب اليمني ، حباً في الوحدة وفي الإستقرار والتطور للشعبين معاً .. وهذا الأمر الذي قد يكون مغيباً أيضاً عن أعضاء الحزب الحاكم (المؤتمر الشعبي العام) وعن بعض الشباب من حزب الإصلاح الذي أنشأه النظام لهدفـــــين: (الأول) لمناقضة اتفاقات الوحدة اليمنية بعد إعلانها بحوالي شهرين ،( والثاني ) لقتـال الجنوبيين في حرب 1994م (وتلك الحقائق ، عن حزب الإصلاح وغيرها ، وردت بوضوح في مذكرات الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر، المشهورة)، لكنه ليس غائباً عن العقلاء من أبناء الشمال وبالذات المثقـفــين منهم. لذلك ، فإن شباب الجنوب الذين هم في الشارع قد وضعوا ، حالياً ، قضيتهم - قضية فك الإرتباط عن النظام في صنعاء – جانباً ، للوقوف صفاً واحداً مع اخوانهم في تعز وصنعاء سلمياً ، لتغيير ذلك النظام المذهبي القبلي العسكري المستبد ، كونه هو الذي وقف عائقاً أمام تطلعات الشعبين نحو مستقبل يحفظ للجميع العيش الكريم والأمن والاستقرار ، وكونه هو الذي أفشل الوحدة اليمنية وأفقد الجنوبيين وطنهم ودولتهم بإستغلاله لعواطف الجنوبيين ورغباتهم في الوحدة والإخاء بين الشعبين!!. وحسب ملاحظتنا لأحوال شباب عدن بالذات ، الذين تقل أعمار معظمهم عن العشرين سنة المتواجدين في الشارع في تلك المظاهرات السلمية التي أغضبت السلطة وأفقدتها توازنها - ولم يغضبها تظاهرات الملايين في تعز وصنعاء – فإن أولئك الشباب لا يعرفون بأعمارهم الربيعية، إلا متابعة مباريات ( ريال مدريد وبرشلونة) ، هم بعيدين كل البعد عن أحقاد السياسة وبلطجتها ، التي تسعى السلطة إلي إلفــاقها بهم في أي أعمال تخريب في تظاهرات عدن. . http://www14.0zz0.com/2010/12/05/11/868539236.jpg بقلم: د. عبيد البري عدن 20 فـــبراير 2011 |
Loading...
|
Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions Inc.