![]() |
رسالة : من الملك الناصح الى الرئيس الصالح / من واقع الخيال
من الملك الناصح.. للرئيس الصالح من الخيال الواقعي أخي فخامة الأخ الرئيس ـ حتى الآن ـ / علي عبد الله صالح المحترم بعد التحية من المملكة العربية السعودية منفى الجبابرة، ومصير القياصرة والأكاسرة.. أوجِّه إليك هذا الخطاب الأخوي بشأن الأحداث التونسية، والذي اختصصتك به من دون سائر الحكام العرب لستة أسباب هي: أولاً: لكونك نائب عميد الحكام العرب. ثانيا: للتقارب في الأسماء بينك وضيفنا فهو: بن علي، وأنت: علي. مما يوحي بأنه لم يكن في كل ما صنعه في تونس إلا ابناً لك، وتلميذاً من تلامذتك. ثالثاً: لكونك من الحكام القلائل الذين وفوا لضيفنا فلم ترحب بسقوطه، ولم تؤيد الثورة ضده، بل حوَّلت قنوات بلدك الفضائية إلى مرقص كبير يتغنى فيه المغنون، متغافلاً عن ما يحدث في تونس، أو مستغفلا شعبك في ذلك. رابعا: لكونك الشخصية المجمع على استحقاقها لمثل مصير ضيفنا، بحسب التقارير الدولية. خامساً: لكونك أقرب الحكام العرب بلداً إلى مملكتنا’’المنفى’’. سادساً: لكون خطابي هذا يأتي حسب توصيتك، ونزولا عند رغبتك. طلبا للمشورة ، وإبداء للنصيحة. أخي الرئيس ـ حتى الآن ـ . لقد حدث ما حدث في تونس رغم النهضة الاقتصادية التي كانت تمثل نقطة مضيئة في منطقة المغرب العربي، بحسب المؤشرات الدولية . فكيف سيكون الحال في بلدكم الذي يقبع في أسفل السلم الاقتصادي العالمي؟! حدث ما حدث في تونس حيث العلاقة منبتَّة تماماً بين الأجهزة الأمنية والشعب، فكيف سيكون الحال في بلدكم، حيث لا تزال الأجهزة الأمنية وثيقة الصلة بالمواطنين، ولا يزال الكثير من منسبيها يقدِّمون الولاء للشعب على الولاء لفخامتكم؟! حدث ما حدث في تونس وليس بين ’’بن علي’’ وبين الجيش أي ثأر شخصي، يحمله على الوقوف ضده، ومقاومة أجهزته الخاصة. فكيف سيكون الحال في بلدكم وقد أنهكتم جيشه في ستة حروب استنزفت قواه، ودمرت مقدراته، وحصدت خيرة قادته، في غير مصلحة لوطن، أو فائدة لمواطن. مما يؤصل لعلاقة ثأرية بينكم، أخشى أن لا تتيح لكم حتى فرصة الاستمتاع بخلوة المنفى.. مثله؟! حدث ما حدث في تونس في ظل غياب كلي لمعارضة حقيقية تجيِّش الشعب، وتقود الأمة. فكيف سيكون الحال في بلدكم حيث المعارضة هي الأرقى سياسياً، والأقوى شعبياً، بين سائر قوى المعارضة العربية؟! حدث ما حدث في تونس ونظامها حليف استراتيجي موثوق به لدى قوى الهيمنة الدولية بلا ريب، فكيف سيكون الحال في بلدكم وأنتم ـ مع بالغ أسفي ـ شريك غير موثوق به، بحسب تسريبات ويكيليكس، سامحه الله؟! حدث ما حدث في تونس وهي دولة مستقرة سياسياً وأمنياً، فكيف سيكون الحال في بلدكم الممتد على صفيح ساخن يبدأ بشمال الشمال ولا ينتهي بجنوب الجنوب؟! حدث ما حدث في تونس فجأة، ودون مقدمات، فكيف سيكون الحال في بلدكم الذي تُقلَّب ثورته على نار هادئة منذ أمد؟! حدث ما حدث في تونس بسبب ’’فرد أحرق نفسه’’، فكيف سيكون الحال في بلدكم حيث ’’فرد يحرق شعبه’’؟! حدث ما حدث في تونس وشاعرها لم يقل أكثر من: إذا الشعب يوما أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر فكيف سيكون الحال في بلدكم وشاعركم يقول: في نارنا احترقوا كما احترقت على النار الفراشْ مات الطغاة الظالمون وشعبنا المظلوم عـــاشْ بل حدث ما حدث في تونس رغم أن ’’بن علي’’ فهمهم’’ بحسب قوله، فكيف سيكون الحال في بلدكم وأنت لم تفهمهم حتى الآن، ولا أدري إن كنت ستفهم مستقبلاً أم لا؟! أخي فخامة الرئيس ـ حتى الآن ـ. ورغم كل ما سبق ذكره فإني أجاهر بحسدك على معارضتك ’’العاقلة’’ جداً جداً جداً، والتي أنعم الله بها عليك فلم تشكرها، مما يوحي بقرب حرمانك منها؛ فالنعمة تزول إذا لم تُشكر- على حد قول علماء الحرم. كما أجاهر بالاستغراب من هذه المعارضة التي لا تزال تطالبك بنفس مطالبها قبل أحداث تونس، مما يعني أنها تعطيك فرصة أخيرة للخروج بماء الوجه.. رغم أن خطاب ما بعد الأحداث كان ينبغي أن يرتقي إلى مستوى جديد هو المطالبة بإلحاقك بضيفنا على أقل تقدير. أخي- فخامة الرئيس ـ حتى الآن، ولأنك ولا شك ستسألني عن صحة ضيفنا المخلوع، فإني أعلمك بأن صحته جيدة، وأزيدك بأنه بدأ يصلي ركعة من كل فرض وفق خطة خمسية ستوصله ـ بحسب قوله ـ إلى صلاة كاملة الركعات -إن شاء الله- غير أنه يصلي حتى الآن منفرداً، وقد أفهمه علماؤنا بأن صلاة الجماعة أفضل من صلاة الفرد بسبع وعشرين درجة. لذلك فهو يرجو أن تبقى على إصرارك، وعدم تفهمك لمطالب شعبك، حتى تنضم إليه في السعودية، فتصليان معاً. وتقتسمان بذلك أجر الجماعة مناصفةً. أخي الرئيس ـ حتى الآن ـ. أدري بأنك تريد الاطمئنان على وضعك في حال وقع المكروه، والتأكد من موافقتنا على استقبالك ضيفاً جديداً علينا إن حدث المصاب، وأنا هنا أطمئنك بأن السعودية التي لا تزال تحتضن آل حميد الدين مستعدة لاحتضانك إلى جوارهم، مع عدم الالتزام بسلامتكم من أي اعتداء قد يقوم به آلاف العمال اليمنيين الذين أجبرتهم سياساتك على الفرار إلينا مفضِّلين نارنا على جنتك، خاصة أنهم مُهرَّبون وغير معروفي الهوية أو الإقامة. مما يجعلني ـ ومن منطلق الحرص عليك لا أكثر ـ أفضِّل ـ مع قبولنا بك ـ أن تبحث عن بلد آخر لا يعيش فيه أحد من المهجَّرين اليمنيين، وأظن أن المكان الوحيد الذي يتحقق فيه هذا الشرط هو ’’المريخ’’. أخي الرئيس ـ حتى الآن ـ . أختم رسالتي هذه إليك بكلمات سألني الرئيس المخلوع أن أوصلها إليك بأمانة وهي : ’’بن علي’’ قال: احمد الله واشكره في كل ساعة ’’اليمن’’ نعمة من الله لا تفرط في الوداعة أخوك خادم الحرمين الشريفين عبد الله بن عبد العزيز آل سعود منقول |
Loading...
|
Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions Inc.