منتديات الضالع بوابة الجنوب - من بين اجنحـــــه الدخــــــان

عندما تجمهر الناس وصرخو

أيها الجبار

كيف حولت وطننا سوط عذاب
وكيف حكام الديار تبدلوا
أجعلت الوحده علينا لعنةً وعقابا
اعاد الامام بعدما أمسى ترابا

كنت احد الصارخين

رش المُخبر
برصاص يغدر ..
وصراخٍ يصدر
فوق الشيخ المتثاقل ..
والطفل المتفائل

زعق المُخبر ..
" أين الثائر ؟؟ "

فنهضتُ بجســدِ متكاســل
من بين اجنحه الدخــان ..
وتركتُ الغضب ألــوان

وصرخت (انا هنا ) لأتحاشي هجوم جحافل .
يحصد ارواح تناضل

قال المخبر :
" إن المخفر يدعوك لقدحِ القهــــوة "

قلتُ لنفســي :
" هل جُـن الشيطان ليدعوني ..؟
ليسقني قهوه اتسائل ..؟؟ "

قال المُخبر ..
وهو يوجهني للمخفر :
" أكتملت أعداد الحمقي ..
ولسوف نعذبــكم حقــا
لا رحمه معكم وتساهــل "

سألتُ " لماذا ..؟؟ "
نظر بريبٍ نحوي :
" عجبــًا ..
أتناقشَ حقــًا وتجادل ..؟؟
سحقــًا .. سُــحقا .."
كيف تجادل

وسط الزنزانةِ ألقونـــي ..
وقف السجــان ليهجوني
ويسب سبابًا متحامل ..

علموا أني أكتبُ شعراً وارفع علماً حراً
قطعوا كفِّــي

علموا اني أملك عينًا ..
ينظر بغضب للظالم ..
فقـــأوا عيني ..

وتبادر للسمع بأني أملك عنقـــا..
يشمخ فوق جلالِ الحاكم ..
سنــوا سيفي ..

وأعدوا الجلادي ليحصد عنقي
وأمام الجمعِ المتكاسل ..
بدأوا محاكمتي ..

الذنب الأول اني اصرخ ثوره ثوره لنناضل..
الثاني أني ادعو الضالم ان يرسي حكم عادل ..

الذنب الثالث يتضمن بعض نقاطٍ سوداءٍ ..

أولها أني أتعدي كل حدودي وأتمنى دوله
آخرها أني أسعي لأمنيتي وأتحدى دوله

الذنبُ الرابع حملني سوءاتَ الكونِ ..
لأنــي أعشق روضتنا ..
وأهيم بحسناءٍ تغــرق ..
في صيره مصدر عزتنا

الذنب الخامس اكبرهم ..

أني أتجادل ..
أهزأُ بالأمر ِ وأتطاول ..

وبأني أنسانٌ مذنب ..
يسعى للشرِ ويتأرهب ..
أنهوا محاكمتي ..

قام الحاكم

يسألَ عن أخر أمنيةٍ ..
قلتُ بكلِّ رحابةَ نفسٍ :

" ايه الحاكم
..
لن يقهر شعبي لن يقهر !!

كلماتي اسمع يامعشر..
إن أردت بأن تحظي شرف الحرية ..
ان تكسر قيدَ العبودية ..
وأن تلعن حب الدنيا ..

فامنيتي ياحاكم

لا تظفر بلسانٍ سافل ..
وذراعٍ فجٍ متطاول
وفؤادٍ يبطش ويقاتل

ياظالم ..

لا تقصف بالميج الأطفال ..
وتنصّب مسؤل محتال ..
وتحقق وحده بجحافل ..

..

لا تبني قصورًا للحشرات ..
لاتنهب من ارضي الخيرات..
لا تخطب مجدًا متضائل ..

غضب الحاكم..
أمر بثله من العسكر ..
أن يأتوا بعنقي المتبختر ..
ليجز لساني المتطاول ..

وأخيرًا
جلس الحاكم ..
و تربــــع بين الارتال
وسط العسكر..
وأمام جموع الوزرا

هتفو بولاء :
" عاش الحاكم
ملكًا يحكم أن يشاء
لازم يثأر
من كلّ رزايا الشعراء

عاش الحاكم
عاش الحاكم
عاش الحاكم

ابو ايام الربيعي