منتديات الضالع بوابة الجنوب - لا لتمترس والتمحور خلف الافراد موضوع للكاتب ابو وضاح الحميري

صدى \ عدن \ خــاص \ 2 / 12 / 2010

لا للتمترس والتمحور خلف الافرد

بقلـــــم : ابو وضاح الحميري

يمر الحراك الجنوبي السلمي في مرحلة خطيرة ومعقدة بتعقد المهمات وخطورة الهجمة الشرسة لسلطة صنعاء الرامية لاجهاض الحراك الجنوبي والقضاء عليه نهائيا وممابزيد من تعقد وخطورة الاوضاع استمرار التباينات والخلافات داخل الحراك الجنوبي السلمي بمكوناته وقواه المختلفة الغير مستشعرة بخطرة هذه الخلافات التي قدمت وتقدم فرص وخدمات لسلطة صنعاء لمحاربة الحراك الجنوبي وحالت هذه الخلافات دون وحدة هذه المكونات وتنظيم عملها وتوحيد الطاقات والإمكانيات والانتقال بعملنا إلى العمل السياسي المنظم عبر الهيئات ولأطر الشرعية وعبر أدارة وقيادة موحدة وفقا لرؤية وبرنامج سياسي موحد يلزم ويلتزم له الجميع ويعملون على هداه بعيدا عن العشوائية والعمل المزاجي والقرارات الارتجالية الغير مدروسة والغير متفق عليها

لا احد ينكر أن هذا الوضع قد اثر ويؤثرا سلبا على نضالنا ويعرقله ويقدم مادة خصبة لنظام صنعاء تعمل من خلالها وفيها لتشويه الحراك الجنوبي والقضاء عليه وطمس قضية شعبنا العادلة ’’ تلك الأخطاء والسلبيات والمخاطر التي تنخر فيه وتهدده مع أننا نعي جيدا أن هذه الخلافات ليست خلافات فكرية ولإخلاف في الأهداف واعني هنا المنادين بفك الارتباط واستعادة دولة الجنوب وإنما مع الأسف يغلب عليها الطابع الذاتي والنزعة الذاتية ومرض الزعامة وتأثيرات واستجرار مخلفات الماضي

علينا أن نقر أن هناك مخاوف وتخوفات حقيقية لدى البعض من الماضي ومن ثقافة وسياسة الإلغاء والتخوين والتكفير للأخر ونزعة التعصب الحزبي والقبلي وسياسية التفرد والاستحواذ ويتصاحب ذلك مع النشاط المنظم والمخطط لنظام صنعاء الرامي للقضاء على الحراك الجنوبي وتذويب وطمس القضية الجنوبية أكان من خلال الاختراقات وأحياء وبعث خلافات الماضي كلها أو من خلال افتعال وتغذية الخلافات الجديدة أو من خلال شراء الذمم أو من خلال القمع والإرهاب والتنكيل ومطاردة الناس والعمل الإعلامي والسياسي المنظم المستهدف تشويه الحراك وجرة للعنف وإلباسه ثوب التطرف والإرهاب وأعمال الفوضى والتقطع والبلطجة وتحول الصراع من صراع مع السلطة إلى صراع بين الشعبين الجنوبي والشمالي وغيرها من الأعمال والممارسات التي توظف لمحاربة وتشويه الحراك وتفخيخه والقضاء عليه

كل هذا العمل الخطير يجري مع الأسف وقيادات الحراك غير مكترثة بقدر اهتماماتهم في خلافاتهم الداخلية التي تنخر في الجسد الجنوبي ولا يستوعبون حقيقية هذه المخاطر المحدقة التي يمكن أن تعصف بكل شي وتقضي على كل أمال وتطلعات وتضحيات الجنوبيين بل مع الأسف تجد أن هذه القيادات شكلت عبئ ومصدر أرباك للحراك الجنوبي وبالذات قيادات الخارج بما يسمى (( بالقيادات التاريخية)) التي كانت ولازالت مع الاسف سبباً لكل معانات واخفاقات الجنوبيين قديما وحديثا ولم تتعلم من عبر وتجارب الماضي ولم تكن بمستوى عملية التصالح والتسامح الذي جاء حقيقة ليمنح تلك القيادات فرصة جديدة لتكفر عن اخطاءها ولترد ولو شي من الجميل لهذا الشعب الذي تسامح معها وجدد ثقته مرة اخرى فيها الا انه مع الاسف فقد اثبتت الايام عجز وفشل تلك القيادات مرة اخرى والتي لازالت حبيسة لحسابات وثقافة وعقلية الماضي وتريد ان تعيدنا من جديد لتلك التمترسات والتمحورات .

أذن الوضع خطير بالفعل ولا يحتمل السكوت عنه أو تجاهله لان ذلك يتعلق بمستقبل الجيل القادم ومصيرا لجنوب كله أرضا وأنسانا بحيث نكون أو لا نكون لذا نحن أمام وضع خطير يجب أولاً أن نقره ونعترف فيه وان نعمل جمعا لمعالجته بمسئولية دون أن نبحث عن مبررات أو شماعات نرمي عليها أخطاءنا ومشاكلنا ونحملها مسؤولية هذا الوضع لوحدها ونتهرب من مسؤولياتنا ولذا علينا أن نقر أننا جميعا في الحراك بمختلف المكونات ومن العضو العادي إلى القائد أننا نتحمل مسؤولية جماعية ولا احد يبري نفسه فالكل مشارك ومساهم في السراء والضراء وان تفاوتت الناس ، علينا أن نعترف بشجاعة أننا كلنا مسئولين عن ما يعانيه الحراك من ضعف ووهن وتمزق وان الوضع لا يطلب أن نتبادل الاتهامات أوان نبحث عن حجج ومبررات لاتسمن ولا تغني من جوع

أننا أمام نضال طويل أمام تضحيات وسجون وملاحقات فلا توجد غنائم نتقاسمها ويجب أن نتصارح ونواجه بعضنا البعض دون مجاملات على حساب الوطن ودون التشهير أو التقليل من الأخر حتى وان لم يعجبنا ويجب أن نحترم أرادة الناس وان نخضع ونلتزم للإجماع الجنوبي ويجب أن نستشعر الخطر الحقيقي والتحديات التي تواجه الحراك والتي تتطلب تجرد وشجاعة ووطنية للاعتراف فيها ولمواجهتها والخروج بمعالجات منطقية تضع مصلحة الجنوب فوق مصالح الأفراد والأحزاب ..

أننا بدون أن نتفق ونلتقي على برنامج سياسي موحد يحدد الأهداف والاتجاهات العامة في سياستنا وعلاقاتنا في الداخل والخارج ويبن رؤية وتوجه ونهج الحراك ونطمئن الجميع ويعمل على هداه الجميع ويلتزم له فسنضل في هذه ألدوامه ولن يستطيع الحراك أن يتقدم إلى الأمام ويمكن أن تكون العواقب وخيمة ومأساوية لا سمح الله .

أن مستقبل ومصير الجنوب اليوم على محك واختبار حقيقي لقيادات الحراك في الداخل والخارج أما أن ترتقي وتترفع لتكبر وتكون عند مستوى التضحيات وثقة الناس في هذه القيادات وما أن هذه القيادات ستكون سببا للهزائم والانتكاسات وغير جديرة ولا تستحق أن يطلق عليها قيادة ولذا فان المطلوب اليوم هو أن لا تتمترس الناس خلف أين كان من القادة أو أي فصيل أو حزب ولا نظل ننفخ ونطبل لهذه القيادات وان لا نسمح لأي منهم أن يقسم الناس أو أن يعيدنا إلى تلك التمترسات أكانت القبلية والمناطقية أو الحزبية ومن المهم هنا أن تراهن الناس على عدالة قضيتهم وصمود وتضحيات الشعب وان لا نعطي للأفراد صفة القداسة أو أن نربط مصير الوطن والمستقبل بهذا الرمز أو ذاك أو إن تضل هذه القيادات سببا ومصدر لمشاكلنا وإخفاقاتنا مها كان مكانتها ودورها .

الخلاصة..... أن قضية الجنوب هي قضية شعب دمرت دولته ونهبت أرضه وثرواته وسلبت كرامته وحريته لذلك فهي قضية حية كانت ولازالت وستبقي حية وفاعلة تفرض نفسها بقوة برغم التعثر والتأمر ورغم كل الصعوبات والمعوقات لان عجلة الحراك الجنوبي قد دارت ومشت إلى الأمام ولا يمكن أن ترجع إلى الخلف أو تتوقف وان ما يجري هو مخاض وغربلة حقيقية لترشيد الوعي الجنوبي ولثبات الأوفياء والمخلصين ولن يصمد ويبقى ألا المخلصين والمؤمنين بقضيتهم هذه القضية التي تستمد قوتها من عدالتها كقضية شعب يناضل من اجل حريته وكرامته وبتضحيات وصمود المناضلين ولذلك فانه لن يصمد ألا من يمتلك النفس الطويل ولن يستمر ألا من يؤمن بوعي بالقضية التي يناضل من اجلها وهنا علينا أن نعي جيدا ونستعد لنضال طويل وصعب حتى لأنبني أمال للناس تحبط معنوياتهم وتصيبهم بالانكسار والهزيمة علينا أن نربي الناس ونربي الشباب على حب الوطن والانتماء والحرية والكرامة أن يلتفوا حول قضيتهم حول وطنهم وحريته لا حول الأفراد أو الأحزاب ..

ان حزبنا الكبير هو الجنوب ولن نتمحور ونتمرس الا خلفه وخلف قضيته العادلة المتمثلة باستعادة دولته جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية ولن نقبل لمن يريد ان يجرنا لاي مشاريع اخرى ولانقبل لمن يريد ان يقسم الجنوبيين من جديد او يوزع صكوك وشهادات الوطنية مهما كان واين كان لان الجنوب ملكنا جميعا واغلا من إنانياتنا ومصالحنا الضيقة