منتديات الضالع بوابة الجنوب

منتديات الضالع بوابة الجنوب (http://www.dhal3.com/vb//index.php)
-   المنتدى السياسي (http://www.dhal3.com/vb//forumdisplay.php?f=18)
-   -   حال الأطفال بين الماضي الجميل والواقع المرير في رمضان (http://www.dhal3.com/vb//showthread.php?t=41897)

مستعجل قليل 2010-08-13 05:46 PM

حال الأطفال بين الماضي الجميل والواقع المرير في رمضان
 
بالرغم من الواقع المؤلم والمرير إلا أننا نحمل في داخلنا ذكريات جميلة تجعلنا نهرب إليها لنبكي الماضي بصمت وهدوء ، لقد شعرت بغصة كبيرة وأنا أعيد شريط الذكريات لرمضانات قد ذهبت ، فبلأمس القريب كنا نفرح ونهلل بقدوم هذا الشهر العظيم كم كانت الفرحة لاتسعنا ونحن نستعد للترحيب بهذا الضيف الكبير على قلوبنا ، فعندما كنا أطفالاً كنا نعد له العدة ولأستقباله ونبدأ بتجهيز عدة الألعاب التي سنلعبها ونفكر ماهي الألعاب الجديدة التي سنلعبها في لياليه الجميلة الصافية وكنا نذهب إلى الحواري والشوارع ( الحوافي ) المجاورة لنسرق منهم بعض الأفكار التي تساعدنا للعب وأذكر منها بعضها على سبيل المثال وليس الحصر ( لعبة الغميضان ، ولعبة الفتاتير ، ولعبة الحبس حلال ، ولعبة الرقع ، والكثير الكثير من الألعاب ) ، وكذلك هو حال الكبار لايختلف كثيراً عن حال الأطفال فقد كان الجيران والآباء والأمهات يتسارعون ويتنافسون فيما بينهم بمن سيقوم بإعداد وتجهيز الإفطار ويتعهد جيرانه ولو بشئ رمزي وبالمقابل يعيد له الجار أوعيته وهي ممتلئة بشئ مما أعدوه ، وبينما أنا كذلك أعيش لحظات ذلك الزمن الجميل وأتمعن تلك الصورة البسيطة .... إذ تمر أمامي صورة واقعنا المرير وماشابها من ضباب كثيف وتشويش للواقع الآليم فتجعل الزمن يقف فجأة ليسرد المعاناة بعد أن طغت العشوائية على منظومة المواطن الجنوبي ولاسيما الأطفال فحال أطفالنا اليوم أمر من المر بسبب تردي الأوضاع فقد أصبحوا مهملين مشردين لايجدون حتى مايشبع بطونهم أو مايروي عروقهم وجوههم شاحبة أجسادهم نحيلة ثيابهم رثة يجولون الشوارع ليس من أجل إستحداث لعبة يلعبوها ولكنهم يجولون الشوارع بحثاً عن لقمة تسد فيها جوعهم أو شربة تروي بها عطشهم ، لاتوجد هناك مقارنة بين الزمنيين فهم يعيشون خارج نطاق التغطية فزمنهم غير وزمننا غير نحن كانت أمهاتنا تخرجنا من بيوتنا لأجل أن ننقل أواني الإفطار بين جيراننا وهم يخرجون من أجل أن يصطفوا على أرصفة الطرقات ليبيعوا ماأعددته أمهاتهم من وجبات خفيفة لعله يعود لها بالمال اليسير لتسدد فيه إيجار بيتها أو فاتورة مائها أو لتشتري بدلة تستر فيه عورة بنتها ، أي حالة وصل إليها أبنائنا وأطفالنا ، وإن قمنا بالمقارنة بين الماضي والحاضر لن نكتفي وسنظل نتحدث ونتحدث إلى أن يمل القلم ويصرخ من حجم المعاناة التي سيخطها وبدلاً من أن يسكب حبره سيسكب دمعاً وألماً وقهراً لسبب واحد بسيط هو أنه عايش كل الأزمان فقد عاش الماضي الجميل وهاهو يعيش ويخط الواقع الأليم والمرير .... والسؤال هل سيعود الماضي الجميل بأحسن مما آل إليه الواقع المرير أم أن للمستبقل لذة وفرحة أخرى سيخطها أبنائنا وبناتنا ممن يعيشون الواقع المرير ؟؟؟

ولكم خالص المودة


Loading...

Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions Inc.