![]() |
إلى الله أَشكو مِن عَوادِي النَّوَى سهما
بسم الله الرحمن الرحيم إلى الله أَشكو مِن عَوادِي النَّوَى سهما*** أصابَ سويداءَ الفؤادِ وما أصمَى من الهاتكاتِ القلبَ أوَّلَ وهلة ٍ*** ومَا دَخَلَتْ لحماً، ولا لامستْ عظما تَوَارَدَ والنَّاعِي، فأَوْجَسْتُ رَنَّة ً*** كلاماً على سمعي ، وفي كبدي كلما فما هتفا حتى نزا الجنبُ وانزوَى*** فيا وَيْحَ جَنْبِي! كم يَسيلُ؟ وكم يَدمَى ؟ طَوَى الشرقَ نحوَ الغربِ، والماءَ للثَّرَى*** إليَّ ، ولم يركبْ بساطاً ولا يمَّا أبانَ ولم ينبسْ ، وأدَّى ولم يفهْ*** وأدمى وما داوى ، وأوهى وما رمَّا إذا طويتْ بالشهبِ والدُّهمِ شقة ٌ*** طَوَى الشُّهْبَ، أَو جاب الغُدافِيَّة َ الدُّهْما ولم أَرَ كالأَحداثِ سهماً إذا جرَتْ*** ولا كالليالي رامياً يُبعِدُ المَرْمَى ولم أَرَ حُكماً كالمقاديرِ نافذاً*** ولا كلقاءِ الموتِ من بينهما حتما إلى حيثُ آباءُ الفتى يذهبُ الفتى*** سَبيلٌ يَدينُ العالَمون بها قِدْما وما العيشُ إلا الجسمُ في ظلِّ روحهِ*** ولا الموتُ إلا الرُّوحُ فارقَتِ الجِسما ولا خلْدَ حتى تملأَ الدهرَ حِكْمة ً*** على نزلاءِ الدهرِ بعدكَ أو علما زجرتُ تصاؤيفَ الزمانِ ، فما يقعْ*** ليَ اليومَ منها كان بالأمس لي وهما وقدَّرتُ للنعمانِ يوماً وضدَّهُ*** فما اغترَّتِ البوسى ، ولا غرَّتِ النَّعمى شربتُ الأَسى مصروفة ً لو تعرضتْ*** بأَنفاسِها بالفمِّ لم يستفِقْ غَمَّا فأَتْرِعْ وناوِلْ يا زمانُ؛ فإنما*** نديمكَ سقراطُ الذي ابتدعَ السمَّا قَتلتُكَ، حتى ما أُبالِي: أَدَرْتَ لي*** شهيدة ِ حربٍ لم تُقارِفْ لها إثما مُدَلَّهة ٍ أَزكى مِنَ النارِ زَفْرَة ً*** وأنزهِ منْ دمعِ الحيا عبرة سحما سقاها بَشيرِي وهْيَ تَبكِي صَبابة ً*** فلم يَقْوَ مَغناها على صَوْبِهِ رَسْما أَسَتْ جُرحَها الأَنباءُ غيرَ رَفيقة ٍ*** وكم نازعٍ سهماً فكان هو السَّهما! تغارُ على الحمَّى الفضائلُ والعلا*** لما قبَّلتْ منها ، وما ضمَّتْ الحمَّى ! أكانت تمنَّاها وتهوى لقاءها*** إذا هي سَمَّاها بذي الأَرض مَنْ سَمّى ؟ أَلَمَّتْ عليها، واتَّقتْ ثمراتِها*** فلمَّا وقوا الأسواءَ لم ترها ذمَّا فيا حسرتا أَلاَّ تراهم أَهِلَّة ً*** إذا أَقْصَرَ البدرُ التمامُ مَضوْا قُدْما! رياحينُ في أنف الوليِّ ، وما لها*** عدوٌّ تراهم في معاطسهِ رغما وألاَّ يطوفوا خشَّاً حولَ نعشها*** ولا يُشبِعوا الركنَ استلاماً ولا لَثْما حلَفْتُ بما أَسلَفْتِ في المهد مِنْ يَدٍ*** واوليتِ جثماني من المنَّة ِ العظمى وقبرٍ مَنُوطٍ بالجلال مُقَلَّدٍ*** تليدَ الخلالِ الكثرَ ، والطارفَ الجمَّا وبالغادياتِ الساقياتِ نزيلهُ*** ولا رُمْتُ هذا الثكلَ للناس واليتما ولم يكُ الطيرِ بالرقّ لي رضاً*** فكيف رضائي أَن يَرَى البَشَرُ الظُّلما؟ ولم آلُ شُبّانَ البريّة ِ رِقَّة ً*** كأن ثمارَ القلب منْ ولدي ثمَّا وكنتُ على نهجٍ من الرأي واضحٍ*** أرى الناس صنفينِ : الذئابَ أو البهما وما الحكمُ إلا أولي البأسِ دولة ً*** ولا العدلُ إلا حائطٌ يعصمُ الحكما نزلْتُ رُبَى الدنيا، وجَنّاتِ عَدْنِها*** فما وَجَدَتْ نفسي لأَنهارها طعما أُرِيحُ أَرِيجَ المِسْكِ في عَرَصاتِها*** وإن لم أُرِحْ مَرْوانَ فيها ولا لَخْما إذا ضحكتْ زهواً إليَّ سماوها*** بكيتُ النَّدى في الأرض والبأسِ والحزما أطيفُ برسمٍ ، أو ألمُّ بدمنة ٍ*** أَخال القصور الزُّهر والغُرَفَ الشُّما فما برحَتْ من خاطري مصرُ ساعة ً**** ولا أَنتِ في ذي الدارِ زايَلْتِ لي هَمّا إذا جَنَّنِي الليلُ کهْتَزَزْتُ إليكما*** فجنحا إلى سعدى ، وجنحا إلى سلمى فلما بدا للناس صُبْحٌ من المُنَى*** وأَبصرَ فيه ذو البصيرة ِ والأَعمى وقرَّتْ سيوفُ الهندِ، وارتكز القَنا*** وأَقْلَعَتِ البَلْوَى ، وأَقْشَعَتِ الغُمَّى وحَنَّتْ نواقيسٌ، ورَنّتْ مآذنٌ*** ورَقَّتْ وجوهُ الأَرضِ تَستقبلُ السلمى أتى الدهرُ من دونِ الهناءِ، ولم يزلْ*** ولوعاً ببنيانِ الرجاءِ إذا تمّا! إذا جال في الأعيادِ حلَّ نظامها*** أَو العُرسِ أَبْلى في معالمه هَدْما لئن فاتَ ما أمَّلته من مواكبٍ*** فَدُونَكِ هذا الحشدَ والموكبَ الضَّخما! رثيْتُ به ذَات التُّقى ونظمتُه* **لعنصره الأَزكى وجوهرِهِ الأَسمى نمتكِ مَناجيبُ العُلا ونمَيْتِها* **فلم تلحقي بنتاً ولم تسبقي أُمّا وكنتِ إذا هذي السماءُ تخايلتْ* **تواضعتِ، لكنْ بعد ما فُتِّها نجما أتيتُ به لم ينظم الشِّعر مثله* **وجِئْتِ لأَخلاق الكرامِ به نَظما ولو نهضَتْ عنه السماءُ، ومَخَّضَتْ* **به الأرضُ كان المزنَ والتبرَ والكرما! احمد شوقي |
رحم الله شوقي كم له من مآثر في كتاب الزمن ، ذهب فلم نر علماً بعده رفرف في سماء الأدب ، وإن وجد فتلكم شضايا ذلك النجم . جعل الله ما نقرأة له في ميزان حسناته فهو علم ينتفع به .
والشكر موصول لأخي ياسر السرح . طائر الاشجان |
نايسسس توبيككك
|
Loading...
|
Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions Inc.