تحرير الجنوب يبدأ من عتبة بيتك
 

الجنوب يبدأ من عتبة بيتك





أحببت هذه الجملة وعشقتها وشعرت بأفقها وعمقها ومعناها كلما ( ضاقت العبارة اتسعت الرؤيا ) فاتحريرلجنوب يبدأ من بيتك .

إذاً كم هو مهم تعميق وغرس القيم النبيلة ويقع ذلك كله على عاتق البيت فالبيت هو الجنوب بعزته وشموخه يكلل جهده المعلم في المدرسة فالأب والأم أولاً الأب هو الأفق الصالح بشمسه وهوائه وصفائه والأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعباً طيب الاعراق والمعلم في المدرسة هو البوصلة والاتجاه الصحيح الذي يرسم بدقة مسارات الرؤيا الصادقة وتكوينه البنيان المتين بقوة وسؤدد ومحبة .‏

فكم قيل من حكم وأمثال وما جاء في دروب الأب والأم في صقل الابن وتنشئته التنشئة الصالحة والصحيحة والرقيقة فعندما أحاور أحد أبنائي عن ضرورة احترامه لمعلمه والتزامه وتفانيه وإخلاصه للدراسة كأنما أقول له من يحترم معلمه يحترم وطنه ويحب وطنه وفي كثير من الاحيان ألجأ بمتعة وفخر إلى تلك الجملة الرائعة التي علمني إياها أحد معلمي لأنهم كانوا يكتبون حكمة اليوم على السبورة ويشرحون معنى الحكمة وهدفها ( الوطن يبدأ من عتبة بيتك ) فكان معلمونا يبدأون الحصة الدرسية بحكمة أو مثل .‏

فكان المعلم قدوة حسنة إن كان في الحديث أو الحرص أو السلوك أو المحبة .‏

فكان يسبح ويرفل ويعيش على هاجس بيت الشعر ( قم للمعلم وفيه التبجيلا كاد المعلم أن يكون رسولا ) وأيضاً التلميذ ينظر إلى المعلم وكأنه برزخ نزل من السماء .‏

( الاب ... الأم ... المعلم ...) هم الثالوث الذي يبني الجنوب فاذكر إن أحد المعلمين كتب حكمة الصباح على السبورة ( من يحب أمه وأبيه بصدق واحترام يحب وطنه وانا اقول من يحب أمه وأبيه بصدق واحترام يحب الجنوب )‏

وكنا نقول هذه الحكمة لأهلنا فكانوا يضيفون عليها ومن يحب معلمه يحب وطنه هذه التربية وهذا التواصل هو الذي يخلق مجتمعاً راقياً وطنياً .‏

فالمعلم ينمي فيكم هذا النبل ليجعل منكم كباراً لترفعون راية الوطن ويبقى حصيناً منيعاً شامخاً متقدماً .‏

فكنت دائماً أختم حواري مع أبنائي دائماً إسأل نفسك ماذا تقدم وتعطي للوطن لأن الوطن أعطاك كل شيء .‏

والمعلم الذي يرسخ في فكرنا عظمة هذا الوطن الذي يجب أن نبذل الغالي والرخيص في سبيل رفعته وكبريائه فأقول لهم : أذكر إن أحد التلاميذ قد جاء للمعلم بوردة جورية في الصباح فعندما وضعها المعلم بين كفيه وشمها برقة ودفئ وحنو وأغمض عينيه قليلاً كان طقساً رائعاً خشوع معلمي ودمدم ( لو تركتها على صدر أمها أفضل ألف مرة من أن تقطفها وتقدمها لي ) كان يكفي أن تقول تمنيت أن يشمكي معلمي وتركتها تذبل على صدر أمهات لكان هذا رائع ورائع جداً لأن الذبول والموت على صدر الأم الوطن الجميل وممتع ولذيذ تصوروا يا أبنائي كم الموت قاسي لكنه على صدر الأم رائع ورقيق وحنون لأن صدر الأم هو الوطن حبو آبائكم حبو معلميكم يزدهر الوطن وتكبرون ويكبر الوطن .‏

نظرت إلى عيني ابني فرأيت بريق جميلاً صادقاً يرتسم في عينيه راية الوطن خفاقة ونشيد رائع تركض حروفه كقوس قوزح .‏

موطني موطني الجلال والجمال .. في رباك في رباك .. هل أراك هل أراك .. سالماً منعماً .. وغانماً مكراماً .‏

ياخي انت تقول ان نغرس الجنوب في اطفالنا وانا اقول نغرس فينا اولنا بدل المناطقي وتخوين بعضنا البعض وتقبلو تحياتي ياخي ثوري.

فعلانا جيبت الزبد والحر تكفيه الاشاره اسعدني مرورك كثيرا ياابن الفيلق.