![]() |
قمة سرت العربية بين اليأس والرجاء
الاخ الكاتب السياسي محمد المسفر تطرق الى ذكر القضية الجنوبية ضمن القضايا المطروحة على القمة العربية لهل لنا أن نتواصل مع الكتاب والسياسيين لعرض القضية الجنوبية وتزويدهم بملفات الانتهاكات في الجنوب أرجو التركيز على الاعلاميين والكتاب وشكرا قمة سرت العربية بين اليأس والرجاء د. محمد صالح المسفر 3/30/2010 سبق انعقاد القمة العربية في مدينة سرت الليبية في الفترة من 27 ــ 29 آذار/ مارس تكهنات ومراهنات هل ستنعقد القمة على مستوى الملوك والأمراء والرؤساء العرب ؟ أم أن سمة الغياب لبعضهم ستكون الغالبية؟ وهل سيمثل الغائبون طابورا من الموظفين على مستوى الوزراء والسفراء؟ ماذا ستكون ردة فعل الأخ القائد معمر القذافي إذا قدر أن التمثيل العربي في القمة ليس على مستوى القادة على الأقل بنسبة 50 '؟ قبل انعقاد تلك القمة بأيام توافد على ليبيا وفود شعبية ومنظمات مجتمع مدني وقيادات فكرية وسياسية لمقابلة العقيد القذافي والحديث معه حول هموم الأمة العربية وسبل الخروج من المأزق الذي يعيشه النظام العربي وطرحت أمام الزعيم الليبي أفكار مكتوبة من هذه القوى الوطنية للخروج بموقف عربي حاسم جازم وخاصة في قضايا الساعة مثل القضية الفلسطينية والرفض الإسرائيلي لكل المبادرات العربية والاستمرار في التوسع في كل ارض فلسطين بلا رادع، العراق وما يدبر لمستقبله من محن وأزمات، واليمن وما يدور على ترابه وفي مياهه البحرية، والسودان وما يحاك ضده من داخله وخارجه. هذه القوى العربية كانت مشحونة بالهم العربي ومستقبل الأجيال القادمة في ظروف حالكة السواد، هجوم على مناهج التعليم في كل أقطار الوطن العربي بهدف إصلاحه وفي الحقيقة بغية تدميره، إشاعة ثقافة الإرهاب وإشغال النظم السياسية العربية في ملاحق كل صاحب رأي من أبناء هذه الأمة، هجمة إعلامية بهدف إسكات كل صاحب صوت يصدح بالحق دفاعا عن امتنا العربي وحقوقها والدعوة لمواجهة اعدائها بكل السبل. بعد استماع القائد القذافي لكل تلك الآراء كان يقول: 'سوف أتبنى كل آرائكم ولكن كما تعلمون لكل زعيم عربي رأي آخر ولكن علينا أن نحاول'. أخيرا انعقدت القمة بنصابها القانوني، وفي تقدير الكاتب إن ابرز ضيوف قمة العرب كان رئيس وزراء تركيا اردوغان، الذي بمداخلته وصدقه كان فوق مستوى ولاة امرنا. يتضح من كلمات القادة العرب أن أجواء القمة العربية خيم عليها اليأس والقنوط من أفعالهم خلال العام بين قمة الدوحة وقمة سرت. قال أمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة أل ثاني رئيس قمة 21 التي عقدت في الدوحة: لن نخدع أنفسنا، العمل العربي في أزمة شديدة، لن نقدم للأمة تقريرا عن أعمال القمة السابقة لأننا لم نحقق أي انجاز على مستوى القمة، وكل الجهود في هذا الشأن ليست مرضية. وقدم أمير دولة قطر احتجاجا على كل القادة العرب بقوله: 'هل يعقل أن نكتفي بالشجب والإدانة لكل ما يجري في القدس وما يواجه الأقصى؟ وارتفع صوته محتجا بالقول هل يصدق أحد من الخلق اننا نحن قادة هذه الأمة العريقة غير قادرين على رفع الحصار عن قطاع غزة منذ أكثر من ثلاث سنوات متتابعة؟ أما عمرو موسى أمين جامعة الدول العربية فقد بين بكل صراحة وشجاعة عجز النظام العربي بصيغته الحالية. ان النظام العربي لن يجرؤ على تقديم أي عمل جاد لخدمة هذه الأمة، لقد أعلن بكل وضوح وفاة المبادرات العربية السلمية مع إسرائيل، وان خيار السلام مع إسرائيل 'كخيار استراتيجي' دون الأخذ في الاعتبار خيار المقاومة قد انتهى عهده، لكن موسى راح يحيل هذا الملف إلى إشغال دول أخرى من دول الجوار بالاهتمام بشأن الأرض المقدسة فلسطين، بمعنى أن مسألة فلسطين مسألة إسلامية وان العرب لم يعد في إمكانهم التحرك لتحرير تلك الأرض وعلى إيران وتركيا الدولتين الإسلاميتين تناول هذا الملف، وعلى العرب أن يلجأوا إلى 'مجلس المبكى' مجلس الأمن للدفاع عن أنفسهم وإعداد العدة لمواجهة التمدد الإسرائيلي عبر الحدود قبل أن يستفحل الأمر. أما الشريك المخالف في القمة العربية السيد محمود عباس فكان صمته أفضل وأجدر من خطابه، لم يقل ما يجب أن يقال عن رفع الحصار عن غزة وسكانها الفلسطينيين، لم يقل كلمة عن حق الشعب الفلسطيني في مقاومة أعدائه وكل مطالبه إخضاع حركة المقاومة في غزة لإرادته وذلك خدمة لإسرائيل. كلمات الزعماء العرب وزعت على وسائل الاعلام وبهذه المناسبة نحمد الله انهم لم يطربوا مسامعنا بخطاباتهم البلاغية المعبرة عن عجزهم وضعفهم في اتخاذ المواقف الجديرة بهذه الامة. آخر القول: أن اليأس قد بان على وجوه قادتنا الميامين واتضح من بياناتهم الرسمية، وان أخاديد الضعف والهوان قد عملت عملها في وجوه ولاة امرنا. أما الشعب العربي فانه يعلق آماله في تحرير فلسطين على جوارنا التركي والفارسي ولا حول لنا ولا قوة إلا بالله العظيم. |
Loading...
|
Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions Inc.