منتديات الضالع بوابة الجنوب - {{قال لي لماذا كرهتمونا بهذه السرعه ،ولماذا الى هذه الدرجه من الحقد}}

سألني احد الرعايا من ابناء الجمهوريه العربيه اليمنيه 000فكان سؤاله بالشكل التالي :

شيء لم نصدقه ولم نتوقعه الذي حاصل في الجنوب العربي كما تسمونه ؟
قلت له وماذاك ؟ هل تقصد الاحتلال اليمني للجنوب وما تلاه من افعال لاتخطر على بال احد ، ولم يفعلها اي انسان يمتلك العقل والمرؤه ، بعد ان سلمنا الارض ، ماتحتها وفوقها ؟

فاجاب علي : تصدق عندما دخلت عدن اول مرّه في العام 92م رغم ان الازمه لم تكن موجوده ولازال الناس في نشوة الفرح والسرور ، لكن انا كان عندي احساس مختلف تماماً ؟
قلت له ماهو ذلك الاحساس ، وقال انني لم اصدّق ان الوحده ستستمر ؟

قلت له كيف ؟ قال عندما شاهدت الناس ، ولاحضت الفرق بين الجنوبيين وبيننا نحن الشماليين وكان الفرق واضح وشاسع كذلك ، الناس في الجنوب منتضمين في كل شي حتى في حركتهم في تفاهمهم في نضرتهم للاخرين ولبعضهم ، التعامل بانسانيه وبدون انانيه ، تشعر انك امام شعب مثقف وواعي ، شعب يفكر بالمستقبل ، تراه ينضر ببساطه الا ان تلك البساطه لها معاني كبيره ، واشياء كثيره اكتشفتها هناك في عدن ، حتى عدن وتلك المناطق الجنوبيه كان منضرها غير ، تحس بالدفء والامن ، وتحس بالراحه التامه 000

عندما يعرفون اننا شماليين كانوا يرحبون بنا ، حتى الى حدود انهم يفسحوا لنا المجال للجلوس وقد يقوم الشخص من مكانه ، وكاننا لسنا في اماكن عامه ، بل انه يشبه ترحيب صاحب البيت بالضيف !!
قلت له ما الذي جعلك تتوقع ان الوحده لن تستمر ؟
قال الفرق بيننا وبين ذلك الشعب ، ادركت عندها انه يستحيل ان يتغير شعبنا في الشمال ويستحيل ان يقبل شعب الجنوب بشعب كهذا ، صعب جداً جداً التعايش بينهما !!

قلت له وبعد ؟
قال بعدها لم اذهب الى عدن الا في شهر 10/2009م بحكم اني مغترب في الخارج 0
قلت له كيف كانت رحلتك الى عدن ؟
اكثر من خمس دقائق سكت حتى اجاب 000قلت له لماذا لم تتكلم ؟ قال الله يلعن من كان السبب !!
السبب في ماذا لان الاضرار كثيره اي واحده تقصد؟
قال ياخي اعتقد ان كل الاسباب الاخرى يمكن ان تنتهي وتصلح اما ما رءيت انا فيستحيل اصلاحها ، ولو انفقنا مافي الارض جميعاً ؟

ماهو ؟
قال لم اصدق تلك العداوة والحقد التي يحملها شعب الجنوب على كل ماهو شمالي !! نضرة الناس الينا وكاننا اتينا من تل ابيب ، ويمكن يكون اشد عداوة ، اصبحنا منبوذين ، سئلت واحد كان بصحبتي ، قلت اين ذلك الشعب الذي رءيته في 92م اين تلك الابتسامه ، أين اشارات الترحيب بنا اثناء تجوالنا في شوارع عدن ؟ قال اجابني صديقي وقال يا اخي نحن وحكومتنا دخلنا عليهم بعد الحرب وكنا نتعامل معهم من منطلق المنتصر والمهزوم ، كنا ننضر اليهم باحتقار ، لانهتم بهم ، وكاننا لانراهم ، لم نسمح لهم حتى ان يبتسموا ، او حتى مجرد ان ينضروا الينا كنا ننهرهم ونشتمهم ، غير ماكانوا يشاهدون منا الاستيلاء على كل ماتقع عليه انضارنا ، حتى الناس الذين وقفوا معنا لم يسلموا من سوء تعاملنا معهم ، اذا تكلم معنا احدهم لانعطيه اي اهتمام ، الى حدود اننا نزجرهم بالكلام ونقول لهم اسكتوا ياخونه!!!

قلت له يااخي كيف في الاول تقول مثقفين والان تناقض نفسك ؟ اريد اسمع ماذا يقول 0
قال ماذا تريد من المثقف او المتحضّر ان يفعل لو تتعامل معه وكأنه ليس بانسان ، ماذا تريده ان يكون وانت تهينه ابشع الاهانه في وطنه وتسلبه كل شيء حتى ابتسامته تحرمه منها ؟

قلت له كيف ترى مستقبل الوحده ؟

قال تسئلني عن مستقبل الوحده وكـأنها لازالت قائمه !! قلت كيف ؟ قال الوحده ليست بوجود الشمالي في الجنوب او العكس !! الوحده هي في الضمائر في النفوس ، الوحده هي ألفه وانسجام وترابط ومخوه ، الوحده ياخي الكريم هي ان يحس الجميع بالمساواه والاستقرار ، واحساس بالامن والانتماء للوطن 00اما القائم اليوم ليس وحده ، وياريت يكون انفصال كذلك ، انما الحاله القائمه هي عداوات واحقاد ونزعات انتقاميه ، ودماء سالت وسجون ممتلئه بالابرياء ، ومهجرين وملاحقين ومشردين 0

قلت له وما الحل ؟
قال المشكله الموجوده هي المكابره بجهاله 000قلت كيف ؟ قال يجب الاعتراف بحجم المشكله 00وكذلك الاعتراف بانه لايوجد غير حل واحد فقط ، وهذا الحل قد فرض نفسه بقوة على الساحه ، وفرضته العوامل التي اوصلونا اليها اولئك عندنا في صنعاء 00وهو التنفيذ السريع لمطالب الشعب في الجنوب ، وهذا هو اهون الشرّين ، لان الشرّ الاخر لايمكن ان نتوقع نتائجه ، وهو مسئله الانتضار حتى تكون حرب اهليه ، لاتكون ساحتها الجنوب فقط ، وبعدها سنعود حتماً الى خيار الخروج من الجنوب ،فاعتقد انه يستحيل ايجاد اي حلول اخرى بعد اليوم 0

قلت له هل يتحمل الجنوبيين شيء من المشكله القائمه ؟ قال نعم 00ماهي ؟ دخولهم في وحده لم يحسبوا حسابها 0وثانياً مسئله خلافاتهم في الوقت الحاضر ، قلت له مفروض انه مما يسعدكم ويريحكم الخلافات الناشئه بينهم ؟
قال من يقول ذلك ؟ بالعكس لانه لو توحدوا ، ووحدوا الجماهير الجنوبيه معهم اصبحنا قريبين الى الحل النهائي والذي يريدونه ويقررونه هم ، ونحن كذلك في الشمال سنلتفت الى احوالنا ونعمل على القضاء على تلك الطقمه السنحانيه !!!

اخيراً صافحت صاحبنا وقلت فعلاً اننا لم نعد كما يروج له الاحتلال ، فمسئله اعلان الاستقلال اصبح بجرّة قلم ، اما الواقع فقد كرس نفسه بفك الارتباط !!!