|
الازمه الفكريه الاخلاقيه . . . ودور المثقف تجاهها
عند النظر الى الصعيد العربي بشكل عام واليمني بشكل خاص وقسمه الجنوبي بشكل تحديدي يتبين للانسان ان الازمه الفكريه والاخلاقيه ظاهره على كل مناحي الحياه ففي الجانب الفكري جمود ودوران حول الذات ونقل عن الماضي التليد أو تقليد للآخر دون تبيئه اي ان الحياه اصبحة عباره عن دائرة صراع ضيقه ، وكلما مرّة الايام ازدادة الفجوه اتساعاً بيننا وبين العالم المتحضر الذي استطاع اختراق ثقافتنا بدون عناء منه وبدون ادراك منّا وبأعطاء نظره اخرى على الجانب الاخلاقي يتبين لنا حجم الانهيار الاخلاقي الذي وصلنا اليه ويبدو ان منظومة القيم والاخلاقيات التي تحكم الانسان قد اصيبة بالعطب حتى بات الانسان جزء من الازمه العامه التي نعاني منها فكيف له ان يقدم الحلول ومركز قيادة الاشياء ( العقل ) عاطل أو متأزم فأذا ما اردنا اعطاء رؤيه تفكيكيه وتفصيليه لأدركنا حجم التناقض القائم في الفكر والسلوك ، فأذا كان السلوك مصدره الدين فأننا نرى فجوه هائله بين النص والواقع وترى من يمثل الدين في الجانب النظري بشكل قوي وفاعل ولكن مع غياب واضح في الجانب السلوكي والعملي هذا من جانب جمهور المتدينين ومن جانب جمهور غير المتدينين نرى الصوره عكسيه كذلك فالكثير منهم يحمل الطرف الآخر ( المتدين ) كل تبعات التخلّف والتي يقابلها الآخر بالصدود ويشير الى غير المتدينين بأصابع الاتهام والكفر وهناك ما يشابه الحاله نفسها عند السياسي والثقافي والاجتماعي فنرى انعدام التوازن بين السلطه والمسؤؤليه فالمسؤؤل عندنا لا ينظر الى نفسه انه خادمٌ لشعبه بل على العكس ينظر على ان الشعب خادماً له وحتى العلاقات الاجتماعيه خرجة عن حدود الاخلاق والمنطق السليم فقد غابة قيم الموده والتراحم والقبول والتسامح وحل محلها الكراهيه والتشويه والاحتقار وعدم قبول الآخر . . . . . الخ فلهذا لا يمكن فصل الكوارث والبلاوي التي تحل بنا على اختلاف اصنافها واشكالها واحجامها عن المكون القيمي والاخلاقي والفكري الذي بات جزء من شخصية اليمني او العربي فهنا يأتي السؤال عن المثقف وما موقعه ودوره في اختراق واقع التخلف الذي نعيشه منذ زمن طويل واذا نظر المثقف الى حصيلة ابحاثه وابداعاته الفكريه والاجتماعيه والاخلاقيه لأكتشف ان الكميه ضئيله جداً واغلب ما يجود به المفكرين ياتي من اتجاهات غربيه ، الغرب الذي تفصل بيننا وبينه هوّه كبيره في الجانب التقني والمعرفي واذا لاحظنا الثلث الاخير من القرن العشرين لادركنا ان هناك بشكل رساله تحتوي على مشروع انقاذي كُلّف بها المفكر والمثقف عندنا فهم الذين يجب ان ينهضوا بالبلد من كل النواحي وهم الذين يقوضون البنى التقليديه المتخلفه وهم الذين يتصدون للاستبداد بكل وجوهه فأذا كنا لا ننكر ذلك الدور على المفكرين والمثقفين إلاّ ان ذلك لا يعف بقية الشرائح الاجتماعيه من القيام بدورها في تصحيح الافكار والمفاهيم والقيم الاخلاقيه لكي يستطيع المثقف من الوصول الى عمق النسيج الاجتماعي والثقافي بكل تعقيداته فمن هنا يتضح لنا امر الشراكه المجتمعيه تجاه احداث اي تغيير ، فلا بد من اعادة نظر نقديه في الخطاب الثقافي ولا بد من تصحيح سليم للقيم الاخلاقيه فلا بد من الجديه في هذا الجانب لان المرض قد استفحلة فلا بد لها من جراحه سريعه قبل فوات الاوان فيا معشر الجنوبيين الا تلاحظوا بأننا بحاجه ماسه الى شيئ من ذلك القبيل ام اننا نعلّق امالنا على الايام القادمه كالعاده هل كفانا ما نحن به من اذلال السلطه الاستبداديه ، هل آن الاوان ان نقف امام انفسنا بشجاعه وبدون انفعال كي نتمكن من تغيير ما يلزم تغييره في الجانب الفكري والاخلاقي ؟ اذا لم يكن هناك من يحسب المعادله بشكل دقيق سوف نرى الجنوب التي حولها علي عبدالله صالح الى سجن سوف تتحول الى زنزانه بواسطة الجنوبيين انفسهم |
. . اخي منصور اشكرك موضوعك الجيد هذا والذي قد ربما به من الجمود ما يكفي انت قلت لا بد من وجود من الخطاب الثقافي والجدية به واعادة النظر به وهذا يجرنا الى تساولات مهمة لعلل اولها ما يتعلق بمضمون الخطاب في إعلامنا . ما هي الأسس التي يدعو اليها هذا الخطاب ؟ وكيف واجه هذا الخطاب بعض الاشكالات المزمنة مثل قضية العلاقة بالآخر السياسي والديني، وعلاقة المثقف بالسلطة والمال، وقضية التراث والمعاصرة، والمساواة بين الرجل والمرأة، وعلاقة اللغة بالثقافة؟ ثم هل هناك خطاب ثقافي عربي واحد أم هناك (خطابات) ثقافية عربية؟ . . |
شكرا لك اخي منصور
كلام جميل ...لكن الم تراء انك خلطت الحابل بنابل ولم تاتي بدواء جبت الصعيد العربي وليمني بشكل عام وقسمه الجنوبي وكاننا محافضه تابعه لليمن ...وجبت السلطه وكاننا في مرحله سلطه ثقافه واخلاق الثوره الجنوبيه هذا ما نريد من مثقفين الجنوب في هذه المرحله بكل اتجاهاتها الجنوب شعب وهويه وثوره هذه ما ننتصر من مثقفي الجنوب تسماء الوضع في مسمياته الحقيقيه لكي يستفيد الجنوب من مثقفيه لك مودتي |
اقتباس:
اخي الفاضل / بن عطّاف في البدايه انا ارحب بنقدك الرائع والبناء وطبعاً المسلم مرآه لأخيه المسلم ومنّك ومن امثالك من ذوي البصيره اتعلم واستفيد ويا ريت كنت اوضحت لي نقاط الجمود كي استفيد وانا على استعداد ان اغير كي احسّن من ادائي واكون على بصيره وسيكون الفضل لمن قدم النقد الايجابي وهدفه اصلاح المسار اخي الكريم انا عندما اكتب لا لغرض الظهور لأني لست اهلاً له وغرضي الاساسي هو تداول الآراء فيما يؤرقنا من المشاكل والصراعات العبثيه التي تسحق كل شيئ ايجابي حولها وفي الاطار انا ابحث عن الحقيقه الغائبه التي لا اعلمها لعل وعسى ان يأتي من يحمل المفيد في هذا الجانب بالنسبه لظاهرة الصراعات ليست وليدة العقود الجديده من الزمن بل انها على امتداد قرون ولكنها زادت منذ بداية القرن العشرين مع غياب المرجعيه الثقافيه للعرب واصبحة السياسه هي المرجعيه ، ولكن السياسه حولة الواقع الى صراع على السلطه اضعف كل شيئ حوله وبدل من ان تحل مشاكل المجتمع زادة من حجم مشاكله ، وانا تحدثت عن واقع عربي على اعتبار اننا عرب ولنا ثقافه مشتركه وعندما حصل التطور الحضاري في البلاد العربيه بالذات في صدر الاسلام لم يكن لقطر على حساب آخر بل كانت عباره عن نهضه شامله لكل الاقطار وعلى مختلف المستويات عموماً لم يعد هناك صدى لما هو عروبي قومي ولم يعد هناك اساس حضاري يجمع العرب في الحاضر بل ان الوطن العربي اصبح دائرة صراعات واسعه واسباب الازمه متشابه والاسباب فكريه اخلاقيه تتعلق بنشاط العقل فعندما تنظر الى حال العرب وصراعاتهم في ظل مرحله يسيطر عليهم النفوذ الاجنبي وهذا هو حالنا في الجنوب مختلفين في ظل مرحله يسيطر علينا فيها حكم قبلي استبدادي اكثر خطوره من قوى الاستعمار فنحن هنا بحاجه الى لم الشمل الذي من الصعب ان يتم بدون بناء الانسان فكرياً واخلاقياً انا اريد منك لو تكرمة انت او اي زميل يطرح الفكره التي من خلالها يتم تجميع الجنوبيين وتنظيمهم ودفعهم نحو آفاق دولة النظام والقانون مع مراعات الشفافيه والواقعيه من ان هناك وحده يمنيه موجوده على الواقع حتى لو كانت فارضه نفسها بالقوّه واصبحة لا تطاق من قبل الكثير من الجنوبيين ولا داعي بأن يتمترس الناس وراء النصوص والتسميات ( الجنوب العربي ) او ( جمهورية اليمن الديمقراطيه الشعبيه ) تلك الاشياء سيتم النظر فيها في حينها امر آخر اريد ان استفسر الجميع لماذا لم نستطع تنظيم انفسنا تحت نظام حزبي ديمقراطي ولا اميري او ملكي ولا نظام ديني . . . . . الخ وليس نحن الوحيدين بل كل العرب لم نر هناك اي نظام ديمقراطي عادل انا بأنتظار عودتك الكريمه وكل من يشرفنا الحوار معه من الاخوان الكرام |
بالرغم من الاحباط الذي اصابني الا انني أجد في كلامك الحقيقه المره والتي نحن في الجنوب العربي في أمس الحاجه لتغيير مفهونا البليد لكي نحطو نحو المستقبل والتحرر من الاستعمار والتخلف
|
اقتباس:
انا تطرقت الى الوضع العربي لا لاعتبار اننا مترابطين في الوقت الحاضر وقد كان قصدي ايضاح المشكله العامه التي يعاني منها العرب ونحن منهم عندما نختزل قضيتنا الجنوبيه بشكل معزول عن الواقع العربي والدولي نكون قد نأينا عن الحقيقه وجانبنا الصواب ، فنحن جزء لا يتجزّأ من عالم عربي تربطنا به الكثير من الصلاة ونحن جزء من عالم متحرّك ومتبادل المصالح والمنافع عموماً ليست المشلكه في ربط الموضوع الذي كان الغرض منه طرح مزيد من الدلالات مسؤؤليتنا هنا القضيه الجنوبيه وانا أوضحت دور المثقف في تغيير الواقع وحجم المسؤؤليه التي على عاتقه ، ولكننا هنا عندما نراقب نشاط النخب المثقفه التي تمثل القضيه الجنوبيه نراها على صراع دائم وتميل الى العاطفه اكثر من العقل وتميل الى الاصطفافات السياسيه التي تخطط للوصول الى الحكم ولم تضع للانسان الجنوبي اي اعتبارات كافيه تتعلق ببناء شخصيته كي يصبح فرد قادر على تقديم الاداء الفكري والاخلاقي الذي يؤهله بأن يكون فرد فاعل وصاحب خيار يستطيع الدفاع عليه مهما تقلبت الظروف والاحوال ، لأن الانسان الجنوبي اذا استمر على هذه الشاكله يتحرك مع العاطفه وتتقاذفه النخب حيث تشاء وتريد سيظل هكذا يتنقل من سيئ الى الاسوى فلا بد هنا من القيام بعمل منهجي يحرر العقل ويدفعه نحو النور ويصحح القاعده الادبيه والاخلاقيه كي يتم الوصول الى طريق التطور الحضاري المنشود وتلك المهمه يبدأ بها رجال الثقافه والفكر ولا يمكن ان يحالفهم النجاح ان لم يكونوا مؤهلين فكرياً واخلاقياً فيا اخي الكريم لا ينكر احد واقع الصراعات في الجنوب ومهما بحثنا عن مسببات فلن يعفينا ذلك من تحمل المسؤؤليه كاملةً تجاه الوطن الجنوبي هناك صراع على السلطه الوهميه ، هناك انانيه وحب للظهور والوجاهه على الفاضي ، هناك تشويه ، هناك كلام معسول والنفوس فيها الذي فيها هناك تنظير بدون عمل ، هناك حوار خالي من الآداب ، هناك اقصاء للآخر هناك انفعالات واصوات عاليه وجعجعات كثيره وكثيره دون ان نرى طحنَ هناك فقر وجهل ومرض ، هناك جروح يئن منها الجنوب من جراء حكم القهر والاستبداد والتجهيل ، الجنوب اصبح ينادي ابناءه ويطلب النجده ولا من مجيب لان كل طرف مشغول بالآخر صراعات وتسابق على ماذا . . . . ؟ على ماذا يا أخي الكريم ؟ يجب ان لا يصيبنا الغرور بأنفسنا يجب ان نتخلى عن الشعارات الزائفه والمظاهر البراقه ، اننا بحاجه الى تدوير الافكار نحو زواياها السليمه يجب علينا ان نكون شجعان امام انفسنا ونعترف بأخطائنا ونحاسب انفسنا ونعيد مراجعة الذات المريضه ونصلح اعوجاجها حتى تعود الى واقع التفكير الحقيقي الذي يدفع العقل نحو النور ويعمل بهمزات الوصل وعوامل التقارب والترابط بدل الصراع والتنافر لا بد للعقل الجنوبي ان يتحرر كي يتمكن من تحرير الجنوب بطريقه مبصره تؤهله الى بناء الوطن بعد مرحلة التحرر بالطريقه التي تضمن الحياه الحره الكريمه للجميع وتضع الاخلاقيات الكريمه على رأس كل عمل صالح |
اقتباس:
تلك هي الحقيقه المره كما اسلفت في حديثك اخي الكريم فلا بد من مواجهتها بكل قوه للخروج من نفق الصراعات المظلم الذي قتل كل معاني الحياه حوله وبلّد الفكر وصاب الاحاسيس والقيم بالانحلال حتى اصبح شكل الحياه عشوائي تملئه الغوغاء والتكرار والنقل والتزييف على مختلف النطاقات |
السيد منصور بالعيد اشكرك على المقال الجامد و اسلوب الشذرة و السرد الرائع لاجل الانفلات من اسجن الأنساق لتداوي جروح التاريخ الملوث بالسواد والوعي الشقي فقد جعلت بمقالك من اللاعقل خزان العقل ومن الصمت دائرة للكلام ومن الجسد شلال الإرادة ومن الليل نبراس الحلم النهاري ومن الغربة طريق لطلب الأنس والقربى ومن النصوص ملجأ آمنا للاحتماء من اللصوص وتجار الألم ودي |
اقتباس:
اخي الفاضل الدون الهادئ لقد غمرتني بكلامك الجميل والكبير رغم اني لا استحق كل هذا ولا حتى جزء منه مرورك على متصفحي وابداء رأيك هو ما يهمني انت اصيل مثل اصالة كلماتك جل احترامي |
|
Loading...
|
Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions Inc.