الاخ العزيز ابو صقر اليافعي وباقي الزملاء السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحقيقة أزعجتني تسائلاتك اخي التي رميتها عبثاً لشئم وتذمر ما كان ينبغي له إن يكتم انفاسك على ذلك النحو الذي أبرزت بالحيز الآخر ..
فَضلت من جانبي إن أرد على تسائلاتك بحيز مستقل انت وكل الزملاء الذين شاركوك تبادل الاحساس بذات الشعور تجاه الحالة الراهنة التي يمر بها وطنا المحتل والذي أسأل الله سبحانه وتعالى إن يجعل كلماتي هذه سبباً ليزيل بها من أنفسكم شبح القنوط واليأس ويبدله بالاطمئنان والثقة والامل الكبير والخير الدئم إن شاء الله ..

خواتم مباركة ..
إن ثورتنا ثورة شعب عظيم بكل ما تعني الكلمة وحسابها بهذا الوزن بكل ما هي عليه من أحداث وما تنتظرها من مهام وعلى هذا المستوى إنما يجعل القارئ لأحداثها والمتابع لاخبارها والمنتمي لتيارها في مستوى عالي من الإنتماء للفخر بزهوها ووهجها وقوتها وهي التي لا تزال في بداياتها / إنطلاقاً من رؤيتي لها بهذه الصفات والمكانة فأن أضن بان مجمل تسائلاتك المتذمرة والباحثة عن الاجابات والذي شاطرك بها كثيرون لم تكن مبنية على اساس الاعتقاد بعظمة هذه الثورة ومبادئها من هذه المنطلقات الوطنية الخلاقة والكبيرة بحجم الشعب وآماله وقوته وإلا لما حبسكم اليأس في ضيق من الأفق ـ وإذا ما أفترضت التسليم بصحة بعض ما أفترضتم كمدعاه لحالة اليأس التي تعيشونها كجنوبيون نتيجة لتردي بعض المسالك وكما ذكرتم وفَصلتم فأن المنطق للإقناع يتوجب ممن يريد حمل الاجابات اليكم إن يفترض بالحالة نطاق أشمل وأوسع كي يتصور الاشياء بحجمها وبقياساتها وحين فعلت من جانبي هكذا لأأتيكم بوجهة نظري وقرائتي المتواضعة فأني وللحقيقة لم أقتنع بما وضعتم انفسكم فيه بداخل مربع مغلق على التشائم وبس ، ثم إن الوعي بالاشياء وتفاصيلها هو المفتاح والنطاق الذي يستطيع الإنسان من خلاله رؤية التقديرات النسبية للاشياء كما ينبغي منطقياً ، وحتى لا أتوه وأياكم في دائرة مفتوحة من الكلام فأني أعتقد بأن الاحرى بنا كمسلمين ووطنين ومثقفين إن لا نقيس الفرج والضيق لمسار ومآل قضايانا بمقياس تصرفات الافراد اوالجماعات ! فهذه الأمور مسلماتها إلاهيه بدرجة أساسية والله سبحانه وتعالى يجعل الافراد كاسباب لتسيير بعض الأمور لحياة الأمم والشعوب وكذلك شعبنا ـ وهل إذا ما أخفق الشنفره أوالفضلي أو باعوم أو فلان أوزعطان في تأدية عمله على رأس مسيرة ثورتنا خلاص ضاقة الدنيا وتعطل المسير وانتهت القضية ؟؟؟
فكروا معي ؟؟ فالرجل السوي والمحنك والفاهم والحكيم مطلوب ليتقدمنا لكي ينورنا ولكي يجيد التصرف ولكن إن لم نجده ؟؟
من الغلط جداً إعتقادنا بأن قضيتنا لا بد إن يكون على راسها فلان أو زعطان ما لم فلن ترى النور أوإن يكون لها بهذا الأمر الموعد غداً أو إن ما بعده ضياع ..!

با عتقادي إنني بحاجة لأن نتعلم كيف نفكر وإن نؤخذ عبره وعضة من التجارب والأحداث ويجب مع الحرص إن لا نبالغ في الخشية والقلق .
إن الثورات لا يمكن إن تنهض إلا بارادات الشعوب لأن الشعوب هي الأساس ووثورتنا الجنوبية اليوم تتسيدها إرادة شعب ، ووضع ثورتنا الراهن مهما كان على غير ما نتمنا إلا إنه ليس صحيحاً إن نراه منكسر ومتلاشئ ومقلق إلى الدرجة التي صنفتها ابا صقر لأسباب ( إن الفرق تعدده والدياك كثرة وكل واحد يشتي يقع من الخمسة النواب إن لم يكن الرئيس ) غير مقلق هذا الحاصل لأن عناصر القوة ومؤشرات النهوض متوافره بعوامل شعبية ومن تفاصيل صغيرة الارض الجنوبية وأنظروا إلى ملامح أطفالكم في بيوتكم !! نعم تفاصيل القوة الجنوبية كثيرة وسنطرد المحتل وثورتنا في وضع أقوى لأنها ثورة تنتفض كل يوم وكل لحظة من بين ركام مراحل تاريخية من التعطيل الفكري والثقافي للإرادة الجنوبية والإنسان الجنوبي بامتداد عقود ولا تزال أي الثورة في مرحلتها الاولى لبناء الفكر والعقل الجنوبي المتحرر من ضعف ثقافة الشرجبي ومن سبقوه ولا نزال وثورتنا في ( مرحلة بناء الصف والشعور والنهوض وبناء الاساسيات وتشكيل الإطارات الوطنية وبناء التحالفات والبحث عن الخلفيات وبناء الجسور الداعمة والمساعدة داخلياً وإقليمياً ودولياً ) ثم إن منطق القانون والشرع والحق منطق لا يقر لدولة ماء حق السيطرة على ارض دولة أخرى لمجرد وهن أو ضعف شعبها فالحق حق إذا ما كنا نعي منطق الحق ومعناه بالقول ( إحتلال وإستقلال ) وضالم ومضلوم وغاصب ومغتصب مهما كان ضعف وفتور هذا هذا الجيل أوذاك أوذلك في تبني وسائل دفع الباطل عن ارضه ونفسه فجنوبنا اليوم بلد محتل والشمال هو البلد المغتصِب لارضنا والمعتدي علينا وقد أُحتل من قبل مرات وعندما عجز جيل منتصف القرن التاسع عشر وجيل بداية القرن العشرين هل بقي الجنوب محتلاً تحت الانجليز ؟ أم إنه اتا جيل خمسينات ذات القرن بوعي جديد وعزيمة جديدة وعمل الواجب ورحل المستعمر مجبراً ؟ وكيف هزمنا في متارس حرب 94م ألم تهزمنا ثقافة الوحدة ؟ ألم تهزمنا الثقافة المغيبة للهوية الجنوبية ؟
وهنا فليقف كل منا للتأمل جيداً وانت أخي ابا صقر والآخرين لعلك ترى شيئ من تفاصيل ما كنت فاقد فهمه وإستيعابه تجاه هذه المسائل لحظة كتابتك لهذه التسائلات / لا باس إن نتفكر بشكل أفضل ومن منظور أوسع كي لا تختزل المسألة بشخوصنا وحالاتنا الخاصة وضروفنا الإستثنائية وبنطاق تفكيرنا ولا حتى بمجموعات من الناس إذا ما حوصوروا في مسائل من هذا النوع .
وحين هميت لكتابة تسائلاتك " خاطرتك يا ابا صقر " فاني كنت اتمنى عليك إن تفترض بحالة السكون أوالفتور او الضعف التي تعتقدها في واقع جنوبنا اليوم وبهذا الشهر الفضيل حالة عابرة وطبيعية في مسير لا يزال طويل لا ان تصنفها نهاية كما اشرت فالنهاية من وجهة نظري وبايمان حقيقي لقضية مثل قضيتنا لن تكون إلا قرينة بالنصر باذن الله وبرحيل المحتل ! وتذكر إننا صمتنا من 94م ولمنتحرك إلا عشوائياً بعام 2007م ولا نزال اليوم في بداية التحرك السلمي وفق الحسابات الموضوعية للثورات أقل شيئ امام العالم من النواحي السياسية والأعلامية وغيرها ولن أدخل بهذه النقطة في تفاصيل لأنها متشعبة / ومع تسليمي بالكثير من الحقائق المشار اليها بسنة قلمك المتذمرة جداً في سياق تسائلاتك من خلال رسالتك تلك وهي حالة طبيعية في هذه المرحلةمن مراحل قضيتنا إلا إني لا ارى الوضع كما أفترضته ولا أتصور للمستقبل شكلاً كما المحت اليه من خلال ما كتبت / ولا يمكن إن أسمي لليأس درجة في نفسي كما فعلت / عد إلى حيث يجب إن تكون ايها الجنوبي الشامخ وتذكر البأس على غزة وكل بقاع فلسطين منذ ما يقارب من ستين عام فلا فرق بين واقعنا وواقعهم وما نُعامل به من قِبل الإحتلالين هنا وهناك ومع ذلك فهناك نخوة وقوة ورفض للمحتل على ارض فلسطين تزداد أنفه وبكبرياء كلما أشتد الجور والقهر لا يستطيع الانسان وصفها ولك ان تضع علامات للإستفهام عن درجات معنوياتهم تلك رغم ما يعانوه ؟؟
إن الدين والايمان والثقة بالله والحق هي المنطلق والاساس في بنا كل هذا عند الشعوب الثائرة على الباطل وهل شعبنا الجنوبي العربي أقل شأن من شعب فلسطين ؟؟ كلا ! وهي هنا ايضاً بالنسبة لشعبنا مزايا النضال تتجلى بعظمة وكبرياء لا تقل عن تلك التي يتمتع بها ابناء فلسطين ولا بد إن تضل وكن على ثقة بالله جداً انت وكل من شاركك الشعور بالقنوط في لحظات ضعف بان إنتصار قضيتنا العادلة أمر محسوم / منتصرة لأنها قضية شعب وقائمة على اساس جذورها ومعطياتها على ارض الواقع مهما كانت جوانب القصور من جانبنا لان الله معنا ، وعوامل التعثر التي تفرزها فرضيات الواقع المر ومطبات التباين والانانيات والعناد التي مع الأسف نصنعها بايدينا لن تحول بيننا وبين الفرج .
قضيتنا منذ ما قبل إن نحسبها قضية .. منذ يوم الشؤوم 7/ 7 هي قائمة على اربعه مرتكزات اساسية اراها كل المعطى اليوم من وجهة نظري المتواضعة .

الاول : الحق والحق هو الله وهومعنى معيناً ونصيرا وهو من اراد لنا ان نتحرك بعد غفلة ومعاناة 2007 بعد 13 عجاف .
الثاني : إرادة الشعب الجنوبي العظيم وهي التي لن تُقهر باذن الله وعليها نبني الثقة بالنصر وعليها نستطيع ان نعول ومنها ننطلق ولا بد ان يستمر العطاء والعمل بثبات وصبر من قِبل كل شريف بايمان مهما طال زمن المكابدة ومهما كانت المتاعب والضروف التي ستواجه مسيرة ثورتنا بكل اطوارها ومراحلها .

ثالثاُ : نُبل الشرفاء وصحوتهم وإخلاصهم ويقضتهم من القادة والعلماء السياسين والمتدينين والمثقفين والإعلاميين الجنوبيين وبمقدمتهم السيد الرئيس علي سالم البيض الذي أعلن موقفه الصريح إلى جانب شعبنا في لحظة فاصلة وغاية في الأهمية ـ هؤلاء الذي يقع عليهم الواجب الاول والصحوة الدائمة والسبق والعزيمة في كل المراحل والمنعطفات وعلينا إن لا نؤخذ الموعضه والتوجيه إلا منهم وإن لا نقتدي إلا بسلوكهم وإن نجعل مربعهم خصب بالتفاعل والتكاثر حتى يضل تواجدهم بمقدمة المسيرة شعلة متوقدة ووهاجة .

رابعاً : فشل علي عبدالله صالح ودولته الهشة وعجزها الكامل عن إن تكون حتى مجرد مشروع دولة منذ ان غدرونا عام 90م ـ فشلهم وتوقعهم في حدود الغدر والحيلة والزيف في كل شيئ اسقط هيبتهم في الوحل ـ ورفع عنهم مجرد الإعتقاد بوجودهم كما هي الدول عند العقلاء والعارفين والمجربين وحتى عند البسطاء من العوام ـ كل ذلك جعل قضيتنا الجنوبية كما هي اليوم خارج عن سيطرتها " حلول أو فناء " كما إن إنكسار خيش علي عبدالله في صعدة في الحرب السادسة بصعدة على يد قبيلة وبالطرق التي لم نكن نتصورها ونعتقدها قد كشف ما تبقا من عورة ازلام الإحتلال الجبان وضعفهم هناك اعطانا الثقة أكبر بمدى قوة الهوية المستحضرة في العقيدة القتالية عند الشدائد كما اثبتها الحوثيون / بدون ذلك فالجنوب دولة هوية وشعب وإرادة وامكانات وحضارة وتفاصيل والخ / وسيأتي كل شيئ يا ابا صقر ومع علينا إلا إن نكون جاهزين لكل شيئ لأن العمل السلمي هو مرحلة من مراحل التحرر التي ربما قد تطول إذا ما أراد الله ..

عزيزي ابا صقر اليافعي وكل من يشعر بما تشعر به كتبت اليك ما تيسر لوجهة نظري وأأمل من الله سبحانه وتعالى بأن أكون قد وفقت في وضع امامكم حقائق طاردة للتشائم من أنفسكم ومثبته للايمان والإخلاص والأمل في قلوبكم وضمائركم تجاه قضية شعبنا العظيم .
يا أبناء الجنوب الشرفاء أهزموا اليأس ولا تعطوه مجال إلى نفسياتكم مهما رأيتم للعبث ألسن وأياد وجثث بشرية هنا وهناك ! وكونوا دائماً على قدر كبير من الهمة والعزيمة وأختاروا الجلساء منذوي العزم والهمة ، ولا تتركوا فرصة ابداً للانهزاميين بالتأثير عليكم وكونوا مؤمنين بالله والثقة بنصره لنا وقضيتنا ومنتمين لروح الثورة المتصاعدة بأمل وأيمان وعمل كما كان لذلك القحوم وعبدالحكيم ووضاح والمئات ممن فارقوا دنيا الجنوب ممزقين الجماجم والأجساد لأجل حرية وكرامة الوطن والشعب الجنوبي .
والحمد لله رب العالمىين .

على عجل المعذرة من التقصير ..

خواتم مباركة والسلام عليكم ورحمةالله وبركاته