في تجارب ثورات الشعوب ما يجعلنا نتأمل ونستقي العبرة ونستخلص الدروس لنتجنب الوقوع في الافخاخ التي وقعت فيها تلك الثورات من جراء مكر ودهاء المحتلين ، وفي تجربة ثورة الجنوب السلمية التي بدأت منذو ثلاث سنوات ، تعامل نظام صنعاء معها منذو البداية باستخفاف ووصف الحراك بانه مجرد محاولة لعملية إثارة للغبار من قبل مجموعة معزولة فقدت مصالحها وتسعى لممارسة الابتزاز السياسي على طريقة أهل اليمن ، حيث أن أي قبيلة او مجموعة تقف ضد السلطة يكون الهدف معروف وهو بغرض ابتزازها ، والحل ايضا معروف بارسال مفاوضين من البنك المركزي ، بدلا من الأمن المركزي . وربما حدث شيء من هذا مع بعض قادة الحراك ، ولكن لم يفلح كما هو واضح ، ولذلك كان الأمن المركزي هو البديل ، ومع ذلك لم يتغير الحال بل زادت وتيرة الحراك بالتصاعد وفرض واقعا آخر على الارض ، وحقق التفاف جماهيري لم يتوقعه أحد من المراقبين والمحللين السياسين .
إذا ، ماهو السيناريو المحتمل الذي يتوجب الحذر منه ويتوقع ان تقوم به أجهزة صنعاء المخابراتية وهي ضليعة في المكر والدهاء ؟؟
وما مدى تمكن قادة الحراك خاصة والجنوب عامة من الافلات من الوقوع في الافخاخ المحتملة ؟؟
دعونا نتأمل التجربة العراقية بين قوى المقاومة الوطنية العراقية وقوات الاحتلال الامريكي ، ولا اريد الخوض في التفاصيل ، ولكن حاصل القول ان امريكا وجدت ضالتها بعد سنوات تكبدت ضربات موجعة من فصائل المقاومة وهي تفكيك المقاومة بالتفاوض مع بعض منها ، وتكوين مجالس صحوة فيما بعد ، وهنا حدث التصدع ، وتناسلت فصائل المقاومة الى فصائل اصغر ، وأخذ كل منها يتبرأ من الآخر ، حتى وصلت الى ماهي عليه اليوم من التراجع والضعف والتناحر .
التجربة الاخرى الماثلة للعيان ، ما يجري في فلسطين اليوم ، فقد أصبح الصراع والعنف على أشده بين فتح وحماس ، والمفاوضات تدور بين الطرفين منذو شهور دون التوصل الى حل ، فالذي بين فتح وحماس اليوم دماء ومعتقلين بالمئات من الطرفين ، وتوتر دائم ، فأصبح العدو الحقيقي مرتاحا وبريئا من دم الفلسيطني لانه يسفك اليوم من الفلسطيني نفسه .
هذه الصورة الكابوسية استحضرها الآن ، وأنا اتابع ما يجري في جنوبنا الحبيب ، ويدور في ذهني هاجس الخوف والقلق لو أن نظام صنعاء سوف يتوقف عن تكليف قوات الأمن المركزي وجيوشة الى الجنوب ويبدأ في تطبيق التجارب السابقة على فصائلنا النضالية وهيئاتنا وقادتنا ، ويعمل على احداث اختراقات سياسية تؤدي الى تفكيك الحراك ونسفه من داخله . حتى ولو أدى الأمر الى تمويل فصيل ضد آخر وجرهم الى التقاتل بالسلاح ، كما هو الحال في الصومال .
هكذا يأخذني خيالي الى مساوىء الاحتمالات نظرا لما نشهده من بوادر نزاعات شيطانية بين بعض عناصر الحراك الجنوبي ، هذه النزاعات والاختلافات لم تعد اليوم سياسية او في الاهداف كما كانت في وقت مضى من عمر الحراك ، فالكل اليوم يتحدث في بياناته عن تحرير الجنوب واستعادة سيادته التي كانت عليه قبل مايو 1990م .
إذا ، فإن بذور الفتنة مهيئة على ارض ممهدة ، والساقي والحارث في انتظار الفرصة المناسبة .
فهل من أذان صاغية ، وعقول واعية ؟
نتمنى .

جنوبي أصيل .. اهلا
اعتقد انك وضعت الموضوع في اقرب نقطة احتمالية ، وبذلك فقد اصبت جوهر الخطر .
شكرا لك ولدقة التناول .
تقبل مودتي

ايها الجبل الشامخ ،،
ملاحظتك هي تشخيص حقيقي لما يحدث .. ولنعد بالذاكرة قليلا عندما توسعت حركة الجماهير وصار للحراك وجود على الارض سارع نفر من القادة الى تشكيل ما سمي الهيئة العليا للحراك بتسمية اثنين فقط باعوم والنوبة ، وبقية القادة ليس لديهم علم بما حصل ولا كيف حصل .
ايضا بعد خروج باعوم ورفاقة من السجن عام 2008 اشتعل الشارع مرة اخرى وبقوة وتسارعت الخطى الى جبال العسكرية لاستقبال مولود جديد في ولادة متعسرة واسموه المجلس الوطني ، خرج منه النوبة وتيارات أخرى ، ليبقى مجلس ضمن التكوينات الموجودة وليس الوعاء الاعلي للحراك .
ثم تبع ذلك حركة تشكيل حركة نجاح ثم جاء السيد الرئيس على سالم البيض ويحدث تطور آخر بظهور مجلس قيادة الثورة الجنوبية ، وهكذا كلما اشتد عود الحراك اشتد معه سباق القادة على تشكيل ابراجهم وواجهاتهم .
تحيتي ومودتي

نعم اخي ابو خطاب ،، لن يدع نظام صنعاء بابا الا ويطرقه في سبيل تفكيك الحراك الجنوبي و رأس النظام مستعد لان يحرق البلاد بمن فيها باستخدام الوسائل الدنيئة وإيقاع الفتنة في الجنوب
شكرا لمرورك الطيب