منتديات الضالع بوابة الجنوب - تجمع تاج في ذكراه الخامسة .. وجهة نظر

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو عهد الشعيبي (المشاركة 40588)

في سبعة سبعة 2004م من لندن تم الاعلان الرسمي عن قيام التجمع الديمقراطي الجنوب " تاج " أحد فصائل الثورة السلمية المناهضة للإحتلال اليمني بل ومن ابرزها نشاطاً ومصداقية على المستويين الداخل والخارجي ،فبعد ايام قليلة تحل الذكرى السنوية الخامسة لتأسيسه وسط تقلبات اوضاع ساخنة وكبيرة يعيشها الوطن والشعب الجنوبي المناهض والرافض للإحتلال ، ولقد مثل اعلان تاج حينها من قِبل مجموعة بسيطة من الاكاديمين والقادة العسكريين الجنوبيين الذين رمتهم حرب الاحتلال إلى الخارج بمثابة إشهار النواه الأولى في البناء الوطني للثورة السلمية التحررية لا سيما على المستوى الخارجي ونجح نجاح كبيربعد تجارب سابقة فاشلة على نفس السياق كانت قد تبنتها فصائل جنوبية ايضاً منها ما كان يسمى " بموج وحتم ".
ومنذ تاسيسه أهتمت قيادته برئاسة الدكتور عبدالله احمد بن احمد بالعمل على التواصل مع الشخصيات الوطنية الجنوبية الفاعله من سياسيين وكوادر مثقفين وصحفيين والحوار اليها سعياً لبلورة أولويات العمل الوطني المنظم وخلق الأطر الوطنية المستوعبة لتطلعات الشعب الجنوبي في الخلاص والمؤهلة لتبني عمل كبير ومستمر بحجم الجنوب ، وبرئاسة الدكتور ومساعدوه عمل تاج ايضا على توسيع نشاطه التنظيمي ولتعميم رسالته الوطنية على أبناء جاليات الجنوب في دول المنفى وإلى داخل الوطن المحتل ، واستطاع بالفعل الوصول بالتأثير واحدث حالة من التفاعل الايجابي مع رسالته وبرنامجه السياسي الداعي لإستعادة الدولة ودحر الغزاه ، ويوم بعد آخر تفاعل الالآف وأمتد النشاط ليشمل أكثر من اربعين دولة حول العالم ، وقد كانت اللحظة الاولى التي تم الاعلان بها عن برنامجه السياسي الواضح والصريح " بسقف الإستقلال " هي لحظة البداية لإنطلاقة مشروع الثورة السلمية بخيار العمل السلمي لأجل إستعادت الدولة الجنوبية المحتلة وتحرير كامل التراب الجنوبي والذي اضحى اليوم خيار الشعب الجنوبي قاطبة وبكل شرائحة وقواه المختلفة ، وعلى هذا الاساس الواضح في المنهج السياسي والوطني الرافد لمسيرة التحرير والملامس لهموم الوطن وتطلعات الشعب ، اثبت تاج مصداقيته وكفائته في تحمل مسؤليته التاريخية تجاه الوطن في أحلك واصعب الظروف رغم حداثت تجربته ما اكسبه ثقة الشعب ، بل وبرهن على امكانيته في التاقلم مع كل الاوضاع الشائكة المحيطة من حوله رغم تعقيداتها .
وبالرجوع لتلك الفترة التي أُعلن فيها التجمع فقد كانت الاجواء حينها غاية في التعقيد والتردي ، ليس فقط على الصعيد الوطني العام وتذمر الناس وغضبهم من ممارسات المحتل وصعوبة لملمة شتات انفسهم لمواجهته ومقاومته والارتقاء بفكر مقاوم يستوعب الوضع ومجرياته ولكن حتى على الصعيد المعنوي والنفسي لدى قادته بمختلف توصيفاتهم حيث كان الجنوبيون يعيشون تفاصيل حياة مأساوية ومعاناة قاسية لم تُنظج فيها الظروف المهيئة بعد للبدء بعمل وطني كبير بحجم المشروع الذي اتا به " تاج " وبالرغم من كون الاوضاع كذلك مع شحة الامكانات وإفتقاد الوطن لمقومات البناء المنظم إلا إن رسالة الإستقلال وصوت الحرية لقيتا قبولاً كبيراً بين اوساط ابناء الشعب ،وسرعان ما انتشرت شرارت الثورة السلمية بكل الساحات والمناطق والبيوت والنفوس ، وألتف الكثير من الوطنين حول هذا الصوت القوي والواضح المنادي بمناهضة المحتل ومقارعته ليشمل كل الارجاء واينما حل الشرفاء والاخيار حتى أصبح صوت الاستقلال هو صوت الجميع وشعار الجميع ليلاً ونهار ، وهكذا دارة العجلة وتحرك القطار الجنوبي بشكل متسارع في توقيت كان بكل المقاييس رائعاً وموفقاً وصولا الى محطات وطنية اكثر فاعلية وتاريخية داخل الوطن الأمر الذي ضاعف من وتيرة العمل وكان ابرزها لقاء جمعية ردفان التاريخي في 13 يناير 2006م والذي انطلق من وحي لقائها التصالحي المهيب روح التلاقي والوفاق والعمل الوطني بوعي ومسؤلية مما زاد الوضع تغيراً وجنوحاً نحو الخلاص .
جاء الأعلان عن تأسيس التجمع الديمقراطي " تاج " في الوقت المناسب بعد مرور عشر سنوات على الاحتلال، ورغم انه توقيت متأخر بعض الشيء وكان يفترض أن يتم خلال السنة الاولى او الثانية من الاحتلال فانها تظل خطوة مهمة وحيوية وأفضل من أن تتأخر وقتاً أطول.
خمس سنوات من عمر تاج بامتداد ساعاتها وايامها أجرت القيادة عدد كبير من اللقاءات والتحركات على المستوى الخارجي مع الكثير من الجهات والمنظمات الحقوقية والسياسية حول العالم وكذلك مع باقي قوى الاستقلال الجنوبية التي تكونت لاحقاً لتلتقي معها على قاعدة واحده وطريق واحد لأجل تحريك أجنده القضية الجنوبية وتفعيلها وشرح أوضاع الوطن ونقل تفاصيل حقائقه المعاشة منذ ما بعد الإحتلال الذي دمر كل مقومات الدولة الجنوبية وجعل حياة شعبناء في بؤس شديد ومعاناة دائمة، وأستطاع الشرفاء من شرح كل ما لحق تلك الحرب من نهب وسلب للثروات وقهر وإذلال للشعب وكوادره وطمس منظم لهويته وتاريخه .

خمس سنوات خلالها حقق تاج تقدم ملحوظ مع باقي القوى في إستنهاض الشعور الوطني ولفت إنتباه المجتمع الدولي بجديه اكثر من اي وقت مضى لقضيتنا ووطننا المحتل لينطلق شعبنا العظيم بكل مكوناته وقواه الحية نحو المستقبل بشكل أفضل معتمداً على قدراته الذاتيه البسيطة وبارادة قوية لا تلين في ضل غياب الدعم العربي والاقليمي والدولي ..
في هذه الظروف أستخدم المحتل سياسات أجرامية تندرج ضمن جرائم الحرب وجرائم الابادة الجماعية، في محاولته للقضاء على الثورة السلمية وفك التلاحم فيما بين قادتها وقواها ، ومحاولته بث الاشاعات المغرضه ، فلجأ الى ضرب مدن كاملة كما حصل في ردفان البطلة وجعار الثائرة ، ونفذ اجراءآت قمعية وممارسات أرهابية تنكيلية وتعسفية ضد نشطاء الثورة وقادتها ومداهمة منازلهم وترويع اسرهم ، فقام ولا يزال بأعتقال الألآف من الشباب والرجال بطريقة عشوائية ومحاكمة بعضهم باطلا ، ونفذ أعمال وحشية ضد المتظاهرين والرافضين لسياساته التدميرية الممنهجة على الارض الجنوبية
ليستشهد العشرات ويجرح المئات ..
ومن جهة اخرى لا يزال الإحتلال يعمل على شراء الذمم وتوزيع الاراضي والسيارات والهبات والمناصب الوهمية بغية إختراق الثورة وإضعاف وهجها المشتعل في كل مناطق الجنوب ولكنه مع كل محاولاته القذرة هذه لم يحقق شيئ ولم يجني غير الوهم والإنكسار بل على العكس زاد بتدخلاته البائسة والفاشلة من وتيرت العمل الوطني لدى قوى الاستقلال الجنوبي وضاعف من معنويات الناس وقد اضحى ذلك واضحاً من خلال التحدي البطولي الذي اثبته الناس في الخروج للمسيرات والاعتصامات بصلابة وعزيمة غير مسبوقة في كل المناطق والساحات.
والخلاصة يبقى القول إن رئاسة الدكتورعبدالله للتجمع قد اثبتت نجاحها وتمكنها من السيطرة على نشر المفاهيم الخلاقة والعمل المنظم والقيادة الحكيمة والسلسة وهو الأسلوب الذي لا نزال نحتاجه للموقع الاول بتاج للضرف الراهن وللفترات القادمة ما يعني إن إشهار الدكتور عبدالله إستقالته أمر غير موفق وغير مقبول من وجهة نظري الشخصية أقل شيئ راهناً واتمنى إن يراجع نفسه ويسحب استقالته ليستمر وفق ما يستطيع تقديمه .
وعلى الرغم من النجاحات التي تحدثنا عنها فأن جوانب القصور ايضاً موجوده وبحيز كبير وضعف واضح في الاداء السياسي والاعلامي والتنظيمي وغير ذلك على مستوى الدوائر المختلفة وقد كان ابرزها غياب الخطاب السياسي المتزن والمتمكن للحزب في مواكبة التطورات السريعة الرافد للحظور في المعطيات المنبعثة والمستجدات المتسارعة على الارض، وما رافق ذلك من غياب الرؤية الثاقبة المتأقلمة والسلسة للتعامل مع الاحداث وافرازاتها المتنوعة من جانب بعض القيادات وكان القصور والتشنج والضيق واضح من خلال مقابلاتها وتصريحاتها وتعاملاتها مع فرضيات الواقع الجنوبي الجديد ومع الآخر الجنوبي على ضوء احداث الثورة الكبيرة والهامة التي غيرت مجرى الاحداث وعكست المعادلة وضاعفة المهام وخلقت على ارض الواقع معطيات جديده كان لا بد إن يواكبها وعياً جديداً ومسؤلاً وادوات جديده وفكر ملائم وخلاق من الجميع وهو ما ننتظره ونأمله منهم في الفترات القادمة ..
وأضيف إن الجنوب ملك خمسة مليون جنوبي وعلى ارضه اليوم إلى جانب تاج تشكلت قوى فاعلة ومؤثرة في المسيرة الوطنية للثورة ذلك ما يستدعي بالضرورة مراجعة الذات التاجيه للتأقلم أكثر مع مسالك وسياقات العمل الوطني الجماعي التوافقي والمنظم بشراكة مع كل من يعمل على الساحة الداخلية والخارجية وتحت قيادة السيد الرئيس علي سالم البيض حفظة الله وبالاعتماد فقط على لغة الحوار المتكافئ والهادئ والراقي المستوعب لمجمل التطورات والحاجيات والتحديات .
وبكون الحديث هنا عن ذكرى تاج باشارات بسيطه من جانبي عن بعض اعماله وإنجازاته خلال خممس سنوات من عمره فلا بد في نهاية مقالتي المتواضعة هذه من القول مع ذلك إلى إن الوطن اليوم بكل ابناءه وقواه اضحى شعاره الاوحد هو الاستقلال واضحت قضيته هي التحرير وعلى هذه الأسس كلها التقى الجميع لأجل الوطن وعلى قاعدة واحدية الهدف والغاية والمصير وقدعملت كل هذه القوى ولا تزال باخلاص لأجل إستعادة الدولة والوطن والحمد لله ، ذلك ما يعني إن العمل الوطني اليوم ولكي يجتاز المرحلة بمصاعبها وصدماتها بحاجة ماسة للمراجعات والتقييمات الملحة بعقلية منفتحه على الوطن والمحيط والعالم وما يحتاج ذلك من إعادة رسم خطط وصياغة رؤئ تعزز من إستمرار مسيرة الثورة وتمكن القيادة السياسية برئاسة ورعاية الرئيس الشرعي الجنوبي علي سالم البيض من العمل بامكانات أفضل وبخطط أجدى وبرؤئ إستراتيجية سليمة ومتمكنة إن شاء الله .

منقول من منتدى شباب الجنوب لابي عهد الشعيبي