![]() |
أقوال الصحف اليوم
داود البصري
وحدة اليمن بين الانفصال الممنوع والعدالة المفقودة! الديكتاتورية والعشائرية شر مطلق يدمر المناعة الوطنية للشعوب ولكم في التجرية العراقية مثال من الواضح للجميع أن اليمن الموحد يعيش على إيقاعات أزمة بنيوية ساخنة, بل وملتهبة ليس في شطره الجنوبي أو فيما كان يعرف بجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية , بل في عموم البلاد التي أرهقتها الصراعات القبلية , وفساد السلطة , وسيادة الظواهر السلبية , و الإستنزاف الإقتصادي الفظيع الذي تسببه سياسة عسكرة الدولة و التي تتشابه للأسف في الكثير من جوانبها مع الوضعية العراقية أيام حكم صدام حسين, وخصوصا في سياسة تقريب ألأهل و الأحباب وإقصاء الشطر الأكبر من الشعب عن سدة المسؤولية وعن التنعم بالسلطة وإمتيازاتها , أخطاء حكومة الوحدة اليمنية أخطاء فادحة وخطيرة ومتراكمة فجرت حربا دموية شرسة في صيف عام 1994 الملتهب بعد النزاع الشهير بين وحدات الجيش اليمني الشمالية والجنوبية, وهي حرب كانت قاسية ومؤلمة وسددت طعنة سوداء في قلب الوحدة بعد أربعة أعوام فقط من قيامها بشكل مستعجل وغير مدروس, وعلى خلفية التسارع الدولي وقتها في إنهاء الحرب الباردة وتصفية المعسكر الإشتراكي, وإنهيار المنظومة الشيوعية والتي كان اليمن الجنوبي أحد ضحاياها المباشرين , والنظام الجنوبي الذي كان يحكمه الحزب الإشتراكي المنبثق من الجبهة القومية كان قد دخل في صراعات دموية شرسة كان آخرها حرب أومذبحة عدن بين الرفاق في 13 يناير عام 1986 التي أنهت قيادات تاريخية للحزب من أمثال عبد الفتاح إسماعيل ( ستالين )! أوعلي عنتر وآخرين من أعضاء المكتب السياسي للحزب, والتي أدت الى شرخ كبير في مستقبل الحكم والقيادة وأبرزت للواجهة الرئيس السابق علي سالم البيض الذي سعى فيما بعد وبإرادته للتوقيع مع حكومة الشمال على إنهاء الشخصية المستقلة لليمن الجنوبي والدخول في عقد الوحدة الذي يشكل من الناحية الستراتيجية الصرفة أملا جامعا وموحدا لجميع اليمنيين بصرف النظر عن توجهاتهم الفكرية والسياسية , فالوحدة هدف مقدس سعت له جماهير اليمن بدمائها وتضحياتها , ولكن ما أصعب من تحقيق الوحدة هوالحفاظ عليها وتنميتها وجعلها بمثابة حالة يومية معاشة, وليست شعورا طاغيا بهيمنة القوي على الضعيف أوبتحولها لغطاء واسع وفضفاض لفساد السلطة وأجهزة الحكم أو مجرد أغنية وطنية أونشيد حماسي! الوحدة لا يدافع عنها في النهاية إلا الشعب الذي يقتطف ثمارها وعوائدها المباشرة وهي بالتالي لا يمكن أن تكون حالة فوقية يسبح بحمدها أهل الحكم والصولجان ويكتوي بنيران فشلها جموع الشعب, من الواضح أن أزمة الجنوب ليست هي الأزمة الوحيدة في شريط أوحزام الأزمات اليمنية المعاصرة ,كما أنها ليست الأسخن أيضا على صعيد المواجهات اليمنية, بل أن هناك أحزمة نارية يمنية ما زالت تتفاعل وتتطور وبشكل عجزت معه السلطة الحاكمة وحتى الوساطات العربية والدولية عن حلها أوتفكيك قنابلها الموقوتة , فالأزمة الدموية مع الحوثيين في أقصى الشطر الشمالي أي في منطقة صعدة لم تزل تفرز مآس يومية دموية عبر الإغراق في سياسة الإستعمال المفرط للقوة ومعاناة الشعب المسكين من نتائجها , كما أن تغلغل الجماعات الأصولية في مفاصل حساسة من الدولة يطرح أكثر من مشكلة , والسياسات العائلية والقبلية لمؤسسة الحكم تظل عقدة العقد في دولة يمنية لم تخط بعد خطواتها الواثقة لولوج مرحلة الدولة المدنية الحديثة بمؤسساتها التي تحميها وتصونها , فالإستعراض المبالغ به للقوات المسلحة لن يوفر أمنا حقيقيا أودعامة قوية راسخة للوحدة! لقد كان المرحوم الرئيس جمال عبد الناصر يمتلك أوائل الستينات من القرن الماضي أكبر قوة ضاربة في الشرق الأوسط زائدا الشعبية القومية الكبيرة والإعلام القومي الداعم له ولنظامه , ومع ذلك إنهارت الوحدة الإندماجية مع سورية( الإقليم الشمالي ) بمجرد مغامرة إنقلاب عسكري قامت بها قوات البادية السورية لتنهي حلم الوحدة القومي بساعات قليلة ولم يستطع جيش الجمهورية العربية المتحدة من منع الإنفصال ليس لعدم المقدرة أوالجاهزية أولنقص الإيمان الوحدوي وإنما لإيمان عبد الناصر بأن تثبيت الوحدة عن طريق سفك الدماء إنما هوالمسمار الأكبر في نعشها! فمن يدافع عن الوحدة هي الجماهير , وعندما تسكت الجماهير وترضى بالإنفصال فإن في ألأمر أكبر من مشكلة , وإن في المسيرة أخطاء فادحة وصلت بل تجاوزت حدود الخطايا! وكذلك هوحال الوحدة اليمنية رغم الإختلاف الموضوعي مع تجربة الجمهورية العربية المتحدة , فالسيد علي سالم البيض الرئيس السابق لليمن الجنوبي والنائب الأسبق لدولة الوحدة وهويعلن قبل أيام الإنفصال من ( النمسا)! لا يملك حقيقة توجيه الأمور ولا إقرار الوقائع لكونه كان أحد أطراف ذلك العقد الوحدوي كما أنه كان أحد قادة حرب 1994 , والتي خسرها بالمطلق لأسباب وعوامل إقليمية أكبر من العوامل الداخلية , والتاريخ لن يعود للخلف أبدا , فما يحتاجه اليمن حقيقة هو إصلاح مؤسسة الحكم من الداخل ومحاربة الفساد ومنع الديكتاتورية العائلية والعشائرية فاليمن السعيد لجميع اليمنيين ليس لفئة أو عشيرة أو مذهب أوشخص , وعندما يصل اليمنيون الي حالة توافق وطني وبناء برنامج إصلاح حقيقي شامل بضمانات دولية وإقليمية فإن كل الملفات العالقة ستحل تلقائيا , من حق الشعب اليمني في الجنوب التذمر من سياسات الإقصاء والتهميش والمناطقية وهيمنة عشيرة الرئيس فتلك أمور ما كان ينبغي لها أن تكون لو كانت مؤسسة السلطة والحكم تمتلك الشفافية وتتمسك بالأدوات الديمقراطية , فالديكتاتورية والعشائرية وحتى "القات"! شر مطلق وفيروس خبيث يدمر المناعة الوطنية للشعوب, ولكم في التجربة العراقية المرة حياة يا أولي الألباب..! *كاتب عراقي [email protected] |
يا سلام على المطبخ العراقي
دس السم بالدسم ، |
اقترح اخي ان تكتب عنوان
( اقوال الصحف اليوم ) وسنثبتة وتنقل كل ما كتبتة الصحافة فية حتى لا يشتت الموضوع |
لا يستطيع أحد أن يعرف حقيقة وقصة الوحده التراجيديه غير ابناء الجنوب الذين عاشوا القصه جيلين متتابعين
منذ الاستقلال الى يوم 90م ثم مابعدها.. كثير من الكتاب من الاشقاء يكتبون بنزعه قوميه ولايدركون تفاصيل الخدعه للقصه المشؤومه.. |
اقتباس:
|
اقتباس:
اقتراح ممتاز ياريت العمل به فورآ |
ابحثوا في الصحف كل ما يفيدنا وكل ما يدعم حراكناويساعدنا في قضيتنا ،وليس الاخبار التي تعطينا دروس عن الوحدة وعن اليمن كفايتنا 19 سنه دروس لحد ما صارت وحلة .
معذره نحن ليس بصدد الترويج عنها نحن بصدد التخلص منها ، |
Loading...
|
Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions Inc.