![]() |
الجنوب في مرمى نيران الزنداني مجددا
حديث عبدالمجيد الزنداني المتصالح مع الحوثيين ، وما يشبه اعتذاره لهم ،ودعوته لمنحهم الخمس من ثروة البلاد باعتبارهم من آل البيت ، بعد سنوات من العداء والقطيعة معهم ، والتحريض ضدهم، كل ذلك لا يحمل سوى مدلولين مهمين أما الأول فيمثل اعترافا صريحا بعجز المؤسسة القبلية والدينية في صنعاء عن مواجهة المد الحوثي ،الذي يتوسع بسرعة وثبات، وباتوا على مشارف العاصمة ،واصبحت لهم دولة داخل الدولة بل أقوى منها واكثر تنظيما وقدرة على فرض شروطها،. اما المدلول الآخر وهو الأهم فهو مؤشر على توجه الشمال لتعزيز وتوحيد جبهته الداخلية المتناحرة والمتصارعة، في محاولة لإصلاح أخطاء قوى النفوذ المتصارعة والتي تسببت في انفراط عقد سلطتهم وقوتهم ونفوذهم لصالح الجنوب، ومشاريع اخرى بدأت في البروز في المناطق الوسطى وسهل تهامة، وهدف كل ذلك وفي هذه اللحظة بالذات هو مواجهة ما يعتبرونه خطرا جنوبيا داهما يستدعي توحدهم، وتعزيز جبهتهم الداخلية، حتى يضمنوا الانتصار في اي مواجهة قادمة مع الجنوب ، جبهة تشبه تلك التي تشكلت من خلال التحالف القبلي الديني العسكري ،الذي قاد الحرب على الجنوب في 94م والذي هيأت وشرعت له فتاوى الزنداني والديلمي وغيرهم من شيوخ حزب الاصلاح. من المهم ألا يفهم حديث الزنداني على أنه صحوة ضمير متأخرة تجاه ما ارتكب من مظالم بحق الحوثيين حد قوله، فالرجل ليس قاصرا وادرك الحلم مؤخرا ، خاصة اذا ما تذكرنا انه واحد من ابرز المحرضين على شن الحرب على جماعة الحوثي وان حزبه مازال الى الساعة يخوض حربا ضروس يخسر فيها كل يوم من رجاله ومواقعه في مقابل تمدد وتقدم ملحوظين لجماعة الحوثي (انصار الله). كما لا ينبغي ان ينسى الجنوبيون أو يتناسون ان الزنداني كان صاحب الصولات والجولات في التحريض والحشد ضد الجنوب والجنوبيين في حرب 1994م،وان ظهوره وفي هذه الأيام بالذات وبهذا الخطاب ،لا يعني سوى ان هنالك شر يضمر ومخطط يرسم لشن حرب قادمة يقودها نفس تحالف 94م ضد الجنوب بنفس الخطاب وذات الادوات وان تغير الزمن. منصور صالح |
قتلة النساء ..!
لم تكن فتواهم هذه المرة بقتل النساء المسلمات المسالمات في ديارهن علنية بل تحوطها السرية التامة تحاشياً للخزي والإحراج الذي اعتراهم عربياً وعالمياً وحط سمعة مفتياهما الشيخان الغير جليلان في الحظيظ بعد إصدار فتواهما بجواز سفك ابنا الجنوب في العام 94م الذي حاولوا جاهدين بواسطة أعلامهم الممقوت إنكارها ولكن بعد إن تفشى أمرها بين جندهم ومتطوعيهم ،فعتا ولتهم تنطلي عليهم فكرة النهج الإسلامي الذي تروج لها الأحزاب الحاكمة هناك. وجندهم لايقتلون إلا بأوامر من قياداتهم وموجهيهم وحجج مغلوطة يبثونها في أوساطهم. ان ديننا الإسلامي نهى عن قتل المراه والطفل والشيخ المسن فيا ترى أي شريعته هؤلاء يشرعون، وأي مصدر للأحكام يستندون. لقد اجتهدت كثيراً كي احصل على شرع سماوي أو دليل نبوي بل وبحثت في كل دساتير البشرية موحدة كانت او وثنية وحتى بوذية فلم أجد مايحلل أو يبيح قتل النساء الآمنات العفيفات بغير سبب. فقط ورد في الكتاب المحرف ان اله المسيحية رب الجنود قد أمر كل أنبيائه وأتباعه بهذا الدمار والقتل : (فالآن اذهب واضرب عماليق وحرموا كل ما له ولا تعف عنهم بل اقتل رجلا وامرأة, طفلا ورضيعا, بقرا وغنما, جملا وحمارا.) سفر صموئيل الأول 15/3. ولكنهم هنا عرب ومسلمون بل وكما يدعون واستغفر الله بأنهم فاتحي ارض الجنوب وناشري الإسلام فيها،فعجباً لذرائعهم الذي يختلقون. ان قتل الشهيدة المرضعة فيروز والشهيدة الحامل عافية دليل لمنهاج التطرف التكفيري الذي الذي تنتهجه الأحزاب في الجارة العربية اليمنية وتلبسه الغطاء الإسلامي لتشويش أفكار شعبهم المخدوع بسفا سف الأمور. إن الغرض الأهم إن يستخدم هؤلاءِ شتى الاختبارات لجس نبض الشارع الجنوبي في تقبل الحوادث الجسام وردود الأفعال حيالها، فلا يحسبون لبشاعة مايقدمون عليه بقدر ما تهمهم الاستنتاجات التي تعود عليهم بالمنفعة. إنها طامة كبرى على ابنا شعبنا الجنوبي حكام ومحكومين ،إن تخاذلوا على هذه الجرائم الجسام الذي تفتك بأعز ماتبقى من الكرامة المطعونة في خاصرتها لحد الموت مرات متتالية،وخزي موسوم على كل مصدر إعلامي يمر مرور الكرام على مثل هذه النكبات. |
Loading...
|
Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions Inc.