![]() |
نأمل من قيادات الجنوب الالتقاء والتحاور والابتعاد عن التخوين
للأسف اصبحت مسألة التخوين عند بعض النخب الجنوبية ثقافة تمارسها في حياتها اليوميه..فثقافة اختلاف الرأي بيننا كاشخاص تكاد تكون معدومه, وكثيرا ما نلجأ في حواراتنا الثنائية او الجماعية الى نعت الطرف الاخر بنعوت التخوين (هذا في حالة عدم تجاوز اي طرف منهما الثوابت الوطنيه) والبعد عن الموضوعية, ذلك لأن الطريقة المتبعه عند الأصطدام وتقديم رأي مخالف, هي طريقة التخوين والتخوين المضاد, حيث تبدأ الاطراف بكيل الأتهامات ميمنة وميسرة, فنكون في واد, ثم ننتقل الى واد آخر, وننسى اننا تحاورنا كي نصل الى القمة, ننسى او نتناسى ان الذي جمعنا لنتحاور هو هدف الوصول الى القمة, ننسى ونتناسى ان الأختلاف في الرأي هو ثروه, وننسى ان من الحوار ينبثق النور, ننسى ان الرأي بقيمته هو مجرد رأي وليس خطة للتنفيذ, وننسى اننا جميعا شركاء في هذا الوطن بأحزانه وافراحه...من اجل تحرير الوطن من الاحتلال ينبغي علينا اولا ان نلتقي, ولكن قبل ان نلتقي ينبغي علينا ان نترفع عن الانتماءات الحزبيه والمناطقيه الضيقه وننتقل الى فضاء الانتماء الاعلى وهو الانتماء للوطن, والانتماء للأرض الجنوبيه التي من خيرها وجدنا, والتي فعلت في نفوسنا فعلها في حبنا لها والتضحيه من اجلها, فربطتنا بها اشد رابطه, وصرنا بالتقاءنا معا فيها شعبا واحدا وامة واحده, لها خصائصها التي ميزتها وميزت بصمتها في التاريخ, لانها امة قدمت للحضارة الانسانيه كثيرا..امة عضيمة كهذه لها الحق على ابنائها في تحريرها والنهوض بها من جديد بتلاحم جميع ابنائها, وبالأيمان والعزيمة والقوه, كل هذا لن يتحقق الا بالتقاءنا, وبعد الالتقاء علينا بالحوار الذي به نعيد لحاضر امتنا مجدها الماضي, وعلينا جميعا التلاحم الذي من خلاله نستطيع الوصول في تحقيق هده وآمال شعبنا المتمثل بالتحرير والاستقلال...علينا ان نتميز بالنقد البناءلبعضنا بجرأة للأخطاء التي تضر بمستقبلنا, ونبتعد عن التخوين, لأن النقد البناء للأخطاء هو حق التقدم, وهدف الحوار هو التقدم, وبدونه سنبقى تحت الأحتلال, وسوف نبقى شعبا يتخبط في جاهليته, ويصبح سيف الكلام مسلطا على افكاره, فنخون بعضنا البعض, ونتهجم على بعضنا البعض وبالتالي نعود بانفسنا الى مرحلة حكم ماضينا الأليم, الذي حكم بالحديد والنار, حينها سننقسم على انفسنا اكثر مما نحن منقسمون الأن, ونتحول من الفئات الى الفتات على مائدة الاحتلال المتربص اللأهث لتحطيمنا...ولكن ان لم تكن لدينا الارادة لرفض هذا الواقع فلم يتغير ابدا...لذا فأنه من الواجب علينا جميعا ان تكون لدينا الارادة الجامعه التي هي شرط الالتقاء وهي شرط الحوار, والتي هي في مضمونها تعني الشجاعه, الشجاعة على قبول الأخر, والشجاعة على احترام رأيه, والشجاعة الكبرى على العمل معا, ذلك العمل الذي تتضح معالمه وخطواته بعد تكون الارادة الشجاعه الجامعه التي دفعتنا للالتقاء ومن ثم للحوار, ثم للعمل والنضال المشترك للوصول الى الهدف المتمثل في تحرير الوطن, وتغيير الحاضر والمستقبل بغية تحقيق خير هذا الوطن الغالي, وخير هذه الارض الطاهره يدا بيد, وعقلا بعقل بالعمل ككيان واحد, يوحده حب الوطن والنيات الصادقة والصافيه تجاه هذا الوطن العزيز الغالي, وبتدمير وتحطيم جدران الحقد والكراهية والتعصب والانغلاق التي ورثناهم للأسف الشديد من صراعاتنا الماضيه والتي اوصلت بنا الى ما نحن عليه....فالسؤال: هل نمتلك الشجاعه لنلتقي ومن ثم نتحاور؟؟؟؟؟؟؟؟ كلي يقين اننا سنرد بالايجاب, لاننا جميعا لا نرضى ان يكون لجنوبنا الحبيب المحتل القبر مكانا له تحت الشمس, بل ان يكون الشمس بذاتها والتي تبعث النور لباقي الأمم, وسندفن في ترابها ثقافة التخوين والتخوين المضاد......
|
Loading...
|
Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions Inc.