في أربعينية شهدا الضالع وإحراق المدينة (بقلم : المحامي يحيى غالب الشعيبي
بقلم : المحامي يحي غالب الشعيبي
السابع من حزيران (يونيو) 2010م يوم (النكسة الجنوبية) سيظل يوم اسود في تاريخ شعب الجنوب يوم أليم من ألأيام العجاف الدامية ,يوم ارتوت الضالع بدما أبنائها ,يوم استيقظت المدينة المحاصرة على أصوات مكبرات الصوت من منارات ومآذن مساجد الضالع الله اكبر الله اكبر الله اكبر كان الشهدا الأربعة عبدا لوهاب وعلا ومنيف وعماد كغيرهم من شباب المدينة يؤدون صلاة الفجرولايعلمون أنها ستكون الصلاة الأخيرة عادوا إلى منازلهم المتواضعة في المدينة من المساجد ليناموا النوم الابدي السرمدي في جنان الخلد انشأ الله ,عندما سقطت على رؤوسهم قذائف الصواريخ والمدفعية ومختلف الأسلحة الثقيلة والمتوسطة والخفيفة في مجزرة بشعة حصدت أرواحهم وهم في سبات عميق حاولت قوات الاحتلال ايقاض المدينة الملتزمة لقرار الحراك الجنوبي بتنفيذ العصيان المدني يوم الاثنين الدامي . لم يذهب الأستاذ عبدا لوهاب إلى وظيفته كمدرس ولكنه كان حريصأ ليتناول وجبة الفطور الجماعي مع أفراد أسرته ليودعهم الى فراش النوم قبل ان تفصل راسه عن جسده قذائف المجرم علي عبدا لله صالح اما عماد وعلا ومنيف فكانت حكاياتهم في اللحظات الاخيره صباح الاثنين قبل ان تحصدهم أيضا قذائف علي صالح كانت حكايات وأحاديث ملائكية كما وصفها لنا احد زملائهم الشباب الذي نجا من القصف وكان رفيق لهم حتى لحظات الوداع على بوابات المنازل المتلاصقة كانت رواياته ووصفه يدمي القلوب عشية التحضير لتشييعهم عندما دخلنا الضالع المدينة لنقف الى جانب أهالي الشهدا وقررتا رغم الحصار العسكري ان نقتحم كل الحواجز لنكون في الديار المنكوبة لا لنبكي على الإطلال والخراب ولكن لنؤدي رسالة ألوفا للشهدا والعهد وكان الاستقبال البطولي وتأمين دخول قيادات الحراك ومخيم الشهدا بجوار منازل الشهدا وصوت عبود خواجة يصدح (ثورة قرعنا الطبل والمرفع)بمكبرات الصوت وصور الشهدا وصور الرئيس علي سالم البيض والأعلام الخضرا وأعلام الجنوب واللجنة التحضيرية خلية نحل تستقبل ابنا الجنوب وجدنا إشقا وأصدقاء الشهدا وكأنهم يحضرون ليوم (الزفاف الجماعي) ,كان الحديث الملائكي لمنيف وعماد وعلا هو الحديث الأخير كما رواه لنا صديقهم المكلوم الذي شرح لنا ان الشهيد علا قال عندما ودعهم بعد صلاة الفجر (مع السلامة اليوم سوف أنام نوم عميق وطويل ). روايات اللحظات الأخيرة لملائكة الجنوب الأربعة الشهدا الأبرار لها مدلولها الرباني والروحاني ونحن نقف اليوم في اربعينيتهم وأربعينية إحراق مدينتهم الضالع نقول لمجرم العصر(علي عبدا لله صالح) إن الضالع التي أحرقتها ستعود من تحت الرماد كما عادت روما بعد إحراقها من قبل (نيرون),وان الضالع عصية عليك وعلى جيشك المرتجف الجبان الذي يقتل الشباب وهم في المنام ويقصف البيوت فوق النسا والأطفال الضالع المدينة الرافضة للقهر مدينة التنوير وصرح الثقافة والعلم منذ مطلع القرن الماضي الضالع مدينة الوعي والمدنية والنظام والقانون الضالع معقل ثوار الثورة الأولى ومعقل الانطلاقة للثورة الثانية بوابة الجنوب السياج المنيع للجنوب الحر ألآبي ,وإننا نقول لشهدا الضالع وشهدا الجنوب عهدا وقسما برب الكون وخالق السماوات والأرض وبكتاب الله وبالشرف والمبادى النبيلة لن تذهب دمائكم هدرا انها دين في أعناقنا وأنكم تعيشون فينا ونعيش فيكم لكم المجد والخلود يهناكم يوم التشييع المليوني يوم أحاطتكم الجنوب بسياجها البشري ,يهناكم العلم الجنوبي التي تغطت به أجسادكم الطاهرة يهناكم ثورة جبل دار الحيد عندما انطلق ورثائكم من شباب الجنوب من موكب تشييعكم يصعدون الى الجبل في شجاعة وجسارة نادرة ينزعون علم دولة الاحتلال من على جدار المعسكر المرابط وكان جندي الاحتلال يطلق النيران بكثافة على الشباب وهم ينزعون علم دولة الاحتلال حتى انتصروا لكم ولقضيتكم وانزلوا علم الاحتلال ورفعوا علم دولتكم الجنوبية جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية وقبل ان تغادروا الضالع وتنزل جثامينكم تحت الثرا كان رفاقكم قد احضروا علم دولة الاحتلال الى ساحة المقبرة ومازالت الجثامين مرصوصة لنظرات الوداع الأخيرة ليدوس الشباب بإقدامهم علم الاحتلال . يهناكم يا أبطال الضالع ,سلاما لكم وسلاما عليكم يوم ولدتم ويوم تشبعتم بأفكار الحرية والكرامة سلاما عليكم يوم مزقت أجسادكم قذائف الطاغية المجرم علي عبدا لله صالح وسلاما عليكم يوم ولدتم أحرارا وسلاما عليكم يوم ودعناكم والضالع تشتعل بالرصاص من كل حدب وصوب وتل وهضبة وجبل وسلاما عليكم يوم تبعثون كان وداعكم يشابه وداع شهدا المقاومة(حماس) كان الحزن عميق والجرح دامي والضربة التي تلقيناها موجعه كادت ان تكسر العظم ,كان المشهد حزين صباح وداعكم كان أقاربكم وإخوانكم ورفاقكم الإبطال يتسابقون لتوزيع قهوة الصباح لضيوف الضالع يوم زفافكم كان بجانبي ابنا مديرية الحد ياقع وابنا مديرية حبيل جبر ومن ابنا مودية وابنا مدينة كريتر خليط من الإبطال الذين استضافتنا منازل الشهد امن المسا كنا نتبادل التحايا والسلام في ساحة بوابات منازل الشهدا وهي في نفس الوقت ساحة مخيم الشهدا فأحضرت اللجنة التحضيرية اربع صور مجسمة وكبيرة محمولة وتم وضعها بشكل مرتب بجانب جدار منازلهم بشكل معرض صور واقسم بالله إنني لم أتمالك نفسي نزلت دموع الحسرة كانت متحجرة في المئاقي عندما نظرت الى تلك الصور وجوه البراءة الجنوبية بكيت عليهم مثلما بكيت على جثمان وضاح البدوي شهيدا لعلم الجنوبي وعلى جثامين فارس طماح وعلي صالح الحدي ومحمد ومحمود الحريري وشهدا منصة ردفان وألآحمرين وشهدا 23يوليو بزنجبار وطابور طويل أخرهم حمادة شعفل وعميد كردوم الشباب برحيلهم يمزقون قلبي ويزداد الشيب براسي . حمادة شعفل وعميد كردوم كانا ضمن اللجنة التحضيرية لتشييع الشهدا الأربعة عبدا لوهاب وعماد وعلا ومنيف كانوا أكثر حزنا وأكثر قهرا يتعهدون وينذرون بحياتهم بأن لا تذهب دما زملائهم وقاربهم هدرا وفعلا عاهدوا الله وقضوا نحبهم وما بدلوا تبديلا وأزهقت قوات الاحتلال أرواح شعفل وكردوم بالضالع وكان تشييعهم المهيب أيضا من مخيم المدينة الى جوار ربهم والى جانب رفاقهم الشهدا الأربعة ونقولهم انتم السابقون ونحن اللاحقون ,مخيم المدينة سيحتضن يوم 17يوليوالسبت ابنا الضالع والجنوب لاحيا ذكرى أربعينية شهدا الضالع وأربعينية إحراق الضالع ,17يوليوتصادف أربعينية إحراق الضالع إرادة عدالة السما إن تقول لأبنا الجنوب و الضالع ان( تسبيع) الجنوب 7يوليو 7يونيو 17يوليو ستتحول الى جلسات محاكمة تاريخية لعلي عبدا لله صالح وازلامة في ذكرى الجلوس على جماجم الابريا ذكرى توليه مهام القتل والابادة الجماعية وهو ما سيتم في مخيم الضالع ظهر 17يوليوفي ذكرى شهدا التحرير والاستقلال وذكرى أربعينية إحراق مدينة الضالع المصدر شبكة الطيف الاخبارية |
Loading...
|
Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions Inc.