منتديات الضالع بوابة الجنوب

منتديات الضالع بوابة الجنوب (http://www.dhal3.com/vb//index.php)
-   المنتدى السياسي (http://www.dhal3.com/vb//forumdisplay.php?f=18)
-   -   الجريمة التي هزتني و قتلتني عدة مرات (http://www.dhal3.com/vb//showthread.php?t=6590)

أبو غريب الصبيحي 2008-06-28 07:36 PM

الجريمة التي هزتني و قتلتني عدة مرات
 
[align=center]بسم الله الرحمن الرحيم[/align]



[align=justify]كتبه/ أبو غريب الصبيحي
28/6/2008

الخميس الأســـــود في ذاكرتي لا يمكن أن أنساه أبداً ، في ذلك اليوم كنت أنظر إلى الأطفال و الشباب الجنوبي ، و هم يستعدون ليومي السبت و الأحـــــــد ، حيث كان يصادف هذا اليوم مواصلة إمتحانات إنهاء المرحلتين الأساسية و الثانوية و إمتحانات الجامعة ، الطلاب الصغار و الكبار معاً ، يحملون كراريسهم و ملزماتهم و أقلامهم نحو أحلامهم التي تسير معهم لبناء مستقبلهم ، كنت أبتسم لهم للتلاميذ الصغار ، و أشجعهم على الإجتهاد ليبلغوا ما يصبون إليه ، فأسأل ذلك الطالب : كيف كان أمتحان اليوم ؟ ، و أداعب ذاك أيش سويت اليوم ؟ ، و يبدأ ذلك بالحديث عن الأسئلة التي جاءت في الأمتحان ، و الآخر يتحسر على ما فاته من جواب ، بينما الآخر يقول بأنه "بيزر في الإمتحان الثاني أكثر " ، يوم الخميس له نكهة خاصة للطلاب في الجنوب ، حيث يبدأون بالخروج من منازلهم لفترة للترويح عن النفس و نسيان هموم الإمتحانات ، لأن اليوم التالي "الجمعة" عطلة ، بينما كنت أتأمل هذا المشهد و أستعيد ذكريات أيام الإبتدائية و الثانوية الجميلة .

قطع تفكيري رنين هاتفي الخليوي "السيار" لصديق مرح ، و دائماً يدخل البهجه و السرور إلى نفسي ، فرديت عليه أهلاً كيف حالك ، و إذا به يخبرني بأن أحد أصدقائي في المستشفى مع قريبه المصاب و هم يبحثون عن فصيلة دمه النادره –O ، فأخبرته عن فصيلتي فقال لي : " ما تنفعش " ، قلت له باشوف أصحابي أيش فصايلهم و بأتواصل معك إن شاء الله ، لم أكن أعلم من هـــو المصاب و لم يخطر ببالي أن يكون قريبه المصاب هو نفسه الطفل حكيم ذو 15 سنه و الذي ودعناه قبل فتره في عـــدن و هو في طريقه نحو جحاف الضالع للإستعداد لأداء إمتحانات الصف التاسع (الثالث إعدادي ) ، بدأت الشمس تغيب و مع ظهور الشفق الأحمر ، ظهر صديقي العزيز الذي كان في المستشفى مع قريبه ، سارعت إليه كيف أستوى قريبك ؟ ، حصلتم على فصيلة الدم ، قال : الحمدلله نعم ، ثم التفت إلي و قال لي : " أنت تعرفه ! ، قلت له : لا تقل لي إنه حكيم ! ، قال : تعم .

ما كنت أنا أتصور بأن هذا الوقت المثلج للصدر الذي كنت أعيشه قبل دقائق سيتحول إلى فاجعة كبيره في نفسي ، بعد جوابه بكلمة نعم ، خلاص ما عدت أرى شيئ غير سواد مخلوط مع حمرة السماء و الغضب و الدموع ، هل يعقل بأن تغتال طفولة و أحلام طالب ؟ هل يعقل بأن يواجه القلم سلاح التلميذ ، برشاش جندي همجي محتل ؟ ، هل يمكن أن نصدق أن حبر التلميذ يواجه برصاص الجندي المحتل ؟ ، كم رأيت الصبر و الرجاء في عيون صديقي ، الذي آلامه أشد من ألمي على قريبه ، الطفل الشهيد حكيم ، أو كما كان يحلوا لي مناداته عند رؤيته بـ حكيم الحريري ، رغـــــم معرفتي الحديثه و الطفيفه مع الطفل الشهيد الحريري ، أهتزيت بشده عند سماعي لجريمة الإحتلال البشعة ، و أنا الذي شهد عدد من الحوادث و فقدت العديد من الأحباب في سنوات عمري الماضية ، و عاشرت العديد من الجرائم البشعة و الأليمه سواء في جنوبنا أو في محيطنا العربي و الإسلامي ، لكن و الله ما أهتزيت مثل أهتز كياني لحادثة الطفل حكيم ، تمنيت حينها له الشفاء رغم معرفتي إنه إذا شفي فلن يتمكن من مواصلة الإمتحانات ، لكن ما كانت الإمتحانات مهمة عندي ، بقدر إهتمامي بإستعادة صحته و عافيته و عودته بين أهله و أخوانه و زملائه و أحبابه ، و أشتد ألمي أكثر عندما علمت من إدارة المستشفى و الأطباء أن كلية الطفل ستستأصل لإيقاف النزيف ، أي قدر هذا الذي كنت على موعد معه يا صديقي الصغير ، أي رصاصة هذه الذي تخترق أحشائك و كليتك و كبدك ، و شاء القدر ان تكون فصيلة دمك من الفصائل النادرة –O ، ما عرفت النوم في تلك الليلة العصيبة حتى ساعة متأخرة من الليل ، في اليوم التالي و أثناء صلاة الجمعة و كلي إيمان أبتهلت إلى رب العباد الشافي العادل المنتقم ، بأن يعيد إلى الطفل صحته ، و أن ينتقم من المحتلين المجرمين الذين أرتكبوا تلك الجريمه ، التي توعد الله و الإسلام مرتكبيها أشد الوعيـــد .

في منتصف ظهيرة الجمعة تلقيت الخبر الصاعق ، مفاد الخبر بأن الطفل الشهيد حكيم الحريري أنتقل إلى جوار ربه ، و جوار أخيه شهيد الجنوب الطفل صلاح القحوم و شهداء الجنوب ، إن هذه الساعة مهما كتب قلمي فلن يستطيع أن يعبر و يصور عن مدى حزني و ألمي و فاجعتي فيها ، ساعة ما عدت أتذكر فيها إلا السواد ، ساعة يخال فيها العاقل مجنون ، نعم لقد رحل الطفل الشهيد حكيم و كلاماته التي كنت أسمعه يتحدث بها لا تزال في مخيلتي ، رحل الطفل الشهيد حكيم و لم ترحل إبتسامته عن مخيلتي ، أغتيلت أحلامه التي رسمها للمستقبل ، و لكن قضية الجنوب التي أحبها الطفل الشهيد حكيم لم تغتال ، سنظل أوفياء أبداً ما حيينا لدمك الذي رويت به تراب وطنك و وطننا الجنوبي الغالي ، سنظل أوفياء لقضية الجنوب التي أحببتها و ناصرتها رغم صغر سنك ، فأرقد يا صديقي فأنت بإذن المولى عز وجل الشهيد في جنات الخلود ، و ما عند الله خير و أبقى لك ، نعاهدك بأن دمك لن يذهب هدراً ، دمك الطاهر يا أخي الشهيد غالي جداً ، و سيدفع الإحتلال المجرم الثمن غالياً ، و أعلم إنه عندما نقتص ممن أراق دمك الطاهر لا يعني إننا ساوينا دمك بدمه ، لا دمك أغلى و أطهر من دم و رجس الإحتلال الفاشي الإجرامي المتوحش لجنوبنا ، و أول الإقتصاص سيتم على الإرهابيين الزنداني و الديلمي ، ممن أباحوا دمك و دماء الجنوبيين أطفالاً و نساء و شيوخ و شباب بفتواهم الإجرامية ، رحلت و تركت مقعدك الإمتحاني خالياً بجانب زملائك الذين كنتم بالأمس سوياً تذاكرون دروسكم ، ليشهد أمام العالم عن بشاعة الجريمه التي ارتكبها الإحتلال بقيادة مجرم الحرب الطاغية علي عبد الله صالح الأحمر و أعوانه من ذئاب الغدر .

لن ننساك يا شهيدنا الغالي و سنذكرك للأجيال القادمه و سنذكر لهم أيضاً نذالة المجرم علي عبدالله صالح و خساسته هو و عسكره ، فجريمة إغتيالك وصمة خزي و عار و صفحة سوداء في تاريخه المظلم ، فالخلود لك يا شهيدنا و مزبلة التاريخ المكان الطبيعي للمجرم علي عبدالله صالح و أعوانه .فالسلام عليك يا شهيدنا الحبيب[/align]

saifnaser 2008-06-28 07:50 PM

لا حولة ولا قوة الا با اللة ادمعت عيني وانا اقرا الموضوع دون ان اشعر نسئل اللة العلي العظيم دو القوة النتين ان يدخلة فسيح جناتة ويكتبة مع الشهدا وان للة وان الية راجعون

الجنوب اولا واخيرا 2008-06-28 09:29 PM

اخي ابو غريب بالفعل انه يوم اسود بكل ماتحمله الكلمه من معنى
هنيئا لشهيدنا الجنه انشاء الله وهنيئا لك هذه الانسانيه الاصيله
والعار كل العار لكل من شارك وخطط لاغتيال الطفوله البريئه

والطاغيه سيكون مصيره مصير شهيد الحفره صدام الكبير
مع اختلاف نوع الحفر , علي سيكون شهيد احدى حفر مجاري صنعاء انشاء الله
وان غدا لناظره لقريب

الشنفره 2008-06-28 09:50 PM

المجد والخلود لشهداء الجنوب

أبو غريب الصبيحي 2008-06-28 10:08 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو غريب الصبيحي (المشاركة 5092)
فأنت وصمة خزي و عار و صفحة سوداء في تاريخه المظلم ، فالخلود لك يا شهيدنا و مزبلة التاريخ المكان الطبيعي للمجرم علي عبدالله صالح و أعوانه .فالسلام عليك يا شهيدنا الحبيب

و الصحيح جريمة إغتيالك وصمة عار و صفحة سوداء في تاريخه الأسود

عذراً على هذا الخطأ الفادح لشهيدنا البطل و أسرته

و عذراً للقارئ الكريم

و قد تم تصحيحه في المقال مره أخرى أعتذر

تحياتي ، ، ،

الحجازي 2008-06-29 01:55 AM

الله يرحمه وجميع موتى المسلمين . والمزبله للشاويش وأعوانه

السلام عليكم 2008-06-29 09:12 AM

جُل التحايا على مشاعرك الانسانيه التي استطعت ان تعكسها كلمات على الصفحات ...
تغمدك الله بواسع رحمته واسكنك فسيح جناته ياعبد الحكيم...
لتُكلل اللعنات مزيدا من صفحات الطاغيه السوداء ...
وبشر القتله بالقتل ولو بعد حين ...


Loading...

Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions Inc.