منتديات الضالع بوابة الجنوب - معاً لأجل إستقلال وحرية الجنوب " شبكة خليج عدن الإخبارية "

كنَّا ولازلنا نطمح الى تعميق الدور الإعلامي في قضيتنا والى إيجاد نوع من التواصل الفعال في كل قضايانا التي تندرج تحت قضيتنا الكبرى ويكون الإعلام الجنوبي بكل كوادره وحيثما كانت مواقعه قادر على تبوء موقعه الذي عليه الالتزام به في تجسيد ثقافة التصالح والتسامح والوعي الثقافي بأبعاد قضيتنا لكل أبناء الجنوب الأحرار , وبذلك فإننا أمام مسؤولية كبيرة وهامة جدا في هذه المرحلة من مراحل الحراك أولها القضاء على اشكالية غياب الوعي الإعلامي والثقافي العالمي عن قضيتنا .. والتنسيق بين الجهود ودعمها بالثقة اللازمة لتخطي فواصل تأخرها عن مواكبة العالمية .. التمييز الواضح بين مايُدس بجهلٍ أو تعمد ثقافتنا وقضيتنا من أراء وأفكار وأعمال لا تبغي الا القضاء على الجهد الجنوبي والهدف الجنوبي والبرنامج الحراكي لأجل تسييرها وفق مطالب لايريدها ولا يرضيه دخولها في ثنياته وبذلك تكون امامنا مرحلة خصبة من التمييز والتحليل ونقد الدخيل علينا للإطاحة بنا .. والدخيل الذي يثري الموقف وله دور إيجابي في تشكيل نظرتنا لأنفسنا ونظرة العالم لنا .

لقد أصبح من الملفت اليوم الدور المهم والمحوري الذي يقدمه الإعلام بكل مسمياته في صناعة الثورات وتشكيل المواقف وإستنهاض امكانات الشعوب وحشدها باتجاه تحقيق الاهداف والغايات العظيمة ,وقد أعطأ إعلام ثورتي تونس ومصر خلال الشهرين الماضيين دروساً بالغة الأهمية لكل المهتمين في القضايا السياسية والوطنية الكبرى كقضيتنا وكان جلياً دور الإعلام في صناعة أحداث الثورتين وما كان لذلك من أثر بالغ في رص صفوف الثوار في ساحات النضال ورفع معنوياتهم وصمودهم وتحديهم لكل اصناف وممارسات القمع والقتل والتعذيب التي تعرضوا لها حتى نالوا ما أرادوا وكانت لنا ولقضيتنا وشباب جنوبنا وقيادات حراكنا التحرري دروس لا بد من الإستفادة منها في هذا المجال ..

ومن خلال تجربتنا الإعلامية المتواضعة فإن الحراك السلمي الجنوبي يواجه منذو سنوات مشكلة حقيقية مع الإعلام بشكل عام ومع إعلامه بصفة خاصة إذ أننا كمواطنين وإعلاميين ومثقفين وسياسيين نفتقد الدور الفاعل اعلامياً في التأثير المباشر في أطراف قضيتنا ولعل ماشكل ذلك النقص في التأثير هو العشوائية والعمل على النقيض دائماً واتخاذ سياسة النقل لا التحليل المنطقي والعملي , ما جعل الكثير من المواقع الإخبارية الجنوبية ونتيجة لأحادية الرأي والتفرد بالعمل جعل الكثير منها تفقد دورها الفاعل والمؤثر في إستنهاض طاقات وقدرات الشعب الجنوبي على أكمل وجه داخل وخارج الوطن ..

أن المخرج الآمن لمثل هذه الفروق هو أن تعتمد وسائل الإعلام الجنوبية المختلفة وبالمقدمة تلفزيون عدن على المصداقية في النقل والمتابعة وتمييز الخبر أو المقال الذي يؤدي الى التفكك والتشكيك ولا يِؤدي الى الشفافية البناءة ولا إلى تعميق روح القبول بالآخر فيما بين أطياف المجتمع الجنوبي وقواه الوطنية التحررية , كما ان الخلل الأبرز الذي أصاب اعلامنا الجنوبي الحراكي كان ذلك المتمثل بالغياب الواضح للكثير من الأقلام البارزة في الحراك والشخصيات التي يعول عليها في احتواء أمراض الشتات والإختلاف في القضية ويعول عليها أيضاً أن تكون في طليعة الأقلام التي تفند المواقف السياسية وتحللها وفق اسس ومعايير علمية يجهلها الأغلب منا فتخدم المجتمع والحراك بدور واضح في تمييز وإختيار ردود الفعل المناسبة أمام كل مايعترض القضية والشارع ..

لاحظنا أيضاً أن الإعلام الجنوبي يسير في خطى ستفكك الوضع أكثر مما هو عليه وأدى نوع من القصور الإعلامي وعمله ضمن نطاق داخلي فقط وكذلك إنشغاله بتعددية القيادات والبيانات والاختلافات أول الأسباب في عزلة القضية عن الساحة العالمية فترة طويلة ,,وتمكن الإعلام المناقض التابع لسلطات الإحتلال اليمنية ومن اعلام آخر كان يُطل علينا من فترةٍ لأخرى جاهلاً لوضعنا الحقيقي في أرضنا ومطالبنا وسلوكنا السلمي للحصول عليها فاعتمد على مصدر السلطة في تجسيد الحراك وشعبه وتمكن هذا الإعلام من استغلال الصوت والصورة وتحويرها الى مايخدم مواقفه وطمس غايات الحراك وأحداثه اليومية وتصويره بغير ماهو عليه ليحقق غاية دنيئة أولها القضاء على حقنا في السيادة على أرضنا وحقنا في تقرير مصيرنا كباقي شعوب العالم وإذا ماستمر حال الإعلام الجنوبي في خطوات العشوائية والشتات والمجامله على حساب وحدتنا الجنوبية وقضيتنا فإنها ستقع ضحية التعسف الإعلامي الذي يُمارس علينا من الخارج والتقوقع وثقافة النقض التي تمارس في الداخل ونفقد كل يوم مراحل من الجهد والصبر والمعاناة وتقديم الشهداء والمعتقلين ونصبح كمن يدور في حلقة مفرغة رسمها لنا أعدائنا فهم المستفيدون من فشلنا وانكماش قضيتنا وتحويرها الى مايخالف مبادئها الإستقلالية وهذا أمر أصبح يُضرب به الحراك من الداخل مما أدى الى زعزعة الثقة فيما نحن سائرون إليه وإنهزام روح العزم التي كم وكم انتشلتنا من دائرة الصمت وأكسبتنا القدرة على ابداء رءاينا بكل جراءة ومخالفة السائرين ضدنا وفضح الماكرين بنا .

إن أهم مايبشر بصبح جديد على إعلامنا هو قدرتنا جميعاً على النصح وعلى تمييز أين الخلل وكذلك قدرتنا على إيجاد الحلول مما يجعلنا فقط أمام عنصر التفاعل الإيجابي وإحتواء الأقلام النيرة والواعية والقادرة على التمييز والتنبيه وايجاد البدائل الفكرية والثقافية والسياسية أمام اي معضلة تصيب توجهاتنا .... وذلك لن يؤتي ثماره الا إذا وحدنا الهدف وعزلنا هذا التفاعل عن الأنانية والخجل .

وأمام هذه الصعاب تعلن " شبكة خليج عدن " أن سقفها دائما وابداً الإستقلال والعمل على نيله والعودة للشارع الإعلامي بالإمكانات المتاحة لنا وبالجهود التي يقدمها فريقنا الإدراي والفني وقوفاً ودعماً لثوارنا الأبطال في كل شبرٍ من أرضنا المنهوبة .. سنعود إلى موقعنا الذي لايقبل المنازع في صدور وقلوب متابعيها .. وأولاً وأخيراً عادت لتكمل حلقة الإعلام الجنوبي بهمة أكبر ومسؤولية تجاه أبنائنا وثورتنا وأرضنا .

كما أنوه أني فوجئت كغيري بمقال انزلته الكثير من المواقع والمنتديات الجنوبية قبل يومين عُنون بـ سقوط الأقنعة وأردف باسمي / أبوعهد الشعيبي , في فترة أقع فيها تحت ضرف عدم توفر خدمة النت ومن خلال تواصل بعض الزملاء وإستفتاراتهم تيقن لي أنه نُسب إلي ولايوجد شبه بين ما أكتب وبين فكرة ذلك الموضوع , أولاً لأن مبدائي في الكتابة والأسلوب الذي أعتمده يختلف تماماً عن أسلوب الكاتب وهو أسلوب غير ماتعودت الكتابة به من استخدام للخيانة ورميها عشوائية لمن نحترمهم ونتمسك بوجودهم ولا يجب أن نعلق الأخطاء الفردية على الكل بتلك الصيغة ابدا .

و لا ننسى في هذا المقام أن ننحني شكراً وعرفاناً لكل الذين تواصلوا معنا عبر بريد الشبكة وعبر المواقع الجنوبية أو التواصل الشخصي أو عبر الأصدقاء للسؤال ووإرسال تعابير القلق والانتظار وحتى العتب للغياب الذي أصاب "شبكة خليج عدن الإخبارية" التي لم تكن ولن الا بمجهوداتكم وعملكم المخلص للجنوب أولاً , مطمئنين الجميع أن الشبكة كإدارة وطاقم لم تنثني يوماً عن متابعة الوضع سواءً في الداخل أو متابعة أوضاع أبناء الجنوب بالخارج أو الوضع السياسي العام في العالم وإننا على نفس الثبات والإصرار سائرون عهداً لن ننثني عنه قطعناه لشهدائنا الذين وهبوا أرواحهم فداءً لحريتنا وجسراً ليعبر عليه إستقلالنا ولأسرانا الذين سرق منهم الاحتلال أجمل لحظات حياتهم .

والله ولي التوفيق