منتديات الضالع بوابة الجنوب

منتديات الضالع بوابة الجنوب (http://www.dhal3.com/vb//index.php)
-   المنتدى السياسي (http://www.dhal3.com/vb//forumdisplay.php?f=18)
-   -   كلام في الاستراتيجيات .... للبيع .. من يشتري ؟؟ (http://www.dhal3.com/vb//showthread.php?t=295606)

طبيب العقول 2021-07-21 08:08 PM

كلام في الاستراتيجيات .... للبيع .. من يشتري ؟؟
 
كلام في الاستراتيجيات .... للبيع .. من يشتري ؟؟
بقلم: فضل عبدالله أحمد المفلحي
تمهيد:
لماذا كلامي مؤثر و يجد آذان صاغية؟.....لأنه كلام حصري في الاستراتيجيات فقط و خالي تماما من (الأدلجة) و (التكتكة) ......السياسة في جوهرها هي صراع و|أو تدافع في الاستراتيجيات فقط لا غير.......السياسة في الأغلب فاسدة عند العرب خصوصا و في العالم عموما بسبب الخلط بين الثلاث : الأدلجة و التكتكة و الاستراتيجيات .... و التعامل مع الثلاث ! على نفس المستوى من الأهمية و يعملون منهم (مخضرية)........بينما الموقف الصحيح هو جعل الاستراتيجيات هي الكل في الكل و التكتكة مهمة و مفيدة لكن وظيفتها حصرية في خدمة الاستراتيجيات فقط و لا وظيفة لها خارج ذلك..........أما الأدلجة فيجب وضعها تحت المدعس ! (أعزكم الله) لأنها وسيلة فعالة لاخفاء المشاريع الاستراتيجية الحقيقية تحت هالة من الكلام المنمق المرتب و الحماسي و المدغدغ لعواطف الجماهير الغفيرة ....و وظيفتها خداع الجماهير بالدرجة الأولى لجرهم لتحقيق مصالح فئات و شلل و لوبيهات بعينها على حساب مصالح الجماهير الحقيقة

إضاءة استراتيجية :
الجنوب ثروة و موقعا يسيل لعاب العالم كله و ليس السعودية و عمان فقط........و بنفس الوقت ساسة الجنوب منقسمين بشكل شنيع و متخلف (أقصد بالذات الانقسام الى زمرة و طغمة) و قد استثمرت الدولة الزيدية العميقة هذا الانقسام بشكل عبقري و مذهل و اكلوا منه الشهد و الحلوى حتى التخمة و الى الآن لا زالوا ياكلون ....هذا كلام يعرفه القاصي و الداني....ما الجديد الآن و المتوقع حدوثه؟.....(الزيود) بعد أن دوخ بهم الجنوبيون .. شبه مؤكد سيحاولون الانتقام من الجنوبيين عن طريق محاولة بيع خبرتهم العميقة في استثمار الانقسام الجنوبي الى حكام السعودية خصوصا و عمان بدرجة أقل و سيحاولون بشتى الطرق لإغوائهم و إغرائهم للسير على نفس الطريق و سيزودونهم بخبرتهم بكرم حاتمي! .....و مما يساعد على ذلك تواجد صفة مشتركة بين الزيود و حكام السعودية و هي براعتهما معا(تاريخيا) في التوظيف السياسي للمهوسيين بالتشدد الديني....طبعا أذا ضعفت السعودية أمام هذا الإغراء سيكون ذلك قصر نظر شنيع من قبلها و سيخسرون مؤكد على المدى البعيد و المتوسط
إضاءة استراتيجية أخرى:
الأحزاب السياسية اليمنية لديهم مشروع سياسي طموح لاحتلال قلعة الانتقالي من الداخل(فكريا و ثقافيا) و يشتغلون ليل نهار على هذا المشروع
إضاءة استراتيجية أخرى:
دولة الاشتراكي و دولة عفاش خلفوا اختراق شمالي عميق جدا للجنوب من الناحية الاجتماعية و الاقتصادية و الثقافية (و العجيب ان الاختراق يتوسع حتى في ظل سيطرة الانتقالي على اجزاء هامة من الجنوب) الى درجة ان مراكز القوى السياسية الشمالية أصبحت لا تخشى فك ارتباط سياسي جزئي بين الشمال و الجنوب حتى و لو كان بنسبة عالية (مثلا 95%) لأن الخمسة بالمئة المتبقية كافية لعمل مثل ثغرة (الدفرسوار) في الجنوب بحيث ان هذه الخمسة بالمئة ستزداد تدريجيا على المدى المتوسط و البعيد مستفيدة من معطيات الاختراق المذكورة آنفا .......
و الخلاصة يا أما فك ارتباط سياسي بنسبة مئة بالمئة و الا أقرأوا الفاتحة على الجنوب.....
و للعلم أهم وظيفة استراتيجية للنصف الشمالي(و الربع الجنوبي الملحق به حزبيا) من حكومة المناصفة تهيئة الامور سواء على الأرض الجنوبية أو في المفاوضات النهائية بحيث يستحيل حصول الجنوبيين على فك ارتباط سياسي بنسبة مئة بالمئة و أي نسبة أدنى من ذلك مرحب بها جدا !
إضاءة استراتيجية أخرى:
كثير جدا من المحيطين بعيدروس الزبيدي بضاعتهم الوحيدة الأدلجة و التكتكة و يفتقرون جدا للاستراتيجيات...........و لذلك مشوار الانتقالي سيطول و الله يعين شعب الجنوب على تحمل أعباء الرحلة الطويلة المرهقة

طبيب العقول 2021-07-21 08:15 PM

و إلى مزيدا من ألإضاآت الاستراتيجية قريبا ان شاء الله
كذلك أطلب من الذين يوافقون على مضامين الموضوع المساعدة على نشره في جروبات الواتساب الخاصة بنخب الجنوب.........لأن تلفوني في هذه الايام مكسور و يحتاج صيانة بعد عطلة العيد

طبيب العقول 2021-07-22 11:31 AM

//////////////////////////////////////////////////////////////////////
إضاءة استراتيجية أخرى:
تعز و عدن لهما أهمية خاصة و استثنائية عند مراكز القوى الزيدية لانهما مصدرا الخطر الحقيقي على المركز المقدس الصنعاني و لذلك خصصوا لهما خطة استراتيجية بارعة جدا ملخصها هو إقامة دويلة أخونجية في تعز و إحياء و انعاش الدويلة (الحوشية) العميقة في عدن و جعلهما معا تحت رعاية الدولة الزيدية العميقة و التوافق بين هولاء الثلاثة المراكز على ان القاسم المشترك بينهما هو تعزيز و انقاذ المشروع الاستراتيجي القومي (اليمني) لألحاق وضم الجنوب العربي الحضرمي باليمن...... درى من درى و جهل من جهل.........

طبيب العقول 2021-07-22 11:48 AM

الايديولوجيا
بقلم: أحمد العبدالعالي
الايديولوجيا ideology أو العقيدة السياسية او الفكرية ويترجمها البعض فكرانية هي كل من مجموعة منظمة من الأفكار تشكل رؤية متماسكة comprehensive vision و طريقة لرؤية القضايا و الأمور التي تتعلق بالأمور اليومية أو تتعلق بمناحي فلسفية معينة سياسية بشكل خاص. أو قد تكون مجموعة من الأفكار تفرضها الطبقة المهيمنة في المجتمع على باقي أفراد المجتمع (تعريف كارل ماركس)

تعريفات للأيديولجيا
ومفهوم الأيديولوجيا مفهوم متعدد الاستخدامات والتعريفات؛ فمثلاً يعرّفه قاموس علم الاجتماع كمفهوم محايد باعتباره نسقاً من المعتقدات والمفاهيم )واقعية وعيارية ) يسعى إلى تفسير ظواهر اجتماعية معقدة من خلال منطق يوجه ويبسط الاختيارات السياسية / الاجتماعية للأفراد والجماعات وهي من منظار آخر نظام الأفكار المتداخلة كالمعتقدات والأساطير التي تؤمن بها جماعة معينة أو مجتمع ما وتعكس مصالحها واهتماماتها الاجتماعية والأخلاقية والدينية والسياسية والاقتصادية وتبررها في نفس الوقت.

ودراسة الأيديولوجيا السياسية هي دراسة وتحليل لطبيعة ودور هذا النسق من الأفكار والافتراضات والمبادئ السياسية التي تسعى لتقديم إجابات كلية عن الوجود الاجتماعي، وتقدم لمعتنقيها دليلاً للعمل لتحقيقها في الواقع. وبهذا المعنى هي دراسة نشأة و ديناميكية تطور واعتناق وتطبيق والنظريات والأفكار السياسية التي تقدمها أيديولوجيا معينة ويمكن من خلالها تفسير – جزئياً- السلوك السياسي للفاعل الاجتماعي.

لأيديولوجيا من أكثر المفاهيم السياسية إثارة للجدل والخلاف إن لم تكن أكثرها على الإطلاق ويمكن إرجاع هذا – جزئياً – لسببين:- - أن المفهوم يجمع جوانب نظرية وعملية ويطرح إشكالية العلاقة بين الفكر والعقيدة من ناحية والسلوك من ناحية أخرى، وكذلك العلاقة بين المعطيات المادية والإدارة السياسية. - لأن تعريف الأيديولوجيا ذاته لم ينجُ من النزاع بين الأيديولوجيات ذاتها في تعريف المفهوم وملامحه وأبعاده وتشابكاته النظرية والعملية، فقد استخدم المفهوم من جانب الأيديولوجيات المختلفة كسلاح في مواجهة خصومها، ونقد أفكارهم، إما باتهامها أنها أيدولوجيات لا صلة لها بالواقع، أو العكس: باتهامها أنها مجرد أفكار متناثرة لا تشكل أيديولوجيا متكاملة صالحة للتطبيق الشامل لتغيير الواقع أو إصلاحه بشكل كلي. بدأ استخدام كلمة أيديولوجية إبان الثورة الفرنسية على يد "أنطوان ديستوت دوتراسي" (1754 – 1836م)، واستخدمت لأول مرة بشكل علني عام 1796م، وقد عرف "دوتراسي" الأيدلوجيا بأنها علم جديد للأفكار يقوم بتفسير وفهم الأفكار(آثار الوعي بالمعنى العام)، وخصائصها وقوانينها، علاقاتها بالرموز التي تمثلها وخاصة وهذا التعريف هو تعبير حرفي عن الكلمة ،فالشق الأول للكلمة هو مقابل الأفكار idea والثاني مقابل العلم Ology وقد كان دوتراسي متأثرًا بالولع السائد (آنذاك) بفكرة العقلانية التي كانت في أوجها مع صعود مذهب الحداثة، ورأى أنه من الممكن (موضوعيًّا) اكتشاف جذور الأفكار ونشأتها الأساسية للعلم ، ثم علاقة هذه الأفكار بالرموز التي تتخذها في المجتمعات، والتي تقوم بوظيفة تقديمها للجمهور فالأيديولوجيا عند دوتراسي "فكر نظري يعتقد أنه يتطور مجرداً عن معطياته الخاصة، لكن في الواقع هو تعبير عن وقائع اجتماعية خاصة الاقتصادية منها، والتي لم يعها من قام بها أو على الأقل لا يدرك أنـها تحدد فكره" وإن "علم الأفكار" هذا يتطور؛ ليأخذ مكانه جنبًا إلى جنب مع العلوم المنضبطة كالأحياء والطب وغيرها، وبما ان كل طرق البحث تتأسس على الأفكار؛ فإن علم الأفكار الجديد هذا سوف يصبح تاج العلوم. "في اللحظة التي صاغ فيها Institute National. عام 1706 الكلمة الفرنسية Idéologie، كان لدى دو ترسي و رفاقه ما يدعوهم إلى الأمل في أن ما أنشأوه من "علم للأفكار" كان خليقا بأن يؤدي إلى إصلاحات في المؤسسة الاجتماعية بدءا بعمل إصلاح جذري شامل في قطاع المدارس بفرنسا، ولفترة من الوقت تحقق لجماعة الأيديولوجيين وضع رئيسي فاعل في مجال صنع وتشكيل السياسة بين دوائر الصف الثاني من صفوف المعهد القومي Institute National ولسوء الحظ كان مقدراً عليهم الاصطدام بأهداف نابوليون بونابارت ونواياه الخفية، حيث شرع نابوليون في العمل على إلغاء الجماعة والقضاء عليها، وذلك أثناء العمل على إعادة تنظيم المعهد (1802-1803) فأصدر أوامره باستبعاد عناصر الجماعة بوصفهم أناسا حالمين مغرقين في الخيال بعيدين عن الواقع، وعمل على اضطهادهم والسخرية منهم بمرارة مطلقا عليهم اسم "أصحاب النظريات الواهمة" Idéologues". كان نابليون مصيبا في أن ينسب ميلاً راديكالياً هداماً إلى علم الأيديولوجية الذي اخترعه دستوت حيث أشار إلى أن أيديولوجيا "دستوت" تغفل دراسة القوانين المعروفة للقلب الإنساني ودروس التاريخ فهذا العلم يقف ضد الفكرة المثالية عن مفاهيم قبلية سابقة على التجربة كما يقف ضد أية إمكانية للحتمية التاريخية، فقراءة "دستوت" لتراث لوك وكوندياك ساقته إلى الاعتقاد كما يقول في كتابه "مبادئ الأيديولوجيا" بأنه لا وجود لأفكار فطرية مادام كل الفكر مستمداً من الإحساس كما أنه " لا يوجد شئ بالنسبة لنا إلا بواسطة الأفكار التي نمتلكها عنه لأن أفكارنا هي كينونتنا بأكملها هي وجودنا نفسه" وعليه بدا له أن الطريق الوحيد لتجنب الموقف الارتيابي القائل بأن المعرفة الحقة مستحيلة هو تحليل العملية التي بواسطتها تترجم أذهاننا الأشياء المادية لأشكال مثالية واتخذ هذا المجال طابعاً نظامياً في قسم مجمع فرنسا الذي كان يدرس العلوم الأخلاقية والسياسية وأطلق عليه علم الأفكار. وهكذا نشأت الأيديولوجيا كعلم شارح أو كعلم للعلم فقد ذهبت إلى أنها قادرة على تفسير من أين جاءت العلوم الأخرى وعلى تقديم سلسلة أنساب علية للفكر ويؤكد هذا العلم على الحركة والعملية التي خلالها يتفاعل البشر مع محيطهم المادي وبذلك رأى "دستوت" أن "الأيديولوجيا" تحقق فتحاً فلسفياً خطيراً بتجاوزها التضادات القديمة بين المادة والروح وبين الأشياء والمفاهيم لذلك كان منساقاً للسير في اتجاهين متعاكسين نحو تصور مثالي للنزعة الخطأ وتصور إمبريقي للحقيقة (الصدق) وبالرغم من هذا التقدير للأفكار عند نشأة استخدام مصطلح الأيديولوجيا وعلو الآمال التي كانت معقودة عليه، فإن هذا الفهم والتصور للأيدولوجيا يختلف عن تعريفاتها وتصوراتها اللاحقة وما آلت إليه. يعتبر البعض ماركس هو مَنْ أعطى لكلمة أيديولوجية الأهمية التي تكتسيها اليوم في كل ميادين البحث ، فهو المفكر الذي أحيا –بظهور كتابه "الأيديولوجيا الألمانية"- استخدام هذا التعبير الذي امتد إلى وقتنا هذا فكان ماركس يعرف "الأيديولوجي" (في مقابل الوقائع الاقتصادية)، باعتباره "ما هو تمثل أو اعتقاد، نظام فلسفي أو ديني" وتبنى "المنحى النابوليوني في استعمال مصطلح "الأيديولوجيا" بما في ذلك من تلميحات الازدراء والاستخفاف، فقد أصبح مفهوم الأيديولوجيا معه يعني "الوعي الزائف" الذي يتحكم في إنتاجه الموقع الطبقي للأطراف الاجتماعية فحقيقة العلاقات الاجتماعية تظهر لهم مشوهة بسبب مصالحهم، وبصفة عامة بسبب وضعهم داخل نظام الإنتاج. وطبقا لما يقول به ماركس، فإن كل أيديولوجيا تحتوي على معتقدات توجه سلوك الآخذين بها، وأن كل طبقة اجتماعية معتنقة لأيديولوجيا من الأيديولوجيات، إنما تفعل ذلك لأن الأيديولوجيا التي تعتنقها تناسب أو تلائم منظومة معينة، وإن تكن مؤقتة، من النظم الاقتصادية"، وقد استخدم ماركس الأيديولوجيا "في أغلب الأحيان كوصف، فهو يتحدث عن: الأيديولوجيا الألمانية، أو أيديولوجيا الجمهور، أو الموقف الأيديولوجي، أو الأيديولوجيا البرجوازية .. ولكنه لم يحدد أو يقدم تعريفا للأيديولوجيا باستثناء أن الأيديولوجيا هي مكونات البناء الفوقي، وهي الوعي الزائف الناتج من التكوين الطبقي للمجتمع، والذي يؤدي إلى ستر التناقضات الطبقية وبالتالي يساعد على إمكانية استمرار وضع الاستغلال .. ومن ثم اعتبرت الإيديولوجيا طريقة لإخفاء الواقع الاجتماعي، بل أكثر من ذلك فهي -أي الإيديولوجيا- تحاول تقديم عالم مزيف ومغشوش، وفرض وجهة نظر للطبقة المهيمنة على الطبقة الأضعف. لكن ريكور، في كتاب الإيديولوجيا واليوتوبيا” يدعو إلى قراءة أكثر من ماركس: هناك ماركس الشاب، الإنساني، كما عبرت عنه كتبه "مخطوطات في الاقتصاد والسياسة سنة 1844م"، و"الإيديولوجيا الألمانية"، ثم ماركس الكهل، والكلاسيكي، كما قدمه "رأس المال". ولقد كانت البنيات الاقتصادية للمجتمع هي الهم الأساس لماركس وعندما تناول ماركس الشاب مفهوم الإيديولوجيا، انتقد المثالية التي تقول باستقلالية الأفكار ومفارقتها للواقع، وارتباطها بتطور العمل الجماعي. أما في أعمال ماركس الكهل، تتخذ الإيديولوجيا مصدراً للنقد الاجتماعي الوضعي، كما هو شأن البنيوية الماركسية للويس التوسير. ويؤكد ريكور على أن وظيفة الإيديولوجيا: أولاً: تزييف الواقع، ثانياً: مشروعية السلطة، وثالثاً: الإدماج الاجتماعي. .. وبالنسبة لماركس فـ" إن الماركسية وهي تنتقد الأيديولوجيا البرجوازية، والمثالية الألمانية.. وتتبنى هموم الطبقة البروليتارية والشغيلة، وتقدم نفسها في ذلك كله كـ"علم". هذا التمييز تبلور عند مع كارل مانـهايم الذي "يعتبر تفسيره للوعي الأيديولوجي حتى الآن هو السائد في الغرب حيث عالج مسألة العلاقة بين الأيديولوجيا والمجتمع، والأيديولوجيا والعلم، خاصة في كتابيه، سوسيولوجيا المعرفة 1927، والأيديولوجيا والأوتوبيا 1929، فـالعلم بالنسبة لمانـهايم موضوعي، لأنه حيادي وبعيد عن العاطفة، بينما تبقى الأيديولوجيا لتحيزها ولطابعها الطبقي ذاتية ومشوهة للعلم الحقيقي حول الواقع تتميز عن العلم من حيث إن الوظيفة العملية للإيديولوجيا كمنظومة من التمثلات تتغلب على الوظيفة النظرية (أو وظيفة المعرفة). وبصورة مشابهة يرى التوسير أن العلم نقيض الأيديولوجيا، وأن المعرفة تبدأ بالأيديولوجيا، ويتعين تخليصها منها وإحلال العلم محل الأيديولوجيا، وهو ما يسميه بالانقطاع المعرفي. وهو في هذا يختلف مع كل من ماركس وجرامشي. فمن زاوية ماركس: لا يحل العلم محل الأيديولوجيا، ولكنه يكشفها فقط، وإن تغير الواقع هو الذي يقضي عليها ومن زاوية غرامشي، فإن فكرة الانقطاع المعرفي تتناقض مع فكرة التحليل والتركيب في تكوين الأيديولوجيا. كما يرفض ريكور هذه الثنائية الصارمة الحدود التي تقوم على للنظر للعلم كمعرفة موضوعية، تخضع للمراقبة والملاحظة دون تداخل ذاتي بما يؤدي إلى تصور خالص للحقيقي، وخطاب أحادي ينتهي إلى حقيقة مطلقة سعى ريكور إلى تجنبه من خلال إدراك أن نتائج الأبحاث العلمية أقل شمولية ومفعمة بالنظرة التاريخانية، ويسعى ريكور إلى تقديم رؤية أكثر رحابة تجعل من العلم والفلسفة طريقاً لتمثل الواقع وفهمه. وإذا كان العلم ينجح في تجاوز أخطائه ويقدم للإنسان إمكانية لتنظيم حوادث الطبيعة في وعيه، وفهمها في نظام سببي يجعلها قابلة للتمثل المنظم فإن الأيديولوجيا تفعل ذلك أيضا: إنـها تعطي الإنسان قدرة على تأويل العلاقات الاجتماعية وتنظيم وعيه بحوادثها، بل وتنظيمها بمقتضى منطق أو قاعدة أو مبدأ أو قيمة يتواضع عليها الناس، ويحصل الاجتماع بينهم على اعتمادها. وهنا لا تقل الوظيفة الاجتماعية للأيديولوجيا عن الوظيفة المعرفية للعلم. استمرت رؤية الأيديولوجيا على أنها الوعي الطبقي عند لوكاتش في كتابه "التاريخ والوعي الطبقي" والوعي الطبقي نتاج البناء الفوقي ومساو له، وبالتالي فإن لكل طبقة أيديولوجيا لكنه أعطى للوعي الطبقي أو الأيديولوجيا دوراً في التأثير على القاعدة الاقتصادية، أي رفض اعتبارها نتاجاً جانبياً غير مؤثر في القاعدة ويرى أن الوعي الحقيقي غير الوعي المحتمل، وأنه هو الذي يعبر عن الدور التاريخي للطبقة. ، هي باختصار "وعي وإدراك الملموس، سواء كان ذلك في ميدان الفلسفة أو العلم أو المنطق". لقد أعطى غرامشي الأيديولوجيا والبناء الفوقي استقلالية وقدرة على التأثير على البناء التحتي الذي كانت الأيديولوجيا عنده "تساوي الفلسفة وتساوي النظرة الكونية الشاملة، وتساوي السياسة، أي مجمل الأفكار التي تحرك مجتمعا ما، أو تكون أساساً لوجوده وحركته. وهي لا تشمل فقط النظريات والأفكار العامة، بل تشمل كذلك كل أنساق القيم والمعتقدات ، واعتبر الأيديولوجيا بناء مكوناً من العديد من العناصر المتناسقة المشدودة بعضها إلى بعض في وحدة بنائية واحدة تتمحور حول عنصر أيديولوجي طبقي . لا تعبر الأيديولوجيا عند المفكر الفرنسي التوسير عن العلاقة بين الناس وظروف وجودهم، ولكنها تعبر عن الطريقة التي يعيشون بها العلاقة بينهم وبين ظروف وجودهم. وبالتالي لا يشترط أن يكون التعبير صحيحا أو زائفا أو مشوّها. ولكنه خليط من كل ذلك. وأن لها وجوداً مادياً وتتجسد في مؤسسات وأجهزة أسماها أجهزة الدولة الأيديولوجية. وفي هذا الإطار عمل ألتوسير (Althusser) على التمييز بين الأيديولوجيا الكلية والأيديولوجيات الجزئية؛ فالأولى أقرب ما تكون إلى الثقافة أي الإطار الاعتقادي أو الفكري العام المؤطر للمجتمع. أما الثانية فتعني الأيديولوجيا الطبقية، أو الجزئية العاملة في المجال السياسي والثقافي. فالمفهوم العام للأيديولوجيا بوصفها ثقافة يماثل ما يدعوه دوركايم باسم: (الوعي الجماعي) ( La conscience collective)لأيديولوجيا ظاهرة كلية تتعلق بمستويات الوجود الاجتماعي كافة: المستوى الاجتماعي، والمستوى السياسي، والمستوى السيكولوجي، والمستوى المنطقي، بحيث إن السوسيولوجي يمكنه أن يكشف عن الوظيفة الإدماجية للأيديولوجيا، وعالم السياسة بمقدوره أن يحلل الوظائف الأساسية للأيديولوجيا بوصفها مصدرًا للمشروعية وإطارًا مرجعيًا للعمل السياسي، وعالم النفس يمكنه أن يحلل وظائفها السيكولوجية لدى الفرد وارتباطها باستعاراته السيكولوجية الخاصة، أما المنطقي فبوسعه أن يحلل آليات التفكير الأيديولوجيا في كل هذه المستويات الأساسية. أما عالم الاجتماع كارل مانهايهم فيعتبر الأيديولوجيا حصيلة الأفكار والآراء والتصورات المحافظة التي تؤيد الطبقة الاجتماعية المسيطرة في المجتمع، وتساند مصالحها فهي منظومة (ذات منطق خاص ونظام داخلي خاص) من التمثلات (صور - أساطير - أفكار أو مفاهيم حسب الحالات) المتمتعة بنوع من الوجود، وبدور تاريخي في مجتمع محدد. وبهذا الفهم تكون الأيديولوجيا تأويلات للوضعية، لكنها ليست نتاج تجارب ملموسة، بل هي نوع من المعرفة المشوهة لهذه التجارب، التي تستهدف طمس معالم الوضعية الحقيقية، والتي تؤثر على الفرد كضغط خارجي" عليه يمكن تمييز المفهوم الجزئي والخاص (الجدالي) للإيديولوجيا، عن مفهومها الشمولي والعام (البنيوي). فالأول يتضمن بوعي الأنانية العادية في الحياة السياسية: الإيديولوجيا هي الفكر السياسي للآخر. وهو بالإضافة إلى ذلك يظل في المستوى النفسي، ويعني إما التضليل المقصود، أو الخطأ الراجع إلى “وضعية طبقية”. وبالنسبة للمفهوم الكلي (البنيوي) فإن الأدلجة عملية عامة تطبع كل أشكال الفكر الملتزم، وهو ما يفسر أن الفئة التي تحمل الوعي الصحيح، بالنسبة لمانهايم، ليست هي البروليتاريا المنخرطة في الحركة التاريخية، بل هي فئة المثقفين الخالية من الارتباطات. المقولة المركزية في هذا المفهوم الكلي والعام ليست إذن هي التضليل المقصود أو الخطأ، بل هي تحول الجهاز المفهومي للفكر من خلال منظور خاص. وتنقسم الأيديولوجيا عند مانهايم إلى "تعبير أيديولوجي "انفصالي انعزالي"، وآخر "جماعي"، يأخذ الإنسان بالنوع الأول عندما تنظر فئة اجتماعية معينة إلى "الأفكار" و"التصورات" المعينة للخصم على أنـها تصورات تشوه الواقع بصورة واضحة (بالكذب والتحريف والخداع..). أما تعبير الأيديولوجيا الجماعي" فيتم استعماله لوصف "الهيكل الفكري الجماعي الكامل" لفئة اجتماعية أو لمرحلة كاملة على أنـها مشوهة، أما النظريات الاجتماعية للفئات الاجتماعية المعارضة أو المضطهدة، فإن مانـهايم يصفها على أنـها يوتوبيا. ويعرف مانـهايم اليوتوبيا على أنـها نوع من التفكير يتمحور حول تمثل المستقبل واستحضاره بكيفية مستمرة. وعرف الأديولوجيا بأنـها التفكير الذي يهدف إلى استمرار الحاضر ونفي بذور التغيير الموجودة فيه.." يربط مانهايم الإيديولوجيا واليوتوبيا بالوعي الخاطئ. إذ أن كليهما “متعاليان على الكائن الاجتماعي”. فالإيديولوجيا، من حيث إنها متجهة صوب الماضي، ستكون وظيفتها هي الحفاظ على الوضع الاجتماعي، في حين أن اليوتوبيا، وهي مشرئبة نحو المستقبل هي عامل ثوري. إن الشكل الأول لليوتوبيا يتجاهل التاريخ، في حين يتدخل الشكل الثاني فيه بقوة في إطار هذا الاستعمال الثاني سيقترب مفهوم اليوتوبيا بالأحرى من مفهوم الأسطورة الاجتماعية. يرى مانـهايم أن الأيديولوجيا في حقيقتها تعبير يستخدم لاتهام المعارضين من وجهة نظر طرف يعتبر أن أفكاره تعبر عن الحقيقة المطلقة التي لا تتأثر بموقع معين في المجتمع، أو بمرحلة تاريخية معينة، ويرى أن الماركسية ينطبق عليها القول نفسه، وأن ماركس لم يصل إلى نـهاية المنطقية التي يتعين أن يوصله إليها تفكيره بحكم وضعه الاجتماعي وانحيازه الاجتماعي.. ،ولهذا سعى مانـهايم إلى "تخليص المعرفة من الفكر الأيديولوجي ليترك مكانه لعلم اجتماع المعرفة الذي يعترف بالتأثير الحضاري والاجتماعي في نشوء المعرفة" . سعى مانـهايم إلى "استبدال "العقيدة الأيديولوجية" بما يسمى بسوسيولوجيا المعرفة لاعتقاده أنـها تقدم حلا لمسألة نسبية المعرفة الاجتماعية، كما أنـها تنفي التحليل المتحيز "الوحيد الجانب". فالمفهوم الكلي للأيديولوجيا عند مانهايم يقصد به أيديولوجيا عصر معين، أو جماعة تاريخية معينة، حيث تتجلى لنا مميزات البنية الكلية للفكر في ذلك العصر أو عند تلك الجماعة" وهكذا فإن تعريفات الأيديولوجيا قد تصل أحياناً إلى حد كبير من العمومية فقد عرفت على أنها "نسق من أفكار عن العالم الاجتماعي تضرب بجذور عميقة في مجموعة محددة من القيم والمصالح لكن الأيديولوجيا لا تضرب بجذورها في الواقع الاجتماعي فحسب بل وفي تطلعات الأفراد". في حين يعرف البعض الأيديولجيا كقناع أو كتعارض مع العلمية أو حتى كرؤية للكون cosmology والقاسم المشترك بين هذه التعريفات أنها تطرح علاقة مركبة بين الواقع والأيديولوجيا فهي تعكسه وتحاول تسويغه أيضاً والواقع ليس مجرد واقع مادي بل واقع اجتماعي نفسي روحي وهو واقع إلى جانب تطلعات وآمال فالأيديولوجيا نسق من المعتقدات والمفاهيم (واقعية ومعيارية) يسعى إلى تفسير ظواهر اجتماعية معقدة من خلال منطق يوجه ويبسط الاختيارات السياسية / الاجتماعية للأفراد والجماعات فهي نظام الأفكار المتداخلة (كالمعتقدات والتقاليد والمبادئ والأساطير ) التي تؤمن بها جماعة معينة أو مجتمع ما وتعكس مصالحها واهتماماتها الاجتماعية والأخلاقية والدينية والسياسية والاقتصادية وتبررها في نفس الوقت فالأيديولوجيا تتضمن نظرة الإنسان للأشياء المحيطة به والتصور الذي يطوره عن العالم وهي في الوقت نفسه تشير إلى مجموعة الخبرات والأفكار والآراء التي يستند إليها في تقويمه للظواهر المحيطة به. الأيديولوجيا نسق من الأفكار والقيم مثقل بالمشاعر مشبع بالأساطير مرتبط بالممارسة يتناول الإنسان والمجتمع ، والشرعية والسلطة، ويتبنى الإنسان هذا النسق بشكل روتيني ويتأكد ويتوطد بحكم العادة ويتم نقل هذه الأساطير والقيم بطريقة مبسطة وكفء من خلال الرمز والصور والاعتقادات الأيديولوجية المتماسكة مع نفسها إلى حد ما وتتسم بدرجة من الوضوح كما أنها متفتحة على الأمثلة والمعلومات الجديدة والأيديولوجيات لديها إمكانية كبيرة لتسيير الجماهير إن الأيديولوجيا تقوم بدور الوسيط لأنها نسق رمزي يستخدم كنموذج لأنساق أخرى اجتماعية ونفسية ورمزية وهي قد تشوه الواقع أو تخطئه، لكنها تشويه يعكس حقائق معينة ويطمس أخرى لتوصيل رسالة معينة للمؤمنين بها فقدرة الأيديولوجيا هي في قدرتها على الإحاطة بالحقائق الاجتماعية وصياغتها صياغة جديدة، فالأيديولجيا لا تستبعد عناصر معينة من الواقع بقدر ما تسعى لتقيم نسق يضم عناصر نفسية واجتماعية ودينية... مماثل للواقع الذي تدعو إليه الأيديولوجية. إن السؤال الذي تثيره الأيديولوجيا هو مدى فعاليتها في رسم صورة للواقع الاجتماعي وتقديم خريطة له وأن تكون محوراً لخلق الوعي الجمعي. إن استخدام مفهوم الأيديولوجية كأداة تحليلية يتطلب تعدد مستويات البحث بوصف منطقها الداخلي وحتى ادعاءاتها عن نفسها وسماتها الأساسية كجانب معبر عن الواقع، وأيضاً كبرنامج سياسي يحاول أن يغير الواقع لحساب رؤية جديدة ومصالح محددة وعلى كلا المستويين يقدم مفهوم الأسطورة أداة تحليلية هامة لفهم ادعاءات الأيديولجيا عن نفسها واستكشاف طبيعة المصالح التي تكمن وراءها الأيديولوجيا والأسطورة تأثر مفهوم الأسطورة برؤية الحداثة الأوروبية التي اعتبرت مساحة الأساطير مساحة غير واقعية ولا عقلانية، وربطت الأسطورة بالدين والخرافة في ثلاثية تعكس -في نظرها- أسباب التخلف وتناقض العلم، وقصرت العقل على الإحاطة بالواقع ومنهج التجريب وما يدعيه من الضبط والموضوعية لذلك ترادف معنى الأسطورة والخرافة في الأذهان، بداية من كبار الأدباء العرب من أمثال (أبي عثمان عمرو بن بحر الجاحظ) في كتاب الحيوان، حتى عالم النفس الأشهر (كارل غوستاف يونغ) الذي لم يفرق ما بين الأسطورة والخرافة . استمر تخبّط كثير من النقّاد والباحثين في تعريف الأسطورة باعتبار أنها ترتبط بمفاهيم أخرى من خرافة وفلكلور وتاريخ وأعراف وتقاليد ومعتقدات روحية واعتبر بعضهم الأسطورة مزيج من كل تلك المصطلحات بحيث يمكن تعريفها بأنها حكاية غير واقعية سادت في المجتمعات البدائية والتقليدية وهي تفسّر بعض مظاهر الطبيعة والكون والمشكلات التي تعترض طريق هذا الفرد دون أن يجد لها تفسيراً مباشراً ويقول ( مالينوفسكي ) في كتابه السحر والعلم والإيمان : الأسطورة في المجتمعات البدائية ليست مجرد قصة محكية بل هي واقع معاش وتهدف إلى تقوية العقيدة ووضع قوانينها وحماية الأخلاق وهي قصة نشطة ليست تافهة كما أنها ليست تفسيراً ذهنياً أو خيالاً فنياً بل هي عقد براجماتي للإيمان البدائي والحكمة الأخلاقية . فالأسطورة وفق هذا الفهم قصة شعبية غير واقعية تتسم بأفكار تفسر حقيقة الظواهر المختلفة في حياة الإنسان لذا فهي تفسير ذهني وخيال جامح وهي إذا كانت مستمرة حتى في عصر التكنولوجيا والعلم وثورة المعلومات فإن هذا تعبير عن حاجة الإنسان إلى استخدام خياله في تفسير الظواهر التي يعجز العلم عن تفسيرها مما يؤدي به إلى تفكير بدائي خارج عن نطاق الواقع بالإضافة إلى حاجته النفسية إلى تحليل مشكلاته وكشف أسرارها بهذه الطريقة فهي مساحة اللاوعي واللاعقلانية في الفكر المعاصر. يقول فيكو : الشاعر وصانع الأسطورة يعيشان في عالم واحد ولديهما موهبة واحدة وهي قوة التشخيص ولابدّ لهما من إعطاء الأشياء حياة داخلية وشكلاً إنسانياً ورأى فيكو وبعض النقّاد أن الأسطورة عنصر متمّم للحقائق التاريخية والعلمية. إلا أنه من الملاحظ أن كل حضارة تبدع قصصا كبرى _ أساطيرها - لتقدم من خلالها مفاهيمها الأساسية، ولتصوغ من خلالها رؤى تفسر الكون والاجتماع الإنساني، ولا تكاد تخلو حضارة من أساطير بارزة تشتهر بها وتميزها عن غيرها، وقد تكون هذه الأساطير خيالية بدرجة كبيرة، ولا ترتبط بالواقع الثقافي برابطة مباشرة، لكنها أيضًا قد تستند لبعض الوقائع التاريخية، وتتضمن بعض الأسماء والأمكنة والأحداث الحقيقية، ثم تنسج حولها قصصا لا صلة لها بالواقع، وذلك على خلاف بين الثقافات؛ فأساطير اليونان يغلب عليها الطابع الوثني الخيالي، في حين أن هناك أساطير عربية، مثل السيرة الهلالية يختلط فيها الواقع بالخيال والحكي بالخرافة. وقد عاد علم الاجتماع الغربي لايهتم بالأسطورة باعتبارها أداة لفهم الوجود والتاريخ -بل والواقع أيضا- وتفسيره عبر نسق أفكار جماعية في ثقافة ما، فيرى بيرك أنها ليست نقيض علم التاريخ بل هي قصص تاريخية كبرى لها وظيفة تفسيرية مهمة، ودور محوري في دعم الرابطة الاجتماعية وتفسير علاقات السلطة، وأنها تعبير عن اللاوعي الجماعي، هذا اللاوعي ليس مناقضًا للعقلانية بالضرورة، بل هو مساحة من مساحات العقل الإنساني. بل وذهب بعضهم لاستخدام المفهوم ذاته في مواجهة بعض المسلمات في الدوائر العلمية ذاتها، وتوسيع دلالات مفهوم الأسطورة لتشمل مسلمات الأنساق الفكرية القائمة مثل العلمانية والليبرالية ونزعة تبني العلم كعقيدة "العلموية" فقد رأى برتراند راسل مبكراً أن النسق الفلسفي لليبرالية كان هو النسق الديني معكوسًا: ففي مقابل الله كمطلق تمّ وضع الدولة القومية، أي أن نسقا ثقافيا حلّ محل النسق الثقافي ما قبل الحداثي، كما يضع "شادويك" في تأريخه للفكر الغربي الاستناري فكرة العقد الاجتماعي التي كتب عنها هوبز وروسو ضمن الأساطير الليبرالية الكبرى النافعة التي دعمت حقوق الشعوب بل وأسست الرابطة السياسية على الاختيار الحر العقلاني. ويذهب "فايتس" في دراسته لمفاهيم العلوم الإنسانية إلى أن الزعم بأن المفاهيم الاجتماعية والإنسانية يمكن ضبطها، مثل المفاهيم العلمية للعلوم الطبيعية هو في حد ذاته "أسطورة"، بل وذهب عالم الاجتماع الديني "جوزيه كازانوفا" إلى حد وصف مفهوم العلمانية بأنها "أسطورة" الحداثة. وقد شهد الانتقال من القرن العشرين إلى القرن الحادي والعشرين صناعة أساطير سياسية كبرى جديدة على يد النخب الثقافية تواكب هذا الانتقال، وهذا ليس بالمستغرب؛ فالأساطير تنبعث دومًا من رحم التاريخ، وتصاغ من وطأة ملابسات الواقع. ومع إعادة إحياء الأساطير الليبرالية ومعسكر الحرية والخير والهيمنة الخيرة جرت عملية تسليح وعسكرة حقيقية موازية في الواقع السياسي والدولي بهدف الحفاظ على هذه الأساطير والدفاع عن مصالح من أحيوها، وصاغوا أساطير فرعية جديدة مضافة لها. والغريب أن نهاية قرن التقدم العلمي والتقني شهدت التعايش والتمحور حول أساطير سياسية كبرى صيغت بعناية، وتم الترويج لها بأحدث الأساليب وأمكر الخطط؛ بحيث يمكن التساؤل: كيف قدر للتقدم التكنولوجي والعلمي أن يدعم لأساطير السياسية الكبرى؟ ومن وجهة نظر أحد الباحثين فإن صنع الأسطورة السياسية الحديثة يشبه إلى حد كبير الطريقة التي يصنع بها السلاح الحديث كالرشاشات والطائرات، ومن هنا فليس بالغريب أن تتزامن إعادة التسليح الحقيقية مع إعادة صنع الأساطير وإحيائها. ويرى أرنست كاسيرر أن إعادة تصنيع الأساطير السياسية الكبرى تتطلب إحداث تغيير كبير في مهمة اللغة؛ بحيث يصبح للكلمة بُعد سحري يتجاوز بُعدها الدلالي، أو بصورة أدق: يصبح للكلمة مهمة قيمية تتجاوز وصف الأشياء والعلاقات بينها، بل تتعداها في سعيها إلى إحداث أثر سحري فيمن يخاطبهم صناع الأسطورة لتضفي شرعية على الأسطورة، فصناع الأسطورة الجديدة لا يهدفون إلى إقناع جمهورهم، بل إلى إخضاعهم بسلطة الأسطورة، من لم يخضع فهو عاص ومن وجهة نظر المفكر الفرنسي "ريجيس دوبريه" في نقده للعقل السياسي؛ فإنه لا شيء يشبه الساحر إلا السياسي المعاصر فهو كاهن جديد لأسطورة جديدة وعليه أن يحافظ على مكره السياسي الشديد ليضمن نجاح أسطورته السياسية الجديدة. ومن هنا يأتي الاهتمام بالأسطورة باعتبارها أداة لفهم الوجود والتاريخ -بل والواقع أيضا- وتفسيره عبر نسق أفكار جماعية في ثقافة ما، فيرى بيرك أنها ليست نقيض علم التاريخ بل هي قصص تاريخية كبرى لها وظيفة تفسيرية مهمة فهي تعبر عن الرؤى المهيمنة في نسق فكري معين تشكله بصورته المحددة في مرحلته التاريخية فهي الأفكار الحاكمة والمتحكمة في نسق فكري ما لفترة طويلة فلا تتعرض للمراجعة أو النقد والتمحيص. ويشير لازويل وهلمبرج إلى أهمية الأساطير السائدة في المجتمع وما تشكله من إطار مرجعي لتصرفات الفراد الذين يتصرفون في كل عملية اجتماعية وفق الإطار المرجعي للأسطورة ويقومون بتصنيف الحداث الشخصية وتشكيل منظورهم حسب" - رموز الهوية (أنا – نحن – أنتم – هم ) - رموز المطالب (قيم التفصيل والاختيار ) - رموز التوقعات (أحداث الماض والحاضر والمستقبل) - فالأسطورة توضح بجلاء الهدف وتطرح نظرة شاملة للاتجاه وتصوغ افتراضات حول العوامل السياسية ومشروعات المستقبل المتوقع حدوثها وتتكون الأسطورة من ثلاثة عناصر رئيسية:- • تعبيرات لمذهبDoctrine أو فلسفة وهي مقولات statements على مستوى عال من التجريد • تعبيرات لصيغة معينة Formula بشأن النظام العام والنظام المدنيالتصورات الشعبية للماضي والحاضر والمستقبل

طبيب العقول 2021-07-22 01:18 PM

«الأيديولوجيا»، هل قابلت هذه الكلمة الغريبة من قبل؟ هل سبق أن سمعت متحدثا في الإعلام يؤكد أنه «غير مؤدلج»؟ هل سألك أحدهم من قبل عن «أيديولوجيتك»؟ هل الأيديولوجية إذن تهمة أم صفة لكل إنسان؟ هل هي مرادف للكلمة العربية البسيطة «المذهب»؟ أم أن لها معنى خاصا يجب أن نتعرّف عليه؟ هذه المقالة تحاول أن تشرح مفهوم الأيديولوجية واستخداماته المختلفة عبر التاريخ.
المصطلح والدلالة

هنالك إشكالية تعريف قائمة فيما يخص مصطلحات العلوم الإنسانية؛ فهي ليست كالعلوم الطبيعية قياسية موضوعية في دلالاتها لا مجال للرأي فيها؛ إنما هي ذاتية تخضع لنسبية المنظور الفردي والاجتماعي، تحتمل التأويل وتخضع لواقعها؛ لذا عند استعراضنا لمفهوم الأيديولوجيا فلا سبيل لتجاوز الإشكالية على سبيل القطع ولكن يمكننا على الأقل أن نستعرض مجموعة من التعريفات نتمكن عن طريقها من إبراز المشترك وإعادة التعريف.
كان أول ظهور للمصطلح على يد الفرنسي ديستوت دوتراسي (1754 – 1836) حيث ورد في كتابه «حول ملكة التفكير».
تتكون الكلمة من مقطعين «idea» وتعني فكرة، و«logos» وتعني علم أو دراسة. وعند تركيب اللفظين يصبح المصطلح «علم الأفكار» الذي يعرفه دوتراسي على أنه «العلم الذي يدرس الأفكار، بالمعنى الواسع لكلمة أفكار، أي مجمل واقعات الوعي من حيث صفاتها وقوانينها وعلاقتها بالعلائم التي تمثلها».
لم يترجم المصطلح إلى نظير مُرضٍ في اللغة العربية، وإن حدثت بعض المقاربات كنحت اللفظ اللاتيني وصبه في قالب تصريفي عربي، كما فعل «العروي» الذي اقترح تعريبها على وزن أفعولة فيقول: أدلوجة.
ومنها: أداليج، وأدلوجات، وأدلج إدلاجًا ودلج تدليجًا؛ وهو الأمر الذي وصفه «المسيري» بالجرس القبيح الذي لا يستدعي شيئًا للعقل، ورأى بدلًا من ذلك أن بالإمكان ترجمة المصطلح إلى كلمة «قول» والتي تعني: رأيا أو معتقدًا، لكن تلك الترجمة وذاك التعريب لم يلقيا رواجًا في مجالات الثقافة في مجمتمعنا العربي الذي تداول اللفظ كما هو «أيديولوجيا»، لا «أدلوجة» العروي، و لا «قول» المسيري.
ظل المفهوم كما وضعه دوتراسي مدة من الزمن؛ أي علم الأفكار المعني بدراستها بشكل عام. لكن مع قيام الثورة الفرنسية ونضوج ثمارها الفكرية التي تبنت المادية باعتبارها منهجًا علميًا يستبعد الميتافيزيقا، ومع ازدراء اللفظ سياسيًا على يد نابليون بونابرت تطور المفهوم إلى دلالة أخرى.
كان الإيديولوجيين جمعية فلسفية تنتهج المادية كما أنها تعارض أحلام نابليون الاستعمارية، الأمر الذي جعل نابليون يناصبهم العداء؛ فأطلق عليهم –باحتقار شديد– اسم جماعة الأيديولوجيين؛ فأخذ التعبير منحى ازدرائيا قصد به نابليون «ذوي الفكر الذهني البعيد عن الواقع».
الدلالة وفق الاستخدام

1. الأدلوجة كقناع (وعي زائف): مجموعة القيم والأفكار التي تتبناها جماعة ما، فتؤثر في فكرها وتجعلها ترى الأشياء تبعًا لمنطقها هي لا منطق الأشياء؛ فهي معرفة وهمية غرضها إنجاز فعل اجتماعي يحقق مصلحة تلك الأفكار والقيم.
2. الأدلوجة كرؤية كونية: في ذلك المجال نرى أن الأيديولوجيا أقرب إلى الفلسفة من حيث كونها تتخذ أحكامًا مطلقة شاملة تعالج الفرد والكون والمجتمع.

طبيب العقول 2021-07-22 01:40 PM

///////////////////////////////////////////////////////////////////////
مقال لكاتبة سعودية و نشر في صحيفة الرياض


الداعشيون السعوديون .. هل نجحنا أمنياً وأخفقنا فكرياً؟!
بينة الملحم
قد لا تسمح مساحة هذه الزاوية للنقاش حول إثبات أو نفي المعلومات التي تم تداولها في مواقع التواصل الاجتماعي في الأسبوع الماضي حول نسبة السعوديين من أعضاء داعش الذين نفذوا عمليات انتحارية والتحقوا بها تحت رايات الجهاد المزعومة.
لا شك أن المجتمع قد تنبّه بعد أحداث ١١ سبتمبر أن غياب مقوّمات مضادّة للفكر المتطرف هو الثغرة التي استطاع ذلك الفكر أن يدخل إلى مساحات ضيقة وخطيرة من خلالها إلى المجتمع. وعلى أكثر من عقد من الزمان حملت المملكة لواء مكافحة الإرهاب بشتى صنوفه على عاتقها؛ وشهد العالم أجمع للمملكة ريادتها الأمنية وقدراتها الاستخباراتية في القضاء على تنظيم القاعدة وإحباطها لكم من العمليات الإرهابية داخل المملكة وخارجها وقبل حدوثها.
ولقضية الإرهاب أضلاع ثلاثة، «أولها: الإرهاب نفسه، ثانيها: سلطة الدولة وهيبتها، وثالثها: موقف أفراد المجتمع واقتناعه أمام الصراع الذي يدور بين الطرفين أو الضلعين الأولين، أي بين الإرهاب، والسلطة الحقيقية، فالضلع الثالث هو الفيصل وهو العنصر الأساسي في حسم نجاح مكافحة الإرهاب فكرياً».
إلا أنّ الإشكالية الكبرى في المعالجة الفكرية المجتمع من كون الوسيلة التي تمرر من خلالها الجماعات الإرهابية أنها تنظيمات نشأت في الفضاء وحصلت على مشروعيتها الفكرية من خلال بوابة الدعوة إلى الله؛ وتم التلاعب بقانونية الدعوة ووسائلها ومنهجيتها، وهذا ما خوّل للفكر الصحوي آنذاك أن ينشئ أعماله المخالفة تحت بنود خفية ومنها المنهج الخفي في التعليم الذي لقي رواجاً فكرياً صارخاً في المجتمع وهذا المنهج يعبر عن خطط وأساليب تم إخفاؤها عبر لفائف الدعوة الصادقة وبتمكين مباشر من أصحاب تلك الجماعات الذين تمكنوا من أن يجدوا لأنفسهم رواجاً كبيراً في المجتمع.
إن الدول في مواجهة الإرهاب لا تواجه جيشاً منظماً، وإنما تتعامل مع تشكيلات عصابية تقوم على أساس تنظيم عنقودي يستند فكره المزيف إلى مصادر المجتمع ذاتها، وهنا تقع إشكالية المعالجة الفكرية المجتمعية.
المنهج التربوي والخطاب الدعوي والإعلامي هي أهم مؤسسات تُساءل. إن المنهج الخفي ليس وسيلة واحدة ولا فكرة واحدة بل هو ظاهرة بأكملها استطاعت أن تنفذ مؤسسياً وتجد لنفسها مكاناً ورواجاً لعقود من الزمن واستطاعت أن تمرر عبر أخطر مؤسسات المجتمع أجندة فكرية وسياسية غيّرت المفهوم المعتدل لفكرة الدعوة إلى الله حيث قامت الصحوة وبلا اكتراث بتمرير كل وسائل الدعوة النقية إلى الله لتصبح وسائل لتسييس الدين ذاته، وهو ما يعبّر عن مفترق طرق مهم. فتسييس الدين يعني بكل صراحة الإعداد لمجتمع ثائر فكرياً وثقافياً وهذا ما يفسر سهولة التغرير بأولئك الشباب تحت مسمى الجهاد بتبني الكثير من دعاة السياسة ومروّجي الجماعات الإرهابية ومنتسبيها النهج السياسي للدعوة.
مشكلة الانتهازية باسم الدين أنها تتجاوز تحويله إلى أداة للصراع السياسي وإلى تبرير السلوك المناقض للدين من أجل نصرة الدين. فلا ضير من ممارسة سلوك مناقض للدين مادامت الغاية النهائية هي تحقيق شعار الإسلام هو الحل!.
من ناحية ثانية، فإن التدثر باسم الدين وتوظيفه لتمرير المصالح جعلا منه قوة مخدرة للعقول المعبأة أيدلوجياً فأصبحت غير قادرة على اكتشاف الحقيقة، بل وتحوّلت تلك الجماهير المعبأة إلى قوة رادعة أو مهاجمة لمن يهدّد أو يمس مصالح السياسات الُموَظِّفة للدين حتى لو تعارضت تلك المصالح مع مصالحها العامة!
تكوّن الفرد الإرهابي - لا يحدث بين يوم وليلة، وإنما يعيش ويكمن في وجدان الإنسان أولاً، ثم يترجمه إلى سلوك وأفعال وممارسات ثانياً، وما بين الحالتين، قد يمر زمن طويل أو قصير يتوقف على طبيعة الإنسان وعلى ظروف وعوامل التنشئة الأسرية والدراسية والعملية المحيطة به، أو البيئة التي يعيش فيها، وفضلاً عن تشكّل عوامل غير مقصودة تساهم في تحوّل الفرد السوي إلى إرهابي، فهناك مسببات وعوامل مخطط لها ومقصودة.
دعونا نتخيّل ماذا لو كنّا في مكافحتنا الفكرية على نفس المستوى الأمني الكبير من الإخلاص للوطن والمسؤولية تجاهه وتجاه الاستئمان على أبنائه بدحر خطر واستهداف الجماعات الإرهابية ومروجيها لهم!

طبيب العقول 2021-07-22 08:06 PM

/////////////////////////////////////////////////////////////////////



الجنوب بين واقع الحرب و فرضيات السلام
بقلم: أحمد عبداللاه
الإمامة من عمق التاريخ إلى صنعاء و سيقبلها قادة العالم وقادة التحالف بصورة رسمية طوعاً وكرها بعد أن واجهت قراراتهم وطائراتهم وتمسكت بالأرض، بينما انحشرت "عاصفة الحزم" في نفق الشرعية وفي سراديب الأدوات الخاصة السعودية وتحولت معها المناطق المحررة إلى وعاء يابس يملؤه الفقر والظلام. وعلى مسار مواز تركت قوى وأحزاب شمالية معركتها الحقيقية ووجهت بوصلة الصراع نحو الجنوب تستحضر 94 بمزايا إعلامية لم تكن متوفرة في ذلك التاريخ. لقد أدرك الجنوبيون خلال السنوات الأخيرة من مجريات الحرب أنهم عالقون بين هاويتين: دوامة الاستنزاف في جبهات مختلفة وانهيار مستمر لمقومات الحياة الأساسية.. لكنهم منذ البداية لم يحددوا مساراً موضوعياً للتخفيف من الحالة الضبابية المفخخة بالصدف والمفاجئات والمخاطر، ولم يستثمروا ما يكفي لمقاومة الانجراف الذي فُرض عليهم قبل أن تتعزز مخاوف بأن يصبح الجنوب من الناحية العملية هدفاً ميدانياً مشتركاً.. "كل الاضداد ضده وكل الفرقاء فريق واحد يجتمع عليه". وبعيداً عن القناعات المطاطة وعن بورصة التشاؤم والتفاؤل، فإنه لا يمكن إغفال حقيقة أن "الوضع الميداني يفرض شروط التسويات".. وهذا يدعم الفرضية القائلة بأن قضية الجنوب في مشهد التفاعلات الجارية والحديث عن السلام لا تبدو منظورة من الزاوية التي تعكس تطلعات الجنوبيين أو أنها ستأخذ حجمها الطبيعي، لأن واقع اليوم سيقدّم الجنوبيين بأنهم أصحاب أرض مجزأة ومقسّمة وليس لقضيتهم أي "معامل" في قوانين الحركة عند الامريكان والسعوديين وكل أطراف الصفقة/ الصفقات المحتملة حول اليمن والتي ستتعامل مع الجنوب باعتباره "ضحية مرشحة" يمكن استمالته بالضغط خلف وهم الحلول الشاملة التي تخضع في المقام الأول لإرادات الخارج وتراعي مصالح الأطراف الإقليمية المتنازعة. أي أن الجنوب سيصبح (جرم تائه) في فلك المساومات ما لم يفهم المجتمع الدولي بأن المساس بحقوقه لم يعد أمراً ممكناً وأن لديه ما يكفي لتعديل الميزان على الأرض إذا تطلب الأمر. وهذا الأخير هو ما يؤرق الجنوبيين اليوم وسط فرضيات متعددة حول الموقف السعودي الذي بات يثير قلقهم وأدى إلى تحول دراماتيكي في المزاج الشعبي تجاه المملكة، وصل إلى تحذير القيادات الجنوبية من حكاية "الإخلاص المطلق" لها خاصة وأن تداعيات اتفاق الرياض الذي وصل الى طريق ضيق للغاية تشير بما لا يدع مجال للشك إلى عدم حيادية المملكة وميولها الدائم للضغط على جانب واحد بكل الوسائل وإلى (الصمت) عن إفراغ عدن بالذات من كل مقومات الحياة المدنية وتعطيل قدرتها لأن تصبح عاصمة جنوبية. هذا بالإضافة إلى أن هناك ما يشير بأن المملكة لديها "خطة خروج" تتوافق في نهاية المطاف مع جهود الولايات المتحدة (المباشرة) في الملف اليمني، و لديها شركاء جدد داخل البيت الخليجي لترتيب مساعيها وصفقاتها. وهكذا يتمحور السؤال حول قدرة الجنوبيين على احتواء المتغيرات وإيجاد البدائل الداخلية الممكنة للدفاع عن أرضهم في حال تعثر جهود التوافقات، وانهيار الثقة بالحليف بعد أن راكمها الخيال السياسي الجنوبي منذ العام 2015. فلماذا إذاً لا تتم مراجعة المقاربات التي تتصادى فقط مع ظروف التحالف وأهدافه، وإعادة ترتيب الأوراق؟ هل هو الضباب الكثيف الذي يجعل الخطى مثقلة بالبطء في تقييم تجربة لم تكن مأمونة العواقب؟ لماذا لا تكون هناك مصارحة تؤكد أن الجنوبيين لم يقعوا في خانة الأدواتية كي يحاربوا عدواً مشتركاً خارج حدودهم بينما المملكة تدعم من يحاول سحقهم على أراضيهم؟ هل يحتاج قول هذه الحقيقة إلى عمل ثوري؟ إن الحالة الجنوبية، وهي على عتبة غامضة بين حروب مشتعلة و سلام عائم فوق فرضيات متباينة، تتطلب في المقام الأول الاستعداد العملي، وترتيب البيت من الداخل وتأهيله لمواجهة كل الاحتمالات، والبدء بالحوار الجاد.. فالوحدة الداخلية إن تصان لا خوف من أي شيء آخر.. ولن تصان إلا بالانفتاح والشراكة على ارضية الأهداف المعلنة منذ انطلاق مسيرة الحراك. لقد أثبتت كثير من التجارب أن حل أي قضية لا بد أن يبدأ من الداخل أولاً وان الشعب الغني بتضحياته لا يبحث عن "القمح في حقول الآخرين" ولا يستعطيهم بالكف وبالفم... بل عليه اتخاذ خطوات ثابتة وصائبة بهدف لملمة قواه ونخبه وموارده وتحرير إرادته.

اقرأ المزيد من اليوم الثامن :
الجنوب بين واقع الحرب وفرضيات السلام
https://alyoum8.net/news/84457


طبيب العقول 2021-07-24 02:14 AM

//////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////


(((الأدلوجة كقناع (وعي زائف): مجموعة القيم والأفكار التي تتبناها جماعة ما، فتؤثر في فكرها وتجعلها ترى الأشياء تبعًا لمنطقها هي لا منطق الأشياء؛ فهي معرفة وهمية غرضها إنجاز فعل اجتماعي يحقق مصلحة تلك الأفكار والقيم.)))
.................و هنا تكمن الكارثة !!!



أن ترى الاشياء و الاحداث من حولك ليس كما هي و لكن كما يفسرها و يشرحها لك جماعة محدودة من الأوصياء المنظرين.....تلك هي الكارثة فعلاً

طبيب العقول 2021-07-24 10:52 PM

\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\ \\\\\\\\\


المُثقّفُ النّقديُّ (لا الأيديولوجي).. أيُّ دورٍ وأيّةُ مهمّة؟!!.
نميزُ في وعينا لمسألة الثقافة والمثقفين، بين المثقف النّقدي (العضوي) والمثقف الأيديولوجي التأصيلي.. وتمييزنا بينهما لا يعني أن المثقف الأيديولوجي (المتأدلج) لا يرى ولا يسمع، أي لا يمارس فضيلة النقد، وإنما هو يستند لمرجعية ما (دينية أو وضعية) في فعله النقدي، تُحدِّدُ له معايير النقد وانتظاماته المعرفية، بما يعني أن نقده (الذي يأتي غالباً على شكل خطابات تبشيرية تحريضية تحشيدية) مرهون لمحور فكري أو سياسي، ومنضبط بقواعد (محوره ومرجعيته) وأسيجتها ومنغلقاتها وتوظيفاتها لأفكارها واعتقاداتها..
أما المثقف النقدي، فهو مثقف مرتبط ومتواشج أكثر بذاتيته وعقلانيته، منفتح على الآخر، ومفتوح على تيارات الفكر والسياسة حتى المخالفة له، ولا مرجعية له سوى العقل والعلم، ومبادئ الحقوق الإنسانية، وكل ما ينفع ويفيد وجود الإنسان في حياته السياسية والاجتماعية.. يعني هو يتحرك بلا انضباطات أيديولوجية، ويمارس فعله النقدي بلا أية قناعات (فكرية أو سياسية) صلبة مسبقة.. وهو بناءً على هذا، لا يجدنَّ حرجاً ولا مانعاً من لوم أو انتقاد أية فكرة أو سلوك أو شخصية مهما علا شأنها، وتسامت دوافعها، إن كان فيها، ما يعيق التنمية العقلية والحقوقية للفرد والجماعة الإنسانية..

طبيب العقول 2021-07-24 11:02 PM

|\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\ \\




نعم، بالنقد يعلو شأن البلدان.. وبالمديح والإطراء والنفاق وتمسيح الجوخ والكذب على الذات وأساليب الدعاية الرخيصة، تتخلف المجتمعات، ولا يمكن أن تنهض البلدان وتتطور البشرية ويسعد الناس، بل هي وصفة سريعة لكي تتقهقر الدول وتصبح موضع شماتة الجميع... بالنقد أولاً وثانياً وثالثاً، وبالمحاسبة أولاً وثانياً وثالثاً، يمكن أن يعود الأملُ مجدداً لاستنهاض بلداننا، وبناء دول القانون والمؤسسات.. دول الخدمات والرفاه الاجتماعي.. دول العدالة والحقوق والتنمية.. خصوصاً وأنّ الموارد موجودة والثروات متوافرة بكثرة في تلك البلدان التي تهيمن عليها قوى التخلف والقمع والإقصاء التاريخي والمعاصر.


طبيب العقول 2021-07-25 12:01 AM

\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\ \\\\\\\\
https://www6.0zz0.com/2021/07/24/20/685474438.jpg

طبيب العقول 2021-07-25 10:14 PM

د. عيدروس نصر


وضع الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي يثير الشفقة منذ لحظة اقتراحه رئيسا لليمن للفترة الانتقالية (2012- 2014م) وحتى اللحظة.
الذين اقترحوا اسم عبدربه منصور هادي لرئاسة الجمهورية، لم يكونوا من انصاره، بل هم في الغالب خصوم له حتى حينما كان نائبا للرئيس على مدى سبعة عشر عاما.
وحينما جاء الانتخاب (الاستفتاء) لم يشترك فيه إلا أتباع الأحزاب التي اختارت اسم الرئيس، ولم يشارك فيه الجنوبيون، وهم الجمهور الحقيقي والحاضنة الشعبية الحقيقية للرئيس هادي.
وحينما انقلب الناخبون على الرئيس المنتخب، لم يدافع عنه أحد إلا أبناء جلدته، في الجنوب، وبالعكس فقد جند الذين انتخبوا الرئيس جيشا من (الإعلاميين) من محترفي السب، والشتم والقذف للعن الرئيس واتهامه بشتى أنواع الاتهامات، لكنهم وبعد ما أعلنت عاصفة الحزم هربوا ركضا وراء الرئيس لحضور مؤتمر الرياض وأخذوا المكافأة، وبعضهم عاد أدراجه إلى مقر "اللجنة الثورية".
وقبلها وحينما شرع الرئيس في هيكلة القوات المسلحة التي ظن أنها جيشه الوطني، بقي ولاء الفرقة لقائدها السابق، وولاء الحرس لقائده السابق، وتوزعت بقية الالوية والوحدات (الوهمية والحقيقية) بين القائدين.
وحينما اقتحم الحوثيون صنعاء ذابت الفرقة وتلاشت، والتحق الحرس وبقية الوحدات بمعسكر المقتحمين، وبقي رئيس الجمهورية مجرداً من أية قوة إلا من حراسته، جنوبية الأصل والهوية.
وحتى حزب المؤتمر الشعبي العام الذي كان الرئيس هادي نائبا لرئيسه، قبل أن يتفكك، رفض انتخاب هادي رئيسا له كما جرت العادة منذ 1982م، بل لقد انبرى عضو اللجنة العامة، علي محمد المقدشي (وزير الدفاع الحالي) ليقول إن هادي لا علاقة له بالمؤتمر وأنه شخص غير شرعي.
وحينما تتحدث صحفهم ومواقعهم الإلكترونية عن الفساد فإنها لا تتناول إلا فساد أولاد الرئيس ومقربيه، لكنها لا تقول حرفاً واحداً عن هوامير نهب الثروات ومهربي الأسلحة والممنوعات وناهبي أراضي وشواطئ الجنوب، بل تقدمهم كأبطال تاريخيين قل نظيرهم.
الذين التحقوا بالرئيس إلى منفاه بعد ما تخلوا عنه في محنته، لا يرون فيه سوى موظف لديهم بدرجة رئيس جمهورية، فإن أحسنوا إليه اعتبروا هذا صدقة منهم وتفضُْلاً عليه، وإن اختلفوا معه ذكروه بأنهم هم من أتى به وأنهم قادرون على اقتلاعه.
وباختصار شديد، تتلخص محنة الرئيس هادي بأنه: لا الشعب الذي يحكمه شعبه، ولا الدولة المفترض أنه يرأسها دولته، ولا الأرض التي ينوي العودة إليها (وهي ترفضه) أرضه، ولا الجيش المفترض، أنه يقوده جيشه.
*من صفحة الكاتب على الفيسبوك

طبيب العقول 2021-07-25 10:37 PM

\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\ \\\\\\\\\\


لاحظوا الموضوع أدناه و كيف يهاجم السعودية صاحب تعز .. أسلوب ناعم جدا جدا جدا و قارنوه باسلوب الجنوبيين بمهاجمة السعودية........و تفكروا بالأمر فقط


.................................................. ...............................

انشغل الأمير خالد فضاع اتفاق الرياض.. مكاسب الحوثي نجاحات الشرعية
نيوزيمن، كتب/ نبيل الصوفي:
الحوثي يقاتل في غرب مأرب وجنوب البيضاء والشرعية واخوانها من الرياض واسطنبول تستنزف روح الناس المقاومة بفسادها ومعاركها.
كانت الحرب تتحرك صوب صنعاء، تحيطها من كل الجهات، فأسقطها تحالف الفساد نفسه الذي أفسد النظام قبل 2011 والثورة بعد ذلك.. وعبث بالحوار الوطني وشتت كل عوامل القوة الوطنية التي كانت بيده.
وبعد آلاف الشهداء والتضحيات التي حوطت "نهم" ها هو الحوثي ينفش ريشه في محيط مدينة "مأرب" التي أحياها مئات الآلاف من اليمنيين هربوا من بطش وجبروت الكهنوت الحوثي.
ولا أفق في إصلاح الشرعية، واتفاق الرياض تحول لا شيء، وأصبح "الجنوب" وبسبب الشرعية التي هي أقبح ما بقي من حرب 94م، أكثر قلقا وأكثر ارهاقا من "الشمال"، ونخبه التي تحاول تعويض فشلها وتوهانها في مواجهة "الانفصال الحوثي" بانتفاشات جوفاء بدعوى القلق من "فقدان الجنوب"!
والاشقاء في السعودية استطاع الامير الشاب "خالد بن سلمان" أن ينجز ذلك الاتفاق "اتفاق الرياض" كأول نجاح سياسي له، ثم هبت رياح الصراعات الكبرى، ففتح ملف العراق وترويض الديمقراطيين وطموحات التحول الاقتصادي، فانشغل الأمير خالد.. كما حدث مع شقيقه ولي العهد الأمير محمد، الذي كانت حرب اليمن أول ملفاته ولكنه سرعان ما سلمها انشغالا بما يهم المملكة دولة وشعبا.
وهذا الانشغال عالي المستوى، يعيد اليمن سعوديا الى مجرد "ملف صغير" لا يهمه الجبهات والحقائق والواقع.. ويعيد نفخ الروح في كل أسباب وعوامل الفشل والسقوط التي تجمعت باسم "الشرعية"..
لك الله يا يمن..

طبيب العقول 2021-07-26 03:15 PM

إضاءة استراتيجية أخرى
الموقف السلبي السعودي من قضيتنا الجنوبية ليس مبررا للاصطدام معها بل يجب الحفاظ على شعرة معاوية مع دولة آل سعود مهما كانت الظروف و حدة المواقف هذا مسألة استراتيجية لا فصال فيها و لا تهاون

طبيب العقول 2021-07-26 03:21 PM

////////////////////////////////////////////////////////////


إضاءة استراتيجية أخرى
لا يجوز الخضوع لطلبات السعودية و يجب رفضها اذا لم تعجبنا فهي ليست ولية أمرنا.........و السياسي الجنوبي الذي سيخضع لها(بشكل مخل بمصالحنا) بحجة الضغوط سيكون هو غريمنا و سنتهمه هو بالتفريط و سنبرئ السعودية كليا
...........كذلك حجة البند السابع هنا غير مقبولة البتة و قطعيا




طبيب العقول 2021-07-26 07:11 PM

\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\
أضاءة استراتيجية أخرى

القيادي الجنوبي الذي سيخضع لأملاآت السعودية المناقضة لمصالح شعبنا و يبرر خضوعه بحجة الضغوط الغير محتملة هذا يعتبر قيادي فاشل و غير كفؤ و يجب عزله من منصبه القيادي ...........القيادة شرطها الكفاءة

طبيب العقول 2021-07-27 06:23 PM

ألم أخبركم بأن الزيود يسعون لأغواء و إغراء ساسة السعودية بدهاء و مكر شديدين؟؟؟!!!!!!!!



ال جابر السفير السعودي لدى اليمن يلتقي السياسي اليمني علي البخيتي
الثلاثاء 27 يوليو 2021 7:56
عدن الحدث..

التقى السفير السعودي لدى اليمن محمد آل جابر اليوم الاثنين الكاتب والمحلل السياسي اليمني علي البخيتي في العاصمة السعودية الرياض.
وقال البخيتي في تغريدة له على تويتر: ‏التقيت في الرياض بسعادة السفير السعودي في اليمن محمد آل جابر والمشرف على البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن.
وأضاف: واطلعت من القائمين على البرنامج على المشاريع التي نُفذت والجاري تنفيذها وبلغة الأرقام من خلال البرنامج تذهب المساعادات السعودية لوجهتها الصحيحة، مدارس وبنية تحتية ومشاريع كهرباء ومياة وتأهيل وبعشرات الملايين من الدولارات.
وتابع: مرحلة جديدة تمامًا تم من خلالها حوكمة المساعدات السعودية وايصالها لمستحقيها ولوجهتها الصحيحة مباشرة، وابعادها عن الفاسدين والمستغلين ومراكز النفوذ، كما أن البرنامج معني بتعليم الناس الصيد لا توزيع السمك.
وأردف البخيتي: وفي ما يتعلق بالجانب السياسي جرى الحديث عن أفضل الطرق لبناء مشروع وطني يمني موحد ومؤسسات قادرة على مواجهة جماعة الحوثي واستعادة الدولة منها وتحرير الوطن والمواطن من هذه الجائحة التي شردت الشعب ودمرت مؤسساته وأسقطت جمهوريته واعادت بلدنا للعصور القديمة عبر المراهنة على الخرفات.

اقرأ المزيد :
https://aden-alhadath.info/news/93378
تابعونا عبر قناتنا بالتليجرام
https://t.me/adenalhadath
تابعونا عبر الفيسبوك
https://www.facebook.com/adenalhadath.net/
تابعونا عبر تويتر
https://twitter.com/adenalhadath
عدن الحدث

طبيب العقول 2021-07-27 07:27 PM

هذا مقال قديم نوع ما .. نشر من قبل صحيفة الايام اثناء مخاض التفاوض على اتفاق الرياض و فيه توجس واضح من الاتفاق و من شدة التوجس نشر هذا المقال في الصفحة الأولى من صحيفة الأيام في سابقة نادرة......للتذكير فقط و يثبت ان بعض التوجسات لها أساس متين
..........................
الأيام - المراقب السياسي..
حكومة الجنوب والشمال فاشلة سلفاً

تشكيل الحكومة.. من تكنوقراط إلى محاصصة!
استمرأ السياسيون اليمنيون و الجنوبيون حالة الفشل التي يعيشون داخلها دون أي حياء من مواطنين يدعون أنهم يمثلونهم، أو من العالم الذي أصبح ينظر إليهم شذراً، وبلا أدنى قيمة احترام. مرت حتى اليوم 358 يوماً منذ التوقيع على اتفاق الرياض الذي نص على تشكيل الحكومة، وفض النزاع خلال 30 يوماً وهو ما لم يحدث، ثم أتت آلية التسريع أو كما يسميها الساسة اليمنيون (الرياض (2في نهاية يوليو 2020، وأيضاً حددت فترة 30 يوماً وهو أيضاً ما لم يحدث. يتم تسريب العديد من الأسباب لتعثر تشكيل الحكومة، كان أكثرها سخفاً أن ما تبقى من مقاعد لأحد الأحزاب لا يليق بأحد مرشحيه، وبالمناسبة فالمرشح الهام نفسه كان قد قبض عليه "بعدم حسن السيرة والسلوك" قبل ثمانية أشهر، وتستمر الأحزاب اليمنية في الصراع للمحاصصة وهي أحزاب لا وجود لها بين أبناء الشعب في الداخل، ولا تستطيع تقديم شيء سوى الفساد. إن أكبر خرق لاتفاق الرياض هو تحول تشكيل حكومة تكنوقراط التي ينص عليها اتفاق الرياض إلى حكومة محاصصة، وهو ما سيغرق اتفاق الرياض عاجلاً أم آجلا، ولكم في المحاصصة مثال يا أولي الألباب، فهناك حكومة لبنان انظروا ما فعلت المحاصصة بها وبلبنان. أعضاء المجلس الانتقالي متواجدون في الرياض منذ سبتمبر 2019م حتى اليوم، أصبحوا هم أيضاً جزء من حكومة الفنادق.. فلا عمل لهم سوى القعود في الفندق بانتظار أن يقابلوا فلاناً أو زعطاناً. ارتكب المجلس الانتقالي أخطاء عدة في سياق مسار الرياض: 1. جعل الرياض هي ساحة الانتظار حين كان من المفترض أن تكون عدن هي ساحته الأولى والأخيرة. 2. ارتضى بالآلية التي حددتها الرياض للتفاوض مع الخَصْم وهي آلية فضفاضة لا يعرف بموجبها ما الذي يحدث على الطرف الآخر. 3. كنتيجة لما سبق تم الضغط على المفاوض الجنوبي بشكل مستمر لتخفيض مستوى مطالبه وهو ما حصل بالفعل. 4. كسب المجلس الانتقالي اعترافاً دُوَليّاً، لكن إعلان جريفيثس المشترك كفيل بتدمير هذا الاعتراف حال توقيع الشرعية والحوثيين عليه. 5. خسر المجلس الانتقالي حصة تمثيل النصف عندما وافق على أن تنال المكونات السياسية غير المتواجدة على الأرض مقاعد من حصة الجَنُوب. 6. خسر المجلس الانتقالي نسبة كبيرة من داعميه بسبب تأخر الاتفاق وعجزه عن خلق واقع جديد على الأرض، بالإضافة إلى خطأه الكبير في التنازل عن الإدارة الذاتية. 7. ويبدو أن الفخ الذي وقع فيه الانتقالي والخسائر التي مني بها كانت نتيجة لخطأ أكبر، وهو السرية المفرطة في تعامله مع القضايا المصيرية، فلم يشرك أي من أعضاء رئاسة المجلس ولا مستشاريه السياسيين المتواجدين في عدن والقاهرة، مع أنّ الاجتماعات تسرب أول بأول بعدة طرق إلى عدن والقاهرة وعواصم أخرى، والنتيجة أنه استطاع مفاوض شرعية من توسيع مجال مناوراته، وكسب مدة زمنية أطول والتغلب على مفاوض الانتقالي الذي لم يكن لديه أي مناورات سياسية ذات قيمة بسبب افتقاره إلى الاستشارات وغياب فريق استشاري مرافق في مثل هذه الحالات المتعارف عليها في التفاوض. وكان قد تم اقتراح ضم فريق استشاري ضمن الوفد المفاوض على المجلس الانتقالي قبل بَدْء المفاوضات، لكن بسبب شخصي بحت تم شطبها من أحد أعضاء الفريق المفاوض الذي اعتقد أنه سيكون البطل القومي القادم للجنوب، وها هو قد أغرق المجلس الانتقالي في أول اختبار، وقد يكون الأخير إن لم تتداركه قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي، لأن عنصر الوقت هو المرتكز الرئيس على الأرض سياسياً وعسكرياً. 8. ومما تكشف مؤخراً بطريق الصدفة أن رئاسة الجمهورية لديها عين داخل المجلس الانتقالي يوافيها بكل المعلومات أولاً بأول، وهو اختراق جديد للشرعية داخل الانتقالي، والسبب في هذا الاختراق هو المحسوبية والفساد ليس إلا. إن الأخطاء السياسية لا ترحم الشعوب، واستمرار المجلس الانتقالي على هذا الطريق سيؤدي بالمجلس إلى الزوال أو تحويله إلى مكون ثانوي، وهي خسارة كبرى للجنوبيين الذين استثمروا ثلاث سنوات عجاف دعماً للانتقالي. وبالنظر إلى العجز الحاصل عن تشكيل الحكومة ومراوغة الأحزاب السياسية التابعة للشرعية، وكلها ألعاب في لعبة واحدة تهدف إلى إشعال غضب شعبي ضد الانتقالي في الجنوب فقط دون أي شيء آخر. وسياسة الانتظار في الرياض هي خطأ كبير يجب تصحيحها الآن، على المجلس الانتقالي العودة إلى عدن بأقصى سرعة والاستعداد للقادم، والعودة إلى عدن لا تعني استعداء الشقيقة والجارة الكبرى المملكة العربية السُّعُودية بقدر ما هي احترام الالتزامات التي قطعها المجلس على نفسه تجاه الشعب والمملكة والإقليم والمجتمع الدولي. فالشعب يريد أن يرى سياسييه يعيشون الضنك معه في نفس البلاد لا أن يكونوا منعمين في بلدان أخرى غير آبهين بما يحدث للشعب في الداخل، وهو ما جبلت الشرعية ووزراؤها عليه. وعلى المجلس الآن مسؤولية تصحيح الأخطاء التي وقع فيها، فعدم تشكيل الحكومة يفتح الباب على مصراعيه لمراجعة بعض تلك الأخطاء، وهو ما سمح به الخَصْم عندما لم يلتزم بالتنفيذ. وعلى المجلس أيضاً مسؤولية تهذيب أعضائه من الفجور في العداوة تجاه الخصوم السياسيين من أبناء جلدتهم، ومنها التخوين وتوزيع صكوك الوطنية والدخول في إصلاحات جادة قبل فوات الأوان. * سؤال إلى رئاسة الانتقالي هل المجلس اليوم قادر على فتح أبواب الحُوَار مع الحوثيين في الشمال؟ ونصيحتنا إلى الدول الراعية ودول الرباعية على وجه الخصوص هي كالتالي: يجب تشكيل الحكومة من تكنوقراط بعيد عن المحاصصة، فلا فائدة ترجى من حكومة محاصصة. يجب التفكير في بديل للنظام السياسي وشكل الدولة في اليمن، فالموجود لا يملك القدرة على انتشال الجنوب أو الشمال من محنه. يجب التفكير في تقوية الانتقالي في الجنوب، فلن يبق سوى الانتقالي جنوباً والحوثيون شمالاً على أرض الواقع.

طبيب العقول 2021-07-28 12:56 AM

أضاءة استراتيجية أخرى
(و هي الأضاءة الأهم على الأطلاق)

لو أن عيدروس الزبيدي داهية من دهاة العرب .. أتدرون ماذا كان سيعمل؟

سيبذل المستحيل لأقناع هولاء الثلاثة الامير محمد بن سلمان و الشيخ محمد بن زايد و الرئيس عبدربوه منصورهادي و يفضل كذلك اقناع على الأقل دولة عظمى واحدة( مع ان كل الدول العظمى محتمل جدا تقتنع ! نظرا لجمال المقترح) ..... للتحالف جميعهم مع بعض و بقوة لفرض حل أحادي من طرف واحد...كحل نهائي للازمة و الحرب على النحو التالي:
فرض السيناريو ((التشيكوسلوفاكي)) على جميع القوى الشمالية بالدرجة الاولى و كذلك القوى السياسية الجنوبية كتحصيل حاصل.......
ما هو الحل(التشيكوسلوفاكي)؟
إقامة دويلة جنوبية مكتملة الأركان(بحدود عام 90) باستخدام جميع شكليات مشروع هادي من دستور جاهز ومقر(في الامارات) و مخرجات حوار و أقاليم جنوبية ......الخ..... و لكن التنفيذ من حيث اللب و الجوهر سيكون بنفس عيدروسي استقلالي و بهوية جنوبية خاصة بالجنوبيين.....و اعلان النية لدعم جميع القوى السياسية الشمالية لاقامة دويلة أخرى مماثلة في الشمال (سلما او حربا) و بنفس الطريقة (اقاليم شمالية و مخرجات حوار....الخ) و لها دستورها الخاص(نسخة أخرى من الدستور الذي سيطبق في دويلة الجنوب ).....و لإثارة شهية القوى الشمالية لهذا السيناريو او الحل ستكون ثروات باطن الأرض من نفط و غاز و معادن للجميع شمالا و جنوبا و توزع حاصل بيعها على الاقاليم كلها شمالا و جنوبا بنسب محددة عبر نصوص دستور ثالث مصغر ينظم العلاقة بين الدويلتين ....كما أن الاقتصاد و العملة تكون موحدة و يتم تنظيمهما عبر حكومة مركزية محدودة الصلاحيات يتم تعيين اعضاءها من قبل حكام الدويلتين بالمناصفة التامة بين الشمال و الجنوب و كل قراراتها تصدر عبر التوافق الشمالي الجنوبي فقط و لا مجال للانفراد بقرار بدون التوافق.......كذلك الدستور الثالث المصغر المركزي يجب ان يحتوي على نصوص تنظم أجراآت (الطلاق المخملي) في حالة لا سمح الله فشل هذا الكيان الاتحادي الكونفدرالي!
....و سيبدأ تنفيذ المقترح بأعلان دستوري خاص بالجنوب لتفعيل بناء الدويلة الجنوبية الخاصة بالجنوبيين

و الذي عنده فكر استراتيجي سيدرك ان مثل هذا الحل لا يمكن الحصول عليه عن طريق التفاوض مع الاطراف الشمالية لو تجلس تفاوضهم الف سنة و لو يضغط عليهم العالم كله ..........لذلك لابد من تحالف عسكري للاطراف الأربعة (الانتقالي و هادي و جماعته و الامارات و السعودية) بدعم سياسي من بعض او كل الدول العظمى....كذلك لا بد من تفعيل الهوية الجنوبية الخاصة المستقلة

رد فعل القوى السياسية الشمالية على تنفيذ هذا الحل لن يخرج عن نوعين من رد الفعل:
نوع سيقبل على مضض (و اغلبهم من اليمن لسفل و تهامة)
و نوع سيغضب و سيرفض بشدة(و اغلبهم من اليمن لعلي) و لكن هذه المرة لن يستطيعون اشعال فتنة و غزو للجنوب لأن المقترح جردهم من جميع مبررات و اعذار الفتنة و لن يتبقى لديهم الا القفز كالقرود الى حدود التشطير ليركزوا براميل الانفصال التام و النهائي (و هذا عز الطلب)
............................
و في الختام أعبر عن قلقي و كذلك براءة ذمتي من الأغبياء المحيطين بعيدروس في حالة أوهموه أن مثل هذه الحلول ممكن الحصول عليها عن طريق التفاوض مع ممثلي الشمال السياسيين
........................
جوهر مضمون هذا الحل هو إقامة مباراة ايجابية بين المجتمع الجنوبي و المجتمع الشمالي لبيان أيهما اكثر قدرة على بناء و إقامة الحكم الرشيد






https://www8.0zz0.com/2019/11/28/21/664708627.jpg

طبيب العقول 2021-07-28 01:06 AM

أضاءة استراتيجية أخرى


لن يستطيع ممثلي الجنوب الحصول على اي حل محترم لقضيتهم الوطنية عن طريق التفاوض مع ممثلي الشمال

طبيب العقول 2021-07-29 02:50 PM

..............يلاحظ أن آخر زرة للانتقالي عندما يتحمس هي التهديد بتنفيذ اتفاق الرياض من طرف واحد..... أيها التعساء تنفيذ هذا الحل أعلاه (التشيكوسلوفاكي) من طرف واحد افضل لكم و لشعبكم مليون مرة

طبيب العقول 2021-07-29 02:55 PM

للعلم يمكن الاستناد على حجة تنفيذ "روح" اتفاق الرياض عند تنفيذ الحل (التشيكوسلوفاكي)

طبيب العقول 2021-07-29 02:59 PM

دمج مشروع عيدروس مع مشروع هادي و جعلهما مشروعا واحدا ممكن جدا جدا و لكن يجب أن يتم ذلك خارج الملعب الشمالي

طبيب العقول 2021-07-30 04:06 AM

(((( ....يا بن سلمان ....يا بن زايد ....يا عبدربه منصور هادي
هل تريدوننا ننفذ مشاريعكم ؟؟ ممكن جدا و لكن فلننفذها بطريقة تحترم إرادة و طموح و آمال و تضحيات شعبنا الجنوبي الحر.....الخيار التشيكوسلوفاكي خيار ممتاز و عادل و واقعي.............تعالوا نحول مشروع الوحدة من مشروع سياسي فاشل الى مشروع اقتصادي ناجح و عملاق و لنقيم مباراة إيجابية بين المجتمعين الجنوبي و الشمالي يتنافسان فيه بصورة ايجابية على أيهما أكثر قدرة على بناء و إقامة الحكم الرشيد المزدهر و العادل......تعالوا نجعل الاقتصاد و ثروات باطن الارض العامل المشترك بيننا .....تعالوا نقيم دولة اتحادية و لكن بندية سياسية كاملة بين الجنوبيين و الشماليين و باحترام تام و كامل للهويتين المميزتين للشعبين الشمالي و الجنوبي))))
هذا هو الخطاب السياسي الذكي الذي نتوقع من قائدنا عيدروس الزبيدي يخاطب به العالم الخارجي
..........................

طبيب العقول 2021-07-30 04:51 AM

يا جماعة الانتقاليين ... يا جماعة هادي
الخبثاء ورطوكم في وضع سخيف معبر عنه بالصورة أدناه
معليش لا ترتبكوا و لا ترتبشوا ... و كل ورطة الا ولها مخرج....أنتم بس شغلوا عقولكم و حاولوا ان تجدوا حل ذكي يوحدكم !!!


https://www3.0zz0.com/2021/07/30/00/192499347.jpg

طبيب العقول 2021-07-31 02:31 PM

http://www.dhal3.com/vb/vbulletin3/b.../quotes-wr.gif (((( ....يا بن سلمان ....يا بن زايد ....يا عبدربه منصور هادي
هل تريدوننا ننفذ مشاريعكم ؟؟ ممكن جدا و لكن فلننفذها بطريقة تحترم إرادة و طموح و آمال و تضحيات شعبنا الجنوبي الحر.....الخيار التشيكوسلوفاكي خيار ممتاز و عادل و واقعي.............تعالوا نحول مشروع الوحدة من مشروع سياسي فاشل الى مشروع اقتصادي ناجح و عملاق و لنقيم مباراة إيجابية بين المجتمعين الجنوبي و الشمالي يتنافسان فيه بصورة ايجابية على أيهما أكثر قدرة على بناء و إقامة الحكم الرشيد المزدهر و العادل......تعالوا نجعل الاقتصاد و ثروات باطن الارض العامل المشترك بيننا .....تعالوا نقيم دولة اتحادية و لكن بندية سياسية كاملة بين الجنوبيين و الشماليين و باحترام تام و كامل للهويتين المميزتين للشعبين الشمالي و الجنوبي))))
هذا هو الخطاب السياسي الذكي الذي نتوقع من قائدنا عيدروس الزبيدي يخاطب به العالم الخارجي
..........................



للعلم هذا الخطاب لا يجب أن يكون علني و انما فقط عبر التواصل الدبلوماسي فقط

http://www.dhal3.com/vb/vbulletin3/b.../quotes-wl.gif

طبيب العقول 2021-08-03 05:37 PM

أكثر من ثلاث سنوات و أنا أحاول أشرح للجنوبيين فكرة دمج مشروع هادي داخل مشروع عيدروس و على أسس أستقلالية......مع أن الفكرة بسيطة و سهلة ....ما لكم يا جنوبيين؟ .....لماذا عقولكم يابسة الى هذه الدرجة؟


https://www2.0zz0.com/2021/08/03/13/906935017.jpg

طبيب العقول 2021-08-04 02:43 PM

\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\ \\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\
https://www5.0zz0.com/2021/08/04/10/750857620.jpg

طبيب العقول 2021-08-04 04:03 PM

\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\ \\\\\


https://www12.0zz0.com/2021/08/04/12/565011062.jpg

طبيب العقول 2021-08-04 08:17 PM

مستحيل تحقيق حلول آمنة لقضيتنا الوطنية الجنوبية أذا تتبعنا الحلول الروتينية العادية فالوضع داخليا و اقليميا و دوليا شديد التعقيد
لا بد من حلول استثنائية إبداعية و أسلوب تفكير خارج الصندوق......هذه نصيحة لقادة الانتقالي و القرار قرارهم

طبيب العقول 2021-08-04 08:29 PM

أول خطوة في تحقيق الحل ((التشيكوسلوفاكي)) المشروح آنفا هي إعلان دستوري خاص بالجنوب فقط يعلنه المجلس الانتقالي مستخدما الدستور المنجز سابقا في الامارات من قبل اللجنة الدستورية المنبثقة من مؤتمر الحوار

طبيب العقول 2021-08-06 07:53 AM

\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\ \\\\\\\


دستور اللجنة الدستورية المنجز في الامارات سيطبق على الجنوب فقط و حصريا..........الشمال له دستور آخر (غالبا نسخة أخرى من نفس الدستور)




حتى لا يفهمني أحد غلط

طبيب العقول 2021-08-06 07:57 AM

\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\

هذا الحل مستحيل الحصول عليه بالتفاوض....هذا للعلم

طبيب العقول 2021-08-06 09:04 AM

http://www.dhal3.com/vb/vbulletin3/b.../quotes-wr.gif أول خطوة في تحقيق الحل ((التشيكوسلوفاكي)) المشروح آنفا هي إعلان دستوري خاص بالجنوب فقط يعلنه المجلس الانتقالي مستخدما الدستور المنجز سابقا في الامارات من قبل اللجنة الدستورية المنبثقة من مؤتمر الحوار
http://www.dhal3.com/vb/vbulletin3/b.../quotes-wl.gif

طبيب العقول 2021-08-07 11:02 AM

\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\ \




https://www3.0zz0.com/2021/08/07/07/494177545.jpg

طبيب العقول 2021-08-23 08:11 AM

هذه أفكار ورؤى مفيدة جدا في تخصيب أرضية الحوار الجنوبي الجنوبي و تسميدها !!!!!

"
آلية القياس" عطّلت على العرب عموما و على ساسة الجنوب خصوصا مسألة فهم تعقيدات الانظمة الاتحادية كما ينبغي
بقلم: فضل عبدالله أحمد المفلحي
القياس هو الأصل الرابع من أصول الاستنباط (استنباط الاحكام الشرعية) بعد القرآن والسنة والإجماع و لذلك له حضور عميق في العقل العربي شعوريا و لا شعوريا ... والقياس لغة: قست الشيء بالشيء أي قدرته على مثاله.....وفي اصطلاح الأصوليين: هو ردُّ واقعةٍ غيرِ منصوصٍ عليها إلى واقعةٍ منصوص عليها أو حمل معلوم على ما قد عُلِمْ.
و لكن استخدام آلية القياس في فهم أو اقامة الانظمة الاتحادية تعد عملية فاشلة بالمطلق و مستحيل ان تثمر نتائج ايجابية ...الدخول الى محاولة فهم الانظمة الاتحادية من هذا الباب خطأ شائع جدا و هو الذي أدى إلى ندرة ملفتة للنظر في الفاهمين للأنظمة الاتحادية ....
الأسلوب الاتحادي في بناء الدول هو آلية حداثية لتقسيم و توزيع عدد كبير من "الصلاحيات أوالسُلَطْ" الادارية و/أو السياسة على أكثر من (عاصمة) أو "مركز قرار" و هذا التقسيم و التوزيع لا حدود لتنوعه و يتكيف مع تعقيدات و متطلبات البلد الذي طبق عليه .....
تقسيم و توزيع "الصلاحيات أوالسُلَطْ" الادارية عادة تنتج درجات من النمط الفيدرالي و تقسيم و توزيع "الصلاحيات أوالسُلَطْ" السياسة تنتج عادة درجات من النمط الكونفدرالي....و تتنوع أكثر و تتداخل التقسيمات أكثر و أكثر عندما تتزامن تقسيمات وتوزيعات "الصلاحيات أوالسُلَطْ" الادارية و السياسية في نفس البلد....يعني بلغة الرياضيات : "التوافيق و التباديل" لأنواع الانظمة الاتحادية "الممكن انتاجها" عدد هائل جدا و غير محدودة عملياً.....و كل ما طبق منها في العالم كله خلال الثلاثمئة سنة الحداثية الفائتة يعتبر عدد صغير جدا جدا .... لذلك من الغباء أن تبحث عن مثال سابق تقيس عليه عندما تكون بصدد انشاء نظام اتحادي(لقد ضيّقت واسعاً يا مُقايس !).... يجب أن ترمي "آلية القياس" و كل ما قد وجد من انظمة اتحادية سابقا خلف ظهرك و لا تلتفت إليهما مطلقاً و (تشتغل على ميه بيضاء كم يقول المصريين) .....و عندما تحدد المواصفات و الشروط المطلوب تحقيقها في دولتك الاتحادية....و عليك الحذر الشديد من الخبير المزيّف اذا سمعت منه هذه العبارة : ( هل هناك سابقة لنظام اتحادي حسب مواصفاتك و شروطك ؟) فاعلم أنه أمّا غبي أو يستغبيك !...... حددوا طلباتكم و شروطكم و بكل حرية كما يريده شعبكم الأبي و سيأتيكم خبير بناء الانظمة الاتحادية الحقيقي ليحقق لكم كل ما تريدون طالما و عندكم القوة الكافية لفرض أرادتكم و شروطكم(ميزان القوى هو الوحيد المحدد هنا)......خبير بناء الانظمة الاتحادية الحقيقي يشبه كثيرا عفريت مصباح علاء الدين بعبارته الشهيرة (شبيك لبيك عبدك بين يديك ..أطلب و اتمنى)...لا يعجزه شيء ! ... و المقصد أن اسلوب بناء الدول الاتحادية شديد المرونة إلى درجة لا يستطيع يتخيلها الكثيرون من محدودي الخيال. !!
الفهم العميق لطبيعة الانظمة الاتحادية و كيفية التعامل معها هي أخطر مهمة تواجه القائد السياسي الجنوبي في هذه اللحظة الحرجة من تاريخ الجنوب .....لأنه و بكل صراحة و شفافية الأمور تتدحرج نحو بقاء ارتباطا ما (اتحادي) بين الشمال و الجنوب...... و هذا أمر غير مزعج و لا مضر البتة في حالة توفر شرطان أساسيان:
1. فهم عميق لمرونة بناء الارتباطات الاتحادية و قد شرحنا ذلك جيداً بهذا المقال
2. فهم عميق للمواصفات و الشروط المطلوب أن يحققها لنا كجنوبيين هذا الارتباط الاتحادي بحيث لا ينتج عنه أي ضرر على قضيتنا الجنوبية المحورية
أهم المتطلبات طبعا هو حصولنا كجنوبيين على السيادة السياسية و التشريعية و القانونية الكاملة على أرضنا الجنوبية تحت أي أسم !
و المطلب الثاني هو عدم السماح لآليات و أساليب الضم و الالحاق بالعمل داخل الجنوب و لو حتى في أضيق الحدود ((لأنه مع الزمن الطويل القليل سيتحول الى كثير))
مع الأسف في هذا الموضع ستواجهنا مأساة أشد و أعتى لأن مراكز القوى في الدولة الزيدية العميقة(في صنعاء و في الرياض) تتصادم مصالحها كليا و بالمطلق مع هذا النوع من الارتباط الاتحادي و المشروح آنفاً و تعتبره أخطر على مصالحها من الاستقلال التام.....و لإحباط هذا الاحتمال ستلجأ الدولة الزيدية العميقة لاستخدام أدواتها و أذرعها في الجنوب و في المقدمة منهم "جماعة حوشي" ذات النفوذ القوي في أوساط الحزبيين الجنوبيين(اشتراكي و مؤتمر و أصلاح) الى درجة أنهم استطاعوا أن يوصلوا "حبايبهم" الى مواقع مؤثرة جدا داخل بنيان مجلسنا الانتقالي!
نصيحتي للقائد السياسي الجنوبي الا يشغل نفسه كثيرا بالمصطلحات مثل فيدرالية و كونفدرالية لأنها مصطلحات مطاطية غير محددة المعالم بدقة ....الأهم هو تفاصيل تقسيم و توزيع "الصلاحيات أوالسُلَطْ" و كم نصيبك منها ......فقد يأتيكم كادر ما من جماعة حوشي أو مقرب من مدرستهم و يقترح عليكم دولة من اقليمين شمال و جنوب و بمسمى اتحاد كونفدرالي و لكن أذا فحصت مواصفاته قد تجده كونفدرالية رخوة و هو أقرب الى الاتحاد الفيدرالي بما يسمح لمكينة "الضم و الالحاق" بالعمل بوتيرة منخفضة على الحاق الجنوب باليمن على المدى المتوسط و البعيد و بصورة تدريجية غير محسوسة .....الحذر ثم الحذر ثم الحذر من هكذا سيناريو ............تحياتي لجميع قادة الجنوب!
توصيف مختصر للصراع الأستراتيجي الجاري حاليا من وجهة نظر جنوبية
بقلم: فضل عبدالله احمد المفلحي
دائما و أبدأ التوصيف الصحيح و الدقيق لأي مشكلة هو نصف الحل...لذلك سأحاول في هذا المقال أن أجترح توصيف دقيق و مختصر لطبيعة الصراع الاستراتيجي الجاري الآن في ما يسمى الجمهورية اليمنية شمالها و الجنوب........
هناك ثلاث كتل أجتماعية تتدافع و تتصارع:
أهل مطلع"الزيود" و أهل منزل "شوافع الشمال" و الشعب الجنوبي
و لكل كتلة مصالحها الأستراتيجية الخاصة بها لوحدها :
أهل مطلع هدفهم الاستراتيجي هو الحفاظ على أرثهم التاريخي في الهيمنة على الشمال و الجنوب و مستعدين عند الضرورة القصوى أن يتخلوا عن الهيمنة على الجنوب و لكن على الشمال مستحيل إلا إذا أجبروا ........
أهل منزل "شوافع الشمال" هدفهم الأستراتيجي أن تنفتح البلاد كلها على مصراعيها لنشاطهم الاقتصادي و الأستيطاني و كذلك هدفهم التحرر من هيمنة الزيود ولكنهم يريدون أن يتحرروا ببلاش و بدون دفع الثمن اللازم
شعب الجنوب هدفه الأستراتيجي فك الأرتباط مع الوحدة اليمنية أما بصورة كاملة أو شبه كاملة .....و السبب ما يحتاج نتكلم فيه فالضرب بالوحدة الميتة حرام !!
تضارب و تعاكس المصالح الأستراتيجية واضح جدا خصوصا مع الكتلة الزيدية التي هدفها بالهيمنة واضح أنه هدف غير مشروع و غير مقبول خصوصاً من شعب الجنوب الحر...أهل منزل مع تقادم الهيمنة الزيدية عليهم صاروا لا يشعرون بها كثيرا.....شعب الجنوب قد يقبل بتبادل المنافع الاقتصادية مع الشماليين(خصوصا أهل منزل) و لكن بالتأكيد بدون استيطان يخل بالتوازن الديمغرافي و بدون أن يتخلى الجنوبيون عن سيادتهم على أرضهم .... الانفصال الكامل للجنوب سيتضرر منه أهل منزل "شوافع الشمال" أقتصاديا و اجتماعيا لذلك من المفضّل تجنبه !
فما الحل لهذا التضارب في المصالح الأستراتيجية؟؟
الحل بالفرز و التمييز بين المصالح الواقعية و المصالح الغير واقعية!!
.....هيمنة الكتلة الزيدية (بالأصح مراكز القوى فيها) على الجنوب يجب نسفها كليا .......الهيمنة الزيدية على أهل منزل قد وجدوا لها حل بتطبيق مخرجات الحوار......الاستيطان الشمالي في أرض الجنوب يجب أن ينسوه كليا.......و يجب الأبقاء على تبادل المنافع الاقتصادية و الاجتماعية بين شعب الجنوب و أهل منزل لكن بدون الأخلال بالهدف الأستراتيجي للجنوبيين في فك الأرتباط.......كيف نحقق كل ذلك؟
من حسن الحظ أن فلسفة و مبادئ أنشاء الأنظمة الاتحادية في منتهى المرونة و تلبي جميع المتطلبات و لا يعجزها شيء!!!
الحل سهل جدا من الناحية النظرية !! :
و هو أنشاء نظام أتحادي (مركّب) أي ((((نظامان اتحاديان داخل نظام اتحادي))))
......يعني يتم إنشاء نظام أتحادي مركزي(من وزن فوق الثقيل! بمواصفات كونفدرالية أو شبه كونفدرالية) بين أقليم الجنوب و إقليم الشمال(تدير هذا النظام الاتحادي حكومة مناصفة بين الشماليين و الجنوبيين و إقرار مبدأ ضرورة التوافق في قراراتها) ثم في داخل كلا الإقليمين يتم إنشاء نظام أتحادي آخر (من وزن الريشة أو وزن الديك!) هو بالضبط ذاك المتفق عليه في قصر الموفنبيك بصنعاء و الذي صدعوا رؤوسنا بالمطالبة به ......بحيث يكون للجنوبيين نظامهم الاتحادي المستقل و سيطبقون فيه مخرجات الحوار و لكن لوحدهم......و كذلك الشماليين سيكون لهم نظامهم الاتحادي الخاص و سيطبقون مخرجات الحوار فيه كما يحلو لهم......و لعلمكم الجنوبيين سيطبقون مخرجات الحوار نصا و روحا بصورة أجمل و أروع من الشماليين بعدة مراحل
.............. بعض الجهلة يعتقدون أن الخلاف على تطبيق مخرجات الحوار الموفنبيكي هو جوهر الصراع و هذا من شدة جهلهم لأن مراكز القوى الزيدية التي أدارت وأشرفت على مؤتمر الحوار صاغت مخرجات الحوار فقط لاستخدامها كـ "صنارة صيد" ستجلب لهم الجنوب مفصوعاً إلى نصفين و كل نصف مربوط بالمركز المقدس لوحده ...........!!! ((شغل مفكرين أستراتيجيين على مستوى عالي))
و متأكد أن بعض الجهلة الآن سيستنكرون هذا الكلام عن نظام اتحادي داخل نظام اتحادي و يعتبرونه بدعة و لا يعلم هولاء الجهلة انه يوجد ((نظام اتحادي داخل نظام اتحادي داخل نظام اتحادي يعني ثلاثة مستويات متراكبة)) بل يوجد ما هو أشد من ذلك و هو جمهورية داخل جمهورية (أقرأوا عن جمهورية كريميا التي كانت ضمن جمهورية أوكرانيا ثم ضمتها روسيا مؤخرا)
و هذا الحل مثالي للجميع بما في ذلك بسطاء الزيود !! و أهل منزل "شوافع الشمال" و الجنوبيين أيضاً لأنه يعطيهم درجة عالية جدا من الأستقلال
طبعا ستلاحظون أن مشروع "نظامان أتحاديان داخل نظام إتحادي" هو مشروع "هجين" فيه بعض ملامح مشروع الرئيس هادي و كذلك بعض ملامح مشروع المجلس
توصيف مختصر للصراع الأستراتيجي الجاري حاليا من وجهة نظر جنوبية
بقلم: فضل عبدالله احمد المفلحي
دائما و أبدأ التوصيف الصحيح و الدقيق لأي مشكلة هو نصف الحل...لذلك سأحاول في هذا المقال أن أجترح توصيف دقيق و مختصر لطبيعة الصراع الاستراتيجي الجاري الآن في ما يسمى الجمهورية اليمنية شمالها و الجنوب........
هناك ثلاث كتل أجتماعية تتدافع و تتصارع:
أهل مطلع"الزيود" و أهل منزل "شوافع الشمال" و الشعب الجنوبي
و لكل كتلة مصالحها الأستراتيجية الخاصة بها لوحدها :
أهل مطلع هدفهم الاستراتيجي هو الحفاظ على أرثهم التاريخي في الهيمنة على الشمال و الجنوب و مستعدين عند الضرورة القصوى أن يتخلوا عن الهيمنة على الجنوب و لكن على الشمال مستحيل إلا إذا أجبروا ........
أهل منزل "شوافع الشمال" هدفهم الأستراتيجي أن تنفتح البلاد كلها على مصراعيها لنشاطهم الاقتصادي و الأستيطاني و كذلك هدفهم التحرر من هيمنة الزيود ولكنهم يريدون أن يتحرروا ببلاش و بدون دفع الثمن اللازم
شعب الجنوب هدفه الأستراتيجي فك الأرتباط مع الوحدة اليمنية أما بصورة كاملة أو شبه كاملة .....و السبب ما يحتاج نتكلم فيه فالضرب بالوحدة الميتة حرام !!
تضارب و تعاكس المصالح الأستراتيجية واضح جدا خصوصا مع الكتلة الزيدية التي هدفها بالهيمنة واضح أنه هدف غير مشروع و غير مقبول خصوصاً من شعب الجنوب الحر...أهل منزل مع تقادم الهيمنة الزيدية عليهم صاروا لا يشعرون بها كثيرا.....شعب الجنوب قد يقبل بتبادل المنافع الاقتصادية مع الشماليين(خصوصا أهل منزل) و لكن بالتأكيد بدون استيطان يخل بالتوازن الديمغرافي و بدون أن يتخلى الجنوبيون عن سيادتهم على أرضهم .... الانفصال الكامل للجنوب سيتضرر منه أهل منزل "شوافع الشمال" أقتصاديا و اجتماعيا لذلك من المفضّل تجنبه !
فما الحل لهذا التضارب في المصالح الأستراتيجية؟؟
الحل بالفرز و التمييز بين المصالح الواقعية و المصالح الغير واقعية!!
.....هيمنة الكتلة الزيدية (بالأصح مراكز القوى فيها) على الجنوب يجب نسفها كليا .......الهيمنة الزيدية على أهل منزل قد وجدوا لها حل بتطبيق مخرجات الحوار......الاستيطان الشمالي في أرض الجنوب يجب أن ينسوه كليا.......و يجب الأبقاء على تبادل المنافع الاقتصادية و الاجتماعية بين شعب الجنوب و أهل منزل لكن بدون الأخلال بالهدف الأستراتيجي للجنوبيين في فك الأرتباط.......كيف نحقق كل ذلك؟

من حسن الحظ أن فلسفة و مبادئ أنشاء الأنظمة الاتحادية في منتهى المرونة و تلبي جميع المتطلبات و لا يعجزها شيء!!!
الحل سهل جدا من الناحية النظرية !! :
و هو أنشاء نظام أتحادي (مركّب) أي ((((نظامان اتحاديان داخل نظام اتحادي))))
......يعني يتم إنشاء نظام أتحادي مركزي(من وزن فوق الثقيل! بمواصفات كونفدرالية أو شبه كونفدرالية) بين أقليم الجنوب و إقليم الشمال(تدير هذا النظام الاتحادي حكومة مناصفة بين الشماليين و الجنوبيين و إقرار مبدأ ضرورة التوافق في قراراتها) ثم في داخل كلا الإقليمين يتم إنشاء نظام أتحادي آخر (من وزن الريشة أو وزن الديك!) هو بالضبط ذاك المتفق عليه في قصر الموفنبيك بصنعاء و الذي صدعوا رؤوسنا بالمطالبة به ......بحيث يكون للجنوبيين نظامهم الاتحادي المستقل و سيطبقون فيه مخرجات الحوار و لكن لوحدهم......و كذلك الشماليين سيكون لهم نظامهم الاتحادي الخاص و سيطبقون مخرجات الحوار فيه كما يحلو لهم......و لعلمكم الجنوبيين سيطبقون مخرجات الحوار نصا و روحا بصورة أجمل و أروع من الشماليين بعدة مراحل
.............. بعض الجهلة يعتقدون أن الخلاف على تطبيق مخرجات الحوار الموفنبيكي هو جوهر الصراع و هذا من شدة جهلهم لأن مراكز القوى الزيدية التي أدارت وأشرفت على مؤتمر الحوار صاغت مخرجات الحوار فقط لاستخدامها كـ "صنارة صيد" ستجلب لهم الجنوب مفصوعاً إلى نصفين و كل نصف مربوط بالمركز المقدس لوحده ...........!!! ((شغل مفكرين أستراتيجيين على مستوى عالي))
و متأكد أن بعض الجهلة الآن سيستنكرون هذا الكلام عن نظام اتحادي داخل نظام اتحادي و يعتبرونه بدعة و لا يعلم هولاء الجهلة انه يوجد ((نظام اتحادي داخل نظام اتحادي داخل نظام اتحادي يعني ثلاثة مستويات متراكبة)) بل يوجد ما هو أشد من ذلك و هو جمهورية داخل جمهورية (أقرأوا عن جمهورية كريميا التي كانت ضمن جمهورية أوكرانيا ثم ضمتها روسيا مؤخرا)
و هذا الحل مثالي للجميع بما في ذلك بسطاء الزيود !! و أهل منزل "شوافع الشمال" و الجنوبيين أيضاً لأنه يعطيهم درجة عالية جدا من الأستقلال
طبعا ستلاحظون أن مشروع "نظامان أتحاديان داخل نظام إتحادي" هو مشروع "هجين" فيه بعض ملامح مشروع الرئيس هادي و كذلك بعض ملامح مشروع المجلس السياسي الأنتقالي الجنوبي....و الراسخون في الفهم أكيد سيفهمون المغزى من هذا "التهجين" !!!!!!
مع العلم أن هذا الحل (نظامان اتحاديان داخل نظام اتحادي) هو أيضاً الحل المثالي بالنسبة لدول التحالف لأنه سيمكنهم من تحقيق جميع أهدافهم الأستراتيجية كاملة و المتعلقة بالسيطرة و الترويض لـ "النزغ الخميني" عند أهل مطلع....فالشراكة الندية الأتحادية للجنوبيين مع الشماليين سيقضي تماما على أي محاولة لأهل مطلع للتحالف مع أيران مستقبليا و كذلك سيقضي نهائيا على أي نزعة "ثأرية" مستقبلية لقبائل أهل مطلع جراء ما تعرضوا له في عاصفة الحزم
((أنا شخصيا عندي حدس بأن مشروع نظامان اتحاديان داخل نظام اتحادي هو سدرة المنتهى للأهداف الأستراتيجية النهائية و الغير معلنة لدول التحالف))
بس هذا كله مع الأسف مجرد كلام نظري جميل و لكن ما يجري في الميدان و على أرض الواقع مختلف كليا .... في الحقيقة الأمور سيئة جدا و بعيدة جدا عن هذه الرومانسية !!.... كيف؟
الكتلة الزيدية معروف عنها التماسك و الوعي بمصالحها الأستراتيجية و ما تمازح فيها........الكتلة الزيدية كلها (الانقلابيون مع اولئك الزيود الذين هم ضمن الشرعية) يعتبرون أي نظام أتحادي من العيار الثقيل مع الجنوبيين أمر مرفوض رفضا مطلقا لأن خطورته بالنسبة لهم أشد و أنكى من الانفصال الكامل للجنوب......و يوجد تصريح شهير(أظن حدث ذلك أثناء حوارات الموفنبيك) للمرحوم عبدالكريم الأرياني المنظر الأستراتيجي لأهل مطلع يقول فيه بما معناه: "حل وسط مع الجنوبيين أمر مرفوض بالمطلق أما أن ينظموا إلينا في نظام أتحادي بسيط مبسط (...و زيتنا في دقيقنا) أو في وداعة الله فلينفصلوا " .....المقصد أن الأنفصال الكامل للجنوب سيمكن الكتلة الزيدية على الأقل من الاستفراد بالشمال و سيستطيعون إعادة ترميم وإعادة نسج خيوط الهيمنة التي تهتكت .......أما نظام اتحادي من العيار الثقيل مع الجنوبيين فمعناه خروج الجنوبيين من الهيمنة الزيدية عملياً و بنفس الوقت سيضع أهل منزل "شوافع الشمال" في بداية سكة التخلص من الهيمنة الزيدية تدريجيا و هذا أمر كارثي بالنسبة للكتلة الزيدية ....
مع الأسف أهل منزل "شوافع الشمال" شطّار يفهموها و هي طائرة كما أنهم متعوّدين و عبر التاريخ على الانحياز إلى جانب القوي ضد الأقل قوة و بدون اعتبار من هو على حق و من هوعلى باطل ........لهذا السبب شوافع الشمال حسموا خيارهم الأستراتيجي و قرروا أعتبار الهيمنة الزيدية عليهم أمر ثانوي جدا و قرروا إضافة قوتهم إلى قوة الكتلة الزيدية و الضغط معاُ و بأشد قوة ممكنة على الجنوبيين ليرغموهم على القبول بسقف حلول منخفض للقضية الجنوبية.... حلول لا تليق بحجم تضحيات شعب الجنوب الهائلة التي بذلت قبل و أثناء حرب عاصفة الحزم.......و هم يعلمون أن هذا السقف المنخفض للحل سيفجر الخلافات الجنوبية - الجنوبية بصورة لا تحمد عقباها ....بل أنهم يعتبرون تفجير الخلافات الجنوبية - الجنوبية أمر مطلوب ويتفق مع استراتيجيتهم الأصلية بزيادة الاستقطابات الحادة بين الجنوبيين و بالذات بين أصحاب شعار "الاستقلال و بس" و أصحاب شعار "المخرجات وبس" لعله يؤدي للأصطدام المروّع بين الطرفين ثم التخلص من كلا الطرفين إلى مزبلة التاريخ و العودة بالوضع في الجنوب الى ما قبل 2015 ((.... و سكهنا من عمتي وا عم))
المؤشرات على التحالف الأستراتيجي بين أهل مطلع و أهل منزل ضد الحراك الجنوبي واضحة جدا بل و معلنة و أهم هذه المؤشرات على الأطلاق ما يحدث من مجازر و حصار لأهالي مدينة تعز و هم المحاطين بالملايين من أهالي "الريف التعزي" فما بالك بملايين أهل منزل ....هذه اللامبالاة و البلادة تجاه هذه المجازر ليس وراءها الميل للسلمية كما يدعون هذا كلام فارغ .....السبب الحقيقي أنهم حسموا خيارهم الأستراتيجي بالوقوف مع الكتلة الزيدية ضد الجنوبيين!! و لذلك يرفضون أي تصادم حقيقي مع الزيود مهما كلفهم الأمر.
و لهذه الأسباب أرى أنه من المفضل للجنوبيين أبقاء الباب مواربا لنظام أتحادي و لكن بشروط جنوبية مشددة و بمواصفات شبه كونفدرالية (تقينا شرور هولاء الميكيافيليين الأشرار) مع تفهيم أهل منزل و بلغة حازمة بأن تضحيات الجنوبيين الهائلة تجاوزت كثيرا و بمراحل الحلول المعروضة سابقا ..........فأما أن يقبلوا بشروط الجنوبيين في أي نظام أتحادي قادم و يضغطوا على الزيود للقبول بالشروط الجنوبية أو فليعودوا إلى الحضن الدافئ للكتلة الزيدية ليواصلوا نمط حياتهم الذي تعودوا عليه لمئات السنين..........
سينبري لك أحد حذّاق أهل منزل و سيقول لك: و لكن هذا الحل (أقصد نظامان اتحاديان داخل نظام اتحادي) سيرمي بكرة "الخلاف و النزاع" من معسكركم الجنوبي إلى معسكرنا الشمالي..... سأرد عليه بكل بساطة و أقول مع الأسف هذا صحيح نسبيا و لكن ما فيش حلاوة من غير نار ....لأن هذا الحل: (نظامان أتحاديان داخل نظام أتحادي) يستحق أن تبذل في سبيله التضحيات لأنه سيحقق لأهل منزل مصالح أستراتيجية كبرى أولها سيحافظ على الحدود بين الجنوب و الشمال مفتوحة لتبادل المنافع و الخدمات الأقتصادية و التواصل الأجتماعي
ثانيها النظام الاتحادي الجنوبي سيعطيكم مثال تقتدوا به في تطبيق مخرجات الحوار و سيحرج ذلك القوى المتنفذة في صنعاء إذا حاولت أفشال تطبيق مخرجات الحوار داخل نظامكم الاتحادي الشمالي
ثالثها الشراكة الندية للجنوبيين في النظام الأتحادي ستضمن عدم الاستعانة بأيران مستقبليا للثأر من الجميع
رابعها بوجودكم مع الجنوبيين ستضمنون عدم الاستفراد بكم من قبل قوى الهيمنة الزيدية ............الخ
نحو فهم أعمق و أفضل للتعقيدات الهائلة جداً في أنواع و أشكال الدول الأتحادية
بقلم: فضل عبدالله أحمد المفلحي
قبل الدخول في صلب المسألة لا بد أولاً من توضيح لماذا هذا الموضوع مهم جداً بالنسبة لنا كجنوبيين في هذه اللحظة التاريخية الحرجة ؟
بعد هذه الدماء الغزيرة التي سالت و كل هذا الخراب والدمار صار مطلب الاستقلال هو الهدف الرئيسي للأغلبية الساحقة و لكن يجب أن ننتبه أن هذه مسائل تتحكم بها عادة الدول الكبرى و دول الإقليم ذات الثقل و لا تتعلق فقط بما نريده نحن لوحدنا....أنا شخصياً أتمنى أن ينجح الساسة الجنوبيين في الحصول على موافقة دولية لمطالبنا في الاستقلال ...و السياسي الجنوبي الذي سينجح في ذلك سنعمل له تمثال مطلي بالذهب في أشهر ميادين مدننا.... ولكن يظل هناك احتمال وارد بأن نواجه حائط صد دولي يمنعنا من الحصول على الاستقلال .... فما العمل حينها للخروج من هذا المأزق؟ أنا رأيي أن النزاع الطويل مع القوى الدولية ليس في صالحنا لأن وضعنا الداخلي لا يحتمل ذلك !! و كذلك الخضوع التام لأطماع القوى الدولية الكبرى لا يحتمله وضعنا الداخلي أيضاً !! عندها لا يبقى أمامنا إلا اللجوء إلى خيار (وسطي) و هو الدولة الأتحادية بين دويلة للشمال و دويلة للجنوب ذات مواصفات كونفدرالية كـ "مخرج طوارئ" من هذا المأزق الحرج و مكره أخاك لا بطل !!
لندخل الآن في صلب الموضوع...النظام الأتحادي للدول تعريفه الصحيح و الكامل كما يلي: (( هو أسلوب أو فلسفة أو نظام لتقاسم الصلاحيات السلطوية (السلطة) بين عاصمتين (مركزين للسلطة) أو أكثر و بطريقة تناسب المصالح السياسية و الأجتماعية الأقتصادية و الأمنيَة للأطراف المعنية و على حسب توازن القوى للأطراف المعنية أيضاً !! و هذا التقاسم له أشكال و أنواع لا نهاية لها عددياً و نوعياً و ما طبّق منها في دول العالم لا يعني نهاية لتعددها بل أن كل نظام أتحادي جديد هو بالضرورة نوع جديد لأنه أتى ليلبي الحاجات الخاصة لمجتمع خاص موجود في زمان و مكان خاص ))
و يجب التعامل بحذر شديد مع المصطلحات الشهيرة التي تطلق على بعض أشكال الأنظمة الاتحادية و أقصد بالذات مصطلحي (الفيدرالية و الكونفدرالية) لأن معانيها ليست كاملة و إنما هي فقط تقريبية و نسبية و مجرد محاولة توصيفية فقط لا تحيط بكل تعقيدات الأنظمة الأتحادية .... فالكنفدرالية تحترم مبدأ السيادة الدولية لأعضائها و الفيدرالية لا تحترم السيادة الدولية لأعضائها
....فمثلاً لا توجد حدود فاصلة قاطعة مانعة بين مفاهيم المصطلحات الثنائية التالية: ((بين الكونفدرالية و الاستقلال)) أو ((بين الفيدرالية و الكونفدرالية)) أو ((بين الفيدرالية و الدولة البسيطة الأندماجية)) فالتداخل و التشارك موجود بين كل هذه الثنائيات .....و سأعطيكم مثال على التداخل و التشارك بين الفيدرالية و الكونفدرالية في النظام الاتحادي الإماراتي ...إمارة دبي مثلا لها سياسة اقتصادية خاصة و لديها طموحات مالية و اقتصادية على مستوى عالمي يتجاوز القطر الإماراتي و هذه صفة كونفدرالية بشكل واضح ...كذلك كل إمارة لديها السيادة الكاملة على ثرواتها و هذا صفة كونفدرالية فاقعة اللون ...... كذلك مسألة وجود أسرة حاكمة في كل إمارة تحكم بالأسلوب العربي التقليدي و هذا صفة كونفدرالية أيضا و بالمقابل لدى الأمارات العربية المتحدة جيش واحد و هذه صفة فيدرالية أي أن النظام الاتحادي الإماراتي هو خليط من الأسلوبين الفيدرالي و الكونفدرالي و مفصل تفصيلاً خاصا لتلبية حاجات و متطلبات الشعب الإماراتي بمختلف تكويناته
و نحن في الجنوب لنا أحتياجاتنا الخاصة التي يجب أن تلبى من قبل أي نظام أتحادي و أهم هذه الاحتياجات على الأطلاق هو تأمين الجنوب أمنياً و عسكرياً و تشريعيا من غزوات جحافل ما يسمى "حاشد و بكيل" تأمين نهائي و أبدي و مطلق .. لذلك ستكون للمسائل الأمنية الأولية المطلقة و أكيد ستكون ذات مواصفات كونفدرالية في أي نظام اتحادي قادم قد تضطرتنا إليه ضرورات سياسية قاهرة...مع تحياتي


Loading...

Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions Inc.