قصة وفاء في حياة أسره عدنيه لاجئة الى حضرموت...!!
 

قصة وفاء في حياة أسره عدنيه لاجئة الى حضرموت...!!


بالامس استمعت الى قصة تنضح بمواقف أنسانية تجعل الدموع تسيل من عينيك فرحاً لوجود هذا الأخاء والتكافل بين الجنوبيين...ونموذجاً يحتذى به كعنوان للوفاء والشيم.
شاب من أبناء حضرموت عاش في عدن ولسبب ما حصلت مشكلة حول السكن الذي يعيش فيه فكان احد اصدقائه يسكن في عدن ويعرف أسرة من عدن فطلب منهم أسكانه عندهم ...سكن عندهم واحاطوه بالرعاية وعاش كواحد من افراد الأسرة ولقي كل معاملة طيبه ولم يشعر يوما بانه ليس من هذه الأسرة, اصبح يتنفس هواءهم ويعيش حياتهم بكل بساطتها , ويمارس حياته بلاتكلف كواحد منهم ,وبعد قرابة عام رحل الى حضرموت ومرت السنين وظل يحمل بين جنباته هذا الحب والإعتزاز بهذه الأسرة لحسن معاملتهم له وتفانيهم في خدمته ,وكان يأمل ان يأتي يوماً ليعيد لهذه الأسرة شيئاً من الوفاء لقاء صنيعها معه...
الى أن جاءت حرب العدوان اليمني الغاشم لعصابات الحوثي والمخلوع صالح في مارس 2015م واحتلت مدن الجنوب ومارست القتل بحق أهلها وشردتهم بل وظلت تتابع تشريدهم من مدينة الى أخرى في عدن وجعلت الامراض تفتك بهم من حمى الظنك واخواتها ..ولما ضاقت السبل بهذه الأسرة قررت الرحيل الى حضرموت حيث لايطالهم عدوان الغزاة وممارساتهم البشعة كما حصل لبقية المحافظات..
تذكرت هذه الأسرة ذلك الشاب من حضرموت فحاولت التواصل معه بعد وصولهم الى المكلا وفيما بعد تواصلوا معه من المدينة التي يسكنها ...
اتصل بأحد اقربائه وهو يكاد يطير من الفرح وقال له اليوم مدينتنا غير..!!!! ...قال له خير ان شاء الله ..ايش اللي خلاها بنظرك اليوم غير؟ ..فاجابه كالطفل الفرح ..:لقد استقبلت تلك الأسرة الكريمة من عدن التي اشعرتني بدفء المشاعر ذات يوم وانا كنت في امس الحاجة لها , ولم اكن اعتقد بان ظروف اخرى ستجمعني بهم ..انهم اليوم في مدينتنا ..في ... . ولهذا مدينتنا اليوم غير.
ذهب الشاب واستقبل هذه الأسرة وهو يكاد يطير من الفرح وهيأ لهم سكناً وجلب لهم الغذاء وملتزمات أخرى شخصية ..كان حريصاً عليهم يغمره الحب لهم مما دفعه لإفهامهم بعادات المدينة وتقاليد اهلها ,حريصاً عليهم كما يحرص على أسرته ويحبها...
جلب لهم مستلزمات السكن من كهربائيات والكترونيات ..كان يريد ان يغمرهم بكل معاني الحب وان يجلب لهم كل مافي الدنيا لو استطاع ..كان يتفانى لكي يدخل السرور الى نفوسهم بعد الرهبة والوحشية التي عاشوها في ظل هيمنة الغزاة كان يريد ان يدخل االبهجة الى قلوبهم ويشعرهم بالطمأنينة والفرح كما ادخلوا هم هذه المشاعر ذات يوم الى قلبه واسعدوه ..
قال لقريبه كلما ذهبت الى صاحب الكترونيات او مهندس اومحل آلات كهربائية وشرح لهم بانه يريد جلبها لاخوته القادمين من عدن ..رآهم يرفضون اخذ ثمنها ويتطوعون بها لوجه الله وعندما جلب الكهربائي لتفقد كهرباء المنزل واصلاح ماتلف يساله هل هم من القادمين من عدن ويرفض ان يستلم أجراً لقاء عمله.
ان هذه المسحات الإنسانية االرائعة وصورة التكافل الجميل من أبناء حضرموت وحفظهم للوفاء وتذكرهم للمعروف ..هي صفات ليست غريبة على من احتضنوا الإسلام وحملوا مشاعله الى أقاصي الدنيا .ليست غريبه على من حولوا مايقارب من نصف مليار مسلم في اسيا وافريقيا والصين الى ديانة الإسلام ليس بالقوة ولا بالمال ..وانما بالسيرة الحسنة والمعاملة الطيبة وممارسات الخلق الجميل وصفات النبل والصدق والوفاء..ان هذا الشاب هو حفيد لذلك الرعيل الحضرمي الاول الذي حبب الى قلوب البشر الاسلام فدخلوه برضاء وقناعة المؤمنين لا الخائفين..
هذه هي رسالة حضرموت لكل الجنوبيين بان هذا معدنها ويستحيل على من حمل مشاعل العلم والنور والخير الى اقاصي الارض ان يبخل بها على ذوي القربى من أهل الجنوب .
فطوبى لحضرموت الناس وطوبى لهذا الشاب..وكثر الله من أمثاله, فهذه هي النماذج الأنسانية التي يُحتذى بها وتحفر بسلوكها وخلقها حبها في النفوس.