السلام عليكم ورحمة الله
الأستاذ العزيز معلاوي
أشكرك أستاذنا الكريم على طرح هذا الموضوع والذي يشغل بال الكثيرين لما يعنيه من حيث مصداقية الخطابات والبيانات ومدى صحتها وصحة مصادرها وتنوعها ومدى خدمتها لقضيتنا أو كونها عامل زعزعة وتشتيت؟.
أستاذنا الكريم سمعنا ونسمع كل يوم هذه البيانات ولا نشكك في نزاهة أصحابها إن صحت مصادرها، فكل جنوبي اليوم يقف مع شعب الجنوب في خندق النضال والثورة ولكن يجب علينا جميعا أن نتحلى بروح المسؤولية وأعني بالمسؤولية ابتداء القادة الذين شكلوا المجاميع ونشروا البيانات وكلهم رغبة صادقة في ايصال كلمة الحق إلى شعبنا الجنوبي ونشر كل ما يصب في خدمة قضيتنا. وأعني بها كذلك كل من يقوم بنقلها وتلقيها وقرائتها. فلا نجعل منها سببا لشق الصفوف وزرع الضغائن بين أبناء الوطن الواحد، ولا نكذب كذلك هذا ونخون ذاك لأي سبب كان فالوقت الآن ليس وقت التخوين والتشرذم في جماعات متعددة، ولا بأس في التعدد إذا كان ينضوي تحت القيادة الموحدة للجنوب.
وأنا أخشى ما أخشاه إن طال بنا الأمد في هذا الخلاف أنا يصل الأمر بالبعض إلى تشكيل جماعات مسلحة خاصة بعيدا عن توجهنا السلمي فتنسف بذلك الأسس والمباديء التي قامت عليها ثورتنا، فتعطي النظام الفرصة لدك أركان الثورة واحدا تلو الآخر، فنصبح أمام الرأي العام المحلي والعالمي شرذمة قليلون كما يدعون. أو يرسخوا في أذهان الناس فكرة الصراع الجنوبي الجنوبي فالعدو قد يفعل معنا ما قامت به إسرائيل من زرع الفتنة بين الفصائل الفسلطينية فينهي بعضنا بعضا ولا أعني هنا بالصراع القتال فقط وهو أمر مستبعد عندنا نحن الجنوبيين وبالذات في هذه الفترة.
ولكن الصراع التنظيمي أيضا أخطر بكثير لأننا نعتمد بشكل كبير على الدعم الجماهيري، والجماهير في نهاية المطاف إن رأت منا فرقة وتشتت سوف تنصرف لا محالة عن الواجب الوطني في دعم النضال وتستجيب إلى دعوات النظام في ترك الحراك والبقاء في صفوف الدولة لنعود بعدها إلى نقطة الصفر، ولكن ذلك سوف يعني عندها نسف مشروع الاستقلال من جذوره وبعدها والله لن تقوم لنا قائمة وسنبقى مستعبدين إلى أن يشاء الله ويحكم في أمرنا.
أستاذنا العزيز أنا أتمنى من الاخوة جميعا أن لا يستعجلوا الأمور وأن ينتظروا قيام مؤتمر وطني يجمع جميع أطياف النضال الجنوبي تحت ميثاق شرف واحد، فنحن لا نزال في البداية، ولا نزال في طور توحيد ورص الصفوف فإرث الماضي والله ثقيل جدا ولكن ثقتنا بقادتنا وبشعبنا تجعلنا نتطلع إلى مستوى أفضل من الناحية التنظيمية ولندع الأمور الآن بيد القادة في الداخل والخارج.
وأنا من هنا أناشدهم باسمي وباسم كل جنوبي أن يغلبوا مصلحة الوطن وأن يضعوا هدف الاستقلال نصب أعينهم وأن يرموا بالفتنة بعيدا لأننا وكما قال البعض مازلنا مشردين وبلا وطن فعلى ماذا نختلف وعلي أي شيء نتصارع فيما بيننا ووطننا مسلوب وشعبنا يرزح تحت نير المحتل.
فالوفاء الوفاء للوطن ولدماء الشهداء وللأسرى.
وتقبلوا مني أستاذي الكريم تحية أخلاص ووفاء لجنوبنا المحتل........