منتديات الضالع بوابة الجنوب - تغطيه إخباريه للأحداث في الجنوب العربي ليوم الثلاثاء الموافق 6/5/2002

رئيس حركة النهضة السلفية: الوضع في الجنوب اليوم هو (احتلال )

عدن الغد: حركة النهضة السلفية الجنوبية لها آراؤها الفقهية والسياسية في كل ما يدور على الساحة وخصوصا كل مايتعلق بالقضية الجنوبية , أردنا أن نجعل القارئ يكون تصور كلي عن هذه الحركة فقصدنا رئيس ومؤسس الحركة الشيخ عبد الرب السلامي فعرفنا من خلاله متى أشهرت وهل تقتصر فروعها على محافظات الجنوب وكيف تمول وماهي النقاط الثلاث التي رفضت بسببها الانضمام لحزب الرشاد اليمني وماذا ترى في علماء وبيانهم الأخير وكيف تنظر إلى مايجري بابين ودعاوي تحكيم الشريعة وهل لها اعتراض على مكون جنوبي ما , وما موقفها من دعوات الحوار الوطني وأخيرا ماذا تعني لها الدولة المدنية وهل لها اعتراض على إقامتها في حالة نال الجنوب مراده. وغيرها فإلى التفاصيل

حاوره : حسين الحنشي لـ (صحيفة عدن الغد الورقية)

م- بداية نشكركم يا شيخ على استقبالنا وإتاحة الفرصة لنا لنطلع القارئ على حركة النهضة مباشرة من رئيسها.
ـ ياهلا وأشكركم بدوري وعلى الرحب والسعة
1- أولا نود ان نعرف ويعرف القارئ من هي حركة النهضة ومتى تم إشهارها?
حركة النهضة هي حركة سياسية ذات مرجعية إسلامية تعمل من اجل تحقيق مطالب الجماهير السياسية والاجتماعية العادلة وتسعى لتحقيق مطالبهم المشروعة نحو الحرية والعدالة الاجتماعية
تم إشهارها في عدن في تاريخ 4 مارس 2011 كأول حركة سياسية ذات مرجعية إسلامية في الجنوب وتعتبر الحركة نفسها أنها تمتد إلى ابعد من هذا التاريخ فهي ثمرت لجهود دعاة ومصلحين احتسابية خلال العقدين الماضيين.
2- ماذا عن الهيكل التنظيمي للحركة? وهل لها فروع في المحافظات?
ـ للحركة مجلس شورى وقيادة وفروع في المحافظات الجنوبية في عدن ولحج والضالع وأبين وحضرموت وسيتم قريبا افتتاح فروع في شبوة والمهرة وسقطرى
3- نعرف ان لكل نشاط سياسي منظم مصروفات ليست بالهينة هل لكم ان تعطونا فكرة عن مصادر تمويلكم التي تصرفون منها على أنشطتكم?
ـ مصادر التمويل للحركة ذاتية من داعمين من أعضاء الحركة وأنصارها عن طريق التبرعات الغير مشروطة من إخواننا المغتربين والمقيمين الجنوبيين ويوجد للحركة نظام مالي خاص بها وغير مرتبط بأي جماعة او حزب في الداخل او الخارج
4- ما رأيكم في الحياة الحزبية? وهل سنرى حركة النهضة تتحول إلى حزب في المستقبل او ينبثق عنها حزب مثلا?
ـ تنظر الحركة إلى نفسها على أنها مشروع حزب سياسي بالدرجة الأولى ولكن ترخيص هذا الحزب بشكل رسمي لا تسعى الحركة إليه الآن طالما لا تزال القضية الجنوبية لم تحل حلا نهائيا وعادلا.

5- لماذا رفضتم الانضمام إلى حزب الرشاد رغم انه يستند إلى نفس المرجعية( السلفية)?
ـ نحن نتفق مع جميع الأحزاب والحركات ذات المرجعية الإسلامية في العالم الإسلامي من الناحية الفكرية ولكن العمل السياسي يقوم على أصول وقواعد وأهداف سياسية وأنشطة محددة وعندما وجهت لنا الدعوة من اللجنة التحضيرية لحزب الرشاد دخلنا في حوار حول المبادئ والأهداف السياسية وكان الخلاف على ثلاث نقاط رئيسية:
الأولى : الموقف من القضية الجنوبية حيث وجدنا الإخوة في حزب الرشاد لا يملكون رؤية واضحة بشان القضية الجنوبية وإنما يكررون كلاما أشبه بطرح النظام الحاكم في صنعاء ولم نرى في ذلك إي جديد , والحركة موقفها ثابت من هذه القضية أنها لايمكن ان تشترك مع إي حزب لايؤمن بحق شعب الجنوب في تقرير مصيره.
الثانية: الموقف من الثورة الشبابية التي قامت في اليمن حيث ترى الحركة ان الثورة الشبابية السلمية قد تم الالتفاف عليها من مراكز القوى التقليدية في الشمال , ولم نجد جديدا لدى الإخوة في حزب الرشاد تجاه هذه القضية
الثالثة: أسلوب إدارة الحزب حيث وجدناه أسلوبا مشيخيا لا يتمثل فيه أدنى أساليب الإدارة التنظيمية الحديثة , وحركة النهضة تنشد العمل السياسي المهني المحترف.

6- هل ترون أن الأشكال التنظيمية المؤطرة للعلماء كهيئة علماء اليمن وجمعية علماء اليمن تعبر عن علماء الدين في البلد ككل?
ـ ما يوسف له أن تصبح الهيئات الشرعية مرتبطة بتوجهات سياسية او مرتبطة بمصالح الدول القطرية (الوطنية) , فالأصل في الهيئات العلمية الشرعية ان تكون هيئات عامة للأمة الإسلامية وان يكون علماء الشريعة هم علماء ملة وعلماء امة وليسوا علما قطر من الأقطار او تيار سياسي مثل ما هو حاصل اليوم في اليمن , فالعلماء في صنعاء منقسمون بحسب الانقسام السياسي الحاصل هناك , فهناك جمعية علماء اليمن التابعة للمؤتمر الشعبي العام وحلفاءه وهناك هيئة علماء اليمن التابعة للتجمع اليمني للإصلاح , أو ما يمكن أن نقول عنه بصورة أخرى: الأولى تابعة للنظام السابق والثانية تابعة للنظام الجديد! , وهذه مشكلة ولدت ظهور هيئة شرعية ثالثة رافضة لهذا الوضع باعتبار ان الطرفين لهما موقف سلبي من قضية الجنوب , ومن هنا تم إشهار الهيئة الشرعية الجنوبية واتحاد علماء المحافظات الجنوبية , فانا برأيي الشخصي أن الواجب على قادة الصحوة الإسلامية ان يتداركوا هذا الوضع الخطير وان يدعوا إلى تشكيل هيئة شرعية عالمية محايدة متجردة من الانتماء القطري او السياسي.

7- ما موقفكم من مخرجات اجتماع العلماء الأخير مع هادي?
ـ بيان هيئة علماء اليمن الموجة للرئيس هادي يعكس نفس الإشكالية التي أشرت إليها سابقا , فهو بيان يعبر عن اتجاه سياسي محدد موقفه سلفا من القضية الجنوبية ومعروف للجميع , وما يلاحظ على البيان نقطتين رئيسيتين:
الأولى تجاهله لنزيف الدم الذي تشهده الساحات الجنوبية اليوم واقتصاره على المطالبة بإيقاف نزيف الدم في صعدة وحجة وصنعاء وعمران.
الثانية تنزيل الوحدة اليمنية منزلة الوحدة الإسلامية التي تعتبر فريضة شرعية , مع أنها في واقع الأمر وحدة سياسية تحققت بين نظامين سياسيين كانا يحكمان البلدين وليس للشعب إي إرادة او خيار فيها , ثم حصل انقلاب على هذه الوحدة من احد الطرفين فتحولت إلى ضم وإلحاق واحتلال للأرض ونهب للثروة وظلم للإنسان , فيصبح الحديث عن فرضيتها الشرعية اليوم هو تكريس لهذا الظلم الواقع على الشعب بأسرة , والخطير في هذا البيان( الفتوى) أنها ترفض حتى مجرد الفيدرالية التي تعتبر شكلا من أشكال التنظيم الإداري للدولة , ومن هذا المنطلق فإننا نناشد إخواننا العلماء الموقعين على هذا البيان إلى مراجعة فتواهم هذه والتفريق بين الثابت الشرعي والمتغير السياسي وان لايقحموا المتغيرات السياسية في إطار الثوابت الشرعية فإنه لا إنكار في مساءل الاجتهاد.

8- ما رأيكم في الدعوات إلى تحكيم الشريعة الإسلامية ولو بالقوة?
ـ قضية تحكيم الشريعة الإسلامية هي من أساسيات ديننا الإسلامي ولاشك , ولا يستطيع مسلم إنكار ذلك , لكن مفهوم الشريعة الإسلامية أوسع بكثير من مجرد تطبيق قانون العقوبات الجنائية (الحدود) الشرعية , فالشريعة الإسلامية هي إقامة نظام حكم شامل لكافة جوانب الحياة الاجتماعية والاقتصادية والتنموية او بمعنى أخر هي إقامة الحياة وبناء الحضارة الإنسانية على أسس إسلامية , وهي بهذا المفهوم يتطلب إقامتها اليوم إلى إعداد الأمة إعدادا شاملا علميا وماديا وإيمانيا.

9- كيف تنظرون إلى ما يجري في أبين وبماذا تفسرونه?
ـ ما يحصل في أبين هو وضع تداخل فيه ثلاثة أمور: الأمر الأول: اجتهاد خاطئ لتيار إسلامي معروف في الساحة الإسلامية , وهو ما يعرف بالتيار الجهادي , والأمر الثاني: المكايدة السياسية بين أركان نظام الحكم في صنعاء , إضافة إلى الأمر الثالث وهو ما يمكن أن نسميه توظيف هذا الوضع لخنق القضية الجنوبية وهذا يشترك فيه كافة مراكز القوى في صنعاء سواء الحاكمة او المعارضة.

10- هناك مؤتمرات للحوار مؤتمر جنوبي جنوبي ومؤتمر الحوار الوطني ما توجهاتكم تجاه ذلك وهل ستشاركون في الحالتين?

ـ حركة النهضة موقفها بات معروفا بشكل جلي لكافة الأطراف السياسية الجنوبية بأنها مع الاصطفاف الجنوبي الواسع وضد التكتلات الضيقة التي ترى الحركة أنها تضر بالقضية الجنوبية أكثر مما تخدمها , فالجنوب اليوم أمام استحقاقات تاريخية تتطلب اصطفافا جنوبيا واسعا وهذا الاصطفاف لايأتي إلا من خلال حوار جنوبي جنوبي يسفر عنه رؤية توافقية تجمع بين المسار الثوري والمسار السياسي , بحيث يظل الخطاب الثوري خطابا مرتفعا مهما كانت الظروف , على أن يتميز الخطاب السياسي بالمرونة القادرة على التعاطي مع تعقيدات الموقف الإقليمي والدولي.
ويسفر كذالك عن التوافق على حامل وطني توافقي يتمثل فيه التعدد والتنوع الجنوبي , وليكن من خلال مجلس وطني ذو قاعدة عريضة , هذا كطموح نأمله أو على الأقل كمجلس تنسيق مؤقت يظهر الجنوبيين كصف واحد أمام إي تفاوض او حوار مع الأطراف الدولية والإقليمية.
أما بالنسبة للحوار الوطني فهو يخص الأطراف التي وقعت على المبادرة الخليجية او التي عنتها المبادرة الخليجية , أما الجنوبيون فهم يرون ان المبادرة قد تجاهلت قضيتهم ولم تشر إليها إلا إشارة عابرة لا ترتقي إلى مستوى الطرف الند الشريك , وعلية فحركة النهضة موقفها من الحوار الوطني أنها مع الحوار إذا كان قائما بين طرفين شمالي وجنوبي وبرعاية دولية وقائما على أساس الندية , نحن مع ما يسفر عن هذا الحوار إذا قام على هذا الأساس , ولكن ستظل نتائج الحوار منقوصة إذا لم تتوج بإرادة واختيار شعب الجنوب

11- هناك بعض الأطراف تسعى للانفراد بالقرار الجنوبي وتسعى للمشاركة في مؤتمر الحوار الوطني مارايكم?
ـ رأي حركة النهضة واضح في هذه المسألة , وقدمناه في ورقة لمؤتمر القاهرة وطرحناه كذلك في أكثر من ندوة وحوار , خلاصته أن هذه اللحظة التاريخية تتطلب منا اخذ الدروس والعبر من الماضي وان لانكرر ماحصل عام 1967 حينما تفرد فصيل سياسي واحد بمصير ومستقبل شعب الجنوب وماجر ذلك من ويلات وسلبيات لايزال يعاني منها الجنوب إلى اليوم , لهذا فإننا نناشد كافة الأطراف الجنوبية إلى نبذ ثقافة الافتأت والتحدث باسم شعب الجنوب , فليس لأحد أن ينصب نفسه ممثلا وحيدا عن الشعب الجنوبي.

12- ما رأيكم في التقارب الحاصل بين بعض مكونات الحراك وإيران?
ـ نحن أصحاب قضية ، والقوى السياسية يجب ان تجعل نفسها في مقام الطليعة لهذا الشعب المالك الشرعي لهذه القضية وان تكون معبرة عن طموحاته وتطلعاته الحاضرة والمستقبلية , ومن هنا فان توجه بعض الأطراف نحو إيران تحت مبرر فك طوق الحصار عن القضية الجنوبية هو خطأ سياسي استراتيجي , فنحن شعب الجنوب جزء لا يتجزأ من شعب الجزيرة العربية , فشعوب الجزيرة العربية هي عمقنا الاستراتيجي وبالتالي فان إخضاع القضية الجنوبية لحالة الاستقطاب الإقليمي وصراع القوى هو أشبه بالحالة السابقة عندما جعل الجنوب في وضع الاستقطاب الدولي بين المعسكرين الشرقي والغربي إبان الحرب الباردة.
ولهذا ندعو القيادات السياسية والحراكية إلى أن تكون في مستوى المسؤولية في تقدير مصلحة القضية الجنوبية ومصلحة الشعب الجنوبي الحاضرة والمستقبلية.

13- كل مكونات الحراك الجنوبي تسعى لإقامة الدولة المدنية انتم ماموقفكم كحركة ذات بعد سلفي?
ـ من مبادئ الحركة المنصوص عليها في أدبياتها هو: "ان الحركة تؤمن بالدولة المدنية بمفهومها الإسلامي الراشدي القائم على مبدأ سيادة الشريعة ومبدأ امتلاك الشعب للسلطة وترفض الحركة الدولة الدينية (الثيوقراطية) بمفهومها الكنسي الذي يعطي الحق لرجال الدين وحدهم في امتلاك سلطات الدولة وممارسة الحكم باسم الحق الإلهي , وكذلك الدولة المدنية بالمفهوم (اللا ديني) الذي يقوم على مبدأ الفصل بين الدين والدولة او الدين والحياة وترى الحركة ان الدولة المدنية هي مقابل للدولة العسكرية او العشائرية المتخلفة.

ـ جزيل الشكر يا شيخ على ما قدمته من إجابات شافية ونشكر حسن ضيافتكم.
ـ اشكر بدوري صحيفة عدن الغد على إتاحة هذه الفرصة في الحديث إلى الجمهور من خلالها مع تمنياتنا لكم بالتوفيق والنجاح في مهامكم الإعلامية وفي رسالتكم الوطنية وأشكرك أنت شخصيا.