والله يا ذيب دعني أقول لك بكل صراحة ، الظرف الذي نمر به حساس للغاية ، وها أنت ترى منتدياتنا كلها تتناول أخبار الجنوب بما يعكر الصفو ( قتل وجرح واعتقال وتهديد ووعيد ) ومقدمون على مستقبل مجهول لا ندري ماذا يخبئ لنا القدر ، شبابنا في الداخل يحملون أرواحهم على أكفهم ، ويواجهون عنجهية المحتل ببسالة نادرة ، لا يهابون رصاص جنود الإحتلال وتصرفاته التي ربما شاهدت بعضاً منها على قناة عدن لايف ، الضغوط النفسية بلغت مداها ، حتى عدنا لا نحتمل أن نسمع أن فلاناً خان قضيتنا ، أو أن هناك من يساوم على دم شهدائنا ، ماذا نقول لأدمع الثكالى واليتّم ؟ ماذا نقول لضمائرنا ؟ أين نذهب من هذا الصراخ في داخلنا الذي يحفزنا على الثأر ، ونحن نكبح الجماح ففي التأني السلامة ، ولكني لا ألوم أي قلم يخرج عن طوره فما عادت النفس تحتمل ، قال لي أحدهم : أفضل الموت برصاصة مرتزق ولا أموت جوعاً بعد أن أوقفوا معاشه .. أخي لا تكن نصيراً ولو بالكلمة لأولئك الحثالات ، وسترى كيف نضعك فوق رؤوسنا ، أنت قلم له باع في ساحة الثقافة التي تجمعنا ، ويقيني بأنك لن ترتضي القهر ولا من يحابيه ، وأخي ( العرب العاربة ) مكانته في النفس كبيرة ، وأراه خرج عن طوره ربما لأنه يتعشم في ( ذيب الخلا ) أن يكون اسم على مسمى ، فالجنوب يحتاجك يا ذيب ، وكل أخوتك يودون سماع صوت الحق من حناجر الأوفياء ، دعك من هراء الإعلام اليمني فهو فاقد لكل شيء ، ولن يعطينا شيئاً ، إنها دعايات رخيصة تلك التي تسوق لمصلحة النظام وبلاطجته ، وتدعونا إلى إنعاشه بماء الحياة الذي انتزعوه من عروقنا ، نحن يا أخي الكريم بأمس الحاجة إلى كسب أقلام في مثل هامة ( ذيب الخلا ) فكن معنا لا علينا ,

تحياتي
طائر الاشجان

البعض يفهم المجلس الإنتقالي على أنه حلبة يمكن للفريق الأكثر فيها أن يتغلب على نظيره ، ويملي عليه سياسته وفق المصالح التي يراها لمجرد أنه الأرجح كفةً من حيث العددية ، ولهذا يتحدثون عن النسبة الممثلة للجنوبيين 50% وأنا أتساءل : هل لو أعطي الجنوبيون نسبة 100% وصار المجلس جنوبياً خالصاً هل يستطيع هذا المجلس تنفيذ قرار واحد مما يلي :

1) نزع السلاح من الأفراد وحمله من قبل أقراد القوات المسلحة والأمن العام باعتبارهما المؤسستان المخولتان بحماية المواطن واستتباب الأمن .
2) تحريم الرشوة ، وتجريم الراشي والمرتشي بعقوبة السجن والغرامة .
3) منع زراعة وتعاطي القات باعتباره يعيق نمو الإنسان اليمني على الصعيد الصحي والإجتماعي والإقتصادي ، واقتلاع ما هو مزروع منه في مواطن زراعته .

ليس أكثر من ثلاثة قرارت فقط لا غير ..

فإذا لم يستطع ولن يستطيع هذا المجلس تنفيذ قرار واحد مما ذكر أعلاه حينها فليتذكروا أنه لا النسبية ولا التناسب يمكن أن تكون حلاً لقضية الجنوب ، وليتذكروا أيضاً أن السيد / علي سالم البيض في مذهب أولئك القوم قد مُنح من الصلاحيات ما يتمتع به اليوم عبدربه منصور هادي ، ولكنهم عملوا على تهميش دوره على طريقة كيد الزيود ، فماذا فعل بتلك الصلاحيات ، ومن ذا الذي يجرؤ على القول بأنه كان يمارس صلاحياته بعيداً عن التدخل المباشر من عيون الرئيس الرقيبة في كل زاوية ، وأياديه الممتدة إلى كل مخبأ .
لم يعد من السهل اليوم على أحد أن يضحك على أحد ، فبعد 22 عام من تجربتنا مع الجماعة يأتي الناخبي ليطمئننا بقوله : " أنا على ثقة من أن الشباب لن يظلمون أحداً " وكأنه يتحدث عن قطع غيار سيارات ياباني دفعة جديدة بها مواصفات تمنحك الثقة بكونها تختلف عن التوليفة السابقة ، وينسى أن هؤلاء الشباب هم أبناء أولئك اللئام ، وأنه " خلّف الملعون إبناً كان ألعن من أبيه " وأنهم أكثر تمسكاً بالوحدة من آبائهم ، ولا يعترفون لك بمجرد أنك كنت دولة مستقلة ذات سيادة ، بل فرعاً أعيد إلى الأصل ، ويصرّحون لك من الآن بأن الوحدة خط أحمر شفاة ، ومقدسة قداسة بقرة الهندوس ، فماذا تقول لهم ! .
الناخبي يرى أنه من حق الجنوبيين المناصفة في المجلس الإنتقالي ، ومن حقهم الترشح في الهيئات التنفيذية الثورية ، والإنتخابات والناخبون والناخبي ، يتحدث الرجل عن الطموحات التي تساوره ، ويستحيل أن يفكر بعقلية الشعب الجنوبي ، لأنه بكل بساطة يحلم في الإرتقاء على حساب قضية أبناء الجنوب ، ولا توجد نقاط التقاء بين أيديولوجية الحراك المتمحور حول فك الإرتباط واستقلال الجنوب ، وبين توجهات الناخبي الرامية إلى تغيير النظام ، أو بالأصح تحميره بعد أن ظل سنحانياً طيلة ثلاثة عقودٍ ونيّف ، وبالتالي حجز مقعد في المقصورة الأولى لحسابه الخاص .
قولوا لهذا الناخبي كفى لعباً بالنار ، والسياسة هي أن تنظر في مصلحة إبنك قبل مصلحة ابن الجيران ، وكفاك التحدث باسم أبناء الجنوب بعد أن لفظك المجلس الأعلى للحراك السلمي ، وأنت ما زلت تبيع الماء في حارة السقايين .. لله في خلقهِ شؤون .

تحياتي
طائر الاشجان