منتديات الضالع بوابة الجنوب - واحسرتاه على ابناء وطني

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بندر جديد (المشاركة 434800)

اياد الدابي .. جريح الحراك يعكس حقيقة حراكنا الجريح ( بقلم : لطفي شطارة )
التاريخ: السبت 11 سبتمبر 2010
الموضوع: كتابات حرة

بونا - الهند ـ لندن " عدن برس " خاص : 11 – 9 – 2010
شاءت الاقدار أن أكون في الهند بزيارة خاصة ، بل أن الصدفة ساقتني الى مدينة بونا التي يصلها أبناء الجنوب اما كجرحى او مرضى او طلاب لتلقي العلم في جامعاتها لمن حالفه الحظ في الحصول على منحة من هذا النظام الذي يمارس سياسة تجهيل ممنهجة في الجنوب ، حيث تعد بونا من بين أفضل المدن الهندية تطبيبا وتعليما ، واصبحت مركزا ايضا لجرحى الحراك الجنوبي الذين يصلونها لتلقي العلاج من اعتداءات تعرضوا من بلاطجة عسكر رئيس النظام اليمني .
( كلام الصور / ناشر " عدن برس " بجانب الجريح اياد والصورة الاخرى للجريح أثناء عملية التضميد)
في بونا لا تسمع من الجنوبيين الطلاب الا الشكاوى من انقطاع مخصصاتهم من قبل الملحقية الثقافية في السفارة اليمنية التي تتلذذ بتعذيبهم عبر تأخير صرف مستحقاتهم المالية ، او رفضها التعاون في المتابعة والاتصال بالجهات المعنية بالداخل ليتمكن الطلاب من الحصول على حقوقهم المالية دون تمييز وبعيدا عن المدينة او المحافظة او القرية التي جاؤوا منها لتلقي العلم .. كما أن قصص الجرحى وطريقة مساعدتهم ماليا لتلقي العلاج تعكس حالة الفوضى التي يعاني منها الحراك الجنوبي بسبب سوء ادارته اما بعشوائية او بطريقة فردية ، بعيدا عن العمل المؤسسي الذي يضع المسؤولية كاملة على كل دائرة من من دوائرة المختصة .. لقد سمعت قصصا يشيب لها الرأس من كيفية اهدار اموال المتبرعين من ابناء الجنوب في الخارج .. منهم من يرى أن علاج الجريح اصبح نوع من السمسرة واستحلاب المتبرعين سواء من المريض او مرافقه ، ومنهم من يقول أن بعض الجرحى يحصلون على اموال تفوق حاجتهم للعلاج لكون المتبرعين لهم يهرعون للمساعدة لان الجريح ينتمي الى محافظتهم او قريتهم او مديريتهم ، ومنهم من يعتقد ان جرحى بعض المحافظات يحصلون على كرم أكبر من جرحى المحافظات الاخرى .. وهناك من يقول أن بعض الجرحى استفاد من كرم ابناء محافظته المهاجرين ليعود بعد أنتهاء علاجه باموال فائضة وكأنه قد اصبح مهاجرا ، وبعد أن يعيد اصلاح اسنانه وصبغ شعره ، ناهيك عن الحقائب المحملة بالهداية وكانه كان مغتربا .
حكى لي عدد خيرة شباب الجنوب من عمل لسنوات في هذا المجال الخيري في مرافقة المرضى والترجمة لهم في المستشفيات ، وكانوا قريبين جدا من الجرحى ومرافقيهم ، بل أن بعضهم كان شاهدا على ممارسات تسيء للحراك وجرحاه سواء من بعض الجرحى انفسهم او من مرافقيهم ، لان العملية برمتها في التبرعات في هذا الجانب تتم بصورة عشوائية وبطريقة مفتوحة لكل انواع الابتزاز ، بل أن في بعض حالات التبرع ومساعدة الجرحى تبرز المناطقية بأقبح اوجهها .
شعرت بإحباط وانا استمع لقصص مثل هذه ، وتألمت كثيرا على الجرحى الذين لا يحظون بالمساعدة الكافية لاستكمال علاجهم او اولئك الذين بالداخل ولا يحصلون على فرص السفر للعلاج بالخارج ، وشعرت بالاسى على أموال المتبرعين الذين يستقطعون من عائدات شقاهم وعرق جبينهم وقوت اولادهم واسرهم ليقوموا بواجبهم الوطني تجاه اخوانهم الجرحى ، بعضها تصل الى اياد امينة ويستفيذ منها الجريح وبعضها تذهب مع الريح ، وتألمت ان يكون بعض المتبرعين لا ينفقون الا لابناء مناطقهم .
قصص الجرحى كثيرة ، ولكن الاكثر ايلاما كما قال لي الشاب ناصر عبده حسين وهو نجل الاستاذ عبده حسين احمد صاحب اشهر عمود في الصحافة العدنية " كركر جمل " على صحيفة " الايام " العدنية ، هي قصة الجريح اياد الدابي اذا كنت تريد أن ترى المعاناة الحقيقية لجريح مرمي في شقة .. أتفقت أن نذهب سويا أنا وناصر ( طيارة ) كما يلقبونه هناك لسرعة تحركاته وعلاقاته الواسعة مع كثير من الاخصائيين والاطباء في كثير من المستشفيات ، اتفقنا لزيارته في اليوم التالي ، وصلنا الى منطقة ( كندوا ) وهي مدينة حديثة في ضواحي ( بونا ) ، يسكنها غالبية الطلاب اليمنيين .. قبل الدخول الى الشقة التي فيها الجريح اياد والجريح ماجد الذي استكمل علاجه بعد بتر يده ، كما انه فقد إحدى عينيه ويعيش على أمل ايجاد علاج للعين الاخرى .. أبلغني ناصر بأنه علي أن أتحمل الروائح التي في البيت بسبب وجود اياد فيها بوضعه الصحي هذا ، استغربت من تحذيره وقلت في قرارة نفسي الى هذه الدرجة وصلت الحالة للمريض ، ولكن ما ان دلفت باب الشقة التي يقال أنها كانت للطالب زياد العبد الذي تركها ومحتوياتها لجرحى الحراك ، حتى انبعثت روائح غير طبيعية ، وما ان دخلت الغرفة التي فيها اياد حتى شعرت وكأنه سيغمى علي من قوة الروائح المنبعثة من جسدة رغم أنه مغطى بعد تضميد حروقه .. وجدته رغم حروقه وجسده الملتهب ، يلتهب حيوية وأكثر اصرارا على مقاومة الوضع الذي وجد نفسه به .. الابتسامة لا تفارق شفتيه ولا العزيمة على التخلص من وضعه الصحي هذا ليعود الى فعاليات الحراك التي افتقدها كما يقول .. تمالكت نفسي وصبرت على قوة الروائح المنبعثة ، وكم تمنيت من الله أن تمتد يد الخير وتخرجه من وضعه المآساوي هذا ويقوم هذا الفتى متعافيا .. حبست دموعي وأنا ارى شابا وكأنه في موت سريري وبطيء .. ساعده فاعلي الخير من ابناء الجنوب ، ولكن من لا يعرف مستشفيات الهند سيعتقد أن الاموال المرسلة قد نهبت بالكامل .. في الهند تتعامل مستشفياتها مع الجريح او المريض بنظرة المقتدر الذي وصل هذه البلاد للعلاج فيها ، ولهذا تجد أسعار علاج الاجنبي أضعاف ما يدفعه المواطن العادي حتى ولو كان يحمل بوليصة تأمين صحي مدفوعة الثمن .. في الهند الابرة للاجنبي ضعفي قيمتها للهندي .. في المستشفيات تتعامل بالدفع المستمر لاي مريض يدخل اي مستشفى ، ولدى ورغم أن هناك بعض الهمسات حول اموال ارسلت لعلاج اياد منذ وصوله نهاية العام الماضي ، الا أن مرافقه وابن عمه واسمه اياد ايضا يؤكد أثناء حديثي معه ، ان التبرعات كانت تصل بشكل متقطع والعلاج بحاجة الى دفع مستمر، كما يؤكد أن غالبية التبرعات كانت تأتي من الضالع أكثر مما كانت تصل من المغتربين في الخارج .. ويقول أياد أن الاستاذ علي سالم البيض أتصل بهم حين وصلوا قبل ستة اشهر وتبرع وقتها باربعة الف دولار أرسلت عبر الدكتور صالح محسن الحاج وبعدها توقفت كل الاتصالات وأنقطعت اي مساعدة منذ ذلك التاريخ وصرنا مثل الضائعين .. يقول أياد المرافق أن رجل أعمال حضرمي يقيم باحدى دول الخليج جزاه الله خيرا لا يعرفه شخصيا ولا حتى اسمه أتصل به ودفع الفي دولار لاخراج اياد الجريح من مستشفى (جيهنجير) بعد أن تراكمت الديون على الجريح ورفضت المستشفى اخراجه الى البيت قبل ان يدفع المبلغ ، ويشيد اياد بتدخل الاستاذ جمال عبادي الذي قال انه لعب دورا في ايجاد فاعل الخير المواطن الحضرمي ليسدد الديون وبها يخرج اياد من وضعه المالي الخانق الى وضعه الصحي المتدهور .
هكذا يواجه الجريح اياد الحياة بين ضيق الحال وبين تحلل جسده فوق السرير .. فهو لا يستطيع ان ينام بفعل الحروق ، كما ان ساقيه لا يستطيع تمديدهما لينام بشكل طبيعي لان ضعف العلاج وسوء التضميد وقلة الخبرة في المستفشيات التي نقل اليها بعد وقوع الحادث ادت الى تصلب الركبتين وبقاء ساقيه بهذه الوضعية التي ترونها بالصورة .
تخيل عزيزي القارىء أنك بهذه الوضعية لاكثر من عام .. لا تتلقى علاجا كافيا بفعل ضيق الحال ونقص العناية والتطبيب لمثل هذه الحالات في بلادنا .. تخيل أنك تنام لاكثر من عام بهذه الوضعية التي يظهر بها الجريح اياد .. تخيل أنك لا تأكل وتشرب وتتألم فقط وأنت بهذه الوضعية ، بل أن روائح تنبعث من الجسم المحروق لاكثر من عام .. من سينام معه بغرفة واحدة وجسمه يخرج سوائل تحدث هذه الروائح الكريهة .. من سيقوم بالعناية والاهتمام بشاب لم يتجاوز 22 عاما من العمر وهو طريح الفراش وجسمه ينفث سوائل ويبعث روائح منفرة .
تألمت على وضع اياد وقلت لاخي ناصر هل معقول لا يمكن أن يتم معالجته وفي الهند التي يعرف عنها بمهارة اطباءها وحداثة تقنيات مستشفياتها ، قال بلى ولكن الامور هنا تحسب بالمال ومع هذا يجب البحث عن جراح معروف يقوم بهذه المهمة ، فنجاح العلاج يعتمد حسن النصيحة في اختيار الاطباء وكدا المستشفيات لان اي نصيحة بدون دراية بواقع حال المستشفيات والاطباء هنا تكلف المريض ماله وصحته ، اتفقت وناصر بأن يتولى هو البحث عن جراح وأخصائي ماهر ونعمل سويا على اطلاق حملة يتبناها " عدن برس " لعلاج الجريح أياد .
بعد يومين رن هاتفي الجوال واذا بناصر عبده حسين يبلغني أنه وجد جراحا ماهرا ومتخصصا في عمليات التجميل فحدد معه موعدا للقائنا بعيادته .. تم اللقاء بيننا والجراح شري رانج بانديت وشرحنا له حالة اياد والى اي حد وصلت صحته من التدهور .. من حسن حظنا أن الجراح ابدى تجاوبا لمقترحنا عندما كنا صريحين معه بأننا لا نملك اموالا لعلاجه في الوقت الحالي ، وإني كصاحب موقع أخباري يمكن أن يساهم بعمل خيري وتبني حملة لجمع تبرعات لا نريد الاموال أن تصل الى يد أي وسيط او طرف ثالث بل الى حساب المستشفى الذي ستعالجه بداخلها مباشرة .. رحب الطبيب بالفكرة التي تحدث لاول مرة أن ترسل اموال الى المستشفى لتمويل علاج مريض فيها .. قال فلنبدا بمعاينة وفحص حالة المريض ونحدد امكانية علاجه والمبلغ المطلوب لذلك تم نتفق مع ادارة المستشفى على منحكم رقم حسابها وعنوان البنك .
وصل اياد بسيارة اسعاف يتم استئجارها باستمرار لنقل الجريحي لعمل التضميد لحروقه في اي مستوصف لابقاء الجسم بعيدا عن البكتريا ، ادخل على الفور الى قسم للطوارىء حيث حدده الجراح مكانا لمعاينة الحالة ، لم استطع مشاهدة وضعية اياد بعد أن فتح الطبيب كل ما يغطي جسده فاغلق الستارة العازلة ومعه عدد من الممرضين .. فجأة راينا الممرضات والممرضين يتسابقون لوضع كمامات على أنوفهم كعازل للروائح المنبعثة من كل مكان بجسم اياد .. كنا نشاهد عبارات وملامح التقزز على وجوه المرضى الذين ينتظرون لمراجعة اقسام اخرى قرب القسم الذي كان اياد بداخله للمعاينة .. مرت أكثر من اربعين دقيقة حتى خرج الجراح وابلغنا أن حالته يمكن أنقاذها رغم تعرضه لاهمال طويل لاسباب لا اعرفها ، فحمدت الله ان الشاب يمكن انقاذه وان حياته يمكن أن تعود طبيعية كما ابلغني الطبيب ، ولكنه قال أنه بحاجة الى التالي كأتفاق بين ناشرالموقع راعي الحملة وبين مستشفى " بونا " والجراح بانديت:
اولا : أن علاج اياد سيكلف ما يقارب مليون روبية وهو ما يساوي 22 الف دولار منذ دخوله حتى خروجه من المستشفى خلال فترة ثلاثة اشهر وهي فترة تقديرية من قبل الجراح
ثانيا : مبلغ نقدي يصل الى مئة الف روبية ( 2100 دولار ) حتى يمكن ادخاله المستشفى فورا وتسليمه للجراح وبدأ مرحلة علاجه .
ثالثا : اجراء عملية لفتح ركبته وجعل ساقيه ممدين طبيعيا
رابعا : استمرار العلاج تحت اشراف الجراح وخبير عمليات التجميل سريرانج بادنديت مع استمرار تدفق التبرعات الى الحساب الموضح في اعلى الموقع
خامسا واخيرا : اتفق ناشر الموقع مع ادارة المستشفى أن الحملة هي لجمع المبلغ المطلوب ، وعند استكمال المبلغ يتم الاعلان رسميا بالموقع عن استكمال مبلغ علاج اياد وانزال اللوحة واغلاق الحساب المنشور اعلاه .
أنتهى الحديث عند هذا .. واستبشرنا خيرا وعاد الامل الى وجه اياد .. ولم يبقى من تحقيق الامل وجعل الحلم واقعا ورفع الالم عن جسد هذا الشاب الجنوبي الا أن يلبي كل جنوبي قادر على دفع اي مبلغ سوى أن يرسله الى البنك ورقم الحساب الخاص بالمستشفى .. ويجب أن يكون الامر هنا واضحا للجميع أن على ابناء الجنوب التوقف عن إرسال اية مبالغ نقدية لدعم علاج المريض اياد الدابي الى أي وسيط والتوقف عن ارسال حوالات عبر اليوسترن يونين لكل فاعل خير لانقاذ الجريح .. المطلوب الان ومن كل من يريد التبرع أن يدون المعلومات البنكية الخاصة بالمستشفى واسم الجريح بالاحرف الانجليزية ، وأن ترسل الحوالات لعناية مستشفى بونا وباسم اياد فضل علي الدابي كما هي موضحة اعلاه ، وأن اية تحويلات نقدية او بنكية باسم اياد الدابي عبر وسطاء او اخرين فلن يتحمل موقع " عدن برس أو مستشفى بونا " اية مسؤولية من تاريخ نشر الحملة .
وبقي أخيرا أن نقول وبشكل واضح وصريح أن مسؤولية انقاذ اياد الدابي تعود الى كل جنوبي مقتدر ، فلن نحمل الاحتلال الهجمي الغاشم المسئولية وحده على هذه الجريمة البشعة اذا حدث اي مكروه لهذا الشاب وأنتهت حياته بفعل الحروق وهو على السرير ينفث سوائل وروائح كريهة ، بل سيكون كل جنوبي مقتدر وكل من يدعي أن له يد طولى في الحراك وأنه القائد او الزعيم مشاركا في تحمل مسؤولية في هذه الجريمة بصمته او لعدم اخراج جزء من ماله لانقاذ اياد فضل علي الدابي ..
من جانبنا في " عدن برس " تحملنا مسؤوليتنا المهنية والوطنية والاخلاقية أيضا ، وأخرجنا هذه الحالة الى العلن قبل فوات الاوان ، وسعينا الى ايجاد جراح وأخصائي أكد إمكانية علاج الجريح الذي لم يتبقى الا جمع المال واعادة الحياة لهذا الشاب الجنوبي طريح الفراش ولم يتجاوز الـ 22 عاما من العمر .

والله المستعان

اخي العزيز لنا رب يرعانا من فوق سبع سماوات والصبر هو سلاحنا والنصر حليفنا حيابك