![]() |
|
المشاركون فى المؤتمر الجنوبى الأول لحل قضية اليمن ينقسمون حول تقرير المصير
شهد المؤتمر الجنوبى الأول المنعقد فى القاهرة حاليا لتحديد مصير جنوب اليمن تباينات واختلافات عدة حول التوصل لحل عادل للقضية الجنوبية التى بدأت قبل عام 1994، فيرى بعض الحضور بالمؤتمر من أبناء جنوب اليمن أن تطبيق نظام فيدرالى ثنائى بين الشمال والجنوب فى الوقت الحالى خيارا جيدا للحفاظ على الثورة اليمنية من التفكك والانقسام، بينما يرى معظم المشاركين فى المؤتمر أن الانفصال وفك الارتباط بين شطرى اليمن هو الحل الأمثل خوفا من أن يكون أى خيار آخر مجرد فخ يوقع بالجنوب من جديد فى أزمات جديدة. الشيخ مصطفى العيدروس، أحد مشايخ جنوب اليمن، يقول لـ"اليوم السابع" إن قاعة المؤتمر تضم ممثلين عن جميع الأطياف الجنوبية ونحن هنا اليوم لمعرفة آراء أبناء الجنوب فى حل قضيتهم. ويرى العيدروس أن تطبيق نظام فيدرالى ثنائى بين الشمال والجنوب لمدة خمس سنوات حل مناسب لحل القضية الجنوبية، وخلال هذه الفترة سنعمل على إعادة كل الجنوبيين لأعمالهم فى المؤسسات الحكومية التى أقصاهم النظام عنها منذ فترة وترتيب وضع المحافظات الجنوبية التى عانت من اضطهاد مرير طيلة حكم على صالح الذى همش أبناء الجنوب من مثقفين ومفكرين وسياسيين. ويقول محسن على باصرة، عضو مجلس شورى الإصلاح"الإخوان المسلمين"،لـ"اليوم السابع" إنه ينبغى أن نؤكد على سقوط نظام على صالح لأنه أهم قضية سياسية تعصف باليمن حاليا، بعد ذلك ينبغى الاعتراف بالقضية الجنوبية، ونحن كأبناء الجنوب اليمنى جئنا إلى مصر للمشاركة فى هذا المؤتمر الطيب لتقرير مصيرنا ومصير جنوبنا. وأوضح باصرة أن هناك آراء مختلفة حول الرؤية السياسية التى طرحتها اللجنة التحضيرية للمؤتمر حول تقرير المصير وحل القضية الجنوبية، قائلا: "أرى أن من يحدد مصير الجنوب هم أبناء الجنوب فقط وليس أحزاب أو أى قوى سياسية فأبناء الجنوب أصبحوا مدركين تماما لما يرونه مناسبا لهم". أما حسين زيد بن يحيى، رئيس ملتقى أبين للتصالح والتسامح والتضامن، فيقول إن الحراك الجنوبى الذى بدأ عام 2006 يعتبر بداية الربيع العربى وخرجت من كنفة الثورات العربية التى شهدتها عدد من دول القطر العربى ولكن ما أعاب هذا الحراك غياب الحاصدة السياسية التى توظف نضال هذه الجماهير فى الساحات لتحقيق مكاسب سياسية. وأبدى زيد إعجابه بما وصفها "لفتة" رائعة من قادة الجنوب الرئيسين على ناصر محمد والمهندس حيدر أبو بكر العطاس بالدعوة لهذا المؤتمر لتشكيل الحاصدة السياسية لتحقيق طموحات الشعب الجنوبى فى استعادة الدولة والاستقلال بخطوات عملية تدريجية تبدأ أولا بالدعوة الى فيدرالية ثنائية (شمالية،جنوبية) بشكل مؤقت ثم العودة إلى حق تقرير المصير. وتابع: الانفصال تعبير يردده الخصوم لأننا لم نكن جزءا من الجمهورية اليمنية لننفصل عنها، فكنا دولة لها شعبها ومؤسساتها فنحن كجنوبيين نريد استعادة تلك الدولة التى تخضع للاحتلال حاليا ولكن المرجعية ستكون للشعب فى مسألة تقرير المصير. من جهتها، قالت عفراء الحريرى، ناشطة حقوقية من محافظة عدن بالجنوب، لـ"اليوم السابع" إن الرؤية التى طرحتها اللجنة التحضيرية للمؤتمر الجنوبى الأول لا بأس بها، لكنها تحتاج إلى إعادة صياغة قانونية، موضحة أن الانفصال وفك الارتباط يحتاج إلى زمن طويل وربما تكون الخطوات الأولى للفيدرالية تسير نحو فك الارتباط، لكننا نتمنى أن يكون مدة تطبيق تلك الفيدرالية أقل من خمس سنوات. وأوضحت الحريرى أن فك الارتباط لن يؤثر على الثورة اليمنية لأنه ليس بالسهولة أن يتم فك الارتباط، ونتمنى أن يسقط الشباب فى ساحات التغيير نظام على عبدالله صالح قبل أى قرار يتخذه أبناء الجنوب نحو تقرير مصيرهم، لافتة إلى أن فك الارتباط دون الاعتراف الإقليمى والدولى بالقضية الجنوبية أمر شديد الصعوبة. وتشير ليزا حسن بدوى، ناشطة يمنية من الجنوب، إلى أن الرؤى السياسية للمؤتمر تضمن حق تقرير المصير للجنوب واستعادة دولتهم ولكن حتى الآن لم يخرج المؤتمر بقرارات نهائية حتى أن الخطة الإستراتيجية التى وضعها المؤتمر لتقرير مصير الجنوب لازالت تحت التعديل وإعادة الصياغة. ولفتت بدوى إلى أن أبناء الجنوب يحركهم الحراك السلمى لأن هذا الحراك يلبى رغبات أبناء الجنوب فى استعادة دولتهم وكرامتهم وحريتهم فى الاختيار ومن هذا الأساس قامت فكرة المؤتمر على حق تقرير المصير لأبناء الجنوب، ويسبق ذلك مشروع فيدرالى سيتم وضعه أمام الطرف الشمالى فى صنعاء، وأعتقد أن المجتمع الدولى والإقليمى موافق على خيار الفيدرالية خوفا من فك الارتباط خاصة على دول الجوار. صادق الجنيد، مهندس اتصالات من جنوب اليمن، يقول إن الرؤية الإستراتيجية لحل القضية الجنوبية مقدمة بشكل رائع وقد أخذت فى الاعتبار كل المتغيرات التى تمر بالمنطقة العربية بشكل عام وفى ظل ثورات الربيع العربى. وأوضح أن الاهتمام بالقضية الجنوبية ليس أقل أهمية من الثورة الشبابية السلمية باليمن، وقد أشارت الرؤية الإستراتيجية للمؤتمر إلى القضية بأنها الموضوع الثانى بعد إسقاط النظام. وتمنى الجنيد ألا ينتهى المؤتمر بقرار فك الارتباط لما له من تأثير سلبى على الثورة اليمنية، موضحا أنه من خلال قراءته المبدئية لهذا الموضوع يستطيع أن يقول إن الأمر لن ينتهى بهذا الشكل على الأقل وفق الايجابيات التى طرحها المؤتمر منذ بدايته وحتى الآن. عوض كشمير، رئيس تحرير موقع حضر موت برس المحجوب من قبل النظام، قال إن أى لقاء جنوبى هو لقاء طيب فى حد ذاته ولكن تختلف الرؤى من اتجاه لآخر، وهؤلاء الموجودون بالمؤتمر سواء كانوا المؤسسين أو الحضور لا يمثلون طائفة الشعب الجنوبى، لذلك نقول إن تقرير المصير بيد الشعب الجنوبى فقط وليس من ينوب عنهم. وأضاف: كل ما يجب على الشعب الجنوبى أن يأخذ الشرعية المطلقة لأن كل ما سيتوصل إليه المؤتمر ليس أكثر من رسم خارطة طريق للقضية الجنوبية ولكن حق تقرير المصير فلن يحدده المؤتمر ولكن الشعب الجنوبى. http://www.youm7.com/News.asp?NewsID...D=88&IssueID=0 |
30 نوفمبر المناسبة والتطلعات بقلم : الأستاذ عوض باعباد
تاريخ النشر : 2011-11-19 30 نوفمبر المناسبة والتطلعات بقلم : الأستاذ عوض باعباد أيام قليلة تفصلنا عن حلول ذكرى الاستقلال الوطني ال30 من نوفمبر بدلالاته النضالية والتضحيات الجسام المؤدية إليه. فهل بالإمكان ان نجعل من هذه المناسبة ومن تضحيات الآباء والأجداد محفزاً لمغادرة أنانيتنا ولانطلاقة حقيقية نجدد فيها شباب ثورتنا السلمية الهادفة إلى استعاده وطن ال30 من نوفمبر من نير الاحتلال والملهمة لثورات الربيع العربي . وهل تجعل قيادات الخارج من هذه المناسبة التي لها شرف الإسهام فيها مدخلا للتسامي فيها فوق خلافاتها المستمد جزء منها من استدعاء صراعات الماضي المدمرة وتتعهد بالكف عن التمادي في استمرار تمزيق وحدة قوى الحراك في الداخل وتقر قولا وممارسة ان لا وصي على هذا الشعب إلا نفسه . وهل يترفعون إلي ما نتوسم فيهم ونعلق عليهم من آمال باستحضار الحكمة للبحث عن القواسم المشتركة التي توقف تداعيات خلافاتهم في الخارج على الداخل . وهل تنحي مكونات الحراك في الداخل العاملة على استعادة دولة الجنوب خلافاتها التي لا مبرر لها جانبا وتخطو خطوات تصالحية حقيقية وملموسة تكون غايتها وضع حد لصراعاتها وخلافاتها وتفريخاتها الممزقة وترص الصفوف وتوحد الطاقات والمواقف وتتجاوز أزمتها القيادية . و هل توقف أملاءات قيادات الخارج عليها إلا بما يعزز الوحدة الوطنية والدفع بالنضال السلمي إلى الأمام ويقربنا من هدفنا المنشود . فإذا استطعنا الاقتراب من هذه الغايات الوطنية العظيمة فإن أولى الحقائق التي يجب علينا التسليم بها ونعيد نكررها المرة تلو الأخرى انه لا مكان للضعفاء ولا صدقات مجانية ولا حسنات لوجه الله ولا حقوق إنسان ولا حقوق شعوب في عالم السياسة إلا بما يتوافق والمصالح الاقتصادية والأمنية للدول الكبرى والإقليمية . وإن هذه الدول لاتتعاطي ولا تلتفت للضعفاء ومستجديي حقوقهم عند عتبات أبواب الغير أو المتبرمين والشاكيين من الظلم والحيف الواقع عليهم واستدرار العطف . وان الشعارات الإنسانية البراقة الأخرى مجالها المنظمات الإنسانية وليست الدول . وقلنا ونعيد تكرار القول أن مصالح هذه الدول التي جعلت من صالح الرئيس المدلل بين رؤساء العرب والمستجاب لرغباته وطلباته موجودة في منطقتنا الجنوبية ومفاتيحها الأمنية ( كالممرات المائية وما يسمى بالإرهاب القاعدي المفتعل ) والاقتصادية ( تأمين حقول النفط والغاز واستمرار تدفقها ) المفروض أن تكون بأيدينا بحكم موقعها ولكن يسبق ذلك توحيد صفوفنا و تحديد إستراتيجيتنا بوضوح. قلنا و نعيد نكرر القول إن لا الجزيرة ولا العربية ولا الحرة ولا أل بي .بي .سي . (BBC )من يمكن أن يلفت انتباه العالم للتعاطي مع قضيتنا الوطنية وإنما بالضرب على الوتر الحساس لهذه الدول التي كما قلنا أن مفاتيحها يجب أن تكون في بأيدينا ونبتعد قليلا عن المناشدات والاستجداء باسم العدالة والأخلاق وحقوق الإنسان وحقوق الشعوب دون التخلي عن سلمية ثورتنا . ولن أغادر عالم الواقع كثيرا إلى عالم الخيال والأحلام أن جزمت وقلت انه وفق منطق لا صداقة دائمة وإنما مصالح دائمة وبرغم كل ما يقال عن الحفاظ على الوحدة ، فإن المجتمع الدولي وقواه الكبرى مقتنع أو في طريقة للقبول بأن الوحدة اليمنية غير قابله للحياة تحت إي لافته وحلول اسعافية لإخراجها من العناية المركزة . وأستطيع القول وبأطمئنان إن مصالح دول الجوار الإقليمي الإستراتيجية حتى على المدى القريب ليس في استمرار الوحدة السياسية بين الدولتين . إذا ما الذي يحول دون أن نجعل هذه الدول تغادر مواقفها الملتبسة والمؤيدة للوحدة و تمارس قناعتها؟. أولا يجب أن نقتنع إننا فعلا بإمكاننا تملك مفاتيح القضايا الرئيسية الثلاثة التالية : - التأثير على المصالح الدولية الاقتصادية والأمنية في منطقتنا . - الإيمان بإمكانية اقتناع العالم بأن الوحدة السياسية بين دولتي الجنوب واليمن قد سقطت في حرب 94 وإنها ألان تعيش في غرفة العناية المركرة. - أن مصالح الدول الإقليمية الإستراتيجية حتى على المدى القريب والمتوسط ليست مع الوحدة السياسية بين البلدين . أما المدخل إلى ذلك ينطلق من: - تغيير أساليب وطرق نضالنا السلمي من مسيرات أسبوعية أو في المناسبات الوطنية لمده ساعة أو ساعتين والتباري في إلقاء الخطب الثورية يعقبها إصدار بيان ثم نعود إلى بيوتنا أو مداكي مقايل القات أو باجتماع هنا أو هناك يصب مزيد من الزيت على نار خلافاتنا وتمزقنا ليزيدها اشتعالا واتساع ، و تحويله إلى فعل يومي يشل الحياة تماما بتضحيات جسام تليق أن تكون مهراُ للوطن المنشود ويدفع بقوى قمع الاحتلال أن نتخرج سافرة من جحورها وتكشر عن أنيابها وتمارس وحشيتها فيحرج الدول والمنظمات الدولية ووسائل الإعلام فتصبح معها قضيتنا على صدارة أجندتها . - وان نثبت ونقنع المجتمع الدولي إننا جديرين أن نكون شركاء في تحمل مسؤوليتنا في صنع الأمن والاستقرار في المنطقة والحفاظ عليه وليس كما كان يفعل صالح عبر التنازلات والرشا التي يقدمها مجانا مقابل ضمان استمراره في الحكم. لا نريد أن يحكم علينا التاريخ أن قياداتنا على كبر سنها و كثرة تجاربها لم تبلغ سن الرشد السياسي تضيع معها مصلحة الوطن أوان هذا الشعب الذي قدم التضحيات العظام التي توجت ب30 نوفمبر عاجزا أن يبرز من بين صفوفه قياده ميدانية قادرة على تجاوز القيادات الحالية بكل إمراضها الموروثة التي نخشى أن تكون قد أصبحت مستعصية على الشفاء ولا نريد أن يقال عنا كما تولون أو كما تكونون يولى عليكم . http://pulpit.alwatanvoice.com/artic...19/243175.html |
تقرير النصف شهري لفريق كسر التعتيم الإعلامي الفترة من 1-15 نوفمبر 2011 كان عدد الأخبار المطروحة للتعليق في الفترة من 1-15 نوفمبر 25 خبر في 20 صحيفية عربية منها 8 أخبار غير مفعلة خاصية التعليق فيها جاءت في 4 صحف هي الاتحاد والشرق القطرية وصوت العراق ودار الخليج .. تم التعليق من قبل فريق كسر التعتيم الإعلامي وفق ما سبق على 17 خبر فقط حيث علق الفريق 34 تعليق من 221 تعليق مفترض وفق السياسة التي تأسس وفقها الفريق وكان نسبة نجاح عمل الفريق في النصف الأول من هذا الشهر نوفمبر 2011 .. 15.38% . تقاسم فارس الجنوب وياسر الاسد المركز الأول بأكثر تعليقاً حيث علق كل منهم 8 تعليقات من أصل 17 تعليق مفترض محققين نسبة نجاح لكل منهم بلغت 47.05% ،وجاء الجني في المركز الثالث بسته تعليقات من أصل 17 تعليق مفترض بنسبة نجاح 35.29 ، وجاء حسين بن طاهر السعدي رابعاً بخمسة تعليقات بنسبة نجاح بلغت 29.41 % ، جاء ابو عبود خامساً بثلاثة تعليقات بنسبة نجاح 17.64% ، يليه علي المفلحي بتعليقين بنسبة نجاح 11.76% ، يليهم مدقق إملائي والخليفي الهلالي بتعليق واحد فقط لكل منهم بنسبة نجاح بلغت 5.88% . ولم يعلق كل من البلعسي الحر وبن عفيف الموسطي والمنتصر بالله والرصاصة أي تعليق يذكر محققين نسبة نجاح بلغت 0% . ياسر الاسد كان أكثر الأعضاء في توفير روابط الأخبار حيث وضع 16 خبر من أصل 25 خبر منها 11 خبر فعالة التعليقات و5 غير فعالة ، وجاء ابو عبود في المركز الثاني بستة أخبار منها 3 اخبار فعالة التعليقات ومثلها غير فعالة ، وجاء المفلحي ثالثا بخبرين فعالة والجني بخبر فعال . لم يشمل التقرير روابط أخبار الصحف المحلية واليمنية عدا خبرين فقط كانا في غاية الأهمية . اتمنى في نهاية التقرير للفريق تقديم الكثير في النصف الثاني كون نتائج النصف الأول لا تبشر بخير ويجب عليهم تقديم نتائج أفضل . الجني رئيس فريق كسر التعتيم الإعلامي المؤقت |
اقتباس:
|
عدن (ا ف ب) - افاد مسؤول امني لوكالة فرانس برس ان مسلحين مجهولين اختطفوا الثلاثاء فرنسية من اصل مغربي تعمل مع الصليب الاحمر ومترجمها وسائقهما اليمنيين، في محافظة لحج في جنوب اليمن.
وكان المصدر ومسؤول محلي اشارا في وقت سابق ان المختطفين اجنبيان، احدهما الفرنسية لكنه عاد وصحح هذه المعلومات. وكانت الفرنسية لدى اختطافها برفقة السائق والمترجم في سيارة تابعة للجنة الدولية للصليب الاحمر، وكانوا في طريقهم الى مخيم للاجئين المهجرين من محافظة ابين المجاورة التي سيطر تنظيم القاعدة على اجزاء منها. كما اكد المسؤول الامني الذي طلب عدم كشف اسمه ان الخاطفين، وهم مطلوبون من العدالة على حد قوله، "يطالبون بالافراج عن احد اقاربهم المسجون في قضية حق عام". الا ان مصدرا مقربا من الخاطفين اكد لوكالة فرانس برس ان هؤلاء يريدون "ان يتم الافراج عن ناشطين اثنين من الحراك الجنوبي". وذكر ان الناشطين هما وليد الصوفي وطارق عبده اللذان اعتقلا في عدن الاثنين على قوله. وتمت عملية الخطف في مدينة المسيمير التي تبعد حوالى 70 كليومترا عن مدينة الحوطة، عاصمة محافظة لحج. وتعد محافظة لحج الجنوبية من اهم معاقل الحراك الجنوبي المطالب بالانفصال عن الشمال. كما افاد مصدر محلي لوكالة فرانس برس ان المخطوفين نقلوا الى البشرية القريبة من المسيمير، وقد "اجريت اتصالات مع الخاطفين للتفاوض من اجل الافراج عن المخطوفين الثلاثة". وفي باريس، قالت وزارة الخارجية الفرنسية انها تعمل على التحقق من نبا اختطاف فرنسية في اليمن. وتاتي عملية الخطف هذه بعد ايام من الافراج عن ثلاثة موظفي اغاثة فرنسيين اختطفوا في جنوب اليمن من قبل القاعدة قبل اكثر من خمسة اشهر. ويشهد اليمن عمليات خطف للاجانب تقوم بها عادة بعض العشائر للضغط على السلطات لطلب فدية او للمطالبة باطلاق سراح سجناء او لبناء طرق. وخلال السنوات ال15 الماضية تعرض اكثر من 200 اجنبي للخطف اطلق سراح غالبيتهم سالمين. لكن نشاط تنظيم القاعدة سجل في الفترة الاخيرة تزايدا كبيرا، ولا سيما في جنوب البلاد. http://www.france24.com/ar/node/742633 |
لم يكن الجنوبيون يدركون ما جرت اليه الامور في بادىء الامر وبالاخص منذ التوقيع على اتفاقية الوحدة اليمنية خاصة بعد وجود كثير من نقاط الاختلاف التي لا تسمح باقامة وحدة فيدرالية مؤقتة فظلاً عن أن تكون هناك وحدة إندماجية بالشكل التي تمت فيه فيما بعد .
ولما سارت الامور بالشكل الذي يحكيه لنا التاريخ الحقيقي والذي نعرفه جميعاً دخل الجنوب في مرحلة أخرى من مراحل النضال الثوري متطلعين للوصول إلى الهدف الرئيسي الذي يتطلع من خلاله شعب الجنوب إلى الانطلاق في ركب العالم الحديث والتطور والتقدم الانساني والعلمي والعمراني الحديث . وانطلاقاً من حيث أن النهايات لاتصاغ ابداً دون الاستناد إلي البدايات أو المقدمات ، وحيث ان الاخيرة هي التي تحدد الملامح الرئيسية ، وتستند عليها وفق مؤشرات ودلالات يمكن استنتاجها من واقع الفصل والدمج والبداية مهما كان شكلها ومضمونها وحيث أن المنتصر دائما ما يصيغ النتائج وفق إملاء ثقافي قسري وإحداثيات عبثية نتيجة تنبؤات استقرائية شمولية ممنهجة .فأننا نضع قراءة واقعية لقضية كثيراً ما تم التداخل وخلط الاوراق فيها وخاصة مع بروز اعمال منظمة لطمسها من الوجود رغم أنها تعتبر القضية التي فجرت الجمود العربي المزري وأيقضت الحرية في نفوس كل العرب والشباب من خلال الحراك الجنوبي السلمي الذي انطلق في العام 2007م ليتأتي بعد اربعة اعوام من انطلاقة ما يسمى اليوم بثورات الربيع العربي. ماهي القضية الجنوبية ..؟ لإن القضية الجنوبية قضية عادلة لا يكاد يختلف أثنان في عدالتها ومدى أحقيتها وشرعيتها السياسية والحقوقية دائما ً ما يدور الحديث حولها وعنها وعن كيفية حل تلك القضية التي شغلت الرأي العام وخاصة منذ أنطلاق الحراك الجنوبي السلمي . فإلى كل المزايدين والملفقين والى كل المدافعين اليوم عن وهم باطل ، المتخوفين من الحقيقة المرة عليهم ،والمتباكين عن حدث ليس بعظيم بقدر عظمة شعب الجنوب الأبي الذي كان هو من قدم كل شي لصنع الحدث الذي يتباكون عليه . الى كل المداهنين والمتلونين بالوان الورق النقدية والمتحجمين بحجمها والمسترزقين باقوالهم وافعالهم رغم أنهم يعرفون الحقيقة كما هي ومتى بدأت وكيف شكلها ومستقبلها . الى كل اولئك وأكثر منهم نكتب اليوم القول الفصل ونضع أمامهم فصل الخطاب لنغلق الباب امام المتنبئين والمتذبذبين والمزورين لمواقف ومطالب الشعب الجنوبي الذي ما برح أن قال بوضوح ما يريده من خلال مسيراته السلمية على مدى خمسة اعوام ، ولم يكن هناك شعب اكثر وضوحاً وصراحة وقوة من الشعب الجنوبي الذي أعلن للعالم في زمن الصمت المخزي والذل الكبير أنه يريد الحرية والانعتاق ويطالب صراحة بتحرير أرض الجنوب واستقلالها وأستعادة دولة الجنوب الحرة وعاصمتها عدن . ولما كانت القضية الجنوبية من بداية مؤلمة جداً وحرب ظالمة نهبت في الارض والثروة والمباني والشركات ومنازل المواطنين الذين مابرحوا يمتصون اللطمة والهزيمة بصدور ملؤها ألم وحسرة على وحدة طالما حلموا بها غير متوقعين أن يتحول حلمهم التأريخي الى وصمة سوداء ونكالاً على مستقبلهم ومسقبل أولادهم . فالقضية الجنوبية لم تكن نتيجة عبثية لفئوية القبيلة والاشخاص أو أطماع أحزاب وقيادت عسكرية ولكنها بدأت منذ يوم أن قتل الحلم الكبير وطعنت عدن في ظهرها كما طعن الجنوب بأكملة . لقد بدأت القضية منذ أن وأدت الوحدة وتحولت تحولاً كاملاً الى إحتلال أرض ونهب ثروة وطمس هوية وتجهيل شعب واجيال الجنوب . لقد بدأت القضية الجنوبية منذ أن استبدلت القبيلة بالمدنية وأستبدل العشوائية بالقانون والعيش الكريم بالفقر والتسول . إن الجميع يعرفون وأكثر من يعرفون ذلك هم اولئك المتفيقهون في تفاصيل القضية الجنوبية وتلك المعرفة حقيقة واضحة امامهم ويعونها جيداً لكن الحقائق دائماً ما تكون مرة على المتذبذبين والمخادعين وهذه الحقيقة هي ( أن كل ما حدث للجنوب هي نتائج لحرب ظالمة والحرب الظالمة قتلت الحلم الكبير وتحول الحلم الكبير"الوحدة" الى دمارأ هائلاً لمقدرات وثروات ومستقبل وحياة أجيال الجنوب ). فما كان من الجنوبيين إلا أن خرجوا في مسيرات سلمية حديثة وناضجة تطالب بإعادة حقوقهم الوظيفية والاقصادية قبل أن ينتقلوا للمطالب السياسية التي شكلت صدمة قوية لكل فئات المجتمع ودول العالم بصفتها مطالب لم يستطيع إدراك وعقليات دول العرب استيعابها أو حتى مجرد تقبلها كونها ستنتج عنها مواقف جديدة قد تعيد مواقف دول نحو دول اخرى وخاصة أن الجنوب يقع في اهم منطقة عالمية وممر دولي عام لن تستطيع اي دولة الاستغناء عنه . ولهذا كانت الهجمات الشرسة والاهمال المتعمد لمطالب الشعب الجنوبي ومن كل أطياف القوى السياسية اليمنية والعربية والعالمية ليبقى شعب الجنوب الابي متمسكاً بمطالبة التي استند فيها على حدث ظالم تحولت الوحدة بسببه من وحدة توافق الى وحدة تزييف وإحتلال منتحلاً أسم الوحدة . ونتيجة للتداخلات الجيوسياسية التي نتجت منذ عشرين عاماً تكونت خلالها مصالح ومفاسد وتقاربات وإختلافات ظهرت مطالب الحراك الجنوبي السلمي المتمثلة بفك الارتباط كقنبلة هيروشيمية تسعى إلى إعادة ترتيب الصفوف وأعادة هيكلة الخارطة السياسية على أسس الحقائق والوقائع ودون تزييف أو تزوير ، لذلك كان الحراك الجنوبي يواجه دولياً بالاهمال واللامبالاه . الان وبعد قيام ثورات الربيع العربي لا خوف على الحراك الجنوبي وقضيته العادلة بل أن ثورات الربيع العربي ستعطي كامل الحق لشعب الجنوب في تمسكه بالمطالبة بحقه واستعادة دولته ، وإلا فكيف يحق للشعوب العربية أن تسقط حكاماً منتخبون من قبل الشعوب فيما لايحق لشعب الجنوب أن يطالب بأرضه ودولتة المستباحة . إنه وبدون أدنى شك او مزايدات أن للقضية الجنوبية حجمها الكبير ومستواها المتقدم على كل الازمات الموجودة اليوم على الساحة اليمنية والعربية ، بل لا تقل القضية الجنوبية أهمية عن القضية الفلسطينية من حيث المضمون أما الشكل فمختلف إختلافاً شكلياً من حيث ديانة الغاصب للأرض فقط وربما تكون اخلاق وقيم المغتصب الاسرائلي افظل من اخلاق وقيم المغتصب لأرض الجنوب . ولقد نشات القضية الجنوبية نشوءاً تقدمياً ينم عن مدى الوعي والقناعة التي وصل اليها ابناء الجنوب كافة حتى أولئك الذين حاربوا مسيرات الحراك الجنوبي في بأدئ الامر . ومع حفاظ الجنوبيين على سلميتهم الكبيرة والتزامهم بالنهج السلمي الحديث الناتج عن مدى الوعي والفكر والحرية التي تسكن في وجدان الجنوبيين الذين تعشموا كل الظروف والمعاناة والقمع في سبيل قضيتهم العادلة التي فجرت قنبلة الحرية في أرجاء العالم والشرق الاوسط وقلبت موازين وخرائط العالم أجمع بعد قيام ثورات الربيع العربي السلمية التي لا تزال مستمرة لاسقاط رؤساء العرب واحداً تلوا الاخر . الحلول المطروحة لحل القضية الجنوبية يعرف الجميع أن هناك عدد من المشاريع المطروحة لحل القضية الجنوبية والتي تسعى فيها دولاً عديدة واطيافاً واحزاباً كثيرة وذلك لانهاء القضية الجنوبية التي فجرت الوضع في الدول العربية وكانت القضية الأولى التي يخرج شعبها بصدور عارية امام كل الالات القمع والتنكيل التي خلفت أكثر من الف شهيد جنوبي وعشرات الالاف من المعتقلين والجرحى والمشردين . واول هذه الحلول المطروحة بشأن القضية الجنوبية ( فك الارتباط أو ما يسمى بالانفصال ) وهذا الحل الذي يتبناه الرئيس الجنوبي السابق ونائب رئيس الوحدة المناضل الزعيم السيدعلي سالم البيض يطرح الان كخيار إستراتيجي يناضل من اجله كل الجنوبيين وهو الخيار الابرز بالنسبة للجنوبيين . لكن وبصراحة يوجد بين الجنوبيين من يتخوفون من هذا الخيار مبررين تخوفهم بأن فك الارتباط لن يكون إلا بحرب اهلية بين الشمال والجنوب إذا كان لابد وهو ما لايريده الشعب الجنوبي لكنهم يتحدثون إذا كان فك الارتباط سلمياً فجميعهم يؤيدونه وبلا أستثناء مع احترام حقوق أخواننا الشعب الشمالي ومنحهم كامل الحرية في دولة الجنوب ما بعد فك الارتباط . أما الحل الثاني المطروح (فهو خيار الفيدرالية أو الكونفيدرالية أو الاتحادية ) وهو الخيار الذي بات اليوم في الجنوب يمثل شريحة منهم وبدعم كثير من انصار الثورة التغييرية بل يكاد يكون أغلب الجنوبيين مؤيدين لهذا الخيار كونه العقلاني والسلمي والذي سيجعل من شعب الجنوب وشعب الشمال شعب واحد لكن بآلية نظامين مختلفين بحسب خصوصية الجنوب والشمال بشرط أن يكون خاضعاً لفترة انتقالية يمنح بعدها شعب الجنوب الاستفتاء على البقاء في ذلك الخيار أم لا . وحقيقة أن هناك جنوبيين يرفضون هذا الخيار ويعتبرونه تفريطاً بحق الجنوبيين في إستعادة دولتهم وعاصمتها عدن وهذا الرفض ناتج عن قضيتهم العادلة التي بدأت عام 1994م بعد انهاء كل تفاصيل واتفاقيات الوحدة والانقضاض على الجنوب ارضاً وانساناً وثروة . لكنه في المقابل يرى عدد من المتحزبين في احزاب المشترك أن خيار الفيدرالية أو الاتحادية هو الحل ونقطة الالتقاء بين كل الاطياف السياسية والحزبية في الجنوب أو الشمال. الحل الذي يرضي شعب الجنوب من خلال متابعاتنا واستطلاعاتنا للوضع في الجنوب واخذ كافة أراء الشرائح الجنوبية بمختلف اطيافها وخوضنا العديد من النقاشات والحوارات مع قيادات ومتظاهرين جنوبيين وسياسيين فأنه وبما لا يدع مجالاً للشك أن الجنوبيين باتوا اليوم مقتنعين كامل الاقتناع في النضال والسير تحت خيار فك الارتباط مهما كانت النتائج والتضحيات .لكننا من خلال ذلك نقراء بوضوح أن ذلك الخيار ليس خياراً نهائياً بالنسبة ،كون هناك من يرى أن فك الارتباط المباشر والسريع قد يقود إلى عواقب لا تحمد عقباها خاصة وأن الجنوب اليوم لا يملك بنية تحتية ولا مؤسسات ولا مقومات دولة وهذا ما تعمد نظام علي عبدالله صالح فعله منذ بعد حرب الاحتلال عام1994م. لكن فك الارتباط المرحلي هو الذي يمكن أن يوفر للجنوبيين مقومات دولة وبناء مؤسسات إقتصادية وتكوينية وبالنهاية لا يستطيع أحد أن يمنع شعب الجنوب من ممارسة حقوقة ومطالبته بما يريد وهذا هو فك الارتباط الذي يمكن أن ينقل الجنوبيين نقلة نوعية يضمنوا من خلالها كامل حقوقهم وبناء دولتهم الجديدة والحديثة . وفي نهاية الامر يبقى القول الفصل بالنسبة لمطالب الجنوبيين هو قول الجنوبيين انفسهم وبجميع فئاتهم بدون استثناء . من الملاحظ أن النقاشات بشأن القضية الجنوبية تطول وتتردد كثيراً في مكان وعلى المستويات المنفردة أو الجماعية وهو مايجعل الرأي العام تائهاً حول القضية ويحوم حولها دون الفصل في ملامحها واساسياتها ورؤيتها السياسية التي تنطلق من مبداء فك الارتباط واستعادة دولة الجنوب . ولان الامور هكذا فإنه يتطلب الوقوف بجديه ونزاهه أمام القضية الجنوبية وبعيداً عن التعصب الحزبي أو الكراهية المقيتة أو التحريض البغيض كون القضية الجنوبية ليست لفرد أو لجماعة أو لمنطقة بل هي قضية شعب وارض وطن مسلوب منذ عشرون عاماً وحان الوقت للفصل في قضيتة واستعادته بكامل السيادة والحدود أنطلاقاً من الحل العادل والرؤية الصائبة . لماذا تسعى جهات سياسية لالغاء الحراك الجنوبي لا شك ولا ريب أن هناك سياسات تنتهجها كثير من الاحزاب كل بحسب برامجه ورؤيته لكن ما لا يمكن أن يكون هو الالغاء والتشوية والتقليل من شأن الاخرين واتهامهم اتهامات باطلة لغرض كسب موقف سياسي معين . لقد شكل الحراك الجنوبي على مدى خمسة اعوام قوى سياسية جنوبية أو تيارات سياسية لكل منها تفاصيلها لكن كل تلك التيارات الجنوبية تمتلك هدف واحد وتناضل في كريق واحد وبأداة ووسيلة وشكل نضالي واحد وهي المسيرات والتظاهرات السلمية . ولقد تكبد الحراك الجنوبي خلال تلك المسيرات مشقات كبيرة ومعاناة قصوى فيما كان الخائفون ينظرون بتربص إليه خوفاً من الاعتقال أو الاختطاف او فقد مصالح سياسية أو شخصية بينما خرج كثير من الجنوبيين نعلنين مواقفهم الحراكية السلمية للعالم غير آبهين بمصالح شخصية الجمت كثير من الصامتين . وما لا يمكن القبول به هو مل محاولة تشوية منظمة واهمال متعمد للحراك الجنوبي السلمي تتجسد في شكل حرب تعتيم منظمة تقف خلفها جهات عليا وقنوات فضائية تخدم مشاريع خاصة ومعينة . فمن المواقف المشاهدة اليوم في الساحة الجنوبية بروز أصوات حماسية تنتمي الثورة التغيير الشبابية أو بالاخص لاحزاب معينة تدعم الثورة تنتقص من قدر الجنوبيين وتضحياتهم الجسام بل أنهم يطلقون على كل من ينتمي إلى الحراك الجنوبي لفظة (بلاطجة الحراك الذي يخدم علي عبدالله صالح ) وهي اللفظة التي تعطي بمضمونها اقصاء وتهميش آخر لكل ما هو جنوبي رغم معرفة العالم اجمع أن ثورات الربيع العربي ما هي الا تقليد للحراك الجنوبي السلمي واتباع لنهجة السلمي الحديث . من هنا يتضح للجميع أن هناك جهات تنتقص من قدر الجنوبيين وحجم قضيتهم وتضحياتهم وعملياً من يتوجه لاقصاءك في البداية لن يعطيك حقك في النهاية بل سيدوس عليك باقدامه ويرميك في جانب الطريق .وهي الاحاديث التي يرددها انصار حزب الاصلاح واعضاءه الذي يدرسون خيارات عديدة ويضعون عدد من الخطط بحسب احد انصاره لغرض انهاء الحراك الجنوبي أو تهميشه منها التهميش الاعلامي وشراء مواقف الاعلام ومثلها شراء بعض الشخصيات المتذبذبة في مواقفها وكذلك حصار مسيرات الحراك اعلامياً وميدانياً وشن حملات تحريضية لتشويه الحراك الجنوبي في سلوك يكرر منهاج وممارسة نظام علي عبدالله صالح . كلمة أخيرة .. نوجه كلماتنا إلى كل الجنوبيين الاحرار والى الافراد المتحزبين وغير المتحزبين ونقول لهم أن الحراك الجنوبي هو حركة شعبية سلمية انطلقت وصمدت واستمرت وستبقى تناضل من اجل اهداف فك الارتباط واستعادة الدولة الجنوبية حتى يتم تحقيق ذلك . وما على الاشخاص المتعصبين والمتحزبين الجنوبيين أو غير الجنوبيين الذين يسعون لكسب مواقف على حساب الحراك الجنوبي أن يقنعوا أنفسهم ويعودوا إلى رشدهم وحتى لو سعوا بكل الوسائل والادوات والطرق والحصار لإضعاف الحراك الجنوبي ستبقى قضية الجنوب شعلة تضيء طريق الجنوبيين وعلى رأسهم الحراك الجنوبي وتحرق من يحاول الاقتراب منها لغرض اطفاءها أو اضعاف وهج نبراسها التحرري التقدمي الثوري السلمي الحديث . فعليهم أن يبعدوا عنها ويتركونها لشانها كحركة سياسية حرة تناضل من اجل اهدافها الواضحة المتمثلة بفك الارتباط وأستعادة دولة الجنوب وذلك كي يجسدوا في انفسهم واحزابهم المنظمة بالمركزية المطلقة كما هو معروف معاني أحترام الاخرين واحترام أراءهم ومواقف السياسية والشخصية وحرية تعبيرهم . كما عليهم أن يتعلموا خلال فترة نضالهم في ثورة التغيير معاني النضال الحديث واحترام الحوار وإبداء وجهات النظر بالحجة والمنطق والدلائل لا بالعنصرية الحزبية والتعبئة الخاطئة ضد الحراك الجنوبي الملهم للشعوب العربية معاني النضال السلمي الحديث والتضحيات الكبيرة والصبر الثوري الاسطوري لم يكن الجنوبيون يدركون ما جرت اليه الامور في بادىء الامر وبالاخص منذ التوقيع على اتفاقية الوحدة اليمنية خاصة بعد وجود كثير من نقاط الاختلاف التي لا تسمح باقامة وحدة فيدرالية مؤقتة فظلاً عن أن تكون هناك وحدة إندماجية بالشكل التي تمت فيه فيما بعد . ولما سارت الامور بالشكل الذي يحكيه لنا التاريخ الحقيقي والذي نعرفه جميعاً دخل الجنوب في مرحلة أخرى من مراحل النضال الثوري متطلعين للوصول إلى الهدف الرئيسي الذي يتطلع من خلاله شعب الجنوب إلى الانطلاق في ركب العالم الحديث والتطور والتقدم الانساني والعلمي والعمراني الحديث . وانطلاقاً من حيث أن النهايات لاتصاغ ابداً دون الاستناد إلي البدايات أو المقدمات ، وحيث ان الاخيرة هي التي تحدد الملامح الرئيسية ، وتستند عليها وفق مؤشرات ودلالات يمكن استنتاجها من واقع الفصل والدمج والبداية مهما كان شكلها ومضمونها وحيث أن المنتصر دائما ما يصيغ النتائج وفق إملاء ثقافي قسري وإحداثيات عبثية نتيجة تنبؤات استقرائية شمولية ممنهجة .فأننا نضع قراءة واقعية لقضية كثيراً ما تم التداخل وخلط الاوراق فيها وخاصة مع بروز اعمال منظمة لطمسها من الوجود رغم أنها تعتبر القضية التي فجرت الجمود العربي المزري وأيقضت الحرية في نفوس كل العرب والشباب من خلال الحراك الجنوبي السلمي الذي انطلق في العام 2007م ليتأتي بعد اربعة اعوام من انطلاقة ما يسمى اليوم بثورات الربيع العربي. ماهي القضية الجنوبية ..؟ لإن القضية الجنوبية قضية عادلة لا يكاد يختلف أثنان في عدالتها ومدى أحقيتها وشرعيتها السياسية والحقوقية دائما ً ما يدور الحديث حولها وعنها وعن كيفية حل تلك القضية التي شغلت الرأي العام وخاصة منذ أنطلاق الحراك الجنوبي السلمي . فإلى كل المزايدين والملفقين والى كل المدافعين اليوم عن وهم باطل ، المتخوفين من الحقيقة المرة عليهم ،والمتباكين عن حدث ليس بعظيم بقدر عظمة شعب الجنوب الأبي الذي كان هو من قدم كل شي لصنع الحدث الذي يتباكون عليه . الى كل المداهنين والمتلونين بالوان الورق النقدية والمتحجمين بحجمها والمسترزقين باقوالهم وافعالهم رغم أنهم يعرفون الحقيقة كما هي ومتى بدأت وكيف شكلها ومستقبلها . الى كل اولئك وأكثر منهم نكتب اليوم القول الفصل ونضع أمامهم فصل الخطاب لنغلق الباب امام المتنبئين والمتذبذبين والمزورين لمواقف ومطالب الشعب الجنوبي الذي ما برح أن قال بوضوح ما يريده من خلال مسيراته السلمية على مدى خمسة اعوام ، ولم يكن هناك شعب اكثر وضوحاً وصراحة وقوة من الشعب الجنوبي الذي أعلن للعالم في زمن الصمت المخزي والذل الكبير أنه يريد الحرية والانعتاق ويطالب صراحة بتحرير أرض الجنوب واستقلالها وأستعادة دولة الجنوب الحرة وعاصمتها عدن . ولما كانت القضية الجنوبية من بداية مؤلمة جداً وحرب ظالمة نهبت في الارض والثروة والمباني والشركات ومنازل المواطنين الذين مابرحوا يمتصون اللطمة والهزيمة بصدور ملؤها ألم وحسرة على وحدة طالما حلموا بها غير متوقعين أن يتحول حلمهم التأريخي الى وصمة سوداء ونكالاً على مستقبلهم ومسقبل أولادهم . فالقضية الجنوبية لم تكن نتيجة عبثية لفئوية القبيلة والاشخاص أو أطماع أحزاب وقيادت عسكرية ولكنها بدأت منذ يوم أن قتل الحلم الكبير وطعنت عدن في ظهرها كما طعن الجنوب بأكملة . لقد بدأت القضية منذ أن وأدت الوحدة وتحولت تحولاً كاملاً الى إحتلال أرض ونهب ثروة وطمس هوية وتجهيل شعب واجيال الجنوب . لقد بدأت القضية الجنوبية منذ أن استبدلت القبيلة بالمدنية وأستبدل العشوائية بالقانون والعيش الكريم بالفقر والتسول . إن الجميع يعرفون وأكثر من يعرفون ذلك هم اولئك المتفيقهون في تفاصيل القضية الجنوبية وتلك المعرفة حقيقة واضحة امامهم ويعونها جيداً لكن الحقائق دائماً ما تكون مرة على المتذبذبين والمخادعين وهذه الحقيقة هي ( أن كل ما حدث للجنوب هي نتائج لحرب ظالمة والحرب الظالمة قتلت الحلم الكبير وتحول الحلم الكبير"الوحدة" الى دمارأ هائلاً لمقدرات وثروات ومستقبل وحياة أجيال الجنوب ). فما كان من الجنوبيين إلا أن خرجوا في مسيرات سلمية حديثة وناضجة تطالب بإعادة حقوقهم الوظيفية والاقصادية قبل أن ينتقلوا للمطالب السياسية التي شكلت صدمة قوية لكل فئات المجتمع ودول العالم بصفتها مطالب لم يستطيع إدراك وعقليات دول العرب استيعابها أو حتى مجرد تقبلها كونها ستنتج عنها مواقف جديدة قد تعيد مواقف دول نحو دول اخرى وخاصة أن الجنوب يقع في اهم منطقة عالمية وممر دولي عام لن تستطيع اي دولة الاستغناء عنه . ولهذا كانت الهجمات الشرسة والاهمال المتعمد لمطالب الشعب الجنوبي ومن كل أطياف القوى السياسية اليمنية والعربية والعالمية ليبقى شعب الجنوب الابي متمسكاً بمطالبة التي استند فيها على حدث ظالم تحولت الوحدة بسببه من وحدة توافق الى وحدة تزييف وإحتلال منتحلاً أسم الوحدة . ونتيجة للتداخلات الجيوسياسية التي نتجت منذ عشرين عاماً تكونت خلالها مصالح ومفاسد وتقاربات وإختلافات ظهرت مطالب الحراك الجنوبي السلمي المتمثلة بفك الارتباط كقنبلة هيروشيمية تسعى إلى إعادة ترتيب الصفوف وأعادة هيكلة الخارطة السياسية على أسس الحقائق والوقائع ودون تزييف أو تزوير ، لذلك كان الحراك الجنوبي يواجه دولياً بالاهمال واللامبالاه . الان وبعد قيام ثورات الربيع العربي لا خوف على الحراك الجنوبي وقضيته العادلة بل أن ثورات الربيع العربي ستعطي كامل الحق لشعب الجنوب في تمسكه بالمطالبة بحقه واستعادة دولته ، وإلا فكيف يحق للشعوب العربية أن تسقط حكاماً منتخبون من قبل الشعوب فيما لايحق لشعب الجنوب أن يطالب بأرضه ودولتة المستباحة . إنه وبدون أدنى شك او مزايدات أن للقضية الجنوبية حجمها الكبير ومستواها المتقدم على كل الازمات الموجودة اليوم على الساحة اليمنية والعربية ، بل لا تقل القضية الجنوبية أهمية عن القضية الفلسطينية من حيث المضمون أما الشكل فمختلف إختلافاً شكلياً من حيث ديانة الغاصب للأرض فقط وربما تكون اخلاق وقيم المغتصب الاسرائلي افظل من اخلاق وقيم المغتصب لأرض الجنوب . ولقد نشات القضية الجنوبية نشوءاً تقدمياً ينم عن مدى الوعي والقناعة التي وصل اليها ابناء الجنوب كافة حتى أولئك الذين حاربوا مسيرات الحراك الجنوبي في بأدئ الامر . ومع حفاظ الجنوبيين على سلميتهم الكبيرة والتزامهم بالنهج السلمي الحديث الناتج عن مدى الوعي والفكر والحرية التي تسكن في وجدان الجنوبيين الذين تعشموا كل الظروف والمعاناة والقمع في سبيل قضيتهم العادلة التي فجرت قنبلة الحرية في أرجاء العالم والشرق الاوسط وقلبت موازين وخرائط العالم أجمع بعد قيام ثورات الربيع العربي السلمية التي لا تزال مستمرة لاسقاط رؤساء العرب واحداً تلوا الاخر . الحلول المطروحة لحل القضية الجنوبية يعرف الجميع أن هناك عدد من المشاريع المطروحة لحل القضية الجنوبية والتي تسعى فيها دولاً عديدة واطيافاً واحزاباً كثيرة وذلك لانهاء القضية الجنوبية التي فجرت الوضع في الدول العربية وكانت القضية الأولى التي يخرج شعبها بصدور عارية امام كل الالات القمع والتنكيل التي خلفت أكثر من الف شهيد جنوبي وعشرات الالاف من المعتقلين والجرحى والمشردين . واول هذه الحلول المطروحة بشأن القضية الجنوبية ( فك الارتباط أو ما يسمى بالانفصال ) وهذا الحل الذي يتبناه الرئيس الجنوبي السابق ونائب رئيس الوحدة المناضل الزعيم السيدعلي سالم البيض يطرح الان كخيار إستراتيجي يناضل من اجله كل الجنوبيين وهو الخيار الابرز بالنسبة للجنوبيين . لكن وبصراحة يوجد بين الجنوبيين من يتخوفون من هذا الخيار مبررين تخوفهم بأن فك الارتباط لن يكون إلا بحرب اهلية بين الشمال والجنوب إذا كان لابد وهو ما لايريده الشعب الجنوبي لكنهم يتحدثون إذا كان فك الارتباط سلمياً فجميعهم يؤيدونه وبلا أستثناء مع احترام حقوق أخواننا الشعب الشمالي ومنحهم كامل الحرية في دولة الجنوب ما بعد فك الارتباط . أما الحل الثاني المطروح (فهو خيار الفيدرالية أو الكونفيدرالية أو الاتحادية ) وهو الخيار الذي بات اليوم في الجنوب يمثل شريحة منهم وبدعم كثير من انصار الثورة التغييرية بل يكاد يكون أغلب الجنوبيين مؤيدين لهذا الخيار كونه العقلاني والسلمي والذي سيجعل من شعب الجنوب وشعب الشمال شعب واحد لكن بآلية نظامين مختلفين بحسب خصوصية الجنوب والشمال بشرط أن يكون خاضعاً لفترة انتقالية يمنح بعدها شعب الجنوب الاستفتاء على البقاء في ذلك الخيار أم لا . وحقيقة أن هناك جنوبيين يرفضون هذا الخيار ويعتبرونه تفريطاً بحق الجنوبيين في إستعادة دولتهم وعاصمتها عدن وهذا الرفض ناتج عن قضيتهم العادلة التي بدأت عام 1994م بعد انهاء كل تفاصيل واتفاقيات الوحدة والانقضاض على الجنوب ارضاً وانساناً وثروة . لكنه في المقابل يرى عدد من المتحزبين في احزاب المشترك أن خيار الفيدرالية أو الاتحادية هو الحل ونقطة الالتقاء بين كل الاطياف السياسية والحزبية في الجنوب أو الشمال. الحل الذي يرضي شعب الجنوب من خلال متابعاتنا واستطلاعاتنا للوضع في الجنوب واخذ كافة أراء الشرائح الجنوبية بمختلف اطيافها وخوضنا العديد من النقاشات والحوارات مع قيادات ومتظاهرين جنوبيين وسياسيين فأنه وبما لا يدع مجالاً للشك أن الجنوبيين باتوا اليوم مقتنعين كامل الاقتناع في النضال والسير تحت خيار فك الارتباط مهما كانت النتائج والتضحيات .لكننا من خلال ذلك نقراء بوضوح أن ذلك الخيار ليس خياراً نهائياً بالنسبة ،كون هناك من يرى أن فك الارتباط المباشر والسريع قد يقود إلى عواقب لا تحمد عقباها خاصة وأن الجنوب اليوم لا يملك بنية تحتية ولا مؤسسات ولا مقومات دولة وهذا ما تعمد نظام علي عبدالله صالح فعله منذ بعد حرب الاحتلال عام1994م. لكن فك الارتباط المرحلي هو الذي يمكن أن يوفر للجنوبيين مقومات دولة وبناء مؤسسات إقتصادية وتكوينية وبالنهاية لا يستطيع أحد أن يمنع شعب الجنوب من ممارسة حقوقة ومطالبته بما يريد وهذا هو فك الارتباط الذي يمكن أن ينقل الجنوبيين نقلة نوعية يضمنوا من خلالها كامل حقوقهم وبناء دولتهم الجديدة والحديثة . وفي نهاية الامر يبقى القول الفصل بالنسبة لمطالب الجنوبيين هو قول الجنوبيين انفسهم وبجميع فئاتهم بدون استثناء . من الملاحظ أن النقاشات بشأن القضية الجنوبية تطول وتتردد كثيراً في مكان وعلى المستويات المنفردة أو الجماعية وهو مايجعل الرأي العام تائهاً حول القضية ويحوم حولها دون الفصل في ملامحها واساسياتها ورؤيتها السياسية التي تنطلق من مبداء فك الارتباط واستعادة دولة الجنوب . ولان الامور هكذا فإنه يتطلب الوقوف بجديه ونزاهه أمام القضية الجنوبية وبعيداً عن التعصب الحزبي أو الكراهية المقيتة أو التحريض البغيض كون القضية الجنوبية ليست لفرد أو لجماعة أو لمنطقة بل هي قضية شعب وارض وطن مسلوب منذ عشرون عاماً وحان الوقت للفصل في قضيتة واستعادته بكامل السيادة والحدود أنطلاقاً من الحل العادل والرؤية الصائبة . لماذا تسعى جهات سياسية لالغاء الحراك الجنوبي لا شك ولا ريب أن هناك سياسات تنتهجها كثير من الاحزاب كل بحسب برامجه ورؤيته لكن ما لا يمكن أن يكون هو الالغاء والتشوية والتقليل من شأن الاخرين واتهامهم اتهامات باطلة لغرض كسب موقف سياسي معين . لقد شكل الحراك الجنوبي على مدى خمسة اعوام قوى سياسية جنوبية أو تيارات سياسية لكل منها تفاصيلها لكن كل تلك التيارات الجنوبية تمتلك هدف واحد وتناضل في كريق واحد وبأداة ووسيلة وشكل نضالي واحد وهي المسيرات والتظاهرات السلمية . ولقد تكبد الحراك الجنوبي خلال تلك المسيرات مشقات كبيرة ومعاناة قصوى فيما كان الخائفون ينظرون بتربص إليه خوفاً من الاعتقال أو الاختطاف او فقد مصالح سياسية أو شخصية بينما خرج كثير من الجنوبيين نعلنين مواقفهم الحراكية السلمية للعالم غير آبهين بمصالح شخصية الجمت كثير من الصامتين . وما لا يمكن القبول به هو مل محاولة تشوية منظمة واهمال متعمد للحراك الجنوبي السلمي تتجسد في شكل حرب تعتيم منظمة تقف خلفها جهات عليا وقنوات فضائية تخدم مشاريع خاصة ومعينة . فمن المواقف المشاهدة اليوم في الساحة الجنوبية بروز أصوات حماسية تنتمي الثورة التغيير الشبابية أو بالاخص لاحزاب معينة تدعم الثورة تنتقص من قدر الجنوبيين وتضحياتهم الجسام بل أنهم يطلقون على كل من ينتمي إلى الحراك الجنوبي لفظة (بلاطجة الحراك الذي يخدم علي عبدالله صالح ) وهي اللفظة التي تعطي بمضمونها اقصاء وتهميش آخر لكل ما هو جنوبي رغم معرفة العالم اجمع أن ثورات الربيع العربي ما هي الا تقليد للحراك الجنوبي السلمي واتباع لنهجة السلمي الحديث . من هنا يتضح للجميع أن هناك جهات تنتقص من قدر الجنوبيين وحجم قضيتهم وتضحياتهم وعملياً من يتوجه لاقصاءك في البداية لن يعطيك حقك في النهاية بل سيدوس عليك باقدامه ويرميك في جانب الطريق .وهي الاحاديث التي يرددها انصار حزب الاصلاح واعضاءه الذي يدرسون خيارات عديدة ويضعون عدد من الخطط بحسب احد انصاره لغرض انهاء الحراك الجنوبي أو تهميشه منها التهميش الاعلامي وشراء مواقف الاعلام ومثلها شراء بعض الشخصيات المتذبذبة في مواقفها وكذلك حصار مسيرات الحراك اعلامياً وميدانياً وشن حملات تحريضية لتشويه الحراك الجنوبي في سلوك يكرر منهاج وممارسة نظام علي عبدالله صالح . كلمة أخيرة .. نوجه كلماتنا إلى كل الجنوبيين الاحرار والى الافراد المتحزبين وغير المتحزبين ونقول لهم أن الحراك الجنوبي هو حركة شعبية سلمية انطلقت وصمدت واستمرت وستبقى تناضل من اجل اهداف فك الارتباط واستعادة الدولة الجنوبية حتى يتم تحقيق ذلك . وما على الاشخاص المتعصبين والمتحزبين الجنوبيين أو غير الجنوبيين الذين يسعون لكسب مواقف على حساب الحراك الجنوبي أن يقنعوا أنفسهم ويعودوا إلى رشدهم وحتى لو سعوا بكل الوسائل والادوات والطرق والحصار لإضعاف الحراك الجنوبي ستبقى قضية الجنوب شعلة تضيء طريق الجنوبيين وعلى رأسهم الحراك الجنوبي وتحرق من يحاول الاقتراب منها لغرض اطفاءها أو اضعاف وهج نبراسها التحرري التقدمي الثوري السلمي الحديث . فعليهم أن يبعدوا عنها ويتركونها لشانها كحركة سياسية حرة تناضل من اجل اهدافها الواضحة المتمثلة بفك الارتباط وأستعادة دولة الجنوب وذلك كي يجسدوا في انفسهم واحزابهم المنظمة بالمركزية المطلقة كما هو معروف معاني أحترام الاخرين واحترام أراءهم ومواقف السياسية والشخصية وحرية تعبيرهم . كما عليهم أن يتعلموا خلال فترة نضالهم في ثورة التغيير معاني النضال الحديث واحترام الحوار وإبداء وجهات النظر بالحجة والمنطق والدلائل لا بالعنصرية الحزبية والتعبئة الخاطئة ضد الحراك الجنوبي الملهم للشعوب العربية معاني النضال السلمي الحديث والتضحيات الكبيرة والصبر الثوري الاسطوري لم يكن الجنوبيون يدركون ما جرت اليه الامور في بادىء الامر وبالاخص منذ التوقيع على اتفاقية الوحدة اليمنية خاصة بعد وجود كثير من نقاط الاختلاف التي لا تسمح باقامة وحدة فيدرالية مؤقتة فظلاً عن أن تكون هناك وحدة إندماجية بالشكل التي تمت فيه فيما بعد . ولما سارت الامور بالشكل الذي يحكيه لنا التاريخ الحقيقي والذي نعرفه جميعاً دخل الجنوب في مرحلة أخرى من مراحل النضال الثوري متطلعين للوصول إلى الهدف الرئيسي الذي يتطلع من خلاله شعب الجنوب إلى الانطلاق في ركب العالم الحديث والتطور والتقدم الانساني والعلمي والعمراني الحديث . وانطلاقاً من حيث أن النهايات لاتصاغ ابداً دون الاستناد إلي البدايات أو المقدمات ، وحيث ان الاخيرة هي التي تحدد الملامح الرئيسية ، وتستند عليها وفق مؤشرات ودلالات يمكن استنتاجها من واقع الفصل والدمج والبداية مهما كان شكلها ومضمونها وحيث أن المنتصر دائما ما يصيغ النتائج وفق إملاء ثقافي قسري وإحداثيات عبثية نتيجة تنبؤات استقرائية شمولية ممنهجة .فأننا نضع قراءة واقعية لقضية كثيراً ما تم التداخل وخلط الاوراق فيها وخاصة مع بروز اعمال منظمة لطمسها من الوجود رغم أنها تعتبر القضية التي فجرت الجمود العربي المزري وأيقضت الحرية في نفوس كل العرب والشباب من خلال الحراك الجنوبي السلمي الذي انطلق في العام 2007م ليتأتي بعد اربعة اعوام من انطلاقة ما يسمى اليوم بثورات الربيع العربي. ماهي القضية الجنوبية ..؟ لإن القضية الجنوبية قضية عادلة لا يكاد يختلف أثنان في عدالتها ومدى أحقيتها وشرعيتها السياسية والحقوقية دائما ً ما يدور الحديث حولها وعنها وعن كيفية حل تلك القضية التي شغلت الرأي العام وخاصة منذ أنطلاق الحراك الجنوبي السلمي . فإلى كل المزايدين والملفقين والى كل المدافعين اليوم عن وهم باطل ، المتخوفين من الحقيقة المرة عليهم ،والمتباكين عن حدث ليس بعظيم بقدر عظمة شعب الجنوب الأبي الذي كان هو من قدم كل شي لصنع الحدث الذي يتباكون عليه . الى كل المداهنين والمتلونين بالوان الورق النقدية والمتحجمين بحجمها والمسترزقين باقوالهم وافعالهم رغم أنهم يعرفون الحقيقة كما هي ومتى بدأت وكيف شكلها ومستقبلها . الى كل اولئك وأكثر منهم نكتب اليوم القول الفصل ونضع أمامهم فصل الخطاب لنغلق الباب امام المتنبئين والمتذبذبين والمزورين لمواقف ومطالب الشعب الجنوبي الذي ما برح أن قال بوضوح ما يريده من خلال مسيراته السلمية على مدى خمسة اعوام ، ولم يكن هناك شعب اكثر وضوحاً وصراحة وقوة من الشعب الجنوبي الذي أعلن للعالم في زمن الصمت المخزي والذل الكبير أنه يريد الحرية والانعتاق ويطالب صراحة بتحرير أرض الجنوب واستقلالها وأستعادة دولة الجنوب الحرة وعاصمتها عدن . ولما كانت القضية الجنوبية من بداية مؤلمة جداً وحرب ظالمة نهبت في الارض والثروة والمباني والشركات ومنازل المواطنين الذين مابرحوا يمتصون اللطمة والهزيمة بصدور ملؤها ألم وحسرة على وحدة طالما حلموا بها غير متوقعين أن يتحول حلمهم التأريخي الى وصمة سوداء ونكالاً على مستقبلهم ومسقبل أولادهم . فالقضية الجنوبية لم تكن نتيجة عبثية لفئوية القبيلة والاشخاص أو أطماع أحزاب وقيادت عسكرية ولكنها بدأت منذ يوم أن قتل الحلم الكبير وطعنت عدن في ظهرها كما طعن الجنوب بأكملة . لقد بدأت القضية منذ أن وأدت الوحدة وتحولت تحولاً كاملاً الى إحتلال أرض ونهب ثروة وطمس هوية وتجهيل شعب واجيال الجنوب . لقد بدأت القضية الجنوبية منذ أن استبدلت القبيلة بالمدنية وأستبدل العشوائية بالقانون والعيش الكريم بالفقر والتسول . إن الجميع يعرفون وأكثر من يعرفون ذلك هم اولئك المتفيقهون في تفاصيل القضية الجنوبية وتلك المعرفة حقيقة واضحة امامهم ويعونها جيداً لكن الحقائق دائماً ما تكون مرة على المتذبذبين والمخادعين وهذه الحقيقة هي ( أن كل ما حدث للجنوب هي نتائج لحرب ظالمة والحرب الظالمة قتلت الحلم الكبير وتحول الحلم الكبير"الوحدة" الى دمارأ هائلاً لمقدرات وثروات ومستقبل وحياة أجيال الجنوب ). فما كان من الجنوبيين إلا أن خرجوا في مسيرات سلمية حديثة وناضجة تطالب بإعادة حقوقهم الوظيفية والاقصادية قبل أن ينتقلوا للمطالب السياسية التي شكلت صدمة قوية لكل فئات المجتمع ودول العالم بصفتها مطالب لم يستطيع إدراك وعقليات دول العرب استيعابها أو حتى مجرد تقبلها كونها ستنتج عنها مواقف جديدة قد تعيد مواقف دول نحو دول اخرى وخاصة أن الجنوب يقع في اهم منطقة عالمية وممر دولي عام لن تستطيع اي دولة الاستغناء عنه . ولهذا كانت الهجمات الشرسة والاهمال المتعمد لمطالب الشعب الجنوبي ومن كل أطياف القوى السياسية اليمنية والعربية والعالمية ليبقى شعب الجنوب الابي متمسكاً بمطالبة التي استند فيها على حدث ظالم تحولت الوحدة بسببه من وحدة توافق الى وحدة تزييف وإحتلال منتحلاً أسم الوحدة . ونتيجة للتداخلات الجيوسياسية التي نتجت منذ عشرين عاماً تكونت خلالها مصالح ومفاسد وتقاربات وإختلافات ظهرت مطالب الحراك الجنوبي السلمي المتمثلة بفك الارتباط كقنبلة هيروشيمية تسعى إلى إعادة ترتيب الصفوف وأعادة هيكلة الخارطة السياسية على أسس الحقائق والوقائع ودون تزييف أو تزوير ، لذلك كان الحراك الجنوبي يواجه دولياً بالاهمال واللامبالاه . الان وبعد قيام ثورات الربيع العربي لا خوف على الحراك الجنوبي وقضيته العادلة بل أن ثورات الربيع العربي ستعطي كامل الحق لشعب الجنوب في تمسكه بالمطالبة بحقه واستعادة دولته ، وإلا فكيف يحق للشعوب العربية أن تسقط حكاماً منتخبون من قبل الشعوب فيما لايحق لشعب الجنوب أن يطالب بأرضه ودولتة المستباحة . إنه وبدون أدنى شك او مزايدات أن للقضية الجنوبية حجمها الكبير ومستواها المتقدم على كل الازمات الموجودة اليوم على الساحة اليمنية والعربية ، بل لا تقل القضية الجنوبية أهمية عن القضية الفلسطينية من حيث المضمون أما الشكل فمختلف إختلافاً شكلياً من حيث ديانة الغاصب للأرض فقط وربما تكون اخلاق وقيم المغتصب الاسرائلي افظل من اخلاق وقيم المغتصب لأرض الجنوب . ولقد نشات القضية الجنوبية نشوءاً تقدمياً ينم عن مدى الوعي والقناعة التي وصل اليها ابناء الجنوب كافة حتى أولئك الذين حاربوا مسيرات الحراك الجنوبي في بأدئ الامر . ومع حفاظ الجنوبيين على سلميتهم الكبيرة والتزامهم بالنهج السلمي الحديث الناتج عن مدى الوعي والفكر والحرية التي تسكن في وجدان الجنوبيين الذين تعشموا كل الظروف والمعاناة والقمع في سبيل قضيتهم العادلة التي فجرت قنبلة الحرية في أرجاء العالم والشرق الاوسط وقلبت موازين وخرائط العالم أجمع بعد قيام ثورات الربيع العربي السلمية التي لا تزال مستمرة لاسقاط رؤساء العرب واحداً تلوا الاخر . الحلول المطروحة لحل القضية الجنوبية يعرف الجميع أن هناك عدد من المشاريع المطروحة لحل القضية الجنوبية والتي تسعى فيها دولاً عديدة واطيافاً واحزاباً كثيرة وذلك لانهاء القضية الجنوبية التي فجرت الوضع في الدول العربية وكانت القضية الأولى التي يخرج شعبها بصدور عارية امام كل الالات القمع والتنكيل التي خلفت أكثر من الف شهيد جنوبي وعشرات الالاف من المعتقلين والجرحى والمشردين . واول هذه الحلول المطروحة بشأن القضية الجنوبية ( فك الارتباط أو ما يسمى بالانفصال ) وهذا الحل الذي يتبناه الرئيس الجنوبي السابق ونائب رئيس الوحدة المناضل الزعيم السيدعلي سالم البيض يطرح الان كخيار إستراتيجي يناضل من اجله كل الجنوبيين وهو الخيار الابرز بالنسبة للجنوبيين . لكن وبصراحة يوجد بين الجنوبيين من يتخوفون من هذا الخيار مبررين تخوفهم بأن فك الارتباط لن يكون إلا بحرب اهلية بين الشمال والجنوب إذا كان لابد وهو ما لايريده الشعب الجنوبي لكنهم يتحدثون إذا كان فك الارتباط سلمياً فجميعهم يؤيدونه وبلا أستثناء مع احترام حقوق أخواننا الشعب الشمالي ومنحهم كامل الحرية في دولة الجنوب ما بعد فك الارتباط . أما الحل الثاني المطروح (فهو خيار الفيدرالية أو الكونفيدرالية أو الاتحادية ) وهو الخيار الذي بات اليوم في الجنوب يمثل شريحة منهم وبدعم كثير من انصار الثورة التغييرية بل يكاد يكون أغلب الجنوبيين مؤيدين لهذا الخيار كونه العقلاني والسلمي والذي سيجعل من شعب الجنوب وشعب الشمال شعب واحد لكن بآلية نظامين مختلفين بحسب خصوصية الجنوب والشمال بشرط أن يكون خاضعاً لفترة انتقالية يمنح بعدها شعب الجنوب الاستفتاء على البقاء في ذلك الخيار أم لا . وحقيقة أن هناك جنوبيين يرفضون هذا الخيار ويعتبرونه تفريطاً بحق الجنوبيين في إستعادة دولتهم وعاصمتها عدن وهذا الرفض ناتج عن قضيتهم العادلة التي بدأت عام 1994م بعد انهاء كل تفاصيل واتفاقيات الوحدة والانقضاض على الجنوب ارضاً وانساناً وثروة . لكنه في المقابل يرى عدد من المتحزبين في احزاب المشترك أن خيار الفيدرالية أو الاتحادية هو الحل ونقطة الالتقاء بين كل الاطياف السياسية والحزبية في الجنوب أو الشمال. الحل الذي يرضي شعب الجنوب من خلال متابعاتنا واستطلاعاتنا للوضع في الجنوب واخذ كافة أراء الشرائح الجنوبية بمختلف اطيافها وخوضنا العديد من النقاشات والحوارات مع قيادات ومتظاهرين جنوبيين وسياسيين فأنه وبما لا يدع مجالاً للشك أن الجنوبيين باتوا اليوم مقتنعين كامل الاقتناع في النضال والسير تحت خيار فك الارتباط مهما كانت النتائج والتضحيات .لكننا من خلال ذلك نقراء بوضوح أن ذلك الخيار ليس خياراً نهائياً بالنسبة ،كون هناك من يرى أن فك الارتباط المباشر والسريع قد يقود إلى عواقب لا تحمد عقباها خاصة وأن الجنوب اليوم لا يملك بنية تحتية ولا مؤسسات ولا مقومات دولة وهذا ما تعمد نظام علي عبدالله صالح فعله منذ بعد حرب الاحتلال عام1994م. لكن فك الارتباط المرحلي هو الذي يمكن أن يوفر للجنوبيين مقومات دولة وبناء مؤسسات إقتصادية وتكوينية وبالنهاية لا يستطيع أحد أن يمنع شعب الجنوب من ممارسة حقوقة ومطالبته بما يريد وهذا هو فك الارتباط الذي يمكن أن ينقل الجنوبيين نقلة نوعية يضمنوا من خلالها كامل حقوقهم وبناء دولتهم الجديدة والحديثة . وفي نهاية الامر يبقى القول الفصل بالنسبة لمطالب الجنوبيين هو قول الجنوبيين انفسهم وبجميع فئاتهم بدون استثناء . من الملاحظ أن النقاشات بشأن القضية الجنوبية تطول وتتردد كثيراً في مكان وعلى المستويات المنفردة أو الجماعية وهو مايجعل الرأي العام تائهاً حول القضية ويحوم حولها دون الفصل في ملامحها واساسياتها ورؤيتها السياسية التي تنطلق من مبداء فك الارتباط واستعادة دولة الجنوب . ولان الامور هكذا فإنه يتطلب الوقوف بجديه ونزاهه أمام القضية الجنوبية وبعيداً عن التعصب الحزبي أو الكراهية المقيتة أو التحريض البغيض كون القضية الجنوبية ليست لفرد أو لجماعة أو لمنطقة بل هي قضية شعب وارض وطن مسلوب منذ عشرون عاماً وحان الوقت للفصل في قضيتة واستعادته بكامل السيادة والحدود أنطلاقاً من الحل العادل والرؤية الصائبة . لماذا تسعى جهات سياسية لالغاء الحراك الجنوبي لا شك ولا ريب أن هناك سياسات تنتهجها كثير من الاحزاب كل بحسب برامجه ورؤيته لكن ما لا يمكن أن يكون هو الالغاء والتشوية والتقليل من شأن الاخرين واتهامهم اتهامات باطلة لغرض كسب موقف سياسي معين . لقد شكل الحراك الجنوبي على مدى خمسة اعوام قوى سياسية جنوبية أو تيارات سياسية لكل منها تفاصيلها لكن كل تلك التيارات الجنوبية تمتلك هدف واحد وتناضل في كريق واحد وبأداة ووسيلة وشكل نضالي واحد وهي المسيرات والتظاهرات السلمية . ولقد تكبد الحراك الجنوبي خلال تلك المسيرات مشقات كبيرة ومعاناة قصوى فيما كان الخائفون ينظرون بتربص إليه خوفاً من الاعتقال أو الاختطاف او فقد مصالح سياسية أو شخصية بينما خرج كثير من الجنوبيين نعلنين مواقفهم الحراكية السلمية للعالم غير آبهين بمصالح شخصية الجمت كثير من الصامتين . وما لا يمكن القبول به هو مل محاولة تشوية منظمة واهمال متعمد للحراك الجنوبي السلمي تتجسد في شكل حرب تعتيم منظمة تقف خلفها جهات عليا وقنوات فضائية تخدم مشاريع خاصة ومعينة . فمن المواقف المشاهدة اليوم في الساحة الجنوبية بروز أصوات حماسية تنتمي الثورة التغيير الشبابية أو بالاخص لاحزاب معينة تدعم الثورة تنتقص من قدر الجنوبيين وتضحياتهم الجسام بل أنهم يطلقون على كل من ينتمي إلى الحراك الجنوبي لفظة (بلاطجة الحراك الذي يخدم علي عبدالله صالح ) وهي اللفظة التي تعطي بمضمونها اقصاء وتهميش آخر لكل ما هو جنوبي رغم معرفة العالم اجمع أن ثورات الربيع العربي ما هي الا تقليد للحراك الجنوبي السلمي واتباع لنهجة السلمي الحديث . من هنا يتضح للجميع أن هناك جهات تنتقص من قدر الجنوبيين وحجم قضيتهم وتضحياتهم وعملياً من يتوجه لاقصاءك في البداية لن يعطيك حقك في النهاية بل سيدوس عليك باقدامه ويرميك في جانب الطريق .وهي الاحاديث التي يرددها انصار حزب الاصلاح واعضاءه الذي يدرسون خيارات عديدة ويضعون عدد من الخطط بحسب احد انصاره لغرض انهاء الحراك الجنوبي أو تهميشه منها التهميش الاعلامي وشراء مواقف الاعلام ومثلها شراء بعض الشخصيات المتذبذبة في مواقفها وكذلك حصار مسيرات الحراك اعلامياً وميدانياً وشن حملات تحريضية لتشويه الحراك الجنوبي في سلوك يكرر منهاج وممارسة نظام علي عبدالله صالح . كلمة أخيرة .. نوجه كلماتنا إلى كل الجنوبيين الاحرار والى الافراد المتحزبين وغير المتحزبين ونقول لهم أن الحراك الجنوبي هو حركة شعبية سلمية انطلقت وصمدت واستمرت وستبقى تناضل من اجل اهداف فك الارتباط واستعادة الدولة الجنوبية حتى يتم تحقيق ذلك . وما على الاشخاص المتعصبين والمتحزبين الجنوبيين أو غير الجنوبيين الذين يسعون لكسب مواقف على حساب الحراك الجنوبي أن يقنعوا أنفسهم ويعودوا إلى رشدهم وحتى لو سعوا بكل الوسائل والادوات والطرق والحصار لإضعاف الحراك الجنوبي ستبقى قضية الجنوب شعلة تضيء طريق الجنوبيين وعلى رأسهم الحراك الجنوبي وتحرق من يحاول الاقتراب منها لغرض اطفاءها أو اضعاف وهج نبراسها التحرري التقدمي الثوري السلمي الحديث . فعليهم أن يبعدوا عنها ويتركونها لشانها كحركة سياسية حرة تناضل من اجل اهدافها الواضحة المتمثلة بفك الارتباط وأستعادة دولة الجنوب وذلك كي يجسدوا في انفسهم واحزابهم المنظمة بالمركزية المطلقة كما هو معروف معاني أحترام الاخرين واحترام أراءهم ومواقف السياسية والشخصية وحرية تعبيرهم . كما عليهم أن يتعلموا خلال فترة نضالهم في ثورة التغيير معاني النضال الحديث واحترام الحوار وإبداء وجهات النظر بالحجة والمنطق والدلائل لا بالعنصرية الحزبية والتعبئة الخاطئة ضد الحراك الجنوبي الملهم للشعوب العربية معاني النضال السلمي الحديث والتضحيات الكبيرة والصبر الثوري الاسطوري http://www.al-tagheer.com/arts11159.html |
اقتباس:
اشكرك على هذا الطرح السلس والرائع المدعم بالحقائق الذي لا يستطيع نكرنها الا الجاحد |
نريد تعليق ياشباب
http://www.alkhaleej.ae/portal/ffbc3...f613e222e.aspx |
|
|
|
http://www.majalla.com/arb/2011/11/article55229370
ثلاثة سيناريوهات لمستقبل غامض اليمن.. إلى أين؟ مجلة المجلة |
أ ف ب- صنعاء: يُوقع الرئيس اليمني علي عبد الله صالح، اليوم الأربعاء في الرياض، على اتفاق نقل السلطة باليمن؛ ما يفتح الباب أمام حل الأزمة المستمرة منذ عشرة أشهر في هذا البلد، كما أفاد مصدر رسمي والمبعوث الأممي لليمن. ونقلت وكالة "فرانس برس" عن المصدر الرسمي، قوله إن "الرئيس وصل إلى الرياض للتوقيع على المبادرة الخليجية".
من جهته، أعلن التلفزيون اليمني الرسمي في خبرٍ عاجلٍ إن "الرئيس اليمني وصل إلى الرياض تلبيةً لدعوةٍ من المملكة لحضور التوقيع على المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية؛ لإخراج الوطن من تأثيرات الأزمة". بدوره أكد مبعوث الأمم المتحدة لليمن جمال بن عمر، أن الرئيس اليمني سيوقع شخصياً، اليوم الأربعاء في الرياض، على المبادرة الخليجية. وتجدّدت الاشتباكات في شمال صنعاء، اليوم الأربعاء، بين المسلحين القبليين المعارضين للرئيس علي عبد الله صالح والقوات الموالية له، وذلك قُبيل التوقيع المنتظر في الرياض على اتفاق نقل السلطة، بحسبما أفاد سكان. وذكر شهود عيان أن الاشتباكات تجدّدت في حي الحصبة، معقل شيخ مشايخ قبائل حاشد صادق الأحمر، كما دوت انفجاراتٌ في حي الصوفان المجاور. وبحسب الشهود، فإن الاشتباكات دارت بين مجموعاتٍ قبليةٍ مواليةٍ للشيخ صادق الأحمر وبين قوات الحرس الجمهوري التي يقودها أحمد نجل الرئيس اليمني، إضافة إلى قوات عسكرية أخرى موالية للنظام. وسبق أن وقّعت المعارضة في أبريل الماضي على المبادرة الخليجية، وهي ستوقع، اليوم الأربعاء، إلى جانب حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم على الآلية التنفيذية للمبادرة بعد أن تم الاتفاق على صيغتها، وهي آلية تحد!د جدولاً زمنياً مفصلاً للفترة الانتقالية في اليمن. وبحسب مصادر سياسية معارضة وموالية، فإن الآلية التنفيذية تقسم الفترة الانتقالية إلى مرحلتين. وتتضمن المرحلة الأولى تسليم الرئيس اليمني فور توقيعه على المبادرة صلاحياته الدستورية إلى نائبه عبد ربه منصور هادي، ولكن مع بقائه رئيساً شرفياً من دون القدرة على نقض قرارات نائب الرئيس، وذلك لمدة تسعين يوماً. اما المعارضة فيتعين عليها أن تقدم فوراً بعد التوقيع على الآلية، مرشحها لرئاسة حكومة الوفاق الوطني التي ستتألف بمشاركة الحزب الحاكم والمعارضة. وتنص الآلية التنفيذية على أن يقدم الحزب الحاكم والمعارضة أسماء مرشحيهم لحكومة الوحدة في غضون أسبوع. وفي 29 نوفمبر، تقدم إلى البرلمان صيغة الضمانات التي تمنح الرئيس صالح ومعاونيه حصانة من الملاحقة القانونية. وفور إقرار هذه الضمانات من قبل البرلمان، يدعو نائب الرئيس إلى انتخاباتٍ رئاسيةٍ مبكرة في غضون تسعين يوماً، على أن تكون هذه الانتخابات توافقية يتم فيها انتخاب عبد ربه منصور هادي رئيساً لمدة سنتين. كما يُفترض أن تشكل لجنة برئاسة نائب الرئيس اليمني تهتم بإعادة هيكلة القوات المسلحة وبإزالة المظاهر المسلحة من الشارع. وبعد الانتخابات الرئاسية المبكرة، تبدأ المرحلة الانتقالية الثانية التي تستمر سنتين، ويتم خلالها إجراء حوار وطني شامل لحل مشاكل اليمن الكبيرة، ولا سيما القضية الجنوبية (مطالب الحراك الجنوبي بالانفصال). وتنتهي هذه المرحلة الثانية بانتخابات رئاسية وبرلمانية عامة. وأفادت وكالة الأنباء اليمنية بأن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون اتصل ليل الثلاثاء الأربعاء بصالح وشكره على "تجاوبه مع جهود" المنظمة الدولية وقرار مجلس الأمن الدولي 2014 بشأن الأزمة اليمنية. وبحسب الوكالة، "أشاد الأمين العام للأمم المتحدة بمواقف الأخ رئيس الجمهورية وحرصه على الخروج من الأزمة التي تمر بها اليمن بالطرق السلمية". من جهته، توقع المتحدث باسم المعارضة البرلمانية اليمنية محمد قحطان، ألا يخرج المحتجون من الشارع مع توقيع الرئيس اليمني على اتفاق نقل السلطة. كما استبعد قحطان أي تراجعٍ في اللحظة الأخيرة من قبل صالح. وقال قحطان: "يبدو أن الرئيس صالح وجد نفسه أمام التوقيع، وهو سيوقع ولا أعتقد أنه سيكون هناك أي مفاجآت". وعمّا اذا كان المحتجون سيغادرون ساحات الاعتصام التي يتواجدون فيها منذ أشهر بعد توقيع اتفاق السلطة، قال قحطان "لا، فالشارع لا يقبل أصلاً المبادرة الخليجية". وأضاف قحطان الذي كان متواجداً في شارع الستين في صنعاء حيث يتظاهر المحتجون: "الناس لن يذهبوا إلى بيوتهم قبل انتهاء الفترة الشرفية"، في إشارة إلى فترة التسعين يوماً التي يُفترض أن يبقى فيها صالح رئيساً شرفياً لليمن، وتنتهي بانتخاباتٍ رئاسية توافقية مبكرة. كما قال قحطان إنه "سيكون هناك بالطبع خلافٌ مع الشباب حول مسالة الحصانة القانونية التي سيحصل عليها الرئيس بموجب المبادرة الخليجية، فهم يطالبون بمحاكمته". إلا أنه أشار إلى أن الآلية التنفيذية للمبادرة الخليجية "تنص على أن تقوم حكومة الوحدة الوطنية بالتحاور مع الشباب الذين لهم مطالب تتعلق بنظام ديموقراطي وانتخاباتٍ نزيهة وأعتقد أن الأمور ستكون أفضل إذا لمس الشباب أن هذه المطالب تتحقق". http://sabq.org/sabq/user/news.do?section=5&id=33659 |
مفاهيم مغلوطة يروج لها وتستهدف قضيـة جنوب اليمن بقلم:رائد الجحافي
تاريخ النشر : 2011-11-23 بقلم/ رائد الجحافي في الوقت الذي أضحت فيه قضية الجنوب تطرح نفسها بقوة على ملامح المشهد السياسي داخليا وخارجيا مستفيدة من الانتفاضة الشعبية السلمية المتواصلة في جنوب اليمن, إلا إننا نجد الكثير من المفاهيم المغلوطة تعتري الطرح وتناول القضية الجنوبية سواء من المحللين السياسيين ومراكز السياسة الخارجية أو حتى من قبل كيانات جنوبية, ومن هذه المفاهيم المغلوطة التي تظهر حين تناول ما يجري في الجنوب من ثورة سلمية وتحديد نقطة انطلاقها منذ أربع سنوات فقط, ليجري تجاهل وربما طمس ما قبلها من حركات وانتفاضات كانت أو مثلت جميعها النتاج الذي أدى إلى بروز الحراك السلمي الجنوبي بشكله التنظيمي والذي قام على إرهاصات ما قبله من الانتفاضات وحالة الغليان المتصاعد الذي شهده الشارع الجنوبي منذ ما بعد اجتياح الجنوب في العام 1994م، وإن كان لنا هنا تناول ما برز من بعد تلك الحرب إلا أنه ليس بالطرح السليم أن نعد مسألة ولادة القضية الجنوبية منذ ما بعد الحرب لأن القضية الجنوبية في شكلها ومضمونها الكاملين لا تتجزأ عن الدولة الجنوبية ما قبل العام 1994م - إعلان الوحدة اليمنية- وعن اتفاقيات الوحدة في العام1994م وما تلتها من اتفاقيات وتعاطي سياسي خلفته أزمة ما بعد الوحدة وقبل حرب صيف 1994م,فالقضية الجنوبية أن جاز لنا التعبير هنا تكونت أساساً من قرارات الشرعية الدولية في العام1994م، وواقعة إعلان فك الارتباط مع الجمهورية العربية اليمنية وعززتها التزامات السلطة اليمنية أمام الأمم المتحدة ومجلس الأمن, فيما الانتفاضة الشعبية بدأت بالفعل عقب اجتياح عدن وظهرت العديد من الحركات السياسية الرافضة للوضع الذي تمحور أساساً في صورة فرض الوحدة بالقوة واجتياح الجنوب والسيطرة على ثرواته وتسريح موظفيه العسكريين والمدنيين ومطاردة السياسيين وحرمان أبناء الجنوب من كافة حقوقهم ومصادرة ممتلكاتهم وفرض سياسة المنتصر والمهزوم, فظهرت وفي أغسطس 1999م تم تأسيس اللجان الشعبية, وفي يوليو 2004 تم الإعلان عن تأسيس التجمع الديمقراطي الجنوبي في الخارج (تاج), وفي تاريخ 13 يناير 2006 تم الإعلان عن التصالح والتسامح والتضامن بين أبناء الجنوب في جمعية ردفان الاجتماعية الخيرية بالعاصمة عدن، وتشكيل ملتقيات التصالح والتسامح في محافظات الجنوب, وفي مارس 2007م, تم تأسيس جمعيات المتقاعدين العسكريين والأمنيين والمدنيين, والمتقاعدين الدبلوماسيين والشباب والطلاب, ومناضلي ثورة 14 أكتوبر, وفي يونيو 2007م تشكلت مجالس تنسيق الفعاليات السياسية و هيئات النضال السلمي في المحافظات الجنوبية، وفي أكتوبر 2008م تم الإعلان عن تشكيل المجلس الوطني الأعلى لتحرير واستقلال الجنوب واستعادة دولته ثم تأسيس الهيئة الوطنية لاستقلال الجنوب وثم تأسيس الهيئة الوطنية للنضال السلمي، وفي مارس2009م تم تشكيل حركة النضال السلمي الجنوبي (نجاح). واستمر أبناء الجنوب بالانتفاضة الشعبية السلمية التي رافقت رفض أبناء الجنوب لممارسات سلطة صنعاء تجاه الجنوب من عسكرة المدن والمناطق وقصف الأحياء السكنية وتدمير منازل المواطنين وقتل وسحل الناشطين الجنوبيين ومطاردة وتشريد أبناء الجنوب إلى أن ظهرت جمعيات المتقاعدين العسكريين والمدنيين وجمعيات العاطلين عن العمل في العام 2007م والتي جاءت كمنطلق لتنظيم الانتفاضة السلمية الجنوبية تحت مضلة الحراك السلمي الجنوبي، وهذا التسلسل الذي سلف ذكره هنا يؤكد على أن انتفاضة وثورة الشعب الجنوبي لم تكن وليدة العام 2007م, وليست مثل ثورات الربيع العربي التي جاءت بشكل مفاجئ بدأ من تونس وانتقلت إلى مصر ثم ليبيا ثم بقية البلدان الأخرى. ومن أهم المفاهيم المغلوطة المرتبطة بالقضية الجنوبية أو الحراك الجنوبي تلك المصطلحات والمفاهيم المتكررة إعلامياً مثل مصطلح الانفصال، فالذي يجري في الجنوب لا ينطبق عليه مثل هكذا مصطلح, لأن الانفصال مصطلح لا ينطبق إلا على إقليم ما تابع لدولة مثل جنوب السودان وإقليم كوسوفو وغيره أراد سكانه تقرير مصيرهم وسعوا للانفصال عن الدولة, أما ما يحدث في جنوب اليمن يمكن اعتباره مثل ما حدث لنهاية الوحدة (المصرية – والسورية) لان جنوب اليمن باعتباره في الأساس دولة دخلت كطرف رئيسي مع (ج.ع.ي) بوحدة شراكة حقيقية في أساسها قبل أن يتنصل الطرف الأخر لعقد الشراكة ويتنكر لالتزاماته ما اجبر الطرف الأول على التراجع عن تلك الوحدة الكاذبة بإعلان فك الارتباط في مايو 1994م الذي كان نتاج لفشل مشروع الوحدة. وتبقى هناك الكثير من المفاهيم المغلوطة الأخرى التي أضحت متداولة على مستويات عربية وإقليمية ودولية في الشأن الجنوبي, فهناك على سبيل المثال نجد مراكز توثيق سياسية وعربية ودولية تختزن في محتواها تعاريف ومفاهيم خاطئة أو منتقصة على القضية الجنوبية, إذ ورد في الموسوعة الحرة"ويكيبيدياء" إن الحراك الجنوبي انخرط في صفوف الثورة اليمنية.... (مع اشتداد واتساع دائرة ثورة الشباب اليمنية التي عمت معظم المدن اليمنية مطلع عام 2011 م للمطالبة برحيل الرئيس علي عبد الله صالح وإسقاط النظام، أعلن الحراك على لسان أمينه العام عبد الله حسن الناخبي وقف مطالب الانفصال بشكل مؤقت، والانضمام إلى المظاهرات والاحتجاجات التي تعم البلاد والتي دعا لها الشبان اليمنيين ثم انضمت إليها المعارضة ممثلة في تكتل أحزاب اللقاء المشترك.) ومثله الكثير من المحتويات العربية والأجنبية الأخرى وحتى في عقول الساسة العرب والأجانب, وهذه المفاهيم المغلوطة والخاطئة أعتبرها جاءت من ضعف الأعلام الجنوبي وغياب مركز إعلامي رسمي للحراك الجنوبي, ما أتاح أمام سلطة صنعاء ومن والاها... ترويج مثل هذه المفاهيم. ومن المفاهيم المغلوطة التي يتناولها الإعلام العربي اعتبار بعض المحافظات الشمالية أو المناطق الشمالية على أنها مناطق جنوبية مثل إدراج محافظة تعز على أنها واقعة في جنوب اليمن، أو مناطق مثل دمت وقعطبة وغيرها على أنها تابعة لجنوب اليمن بينما هي دون ذلك لأن الإعلام الجنوبي ربما أخفق في توصيل بعض الوقائع من أن مناطق شمالية جرى ضمها إلى محافظات جنوبية في تقسيم إداري مستحدث وجرى تسميتها بأسماء محافظات جنوبية لتحقيق أغراض سياسية من شأنها ضرب القضية الجنوبية. أما المفاهيم المغلوطة والتي يقع الجنوبيين أنفسهم فيها عند تناول مسألة ظهور أصوات خارج هدف الحراك الجنوبي كالأصوات التي تتبنى مشاريع غير الاستقلال وعند تناولها تعتبرها أطراف متساوية مع الكيانات المتبنية لمشروع الاستقلال وهذا بحد ذاته تسويق لتيارات وهمية في الجنوب بهدف خداع الرأي العام على إن في الجنوب هناك يوجد ثقل ما لجهات باتت تتبنى مشاريع غير الاستقلال وهذا يحدث في الوقت الراهن لكن الشارع الجنوبي أقوى رد وخير دليل على بطلان هذا الترويج، كما إن قادمات الأيام في الجنوب ستكون شاهد قوي على ماهية رغبات ومطالب شعب الجنوب. http://pulpit.alwatanvoice.com/artic...23/243549.html |
http://aljazeera.net/NR/exeres/066BD...04D0B1B87F.htm
الجزيرة نت مؤتمر جنوب اليمن يدعو لتقرير المصير |
عواصم عبد النبي شاهين-ليلى الفهيدى:
وقع الرئيس اليمني علي عبدالله صالح امس بالرياض المبادرة الخليجية لنقل السلطة في اليمن. وشهد التوقيع خادم الحرمين الشريفين العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز. ووقع وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبدالله بن زايد عن الجانب الخليجي لكون بلاده ترأس الدورة الحالية لمجلس التعاون. وبعيد توقيع المبادرة، قام ممثلون عن حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم باليمن وعن المعارضة بالتوقيع على الآلية التنفيذية للمبادرة. وقال خادم الحرمين خلال حفل التوقيع إن صفحة جديدة تبدأ اليوم في تاريخ هذا البلد. من ناحية أخرى تصاعدت احتجاجات شباب الثوار باليمن على توقيع المبادرة؛ مؤكدين من ساحة التغيير بصنعاء رفضهم لاتفاق نقل السلطة، واصرارهم على محاكمة صالح تفاصيل صالح يوقع على اتفاق نقل السلطة .. واحتجاجات في صنعاء على بند حصانته.. العاهل السعودي: اليوم تبدأ صفحة جديدة في تاريخ اليمن عواصم-ليلى الفهيدي-وكالات: وقع الرئيس اليمني علي عبدالله صالح أمس في الرياض المبادرة الخليجية لنقل السلطة في اليمن. وقال العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز خلال مراسم حفل التوقيع على الاتفاق إن صفحة جديدة تبدأ اليوم في تاريخ اليمن. وأضاف الملك مخاطبا القادة اليمنيين بحضور وزراء خارجية دول خليجية "اليوم تبدأ صفحة جديدة من تاريخكم". ووقع صالح على المبادرة بحضور خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، كما وقع عليها وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبدالله بن زايد لكون بلاده ترأس الدورة الحالية لمجلس التعاون الخليجي. وبعيد توقيع المبادرة، قام ممثلون عن حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم في اليمن وعن المعارضة بالتوقيع على الآلية التنفيذية للمبادرة، وهي آلية مزمنة تحدد بالتفصيل ملامح المرحلة الانتقالية في اليمن. وسبق أن وقعت المعارضة في أبريل الماضي على المبادرة الخليجية،وهي ستوقع إلى جانب حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم على الآلية التنفيذية للمبادرة بعد أن تم الاتفاق على صيغتها، وهي آلية تحدد جدولا زمنيا مفصلا للفترة الانتقالية في اليمن.وبحسب مصادر سياسية معارضة وموالية، فإن الآلية التنفيذية تقسم الفترة الانتقالية إلى مرحلتين.وتتضمن المرحلة الأولى تسليم الرئيس اليمني فور توقيعه على المبادرة صلاحياته الدستورية إلى نائبه عبدربه منصور هادي، ولكن مع بقائه رئيسا شرفيا من دون القدرة على نقض قرارات نائب الرئيس، وذلك لمدة تسعين يوما.أما المعارضة فيتعين عليها أن تقدم فورا بعد التوقيع على الآلية، مرشحها لرئاسة حكومة الوفاق الوطني التي ستتألف بمشاركة الحزب الحاكم والمعارضة.وتنص الآلية التنفيذية على أن يقدم الحزب الحاكم والمعارضة أسماء مرشحيهم لحكومة الوحدة في غضون أسبوع. وفي 29 نوفمبر، تقدم إلى البرلمان صيغة الضمانات التي تمنح الرئيس صالح ومعاونيه حصانة من الملاحقة القانونية.وفور إقرار هذه الضمانات من قبل البرلمان، يدعو نائب الرئيس إلى انتخابات رئاسية مبكرة في غضون تسعين يوما، على أن تكون هذه الانتخابات توافقية يتم فيها انتخاب عبدربه منصور هادي رئيسا لمدة سنتين.كما يفترض أن تشكل لجنة برئاسة نائب الرئيس اليمني تهتم بإعادة هيكلة القوات المسلحة وبإزالة المظاهر المسلحة من الشارع.وبعد الانتخابات الرئاسية المبكرة، تبدأ المرحلة الانتقالية الثانية التي تستمر سنتين، ويتم خلالها إجراء حوار وطني شامل لحل مشاكل اليمن الكبيرة، لاسيَّما القضية الجنوبية (مطالب الحراك الجنوبي بالانفصال).وتنتهي هذه المرحلة الثانية بانتخابات رئاسية وبرلمانية عامة. وفي مؤتمر صحافي عقده أمس في صنعاء، أكد المبعوث الأممي جمال بن عمر هذه الخطوط العريضة للمرحلة الانتقالية.ودعا "كافة الأطراف اليمنية لاحترام تعهداتها في الاتفاق ووقف كافة أعمال العنف فورا والتوقف عن أية استفزازات والعمل معا بنية طيبة".وتوجه إلى الشباب المحتجين بالقول: "مطالبكم أوجدت الزخم للتغيير في اليمن" و "عليكم أن تستثمروا هذه الفرصة التاريخية بمسؤولية لتساهموا بفاعلية في مستقبل أفضل لليمن".إلا أن آلاف الشباب تظاهروا أمس أيضاً في صنعاء رفضا لمنح صالح أية حصانة وللمطالبة بمحاكمته.ورددوا خلال تظاهرهم "يوقع أو ما يوقع، لن يضيع دم الشهداء"، و "لا حصانة لا ضمانة، لعلي صالح وأعوانه". في الأثناء أعلن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أن صالح سيتوجه إلى نيويورك لتلقي العلاج الطبي بعد توقيع اتفاق نقل السلطة.وقال بان كي مون للصحافيين إن صالح أوضح برنامجه في مكالمة هاتفية معه الثلاثاء. وأضاف أن صالح سيوقع على مبادرة مجلس التعاون الخليجي ومن ثم "سيأتي إلى نيويورك بعد توقيع الاتفاق لتلقي العلاج. شخصية وحدث .. صالح .. و"الرقص على رؤوس الأفاعي" صنعاء-ا ف ب: الرئيس اليمني علي عبدالله صالح الذي وقع أمس في الرياض اتفاقا لنقل السلطة يمنحه خروجا مشرفا من الحكم وحصانة من الملاحقة، عسكري وبراغماتي محنك لعب دورا محوريا في التاريخ العاصف لبلاده طوال أكثر من نصف قرن. وبعد أشهر من"الثورة السلمية" لإجباره على التنحي، استطاع وصف حكمه لليمن ب"الرقص على رؤوس الثعابين" من الحصول على شروط جيدة لخروجه من السلطة، سيما أنه سيبقى رئيسا شرفيا لمدة تسعين يوميا ولن يغادر إلا مع إجراء انتخابات مبكرة كما أصر دوما.فهذا اللاعب المحنك، لم يفر من بلده كنظيره التونسي زين العابدين بن علي، ولم يقتل مثل الزعيم الليبي معمر القذافي ولا هو سيحاكم مثل الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك، وحتى حزبه لن يخرج من المعترك السياسي. وفي 1978، اختير صالح الذي كان حينها في رتبة مقدم، من قبل هيئة تأسيسية ليحل مكان رئيس اليمن الشمالي أحمد الغمشي الذي قتل في عملية دبرت بالجنوب. وصالح، الذي ولد في 21 مارس 1942، أحاط نفسه بنواة صلبة من المقربين الأوفياء، لاسيَّما إخوته الذين وضعهم في مواقع أساسية بالنظام العسكري والأمني. كما اعتمد على الحزب الحاكم، حزب المؤتمر الشعبي العام.ولكن ليتمكن من حكم هذا البلد المعقد جدا، تماشى صالح مع التركيبة القبلية والتقليدية للبلاد التي تفتقر للثروات الطبيعية والتي يتمتع فيها شيوخ القبائل ورجال الدين بنفوذ كبير. وينتمي صالح لقبيلة سنحان، وهي إحدى قبائل حاشد الأكبر والأقوى في اليمن، والتي خاضت قواته في الأشهر الماضية معارك طاحنة مع مناصري شيخ شيوخها صادق الأحمر.وقال الخبير في شؤون اليمن فرانك ميرمييه "منذ العام 1978، أقدم صالح بهدف الحفاظ على نظامه، على دمج شيوخ القبائل في هيكلية الدولة، ومنحهم مقاعد في الحكومة وجعلهم يستفيدون من الدعم المالي الحكومي".وعمل صالح في البداية على الوحدة مع الجنوب، وقد تحققت هذه الوحدة في 1990 بالتزامن مع سقوط الإمبراطورية السوفيتية. وتحول صالح بعد ذلك إلى أول رئيس لليمن الموحد، ولكن بعد أربع سنوات، استخدم الحديد والنار لقمع محاولة انفصالية في الجنوب.وبعد 33 سنة في الحكم لم يحقق صالح تقدما في مستوى معيشة مواطنيه الذين يعيشون في أحد أفقر البلدان في العالم.صالح متزوج وأب لسبعة أبناء، وهو ينتمي إلى الطائفة الزيدية، إحدى الفرق الشيعية، ويشكل أتباعها ثلث سكان اليمن والغالبية في شمال البلاد.إلا أن صالح خاض منذ 2004 ست حروب مع متمردين زيديين شمال البلاد، آخرها انتهى في فبراير 2010. وتمكن صالح، وهو براغماتي بامتياز، من اجتياز عدة أزمات صعبة في الماضي، لاسيَّما الأزمة التي نجمت عن اجتياح عراق صدام حسين للكويت في 1990. وبعد توحيد البلاد، جرت ثلاث انتخابات تشريعية في 1993 و1997 و2003، وانتخابات رئاسية في 1999 و2006 تم بموجبهما التجديد لصالح. وكان يفترض أن تنتهي ولايته الحالية رسميا في 2013. وواجه صالح أيضاً تنظيم القاعدة الذي أسسه أسامة بن لادن، السعودي المتحدر من اليمن.إلا أنه استخدم خطر هذا التنظيم من أجل تعزيز موقعه لدى الولايات المتحدة التي كان يحصل منها على دعم ب150 مليون دولار سنويا.وواجه صالح منذ نهاية يناير حركة احتجاجية غير مسبوقة وأصبح معزولا أكثر من أي وقت مضى إلا أنه ظل يسيطر على القسم الأكبر من القوات المسلحة وظل قادرا على تحريك مئات الآلاف من المؤيدين في الشارع كل أسبوع. وقد رفض ثلاث مرات، ودائما في اللحظة الأخيرة، التوقيع على المبادرة الخليجية رغم تأكيده مرارا أنه سيوقعها.وفي إحدى هذه المرات، حاصر مؤيدو صالح السفراء الخليجيين والأوروبيين في مبنى السفارة الإماراتية حيث كان يفترض أن يوقع الرئيس على المبادرة. وأصيب صالح في يونيو بجروح وحروق بالغة في هجوم استهدف مسجد القصر الرئاسي نقل على إثره مع مسؤولين كبار أصيبوا معه إلى السعودية للعلاج. إلا أنه، وخلافا لكثير من التوقعات، عاد ليتابع إدارة الأزمة. http://www.al-sharq.com/articles/more.php?id=266524 |
اقتباس:
|
الحكم والمعارضة في اليمن يوقعان المبادرة الخليجية
عبدربه منصور هادي . . عسكري ببدلة مدنية آخر تحديث:الخميس ,24/11/2011 بديل صالح في القصر الجمهوري صنعاء- فاروق الكمالي: 1/1 لم يكن أحد في اليمن يتوقع أن يتولى عبدربه منصور هادي مهام إدارة البلاد، فالرجل الذي عين نائباً للرئيس عقب حرب صيف ،1994 عاش في الظل بلا مهام واضحة أو دور مهم، وبلا صلاحيات، فقد كانت كل الملفات بيد الرئيس علي عبدالله صالح، لا أعمال يقوم بها النائب ولا ملفات يديرها، إنه نائب الرئيس وكفى، جائزة استحقها لدوره العسكري في حرب صيف ،94 وشخص مناسب لصالح الذي لا يريد شخصيات قوية إلى جواره . أدى هادي مع قيادات عسكرية من جماعة الرئيس علي ناصر محمد أو ما يعرف ب”الزمرة”، دوراً رئيساً في حرب صيف 94 استحق على إثره منصب وزير الدفاع وأدى دوراً بارزاً في تفكيك لواء “العند”، الذي كان مفتاح الطريق أمام قوات الرئيس صالح لدخول مدينة عدن . يحمل درجة الأركان من روسيا والتحق بعدة دورات عسكرية متخصصة، ويؤكد محللون سياسيون انه رجل عسكري من طراز رفيع، وأنه قادر على حسم الأمور إذا امتلك أدوات الحكم وصلاحيات كاملة، لكن الانتقادات التي توجه إليه تركز على شخصيته العادية، وأنه لا يتمتع بالمكر السياسي ولا يمتلك “الكاريزما” أو مؤهلات القيادة السياسية، لكن مقربين منه يقولون إنه مثقف واسع الاطلاع ومتابع لأهم الإصدارات العالمية، يحب الاستماع إلى الفنان محمد مرشد ناجي والأغاني العدنية القديمة . يمارس هادي رياضة السباحة، لكنه في السياسة لا يسبح ضد التيار، كان يؤدي الدور المرسوم له دون اعتراض، وليست له مواقف قوية أو تصريحات مثيرة للجدل، أحاديثه للصحافة قليلة جداً، ولم يقف أمام كاميرات التلفزيون إلا في مناسبات قليلة تكاد تعد بالأصابع . على الصعيد الشخصي يعرف عن هادي علاقته الجيدة مع الجميع، وقد حظي ببعض الاهتمام في الإعلام الرسمي في أعقاب انتفاضة الحراك الجنوبي المطالب بالانفصال عام ،2007 حينها فقط تذكر صالح أن نائبه من محافظات الجنوب ويستطيع إدارة ملف الحراك وتهدئة الشارع الغاضب والحوار مع مكونات الحراك . لاحقاً تسلم هادي ملف إدارة الحوار مع أحزاب المعارضة المتمثلة في تكتل اللقاء المشترك، وتوجت جهوده بالاتفاق على تأجيل انتخابات برلمان 2009 لمدة عامين، كان هذا الملف نقطة تحول في مسيرة الضابط الذي دخل المعترك السياسي، وفي عام 2008 أسند إليه منصب الأمين العام لحزب المؤتمر الحاكم خلفاً لعبدالقادر باجمال . وصل اتفاق الحاكم والمعارضة بشأن إجراء الانتخابات إلى طريق مسدود لأسباب يوجزها هادي في حديثه لشبكة “سي إن إن” بقوله: “للأسف لم تجر الانتخابات لأسباب كثيرة، منها الحرب في محافظة صعدة والمشكلات في المحافظات الجنوبية” . وعندما دخلت الأزمة السياسية تحت تأثيرات ربيع الثورات العربية قال إن الأحزاب بدت وكأنها تمشي مع هذا التيار، وعرفت أسلوباً جديداً لتغيير نظام الحكم”، هذا الأسلوب الجديد صب في النهاية في مصلحة هادي الذي وصل إلى منصب رفيع، لكنه ظل بعيداً عن مراكز اتخاذ القرار . في فبراير/ شباط الماضي، خرج ملايين اليمنيين إلى الشوارع في ثورة شعبية سلمية تطالب برحيل الرئيس صالح وإسقاط النظام، ويوم 18 مارس/ آذار في “جمعة الكرامة” تعرض المعتصمون في ساحة التغيير بصنعاء لمذبحة سقط فيها أكثر من 50 قتيلاً وعشرات الجرحى بالرصاص الحي . وعندما أعلن اللواء علي محسن الأحمر تأييده وانضمامه إلى ثورة الشعب، تلا ذلك استقالات لوزراء وسفراء وعدد كبير من أعضاء الحزب الحاكم في البرلمان، كانت التوقعات تشير إلى احتمال انضمام هادي إلى صفوف الثورة، لكن الرجل فضل الابتعاد في الركن “الهادئ”، ولم تصدر عنه مواقف محددة سواء في الدفاع عن نظام صالح أو في تأييد الثورة، ويرى مراقبون أن قرار النائب ينم عن حكمة، فبانضمامه كان سينتقل من أداء دور مهم إلى دور هامشي في ظل بروز قوى عسكرية وقبلية قوية متحدثة باسم الثورة ومتحكمة في قراراتها . في إبريل/ نيسان، قدمت دول مجلس التعاون الخليجي مبادرة لنقل السلطة، تنص على نقل صالح صلاحياته إلى نائبه، ليعود هادي إلى الواجهة باعتباره رجل المرحلة والتوازنات الذي تنعقد عليه آمال اليمنيين لإنقاذ البلاد، ورغم الترحيب بالمبادرة من الطرفين، فإن صالح رفض التوقيع وقدم التعديلات تلو التعديلات حتى تعرضه لمحاولة اغتيال غامضة في قصره يوم 3 يونيو، وانتقاله إلى السعودية للعلاج . برزت حينها أصوات تطالب هادي بتحمل مسؤولياته وتسلم السلطة وفق مواد الدستور التي تنص على انتقال السلطة من الرئيس إلى نائبه في حال عجز الأول عن أداء مهامه، وخلال فترة غياب صالح برز هادي بصفته الرجل الأول في البلاد، لكن انتقادات كثيرة وجهت إليه وأكدت أن الحاكم الفعلي هو نجل الرئيس وقائد قوات الحرس الجمهوري أحمد علي عبدالله صالح، وقد نفى هادي هذه الاتهامات، وقال في حديثه لشبكة “سي إن إن”: “الرئاسة لا أحد فيها الآن، مكتب الرئيس فارغ، وعندما أحتاج إلى قائد الحرس الجمهوري أستدعيه إلى وزارة الدفاع ويتلقى التعليمات بصفته قائداً عسكرياً وليس على أساس أنه جالس في الرئاسة” . في الأثناء كان هادي يوطد علاقاته بالإدارة الأمريكية ودول الجوار ويقدم نفسه رجلاً أول، ونجح في الحصول على منح سخية من النفط قدمتها السعودية والإمارات وأسهمت مؤقتاً في إنهاء أزمة الوقود . على صعيد جهود نقل السلطة، نجح النائب في تحقيق تقدم كبير في إنجاز المبادرة الخليجية من خلال خطة زمنية لتنفيذها تقدم بها مبعوث الأمم المتحدة جمال بن عمر، كما استطاع تحقيق نجاح ملموس مع المعارضة بشأن الاتفاق على آلية نقل السلطة . وعندما يجلس النظام مع المعارضة لتوقيع المبادرة الخليجية لنقل السلطة سيكون اليمن أمام حدث تاريخي وعلى أبواب مرحلة جديدة رجلها عبدربه منصور هادي، ابن منطقة “الوضيع” محافظة أبين الذي وضعته الأقدار أمام مسؤولية تاريخية، واختارته لقيادة اليمن في ظرف استثنائي وخطير، ويرى مراقبون انه إذا أراد أن يكون على قدر المسؤولية والثقة، عليه أن يكون حاسماً ويقظاً في مرحلة تحتاج إلى الحزم والحكمة، ورجلاً يعمل من أجل الشعب ولخير اليمن . http://www.alkhaleej.ae/portal/85169...65c110240.aspx |
|
قوى الثورة اليمنية: صنعاء بين رغبة الجنوب في الفيديرالية واستقلال الحوثيين
الجمعة, 25 نوفمبر 2011 نبيل الصوفي منذ عشرة شهور، يتزاحم ملايين اليمنيين في عدد من المدن الرئيسية لمعارضة حكم الرئيس علي عبدالله صالح والدعوة لإسقاطه. وفيما يتوحدون في الشعار العام «الشعب يريد اسقاط النظام»، فإنهم يتباينون الى حد الاختلاف والتعارض بين بعض مكوناتهم، التي تتسع من «الحوثيين» في أقصى الشمال حتى «الاستقلاليين» في أقصى الجنوب، مروراً بالقبيلة والعسكر في صنعاء و «اللقاء المشترك» والشباب في صنعاء وتعز وغيرها من المحافظات، مع خصوصية تتعلق بالتحالف الاجتماعي لحزب الإصلاح مع قبائل في الجوف وصنعاء وعمران، بما هو أقوى من تحالفاته مع المكونات الحزبية السياسية في اللقاء المشترك. المستقلون تزدحم الساحات اليمنية، بمكون مستقل من كتلتين: الأولى، النشطاء الحزبيون الذين لم يعد لهم علاقات تنظيمية بأحزاب اللقاء المشترك. غالبية هؤلاء ينتمون للتجمع اليمني للإصلاح، والحزب الاشتراكي اليمني، مع حضور نوعي في محافظة تعز للتنظيم الوحدوي الناصري، ورموز عدة أعلنت استقالتها من الحزب الحاكم «المؤتمر الشعبي العام» والتحقت بالثورة. غالبية هؤلاء المستقلين من الذين لا تتجاوز أعمارهم الأربعين، وهم ممن انخرطوا في الشأن العام عبر الحركة الحقوقية المدنية خلال السنوات العشر الأخيرة. وفيما قاد نشطاء ناصريون واشتراكيون أول اعتصام في شوارع تعز، شهدت العاصمة صنعاء توجهين للمسيرات، كانت «توكل كرمان»، القادمة من «التجمع اليمني للإصلاح»، تقود مسيرات في محيط جامعة صنعاء غالبيتها من شباب الاصلاح والقريبين منهم، وكان نشطاء من مستقلي الحزب الاشتراكي واعضائه يقودون تظاهرات في شارعي حدة وكلية الشرطة، بالقرب من معسكري الأمن المركزي ودار الرئاسة. وتوحّد متظاهرو صنعاء عشية سقوط الرئيس المصري محمد حسني مبارك في محاولة التجمع في ميدان التحرير، قبل أن يستقر بهم الحال أمام جامعة صنعاء، في ظل مواجهات يومية مع السلطات. الكتلة الثانية، من ذوي المصالح المتضررة من سياسات السلطة، من مثقفين وحِرَفيين، من مختلف الأعمار، والذين لا ينتمون للأحزاب ولا لمنظومة القبائل ومصالحها. وهم أكثر مَن رفعت الثورةُ الشعارات التي تعبِّر عن مشاكلهم وتصوراتهم للحياة العامة في شقيها الاجتماعي والاقتصادي. ويمكن اعتبار هؤلاء المستقلين، أنشطَ مكونات الثورة، وأكثرَها ارتباطاً بشكلها الحديث ووسائلها، المرتكزة على وسائل الاتصال الحديثة. غير أنهم متفرقين في مئات من المكونات، غالبيتها عبارة عن أسماء على الإنترنت أو في خيمة من خيم ساحة الاعتصام، وليس لهم مكون جامع، باستثناء ما أسسه المستقيلون من المؤتمر الشعبي العام، الذين أعلنوا في 18 نيسان (أبريل) 2011 تأسيس تحالف «تنظيم العدالة والبناء»، الذي يضم الكتلة البرلمانية والوزراء المستقيلين وعدد من القيادات الحزبية المرموقة في المؤتمر، منهم محمد ابو لحوم رئيس دائرة العلاقات الخارجية، ويحيى الشامي رئيس هيئة الرقابة. وخلال الأشهر الطويلة للثورة، خاض المستقلون معاركَ عديدة داخل الساحات ضد المكونات الأخرى، بالأخص ضد مكوني «الاصلاح» والقبائل والعسكر المتحالفين معهم في الشعار العام. وفيما كانت معارك الساحات تنتهي في الغالب ضد المستقلين، ويُقْصَوْن بتهم عدة أغلبها ادعاء خصومهم بأنهم أتباع للنظام، كما حدث في ساحتي تعز والحديدة، أو بتهمة «شق الثورة»، كما بررت ساحة صنعاء الاعتداء على الناشطات والناشطين الذين يرفضون التنازل عن شعاراتهم وخطاباتهم واستقلال رؤيتهم. غير أن هؤلاء الشباب سرعان ما يستعيدون قوتهم في أول تجدد للصراع العام مع النظام، أو لعوامل أخرى، كما حدث للناشطة الأبرز من هذه الساحة «توكل كرمان»، الحائزة جائزة نوبل، والتي رغم عضويتها في اللجنة المركزية لحزب التجمع اليمني للإصلاح، فإنها تعمل باستقلال عن الحزب، وإن تحت اطار حمايته الميدانية لها، لكنها تعرضت للإقصاء من ساحة صنعاء، لرفضها المستمر السيطرة الحزبية على الساحة، ولولا «جائزة نوبل» لكانت مُنعت من الصعود الى منصة ساحة التغيير التي تديرها لجنة تنظيمية نصبها «اللقاء المشترك»، ومكونها الأساس ناشطون من التجمع اليمني للاصلاح، يتحكمون بالمال والقوة في الساحة. الحوثيون هم الأداة التنظيمية التي أفرزتها ستة حروب أهلية في محافظة صعده على حدود المملكة العربية السعودية. كانت الحرب بين السلطة المركزية في صنعاء وبين الحوثيين تنمو بنشاط وحيوية بعيداً من خيارات المركز، أو بالأدق «خارج محددات خياراته». كما شاركت فيها صراعات «الزيدية» القبلية مع «الزيدية» الدينية، حيث شهدت مناطق شمال الشمال صراعات محلية قاسية بين المكونين. وبالاضافة الى تقاطعات الصراع المذهبي-الاجتماعي-التاريخي في اليمن من ناحية، وفي المحيط الاقليمي من ناحية أخرى، فقد أفضت الحروب الستة الى تعزيز نفوذ «الحوثيين» كممثلين محليين بشعار «ديني زيدي» في مواجهة التحالف الحاكم، الذي يُعَدّ آخر ما بقي للرئيس علي عبدالله صالح من التحالفات، وهو آخر من التحق بالثورة، ممثلاً بقيادة قبيلة حاشد، وبالقيادة العسكرية لتلك الحرب، التي تولاها اللواء المنشق علي محسن الأحمر. وبالنتيجة، فإن الحوثيين تعاملوا مع الثورة باعتبارها «امتداداً» لحروبهم الستة ضد سلطة صنعاء. ميدانياً، هذا المكون هو الوحيد الذي أسقط إحدى المحافظات بيده، وهي «محافظة صعده»، حيث أعلن محافظ المحافظة «استقالته»، فنصَّب الحوثيون فارس مناع، رئيس لجنة الوساطة بينهم وبين السلطة أيام الحروب، محافظاً لهاً، وهو سبق أن أسس مؤتمر السلام بعد صراع مع المؤسسة الأمنية، التي تتهمه بدعم الحرب باعتباره تاجر سلاح معتمد في سوق السلاح الدولي. وأفشل محاولةَ الحوثيين تكرارَ الأمر في محافظة «الجوف» المحاذية لـ «صعده»، اشتعالُ حرب بينهم وبين فصيل ثوري آخر يضم تحالفاً قبلياً مع اللقاء المشترك المعارض، وهي الحرب التي أبقت المحافظة بلا مسؤول متفق عليه حتى اليوم. القيادة العسكرية المنشقة منذ 21 آذار (مارس)، أعلن اللواء علي محسن الأحمر، قائد المنطقة الشمالية الغربية، انشقاقَه عن الرئيس علي عبدالله صالح والانضمام لـ «مهمة حماية الثورة ومساندتها». والمنطقة الشمالية هي إحدى أربع مناطق تدير «اليمن العسكري» تحت قيادة القائد الأعلى للقوات المسلحة، وهو رئيس الجمهورية. غير أن علاقة قوية تجمع اللواء علي محسن أيضاً «باليمن القبلي»، من خلال علاقته بمراكز النفوذ الاجتماعي، باعتبارها آخرَ من بقي من حلفاء بدايات عهد الرئيس صالح. ولطالما ظل اللواء علي محسن الأحمر يُعرف بـ «علي محسن صالح»، و«الأخ غير الشقيق» للرئيس علي عبدالله صالح، قبل أن تُحدث الثورة صراعات بينهما حتى على الاسم والمنطقة، حيث يسمي أتباعه الرئيس علي عبدالله صالح بـ «علي صالح عفاش»، نسبة الى حصن تاريخي في منطقته يسمى عفاش. ولتجنيب اسم «الأحمر» آثارَ الصراع مع «علي محسن»، جرّده انصار الرئيس صالح في المقابل من لقب «الأحمر». لكن الثابت أن العَلِيَّيْن ينتميان لسنحان، وهي المنطقة التي ينتمي لها قادة جيش «صالح». بقي «الأحمر» يدير منطقته العسكرية بالطريقة نفسها التي أسس بها هو وصالح عهد الحكم، حيث النفوذ العسكري تعبير عن «نفوذ اجتماعي» أكثر من كونه «عملاً محترفاً». كما تجمع «علي محسن» علاقةٌ بالاسلاميين، سواء «التجمع اليمني للإصلاح» أو مَن عرفوا باسم «المجاهدين» بسبب قتالهم الى جانب ما سمي «قوات الشرعية» في حرب العام 1994، التي أقصت شريك الوحدة الجنوبي «الحزب الاشتراكي» من الحكم، وإليها ينتمي رموز في تنظيم القاعدة أو تنظيمات جهادية أخرى لا تهتم بمواجهة الغرب بقدر اهتمامها بالتعبير عن تطرف ديني وعنف سياسي واجتماعي. وفيما تُعَدّ العلاقةُ القوية التي تجمع «محسن» برموز من الذين ورثوا «نفوذ» الحزب الاشتراكي في الدولة الجنوبية، واحداً من عوامل قوته، منذ كان يتولى ترتيب شؤونهم بالاتفاق مع الرئيس علي صالح قبل قيام الوحدة، حين كانوا يفرون من صراعات «الاشتراكيين»، فإن «محسن» دخل الثورة مثقلاً بصراعه مع الحوثيين من جهة، ومن جهة أخرى بإرث «الصراع» الجنوبي الذي كان هو أحد أبرز وجوهه عام 1994 وما تلاه، من إحلال قوى اجتماعية في الجنوب. القبائل كان الشيخ الذي ينتمي لقبيلة بكيل «أمين العكيمي»، هو أول مرجعية قبلية أعلنت انضمامها للثورة في صنعاء. العكيمي هو أحد قادة ما يسمى جيش الحدود الشعبي مع المملكة العربية السعودية في حدود محافظة الجوف، وأحد أعضاء الكتلة البرلمانية للتجمع اليمني للإصلاح، ويخوض حرب ثأر طويلة مع حلفاء للرئيس علي عبدالله صالح في منطقته، والأهم هو أنه صهر الشيخ «حسين عبدالله الأحمر». وعلى الرغم من أنه يترأس ما يسمى «مجلس مشائخ قبيلة بكيل»، فإنه أقرب للمرجعية «الحاشدية» للسلطة القبلية في اليمن، التي تعبِّر عنها أسرة الشيخ «عبدالله الأحمر». ومع انضمام مرجعيات قبيلة من المحافظات القبلية في الشمال والجنوب الى الثورة، فقد ساهم اعلان أولاد الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر «العشرة» انضمامَهم للثورة، وانسحاب بعضهم من مناصبهم الرسمية في الجهاز المدني لدولة الرئيس صالح، وتعليق عضوياتهم من حزبه الحاكم «المؤتمر الشعبي العام»، في إضفاء الصبغة «الحاشدية» للوجه القبلي للثورة. وعلى الرغم من أن إعلانهم تأييدَ الثورة ساهم في تداعي التحالف المشيخي لسلطة الرئيس علي عبدالله صالح، فإن وضوح هذه الصبغة ساعدت أيضاً في «بث» القلق القبلي لدى خصوم «أسرة الأحمر»، واستغلها الرئيس علي عبدالله صالح بذكاء «قبلي»، حيث كان يقبل «أى جهود وساطة قبلية» تقوم بها قبيلته «حاشد» مع مشايخها «عائلة الأحمر». ومثَّلَ تكرار اعلانه رفض «الحرب الشاملة» ضد خصومه، واتصاله باللواء المنشق عنه بعد ساعات من اعلانه الانشقاق، والذهاب للقائه بعد يومين من ذلك، ومحاولته التوصل لاتفاق قبلي بين «عائلة الأحمر» وبين «الجيش والأمن»، رسائلَ دائمة لـ «حاشد»، التي وجدت نفسها تقف على الحياد لأول مرة في تاريخ صراع مشيختها مع «الدولة» منذ تولى الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر المشيخة فيها. حتى أن «محافظة» عمران، التي يمثل أبناء الشيخ عبدالله وأصهارهم أكثر من نصف دوائرها الانتخابية في البرلمان، توقفت عن أى نشاط «ثوري»، جماهيري. ومع أن عدداً من كبار مرجعيات المحافظة يؤيدون الرئيس صالح، فهم أيضاً لم «يقيموا أى أنشطة» في المحافظة. هذا التوازن السلبي كان تنفيذاً لاتفاق يتمثل في أن «من أراد دعم الثورة أو السلطة فليذهب الى صنعاء». الحراك الجنوبي يُعَدّ «الحراك الجنوبي» الذي بدأ أنشطته تحت شعار «القضية الجنوبية»، أولَ نشاط سلمي في دورة حكم «الرئيس علي عبدالله صالح» الجديدة التي بدأت بعد انتخابات 2006. الحراك الذي انطلق في الأشهر الأولى من العام 2007، بدأ بالحديث عن حقوق الموظفين الجنوبيين المقصيين من دولة الوحدة، مصعداً من خطابه ونضاله حتى وصل الى شعار «الشعب يريد تحرير الجنوب»، الذي ترفعه الآن رسمياً ساحة الثورة في أكبر تجمع جغرافي في محافظة عدن، الذي تشكله المدن المرتبطة بساحة «المنصورة» التي أعلنت الانشقاق عن ثورة التغيير وتبني شعار الاستقلال في شباط ( فبراير). ومن الملفت أن ساحة المنصورة العدنية وساحة «مدينة سيئون» الحضرمية، هما آخر مَن انضم للحراك الجنوبي، لكنهما صارتا الأكثر حيوية، الأولى في أنشطتها والثانية في العدد الضخم الذي صارت تجمعه، وهي المنطقة الأكثر «محافظة» في اليمن بشماله وجنوبه. لكنهما ليستا الوحيدتين، فمحافظة الضالع تكاد تكون «ساقطة» بشكل شعبي بِيَد الحراك الجنوبي، وهي ربما أول محافظة يمنية تعيش حالياً «قلق ما بعد سقوط النظام». والمكلاّ الحضرمية تشهد صراعاً بين قوتي الاستقلال والثورة، وهي المنطقة الوحيدة في اليمن التي تملك فيها الثورة «قوة مسلحة» بعد قوات الفرقة الأولى مدرع في صنعاء، وأهميتها ناتجة عن مهامها في حراسة بعض أهم منشآت النفط في اليمن، وفي كون قيادتها تنتمي الى منطقة «سنحان»، التي تنتمي إليها أيضاً قيادة القوة المواجهة لها، والتي يقودها «الحرس الجمهوري» الموالي للرئيس صالح. فقوات الثورة يقودها «محمد علي محسن» وقوات الحرس يقودها «عزيز ملفي»، وكلاهما من «سنحان». ومع أن «الثورة» في المكلا تدعم «ثورة التغيير في صنعاء» أكثر من دعمها خيار «الاستقلال» الذي تتصدره منطقة «سيئون»، فإن الوجود العسكري «للثورة»، يثير الخوف الحضرمي من «اي اشتباكات مسلحة» بين «قوات صنعاء» والجيش، وقد أطلق نشطاء المكلاّ تحذيرات من محاولة «الثورة» جر «حضرموت» الى دور يشبه دور «بنغازي» في ليبيا، ورفضهم ليس ناتجاً عن «موقفهم من الحرب»، بل لأن تفجر حرب بين الثورة والسلطة في «المكلاّ» يعني ادخال حضرموت في خيارات «الصراع في صنعاء»، الذي يخص «دولة الوحدة»، ولا يعنى بشعار «الاستقلال أو الفيديرالية» الذي كانت «المكلاّ» من أوائل مدن الجنوب التي رفعته. خروج تنظيم «أنصار الشريعة»، وهم حلفاء تنطيم القاعدة، لتَصَدُّر المشهد في محافظة أَبْيَن، كان على حساب «نشاط الاستقلال» و «التغيير» في وقت واحد، حيث تحارب الدولة هناك مسنودة بدعم دولي «الأنصار»، الذين وإن أعلنوا تأييد إسقاط النظام، فإنهم يقفون على طرف نقيض مع خيارات الثورة التي تتسابق مكوناتها، على إقامة علاقات مع المجتمع الدولي وبخاصة الولايات المتحدة الأميركية. وكان التحاق «شبوة» بالحراك الجنوبي، والحشد الذي يعد الأكبر الذي جمعت به ساحة المنصورة في عدن، كل أنصار الاستقلال، أكبرَ فعالية يستعرض فيها شعار «الاستقلال». غير أن الحراك الجنوبي لا يزال متحالفاً مع «ثورة الشمال»، باعتبار وحدة الهدف، المتمثل في اسقاط النظام. وهذا التحالف يُعبر عنه عبر كتل جنوبية، مع خيارات الدولة الواحدة، أو خيار الفيديرالية، غير أن الاحتكاكات التي تحدث بين مكوني الاستقلال والوحدة، المدعوم بشكل واضح من مكونات الثورة في صنعاء، يهدد بافتراق في الهدف الأساسي، قد تخسر معه الثورة في صنعاء الساحة الجنوبية، خاصة وأن الجنوبيين يشتكون من محاولات ثوار الشمال، والوحدة عدم الاعتراف بمكون الاستقلال، بل وحتى عدم تقديم أى تنازلات لصالح خيار الفيديرالية، فثوار الوحدة، والتغيير، ينظمون فعاليات موازية لفعاليات «الاستقلال»، للتغطية على العلم الجنوبي ومنع رفعه في تلك الفعاليات، والقول إن الجنوب «هو مع دولة الوحدة»، وإن معنى «اسقاط النظام» هو فقط «رحيل الرئيس علي عبدالله صالح»، وهو ما يرفضه الحراك الجنوبي، الذي يرى أن المسؤول عن معاناته هو تحالف حرب 1994، والمكون من الرئيس صالح واللواء علي محسن الأحمر والقبيلة الشمالية وحزب التجمع اليمني للإصلاح. ومع أن هذا التحالف تبادل الاتهامات مؤخراً بشأن «احتلال الجنوب»، فإن الحراك يعتبر «تبادل الاتهامات» محاولةً من كل طرف للتملص من مسؤوليته عن تلك الحرب وآثارها. وقد اعلن أبرز المختارون من الجنوب للمجلس الوطني الذي شكلته المعارضة في صنعاء، رفْضَهم الدخول في المجلس ما لم يقر مبدأ المناصفة، وانسحبوا منه بعد يومين من تشكيله، وكان لرفض «الثوار» مطلب تيار الفيديرالية الجنوبي بالمناصفة، دوراً مهماً في توسع مناصري خيار الاستقلال. غير أن الحراك الجنوبي يفتقد حتى الآن قيادة موحدة، وفقاً لخيارات ما صار يعرف بمجموعة بروكسل ومجموعة القاهرة. الأولى يترأسها آخر رؤساء اليمن الجنوبي علي سالم البيض، الموقع على دولة الوحدة والمقصي من منصبه كنائب لرئيس اليمن الموحدة عبر حرب 1994، ويرفض مطلقاً أيَّ خيار غير «حق تقرير المصير». وفيما يقول ان الجنوبيين «ليسوا ضد ثوار الشمال»، فإنه يقول إنه غير معني بأي ترتيبات تتوصل لها «صنعاء» بين الدولة والثورة. أما «مجموعة القاهرة»، ويتصدرها تحالف المهزومين من صراعات يناير 1986 الجنوبية، «علي ناصر محمد» وبعض أقطاب أزمة ما قبل حرب «1994» في الدولة الواحدة، منهم «حيدر العطاس»، فتحاول جمع الجنوبيين على «تبنّي خيار فيدرالية من إقليمين» بين ما كان يعرف بدولتي الشطر الشمالي والشطر الجنوبي لليمن. وهذه المجموعة أكثر قرباً من «الثورة الشمالية»، غير أنه قُرْبٌ من طرف واحد، اذ لم يعلن الشماليون حتى الآن أيَّ خيارات مركزية للقضية الجنوبية سوى «بعد سقوط النظام». وفي الداخل الجنوبي ينشط مستقلون شباب، يتشابهون الى حد كبير مع مكون المستقلين في ساحة الثورة العامة في صنعاء. ويجمع هذا التيار الجنوبي نشطاءَ سابقين في أحزاب المعارضة، الاصلاح أو الاشتراكي، مع القاعدة العريضة التي تضررت من سياسات دولة الوحدة. وفيما أظهر تصاعدُ الثورة تياراً سلفياً قوياً في الحراك الجنوبي داعماً للاستقلال، يبقى التيار الديني «الصوفي»، الذي يعد هو المؤسسة التقليدية للثقافة الدينية في الجنوب، مراقباً، كما ينشط الجنوبيون الموالون للرئيس علي عبدالله صالح، فيما ينتظر النائب الجنوبي لرئيس الدولة «عبد ربه منصور هادي» التوافقَ بين السلطة والمعارضة ليتسلم المسؤولية الأولى للدولة. «اللقاء المشترك» يشكل تحالف «اللقاء المشترك»، وجه المعارضة السياسية والحزبية للرئيس علي عبدالله صالح. وهو يضم كل فرقاء الصراع بين دولة صالح وبين حلفائه الحزبيين الذين صاروا خصومه. في 27 تشرين الأول 1978، أي بعد أقل من أربعة أشهر من تولي صالح السلطة، دفنت المؤسسة الأمنية والعسكرية قيادات التنظيم الناصري بعد محاكمات لم تطل بسبب محاولتهم الانقلاب، وأبرز وجوه تلك المواجهة كان اللواء علي محسن الأحمر، واللواء غالب القمش رئيس جهاز الأمن السياسي الحالي الذي قام يومها بمهمة الادعاء القانوني، فيما كان للأول فضل إيقاف الآليات العسكرية التي حاولت تنفيذ الانقلاب. وبين ذلك اليوم، ويوم 7 تموز ( يوليو) 1994، جرت مياه كثيرة في وادي تحالفات وصراعات دولة صالح، توجت يومها بإقصاء شريك الوحدة «الحزب الاشتراكي»، في حرب أهلية هي الأشمل التي عرفها اليمن الحديث. وفي أول انتخابات محلية شهدها اليمن الموحد، في 2001، تكرس الفراق الميداني بين «الصالح» الرئيس و «الإصلاح» الحزب، بعد أن بدأ الفراق السياسي بينهما نتيجة نتائج انتخابات 1997، التي اتهم فيها «الإصلاح» شريكه في الحكم يومها بالعمل على تهميش قوته وتحجيمه. ولم يفلح تشاركهما في انتخابات 1999 الرئاسية التي رشح فيها الإصلاح صالح، في تجنب مزيد من الافتراق. في تلك الانتخابات المحلية، حدثت أولى المواجهات العسكرية بين قوات صالح ومسلحي الإصلاح، في منطقتي الحيمة غرب صنعاء، وفي «المنطقة الوسطى» التي انطلق منها تحالفهما ضد «الاشتراكيين» منتصف الثمانينات. وتعمقت العلاقة السياسية بين «الإصلاح» وخصوم الرئيس السياسيين بانتخابات 2003، التي خاضها المعارضون تحت اسم واحد هو «اللقاء المشترك»، وتوج لاحقاً بالدخول في حلف يدعم المستقل فيصل بن شملان، مرشحاً باسم اللقاء المشترك لمنافسة الرئيس علي عبدالله صالح في انتخابات 2006 الرئاسية. وفي الأيام الأولى لخروج «النشطاء» إلى الشوارع للمطالبة برحيل الرئيس علي عبدالله صالح في تعز وصنعاء في شباط، كان اللقاء المشترك يعيش أزمة أخرى مع صالح، أساسها انعدام الثقة بين الجانبين، وفيها رصيد من الصراعات الشخصية والعامة، وهي الأزمة التي أفشلت التوصل إلى اتفاق شامل كان يمكنه تجديد «العهد» لدولة الجمهورية اليمنية برئاسة علي عبدالله صالح، والعودة إلى الظروف التي عرفها اليمن الشمالي حين أُعلن تأسيس المؤتمر الشعبي العام. لم تقم تلك الاتفاقات على إلغاء الأحزاب، بل على «السيطرة التوافقية» على الانتخابات، قبل الاتجاه نحوها. وفي ما بقي الطرفان يراوحان مكانهما في الحوار والاتفاق والاختلاف، وعطل الخلاف اتفاقين مهمين، كان أحدهما إصلاح الآلية الانتخابية، فيما كان الثاني عبارة عن «صياغة النظام السياسي»، وذلك قبل أن يفاجئ الربيع العربي الجميع، ويعطل التفاوض الذي كان الحزب الحاكم يسعى من خلاله لإعادة انتخاب علي عبدالله صالح لولاية جديدة، كثمن لأية تنازلات جوهرية في تغيير شكل النظام وفقاً لتصورات المعارضة. حاول «اللقاء المشترك»، من البداية الحد من اندفاع «الثورة»، وفيما رمى بثقله الشعبي في دعمها كفاعليات. غير أنه سرعان ما انخرط في الثورة، وإن تجنب الظهور كمسؤول عنها، ودخل في منافسة مع القوى التي انضمت إليها، من منافسيه التقليديين، من القبائل والحوثيين وحتى المستقلين. شكل اللقاء المشترك لجنة تنظيمية لساحات الثورة، من شباب الساحات، لكنه بقي ممسكاً بتمويل الأنشطة المركزية لها، وكان لشباب التجمع اليمني للإصلاح الدور الأبرز في المزاوجة بين النشاط الحزبي والساحات. ففيما تبنى اللقاء المشترك، الذي ترأسه أمين عام الحزب الاشتراكي قرارات تبقي العمل الحزبي، بعيداً من الساحة، فإن فروع التجمع اليمني للإصلاح الميدانية، كانت تنظم شكل مشاركة أعضائها في الساحات التي تحولت إلى «منصات وبرامج ومخيمات». ووجد «المشترك» نفسه ممثلاً للثورة، باعتباره يشكل المعارضة في مجلس النواب، وترسخ هذا بإعلان دول الخليج، مبادرتها لحل الأزمة اليمنية، والتي رسمت طرفي الأزمة: الرئيس علي عبدالله صالح وحزبه، و... «اللقاء المشترك». المجلس الوطني لقوى الثورة في سياق التقارب، بين قوتي المعارضة، القبلية والحزبية، لمواجهة الخلافات مع الحزب الحاكم، أعلن عن تشكيل «لجنة الحوار الوطني» في 18 تموز (يوليو) 2010، لتوسيع جبهة المعارضة. غير أن اللجنة التي تحول فيها اللقاء المشترك إلى مجرد «طرف»، تحولت إلى «استشارية مستقلة»، ليس لديها قوة ميدانية، ولكنها تملك الدعم المالي والقبلي الذي يوفره رجل الأعمال والشيخ الحاشدي «حميد بن عبدالله الأحمر»، ولهذا ترأستها شخصية مستقلة هو «محمد سالم باسندوه»، وهو أحد الشركاء السابقين للرئيس صالح في السلطة المدنية. ومع تفاعلات الثورة، ودخول لاعبين جدد على الساحة العامة، وضغط المكون المستقل في الساحات من أجل تشكيل قيادة سياسية للدولة، بخاصة بعد الإعلان عن نقل الرئيس علي عبدالله صالح وقيادة حكومته وبرلمانه، إلى خارج اليمن لتلقي العلاج اثر محاولة الاغتيال في 30 حزيران(يونيو) 2011، أعلنت لجنة الحوار الوطني التي يشغل الأحمر منصب أمينها العام، تشكيل «المجلس الوطني لقوى الثورة في 18 آب (أغسطس) 2011. غير أن المجلس سرعان ما تعرض للتصدع المعنوي، اثر تتالي الاستقالات منه، لعدم استيعابه خريطة القوى المختلفة في الساحات، وللطريقة التي شكل بها، وهو ما أدى إلى عودة اللقاء المشترك إلى الظهور كممثل سياسي، وإن برفقة رئيس المجلس الوطني وهو نفسه رئيس لجنة الحوار، المستقل حزبياً، والوزير الأسبق في حكومات الرئيس صالح محمد سالم باسندوة. |
|
ما بعد توقيع صالح.. تحديات صعبة تواجه كافة الفرقاء في اليمن!
الرئيس اليمني علي عبد الله صالح لدى توقيعه يوم الأربعاء 23 نوفمبر 2011 في الرياض على إتفاق نقل السلطة مع المعارضة. (Keystone) مواضيع متعلقة في اليمن: مجزرة "تعِـز" ثمنٌ للتَّـسوية أم نهاية لها؟ في اليمن.. مستقلون وناشطون يتطلّـعون إلى "طريق ثالث" بعد عودة صالح إلى صنعاء: تباشير بحرب حاسمة.. أم بمغامرة يائسة في اليمن؟ في اليمن.. وحشية القـمْـع تزيد من إصرار المحتجين على "الحسم الثوري" الربيع اليمني.. بين الجمود والتردّد والتحفّـز للتصعيد بقلم : *عبد الكريم سلام - صنعاء- swissinfo.ch وضع توقيع الرئيس علي عبدالله صالح على المبادرة الخليجية، بعد تردده ومراوغته على مدار أزيد من سبعة أشهر، اليمن أمام مرحلة جديدة مليئة بالتحدِّيات، مثلما يبدو من مقدّمتها وكما تلوح من بنود آلية تنفيذ المبادرة الخليجية، ومن ردود الأفعال الأولية. فقد تباينت ردود الأفعال بين مرحّب ورافِـض للتسوية، إلا أن المخاوِف لدى غالبية اليمنيين تبقى قائمة، خِـشية من نكوص صالح عن التِـزاماته، حتى بعد التوقيع، لاسيما أنه سيبقى كرئيس شرفي للبلاد ويتمتّـع بمزايا رئيس دولة لمدة 90 يوماً، لضمان حصوله على الحصانات من ملاحقته قضائياً، وفقاً للإتفاق. ومبعث خِـشيتهم، تجربتهم الطويلة مع مناوراته من أجل تمسُّـكه بالسلطة. * وتقلل المعارضة، ممثلة بأحزاب اللقاء المُـشترك، من تلك المخاوف، وهي الطرف الذي وقّـع اتفاق الرياض مع صالح وحِـزبه، وترى أن الإتفاق، وعلى الرّغم من عدم تلبيته مطالبهم، إلا أنه سيقود إلى إحداث تحوّل حقيقي في قواعد اللُّعبة السياسية، لأنه تضمَّـن إجراءات وخُـطوات مرحلية، تستند إلى خارطة طريق مُـزمنة، وِفق ما عبَّـر عنه القيادي المعارض الدكتور ياسين سعيد نعمان، في رسالة تطمينية له بعثها إلى شباب الثورة. الأوضاع لن تكون أسوأ بعد صالح ونظامه ومع أن مظاهر الفرحة بالتوقيع اختفت تماماً في الشارع اليمني، إلا أن قطاعاً عريضاً من السكان ممّـن ليست لهم اهتمامات أو انتماءات سياسية، ويعتبرون*أنفسهم ضحايا الأوضاع السياسية المضطربة التي أدّت إلى توقّـف مصالحهم الإقتصادية وتعطيل أعمالهم، أبدوا ارتياحهم للتوقيع، اعتقادً منهم أن الحياة ستعود إلى حالتها الطبيعية وستتعافى أنشطتهم وأعمالهم المشلولة. * كما تذهب هذه الفئة من السكان*إلى أن نقل السلطة يفتح أمام البلد آفاقاً واعدة لبناء دولة النظام والقانون والقضاء على الفساد الذي عانَـوا منه طويلاً. وتسود في صفوفها قناعة بأن الأوضاع بعد صالح ونظامه، مهما كانت، لن تكون بأسوإ حال من بقائه أو استمرار الحال على ما هو عليه منذ بدء الاحتجاجات الشعبية قبل عشرة أشهر. ألم ومرارة الشباب اليمني أما شباب الثورة في ساحات الإحتجاجات، فقد جاء موقفهم رافضاً للتسوية حيث يعتبرون*أنها التِـفاف على مطالبهم في التغيير وأن رحيل صالح عن السلطة، ليس إلا خطوة في طريق إسقاط كل النظام واقتلاع جذوره، ويتَّـهمون المعارضة، ممثلة بأحزاب اللقاء المشترك، بخيانة الثورة بقبولها الانقياد إلى ما يسمونه "بيت الطاعة"، في إشارة إلى الدور الذي لعِـبته المملكة العربية السعودية من أجل جمع أطراف اللعبة السياسية والضغط عليهم، لقبول المبادرة بصيغة توفيقية، لا تلبّـي تطلُّـعات شباب الثورة ولا تُـراعي تضحياتهم، فضلاً عن أنها تحمي القَـتَـلة ومُـرتكبي جرائم الحرب، ويتهمون المعارضة بالانتِـهازية والسعيْ إلى قطف ثمار الثورة قبل نضوجها. * وفي تعليقه على موقف شباب الثورة قال القيادي المعارض محمد قحطان لـ swissinfo.ch: "الشباب يرفض التسوية من حيث المبدأ ويرفض عدَم منح ضمانات لصالح تحُـول دون ملاحقته، هو ومن ارتكب جرائم القتل، وهو (أي الشباب) متألِّـم مما وقع ويشعر بمرارة دون شك، والآلية التنفيذية للمبادرة ونقل السلطة، أناطت بحكومة الوِفاق الحوار معه، وهي ستقوم بتشكيل لِـجان خاصة للحوار معه وستصل معه إلى تسوية تسمح له بالمشاركة في العملية السياسية وسيكون له دوْر فاعل في مستقبل اليمن، الذي نتطلّـع إليه جميعاً، كمستقبل مختلف عمّـا ألِـفناه وعانيْـنا منه". * المؤكّـد، أن الإنتفاضة الشعبية في اليمن لا تسير في طريق التغيير الجِـذري للنظام، كما حصل في تونس ومصر وليبيا. فعلى خِـلاف ما حصل للنُّـخب السياسية والأحزاب الحاكمة في تلك البلدان، تمكن*الحزب الحاكم "المؤتمر الشعبي العام" والنخبة الماسكة بمقاليد الأمور في البلاد الإفلات*من دوّامة ثورات الربيع العربي. فرصة تاريخية للخروج من القُـمْقم فالحزب الحاكم، بمُـقتضى المبادرة، سيبقى طرفاً فاعِـلاً في رسم ملامح مرحلة ما بعد صالح، إذ سيظل بمقتضى المبادرة وآليتها التنفيذية،*شريكاً في السلطة يتقاسمها مناصَـفة مع أحزاب المعارضة، فيما سيتولى نائب رئيس الحزب اللِّـواء عبدربه هادي، مهام رئيس الجمهورية كمرشح توافُـقي أجمعت عليه أطراف المعادَلة السياسية اليمنية. ** ومع أن هذه الوضعية للحزب الحاكم تُـعيد للأذهان فشَـل الحوارات السابقة، التي خاضها مع المعارضة خلال السنوات الخمس الماضية، إلا أن المراقبين يروْن أنه بات (أي الحزب الحاكم) أمام فرصة تاريخية للخروج من القُـمْقم الذي وُضع فيه منذ تكونيه عام 1983 عندما*أسسه صالح كجبهة وطنية عريضة ما لبثت أن تحوّلت إلى حزب الرئيس، يحشد ويشتري الأنصار الإنتخابيين والمؤيدين، مقابل منح قياداته ميزة التصرّف والإنتفاع بالسلطة العامة، والمال العام والحياة والإدارة. * وحسب أولئك المراقبين،*أدت هذه العادة إلى تدجين الحزب الحاكم إلى الحدّ الذي يعيق تحوّله إلى حزب سياسي بالمفهوم المُـتعارف عليه، إلا أنه يجد نفسه اليوم أمام فرصة تاريخية لأن يتحوّل إلى حزب سياسي على أسس ديمقراطية أو يبقى حزب الرئيس، أي رئيس سواء كان صالح أو غيره . تحديات صعبة من جهتها، تقف حكومة الإنقاذ الوطني المشكَّـلة بموجب افتفاق، في مواجهة تحديات صعبة تهيِّئ لتأسيس دولة مدنية بنظام مؤسسي لا شخصي، ينطلق من الصِّـفر، نتيجة لهشاشة وضعف المؤسسات القائمة الموروثة عن المرحلة السابقة. * ومن أولى الخطوات الممهّـدة لذلك، البدء*بإنهاء انقِـسام القوات المسلحة وإعادة هيكلة الجيش اليمني على أسُـس وطنية، لما يمثله ذلك المطلب من أولوية لدى كل الأطراف، إذ أن فترة حكم صالح عمِـلت على إضعاف الهوية الوطنية للجيش اليمني وكرّست في مرحلتها الأولى الطابع القبلي والجهوي داخل هذه المؤسسة. أما في المرحلة اللاحقة، التي راجت فيها حمّـى التوريث السياسي في المنطقة، فقد غلب على هذه المؤسسة الطابع العائلي بتركّـز قياداتها في أيْـدي الأبناء والأقارب. وبالتالي، فإن تحقيق هذه الخطوة تُـراهِـن عليها مختلف القوى المصممة على إعادة الإعتبار*إلى مدنية الدولة، على اعتبار أن عدم حيادية الجيش في الحياة السياسية اليمنية أدّى إلى اختلال موازين القِـوى بين اللاعبين السياسيين، لأن الاستِـناد إلى هذه المؤسسة وما تتوافر عليه من عوامل القوّة، ظل معضِـلة تعيق التحوّل إلى انتقال ديمقراطي حقيقي، تتوافر فيه فُـرص التنافس الانتخابي النزيه والمتوازن. * أيضاً من التحديات المطروحة، القضايا التي خرج من أجلها الشباب للإحتجاج زالتظاهر، وهي البطالة والفقر والتهميش والإقصاء، وما أنتجته من ظواهر سلبية تشمل التطرّف والتشدّد الديني والإرهاب، وهي تحديات كبيرة، خاصة في بلد عانى طيلة الفترة الماضية من نهْـب واستِـنزاف موارده وثرواته، ويعاني أصلاً من نُـدرة الموارد . * في المقابل، هناك تحدٍّ يواجه المعارضة، لأن*إقدامها على منح*الأولية للخروج من الأزمة، سيكون له ثمن باهظ، لاسيما لجهة سُـمعتها*لدى الثوار وعموم الشعب اليمني. فقياداتها*تبدو الآن أسيرة لنزعة تبريرية، بعد أن كانت حاملة لمشروع تغييري أقامته على فشل وإخفاق سياسات النظام منذ فضّ تحالفاتها معه في العشرية*الأخيرة، لكنها تنخرط*اليوم، وتحت إكراهات ضرورة التوافق السياسي،*في حكومة ائتلافية مع المؤتمر الشعبي العام وتبرِّر ذلك بما تُـسميه "مشاركة من أجل تهيئة المناخ السياسي لتحقيق أهداف الثورة"، كما جاء على لسان*محمد قحطان، وهو*ما يضعها في تناقُـض بين التصوّر والممارسة، قد يؤثر على دور الأحزاب*في تأطير العمل السياسي في وقت تتبلْـوَر نزعات استقلالية لدى الشاب*عن القوى التقليدية*وتتشكّـل في البلد ثقافة جديدة للتغيير. * إضافة إلى ما سبق،*هناك ملفّـات كبرى تتعلّـق بالهوية والوجود تنتظر معالجات جادّة وجريئة، تجانب الأنانية الجهوية التي كانت سبباً في ظهور تلك القضايا، كالحراك في جنوب البلاد المُـنقسم حالياً بين تياريْـن، أحدهما يطالب بفكّ الارتباط ويرفُـض أي تسوية لا تفضي إلى استعادة الدولة، وآخر يطالب بفدرالية بين الشمال والجنوب، ثم هناك ملف الحوثيين في شمال البلاد وملف اقتصادي مُـثقَـل بصعوبات توفير التمويل العمومي. * خلاصة القول، أن التحدِّيات المطروحة خلال المرحلة الإنتقالية، هي من الكثرة والتعدّد، إلى درجة أن القُـدرة على الإستجابة لها والنّجاح في تخطِّـيها، تبقى محلّ شكوك المراقبين والمحللين للشؤون اليمنية، لأنها مُـرتبطة بنجاح "المؤتمر الوطني الشامل للحوار"، الذي ستشارك فيه جميع*الأطراف المَـعنية من الشباب والحراك والحوثيين والحزب الحاكم وحلفائه وأحزاب اللقاء المُـشترك وشركائه، مثلما*ورد في آلية اتفاق تنفيذ المبادرة، * وإلى جانب جمع تلك الأطراف كلها، فإن هذا "المؤتمر الوطني الشامل لحوار" منوط به إدارة الحوار بخصوص*قضايا متشابكة وبالغة التعقيد، ويبدو أن الخيار الوحيد المتاح*لليمنيين - إذا أرادوا تأسيس مستقبل جديد لبلادهم -*إلا الإستجابة لتلك التحدِّيات بالإصرار على أن تكون لهم دولتهم وسط الأمَـم العصرية المتحضِّـرة أو البقاء خارجها، كما كانوا وما زالوا. http://www.swissinfo.ch/ara/detail/c...l?cid=31628332 |
تظاهرات حاشدة في مدن يمنية عدة إحياء ليوم الأسير الجنوبي آخر تحديث:الجمعة ,25/11/2011
عدن - “الخليج”: 1/1 شهد عدد من محافظات جنوب اليمن صباح أمس الخميس تظاهرات حاشدة شارك فيها الآلاف من أنصار الحراك السلمي الجنوبي للتنديد بالمؤتمر الجنوبي الأول الذي احتضنته العاصمة المصرية القاهرة، والمطالبة باستعادة دولة الجنوب وانفصال شمال وجنوب اليمن . وأقيمت في مدن الضالع، الحوطة، الحبيلين، عتق ولودر في إطار إحياء يوم “الأسير الجنوبي” مهرجانات خطابية حاشدة شارك فيها عدد من قيادات المجلس الأعلى للحراك السلمي الجنوبي، نددت جميعها بمؤتمر ودعاة الفيدرالية وخرجت عقبها مظاهرات حاشدة طافت الشوارع الرئيسة والفرعية، رفع المشاركون فيها أعلام دولة الجنوب السابقة وصور نائب الرئيس السابق علي سالم البيض ورئيس المجلس الأعلى للحراك السلمي الجنوبي حسن باعوم المعتقل في أحد سجون العاصمة اليمنية صنعاء منذ أشهر عدة . كما رفعت في التظاهرات صور القتلى والجرحى والمتعقلين منذ بدء الحراك السلمي الجنوبي مسيرته النضالية في العام ،2007 ورددوا الهتافات المطالبة باستعادة دولة الجنوب وعاصمتها عدن والشعارات المنددة بنتائج ومخرجات مؤتمر الفيدرالية الذي انعقد مؤخراً في العاصمة القاهرة. |
|
شكرا ياسر الاسد وابو عبود وذورعين تم التعليق على جميع الروابط
واصلوا |
صالح يحذر من تكرار حرب 1994 في 2011
آخر تحديث:السبت ,26/11/2011 صنعاء - “الخليج”: حذر الرئيس اليمني علي عبدالله صالح من حرب أهلية خلال هذا العام كتلك التي أعقبت التوقيع على وثيقة العهد والاتفاق في العاصمة الأردنية عمان عام ،1994 مجدداً تأكيد التزامه بالمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ككل لا يتجزأ . وأوضح صالح في رسالة وجهها إلى القوات المسلحة من مقر إقامته في الرياض حيث يتلقى العلاج: “نؤكد التزامنا القوي بالمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة من موقع الحرص والمسؤولية الوطنية، وسنكون صادقين أوفياء بما التزمنا به، ويحدونا الأمل بأن تكون بقية الأطراف صادقة أيضاً في تعاملها وإيفائها بما التزمت به، وسنعمل بكل الإخلاص والجدية على تغليب مصلحة اليمن وبما يحافظ على وحدته وأمنه واستقراره مهما كانت التضحيات” . وأمل صالح في أن تتعامل سائر الأطراف وكل القوى الخيرة بإيجابية مع المبادرة والآلية وألا يتم التنكر لها كما تنكر لها الذين وقعوا في عمان عام 1994 على وثيقة العهد والاتفاق وأشعلوا الحرب وأعلنوا الانفصال وألا يتم أيضاً الالتفاف على ما تم الاتفاق عليه من خلال أعمال التصعيد ومحاولة تفجير الموقف وإفشال الاتفاق والاستمرار في قطع الطرق والكهرباء وأنابيب النفط والغاز وإشاعة الرعب والخوف في أوساط المواطنين الآمنين والاستمرار في التمترس والتخندق في الشوارع والأحياء والاعتداءات المتكررة على معسكرات القوات المسلحة والأمن . وأوضح صالح أنه “تعامل مع الأزمة بروح المسؤولية الوطنية بعدما عاش اليمن أزمة حادة وصعبة استمرت لعشرة أشهر وانعكست سلباً على كل جوانب الحياة وألحقت أضراراً كبيرة بالجانب التنموي والاقتصادي والاجتماعي والسياسي” . http://www.alkhaleej.ae/portal/5ab06...a943dd4b4.aspx |
تم التعليق على الموضوع السابق في جريدة الخليج
|
موقع عين اليمن الاخباري
http://m.facebook.com/photo.php?fbid...46720242057257 في اول رد فعل على قرار عبدربه اجرا الانتخابات في فبراير القادم ناشط بالحراك الجنوبي وهذا هوا تعليقي هذا هوا لسان حال كل الجنوب وسوف ترى على ارض الواقع الجنوبي فيما اذا غامرة سلطة عبدربه بااجرا انتخابات قبل حل القضيه الجنوبيه حلا عادلا بما يرتضيه ابناء الجنوب |
عدن – دنيا الوطن – رائد الجحافي
تشهد مدينة عدن بجنوب اليمن هذه الأيام استعدادات مكثفة لإحياء الذكرى الـ44 لاستقلال الجنوب من الاستعمار البريطاني في 30 نوفمبر 1967م، حيث دعت مكونات الحركة السلمية الجنوبية كافة أبناء الجنوب إلى المشاركة في المهرجان المزمع إقامته يوم الأربعاء القادم 30 نوفمبر في عدن التي تشهد مسيرات ومهرجانات متواصلة تأتي في سبيل التحضيرات والاستعدادات للمهرجان الكبير الذي يقول ناشطون في الحراك السياسي الجنوبي انه سيكون مهرجان مليوني سيشارك فيه معظم الجنوبيين، وكان الجنوبيون قد اعتادوا على إحياء المناسبة بحماسة بالغة منذ سنوات قليلة حيث يتخذ منها مناسبة لخروج الجماهير الشعبية والتعبير عن مطالب أبناء الجنوب في تحقيق استقلال دولتهم التي يعدونها مغتصبة وواقعة تحت الاحتلال اليمني منذ إعلان صنعاء الحرب على الجنوب في صيف العام 1994م واجتياح عدن وتسريح الجنوبيين من مناصبهم ووظائفهم المدنية والعسكرية والاستحواذ على ممتلكاتهم العامة والخاصة لصالح قوى متنفذة من أبناء الجمهورية العربية اليمنية – الشريك الذي أجهض اتفاقيات الوحدة مع الطرف الآخر الجنوبي دولة ما كان يسمى بـ جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية، ويواصل أبناء الجنوب منذ سنوات عديدة انتفاضة شعبية سلمية متصاعدة تطالب باستعادة الدولة السابقة بطرق شرعية وبموجب قرارات كانت قد صدرت خلال الحرب من مجلس الأمن الدولي أعقبها قرار فك الارتباط الذي أعلن عنه الطرف الموقع على الوحدة في 21 مايو 1994م. هذا وفي ضل الظروف الداخلية والمحيطة بالجنوب من خلال الانتفاضات والثورات التي تشهدها المنطقة العربية في الوقت الراهن وما رافقها من متغيرات على خارطة المشهد السياسي العربي يشعر غالبية الجنوبيين إن لهم السبق في تفجير الثورات السلمية ولكن ثمة مؤامرات داخلية وخارجية تعمل على عرقلة نجاح الثورة السلمية في جنوب اليمن، ويشير السياسي والمحامي عارف الحالمي وهو احد قادة الحراك الجنوبي في تصريح أدلى به لـ صحيفة "دنيا الوطن" إلى إن الثورة السلمية الجنوبية تعد السبّاقة في تفجير الثورات التي شملت منطقة العرب لكن مصالح بعض الدول المجاورة ومصالح خارجية أخرى عملت على تجاهل هذه الثورة المتصاعدة، وطالب المحامي الحالمي المجتمع الدولي والأمم المتحدة إلى ضرورة الالتزام بواجبها الأخلاقي في تنفيذ قراراتها الدولية الخاصة بجنوب اليمن وهي قراري مجلس الأمن رقم 924 و931 لعام 1994م، وقال إن على مجلس الأمن الأخذ بعين الاعتبار القرارين الصادرين عنه قبل إن يتخذ قرارات أخرى تتعلق باليمن في الوقت الراهن، وان شعب الجنوب يرفض استمرار وضع الاحتلال اليمني على أراضيه وانه سيواصل نضاله السلمي حتى تحقيق هدفه المنشود المتمثل بالاستقلال واستعادة الدولة، وحول المهرجان المزمع إقامته في عدن أضاف الحالمي قائلاً: إن الجنوبيين اليوم مندفعون بشكل لا يتوقعه احد خصوصاً وإنهم قد وجدوا تقاعس خارجي إعلامي ودبلوماسي تجاه قضيتهم العادلة والمشروعة، ولهذا فأنهم يتحينون الفرص للزهور القوي والتعبير عن مطالبهم ولهذا سيكون الاحتفاء بذكرى الاستقلال الأول احتفاءً مليونياً يظهر من خلال الصور والملامح الجارية في الجنوب، واستطرد الحالمي مواصلاً حديثه، "وشعب الجنوب وقد التزم طيلة سنوات مضت بخيار النضال السلمي في ضل القمع والجرائم التي طالته وتطاله من قبل سلطات صنعاء فقدم الجنوبيين أكثر من ألف شهيد وآلاف الجرحى والمعتقلين والمشردين، ولا يزال ابرز قادة الحراك الزعيم حسن باعوم داخل المعتقل في ضل تجاهل المنظمات الدولية المعنية بحقوق الإنسان فان الجنوبيين قد يلجئون إلى خيارات أخرى للدفاع عن أنفسهم واستعادة دولتهم، والشرائع السماوية وكذلك نصوص القانون الدولي تمنح الشعوب حق استرداد حقها وعزتها وكرامتها والدفاع عن النفس حتى بالكفاح المسلح". http://www.alwatanvoice.com/arabic/n...27/220796.html |
وأخيرا فهم علي عبد الله صالح الدرس ولكن ماذا بعد؟*
أحمد أبو مطر GMT 17:01:00 2011 الجمعة 25 نوفمبر Tweet 2 أدرك أخيرا الرئيس اليمني علي عبد الله صالح أنّه لا فائدة من المراوغة والمماطلة لكسب المزيد من الوقت في السلطة التي سيطر عليها منذ السابع عشر من يوليو 1978 أي طوال ما يزيد على 33 عاما، ليصبح الأطول عمرا في السلطة بعد الطاغية المقبور القذافي (42 عاما ) والسجين حسني مبارك ( 30 عاما ). إدراكه وفهمه لدرس الثورة اليمنية بأنها لن تتوقف قبل رحيله، هو ما جعله يفكر في التنحي بطريقة فيها نسبة من الكرامة الشخصية، فسافر يوم الأربعاء الموافق الثالث والعشرين من نوفمبر 2011 إلى الرياض العاصمة السعودية للتوقيع على المبادرة الخليجية التي طالما رفضها وراوغ حولها. وقد جرى التوقيع في احتفال بالرياض حضره الملك عبد الله بن عبد العزيز ووزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي ووفدان يمثلان الحكومة اليمنية والمعارضة، إضافة للمبعوث الدولي إلى اليمن جمال بن عمر. وتنصّ الاتفاقية *على نقل سلطات علي عبد الله صالح إلى نائبه عبد ربه منصور هادي ،على أن يظل رئيسا شكليا (كي لا نقول شرفيا) بدون أية صلاحيات أي مجرد تسمية شكلية مدة تسعين يوما إلى حين إجراء انتخاب رئيس جديد لليمن. تهديدات عربية ودولية أدّت لفهمه الدرس ومن الواضح أنّ ما يشبه القطيعة الخليجية العربية لنظامه، والتهديدات الدولية له ولنظامه لعبت دورا أساسيا لاستيعابه الدرس، بعد مناورات وإضاعة للوقت منذ نهاية مايو الماضي عندما تمّ طرح المبادرة الخليجية التي أصبحت مقبولة منه الآن. وقد تأكد أنّ المبعوث الدولي جمال بن عمر نقل له تحذيرا بأنّ هناك توجه لنقل ملف الأزمة اليمنية لمجلس الأمن بدعم من الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوربية و بعض الدول العربية. لذلك تناسى علي صالح اتهاماته لإسرائيل وأمريكا بأنهما وراء الثورة اليمنية و تهجمه على فضائية الجزيرة بصفتها راعية لهذه الثورة، وكأنّ ملايين اليمنيين الرافضين لاستمرارية نظامه مجرد عملا ءلإسرائيل وأمريكا أو يتلقون التعليمات من فضائية الجزيرة، قافزا على الفساد والظلم والديكتاتورية طوال 33 عاما من حكمه، مما يعني أن الشعب اليمني لم يعد يتحمل المزيد، لذلك بدأ ثورته منذ فبراير الماضي. هذه هي خلفية سفره للتوقيع على المبادرة الخليجية مع بعض أطياف المعارضة المشاركة في الثورة ضده وليس كل مكونات الثورة هذه. هل هذا التوقيع نهاية للأزمة والثورة؟ العديد من المؤشرات توحي بأنّ الجواب هو: لا..لا. وذلك بسبب أنّ *الخلل الأساسي في المبادرة التي وقعها علي عبد الله صالح هو العامل الذي جعله يوقع عليها، ولم يستمر في صلافته وعناده كما فعل عميد الطغاة العرب المقبور القذافي، ولولا هذا الخلل ربما لما وقعها علي عبد الله صالح. هذا الخلل هو منح المبادرة له ( الحصانة من الملاحقات القضائية )، وأعتقد أنّ غالبية الطغاة والمستبدين العرب سوف يتخلون طواعية عن السلطة إذا منحوا هذه الحصانة، إذ سيقولون لأنفسهم وعائلاتهم: يكفينا سرقات وفسادا وطغيانا طوال عشرات السنين، وهيا نخرج لننعم بالمليارات التي سرقناها من دم وثروة الشعوب، كي لا نواجه مصير القذافي وحسني مبارك و أولاده. وأعتقد أنّ هذا العامل هو الذي عجّل بهروب زين الهاربين بن علي، فها هو في سكوت مطبق مع ليلاه الطرابلسية كي لا يفتح أحد ملف سرقاته وما هرّبه معه وحساباته في البنوك، رغم بعض المطالبات التونسية بضرورة تسليمه لتقديمه للمحاكمة، وأعتقد أنّ تونس الجديدة عبر حكومتها المنتخبة بديمقراطية نزيهة وشفافة، لن تنسى هذا الهارب و سوف تصرّ على تقديمه للمحاكمة، فهو ليس أهم من حسني مبارك رغم مماطلة المجلس العسكري المصري في تسريع إجراءات محاكمته وأولاده، خاصة أنهم في سجون ذات مستوى فنادق سبعة نجوم. إنّ عدم الملاحق القضائية لعلي عبد الله صالح، تعني طي العديد من الملفات اليمنية الخطيرة التي له علاقة مباشرة فيها طوال الثلاثة والثلاثين عاما الماضية ومنها: 1 . الجريمة التي تصرّ بعض أطراف المعارضة اليمنية على أنّ له علاقة مباشرة بها، وهي جريمة اغتيال الرئيس اليمني إبراهيم الحمدي وشقيقه في الحادي عشر من أكتوبر 1977 أثناء نيته السفر لليمن الجنوبي لتوقيع اتفاقية وحدة يمنية، وهناك من الأطراف اليمنية من تؤكد أنّ علي عبد الله صالح هو شخصيا من أطلق الرصاص على الحمدي. والغريب ويدعو للتساؤل هو أنّ أحمد الغشمي استلم رئاسة اليمن الشمالي لعدة شهور فقط بعد اغتيال الحمدي ، ويتمّ اغتياله أيضا عبر انفجار حقيبة مفخخة قيل أنّه أوصلها له رئيس اليمن الجنوبي آنذاك سالم ربيع علي، الذي تمّ إعدامه في جنوب اليمن بعد ذلك. و تستند بعض أطراف المعارضة لحقيقة أنّ علي عبد الله صالح استلم رئاسة اليمن بعد أقل من شهر من اغتيال أحمد الغشمي، وقام علي عبد الله صالح بتوقيع اتفاقية الوحدة اليمنية في مايو 1990 . وجرى بعدها تهميش اليمن الجنوبي وقياداته، مما أدى لمحاولة انفصال جديدة وحرب أهلية عام 1994 ، كان الرابح فيها علي عبد الله صالح ونظامه، ليواصل الفساد والقمع ومصادرة الحريات حتى اندلاع الثورة ضده في فبراير 2011 . وهذا كله لم يلغ الحراك الجنوبي الذي ما تزال بعض أطرافه تطالب بالانفصال، وربما قيام نظام ديمقراطي يمني يحقق المساواة للجميع شمالي وجنوبي على قدم المساواة الكاملة، يجعل هذا الحراك الجنوبي يعود عن مطالبته بالانفصال التي كان سببها الأساسي تهميش نظام علي عبد الله صالح للجنوب اليمني. وهذا ما يراه العديد من الكتاب والمفكرين اليمنيين، فالكاتب اليمني المعروف والناشط في الساحة اليمنية عبد الباري طاهر، يرى أنّ " الحرب لم تتوقف في الجنوب منذ عام 1994، فقد استمر نزيف الدم والاقتتال بأشكال مختلفة، والوضع الآن وصل إلى ذروة التفجير، وما لم تعالج المشكلات القائمة، ويشخص الداء، ويحتكم الناس إلى مائدة حوار حقيقية، ومعالجة حقيقية لمشكلات فعلية قائمة في الجنوب، وبين الجنوب والجنوب، وبين الجنوب والشمال والشمال والشمال، فالمشكلة أزمة شاملة، وتتجلى في الجنوب بشكل حاد، لأن الجنوب كان يمتلك دولة وجيش، تم إلغاء وتهميش الجنوب كاملا، وجرى انقلاب حقيقي على المشاركة السياسية عام 94 بالحرف، ولكن لا يمكن الآن ضمان وحدة حقيقية إلا بالمشاركة، والتخلي عن الأسلاب وغنائم حرب عام 1994 ".* وعلينا استيعاب الدرس السوداني، فلولا القمع والاستبداد والتهميش الدائم للجنوب السوداني لما أصرّ وقاتل من أجل الانفصال حتى ناله في التاسع من يوليو 2011 بعد انتخابات صوّتت فيها الغالبية العظمى من الجنوبيين للانفصال في دولة مستقلة، وهذا ما كان لهم حسب رغبتهم. بينما في كيانات أوربية تتعايش العديد من الأصول واللغات في دول موحدة بسبب العدالة والديمقراطية، ويكفي التذكير بنموذجي سويسرا وكندا. 2 . ما أوصل إليه علي عبد الله صالح اليمن الموحد ( شماله وجنوبه ) خلال 33 عاما من حكمه، وهنا اعتمادا على القول الشائع ( أهل مكة أدرى بشعابها )، فسوف أنقل بعض الحقائق التي يعرفها ( أهل اليمن ) كما نشرها ( موقع ومنتديات ثورة الشعب اليمني، شباب اليمن للتغيير )، وهي حقائق مؤكدة من مصادر عربية وعالمية أيضا: _ 46 % من اليمنيين تحت خط الفقر. _ 75 % من اليمنيين يعانون من العوز الغذائي حسب تقارير جمعية حماية المستهلك الحكومية. _ نسبة الأمية التعليمية في اليمن 69 % وهي أعلى نسبة في العالم العربي، فمن يصدق أنّ 69 % من اليمنيين أمييين أي لا يفكون الخط كما نقول في بلاد الشام. وللمقارنة والمزيد من الحزن والبكاء فقط، نذكر أنّ المناطق الفلسطينية ( القطاع والضفة ) رغم جرائم الاحتلال وقسوة الحياة، فحسب احصائيات اليونسكو هي أقل معدلات الأمية في العالم أجمع. _ *نسبة الأمية بين النساء في اليمن تبلغ 83 %. _ العاصمة صنعاء ضمن أسوأ عشرة مدن في العالم في النظافة والمعايير الصحية. _ في ميدان الحريات الصحفية، تأخذ يمن علي عبد الله صالح الرقم 169 من بين 183 دولة حسب تقارير منظمة ( مراسلون بلا حدود ). _ قدّرت منظمة ( بر لمانيون عرب ضد الفساد ) الفساد في اليمن بخمسة مليارات في السنة. ويقول شباب الثورة اليمنية ( لو صام نظام علي عبد الله صالح عن الفساد لسنة واحدة فقط، لسدّد جميع ديون اليمن الخارجية، لأنّ قيمتها تعادل حجم الفساد السنوي، ولو صام النظام عن الفساد سنة أخرى لتضاعف الاحتياطي من النقد الأجنبي لأنه بنفس المستوى تقريبا ). فهل صاحب كل هذه الإنجازات المخزية، يستحق الحصانة من الملاحقة القضائية؟. لذلك بدأ انقسام واضح في صفوف المعارضة والثورة اليمنية إزاء هذا التوقيع على المبادرة الخليجية خاصة من قبل أعضاء المجلس الوطني لقوى الثورة اليمنية الذين أعلن بعضهم البراءة مما توصلت إليه بعض أطراف المعارضة مع علي عبد الله صالح، ونتج عنه التوقيع على المبادرة الخليجية. لذلك شهدت ساحات اليمن مظاهرات عارمة معارضة للتوقيع سقط فيها العديد من القتلى والجرحى. هذا هو الواقع اليمني بعد التوقيع، وآمل ان يكون تحفظي في غير محله، ويشهد اليمن استقرارا جديدا ينتج عنه نظام ديمقراطي مغاير لديكتاتورية وفساد علي عبد الله صالح، ويخلق يمنا واحدا لا شمالي ولا جنوبي، رغم أنّ الأمنيات شيء والواقع شيء آخر. [email protected]* http://www.elaph.com/***/opinion/2011/11/698210.html |
http://www.okaz.com.sa/new/issues/20...1127459078.htm
شيخ مشايخ قبائل يافع اليمنية لـ«عكاظ» : امتد وقع الأصداء المعضدة في نفوس أبناء اليمن لرعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لتوقيع المبادرة الخليجية في الرياض أخيرا، وتأثير حديث القلب إلى القلب لليمنيين قاطبة، ما حدا بشيخ مشايخ يافع وعضو مجلس الشورى اليمني فضل العفيفي إلى القول إن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز اضطلع بدور جوهري ومحوري في إنهاء الأزمة برعاية حفل مهر التوقيع على المبادرة الخليجية من قبل الرئيس اليمني علي عبدالله صالح وقادة المعارضة اليمنية.وأوضح العفيفي في حديث لـ «عكاظ» أن دعوة الملك عبدالله بن عبدالعزيز للفرقاء اليمنيين لفتح صفحة جديدة من التصالح والتسامح، والعمل على بناء اليمن الجديد وفقا للبنود التي أوردتها المبادرة الخليجية وآلياتها في حل الأزمة، لقيت صدى كبيرا في جميع الأوساط اليمنية بمختلف تياراتها. وتابع: «إن الشعب اليمني لن ينسى مدى الحياة وقفة الملك عبدالله بن عبدالعزيز مع اليمن في الظروف الصعبة التي مر بها خلال المرحلة السابقة»، مقرا أن المملكة كانت ولا تزال العمق الاستراتيجي لليمن. وأشار إلى أن حكمة خادم الحرمين الشريفين وإدراكه وبعد نظره أنقذ اليمن من الدمار والتشتت، وأن حثه لأطراف الأزمة الاحتكام إلى العقل وتحمل المسؤولية، وجدت القبول لدى جميع اللاعبين في الساحة اليمنية لإكمال مشوار التسوية السياسية، قائلا إن الاتفاق اليمني سيكون نقطة التحول السياسي في حياة شعبنا. وأردف أن الشعب اليمني كان ولايزال يشعر بأهمية المملكة ومكانتها، إذ وقفت بجانبنا وقت الشدائد والأزمات، مضيفا أن دول مجلس التعاون الخليجي لعبت دورا أيضا في تذليل الصعاب وتقريب وجهات النظر بين الأطراف. وزاد: «لقد احتوت المبادرة الخليجية وآليات تنفيذها على خريطة طريق تعالج كل صغيرة وكبيرة في الأزمة المتصاعدة منذ عشرة أشهر، والتي أدت إلى تدهور الأوضاع اليمنية بشكل خطير على جميع المستويات الاقتصادية، الأمنية، والاجتماعية، ووصل أثرها إلى كل بيت يمني. وأفاد: «إن المملكة واليمن بلد واحد، وما يدور في اليمن من أزمات وإراقة دماء تجد صداه في المملكة، الذي يتحرك أهلها وقلوبهم تنفطر على أشقائهم في اليمن، ساعين لإيقاف تلك الأعمال التي لا تمت لنا كشعب يمني». وخلص إلى أن اليمنيين لن يفوتوا الفرصة التي سنحت لهم، وسيكونون على قدر المسؤولية باذلين الجهد لتنفيذ المبادرة من خلال اختيار رئيس الحكومة، والبدء في تشكيلها لكي تدخل المبادرة الخليجية دائرة التنفيذ ويعم الأمن والسلام البلاد والعباد. |
http://www.alkhaleej.ae/portal/d4117...5bdbc7c27.aspx
دار الخليــــج-أخبار وتقارير-وفد ألامم المتحده في اليمن يبحث مشكلة النازحين |
إلى المربع الأول من مصر... إلى اليمن!
الإثنين, 28 نوفمبر 2011 جورج سمعان خطا اليمن خطوة أولى في طريق طويل. يستحسن ألا يستعجل المتفائلون بثمار الربيع العربي، كما فعلوا حتى الآن. توقعوا أن تنضج سريعاً، وأن تخلو الساحات والميادين من أهلها، وأن يعود كل شيء إلى سيرته الأولى. أُصيبوا بخيبة وهم يشاهدون ما يجري في البلدان التي تخلصت من رأس النظام، وتلك التي تنتظر. المصريون اكتشفوا باليقين القاطع أن ثورتهم لم تصل إلى غاياتها. أطاحوا الرئيس أما النظام فينبعث مجدداً على أيدي أهله وحماته: المجلس العسكري للقوات المسلحة والقوى التقليدية التي عاصرت أزمنة العسكر مهادنة تارة ومواجهة تارة أخرى. وها هي الثورة تعود إلى المربع الأول. وقد لا تشكل الانتخابات البرلمانية مفصلاً أو قطيعة مع النظام البائد... وإن كان «الإخوان» يأملون ذلك ويخططون. اليمنيون على خطى إخوانهم المصريين. شباب الساحات شعروا باكراً بأن خيوط اللعبة تفلت من بين أصابعهم. ركبت القطار على عجل قيادات أحزاب «اللقاء المشترك»، وعلى رأسها زعماء «تجمع الإصلاح» بجناحيه «الإخواني» والعشائري. ولحق بهم بعض أركان حزب المؤتمر الحاكم فكتائب من الجيش والقوى الأمنية... ثم «الحراك» الجنوبي والحوثيون. وعبر الشباب باكـــراً أيضاً عن رفضهم بعض رموز المنصات الخطــــابية وشعاراتها. كما عبروا عن انزعاجهم من محاولات المساومة لإيجاد مخرج يعيد إنتاج النظام السابق بحــلة جديـــدة. لذلك، لم يخـــفوا تحفظهم عن المبادرة الخــليجية. وبالتأكيد لم ترق لهم صورة معارضين يوقعون على الاتفاق مع رؤوس النظام. فهؤلاء، سياسيين وعسكريين، كانوا لسنة خلت من أركان النظام وعصبه وعصبيته السياسية والقبلية والعسكرية وحتى الجهوية. المشكلة التي تواجه ثورة مصر اليوم تواجه ثورة اليمن أيضاً، وإن اختلف اللاعبون وهوياتهم ومواقعهم وتركيباتهم. لم يثر المصريون ولم يثر اليمنيون من أجل إعادة إنتاج النظام القديم في أشكال جديدة، ووجوه قديمة جديدها أنها وقفت في وجه الرئيس وحكمه. من هنا اندلاع الصراع بين المجلس العسكري في مصر وشباب الثورة، صراع قسم شباب الساحات حتى تواجهت هذه في صفوف متقابلة. لأن كثيرين ممن ركبوا الموجة هم من تركة النظام القديم الذي يعبر عنه المجلس خير تعبير. فضلاً عن بعض القوى الإسلامية التي لم تصدق أنها باتت حرة في التعبير عن رأيها، وأنها تملك القدرة ربما على وراثة الحكم. ومثلها تماماً بعض القوى التي شايعت الرئيس علي عبدالله صالح دهراً ثم انقلبت عليه وركبت موجة الشباب في الساحات والميادين. وهي تستعد لوراثته. منذ اليوم الأول بادر الجيش المصري إلى أخذ الثورة بيديه. لم يقف على الحياد. مارس دوره الوطني التاريخي الموروث من ثورة أحمد عرابي في عام 1881 وحتى ثورة 23 يوليو في عام 1952. لم يتلكأ في الانحياز إلى الشباب على حساب نظام حسني مبارك وحزبه الحاكم برجال أعماله وأمنه وأركان فساده. تصرف على أساس أنه حامي الدولة وليس السلطة. انحاز إلى الثورة، مثلما انحاز إليه الشعب عندما قاد ثوراته السابقة. لكن الشهور التالية لم تظهر ضعف أركان المجلس العسكري في ممارسة السياسة فحسب، بل أظهرت ميلاً متوارثاً إلى ممارسة السلطة، إن لم نقل ولعاً بها. فات أركان المجلس أن الذين أطاحوا مبارك لن يسكتوا على قيام أكثر من مبارك، من المشير إلى الجنرالات الآخرين. فاتهم أن الظرف التاريخي الذي جعلهم مصدر القيادة لم يعد قائماً. وأن الأوضاع التي ولدتها أيامُ المواجهة مع الاستعمار البريطاني، ثم أيامُ الحرب البـــاردة وحـــروب 1956 و1967 والاستنزاف و1973... هي غيرها أيامُ ثورة المعلومات ووسائل الاتصال الحديثة وشيوع مفاهيم حقوق الإنسان والحريات التي شكلت قوى أين منها قوى السلطات الحاكمة. مرد ضعف الشباب في مواجهة اصطفاف العسكر والأحزاب التقليدية إلى الوقت. لم يتح لهم فرصة فرز قيادات وبنى حزبية أو تنظيمية قادرة على إقامة هياكل جديدة تشكل بدائل لهياكل النظام المتداعية. وكما في مصر كذلك في اليمن، لم يستطع الشباب هيكلة صفوفهم كما يحبون ويرغبون. فلا الثوار أنتجوا زعامة أو رمزاً يقودهم إلى النهايات القاطعة مع الماضي، ولا هم انخرطوا في تشكيلات حزبية يعتد بمواقفها السياسية، وبجنوحها إلى قيم الحداثة والعصر عموماً. قوى أخرى قفزت إلى القطار وتحاول «خطفه» إن لم يتسنَّ لها حرفه عن مساره. لم يكن بمقدور الشباب، في مصر كما في اليمن، أن يعترضوا على انخراط الأحزاب والقوى التقليدية في حراكهم. مدّتهم هذه بمزيد من القوة... والحشد. لذلك، يصعب عليهم دفع هذه القوى إلى التماهي معهم أو جرها إلى مواقعهم. هي صنو النظام الذي تصارعت معه يوماً وتآلفت معه يوماً آخر. ولم تجد غضاضة في مجاراته ومحاباته أحياناً كثيرة، على رغم أن بعضها عانى ما عاناه من سجن وتشريد ونفي. مشكلة الشباب أنهم بلا تجربة سياسية. رحبوا بموقف المجلس العسكري المنحاز إليهم ما عجّل برحيل رأس النظام، لكنهم لم يتوقعوا هذا الثمن الفادح لموقفه. لم يحسبوا أن تخلص المؤسسة من رأس النظام كانت له حسابات أخرى تتعلق بتاريخ المؤسسة ودروها التاريخي. بعض «الإخوان» والقوى التقليدية يعرفون هذا التاريخ، ويلعبون في ضوء هذه المعرفة لعبتهم الخاصة بالتغيير. يبدو الطريق طويلاً أمام المصريين للخروج من قيد ثنائية العسكر والأحزاب التقليدية التي ما فتئت تخشى سطوة جنرالات الجيش وأجهزة الأمن، أو تراهن على صفقة معهم لتقاسم السلطة بدل اقتسامها مع طليعة الذين أشعلوا شرارة التغيير. أما شباب اليمن فطريقهم تبدو أطول. فالهيكل الثوري قام ويقوم على أكثر من دعامة تغلب فيها قوى التقليد. يكفي أن التسوية الخليجية التي توافق عليها الأطراف قبل أيام أنتجت تقاسماً للسلطة. ويعرف شباب الميادين من صنعاء إلى تعز والمدن الأخرى أن هذا التقاسم يعني بصورة أخرى إعادة إنتاج للنظام السابق بالوجوه نفسها. فحكومة الوحدة الوطنية تعني محاصصة بين أركان الحزب الحاكم والمعارضة التي كان جل أقطابها إلى سنة خلت مكوناً رئيساً من أركان نظام الرئيس علي عــبدالله صـــالح. كــما أن إعـــادة هيكلة المؤســسة العسكرية ستبقي على الهياكل التي كانت دعامة النظام وتفرقت وراء أركانها المختلـــفين: هؤلاء لحماية السلطة والدســتور، وأولئك لحمـــاية صفوف الــمعارضــة والمعتصمين في الساحات. يعرف شباب اليمن أن توازن القوى هو الذي أوصل الحراك إلى هذه التسوية، وليس إلى التغيير الشامل الذي يرتأون. كانوا يعرفون بلا شك أن قادة «اللقاء المشترك» الذين نقلوا سريعاً شراكتهم مع النظام الحاكم إلى الساحات والميادين، سيعودون إلى الشراكة مع الحزب الحاكم. كأن الصراع لم يكن على تغيير النظام بمقدار ما كان على وراثة السلطة! وإذا كانت قوى «اللقاء» يرتاب بعضها من بعض آخر، بفعل الثقل «الإخواني» والقبلي الذي يمثله «تجمع الإصلاح»، فإن أهل الجنوب وأهل صعدة شعروا من البدايات الأولى للحراك بأنهم مهمشون في صراع «الثنائية» الشمالية التي أطبقت على الميادين سياسياً وعسكرياً. وإذا أصيب شباب ساحات صنعاء وتعز بالخيبة، مثلما شعر شباب القاهرة والإسكندرية، فإن أخطر ما سيواجه حكومة اليمن التي سيقودها محمد سالم باسندوة ليس هذه الخيبة فحسب، وليس «ثنائية» الصراع بين أهل الشمال. التحدي أمام الحكومة العتيدة ألا تستكين للشراكة المتجددة مع حزب المؤتمر. عليها أن تشرع الأبواب لسماع أصوات كل أطياف المعارضة. أن تقنع أهل «الحراك الجنوبي» بأنها على استعداد للبحث في معالجة ما كان يشكو منه الجنوبيون منذ الوحدة عام 1990، من سياسة الإقصاء والتهميش والتمييز والحرمان وغياب المساواة. وبأنها جادة في إشراكهم في القرار السياسي فلا يظل تحت رحمة «الشراكة» الجديدة وسلطة القبائل ورجال الدين والمتنفذين. فإذا كان الجناح الجنوبي المتشدد (علي سالم البيض) ينادي بالانفصال أياً كان مآل أوضاع التسوية، فإن جناح الاعتدال من «مجموعة القاهرة» (علي ناصر محمد وحيدر أبو بكر العطاس) قد لا يجد بداً من المطالبة بحق تقرير المصير بعد ثلاث أو خمس سنوات من اختبار التجربة الجديدة. أما الحوثيون الذين التحقوا هم أيضاً بالساحات والميادين فيرتابون من المستقبل. لم ينسوا - حالهم حال أهل الجنوب - أن معظم أهل «الشراكة» الجديدة في الحكومة المنتظرة كانوا أركان الحروب الستة على صعدة، مثلما كانوا رأس الحرب في مواجهة انفصال الجنوب عام 1994. ولا شك في أن الحوثيين يشعرون اليوم، كما أهل «الحراك الجنوبي» بأنهم باتوا أقوى في ظل انقسام صنعاء أو «الشراكة» الجديدة لثنائيتها. وهم يريدون «حصتهم» المعتبرة إذا استحال عليهم حكم ذاتي في أقصى شمالهم. سيطول الطريق إلى اليمن «السعيد» إذا لم تقد الحكومة المنتظرة ثورة الشباب إلى التغيير الحقيقي. فمواقيت التسوية طويلة بخلاف مواقيت التغيير في مصر التي تتقدم إلى انتخابات يفترض أن تحدد وجهة القطار... هل تختصر صنعاء المرحلة الانتقالية وتؤسس لقوة ثالثة قادرة على التغيير الفعلي، أم تظل رهن «ثنائية» كتبت لها التسوية عمراً آخر؟ http://international.daralhayat.com/...article/333412 |
|
تاريخ النشر : 2011-11-27 عدن – دنيا الوطن – رائد الجحافي
تشهد مدينة عدن بجنوب اليمن هذه الأيام استعدادات مكثفة لإحياء الذكرى الـ44 لاستقلال الجنوب من الاستعمار البريطاني في 30 نوفمبر 1967م، حيث دعت مكونات الحركة السلمية الجنوبية كافة أبناء الجنوب إلى المشاركة في المهرجان المزمع إقامته يوم الأربعاء القادم 30 نوفمبر في عدن التي تشهد مسيرات ومهرجانات متواصلة تأتي في سبيل التحضيرات والاستعدادات للمهرجان الكبير الذي يقول ناشطون في الحراك السياسي الجنوبي انه سيكون مهرجان مليوني سيشارك فيه معظم الجنوبيين، وكان الجنوبيون قد اعتادوا على إحياء المناسبة بحماسة بالغة منذ سنوات قليلة حيث يتخذ منها مناسبة لخروج الجماهير الشعبية والتعبير عن مطالب أبناء الجنوب في تحقيق استقلال دولتهم التي يعدونها مغتصبة وواقعة تحت الاحتلال اليمني منذ إعلان صنعاء الحرب على الجنوب في صيف العام 1994م واجتياح عدن وتسريح الجنوبيين من مناصبهم ووظائفهم المدنية والعسكرية والاستحواذ على ممتلكاتهم العامة والخاصة لصالح قوى متنفذة من أبناء الجمهورية العربية اليمنية – الشريك الذي أجهض اتفاقيات الوحدة مع الطرف الآخر الجنوبي دولة ما كان يسمى بـ جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية، ويواصل أبناء الجنوب منذ سنوات عديدة انتفاضة شعبية سلمية متصاعدة تطالب باستعادة الدولة السابقة بطرق شرعية وبموجب قرارات كانت قد صدرت خلال الحرب من مجلس الأمن الدولي أعقبها قرار فك الارتباط الذي أعلن عنه الطرف الموقع على الوحدة في 21 مايو 1994م. هذا وفي ضل الظروف الداخلية والمحيطة بالجنوب من خلال الانتفاضات والثورات التي تشهدها المنطقة العربية في الوقت الراهن وما رافقها من متغيرات على خارطة المشهد السياسي العربي يشعر غالبية الجنوبيين إن لهم السبق في تفجير الثورات السلمية ولكن ثمة مؤامرات داخلية وخارجية تعمل على عرقلة نجاح الثورة السلمية في جنوب اليمن، ويشير السياسي والمحامي عارف الحالمي وهو احد قادة الحراك الجنوبي في تصريح أدلى به لـ صحيفة "دنيا الوطن" إلى إن الثورة السلمية الجنوبية تعد السبّاقة في تفجير الثورات التي شملت منطقة العرب لكن مصالح بعض الدول المجاورة ومصالح خارجية أخرى عملت على تجاهل هذه الثورة المتصاعدة، وطالب المحامي الحالمي المجتمع الدولي والأمم المتحدة إلى ضرورة الالتزام بواجبها الأخلاقي في تنفيذ قراراتها الدولية الخاصة بجنوب اليمن وهي قراري مجلس الأمن رقم 924 و931 لعام 1994م، وقال إن على مجلس الأمن الأخذ بعين الاعتبار القرارين الصادرين عنه قبل إن يتخذ قرارات أخرى تتعلق باليمن في الوقت الراهن، وان شعب الجنوب يرفض استمرار وضع الاحتلال اليمني على أراضيه وانه سيواصل نضاله السلمي حتى تحقيق هدفه المنشود المتمثل بالاستقلال واستعادة الدولة، وحول المهرجان المزمع إقامته في عدن أضاف الحالمي قائلاً: إن الجنوبيين اليوم مندفعون بشكل لا يتوقعه احد خصوصاً وإنهم قد وجدوا تقاعس خارجي إعلامي ودبلوماسي تجاه قضيتهم العادلة والمشروعة، ولهذا فأنهم يتحينون الفرص للزهور القوي والتعبير عن مطالبهم ولهذا سيكون الاحتفاء بذكرى الاستقلال الأول احتفاءً مليونياً يظهر من خلال الصور والملامح الجارية في الجنوب، واستطرد الحالمي مواصلاً حديثه، "وشعب الجنوب وقد التزم طيلة سنوات مضت بخيار النضال السلمي في ضل القمع والجرائم التي طالته وتطاله من قبل سلطات صنعاء فقدم الجنوبيين أكثر من ألف شهيد وآلاف الجرحى والمعتقلين والمشردين، ولا يزال ابرز قادة الحراك الزعيم حسن باعوم داخل المعتقل في ضل تجاهل المنظمات الدولية المعنية بحقوق الإنسان فان الجنوبيين قد يلجئون إلى خيارات أخرى للدفاع عن أنفسهم واستعادة دولتهم، والشرائع السماوية وكذلك نصوص القانون الدولي تمنح الشعوب حق استرداد حقها وعزتها وكرامتها والدفاع عن النفس حتى بالكفاح المسلح". http://www.alwatanvoice.com/arabic/n...27/220796.html |
أخواني في فريق كسر حظر الاعلام العالمي عن قضيتنا
اعتذر لكم عن غيابي وايضا سيستمر الغياب وذلك لظروف صحيه ...تعبان شووي وأول ما اكون بخير سأنطلق بأقوى جهد تجاه هذا العمل الجبار ولكم التحيه |
اليمن: شباب الجنوب بين مطرقة بروكسيل وسندان القاهرة
الإثنين, 28 نوفمبر 2011 عدن - علي سالم تطرق مجموعة من الشبان باب مقر فرع اتحاد الأدباء والكتاب في عدن ثم تشرع في حمل الكراسي على متن سيارة شحن. فمنذ شهور وأعضاء في «حركة شباب عدن» يأتون إلى هنا لاستعارة الكراسي لاستخدامها في ندوات تقام في الأحياء السكنية للتوعية بأهمية توحيد الصف الجنوبي. وانطلاقاً من ماضٍ صاخب بشعار «يا عمال العالم اتحدوا» إلى حاضر دافق بصرخة «يا أبناء الجنوب اتحدوا» ومن «في كل العالم عندي حبيبة هي الشبيبة» و «يمن ديموقراطي موحد نفديه بالدم والأرواح» وهي شعارات ظلت الشبيبة الجنوبية تهتف بها حتى قيام الوحدة، إلى تصاعد الحديث عن هوية جنوبية خالصة، ترتسم اهتمامات الأجيال الجديدة في جنوب اليمن. وهي اهتمامات زلقة تتحرك وترتد بمختلف الاتجاهات ما يعيق أحياناً وضع المواقف والمطالب في سياق متسق. آخر تلك التجليات توزع الشباب الجنوبي الذي يشكل القاعدة العريضة للحراك الجنوبي ومدماك حضوره في الشارع، بين تياري الفيديرالية وفك الارتباط أو ما بات يعرف بجماعتي القاهرة وبروكسيل نسبة إلى مؤتمرين استضافتهما العاصمتان المصرية والبلجيكية. الأول نظمته جماعة يقودها الزعيم الجنوبي علي سالم البيض ويدعو إلى فك الارتباط مع الشمال، والثاني نظمته جماعة الفيديراليين برئاسة الرئيس الجنوبي السابق علي ناصر محمد وهي الجماعة التي أصدرت الأسبوع الماضي وثيقة تقترح دولة يمنية بإقليمين شمالي وجنوبي وفترة انتقالية يستفتى خلالها الجنوبيون على الوحدة أو الانفصال. وكانت الشهور الأخيرة شهدت تحولات لافتة منها انسحاب ممثلي الجنوب من المجلس الانتقالي للثورة الشبابية. وبلغت حمى النزعة الجنوبية حد اعتبار البعض حركة الاحتجاجات التي تشهدها البلاد شأناً شمالياً صرفاً أو «صراعاً بين أحمر وأحمر» لا يعني الجنوبيين. وفي ذلك إشارة إلى انتماء كل من الرئيس صالح ومعارضيه الأقوياء المنشقين عن نظامه، إلى منطقة بيت الأحمر الواقعة ضمن قبيلة حاشد التي توصف بـ «صانع» رؤساء شمال اليمن. واللافت أكثر أن تظاهرات خرجت في عدن تندد بما أسمته نقل صنعاء صراعاتها إلى محافظة أبين الجنوبية. ويقول شاب من محافظة أبين: «صالح أراد بإشعال القتال في أبين أن يظهر للخليجيين والغرب أن نائبه لم يستطع أن يسيطر على مسقط رأسه فكيف الحال فيما لو حكم اليمن». وهذه لغة صارت شائعة في الجنوب ترى أن وراء كل مشكلة فاعلاً شمالياً إلى درجة رد البعض انتشار النقاب بين الجنوبيات إلى «غزو الشمال». ولا تستبعد مصادر في الحراك الجنوبي فرضية أن يكون الخلاف المزعوم بين قيادات الحراك مجرد لعب أدوار من منطلق «خوفه بمرض فك الارتباط يرضى بحمى الفيديرالية». وهذا تكتيك لطالما اتبعته الجماعات السياسية في اليمن. وخلال فترة لا تزيد عن 5 سنوات استطاع شعار الضيم الجنوبي أن يوحّد مكوّنات الطيف السياسي الجنوبي من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار بمن فيهم أعضاء في الحزب الحاكم، حتى شاع القول «إن دم الجنوبي على الجنوبي حرام». بيد أن تسارع الانهيار الذي شهده نظام الرئيس صالح وبدء الحديث عن استحقاقات ما بعد رحيله أعادا تباينات الصف الجنوبي إلى الواجهة لا سيما أن الثأر السياسي في اليمن يتخذ شكل الثأر القبلي. دعوات لفك الارتباط وسجلت الشهور الأخيرة احتكاكات بين جماعات جنوبية تؤيد النظام الفيديرالي وأخرى تدعو إلى فك الارتباط. ويذهب بعض المتعصبين لمطلب فك الارتباط إلى اتهام دعاة الفيديرالية، خصوصاً المنتمين إلى حزب التجمع اليمني للإصلاح بأنهم حصان طروادة لتمرير الهيمنة الشمالية. فيما بدأت حمى التوجس التقليدي بين القبائل الجنوبية المتصارعة تاريخياً تطل باستحياء. وتصارعت جماعتان حراكيتان للاستيلاء على مقر المجلس المحلي لمديرية المنصورة في محافظة عدن قبل أن تحرره مدرعة تابعة للجيش الحكومي. وأدرج البعض الحادثة ضمن محاولة الجماعات السياسية والقبلية تثبيت حضورها على الأرض على غرار ما يجرى حالياً في بعض المحافظات الشمالية من قتال بين الحوثيين والإصلاحيين. ويطاول التشكيك الجنوبي الشيخ طارق الفضلي الذي رافق أسامة بن لادن في حرب أفغانستان وهو سليل أسرة الفضلي التي حكمت أبين قبل الاستقلال وتربطه علاقة مصاهرة بالقائد العسكري الشمالي المنشق اللواء علي محسن الأحمر. ويعتقد حراكيون أن الفضلي في العمق ليس مع دولة جنوبية مستقلة وأن انضمامه إلى الحراك الجنوبي جاء في إطار سيناريو مبكر باشره حزب الإصلاح مع أحزاب اللقاء المشترك، لإضعاف نظام الرئيس علي عبدالله صالح تمهيداً لإسقاطه من خلال تشكيل كتلة تاريخية هي الأولى من نوعها في تاريخ اليمن الحديث ضمت أحزاباً يسارية وقومية وإسلامية وزعامات قبلية. والأرجح أن تشكيل التكتل لم يكن ليقيض له النجاح لو لم يباشر صالح خطوات عملية باتجاه توريث الحكم لنجله أحمد. وهي القشة التي قصمت ظهر التحالف التقليدي الذي نهض عليه حكم صالح على مدى 3 عقود من الزمن. وأدت الاحتجاجات المستمرة منذ عشرة أشهر للمطالبة بتنحي الرئيس اليمني وأسرته عن الحكم والتي صاحبتها أعمال عنف، إلى تراخي قبضة صنعاء وبات ميدان الجنوب شبه خال للنشاطات الانفصالية. وعشية الاحتفال بذكرى ثورة استقلال جنوب اليمن عن بريطانيا عام 1967، انتشرت أعلام الدولة الجنوبية السابقة في شكل غير مسبوق. ورفعت شعارات تحض على استلهام ثورة الاستقلال الأولى لتحقيق الاستقلال الثاني، ويقصد به الانفصال عن الشمال الذي دخل مع الجنوب في وحدة عام 1990 قادت إلى حرب أهلية صيف 1994انتهت بهزيمة القوات الجنوبية. ويصادف زائر عدن شعارات على الجدران من قبيل «شعلة الحراك من نار ثورة 14 أكتوبر». وتلهب أغاني للمطرب الجنوبي عبود الخواجة حماسة الشبيبة. وبعض الشبان يزيد ذلك بارتداء قمصان «تي شيرت» رسم عليها شعار واسم الجنوب. وكان متوقعاً في أوساط الجنوبيين أن يعلن دعاة الفيديرالية الذين شاركوا في «المؤتمر الجنوبي الأول» الذي عقد يومي 21 و22 تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري في القاهرة، عن تشكيل مجلس وطني انتقالي جنوبي في مسعى إلى إعادة المحاصصة بين شمال وجنوب على غرار ما كان عليه الأمر لحظة قيام الوحدة. وكانت تعديلات دستورية أجراها حزب المؤتمر الحاكم بعد هزيمة الطرف الجنوبي في الحرب، تم بموجبها خفض عدد مقاعد تمثيل الجنوب في البرلمان، زادت طين الغبن الجنوبي بلة. ولئن ذهب بعض دعاة فك الارتباط إلى اعتبار مشروع الفيديرالية مجرد «فخ»، رأت مصادر سياسية محايدة في الوثيقة التي أعلنتها جماعة الفيديراليين في القاهرة بقيادة علي ناصر محمد وحيدر أبوبكر العطاس تحلياً بالموضوعية وبعد أفق، موضحة أن إقرار فترة انتقالية من شأنه إتاحة الفرصة لإعادة بناء مؤسسات دولة جنوبية. فسواء قاد الاستفتاء في نهاية المطاف إلى الانفصال أم البقاء في ظل دولة يمنية واحدة فإن هذه المؤسسات ستشكل في الحالين ضماناً للجنوبيين. ويمتد الجدل حول مستقبل الجنوب إلى ساحات الثورة في الشمال. ويرى الناشط في ساحة الحرية في تعز وضاح اليمن عبدالقادر أن الحل يأتي من خلال بناء دولة مدنية حديثة تكفل حقوق المواطنة لجميع اليمنيين. وقال عبدالقادر إن الرئيس علي عبدالله صالح استطاع خلال 20 عاماً أن يدمر الروابط التي ظلت تربط بين اليمنيين شمالاً وجنوباً، لافتاً إلى دور جنوبي شرعن نظام صالح، ملمحاً إلى جماعة الرئيس الجنوبي السابق علي ناصر محمد التي شاركت إلى جانب قوات صالح في حرب 1994. ويؤكد عبدالقادر أن صنعاء وبحكم تركيبتها العسكرية القبلية غير ملائمة لتكون عاصمة تحتضن مشروع الدولة المدنية ويقترح عدن أو تعز عاصمة للدولة الجديدة. ويدعو إلى تضافر الجهود الشابة والدفع باتجاه بلورة قوة شبابية متخففة من الأيديولوجيات الضاغطة باعتبارها صمام أمان بناء مستقبل اليمن الجديد. |
|
الرقص على رؤوس الأفاعي
مطلوب التفكير قليلا بعقل بارد واعطاء هامش للتفاوض ، رغم أجواء الربيع العربي الملتهبة، وقد يلتمس المراقب مبررات موضوعية لحالة الانفعال،أهمها ان من يقود ويحرك الثورات والاحتجاجات هم جيل الشباب ،المتحمس بالضرورة للتغيير اكثر من غيره ، ثم انه ليس سهلا السيطرة على انفجار مخزون هائل من القهر والظلم والفساد ، راكمته انظمة استبدادية طيلة عشرات السنين ، فضلا عن لجوء الانظمة الى القمع الدموي . ليس المطلوب استمرار الاحتجاجات والاعتصامات لذاتها،فالمهم هو الوصول الى الاهداف ،وفي الحالة اليمنية ربما كان بالامكان الخروج من عنق الزجاجة في وقت مبكر بعد انطلاق ثورة فبراير الماضي،لكن اظن ان سخونة المناخ الثوري و ركوب احزاب المعارضة موجة الثورة ومناورات النظام ،عطل فرص التوصل الى نهاية مبكرة للثورة ،ودخلت العملية في طريق مسدود نحو تسعة اشهر،ووصل الطرفان الى نقطة يحاول كل منهما لي ذراع الاخر،واطلق صالح مقولته الشهيره»فاتكم القطار»!. التوقيع على اتفاق يتضمن الية تنفيذ المبادرة الخليجية ، من قبل الرئيس علي صالح واحزاب المعارضة»اللقاء المشترك» في الرياض قبل ايام،لم يحسم الأزمة بشكل جوهري،وهو لا يختلف كثيرا عما كان مطروحا في شهر نيسان الماضي عندما اطلقت المبادرة الخليجية،بل ربما حقق الاتفاق لصالح شروطا افضل لخروج»مشرف»من السلطة اكثر مما كان متاحا في البدايات ، ما اثار غضب شباب الثورة ،ووضع احزاب المعارضة التي وقعت على المبادرة في حالة محرجة، وارتفعت اصوات تندد بالمعارضة وتضعها في صف النظام، اذ بعكس ما يطالب به الثوار من تنحي صالح ومحاكمته ، ضمنت المبادرة حصانة له ولابنائه من المحاكمة . *لست معجبا بصالح ونظامه، فهو من فصيلة الديكتاتوريات العربية العائلية، التي حولت الاوطان الى شبه اقطاعيات ،لكن يسجل لصالح حفاظه على وحدة اليمن رغم ما رافق مسيرة الوحدة من اخطاء ،وينبغي الاشارة ايضا الى ان اليمن الموحد كان في مقدمة البلدان العربية، التي بدأت مسيرة تحول ديمقراطي تعتمد التعددية الحزبية ،قبل ان تنتكس بعد محاولة الحزب الاشتراكي فصل الجنوب مجددا عام 1994 والتي حسمها صالح عسكريا . لا يختلف اثنان على ان السياسة تقوم على الاكاذيب والمناورات والخداع وصالح ليس استثناء ،بل انه قارن ذات يوم بين حكمه لليمن الذي صمد 33 عاما بالموازنات والمواءمات وبين» الرقص على رؤوس الافاعي»،ومع ذلك فقد اطلق اكثر من تصريح في وقت مبكر ،بعد ان تأكد من جدية الثورة،دعا فيه المعارضة للحوار بهدف الاتفاق على جدول زمني لاجراء انتخابات مبكرة،بمعنى انه اعلن استعداده للتنحي وفق الية ديمقراطية لنقل السلطة، ودائما ظل يكرر انه رئيس منتخب وهو صحيح،لكن الثورات الشعبية تسعى لنسف المعطيات السياسية القائمة ،وكان سقف مطالب الثورة يرتفع اولا بأول ،ووصل الى المطالبة برحيل صالح فورا ومحاكمته، هو والعديد من ابنائه ورموز حكمه،وجاءت محاولة اغتياله في مسجد الرئاسة لتزيد الامور تعقيدا. *وقت طويل تم هدره في الدوران بحلقة مفرغة،من الجدل والسجالات والمناكفات والتحدي المتبادل وسط استمرار التظاهرات والاعتصامات وتعطيل انشطة الحياة ،واظن ان الخسائر الناجمة عن ذلك في الجانب الاقتصادي والحياتي والانساني كانت هائلة ،وان اعادة ترميم ما خلفته الفترة الماضية يحتاج الى سنوات ، وجهود مضنية وأموال ضخمة في بلد يصنف ضمن أفقر دول العالم .ورغم ذلك لا يبدو ان اتفاق الرياض قد انهى الازمة،والافاق لا تزال مفتوحة على المجهول ، بعد رفض شباب الثورة الاتفاق وتصعيد الاحتجاجات ،واكثر ما يثير القلق ان أخطر الاحتمالات لما يجري في اليمن اليوم سيكون انفصال الجنوب،ذلك ان الحراك الجنوبي الذي يطالب بالانفصال، انطلق قبل هبوب رياح الربيع العربي،ومن سخريات القدر ان يفتح رحيل صالح عن المشهد باب* الانفصال . [email protected] |
Loading...
|
Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions Inc.