منتديات الضالع بوابة الجنوب

منتديات الضالع بوابة الجنوب (http://www.dhal3.com/vb//index.php)
-   المنتدى السياسي (http://www.dhal3.com/vb//forumdisplay.php?f=18)
-   -   14 اكتوبر الكذبة الكبرى والجريمة العظمى (http://www.dhal3.com/vb//showthread.php?t=71136)

اسد الشرق الخليفي 2011-08-19 02:00 AM




محاضرة بالعامية ، ولكنها رائعة ، وخطيرة

- 1 -

حتى نحتفظ بهدف هذه (( الدراسة )) حيا في الأذهان .. فإنه يتوجب علينا العودة بين الحين والاخر (( لتذكر )) البواعث التي قضت بتقديمها .

ذلك أننا لم نكتبها _ أي هذه الدراسة _ تحت تأثير مشاعر (( خسيسة أو خبيثة )) كما يقول عمار أو زيفان .. ولكننا نعتقد بأنها تؤدي واجبا في تنوير قطاعات هامة من الشعب . بواقع التطورات التي سادت الجنوب العربي من عام
1964 (( تاريخ إنطلاق العنف تحت إشراف المخابرات المصرية )) وحتى عام 1968 . حين إعلان إستقلاله .. ووصول الجبهة القومية إلى الحكم .. وتكريس نفسها السلطة الشرعية الوحيدة في الجنوب العربي ..

ولما كنا نقول بأن الحكومة القائمة في الجنوب العربي حكومة غير شرعية وأن الجبهة القومية ليست سوى جماعة عدوة للشعب .. فقد تحتم علينا أن نقوم بعرض وتبويب الحيثيات التي ينهض عليها إعتقادنا .

وهكذا فقد أعتبرنا الأحداث التي أتخذت من الجنوب العربي مسرحا لها من عام 1964 وحتى عام 1968 أعتبرنا هذه الأحداث صيغة غير صحيحة للتعبير عن أشواقنا في الحرية .. وهي لم تكن تحقق أهدافنا رغم أنها تقول ذلك .. وإذن فهي (( سنوات الشدة )) لم يكن لها من وجهة نظرنا مايبررها .. رغم أن كثرة من شعبنا قد أستجابت لها تحت تأثير الإغراء تارة .. وتحت تأثير حسن الظن أخرى .. وتحت تأثير (( المصالح الشخصية )) ثالثة ..

وأنا أعرف أن هذا الكلام قد قيل بصيغ شتى .. والجديد فيه هي كلمة (( المصالح الشخصية )) .. وهو تعبير أستخدمه أنا لأول مرة في كل ما كتبت ..

فكيف نفهم الدلالات المنطقية .. والشكل الواقعي (( للمصالح الشخصية )) .

يقول (( اللواء عزت سليمان )) وهو رجل بعيد الأثر في تخطيط السياسة المصرية في اليمن و الجنوب العربي .. عندما كان أحدنا يشكو إليه من (( تفاهة الشخصيات )) التي تقوم المخابرات المصرية بإبرازها وإظهارها في دائرة الضوء .. يقول :

المحاضرة الرائعة

(( أحطان ايه .. واصنج ايه .. دول كلهم مايسووش نيكلة .. أنا فاهم الكلام ده كويس .. وقيمتهم كلها تكمن في أنهم كلهم فاهمين انه بلانا ماحدش حيكون سأل فيهم .. أو حاسس بوجودهم .. ووقت ما تطلع معاي أشيل أي واحد فيهم بالجزمة .. ))

(( يعني احنا ما ندورش على الزعماء .. احنا نخلقهم ( !! ) أجيب لك واحد من الشارع .. وانفخ فيه .. وأغرقه بالأضواء .. وأعمله هالات .. لما يصير أد البلد .. ولما يكون عارف مركزه كويس .. وعارف كان ايه .. وعملناه ايه .. مايعارضش .. مايجيش وقت يقول ما يعجبنيش كده .. عايز ده .. ))

(( أنا فاهم سيكلوجية المواطن العربي .. وأنا أبني سياستي على أساس الفهم ده .. المواطن العربي مش بتاع منطق .. مش بتاع أفكر دا .. بتاع عواطف ..وشعارات )) .

(( واذا عرفت ازاي تدخل عواطفه .. عرفت كيف تسيطر عليه .. قله أنا خدامك والعن أبوه .. ما يسأل .. قله انت بطل انته فلته .. ووديه في داهية .. مايهموش .. ))

(( المواطن العربي راجل أناني .. دي مش من عندي دي حقيقة .. ماعندوش الولاء الطبيعي للامة .. لان معنى الامة عائم في نفسه .. هو تعود ان يواجه الحياة على مسئوليته .. ويحل مشاكله بجهده الخاص .. واذا كنت قادر
(( تنفعه )) يبيع لك بلد .. بس لازم تديله منطق معقول .. وكل منطق معقول .. على شان يسوغ اللي يعمله .. ))

ثم المشكلة مهياش الانجليز .. الانجليز حيخرج حيخرج من الجنوب .. المشكلة مين اللي يجي بعديه .. انته عارف احنا صرفنا صرفنا دم قلبنا في اليمن .. وضحينا بالاف الرجالة .. على شان الثورة اليمنية .. وعلى شان الثورة المصرية .. كمان .. لانه احنا لازم يكون موقفنا هجومي على طول .. لو قعدنا .. ندافع عن نفسنا هنا في مصر .. حنموت حانتخنق علشان نحمي نفسنا لازم ننظف المنطقة العربية من الجيوب اللي يمكن ان تنطلق منها أعمال التآمر على مصر .. اذا كنت عايز تحمي الثورة .. لازم تنشرها مش تقعد تدافع عنها .. الدفاع غلط .. هاجم وسيب التانين يدافعوا .. المجتمع ونظام الحكم تهاجمه بفكرة جديدة .. وتفضل تقول انه ماشي غلط ولازم يغير نفسه .. يبدأ على طول يتفكك .. وينهار .. لانه ينقسم .. فيه ناس بتقول آه .. صح احنا ماشين غلط .. فيه ناس بتقول لا .. كده صح .. وتبدأ الخناقة .. تبدأ الثورة ..

(( كل ده يحصل وانته قاعد .. ما عملتش ولا حاجة غير انك تقوم بتأييد الجماعة اللي خارج الحكم .. ضد الحاكمين .. بعد أن تكون أديتهم شعارات التغيير وتقول دول مضطهدين .. دول مش عارف ايه .. والرأي العام .. دائما مع الغلبان ... )) .

(( بصراحة احنا مش عاوزين (( شتورا )) تتكرر ثاني .. وهيا مش حاتتكرر .. لانه كان درس .. مش حانسيب حد يلتقط نفسه على شان يهاجمنا .. ويحصل منطلقات في العالم العربي )) .

(( الجنوب لو سبناه .. حاتجي السعودية وتأخذه علينا .. يعني حاتقوم فيه دولة تابعة للسعودية .. أو حاجة زي كده .. وتجي أمريكا .. ))

(( تقول شعب الجنوب مالوش مصلحة .. أقول لك كلام فارغ .. اللي يحدد المصلحة هو الحاكم .. الشعب دائما ستار للحاجات دي .. تنقال باسمه .. ولكنها في الواقع .. تفكير الحكومة .. وعمل الحكومة وما فيش حكومة في العالم تقول انها ضد الشعب .. أمريكا تقول انها تخدم الشعب الامريكي ، الصين برضه تقول حاجة زي كده واحنا على شان نضمن شعب الجنوب لازم تقوم فيه حكومة نعملها بأيدينا .. قبل ما يعملها غيرنا .. ))

السياسة انك تعمل حسابك ان المعركة اللي حانخوضها في واحة سيوه .. نخوضها في الجزائر .. والمعركة اللي حانخوضها في القصير او عند مدخل السويس لازم نخوضها .. في الحديدة .. وعدن .. وجدة .. والمعركة اللي حانخوضها .. في القنيطرة لازم نخوضها في دمشق .. وعمان .. وتل ابيب )) ..

(( فون روبنتروب ( وزير خارجية هتلر ) .. يقول هاجم .. من حيث تخشى أن تهاجم .. ودي قاعدة ذهبية .. حتى لو كان يهاجمك في أخلاقك .. وانته فاهم انه نظيف في الناحية دي .. لازم تقول للناس دا ماعندوش أخلاق .. دا ابن كلب .. دا حرامي .. دا نصاب .. )) .

واخيرا .. أنتم يهمكم ايه .. عايزين ايه .. ادخلوا الجبهة .. اقطعوا صلتكم بالسعودية .. واحنا حانعمل اللي أنتم عايزينه .. الاصنج مش مشكلة .. ولا قحطان .. وانتم مش حاتخسروا .. احنا سمعتنا في الجنوب أحسن منها في كل مناطق العالم العربي .. والانجليز تعبان خالص .. وأنا واثق انه حايسلم في النهاية .. لان كل الأوراق .. اللي بيده حرقناها .. الاتحاد حرقناه .. السلاطين حرقناهم .. وانتم _ بيني وبينك _ سمعتكم زي الزفت في الجنوب .. فهمنا الشعب ان دول (( عملاء )) ما ينفعوش .. والسعودية مهما عملت .. مش حاتقدر تعمل لكم حاجة .. السعودية يا دوب تحوش عن نفسها )) .. (( الأوراق الاحتياطي مع الانجليز احترقت .. لو يطلع السماء .. ويسلم الحكم جماعة احنا مش راضين عليهم .. حايسقطوا على طول .. ما فيش غير طريق واحد .. يوصل الى روما .. مش كل الطرق .. والطريق ده .. احنا قاعدين عليه .. لازم تدخلوا الكلام دا في مخكم .. وتخلوه هناك على طول )) .

(( وقدامكم أسبوع فكروا وانا دائما في الخدمة .. ولي الشرف ان استقبلكم في أي وقت .. )) .

(( أدي اللاستاذ .. رقم التليفون يا عبدالسلام )) .
- 2 -

هل هذا كاف لإعفائي .. من وضع تعريف لكلمتي (( المصلحة الشخصية )) حسنا .. المصلحة .. الشخصية .. هي نفس هذا اللحن الرائع الذي سمعتموه .. بالعامية .. وعيبه الوحيد .. _ عيب التعريف أنه يعطي في شكل (( دروس خصوصية )) على أرفع المستويات ..

المصلحة الشخصية حسب هذه القاعدة .. رجال لا تعوقهم الوساوس الخلقية على بناء أنفسهم والوصول إلى أهدافهم .. المصلحة الشخصية .. أن تكون الأخلاق .. الدين .. الوطنية .. مجرد (( حلة تنكرية )) ترتديها لإخفاء حقيقة نواياك .. وواقع أفعالك ..

ومن الجلي أن هناك رجالا بمقدورهم تحقيق مصالحهم الشخصية بوسائل قويمة .. وبطرق غير ضارة بالغير .. وهناك طائفة من الرجال يؤثرون أن يهرقوا دمائهم .. ويحملون الأذى .. والقدح والتثريب .. على ان يكونوا مطايا . وأدوات .. وهؤلاء تميزهم بنفس السهولة التي تميز بها الفرق بين ( القائد )
و (( القواد )) .

والقادة (( قطع نادر )) لا يتوالدون في مناخ الرذيلة (( الإنسانية إنهم في نفس الندرة التي كان عليها الأنبياء في عصور الظلام )) ..

والقائد يدعو الناس .. إلى التقشف .. والصبر .. ومجالدة المكروة .. وركوب الصعب من الأمور .. ولهذا فإنه لا يأوي في مدرسته إلا القلة .. ولا يصيخ السمع إليه إلا القليل .. ولا تشق دعوته طريقها إلى النصر إلا بجهاد كبير .. ومشقات شاقة .. وقديما قال الأدباء .. (( ما أسهل الهدم .. وأصعب البناء )) .




- 3 -

كم هو شاق .. على أني أضطر في مل مقال إلى (( تقريع المخابرات المصرية .. )) .. ونحن لا زلنا نعيش (( إستراحة الخرطوم )) .. والمخابرات المصرية جزء من جهاز دولة عربية علم الله انا نكن لأهلها .. وشعبها .. ودعاة الخير والحق من رجالها ودا لا يفنى وحبا خالدا لا يموت . وهناك رجال نالهم الكثير من الأذى والتحقير على يد هذه المخابرات العجيبة .. يهبون الان لكف (( لساني )) عنها .. زجري عن التعرض لها .. وأعدهم خيرا .. ثم ما أن أبدأ بالكتابة .. وأتناول أي شيء يخص الجنوب العربي . وكل جهدي ودمي أبذله لفائدة الجنوب _ .. حتى يلوح ظل المخابرات المصرية أمامي .. يسد على المنافذ .. ويعلق ويغلق كل الأبواب ..

حقيقة أن كل ما نراه الآن في بلادنا من ترد الأحوال .. وكل ما رأيناه في الماضي في ( سنوات الشدة ) .. كل الأخطاء .. كل الجرائم .. كل الأرواح البريئة التي ذهبت .. بل كل حرة جنوبية تبيع عرضها الآن في عدن .. وأي مكان آخر لأنها فقدت عائلها .. زوجها .. شقيقها .. والدها .. وقد فقدنا منهم الكثير .. يجب أن يكون مفهوما أن المخابرات المصرية هي التي وضعت مأساتها .. وخلقت الشروط الموضوعية لسقوطها وملأت الجنوب العربي أسلحة للقتل .. وصرفت أموالا للقتلة .. و أوجدت لهم ( شعارات خلابة ) وجعلت هذه الأمور ( نضالا ضد الإستعمار ) وإنجاز لمهمات التحرير الوطني .. والثورة الإجتماعية ..

اقطاعية .. زراعيون اجراء .. برجوازية .. عمال فقراء .. طبقة رأسمالية مستغلة _ بكسر الغين _ طبقة عمالية مستغلة _ بفتحها _ وقالت لنا بمئات الوسائل .. وفي آلاف الخطب .. والنشرات عبر كل أجهزة التبليغ ( صحافة .. إذاعة .. تلفزة أن هذه تناقضات إجتماعية رهيبة لا سبيل إلى تصفيتها إلا بالعنف .. بإعتبار أن الديالكتيك المادي للتاريخ يقول بأن صراع التناقضات مطلق .. وأن أي طبقة إجتماعية لا تستطيع أن تحقق صعودها في سلم الرقي الإنساني إلا بتصفية الطبقة الفوقية التي تغلق منافذ الصعود .. وتجعل منه شيئا مستحيلا .. أحيانا بقوة القانون .. وأحيانا بقوة الجيش والشرطة .. ) .

وطبعا في الجنوب العربي لا شيء من هذا كله .. فالمجتمع لم يتشكل تشكلا ماديا بعد بحكم تخلفه .. ولكن .. التكرار الفلسفي العقيم .. التكرار .. لهذا الكلام جعل الكثيرين يعتقدون أن الرأسمالية هذه العبارة عن قوم تحتل رأس عقبة الصويغرة )) . ولا تسمح لقوافل الفقراء بأن تتخطى قاع الوادي بتاتا .. وكل من يصعد إليها تجبره على خلع ملابسه والعودة ثانية إلى المسيال .

إن الدماء التي أريقت في الجنوب العربي .. والتخريب الفضيع الذي نال من حياته الإقتصاديه والإجتماعية .. لم يحدث بإمكانيات قحطان الشعبي .. أو عبدالله الاصنج .. أو فلان أو فلتان من الأشباه والنظائر .. إنهم رجال منا نعرفهم .. وقد خبزناهم وعجناهم وبلوناهم في أخلاقهم .. و وطنيتهم .. وعرفنا عنهم ضعف ما يعرفون عن أنفسهم .

وكما أن السرور .. هو السرور دائما فقحطان اليوم هو نفس قحطان الذي دل المخابرات البريطانية _ وكان عضوا قياديا في الرابطة _ عام 1958 م . على أن هناك شحنة أسلحة قادمة من السعودية للمناضلين ضد الإستعمار في يافع والعوالق بقيادة محمد بن عيدروس .. ومحمد بن بوبكر بن فريد .. وهو نفس قحطان الذي حرف أوامر المناضل علي عبدالكريم للجيش اللحجي .. بأن ينسحب إلى الصبيحة ( منطقة حصينة في لحج يسهل الإختفاء عن الطائرات .. والدفاع برجال أقل ضد الهجوم البري ) وبدلا من ذلك أبلغ قحطان الجيش بأن أوامر علي عبدالكريم هي أن ينسحب إلى اليمن ( !! ) حيث جرد هناك من أسلحته .. ومنع من تنظيم الغارات المسلحة على بريطانيا التي غزن لحج بالدبابات وبكتيبة مشاة بريطانية ...

وقحطان ( نصير المزارعين اليوم ) هو نفس قحطان الذي سرق أموال ( لجنة الإنعاش الزراعي في لحج ) .. عندما كان ضابطا زراعيا هناك وهرب بها إلى مصر مدعيا ان بريطانيا تطارده .. في حين أستمر يتسلم مرتبه الثابت من المخابرات البريطانية حتى عام 1961 . حتى أكتشفت قيادة الرابطة خيانته .. وفصلته من الحزب نهائيا .. وفقد أهميته لدى بريطانيا كعميل مندس في الحركة الوطنية و أحتضنته المخابرات المصرية بعد أن تخلت عنه بريطانيا . لأنه لم يعد مهما ..

فهل يجوز بعد هذا كله .. أن أجعل قحطان محور تفكيري .. بإعتباره قائد التنظيم الذي أكتسب الشرعية بالقتال كما يقول ..؟..

كل ما أستطاع أن يفعله لنا هذا الرجل هو أنه أداة لإفتراس كل نبيل وطيب في بلادنا .. ولم يكن قحطان فاعلا .. ولكنه أداة الفعل ..

- 5 -

معالم الهدف

ليس الماضي شيئا إذا قيس بما يتوجب علينا أن نحتمله من مشقة وجهد .. ونضال .. لإجتثاث الشرور .. والضغائن .. والأحقاد التي بذروها في تربة بلادنا .. فحتى نسترد اجماعنا الذي فقدناه .. ونهتدي طريقنا السواء بعد هذا الضلال البعيد الذي دفعتنا إليه ( المخابرات المصرية ) تحت راية قحطان الشعبي .. وعبدالله الاصنج .. وحتى تكون بلادنا وطنا للجميع .. أمنا لكل خائف .. وعدلا لكل مظلوم .. وقوتا لكل جائع .. وكساء لكل عار .. ودفئا لكل مقرور .. وعملا لكل عاطل .. وعزة لكل مستذل ، ومنبرا لكل داعية ، لله ، للحق .

حتى يتحقق هذا كله .. وفكرة تحقيقه تعذبني تزيد آلام غربتي . حتى بين أهلي وذوي ... يتوجب علينا أن نتحمل المشقة في صبر .. ونناضل في ثبات .. ونهدي الناس السواء .. بالمنطق .. ونجندهم في سبيل ربهم .. قومهم ، وطنهم ، وندلهم طريقهم بنور الله الذي لا ينفذ .. ونسلحهم بالإيمان .. ونبصرهم مغبة الهاوية التي يدفهم إليها .. المرتدون عن سبيل الله .. الخائنون لتراث الأباء .. والأجداد .. الوالغون في الدماء .. الداعون للخراب .. الناشرون للرعب والدمار ..

وهذا كله .. هو هدف هذه (( الدراسة )) الذي يجب أن نعود إلى تذكره والتذكير به .. وإبقائه حيا في الأذهان .. وثابتا في عقل و وجدان .




عبدالله الجابري


من كتاب الجنوب العربي قي سنوات الشدة


( يتبع )






عيون النمر 2011-08-19 05:04 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اسد الشرق الخليفي (المشاركة 759953)
[color="navy"]



يقول (( اللواء عزت سليمان )) وهو رجل بعيد الأثر في تخطيط السياسة المصرية في اليمن و الجنوب العربي .. عندما كان أحدنا يشكو إليه من (( تفاهة الشخصيات )) التي تقوم المخابرات المصرية بإبرازها وإظهارها في دائرة الضوء .. يقول :

المحاضرة الرائعة

(( أحطان ايه .. واصنج ايه .. دول كلهم مايسووش نيكلة .. أنا فاهم الكلام ده كويس .. وقيمتهم كلها تكمن في أنهم كلهم فاهمين انه بلانا ماحدش حيكون سأل فيهم .. أو حاسس بوجودهم .. ووقت ما تطلع معاي أشيل أي واحد فيهم بالجزمة .. ))

(( يعني احنا ما ندورش على الزعماء .. احنا نخلقهم ( !! ) أجيب لك واحد من الشارع .. وانفخ فيه .. وأغرقه بالأضواء .. وأعمله هالات .. لما يصير أد البلد .. ولما يكون عارف مركزه كويس .. وعارف كان ايه .. وعملناه ايه .. مايعارضش .. مايجيش وقت يقول ما يعجبنيش كده .. عايز ده .. ))








قويييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييي ييييييييييييية اوي ياسي عزت سليمان







اجيال الجنوب العربي 2011-08-19 07:11 PM



بالفعل قوية جدا واهانه مابعدها اهانة من مسئول المخابرات المصرية اللواء عزت سليمان ، ولكن يستاهلون الباحثين عن السلطة والانتهازييين

بقايا الماضي 2011-08-20 02:49 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اسد الشرق الخليفي (المشاركة 759953)
[color="navy"]


محاضرة بالعامية ، ولكنها رائعة ، وخطيرة

- 1 -

حتى نحتفظ بهدف هذه (( الدراسة )) حيا في الأذهان .. فإنه يتوجب علينا العودة بين الحين والاخر (( لتذكر )) البواعث التي قضت بتقديمها .

ذلك أننا لم نكتبها _ أي هذه الدراسة _ تحت تأثير مشاعر (( خسيسة أو خبيثة )) كما يقول عمار أو زيفان .. ولكننا نعتقد بأنها تؤدي واجبا في تنوير قطاعات هامة من الشعب . بواقع التطورات التي سادت الجنوب العربي من عام
1964 (( تاريخ إنطلاق العنف تحت إشراف المخابرات المصرية )) وحتى عام 1968 . حين إعلان إستقلاله .. ووصول الجبهة القومية إلى الحكم .. وتكريس نفسها السلطة الشرعية الوحيدة في الجنوب العربي ..

ولما كنا نقول بأن الحكومة القائمة في الجنوب العربي حكومة غير شرعية وأن الجبهة القومية ليست سوى جماعة عدوة للشعب .. فقد تحتم علينا أن نقوم بعرض وتبويب الحيثيات التي ينهض عليها إعتقادنا .

وهكذا فقد أعتبرنا الأحداث التي أتخذت من الجنوب العربي مسرحا لها من عام 1964 وحتى عام 1968 أعتبرنا هذه الأحداث صيغة غير صحيحة للتعبير عن أشواقنا في الحرية .. وهي لم تكن تحقق أهدافنا رغم أنها تقول ذلك .. وإذن فهي (( سنوات الشدة )) لم يكن لها من وجهة نظرنا مايبررها .. رغم أن كثرة من شعبنا قد أستجابت لها تحت تأثير الإغراء تارة .. وتحت تأثير حسن الظن أخرى .. وتحت تأثير (( المصالح الشخصية )) ثالثة ..

وأنا أعرف أن هذا الكلام قد قيل بصيغ شتى .. والجديد فيه هي كلمة (( المصالح الشخصية )) .. وهو تعبير أستخدمه أنا لأول مرة في كل ما كتبت ..

فكيف نفهم الدلالات المنطقية .. والشكل الواقعي (( للمصالح الشخصية )) .

يقول (( اللواء عزت سليمان )) وهو رجل بعيد الأثر في تخطيط السياسة المصرية في اليمن و الجنوب العربي .. عندما كان أحدنا يشكو إليه من (( تفاهة الشخصيات )) التي تقوم المخابرات المصرية بإبرازها وإظهارها في دائرة الضوء .. يقول :

المحاضرة الرائعة

(( أحطان ايه .. واصنج ايه .. دول كلهم مايسووش نيكلة .. أنا فاهم الكلام ده كويس .. وقيمتهم كلها تكمن في أنهم كلهم فاهمين انه بلانا ماحدش حيكون سأل فيهم .. أو حاسس بوجودهم .. ووقت ما تطلع معاي أشيل أي واحد فيهم بالجزمة .. ))(( يعني احنا ما ندورش على الزعماء .. احنا نخلقهم ( !! ) أجيب لك واحد من الشارع .. وانفخ فيه .. وأغرقه بالأضواء .. وأعمله هالات .. لما يصير أد البلد .. ولما يكون عارف مركزه كويس .. وعارف كان ايه .. وعملناه ايه .. مايعارضش .. مايجيش وقت يقول ما يعجبنيش كده .. عايز ده .. ))







بالجزمة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟





اعزكم الله واكرمكم

هذه الاخوة العربية ووحدة النضال القومي العربي ههههههههههههههههههههههههههههه قد ايش كنا هبل ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟








اسد الشرق الخليفي 2011-08-20 07:19 PM




أسباب إنهيار اتحاد الجنوب العربي



ربما كان من الصواب القول أن بعض تنظيمات الجبهة القومية لديها من الأسباب ما يدعوها إلى الإعتقاد بأنها أحرزت إنتصارا عسكريا على بريطانيا .. وتسلمت السلطة في الجنوب العربي بعد كفاح دام أربع سنوات . والمنتصر عادة يمنح إهتماما أقل للعناصر الموضوعية اللي يكون يكون إنتصاره نتيجة من نتائجها .

وهؤلاء الذين يمكن أن يخالجهم هذا الشعور هم الذين يقرأون ويكتبون .. ولكنهم لا يفكرون .. لقد تلقوا على أيدي أساتذتهم .. التربية الضرورية التي تجعلهم يؤمنون بأن الوسيلة المناسبة لتصفية الإختلافات مع خصومهم هي الإحتكام إلى (( الرصاص )) .

ولئن كنا نحن نرى الأمور بنسبة من الوضوح أكبر ونمتلك حدود رؤية أوسع .. فإن (( المتعصب )) يواجهنا على الطرف الاخر مسلحا بوجهة نظر جاهزة ) لا تقبل المناقشة .. ولا تخضع لحكم العقل .. وحتى المصلحة الوطنية العليا .. فإنها تأتي في المرتبة الأخيرة من قائمة إهتماماته فالمهم والعاجل في رأي (( المتعصب )) هو إنجاح فكرته . وتحطيم القوى الإجتماعية والسياسية التي تعترض طريقه .. حتى ولو ترتب على هذا تدمير أسباب التقدم على أرضه .. وإرجاعها إلى الوراء عشرات السنين .. وهو يتغلب على هذه الصعوبة النظرية بفكرة ثابتها تلقنها : تقول ان ماتدمره الحرب شيء يمكن تعويضه .. ولكن ما لا يعوض هو أن تضيع عليه فرصة الوصول إلى الحكم .

يقول أرنست شي جيفارا المواطن الأرجنتيني الذي أصبح الان رجلا مشهورا محترما في منظور كل الشيوعيين في العالم .. والتي أضحت بعض كتائب الحرس الشعبي تحمل إسمه في الجنوب العربي . يقول :

(( .. وتستخدم العصابات عمليات التخريب لشل جيوش بكاملها .. ووقف الصناعة .. وجعل الناس بلا عمل . وبلا نور . وكهراء . وماء . ومواصلات مما يشجعهم على الخروج إلى الشارع .. ))

(( وإذا تحقق هذا كله .. فأن معنويات العدو وقواته في الجبهة الأمامية لا بد وأن تنهار في حين تبدأ المظاهرات والإضرابات ضده في المدن .. وعندئذ يصبح عرضة للإنهيار النهائي )) .

ومن المقطوع به أن المواطن العادي إذ يقرأ هذا (( النص )) سيقول يا للشيطان أين سحر البلاغة التي تخلق الرجل المتعصب .. المؤمن النموذجي .

وهذا سؤال معقول .. ولكن في (( التكتيك الشيوعي )) لا شيء من هذا كله .. فهناك دائما خطوات عملية محددة .. واضحة تبين السبل التي يتوجب إعتمادها والعمل طبقا لها لتقويض دعائم الإستقرار في أي بلد .. وإسقاط الحكومة القائمة بعد إنهاكها بشتى الوسائل .. وإجبارها على تبذير مواردها .. في مقاومة العصابات ..

وقادة العصابات عادة يتقنون أساليب الدعاية والإستفادة من أي خطأ ترتكبه الحكومة .. أو في الواقع من كل خطوة تخطوها .. أثناء مقاومتها للعصابات .. فإذا أعلنت مثلا حظر التجول في منطقة معينة بسبب وقوع بعض الحوادث فيها ولغرض تمكين الشرطة والجيش من نفتيش الأماكن المشبوهة ... وإستجواب بعض ممن تحوم حولهم الشكوك .. فأن منشورات العصابات تطلق صرخة مدوية في كل الشوارع .. أن الحكومة الكذا والكيت .. تسجن الشعب .. تعكر صفوه .. إلخ .. !

وإذا طلبت مثلا من كل شخص يرغب في الإنتقال من منطقة إلى أخرى .. أن يحدد دواعي إنتقاله لمفوض الأمن في المنطقة التي يريد الإنتقال منها .. ويقدم نفسه لمفوض الأمن في المنطقة التي يفد إليها .. فإن العصابات تعلن اليوم التالي .. تحصى على الشعب أنفاسه ..

وإذا أحتجزت الحكومة عدة أشخاص لإستجوابهم تعلن قيادة العصابات .. هذا ليس عدلا .. هذه أحكام كيفية .. وإعتقال إعتباطي .. وعودة إلى شرائع الغاب .. بعبارة أخرى أن العصابات تحيط الحكومة بشروط الإثم .. وتقول لها لا تأثم ..

والغرض النهائي هو (( شل )) قدرة الحكومة على الحركة خشية أن تتهم بتشديد قبضتها على الأعناق .. وبالفعل إذا كان رجال الحكومة يفتقرون إلى الرغبة في العمل .. وإذا كانت درجة ملاحقتهم للعصابات تتسم بالوهن .. فإن كل خطوة تخطوها الحكومة تنقلب ضدها .. ولا يلبث بعض موظفيها الصغار أن يشعروا باليأس من إمكان عمل شيء لإنقاذ الموقف .. ويتجاهلون النشاط العلني لرجال العصابات في مناطقهم .. لا لشيء .. إلا لأن الأجهزة الفوقية لا تقدم لهم الحماية الكافية .. ولا تضع تحت تصرفهم إمكانيات تعينهم على أداء واجبهم .

يقول كرين برنتون (( انه لاتوجد حكومة في العالم يمكن أن تسقط ، وهي لازالت تسيطر على قواتها المسلحة .. ورجال الأمن فيها .. وإدارتها المدنية تعمل بنفس حيادها السابق .. وولائها للحكومة . ))

وهذا صحيح إلى حد كبير .. فهناك دولا كثيرة لم يحصد فيها الشيوعيون ودعاة التقويض غير الخيبة المرة .. والهزائم المتعاقبة .. وأبرز هذه الدول اليونان .. الملايو ( ماليزيا ) .. اندونيسيا .. بوليفيا .. وصحيح أن الشيوعيين عادوا إلى الظهور في بعض هذه المناطق ولكنهم عادوا وقد بالغوا في تنكرهم حتى لا يستطيع تبينهم إلا بصعوبة بالغة ..

ولا أستطيع مع الأسف أن أهتدي (( بالنصوص المختارة )) في كل متن .. لأن المصادر غير موجودة .. وإن وجدت فهي تكلف مالا .. لا أملكه ..

ولكن القاعدة التي أردنا إستخلاصها .. أوشكت أن تكتمل .. وهي أن المجتمع المتماسك عادة لا يمكن تقويضه .. والحكومة القوية المسيطرة سيطرة حقيقية .. على قواتها المسلحة .. وجهاز أمنها الداخلي لن تسقط فريسة للشيوعيين .. ودعاة التقويض .. بل في جميع الحالات مستكلمة لهذه الشروط .. أستطاعت أن تصمد في وجه أعمال التخريب .. والتقويض من الداخل .. وأن تتغلب على الشيوعيين .. وجيفارا نفسه يعرف ذلك .. فما نجح فيه مع (( باتيستا )) في كوبا .. وجعل منه أسطورة في منظور أتباعه .. هو نفسه الذي دعاه ليلقى مصرعه في بوليفيا .. وقد كانت الأمور هناك مختلفة كما يبدو .. وكان البوليفيون يملكون مثلا عليا جعلتهم يحسنون الذود عنها .


- 2 -

وفي الجنوب العربي حقق التقويض نتائج باهرة .. ووصل الشيوعيون إلى الحكم .. وهم الان يؤلفون الأغاني .. التي تشيد بأمجادهم .. وتنسج حولهم الهالات ..

وأثناء المسيرة التي قطعوها للوصول إلى السلطة أضطروا إلى تدمير كل شيء .. حتى الشعب ذبحوا من أفراده المئات على مل أن يصار إلى إنجاب أحسن منهم في المستقبل ... ( !! )

ولم تكن الدولة الإستعمارية ( بريطانا ) أكثر من عنصر إثارة لرجل الشارع والتغرير به .. أما هدفهم النهائي فهو تقويض السلطة المحلية ... وتصفية الحركة الوطنية التحررية .. ودعاة التمثيل النيابي .. والديمقراطية السياسية .. والحكم الوطني المستند إلى تراث شعب الجنوب العربي .. كجزء من الأمة العربية المسلمة .

وقد نجحوا لأسباب أجملناها من قبل ( هنا ) بأن اتحاد الجنوب العربي . لم يكن أكثر من ناد لا يعرف أعضاؤه الأهداف الحقيقية لعضويتهم فيه .. ولذلك فعندما كان يعترض للهجمات الدعائية من الخارج والتقويض من الداخل .. لم يجد الأعضاء أسبابا معقولة تدعوهم للدفاع عنه بحماس يتناسب وحجم الخطر الذي كان يتعرض له ..

كانت تنقصهم _ أعني حكام الإتحاد _ وحدة الرأي .. ووحدة الصف .. ووحدة أسلوب المواجهة .. وتنقصهم كذلك الجدارة الطبيعية في الحاكم .. والأهلية الضرورية لمزاولة مهام الحكم .. وتصريف شئونه ..

وكانوا كذلك يتحاسدون فيما بينهم .. ويتبادلون عدم الثقة .. ويلتمس كل منهم - عن سوء تقدير - وسائل وقاية لنفسه .. وليس للجنوب العربي .. كشعب .. وأرض .. ودولة . ومعتقد .

وكان النقص الفاضح في تكوين الإتحاد .. وفي دستوره وبروز اللكنة الإستعمارية في لهجة أجهزته .. وعلى ألسنة المسئولين فيه من العوامل التي أدت إلى حرمانه من الولاء الشعبي وإمتناع القوى الجنوبية الشعيبة من مساندته ..

وكان الشيوعيون مسلحون بوجهة نظر متعصبة هي ( شيوعيتهم ) .

وكانت أجهزة إعلام متفوقة كرست نفسها لخدمتهم وترويج أفكارهم .. والتبشير بجنتهم ..وكانوا يملكون جهاز عنف متطور وفعال .. يستطيع العمل لحسابهم ..

ومن النظرة الأولى لنا إختلال واضح في ميزان القوى لمصلحة الشيوعيين ودعاة التقويض ..

أ - وجود إستعماري في الجنوب يصفي نفسه .. ولا توجد لدبه دوافع جدية لمقاومة الإرهاب .. لأنه لا يستهدفه .. فهو راحل .

ب - حكومة مشبوهة ( الاتحاد ) .. لا تعمل شيئا .. ولا تريد لأحد أن يعمل .. لا هي ( أسد شجاع .. ولا ثعلب ذليل ) كما يقول المثل الحضرمي .

ج - وأقلية منظمة حسنة التدريب من الشيوعيين نجحت في التغرير بالكثيرين وحملهم على الإلتفاف حولها .. لأنهم فقط يريدون التخلص من هذا الإتحاد الرديء .. والتعجيل بالرحيل البريطاني من المنطقة .

وفي ذلك الوقت بالطبع .. كان شعب الجنوب العربي يتكلم .. ولكنه لم يجد من يسمع صوته .. أو يحاول على الأقل الإستماع إليه ..

كانت القطاعات العظمى من شعب الجنوب العربي ترى الأحوال وهي تزاد سوءا .. دون أن يكون بمقدورها أن تفعل شيئا .. فهي تحتاج إلى الكثير لتصبح قادرة على العمل .. ولم يكن القليل من هذا الكثير المطلوب موجودا .. وإلا لكان بمقدورنا أن نصنع من الليمونة الحامضة شرابا حلوا كما ينصح بذلك ( كارنيجي ) ..


- 3 -

بهذا الفصل .. نكون قد عرضنا كل الأسباب والعوامل التي ساعدت
(( الجبهة القومية لتحرير الجنوب اليمني )) على الوصول إلى سدة الحكم في الجنوب العربي ..

عرضنا كل شيء بما في ذلك ضعف وسائلنا في المقاومة عرضناه .. لأنه سبب يجب علينا إستيعابه جيدا إذا عن لنا يوما أن نستفيد من التجارب .. وتمحيص كل جوانب القوة والضعف في أساليب عملنا .. وطرق تفكيرنا .. لنكون على ثقة من الإنتصار في الجولة القادمة .

والثقة في النصر تجعل المرء محاربا جيدا .. في معظم الحالات _ لا في جميعها _ ولكن التزود بالعناصر الموضوعية للنصر تجعل النتائج مضمونة .

وفي كل هدف عظيم يحتاج إلى جهد عظيم .. ليصبح الوصول إليه ممكنا .. وإذا كان هدفنا إنقاذ الجنوب العربي وتصحيح مسيرته في دولة الإستقلال وإزالة التشويه الذي لحق بوجهه العربي المسلم .. فإن هذا الهدف يدعونا إلى التعصب من أجله .. والسخاء بالنفس في سبيل الوصول إليه ..



عبدالله الجابري


من كتاب الجنوب العربي في سنوات الشدة

1964 - 1968

( يتبع )

اسد الشرق الخليفي 2011-08-21 11:29 PM




الثورة المضادة ، أو الملهاة

لقد أنتهت الرحلة (( عبر سنوات الشدة )) وآن لنا أن نثمن حاصلها ونربط النتائج بالمقدمات .. وقد بدأت المعالجة _ كما تذكرون _ كرد على دعاوى
(( الجبهة القومية لتحرير الجنوب اليمني المحتل )) بأنها (( أكتسبت الشرعية في الحكم بالقتال ضد الإستعمار )) ..

وفي مطلع تناولنا للمشكلة قلنا أن هذه الحكومة غير شرعية .. وأن علينا التأهب لتصفيتها لئلا يؤدي إستمرارها في الحكم إلى تفاقم الأحوال القائمة في الجنوب العربي . وترديها نحو الأسوأ ( كل عام ترذلون ) ..

وإذا كانت البعرة تدل حقا على البعير .. ومن المقدمات يمكن إستخلاص النتائج . فإن الجبهة القومية . هي أداة إغتصاب لحق الشعب . وإغتيال لأمانيه . قدمت الدليل خلال سبعة أشهر من حكمها على أنها داعية (( إنهيار عامل وشامل )) لشعب الجنوب العربي في كل جوانب حياته الإجتماعية ، والإقتصادية ، والسياسية . (( والخلقية )) .

وقد قصصنا عليكم ، وقدمنا الأدلة الموضوعية للوصول إلى ذهن المطلع
(( بالحقائق .. ولا شيء غير الحقائق )) .. وقرأنا معا تاريخ الجبهة القومية .. كيف نشأت ؟ . متى كان ذلك . ؟ ولأي غرض ؟ .. ومن الذي قاتلته ؟ .. ما هدف رجالها .. ؟ ما نوع عقائدهم ؟ .. وفندنا كذالك دعاواهم بشرعية وجودهم في الحكم .. ومن السياق نفسه أعني من سياق الوقائع .. عثرنا على الأدلة . بأن
(( تنظيم الجبهة القومية )) .. ليس أكثر من أقلية متآمرة .. نالت دعما خارجيا .. لتفجر صراعا مسلحا في الجنوب العربي .. وبالتالي إكتساب نقطة وثوب جديدة في جزيرة العرب توصلا إلى الأهداف الأكثر حيوية في هذه الجزيرة .

وبصورة عامة فإن (( الشيوعية )) خلال السنوات الثمان الماضية أحدثت تغييرات في بعض تكتيكاتها .. وأدخلت تحسينات مهمة على وسائل عملها .. ومن ضمن هذا التجديد في (( الإستراتيجية )) (( التسلل )) إلى الصفوف الأمامية في حركات التحرر الوطني المناهضة للإستعمار .. وتحويل وجهتها من
(( ثورات تحررية وطنية )) إلى ثورات شيوعية ماركسية ..

وعن طريق هذا (( الإنقلاب )) في الإستراتيجية حدثت تحولات جذرية لصالح
(( الشيوعية )) في المجتمعات المتخلفة .. والبلدان التي كانت خاضعة لنير الحكم الإستعماري .. بمعنى آخر أن (( الشيوعية )) من حيث هي (( عقيدة توسعية )) أحرزت قطعا بعض الإنتصارات الأولية المحسومة من أجزاء تبنيها النهائي لحركات الكفاح ضد الإستعمار .. وأستطاعت تصعيد الرصيد الشعبي
(( لعملائها )) بإعتبارهم دعاة أكثر أساليب النضال تطرفا .

وأظنكم تذكرون المواقف الشائنة للحزب الشيوعي الجزائري .. الذي ظل يعارض (( الثورة الجزائرية المجيدة )) ويندد بأبطالها .. ويصمهم بالبرجوازية والخيانة للوطن الأم ( فرنسا !! ) .. ويضع في طريقهم كل العوائق والمثبطات على أرض الجزائر نفسها .. حتى عام ( 1960 ) .. وعندما أصبحت الثورة على مشارف إنتصارها النهائي .. أعلن إنتسابه إليها .. ليصبح رجاله غداة الإستقلال أكثر إنتشارا في ( جهاز الثورة ) وخصوصا أجهزة ( الفكر و الإعلام . والجيش ) ..

وإلى قبل عام ( 1960 ) كان الجزائريون يموتون بالمئات .. ويسخون بالألوف من شبابهم .. في سبيل الغاية الكبرى (( التحرر وإبراز الوجه العربي المسلم لشعب الجزائر )) .. وكان الشيوعيون الجزائريون .. يسكرون في حانات باريس .. على حساب ( موريس توريز ) رئيس الحزب الشيوعي الفرنسي
( مات الآن ) ويصدرون البيانات تصم الثوار بالخيانة .. والبرجوازية .. وعقوق الوطن الأم ( !! ) .

وبالطبع فإن الشيوعية _ كما نرى _ أضحت _ منذ 51 عاما
(( وجودا دوليا )) له ثقله في العالم .. وله مصالحه .. فهي ليست مجرد عقيدة تشق طريقها بالحق الطيب وحده .. ولكنها ( دولة تنشر عقيدتها بالعنف ) .. وتقوم بتوفير أسبابه لرجالها ( المال والسلاح والتدريب والتكتيك ) ..

وسر التحول في موقف الحزب الشيوعي الجزائري وإنتسابه في الساعة الثالثة والعشرين إلى ثورة الجزائر الظافرة .. هو كما قلنا إستجابة طوعية
(( للإستراتيجية )) السوفياتية الجديدة ...

ففي التقدير (( العقائدي )) الذي قدمه (( ميخائيل سوسلوف )) فيلسوف الحزب الشيوعي السوفياتي .. تأكيد على عدة أمور حيوية هي كما يأتي :
• أ - ان وجود الرادع النووي مع الرأسمالية في العالم ( الولايات المتحدة وبريطانيا ) .. يجعل من المستحيل عمليا ونظريا القضاء على الرأسمالية . وتغليب الإشتراكية بالقوة المسلحة .. لأن ذلك من شأنه أن يؤدي إلى إشعال حرب حرارية نووية ، تؤدي إلى القضاء على (( الأساس الحضاري )) الموجود للجنس البشري .. وبالمقابل فإن الرادع النووي الذي تمتلكه القوى الإشتراكية
(( الشيوعية )) يؤمن صيانة دائمة وردع للقوى الرأسمالية من التفكير في إشعال الحرب ..
• ب - وإذن فمن الوجهة السياسية يكون ممكننا وعمليا القبول
( بالتعايش السلمي ) مع الأنظمة الرأسمالية ... بإعتبار أن القضاء على هذه الأنظمة سيؤدي كذلك إلى تدمير متبادل .. وتعطيل للقوى الشيوعية المتصاعدة .. وإفناء للجنس البشري كله .
• ج - ان التعايش السلمي مع توفير (( الرادع )) من التفكير في الحرب يعني كذلك إطلاق يد كل القوى التقدمية في العالم لتقوم بتقليص مساحة الوجود الرأسمالي .. والإستعماري ومحاصرته نهائيا في معاقله الرئيسية
( أميركا وغرب أوربا ) .
• د - وعليه فإن حركات التحرر الوطني والنضال القائم ضد الإستعمار في افريفيا وآسيا .. يشكلان أملا مزدهرا في الجسم الإستعماري الرأسمالي .. وحرمان له من مراكز خاماته .. وسواق تصريف منتجاته . وهي التحليل النهائي عملية إضعاف للبنية الإستعمارية الرأسمالية .. وتعريضها للتوتر .. والإنهاك .
ومن إندفاع الإستعمار في المقاومة ضد وجوده .. وإمتيازاته في المناطق التي يسيطر عليها .. ومن تأييدنا التام والمطلق لكفاح هذه الشعوب ضده .. ومع اليقين التام بأن حركات التحرر الوطني ستبلغ النصر في النهاية وستجبر الإستعمار على التسليم والرحيل .. فإن النتائج المتوقعة هي تصاعد باهر لقوى التقدم وتقديم للطلائع الماركسية في كل مكان من تعزيز مواقعها .. بحكم تصدرها ( !! ) لأعمال المقاومة البطولية ضد الغزاة والمستعمرين والرأسماليين الأجانب !
• هـ - ومع أنه يفترض أن الطلائع (( الماركسية اللينية )) ستعمل عادة ضمن شعوب لا يزال الدين يحكم وينظم ويسيطر على الكثير من مشاعرها وإتجاهاتها .. فإنه يتوجب (( على الماركسية )) أن تلقي بهذه القضية خلف ظهرها تماما (( فالدين لم يعد ظاهرة صراعية في العالم ! )) .. ان منطلقات الصراع وحوافزه .. تتمثل في المطالب اليومية لإنسان القرن العشرين .. في الطرق المرصوفة جيدا .. وفي وفرة السلع الإستهلاكية .. وتوفير العلاج والعمل للناس .. وهذا مانعد دائما بتحقيقه .. وما يتوجب على الطلائع الماركسية أن تجعل منه حجر الزاوية في دعايتها .. ومحور جدالها مع الجماهير الغفيرة التي تعمل معها .
إن للشيوعيين كما نرى عقول تفكر جيدا .. وتحسن كيف تضع الخطط ذات المفعول الثابت .. والطويل المدى .. ( اني أكتب معتمدا على الذاكرة لعدم توفر المراجع ) .. وبوسع المرء دون مشقة بالغة أن يلمس كيف يندفع المئات من الناس في طول العالم وعرضه للهجوم على مجتمعاتهم .. وتخريب بلدانهم .. وإشهار السلاح ضد أخوتهم في الدم والأرض .. والمعتقد .. لخدمة الإستراتيجية الشيوعية السوفياتية .. والآن الصينية أيضا ..
وما كان هذا ليحدث لو لم يوجد رجال لهم هذا القدر من الإحاطة والتأثير على الوجدان الإنساني مثل (( سوسلوف )) ..

وإذن (( فالجبهة القومية لتحرير الجنوب اليمني المحتل )) تمثل الصيغة المحلية التي يطرح بها الوجود الدولي الشيوعي نفسه في جزيرة العرب . أكثر مما هي طلائع الإنطلاق والتجديد في حياة الأمة العربية المعاصرة .. ان الإتجاه الأخير تمثله قوى أصيلة نابعة من صميم الجنوب العربي مستوحية أهدافه في نضالها .. هذه القوى لازالت للآن تتلمس طريقها إلى عقول وقلوب الجماهير في الجنوب العربي .. التي تعرض وجدانها للتلويث .. وأهداف نضالها ضد الإستعمار للتشويه على يد (( الأقلية الماركسية العميلة )) .

وصفوة القول .. أو النتيجة بالإجمال هي أن (( الجبهة القومية لتحرير الجنوب اليمني المحتل )) من صفحات تاريخها .. ومن وقائع سلوكها اليومي .. وطرائق تعاملها مع شعبنا خلال سبعة أشهر من حكمها .. تقدم أدلة لا تحصى على أنها
(( نضالا وفكرة )) شيء دخيل في حياة شعبنا .. وأداة إفساد لكل جميل وجليل في حياة هذا الشعب ..

وبالطبع فإن المرء إذا أغتصب ما ليس له .. بالقوة مثلا ... فإن (( الحفاظ )) على هذا الشيء المغتصب يكلف من الطاقة أكثر مما يكلف من الجهد حين وقوع عملية الإغتصاب ..

ومهما بلغت قبضة المغتصب من الشدة ، فإن الوهن يتسرب إليها بمرور الوقت .. فالحكومة المكروهة ، لا تستطيع أن تحتفظ بوجودها .. وعلاقاتها في حالة توتر دائم مع المجتمع الذي تحكمه .. إن هذا يناقض طبائع الأشياء ..

لذلك فأن الأقليات التي تصل إلى (( السلطة )) بالإرهاب .. والتآمر مضطرة إلى خلق عناصر صراع جانبية لغرض إمتصاص النقمة وتحويل وجهتها ..

وهذا ما يحدث اليوم في الجنوب العربي .. إذن (( الملهاة )) اليوم في الجنوب العربي إسمها (( الثورة المضادة )) .. ورغم العرض المستمر لهذه الملهاة .. فإن الناس عافتها . إذا لم يقدم دليل واحد على وجودها .. ومع إتساع حدود الرؤية أما جماهير شعب الشعب في الجنوب العربي .. بدأت عوامل الإنهيار تتسارع _ وقد كانت أسبابها قديمة كامنة _ وتلاحق بعضها بعضا .. بحيث أصبح من العصي على (( الجبهة القومية )) وهي مجرد ( أقلية مكروهة عميلة ) أن تتقي كل أسباب إنهيارها .. الوشيك المحتوم .




عبدالله الجابري


من كتاب الجنوب العربي في سنوات الشدة

1964 - 1968

( يتبع )





اسد الشرق الخليفي 2011-08-23 01:19 AM




التحول البريطاني


- 1 -

عدد قليل من الناس ، هم الذين يعرفون أن المخابرات البريطانية لم تكن أحسن توفيقا من المخابرات المصرية فيما يتعلق بنتائج عملها في الجنوب العربي .. فكلتا المنظمتين منيتا بالفشل سواء في أسلوب عملها أو في الأهداف التي توختها كل منهما من وراء التدخل في الجنوب العربي ..

وفي ضوء التطورات والأوضاع القائمة حاليا فإن من اليسير القول بأن الأموال التي صرفت والجهود التي بذلت قد ذهبت الآن أدراج الرياح ..

إن الرجال الذين ربطوا مصيرهم بالمخابرات المصرية ، يبدو أن حظوظهم قد ضاعت نهائيا .. ولم يعد بمقدورهم الظهور في الصورة أمام الشعب كرجال شرفاء ..

وأما الرجال الذين ربطوا مصيرهم بالمخابرات البريطانية وهم نوعية دون في ثقافتها .. ومطامحها فإنهم يتعرضون _ للتصفية على دفعات .. ويتم ذلك عادة بدون ضجة لضعف الوشائج التي تشد بعضهم إلى البعض .. ولإفتقارهم الواضح إلى إثارة إهتمام الشارع .. وقد أمكن تصفية أبرز عناصرهم في الأشهر الأولى من الإستقلال . بعد أن أكتشف ( العهد الماركسي ) الذي وصل إلى الحكم على أكتافهم أنه سيفقد (( طهارته )) أمام الكرملين فيما لو حاول الإبقاء عليهم في واجهة حكمه ..

وفي حين يبدو من الواضح أن تركة المخابرات المصرية قد صفيت تماما .. ولم تعد قادرة على التأثير في مجرى التطورات السياسية والعسكرية المقبلة فإن بعض عملاء المخابرات البريطانية يشاركون مشاركة ثانوية في الحكم .. وخصوصا في قطاعات الجيش البعيدة عن عدن .. والموجودة في مواجهة ثوار الوحدة الوطنية .

ومع ذلك فإن المخابرات البريطانية لا زالت تتمسك ببعض الأمال في حدوث
(( ضربة قدرية )) تؤدي إلى تقوية مركز عملائها المنهار داخل جهاز الحكم الماركسي في عدن .. أو على أنقاضه وهو مطلبها الأساسي .. ومن السهل ملاحظة بعض الإنتفاضات هنا وهناك .. ولكن نوعية الرجال الذين أعتمدت عليهم المخابرات البريطانية رغم كثرتهم تبدو عند المقارنة أقل بكثير في كفائتها وجرأتها وثقافتها من الأقلية الماركسية الصلبة ..

ومن الحق أن الأقلية الماركسية في عدن تكثر من الضوضاء فيما بينها
(( كـكلاب الليل )) ولكنها سرعان ما تتحد لمواجهة أول تحرك غريب يريد أن يقاسمها السلطان الذي حصلت عليه عبر لعبة معقدة وضعتها المخابرات البريطانية .. وكانت هي أول الخاسرين فيها ..


- 2 -


أظن أن بعض القراء سيصابون بالدهشة من إستمراري في الحفاظ على إعتقاد لا يتغير .. بالدور الضخم الذي لعبته المخابرات البريطانية في توصيل الجبهة القومية إلى الحكم .. وربما يرجح لدى الأكثر وعيا من القراء أن (( أبا شمس )) هذا رجلا ساذجا .. رغم كفاءة الأسلوب الإنشائي الذي يعالج به الأمور .. ولكنه يفتقر إفتقارا واضحا إلى المقدرة على توفير عنصر الإقناع لقرائه .. وإلا فكيف يجول في ذهن القارئ _ العادي طبعا _ أن المخابرات البريطانية _ وهي عنصر مهم في حراسة النفوذ البريطاني فيما وراء البحار _ ستسهم في الدفع بجماعة ماركسية إلى الحكم .. وأي حكمة تكمن في مثل هذا السلوك .. ؟

والحقيقة أن (( لعبة تريفليان الساحرة )) في النصف الأخير من عام 1967 بدأت بالغة التعقيد .. وأحتجت شخصيا إلى الكثير من الوقت لأتمكن من هضم ما حدث .

وقد وصلت بعض الحقائق إلي متأخرة إلى حد كبير .. ولذلك فإن (( الدراسات )) التي قدمتها في هذه الصفحة عن الجنوب العربي في سنوات الشدة )) ظهرت في بعض جوانبها وخصوصا ما يختص بدور المخابرات البريطانية .. ظهرت غامضة . ومنطوية على الكثير من الإتهامات .. والقليل فقط من الوقائع ..

و ثم فإن هذا المقال يمثل مدخلا (( لدراسة تكميلية )) عن دور المخابرات البريطانية في وصول الجبهة القومية إلى الحكم ..

وقبل أن يتعين علينا الدخول في التفاصيل يتوجب علي أن أقول بأن المخابرات المصرية عندما لاحضت إنحلال الأجهزة الإتحادية ... وتفسخها بشكل ملموس .. قررت إلتقاط إسم الجبهة القومية من الشارع .. ونصحت كل عملائها في الجيش .. والشرطة .. والجهاز الإتحادي المتفسخ بالتحول إلى جانب الجبهة القومية .. ليس ليصبحوا ماركسيين بالطبع .. ولكن لغرض التنكر والعمل من خلال إسم أظهر حتى ذلك الوقت بعض المقدرة في مواجهة المخابرات المصرية . ومقاومة تيار عملائها المتزائد .

والهدف واضح .. هو القضاء على جبهة التحرير بإسم منظمة إرهابية مماثلة
(( الجبهة القومية )) .. وتطويق هذه الجبهة من الداخل بإقحام كل ممثلي المصالح البريطانية داخل تنظيمها الماركسي القديم إما للإستيلاء عليها .. أو لتفجيرها في النهاية .. وقد نفذ الجزء الأول من الخطة (( القضاء على التحرير )) بنجاح تام .. ولكن ليس لمصلحة عملاء المخابرات البريطانية كما كان الهدف .. وإنما لمصلحة الماركسيين ..

وستقدم الوقائع التي سنوردها بالتتابع هنا .. المزيد من الأدلة على الدور الضخم الذي حولت فيه المخابرات البريطانية كل عملائها بين عشية وضحاها .. إلى
(( جبهة قومية )) وأطلقت لهم حرية العمل مع الماركسيين للقضاء .. ليس فقط على (( جبهة التحرير )) وهي عميل آخر .. وإنما للقضاء على إستقلال الجنوب العربي .. وتشويه صورته .. وجعلها على الغرار القائم المفجع .. الحزين ..



- 3 -

في 6 - 7 - 1967 م عقد إجتماع في مكتب المستر (( جانج )) المعتمد البريطاني في ندينة الإتحاد ( الشعب الان ) وشهد هذا المؤتمر أهم مظاهر التحول الفعلي في السياسة البريطانية إلى جانب الجبهة القومية ..

وقد حضر هذا الإجتماع من الجانب البريطاني :

المستر جانج المعتمد البريطاني . المستر ديلي .. ضابط سياسي وعضو المخابرات المركزية .
المستر سمرفيلد ضابط سياسي وعضو المخابرات المركزية .
المستر هبربرسي ضابط سياسي وعضو المخابرات المركزية .
والكولونيل شبلن الوكيل الدائم لوزارة الدفاع الإتحادية .

( ولا حاجة للقول بأن من يطلق عليهم ضباط سياسة ) في الجنوب العربي هم عمليا ونظريا العنصر التنفيذي للسياسة البريطانية في هذه البلاد .. وهم المتحكمون في كل ضئيل وجليل من أمورها .. )

ومن الضباط العرب حضر هذا الإجتماع ..

العقيد حسين عثمان عشال قائد الجيش الحالي ..
المقدم علي عبدالله ميسري المقدم أحمد محمد بلعيد .
المقدم مهدي عشيش .
والمقدم محمد أحمد ميسري .
والمقدم سالم قطيبي .. وهذا أغتيل من قبل الحكومة في ظروف غامضة لأنه أصيب بصحوة ضمير متأخرة ..

وقد قصد من هذا الإجتماع تنوير هؤلاء الضباط العرب _ وهم زبدة من تركن إليهم المخابرات البريطانية .. لأنهم تربوا تحت إشرافها منذ أن كانوا جنودا .. قصد تنويرهم بالتحول الجديد في السياسة البريطانية .. وأبلغهم ( جانج ) أن بريطانيا بذلت كل ما في وسعها لحمل الإتحاد على التماسك .. وفشلت .. وحاولت أن تقيم حكومة إنتقالية على قاعدة عريضة .. أي تشمل كل الأطراف .. ولكن
( الإرهاب ) أحبط هذا المجهود وقال لهم جانج أن الحكومة البريطانية لا تستطيع أن تضمن مستقبلهم .. هم وكل الجيش .. والشرطة .. والجهاز المدني .. لأن السلطة التي قد تخلف البريطانيين ( جاهزة بكل مؤسساتها العسكرية والمدنية ) في تعز .. وقد أعدت كل شيء إعدادا متقنا على أيدي المخابرات المصرية بحيث يكون من المشكوك فيه أن تتعامل مع جهاز لا تطمئن إلى نواياه .. ( يقصد الجيش .. والشرطة .. والعناصر البارزة في الإدارة المدنية .. ) .

ونزل هذا الحديث نزول الصاعقة على الضباط الذين أتضحت لهم نهاية مفجعة كانوا يجهلون أبعادها حتى ذلك الوقت ، وكانت الجرعة فعالة بحيث دعت الضباط إلى طرح السؤال التقليدي .. (( وما الذي يجب عمله ؟ )) .

وهنا كان الضباط البريطانيون يأخذون الأهبة للإنتقال إلى الموضوع الأكثر إمتاعا .. والأكثر أهمية .. إلى الخطوة الحاسمة في التحول ..

أما وقد أصبحنا الان في لب المسألة فإن موعدنا الأسبوع القادم .. وسنعثر بالتأكيد على بداية مناسبة لحشد من الوقائع المذهلة .

عبدالله الجابري


من كتاب الجنوب العربي في سنوات الشدة


1964 - 1968


( يتبع )






اسد الشرق الخليفي 2011-08-23 07:16 PM




حديث عن المهام ، والضباط

- 4 -

( إن حكومة صاحبة الجلالة تدرك الآن أن آمالها في الخروج من الجنوب العربي .. وفيه حكومة مستقرة .. وحازة على رضى الشعب ، قد أوشكت على الضياع .. كما أن الجهود التي بذلتها لمقاومة الإرهاب طوال السنوات الماضية أثبتت أن لا طائل تحتها .. وعلى النقيض من ذلك فإن ( الأجهزة المحلية ) التي نفترض أننا سننال منها العون لمقاومة الإرهاب قدمت الدليل هي نفسها على وقوعها تحت تأثير المنظمات الإرهابية ) .

(( ورغم كل الظروف القائمة .. وهي ظروف تبعث على الأسف .. فإن حكومة صاحبة الجلالة محتفظة بتصميها على عدم ترك الجنوب العربي نهبا للفوضى .. وهي عازمة على ضمان مستقبل أصدقائها .. وتأمين القدر المستطاع من القوة لهم قبل مغادرة المنطقة .. ))

(( وشرطنا الوحيد هو أن يظهر هؤلاء الاصدقاء قدرة واضحة على العمل .. وقابلية محددة لسماع المشورة )) .

(( إن حكومة صاحبة الجلالة بعد أن لمست عجز العناصر العربية في الإتحاد .. وفي الأحزاب الرئيسية عن التعاون معها لإقامة حكومة تستند إلى قاعدة عريضة . وتمثل فيها كل الأطراف .. وذلك طبقا للمشورة الدستورية التي قدمها خبيران بريطانيان .. أضطرت إلى إحداث تبديل جذري في سياستها .. وهي ستلجأ على الغالب إلى تسليم السلطة في الجنوب العربي للفريق الذي يظهر مقدرته على تأمين الإستقرار في المنطقة .. وكف أيدي العناصر المخربة عن دفع عجلة الإنهيار والفوضى قدما )) .

(( ولا نملك إلا أن نلاحظ أن الجبهة القومية وهي خصم منافس لجبهة التحرير التي تعمل بوحي مباشر من المخابرات المصرية ، وتعوق الجهود التي تبذل للوصول إلى السلام .. نلاحظ أن الجبهة القومية أظهرت الكفاية واضحة في ردع جبهة التحرير ، وكشفت من خلال إتصالاتها خلال هذا العام ، بالبريطانيين عن ميل أقل للتطرف ، وميل أكثر نحو التفاهم والرغبة في العمل المشترك )) .

ومن خلال هذه الإتصالات بدأت حكومة صاحبة الجلالة تنظر بعين العطف على آمال هذه الجبهة .. وتحاول إختبار السبل المؤدية إلى دعمها في الكفاح الذي تخوضه ضد الأحزاب الأخرى )) .

(( ودائرة المندوب السامي البريطاني في عدن تميل إلى الإعتقاد بأنه قد يكون في مقدور الجبهة القومية أن تصبح في وضع يمكنها من الدخول في مفاوضات مع الحكومة البريطانية لإستلام الحكم في أو قبل الموعد المحدد لجلاء بريطانيا عن الجنوب العربي .. أي الأول من يناير عام 1968 م )) .



- 5 -

وقد عقدت بعد هذا التاريخ بالتتابع سلسلة من المؤتمرات بين رجال الحكم البريطاني في عدن .. وعملائهم في الجيش والأمن العام والإدارة المدنية .. وتطورت هذه المؤتمرات بعد قليل .. ودخل القوميون الماركسيون طرفا ثالثا فيها وفي هذه المؤتمرات جميعا كما في هذا المؤتمر درست بعناية كل السبل .. وأعتمدت الأموال .. وأختير الأشخاص الذين سيبدأون التحرك لإحداث الإنقلاب في الجيش والإدارة لمصلحة الجبهة القومية ..

وفي هذا المؤتمر الي لازلنا بصدد الحديث عنه .. وزعت المخابرات البريطانية .. مليون وثمانمائة ألف شلن على الضباط العرب لغرض إتفاقها في تعزيز نفوذهم ضمن قطعات الجيش التي يسيطرون عليها .. والمناطق التي تتمركز قواتهم فيها ..

وهــــا هــــي الكيفية التي وزعت بها هذه الأموال
وأشخاص الذين سلمت لهم .. والأغراض التي رصدت لتحقيقها ..

*
( 000ر200 ) مائتي ألف شلن سلمت للعقيد حسين عثمان عشال ليصرفها في منطقة بيحان حيث تتمركز كتيبة من جيش الجنوب العربي تحت قيادته .. وعينت له أوجه صرف هذا المبلغ في محيط القبائل والجيش وبعض عناصر الإدارة المحلية المرتبطة بالشريف حسين الهبيلي .
*
000ر200 مائتي ألف شلن دفعت للمقدم ســالم القطيبي لحساب منطقتي الضالع وردفان .. لتحقيق نفس الأغراض التي عينت للعشال .
*
000ر200 مائتي ألف شلن دفعت للمقدم علي عبدالله ميسري لحساب منطقة دثينة .
*
000ر200 مائتي ألف شلن سلمت لجعبل أم شعوى لحساب منطقة العواذل ... والشعوى مدنيا وليس من الضباط ولكنه على صلة متينة بالمخابرات البريطانية .. وهو يعمل لحسابها ضمن تنظيم الجبهة القومية ..
*
000ر200 مائتي ألف شلن سلمت للمقدم مـهــــــدي عشيش لحساب منطقة عتق ونصاب والصعيد .
*
000ر200 مائتي ألف شلن سلمت للمقدم محمــــد أحمد بلعيد لحساب منطقة لحج والفضلي .

وفي نفس اليوم سلمت ستمائة ألف شلن لثلاثة من كبار ضباط الأمن هم عبدالهادي شهاب وصالح سبعة وصديق .. لكسب ولاء بوليس ولاية عدن .. وشرطة الإتحاد لحساب الجبهة القومية ..

وإثنان من هؤلاء الضباط هم _ شهاب وسبعة _ قد تمت تصفيتهم في نطاق سعى الماركسيين الحثيث لتحطيم كل مؤسسات الدولة القديمة .. وتصفية أصحاب العلاقة بهذه المؤسسة ..



- 6 -

والآن لنسأل أنفسنا من هم هؤلاء الضباط .. وما نوع الإتجاهات السياسية التي ينتسبون إليها .. ولنأخذ حالة بعضهم على الأقل كـنموذج ومثال ..


حسين عثمان عشال قائد الجيش الحالي

بدأ حياته موظف إستخبارات صغير في عدن .. وقد تدرب تحت إشراف المستر ديلي الضابط السياسي البريطاني وعضو المخابرات المركزية في عدن ..

وفي عام 1955 أدخلته المخابرات البريطانية في الحرس الإتحادي كضابط في الظاهر وليتولى _ سرا _ مراقبة نمو الإتجاهات التحررية في صفوف الجيش الناشيء .. وفي عام 1959 رقي إلى رتبة قائد .. وقد بعث إلى بريطانيا بعد هذا التاريخ ليأخذ دورة في الرشاشات المتوسطة .

ليس له إتجاه سياسي حتى عام 1967 م .. ومن المشكوك فيه أن يكون له مثل هذا الإتجاه الآن .. أبرز سماته أنه شخصية غير مؤثرة ..



محمد أحمد السياري ميسري

يحمل الآن رتبة ( قائد ) وهو ابن أحمد الخضر ميسري أقدم ضابط في الجنوب العربي ... والأب والإبن معا من أبرز عملاء المخابرات البريطانية في الجيش .. وقد تألق إسم الإبن كثيرا بعد الإستقلال وأتاح له مركزه كـضابط تموين في الجيش أن يرافق بعض وفود الجبهة القومية التي زارت روسيا والجزائر والعراق ..

ويعد الآن من الركائز البريطانية المهمة في الجيش .. وكانت صلته بالمخابرات البريطانية قد بدأت عن طريق والده .. وعمل جاسوسا على زملائه لحساب الكلولونيل ( فينر ) القائد البريطاني الأسبق لجيش الجنوب العربي ..

وقد أرسل إلى بريطانيا ثلاث مرات .. وأخذ دورة في عمل المخابرات .. ودورة في الرشاشات المتوسطة .. وثالثه في ( التخطيط والإستراتيجية ) ..

ليس له حتى عام 1967 إتجاه سياسي .. ولكنه نزولا على توصية المخابرات البريطانية تحول إلى العمل لفائدة الجبهة القومية في النصف الأخير من ذلك العام .. وللحق فقد عمل بحماس .. ولكن تنظيم الجبهة القومية .. يخضعه لمراقبة دقيقة حتى يحين دوره في التصفية ..



أحمد محمد بلعيد

خاله العميل المعروف أحمد الخضر ميسري .. وعن طريقه تم إلحاقه بالمخابرات البريطانية .. بدأ حياته كـجندي لاسلكي قبل 28 سنة .. وأصبح وهو لايزال يحمل رتبة ( عريف ) من أصحاب (( المخصصات السرية )) يحمل الآن رتبة قائد .. وهو من العناصر القومية في الجيش بعد أن سيطر عليه أهل دثينة .. وهو كذلك على رأس القائمة التي تثير القلق في صفوف الماركسيين .. وذلك فإنه يخضع كـباقي زملائه للمراقبة .

- 7 -

وفي القول سعة عن التفاصيل الشخصية لحياة وماضي الضباط الذين تحولوا بأمر من المخابرات البريطانية إلى جانب الجبهة القومية .. ولكن مثل هذه التفاصيل ليست ذات غنى ..

فالأكيد .. الأكيد ان ليس في هؤلاء الضباط رجلا يتميز بالنباهة والمقدرة على الإنتفاع من مركزه في الجيش للحصول على مكاسب سياسية .. كما أن التصدي لأقلية حاكمة حسنة التنظيم يدعمها وجود دولي ضخم كـدول المعسكر الشيوعي هو فوق الطاقة العادية لضابط جريء طموح .. لا بل إنه فوق طاقة جماعة من الضباط تنقصهم الثقافة .. وينقصهم الطموح والقدرة على مواجهة الجماهير .

وسنؤجل الوصول إلى أية إستنتاجات مبكرة قبل أن نعرض المزيد من الأساليب التي لجأت إليها المخابرات البريطانية في تحقيق (( تحالفها التعيد )) مع الجبهة القومية .. بمعنى آخر سنعرض السبل التي تحقق عبرها هذا التحالف قبل أن نقرر في النهاية من هو المستفيد الحقيقي منه .




عبدالله الجابري

من كتاب الجنوب العربي في سنوات الشدة

1964 - 1968

( يتبع )






يشبم 2011-08-24 01:38 AM

لانهم خائنين فقد باعوا ثورة اكتوبر

في يو م 22 مايو 90

اسد الشرق الخليفي 2011-08-25 04:32 PM




الخطة المشتركة


هل جاء التحول البريطاني ، إلى جانب الجبهة القومية ، بدون نذر موحية بإحتمال وقوعه ؟ .
وهل أخذت حكومة الإتحاد على غرة ، ولم تعط الوقت الكافي للدفاع عن نفسها ؟
إن هذين السؤالين طرحا في الوقت المناسب .
لأن الإجابة عليهما تكشف لنا بعض الجوانب الخفية في تركيب إتحاد الجنوب العربي الذي أنشأته بريطانيا عام 1959 ، وظلت حتى أوائل عام 1967 المدافع الوحيد عنه .

حسنا الجواب على هذين السؤالين هو كلا .. لم تؤخذ حكومة الإتحاد على غرة .. ولو كانت تحدوها أي رغبة في الدفاع عن نفسها لظهرت .. ولكن مثل هذه الرغبة لم تراودها على الإطلاق .. ولم يكن الإفتقار إلى الرغبة هو السبب الوحيد .. بل يمكن إضافة الإفتقار إلى القدر كسبب آخر ..

في أول زيارة قام بها المندوب السامي الجديد ( هنري تريفليان ) لحكومة الإتحاد أعلن في المجلس الأعلى بحضور جميع السلاطين والوزراء (( أنه رجل ثوري . ويحب الثوار )) !!
وقال أنه كان في العراق أثناء الإنقلابات المتعاقبة هناك ضد الحكومة .. ومع ذلك فلم يحاول إستخدام نفوذ بريطانيا للوقوف ضد هذه الإنقلابات ..
وأخيرا أبلغهم أن وصوله إلى عدن له هدف هو التعجيل بالإنسحاب البريطاني من المنطقة .. وبريطانيا لم تعد تهتم بنوع الحكومة التي ستخلفها .. كما أنها ستتخلى عن إرتباطاتها القديمة مع أصدقائها التقليدين لأن مثل هذه الإرتباطات ستفقد مدلولها بعد الإنسحاب التام من البلاد .

كان ذلك على التحديد بتاريخ 2/6/1967 م . وعلى الرغم من صراحة
(( الإنذار )) البريطاني فإنه ليس بين الوقائع التي توفرت لي مايشير إلى أية خطوات أتخذها حكام الإتحاد كـمجموع للحد من هرولة العربة التي يمتطونها نحو الهاوية .

وأغلب الظن أنهم وقد أحسوا بأن الحامي الأول للإتحاد قد تخلى عنه شرعوا كل على إنفراد وعلى مسؤوليته يبحثون عن حلفاء جدد في صفوف الحركة الوطنية ..
وتمكن بعضهم وإلى حد كبير من (( قلب سترته )) كما يقول المثل الفرنسي ..

وكان البعض من الغفلة بحيث سارع إلى فتح خزائنه ومستودعات أسلحته لرجال الجبهة القومية .. عندما أكتشف الإتجاه البريطاني المتحول إلى جانب هذه الجبهة ..
وبالطبع فإن هذه المبادرات لم تغن عنهم شيئا .. فالجبهة القومية لا تريد أن تضع صورة عهدها الجديد في نفس الإطار القديم فهذا يفقدها الكثير من العطف الشيوعي الذي بنت كل حساباتها على إكتسابه ..

هل يظهر من هذا السياق أي ميل مقصود للوم السلاطين أو تضخيم شعورهم بالذنب . ؟
إذا كانت الوقائع نفسها قد أوحت بشيء من هذا . فهو لم يكن هدفي .



- 9 -

بعد الخطوات التمهيدية .. بدأت العلاقة بين الجبهة القومية . وجهاز الإستعمار البريطاني في عدن تسير نحو التخطيط المشترك .. وبالفعل فقد عقد يوم 15/7/1967 م إجتماع موسع كبير بين معاوني المندوب السامي البريطاني . ورجال الجبهة القومية .. بقصد إعداد خطة مشتركة لمتابعة تفتيت الحكومة الإتحادية .. والقضاء على العناصر الوطنية ..

وقد حضر هذا الإجتماع عن الجانب البريطاني :

المستر ديلي : الوكيل الدائم لوزارة الأمن الداخلي الإتحادية .. وعضو المخابرات المركزية .
المستر شبلن : الوكيل الدائم لوزارة الدفاع الإتحادية وعضو المخابرات .
المستر اشورت : ضابط الإعلام المسؤول في مكتب المندوب السامي ..
المستر سمرفليد : المسؤول السياسي عن المنطقة الغربية .
المستر هبربرسي : المسؤول عن المنطقة الشرقية .
المستر برجس : رئيس المخابرات والمسؤول عن ولاية عدن .

وعن الجبهة القومية . حضر :

سيف الضالعي : وزير الخارجية الحالي .
فيصل عبداللطيف الشعبي : سكرتير القيادة العامة للجبهة القومية .
محمد علي هيثم : وزير الداخلية ..
وجعبل ام شعوى : عضو القيادة العامة .

وثلاثة أعضاء آخرين بأسماء مستعارة .

وعن الجيش حضر :

العقيد حسين عثمان عشال ، العقيد محمد سعيد يافعي ، المقدم علي عبدالله ميسري ، المقدم أحمد بلعيد ، والمقدم مهدي عشيش ، الرائد أحمد محمد السياري ، المقدم عبدالله على مجور ، العقيد أحمد بن عرب ، وعن الأمن العام . حضر
العقيد عبدالهادي شهاب ، الرائد أحمد الخضر السياري ، وهما من شرطة عدن ، العقيد عبدالله صالح سبعة .

وأسفر هذا الإجتماع عن وضع خطة مشتركة تمثلت في النقاط الآتية :

*
أولا - تزود الجبهة القومية أعضاءها العاملين ببطاقات سرية توضح إنتمائهم الحزبي .. وذلك ليسهل لهم الجيش البريطاني حركة التنقل والمرور من مراكز التفتيش بأسلحتهم ..
*
ثانيا - تتعهد الجبهة القومية بعدم إستخدام السلاح ضد الجنود البريطانيين .. وبتغطية إنسحابهم في الأسابيع الأخيرة من عدن .
*
ثالثا - تتعهد الجبهة القومية بتقديم معلومات إلى القوات البريطانية عن أسماء وأماكن أعضاء رابطة الجنوب العربي . وجبهة تحرير الجنوب اليمني المحتل .. وتتعهد كذلك بالمساعدة في إعتقالهم ..
*
رابعا - وافقت بريطانيا على تزويد الجبهة القومية بأجهزة لاسلكي لتأمين الإتصال بين أعضائها في الداخل . والخارج .
*
خامسا - وافقت بريطانيا على تزويد الجبهة القومية بكمية أولية من السلاح تمكنها من العمل السريع .. على أن يتم توريد حاجاتها الرئيسية من السلاح عن طريق وكلاء التاج في لندن . وهم جماعة تبيع السلاح بالإتفاق مع وزارة الخارجية البريطانية ..
*
سادسا - أتفق الطرفان على الإسهام في ترتيب مظاهرات في جميع الولايات ضد الحكام . والسلاطين بقصد مضايقتهم وإرهابهم على أن يقود هذه المظاهرات رجال ينتسبون إلى الجبهة القومية .. وأتفق كذلك على أنه ستصدر الأوامر للجيش في هذه الولايات بعدم التعرض للمتظاهرين .. كما أتفق على أن يسافر الضباط السياسيين البريطانيين المقيمين في الولايات إلى عدن قبل حدوث هذه المظاهرات حتى لا يتمهوا بأنها عملت بوحي منهم ..
*
سابعا - كلف المستر آشورت ضابط الإعلام البريطاني في مكتب المندوب السامي بتوجيه سياسة الإعلام لصالح الجبهة القومية .. ونسب أعمال العنف إلى رجالها ..
*
ثامنا - أتفق على أنه عندما تنتهي حكومة الإتحاد فإن جميع الإلتزامات التي كانت قائمة بينها . وبين بريطانيا تعد لاغية .. ولا تعتبر الحكومة البريطانية ملزمة بأي شيء للحكومة الجديدة إلى أن يصار إلى وضع إتفاق جديد .
*
تاسعا - ستتولى الحكومة البريطانية إشعار حكام الولايات بأنها لن تكون في وضع يمكنها من نجدتهم فيما لو تعرضوا للمتاعب .. وستحثهم على الإنتقال إلى عدن حيث ستكون شروط السلامة المتاحة لهم أفضل منها في مناطقهم .. وعندما يحين موعد تسليم السلطة ستتولى ترحيلهم إلى خارج البلاد ..
*
عاشرا - تقرر أن تعقد إجتماعات دورية ( كل عشرة أيام ) بين المندوب السامي . ومعاونيه وأعضاء الجبهة القومية لقياس حجم التقدم الذي أحرز في تنفيذ هذا المخطط .. ويحتفظ المندوب السامي البريطاني بالحق في إدخال أية تعديلات أفضل في تحقيق أغراضها ..




وبدون حاجة للتحديات .. فإني على ثقة تامة بأن الحكم العميل في عدن لن يجسر قط على الإدعاء بأن هذه الوقائع غير صحيح . أو حتى غير دقيقة .. لأنه يعرف أكثر مما أعرف أن هناك من هو على إستعداد لأن يضع أصبعه في أعين المكذبين .



عبدالله الجابري

من كتاب الجنوب العربي في سنوات الشدة

1964 - 1968



( يتبع )






اجيال الجنوب العربي 2011-08-26 01:58 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اسد الشرق الخليفي (المشاركة 765666)


*
ثالثا - تتعهد الجبهة القومية بتقديم معلومات إلى القوات البريطانية عن أسماء وأماكن أعضاء رابطة الجنوب العربي . وجبهة تحرير الجنوب اليمني المحتل .. وتتعهد كذلك بالمساعدة في إعتقالهم







ياللعار ههههههههههههههه ويعتبروا انفسهم ثوار




اجيال الجنوب العربي 2011-08-26 03:21 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اسد الشرق الخليفي (المشاركة 765666)



الخطة المشتركة


ثانيا - تتعهد الجبهة القومية بعدم إستخدام السلاح ضد الجنود البريطانيين .. وبتغطية إنسحابهم في الأسابيع الأخيرة من عدن .
*

عبدالله الجابري

من كتاب الجنوب العربي في سنوات الشدة

1964 - 1968












اكرر



ثانيا - تتعهد الجبهة القومية بعدم إستخدام السلاح ضد الجنود البريطانيين .. وبتغطية إنسحابهم في الأسابيع الأخيرة من عدن .


وسوف يكشف الزمان ماهو اقبح !!!!!

يقولوا عليها ثورة ؟؟؟؟؟ ويقولوا انهم هزموا اقوى امبراطورية في التاريخ ؟؟؟ وانهم اخرجوا بريطانيا من عدن في عز النهار ؟؟؟؟؟ كلام في كلام والخفايا سوف تظهر مع الايام واقرأو للسير همفري تريلفيان ؟؟؟؟




جنوب احرار 2011-08-26 04:35 PM

كلام ياسين القباطي صحيح
ولانريد من الاشتراكين انكاره
والا كان انتظرو مده سته اشهر
وبريطانياء طالعه
نحن مع الاخ اسد الخليفي في نضاله ونقول له ان لايهدى ولايكل
ولايمكن نترك لهم الوطن مره تانيه
لان بقايا الحجرين والمحتججرين لازالو
يحاولوتوقيف عجله الجنوب التحرريه
من الاحتلال اليمن والاشتراكي
الحجــــــــــــــــــــــــــــــري

اسد الشرق الخليفي 2011-08-27 03:00 PM




تجهزيات عسكرية

- 10 -

ونحن نتابع هنا سرد الظروف المؤلمة التي أدت إلى وصول الجبهة القومية إلى الحكم .. لا نملك إلا أن نسجل إعترافنا بان ( الإرهاب والتآمر ) قد أفلحا في إنتزاع التفاحة من أيدينا .. وهذا يعود إلى أن المتعصب يكون عادة أكثرار حرارة في الدفاع عن أهدافه من المثالي .. ولكن هذا المتعصب أقل أخلاقية .. وأقل ميلا إلى التدقيق في الوسائل التي يستخدمها للوصول إلى أهدافه .. إنه لا يحرص على نظافة الأسلوب .. وفيما هو يفعل ذلك يقوم بتلويث الغاية ذاتها :

ومن حسن الطالع أن الحكومة القائمة في الجنوب العربي لم تحاول أن تنفي عن نفسها صفة الإجرام التي ندمغها بها .. لا بل إنها تعزز الأدلة الموجودة في ماضيها بأدلة جديدة يخلقها تعاملها مع الشعب داخل المنطقة ..

وكما يقول افلاطون (( عندما يغتصب الجندي مكان الفيلسوف يفسد التنسيق بين الأجزاء في الحياة العامة .. ويفسد المجتمع وينحل .. فالعدالة توافق فعال بين مختلف القوى التي يتركب منها المجتمع .. إن جميع الشرور ناجمة عن عدم الإنسجام بين الإنسان والطبيعة .. وبين الإنسان والناس .. أو بين الإنسان ونفسه .. حقا ان المجموعة عندما تخرج عن المكان الذي عدته لها الطبيعة قد تجني بعض الفوائد حينها .. ولكن الإنتقام الإلهي يتبعها .. ويقتص منها .. والسقوط المبكر هو العقوبة الحتمية لكل إنسان يخرج عن ترتيبه في صف الجماعة الإنسانية .. ))

هذا التناول قد لا يقع ضمن النطاق الذي تختص به الفلسفة .. غير أن الحقيقة هي أن كل سلوك يستند في جذوره إلى فلسفة خاصة نابعة من ضمير صاحبه .. ومن مجموع نوازعه ورغباته .. والظروف السابقة التي كونت عقليته .



- 11 -

إن النظر إلى الخلف قد يكون باعثه رغبة الإنسان في تقدير المسافة التي قطعها .. وتقويم العوائق التي تغلب عليها .. ولكن عنوان هذه (( الدراسة )) التي نكتبها لا يرمي إلى هذا المعنى .. أو بعبارة أدق ليس هذا هو كل ما نرمي إليه . نريد عمليا رواية التفاصيل والعوامل الصغيرة التي أدت إلى ركوب الجبهة القومية لسفينة الحكم في الجنوب العربي .. ونحن نركز الأن على الجهد الذي بذلته المخابرات البريطانية .. لأن هذا الجانب بالذات لم يوف حقه .. وإن كانت الكتابات السابقة قد أشارات إليه بين الحين والآخر .. ولكنها مجرد إشارات لم يتوفر لها عنصر الإقناع والإشباع الضروريين .

رواية التفاصيل بقصد الوصول إلى العبرة .. والإستدلال عليها من صلب الوقائع التي نقدمها .. بمعنى آخر إن النظر (( إلى الخلف )) هو محاولة التعرف على الأسلوب أو مجموعة الأساليب التي لجأت إليها الجبهة القومية للصعود إلى سفينة الحكم .. والنظر (( إلى الأمام )) هو تقدير النتائج التي وصلت إليها بعد أن أضحى الحكم في أيدي رجالها ..

ولا شك أن بعض هذه النتائج ظاهرة لأعيننا بحيث لن نكد كثيرا في العثور عليها غير أننا لم نصل بعد إلى هذه المرحلة من الدراسة .. فلا زلنا نتابع كشف الترتيبات السرية التي أعدت ونفذت بالتخطيط المشترك بين الجبهة القومية والمخابرات البريطانية في عدن ..



- 12 -

توجد بعض مناطق حصية ، لا يستطيع الإرهابيون الوصول إليها مهما كانت سعة تنظيمهم .. ومهما كان مستوى جرأتهم .. كما ان وصولهم إليها لن يجعلهم بمأمن من التعرض للأذى .. ونيل حصتهم من الخسائر .. ونحن الأن نعلم علم اليقين أن (( رسالة التحرير )) لم تكلف الجبهة القومية أية خسائر في الأرواح بإستثناء تلك التي كانت تنزلها بهم الأحزاب السياسية المنافسة عندما تقتص لقتلاها الذين يتم إغتيالهم على أيدي رجال الجبهة القومية .

أما خسائرهم على أيدي البريطانيين فلا شيء إطلاقا .. ففي المراحل الأولى من تاريخ عمل الجبهة القومية تحت إشراف المخابرات المصرية كانت السلطات البريطانية تكتفي بالقبض على كل مشتبه فيه وإيداعه السجن بدون محاكمة .. وعندما بدأ التعاون بين البريطانيين والجبهة القومية في منتصف شهر يونيو 1967 م كان أي رجل يبرز بطاقة إنتسابه إلى الجبهة القومية يطلق سراحه على الفور حتى ولو كان يخوض في الدماء إلى ركبتيه ..

من هذه المناطق الحصينة مثلا بيوت الوزارء .. والسلاطين .. هذه الأماكن في ظروف الإرهاب .
والإضطرابات تشدد الحراسة عليها كـجزء من إجرائات الأمن .. ولما كانت خطة المخابرات البريطانية .. والجبهة القومية هي الإسراع بإنهيار حكومة الإتحاد .. وإضعاف ثقة رجالها بأنفسهم .. وزرع القلق في أفئدتهم .. فقد تطوع رجال المخابرات البريطانية بضربها بالبازوكا .. وزرع المتفجرات في حناياها وثناياها . ووصولهم إليها طبعا سهل وميسور .. وخروجهم منها غير منكور .

ومن ذلك أن المستر ديلي وكيل وزارة الأمن الإتحادية قام يوم 1/7/1967 م مع حظيرة من الشرطة العسكرية البريطانية بضرب منزل السيد عبدالرحمن جرجرة وزير الإعلام الإتحادي في مدينة الإتحاد . وقد قام رجال الأمن العرب بتطويق المكان فورا .. ولكنهم وجدوا سيارتي جيب إحداهما فيها المستر ديلي .. وقد ركب عليها مدفع بازوكا لا زال الدخان يتصاعد من ماسورته .. وقد ذهبت الحيرة في بداية الأمر بلب ضابط الأمن حضر للتحقيق في الحادث .. وهو يتصفح ملامح المستر ديلي .. ولكن الحيرة ما لبثت أن تبددت وحل محلها يقين ثابت بأن المستر ديلي ورجال الشرطة العسكرية هم الفاعلون .

قال ضابط الأمن العربي :

- هل أنت من أطلق قذائف البازوكا على منزل وزير الإعلام ياسيدي .. ؟

أجاب المستر ديلي بسؤال آخر :

- ما الذي يحملك على الإعتقاد بأننا سنفعل ذلك ؟

- إن الحرس الخاص بالمنزل لم يشاهدوا سيارة أخرى أو إنسانا آخر يقترب من المكان .. كما أن عسكري المرور أبلغنا أنه لم يسجل مرور أي سيارة إلى المدينة خلال الدقائق الخمس عشرة الماضية ..

ثم إني عندما وقفت هنيهة كان الدخان لا زال يتصاعد من ماسورة البازوكا المحمولة فوق سيارتكم .. وعلى هذا فليس من الصعب معرفة الحقيقة .. !

وهنا قال المستر ديلي ساخرا أنه يعترف بموهبة ضابط الأمن في الإستنتاج وقدرته على الإستقراء ولكنه هو المستر ديلي واثق من أنه لا ينتسب إلى أي من المنظمات العربية التي تشتغل بالإرهاب وأنه - المستر ديلي - إذا لم على ضلال فهو موظف في خدمة صاحبة الجلالة ملكة بريطانيا .. وكان يظن بأن السيد المحترم ضابط الأمن يعرف هذه الحقيقة . ويعرف كذلك أنه يتحدث الأن إلى الوكيل الدائم للوزارة التي يتسلم الضابط مرتبه من خزينتها .. !

وحادث صغير آخر له دلالته العميقة .. فقد سلمت المخابرات البريطانية ( 11 ) جهازا للاسلكي للجبهة القومية .. وذلك لتوضع في مقر قياداتها . الموزعة في زنجبار .. ومنزل علي عبدالعليم بلحج .. ومنزل علي عنتر بالضالع .. ومنزل جعبل الشعوى في لودر ومنزل ابن الفقير في مودية .. ومنزل حسين جعيلي في المحفد .. وعمارة سعيد العريقي شارع الهاشمي بالشيخ عثمان ... وأخر جهاز أرسل لقيادة الجبهة في المكلا لعمر سعيد العكبري .. أقول عندما سلمت المخابرات البريطانية هذه الأجهزة للقوميين ضبط بعضها في نقطة التفتيش بالشيخ عثمان .. وأعتقل الرجال الذين معها .. وأكتشف الضباط العرب أن بعض هذه الأجهزة تابعة لجيش الجنوب العربي .. ولكن المخابرات البريطانية تدخلت على الفور وأمرت بإطلاق سراح الرجال مع أجهزتهم وتركهم يتابعون سفرهم إلى الجهات التي يريدونها غير أن الضباط العرب أتصلوا بالزعيم داي قائد جيش الجنوب العربي .. وأبلغوه أنهم ضبطوا أجهزة لاسلكي تابعة للجيش بأيدي رجال ينتسبون للجبهة القومية .. فأمر بإطلاق سراح الرجال والأجهزة .. ووعد بالتحقيق في الحادث .. بعد الإتصال بضباط أركان الإدارة والتموين في الجيش .. وقد أتصل الزعيم داي بالضابط المسؤول عن مستودع أجهزة اللاسلكي ( صالح قاسم عقربي ) وهدده بالطرد إن هو تحدث عن الأجهزة التي أمره بصرفها .. وطويت القضية .. وأخذت المؤامرة مجراها ..

وهناك العديد من هذه الحوادث الصغيرة في مظهرها .. الكبيرة في مدلولها .. وقد سجلتها هنا كـإيداع جديد ضمن الرصيد الضخم للمخابرات البريطانية في الجنوب العربي ..



إني أشعر بالتقزز عندما أكون منهمكا في فحص هذه الوقائع ويأتيني صوت المذيع من عدن .. وهو يقرأ علينا صفحة زائفة من نضال الجبهة القومية .. التي قذفت بالحكم البريطاني في البحر العربي .. وتركته يغرق هناك بعد أن عجز عن السباحة إلى الجزر البريطانية .




عبدالله الجابري

من كتاب الجنوب العربي في سنوات الشدة

1964 - 1968

( يتبع )




اجيال الجنوب العربي 2011-08-27 04:57 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اسد الشرق الخليفي (المشاركة 765666)



الخطة المشتركة


هل جاء التحول البريطاني ، إلى جانب الجبهة القومية ، بدون نذر موحية بإحتمال وقوعه ؟ .
وهل أخذت حكومة الإتحاد على غرة ، ولم تعط الوقت الكافي للدفاع عن نفسها ؟
إن هذين السؤالين طرحا في الوقت المناسب .
لأن الإجابة عليهما تكشف لنا بعض الجوانب الخفية في تركيب إتحاد الجنوب العربي الذي أنشأته بريطانيا عام 1959 ، وظلت حتى أوائل عام 1967 المدافع الوحيد عنه .

حسنا الجواب على هذين السؤالين هو كلا .. لم تؤخذ حكومة الإتحاد على غرة .. ولو كانت تحدوها أي رغبة في الدفاع عن نفسها لظهرت .. ولكن مثل هذه الرغبة لم تراودها على الإطلاق .. ولم يكن الإفتقار إلى الرغبة هو السبب الوحيد .. بل يمكن إضافة الإفتقار إلى القدر كسبب آخر ..

في أول زيارة قام بها المندوب السامي الجديد ( هنري تريفليان ) لحكومة الإتحاد أعلن في المجلس الأعلى بحضور جميع السلاطين والوزراء (( أنه رجل ثوري . ويحب الثوار )) !!
وقال أنه كان في العراق أثناء الإنقلابات المتعاقبة هناك ضد الحكومة .. ومع ذلك فلم يحاول إستخدام نفوذ بريطانيا للوقوف ضد هذه الإنقلابات ..
وأخيرا أبلغهم أن وصوله إلى عدن له هدف هو التعجيل بالإنسحاب البريطاني من المنطقة .. وبريطانيا لم تعد تهتم بنوع الحكومة التي ستخلفها .. كما أنها ستتخلى عن إرتباطاتها القديمة مع أصدقائها التقليدين لأن مثل هذه الإرتباطات ستفقد مدلولها بعد الإنسحاب التام من البلاد .











خامسا - وافقت بريطانيا على تزويد الجبهة القومية بكمية أولية من السلاح تمكنها من العمل السريع .. على أن يتم توريد حاجاتها الرئيسية من السلاح عن طريق وكلاء التاج في لندن . وهم جماعة تبيع السلاح بالإتفاق مع وزارة الخارجية البريطانية ..
*
سادسا - أتفق الطرفان على الإسهام في ترتيب مظاهرات في جميع الولايات ضد الحكام . والسلاطين بقصد مضايقتهم وإرهابهم على أن يقود هذه المظاهرات رجال ينتسبون إلى الجبهة القومية .. وأتفق كذلك على أنه ستصدر الأوامر للجيش في هذه الولايات بعدم التعرض للمتظاهرين .. كما أتفق على أن يسافر الضباط السياسيين البريطانيين المقيمين في الولايات إلى عدن قبل حدوث هذه المظاهرات حتى لا يتمهوا بأنها عملت بوحي منهم ..


قالوا ثورة ؟؟؟؟؟؟؟ بلا ثورة بلا دجل ؟؟؟؟؟ بالفعل كنا مغفلين وصدقنا اكاذيب الجبهة القومية واولها صدقنا باننا يمنيين ؟؟؟؟ ياللعار وللغباء




اسد الشرق الخليفي 2011-08-28 07:09 PM




اللحم المصبوغ بالعسل ، والمؤامرة


- 13 -

في 9/7/1967 م طلب المندوب السامي البريطاني من المقدم علي عبدالله ميسري . أن يذهب إلى دثينة في إجازة .. وصرف له مبلغ سبعة ألاف دينار من الأموال الخاصة بتطوير الولايات .. وأسند إليه القيام بتنظيم مسيرة ضخمة تقودها الجبهة القومية من مودية إلى لودر في بلاد العواذل .. وتهدف هذه المسيرة حسب ( الخطة المشتركة ) إلى زعزعة السلطة المحلية في الولايات .. وإرهاب الحكام وإقسارهم على اللجوء إلى عدن .

وقد نظمت هذه المسيرة المسلحة بالفعل بعد يومين .. وكانت تتقدم الركب سيارة ( لاندروفر ) تحمل مدفعا ثقيلا ( 106 ) ، وكان قد سحب من مستودعات الجيش مع عشرة مدافع أخرى من نفس النوع والعيار .. وسلمت للقيادات الرئيسية التابعة للجبهة القومية ..

وكان التحول البريطاني إلى جانب الجبهة القومية . قد لوحظ على نطاق واسع في هذه المناطق التي نظمت فيها المسيرة المسلحة .. بحيث أن الإدارة المحلية التابعة للسلطنة العوذلية عجزت عن تنظيم أي مجابهة ذات وزن لقادة المسيرة .

ومن الواضح ، أن بعض رجال الإدارة المحلية - وقد لاحضوا التحول الفجائي - أخذوا يفكرون في إحتلال مواقع مناسبة في النظام الجديد .. وهذا يتطلب من كل منهم أن يسجل سابقة واضحة . تثبت على الأقل أن لم يبذل أي جهد للدفاع عن النظام القديم ..

وكان رد الفعل الوحيد الصادر عن السلطنة جوابا على هذا التحدي الضخم الذي واجهته . هو شكوى متواضعة تقدمت بها ضد المقدم علي عبدالله ميسري لرئيس المجلس الأعلى ووزير الدفاع الإتحادي .. وفي ذلك الوقت لم يكن وزير ورئيس المجلس الأعلى في وضع يمكنه من إنزال العقوبة المناسبة بضابط صغير تحت إمرته كـعلي ميسري .. ومن ثم فقد تأبط الشكوى ذاتها إلى دار المندوب السامي ولسان حاله يرد قول الشاعر العربي (( فيك الخصام .. وأنت الخصم . والحكم )) .

ولأن أقوال الإنجليز لا تعبر دائما عن حقيقة نواياهم .. وملامحهم لا تعكس عادة ما يجول في نفوسهم . ولأن (( الكلمة الطيبة لا تكلف مالا )) كما يقول المثل الإمريكي .. فقد أستطاع المندوب السامي أن (( يكلفت )) المسألة ..

ويقنع وزير الدفاع الإتحادي بتفويضه في حل المشكل ..
.. وبدلا من توقيف الميسري بجوار الحائط .. وإطلاق الرصاص عليه كـخائن للنظام الذي أقسم بربه . وشرفه أن يذود عنه .. أرسل المندوب السامي المستر هبربرسي ضابط المخابرات البريطاني .. لإقناع نائب السلطان العوذلي بسحب الشكوى . المقدمة ضد الميسري .
وقطعا . لم يكن نائب السلطنة العوذلية في حالة نفسية تمكنه من الصمود أما رجل يعرف أنه يطلب شيئا . فذلك يعني أنه يأمر به .. كما يقول الجنرال ديجول ..

وسحبت الشكوى .. وعندما سقطت السلطنة العوذلية بعد لم يحتل حادث سقوطها في الوجدان العام أكثر من الحيز الذي يشغله حادث إنفجار قنبلة في الشارع العام !

وكان هبربرسي الذي يصبغ له العوذلي (( اللحم بالعسل )) هو من سدد الضربة الميتة للسلطنة . والسلطان .. لا جعبل أم شعوي أو علي ميسري هما من أنجزا هذا .



- 14 -

بالإتفاق مع المندوب .. وفي نطاق التطبيق الفعلي ( للخطة المشترطة ) الوارد ذكرها في الحلقة الثالثة من هذه الدراسة .. وبتاريخ 25/7/1967 م أرسل المستر هبري برسي ( إياه ) ضابط المخابرات . والمسئول عن المنطقة الشرقية ( حضرموت والمهرة ) وسمرفليد ضابط المخابرات والمسئول عن المنطقة الغربية .. أرسلا ثلاثة آلاف بندقية صنع بليجيكي وهو النوع المرغوب والمحبوب عند قبائل الجنوب .. وكذلك ( 200 ) صندوق ذخيرة لهذه البنادق .. أرسلوها إلى عتق حيث يوجد العقيد حسين عثمان عشال .. والمقدم مهدي عشيش اللذين كانا مسئولين عسكريين فيما يدعي الآن بالمحافظة الرابعة ..

وفي 27/7/67 قام المستر هبربرسي بنفسه برحلة إلى هذه المناطق حيث أشرف على توزيع هذا السلاح على القبايل بالإضافة إلى بعض الأموال المسحوبة من صندوق تطوير الولايات .. وقد بقي في هذه المنطقة أكثر من ثلاثة أسابيع يتجول بين القبائل بصحبة العقيد عشال قائد الجيش الحالي والمقدم عشيش رئيس هيئة الأركان .. ولم يعد هبربرسي إلى عدن إلا بعد أن أنشأ منظمة محلية تعمل بإسم الجبهة القومية في هذه المنطقة .. وأما قبل هذا التاريخ فلم يكن إسم الجبهة القومية يعرف في هذه البلاد بإسثناء بعض معلمي المدارس الإبتدائية الذين يتثقفون بواسطة نشرات مكتب الإعلام في السفارة الصينية بصنعاء .


- 15 -

وفي نفس التاريخ تقريبا . أرسل المندوب السامي المستر سمرفيلد إلى الضالع للإجتماع بالأمير شعفل بن علي .. وهذا الأمير رغم بداوته .. إلا أنه يتميز بالصلابة .. وقد تمرس بالمشكلات من جراء المقارعة المستمرة بينه وبين قبائل ردفان الشديدة التلهف للعنف . والمتطلعة دوما للإستقلال بأمورها عن الضالع .. كما أنه - أعني الأمير - كان عرضة خلال السنوات الأربع الماضية للحملات الدعائية من راديو صنعاء والقاهرة . بإعتباره العميل البريطاني الذي تضرب قبائل ردفان بالصواريخ تحت رايته ..

وهكذا فعندما نصحه المستر سمرفيلد عن لسان المندوب السامي أن ينتقل بعائلته إلى عدن رفض تماما الإمتثال هذه النصيحة ..

وهنا لم يجد الرسول البريطاني بدا من إطلاق كل ما لديه من الذخيرة على الأمير .. فأبلغه أن بريطانيا لن تكون مسئولة عن حمايته إذا ما تعرض للأذى .. على أيدي من دعاهم بالثوار ..

وربما لأول مرة يفتقد مسئول بريطاني قدرته على التحدث بلغة كـمبردج الرفيعة المهذبة .. فكان التبليغ جافا كـورقة العشر المشموسة .. والعادة أن تكون أحدايث أي مسئول بريطاني كـقمة ( كلمنجارو ) .. رقيقة .. وكأنها تدور في صالون (( مدام بوفاري ))

ولو لم يكن سمرفيلد في عجلة من أمره .. ولو كان يؤمل المثول مرة اخرى على مائدة الأمير التي يصبغ فيها (( اللحم المشوي بالعسل )) . لتصورته يقول ..

(( إذا فشلتم سموكم في الإقتناع بنصيحة المندوب السامي لصاحبة الجلالة .. فإن بريطانيا لسوء الحظ .. لن تكون في وضع يمكنها من تقديم العون لكم فيما لو تعرضتم للمتاعب .. . ورغم إني شخصيا أعطف تماما وكليا على موقفكم إلا أنكم لا بد وأن ترون أن مركزي الضعيف .. لايسمح لي بالتأثير في الأحداث لمصلحتكم )) ..

وفي نهاية اللقاء العاصف مع الأمير .. كان سمرفليد ينحني بإحترام للضحية التي جاء إلى الضالع لإطلاق النار عليها .. ولا مكان للغرابة هنا .. فالبريطاني .. أي بريطاني .. حتى عندما يريد قتلك .. يقول (( سأكون شاكرا .. وممتنا من السيد فلان ابن فلان الفلاني .. لو تفضل بالوقوف ووجه للحائط )) .

.. لا مكان عندهم للإنفعالات .. ولا مكان للوساوس الخلقية .. وهم يمضون لتحقيق مصالحهم بلطف .. ولكن بثبات .. ولا يهم أن يصبح صديق الأمس عدو اليوم .. فالأمور لا تؤخذ عندهم بحساب العواطف .. ولكن بحساب المصالح .. ولا يهم كذلك أن يضعوك في مأزق .. أو حتى في مصيبة المهم فقط أن يتخلصوا هم من المأزق .. وأن ينالوا أفضل النتائج بأقل التكاليف .. وللعمال سوابق في الهند .. وفلسطين .. وبلدان أخرى .. لا حاجة لمتابعتها . لأن هذا يقع خارج نطاق السياق ..

وبتاريخ 2/8/67 .. أرسل المستر سمرفيلد شحنة من السلاح والذخيرة على طائرة ( بفرلي ) إلى الضالع حيث سلمت لـعلي عنتر بواسطة الرائد أحمد مسعود حسني الذي كان في مركز الضالع .. وأرسل كذلك تعليمات محددة للعقيد أحمد محمد بن عرب قائد منطقة الضالع المتمركز في الحبيلين يأمره فيها بعدم التعرض لأية ثورة قد تنشب ضد الأمير بقيادة الجبهة القومية ..



عبدالله الجابري

من كتاب الجنوب العربي في سنوات الشدة 1964 - 1968

( يتبع )





الكوكني ابو مافيش 2011-08-28 08:44 PM

اسد الشرق يا عميل الامريكيان هههههههه يا اخي التاريخ يوم يكتبه المنتصر يكون مشكله كبيره تاريخ الجنوب الحديث على مدي سبعين عام غير صحيح

ولكن نتمني ان ياتي يوم ويصحح ذالك التاريخ للافظل ولكن الان في الاهم لانه مهما حاولنا نصحح التاريخ بنكون خطاء والاخرين صح لانه الناس قراءه بشكل خاطى فكل ماعليك هو مواصله المسيرة ولكن تحمل بعض الردود

وثورة حتى النصر


اسد الشرق الخليفي 2011-08-29 07:28 PM




الرفض الجماعي للحكم


لا مجال هنا للاجتهاد فنحن فقط نقدم الوقائع مجردة .. وسيأتي قطعا دور التعقيب عليها ومراجعة مدلولها وتقديم النتائج التي ترتبت عليها .. ومن الحقيقي أن بعض أوراق التاريخ غير ممتعة .. فنحن لا نؤلف رواية من الخيال لنحرص فيها على اكتمال الشروط الفنية .. وتوزيع الأضواء . والظلال بين مواقف الحق . وصور الجمال .. إننا نكتب عن فترة غير مشرقة من حياة شعبنا .. ودورنا اليومي للأحداث دون التدخل في مجراها ..

في 9/8/1967.. أرسل المستر ديلي سياراتي شحن بالأسلحة والذخيرة من معسكر ( ردفان كمب ) في خور مكسر .. وأرسلهما إلى قيادة الجبهة القومية في زنجبار لتسليمهما لسالمين ربيع .. وقد قبض على هذه الأسلحة والذخيرة في نقطة العلم الساحلية . الواقعة بين إمارة الفضلي . وعدن .. ولم يظهر الرجال الذين احتجزوا مع الأسلحة في نقطة التفتيش أي درجة من القلق .. فقالوا ان هذه الأسلحة سلمت لهم من ( فلان ) المستر ديلي .. وطلبوا الاتصال به للتوثق من صدق روايتهم وعندما أحيط المستر ديلي علما بما حدث . هرع على الفور إلى نقطة العلم .. وأمر بترك الرجال والأسلحة يتابعون طريقهم .. ولم تغب شمس ذلك اليوم . إلا والأسلحة في حوزة سالمين ربيع ..

وفي 22/8/1967أستدعى نائب المندوب . المقدم سالم عبدا لله قطيبي الذي كان مسولا في لحج . وطلب منه بحضور الزعيم داي قائد جيش الجنوب العربي . طلب منه أن يتصل بالأمير عبدا لله بن علي نائب سلطنة لحج ، ويخبره أنه لا ستطيع حمايتهم .. وأن عليهم مغادرة لحج مع أسرهم إلى مدينة الإتحاد في منزل فضل بن علي .
وليس بمقدوري الجزم بنوع المقاومة التي أبداها نائب السلطان .. ولا رد الفعل الصادر عنه .. غير أن الأكيد .. الأكيد أن عبدا لله بن علي أمتثل لهذا الأمر .. وليس في طاقته أن يفعل غير ذلك .. ليس في طاقته الشيء الذي لم يكن في طاقة غليوم عام 1918 .. عندما تبلغ من لودندروف أن الجيش الإمبراطوري خسر الحرب .. فكان لا بد من توقيع وثيقة التنازل .. أو بلغة التشبيه . تناول العلاج الأشد مرارة .

وبعد أربعة أيام من هذا التاريخ .. 26/8/1967 ذهب الكولونيل شبلين الوكيل الدائم لوزارة الدفاع الاتحادية .. ذهب إلى مكتب السلطان فضل بن علي وزير الدفاع .. وأبلغه أن لديه من الأسباب ما يدعوه إلى الاعتقاد بقيام مظاهرات ضخمة في مدينتي الشيخ عثمان والإتحاد .. وأن هذه المظاهرات قد تتطور إلى اشتباكات مسلحة .. وعلى هذا فإن شروط السلامة في عاصمة الإتحاد . قد تدنت إلى الحد الذي لا يمكن معه تأمين الحماية الضرورية لوزير الدفاع .

ولست أعرف ماذا قال وزير الدفاع الاتحادي .. ولكن ما أعرفه أن الهزيمة النفسية كانت قد حلت بوجدان المسئولين في الإتحاد . بحيث لم يعد في ميسروهم اختيار مصير آخر غير الذي يرسمه لهم البريطانيون .. وقد نقل السلطان فضل في نفس اليوم مع عائلته إلى منزل آخر بخور مكسر .. ولكن المندوب السامي لم يرضى عن هذه النتيجة .. فنظم ملاحقة جديدة في الليل لوزير الدفاع .. وأرسل له وكيل وزارته الكولونيل شبلين ليطلب منه - بقصد تأمين حمايته طبعا - الانتقال إلى المطار الحربي في خور مكسر حتى يرحل في الصباح مع عائلته .. المنزل لم عد مأمونا رغم أنه محاط بشبكة هائلة من معسكرات الجيش البريطاني .

وقد أنجز شبلين المهمة الموكلة إليه . ونقل وزير الدفاع إلى المطار الحربي .. وفي الصباح الباكر من يوم 27/8/1967 .. كنت طائرة بريطانية تقله مع عائلته إلى خارج البلاد .

شخصيا عندما تمر بي هذه الوقائع .. وعندما أعود لتسجيلها ألان فإني أنفق نصف المجهود على الكتابة .. والنصف الآخر على مقاومة ميلي الشديد إلى (( القهقهة )) ..
لأن الضحك الشديد يؤذي عضلات الصدر .. وصحتي عموما لا تحتمل هذه الدرجة من الأذى .. والذين يحبونني - وهم قليل - يشعرون بالهلع وهم يرون الموت يقوم ببعض الحفريات في عضلات وجهي .. وسلخ اللحم من عظام جسمي بالتدريج .. كما يفعل بائع (( الشاورمة )) .

وإذا كنتم ألان تقهقهون .. أو حتى تبتسمون .. فحذار أن تنسوا الابتسامة مرسومة على شفاهكم . كما يفعل المداهن عندما يلتقي بإنسان مرموق يرجو منه فضلة خير .. امسحوا هذه الابتسامات .. وتذكروا أن ما حدث في الجنوب العربي .. هو شيء نادر الحدوث في أي مكان آخر من العالم .. انه لا يخضع لقانون ( تكرر الحدوث والوقوع في التاريخ ) كما يقول نورث هوايتهد ..

حوادث فريدة سنتعلم منها _ إذا كانت لدينا قابلية للتعليم _ ما لم نتعلمه من تجارب الأجيال السابقة .. على عمقها .. وضخامتها ..


- 17 -



بدأت سلطة إتحاد الجنوب العربي في الانهيار تماما مع مطلع شهر أكتوبر عام 1967 وكانت المخابرات البريطانية بالتعاون مع دائرة المندوب السامي تلاحق بشكل متواصل بعض الجيوب في الإدارة الاتحادية والولايات التي لا تزال تحدوها بعض الآمال في الصمود .. وكانت هذه الجيوب لا تعرف طابع المخطط البريطاني ... ولكنها تحس به في النهاية عندما يلقي بثقله ضدها .

وقد اتضحت مسألة انهيار السلطة الاتحادية للشيخ على مسعد البابكري رئيس المجلس الأعلى لشهر ( 9 ) .. ومن ثم فقد هرع إلى مكتب الزعيم داي القائد البريطاني لجيش الجنوب العربي بتاريخ 1/9/1967 وأبلغه أن حكومة الإتحاد لم تعد قادرة على الاضطلاع بالحكم .. نتيجة للتصدع الواضح فيها .. وانهيار بعض الأجهزة . وانقسام الرأي العام وتكاثف الأسباب الموحية باندلاع حرب أهلية .

وبالاستناد إلى هذه الأسباب جميعا فقد عرض الشيخ علي مسعد بصفته رئيس المجلس الأعلى أن يسلم السلطة لجيش الجنوب العربي .. وربما لم يجل بخلد هذا الشيخ الذي أنغمس كـغيره في التعاون مع الحكم البريطاني .. لم يجل بخلده أن بريطانيا تبيت لهم وللجنوب نهاية مفجعة .. تفوق في تعاستها ما يجول عادة في وجدان الحاقد الموتور .

وقبل إعطاء الشيخ علي مسعد جواب محدد .. طلب الزعيم داي مهلة إلى اليوم الثاني حتى يناقش هذا ( العرض ) مع الضباط العرب .. في الجيش .. والتمس من رئيس المجلس الأعلى .. عدم الخوض في هذا الشأن مع شخص آخر قبل أن يتصل به ثانية خلال ( 24 ) ساعة .

وفي الحال توجه الزعيم داى إلى دار المندوب السامي .. وأبلغه بعرض الشيخ علي مسعد بحضور ضابطين عربيين كانا موضع ثقة داى . ولأن مثل هذا العرض لا يتفق وأغراض الخطة المشتركة التي أتفق عليها مع قحطان والضالعي وهيثم وفيصل وعبدا للطيف وبقية الضباط الذين ذكرناهم في الحلقات السابقة .. فقد طلب المندوب السامي ( تري فيليان ) من الزعيم داى ترتيب ( عملية رفض جماعية ) من الضباط العرب لمثل هذا العرض ... وعلى الضباط الأكثر تفهما ( لأهداف خطتنا ! ) تزعم عملية الرفض .. ومعارضة من يشعر بالرغبة في قبول استلام السلطة .. وقال المندوب السامي ( محللا النتائج ) .. وإذا تحقق الرفض فإن السلطة ستسلم لنا - للمندوب السامي - وهذا يسهل أمامنا خطة تسليمها للجبهة القومية حسب الاتفاق ..

وبدون أية صعوبات تستحق الذكر .. ففي اليوم التالي رفض جيش الجنوب العربي استلام الحكم في الجنوب وقد قدم إليه على طبق من ذهب .. ليس لأنه لا يوجد ضمن هذا الجيش الطموح الراغب الأبهة والسلطان .. ولكن لأن ( الأسياد ) لقنوه من خلف كواليس المسرح ما ينبغي عليه أن يقول .. وقد فعل ..

والآن وأنا أحاول تعليل بواعث هذا الرفض من بعيد .. فإنه لا يخالجني أدنى مقدار من الشك أن الغالبية العظمى من الضباط رفضوا .. لسبب أوحد وحيد وهو أن بريطانيا أمرتهم بالرفض .. ففعلوا ما أمروا به .. وقد نمت قابلية الطاعة لما يصدر عن المستعمرين البريطانيين عبر أجيال من الإخضاع الجسمي .. والنفسي .. وليس هناك ما هو أسوأ من استعباد المرء نفسيا .. وإدامة هذا الاستعباد وتثبيته بمختلف الوسائل .. والأساليب . بحيث يستعصى على الشخص الخاضع للاستعباد مقاومة الإيحاءات الصادرة إليه .. أو حتى أن يكلف نفسه مشقة النظر فيها .. ومراجعتها .. و تمحيصها ..

وفي 1967/9/24 عقد مؤتمر موسع برئاسة المندوب السامي .. وحضور بعض رجال الجبهة القومية وبعض ضباط الجيش والأمن العام . وضباط المخابرات البريطانيون ... لدراسة السبل المؤدية إلى التغلب على العناصر العسكرية من جبهة التحرير ورابطة الجنوب العربي .. المتمركزة بقوة في مناطق دار سعد . والشيخ عثمان .. والقاهرة والمنصورة . وكان رجال التحرير أكثر عددا وعدة في هذه المناطق من رجال الرابطة .. لأن المخابرات المصرية ألقت بكل ثقلها هناك بقصد تركيز التحرير بالقرب من عدن .. وكان الرابطيون .. قد تعرضوا لسلسلة طويلة من

التصفيات في عدن .. على أيدي البريطانيين .. ورجال جبهة التحرير .. والجبهة القومية . وكانت هذه الأطراف تعاديهم ولكل أسبابه الخاصة .. وكان الرابطيون يفتقرون إلى السلاح . وكان مصدر تمويلهم هو ما يحصلون عليه عن طريق الشراء من اليمن ..

وكان نفوذهم الشعبي في عدن قد تقلص إلى حد كبير بسبب الحملات الدعائية التي تشن عليهم منذ عدة أعوام بواسطة المخابرات المصرية .. وقد صمدوا للعديد من الضربات .. وكانت أبرزها .. هجوم القوات البريطانية على مقرهم في عدن .. والاستيلاء علبه بعد قتال مرير دام يوما واحدا .. وإحراق هذا المؤتمر تماما واعتقال أكثر من مائة رجل كانوا يدافعون عنه ..

وبالإضافة إلى ذلك كانت القيادة الرابطية في المنفى تؤمل أن يصغى الجميع السمع إلى دعوتها بالوحدة الوطنية .. وتكوين حكومة انتقالية تتولى استلام سلطة السيادة والحكم من بريطانيا .. وإعداد دستور للجنوب في مرحلة
الانتقال وإجراء انتخابات عامة خلال مدة لا تزيد عن عامين .

كذلك كانت القيادة الرابطية تراهن على ورقة معينة ... وهي ألا تلوث يدها بالدماء في سبيل الحكم .. طالما أن الاستقلال أضحى مسألة مقررة .. وفي اعتقادها أن الجامعة العربية ستفرض ائتلافا بين كل الأحزاب .. ولن تعترف بأية جماعة تحاول اغتصاب الحكم بقوة السلاح . واضطهاد الجماعات الأخرى ..

أما بالنسبة للتحرير فقد كان الأمر مختلفا أشد الإختلاف .. فقد كانت تصر على أنها الممثل الوحيد للشعب . وكانت المخابرات المصرية تدعم وجهة النظر هذه . وتحشد المزيد من الرجال والسلاح في الشيخ عثمان والمنصورة والقاهرة ودار سعد .. استعدادا لجولة حاسمة مع الأحزاب المنافسة المتطلعة إلى المشاركة أو الإنفراد بالحكم ..

وكانت المشكلة التي واجهت المؤتمر الذي ترأسه المندوب السامي هو تصفية هذه المناطق من الأحزاب المضادة للجبهة القومية .. وكـخطوة أولى أتفق على أن تزيد الجبهة القومية من تركيز رجالها في حي الشيخ عثمان .. وستتولى المخابرات البريطانية تسليحهم ودفع المكافآت المناسبة لهم .. كما أتفق كذلك على أن يقوم الجيش البريطاني في اليوم التالي بحملة واسعة في مدينة الشيخ عثمان والأحياء المجاورة بقصد إضعاف شوكة ما أطلق عليه الأحزاب المضادة للجبهة القومية .. وقد نفذت هذه الحملة العمل بتاريخ 67/9/5 ولكنها لم تسفر عن نتائج مرضية .. فقد دمرت الدبابات خمسة عشر عمارة .. وسقطت أعداد من القتلى في الشوارع . ولكن الضربة لم تكن مميتة إطلاقا .. لا بل إنها ظهرت في اليوم التالي كما لو أنها عجزت عن أن تكون مؤذية .. مع ضخامة الفارق بين حالة الموت وحالة التعرض للأذى ..




عبدالله الجابري

من كتاب الجنوب العربي في سنوات الشدة

1964 - 1968

انتهى النقل من الكتاب




اسد الشرق الخليفي 2011-08-30 02:00 AM

وشهد شاهد من اهلها

العطاس في حديثة الى قناة النيل في برنامج ( كنت مسئول ) :


فالنهج الاشتراكي دخل في مؤتمر زنجبار وكان دفعا من الاشقاء الفلسطينيين وكان خطأ فادح ترتبت عليه مشاكل كثيرة وانقلابات فلم يرى الجنوب الخير من بعد حسب وصفه .
انتهى الاقتباس


بربكم ثورة وثوار وقرارهم بيد غيرهم ؟؟؟؟ اليست كذبة كانت وجريمة مااطلقوا عليه 14 اكتوبر




اسد الشرق الخليفي 2011-08-31 01:21 PM

منقول بقلم : احمد سالم ( أبو سلطان )



المحاكمة من اجل المصالحة :




إن الضمانة الحقيقة لوحدة الصف الجنوبي واستعادة الثقة المفقودة وإقفال باب التخوين والتخوين المضاد واقتلاع بذور الشك هو الوقوف أمام الماضي وأخطائه وتحديد الجاني ومحاكمته وإدانته. لا نقصد إدانة الأفراد . بلنقصد إدانة الأفكار والتنظيمات .. لنصل إلى مصالحة حقيقية ووحدة جنوبية حقيقية . فمن يقف ضد المحاكمة والإدانة من جهة ومن يقف ضد المصالحة من جهة أخرى هم الجناة الجدد بأعيانهم على الجنوب ، ولا ينم هذا العمل إلا عن مصالح شخصية اى كانت تلك المصالح .


المتهم : الجبهة القومية .

التهم :



1- التزوير: تزوير الهوية الجنوبية وفرض هذا التزوير وإلحاق الجنوب العربىباليمن .
- الاختطاف: اختطاف قرار الاستقلال و نضال الآخرين عبر إقصاءهم بكل الوسائل والسبل.
3- الانتهازية: الانتهازية السياسية و قد ظهرت في تبديل الو لاءات والتحالف حتى مع الاستعمار للوصول للحكم بأي طريقة كانت.
4- الاحتكار: احتكار النضال لتعطى لنفسها شرعية تمثيل الجنوب وإقصاء الآخرين و فرض نفسها الممثل الوحيد للشعب الجنوبي.
5- الإرهاب: ممارسة الإرهاب ضد الشعب وارتكاب جرائم بحقه من قتل واغتيالات قبل وبعد الاستقلال انتهاء بأحداث 1986 م.


القاسم المشترك الذي يجمع تلك التهم هو الصفة السياسية، فهي أدوات ووسائل لحسم صراعها السياسي على السلطة وفرض إرادتها. وبالتالي تكون المحاكمة محاكمة سياسية فكرية تاريخية وليست محاكمة شخصية لأحد. بل هناك شخصيات تستحق التكريم كشخصيات، وهناك شخصيات يتطلب الوضع أن يشملها العفو. لان الصراع لم يكن شخصيا بل صراعا سياسيا .

الحكم :

وجدت الجبهة القومية مذنبة سياسيا بحق الشعب الجنوبي وذنبها يتمثل بتزوير هويته وفرض هذا التزوير، وسرقة نتاج نضاله الذي تمثل في الاعتراف بالشعب الجنوبي والاعتراف بحقه في تقرير مصيره في 1960م ومن ثم قرار إعطاء الجنوب استقلاله في مطلع العام 1968 وكان ذلك التزوير وتلك السرقة عبر ممارسة التخريب والاغتيالات تحت غطاء الكفاح المسلح مستغلة عواطف الناس الصادقة والدعاية التي قدمتها لها المخابرات المصرية والنظام اليمنى الطامع . وهى نتاج غير طبيعي لمصالح من أوجدوها ولذلك أضرت بالمصلحة الحقيقية للشعب وفرضت هوية وواقعا في غير صالحه ...



النتائج:



بناء على ثبات التهمة الموجهة للجبهة القومية فلا يمثل حكم الجبهة القومية الشعب الجنوبي ، وهو حكم غير شرعي ، تم بموجبه اغتصاب السلطة في الجنوب والسماح للأجانب في الجنوب بصنع القرار مم الحق بالجنوب ضررا اشد من مجرد اغتصاب السلطة ، وبالتالي يقطع باطلا كل ما أنتجه ذلك الحكم في غياب الإرادة الشعبية الحرة وتمكين الأجانب من صنع القرار ، ويقع باطلا إلحاق الجنوب باليمن عبر تزوير هويته ، ويقع باطلا مفاوضات الوحدة بناء على هذا التزوير . ويقع باطلا قرار الوحدة واتفاقيات الوحدة وإعلان الوحدة . وان الدولة التي قامت في 22 مايو 1990 لا تمثل الشعب الجنوبي وتحولت السلطة في الجنوب بهذا الاتفاق من سلطة غاصبة غير شرعية إلى سلطة محتلة لاسيما بعد حرب 1994م .



إعلان الإدانة والتنفيذ:



يجب أن يتحد الجنوب في جبهة أو منظمة واحدة أول عمل لها إعلان إدانة الماضي والاعتذار للجنوب الشعب والهوية والتاريخ وإعادة الاعتبار لكل المناضلين الجنوبيين منذ الخمسينيات إلى الآن . وان يجعل هذا العمل ذاته هوا لعمل الأول للدولة القادة مع التعويض.

وان تعلن هذا الجبهة أو تلك المنظمة عدم الاعتراف بمسيرة الوحدة والوحدة وحرب 1994. مع الاعتراف بالحدود الموقعة مع السعودية وعمان .


الايجابيات لا تسقط المحاكمة والإدانة :


هناك ايجابيات ولاشك لحكم الجبهة القومية ولكن هذه الايجابيات لن تكون صك براءة إطلاقا للجبهة القومية ، ولو أتت إسرائيل وحكمت الجنوب ستكون ايجابيات حكمها تفوق ايجابيات حكم الجبهة القومية ..

ومهما كانت الايجابيات فلا قيمة لها بعد أن أوصلتنا سلبياتها إلى هذه الحالة التي نحن فيها ، وإذا كانت هذه الحالة نتاج الوحدة فان الوحدة والانقلاب على الوحدة نتاج تزوير الهوية الجنوبية . وحرب1994 تتويج لهذا التزوير..

إذا فلنتجاوز ألان الايجابيات فلن ينفعنا الحديث عنها شيئا إطلاقا ، وهى لا تعطى صك براءة للجبهة القومية من التهم التي توجه إليها . انه دفاع مردود وغير مقبول.


لماذا المحاكمة :



أصبحت اليوم الجبهة القومية من الماضي ، وان نحاكمها اليوم باعتبارها جزء من الماضي مازالت بعض أثاره مستمرة والهدف من المحاكمة إزالة هذه الآثار ،منها وأهمها تزوير الهوية ، وانعدام الثقة والشك ، والانتهازية السياسية ،والإثبات القاطع بان الجنوب هو جنوب جديد وبالتالي خلق الثقة في المستقبل وتهيئة مناخ مناسب للانتقال للديمقراطية .. واهم هدف هو إعادة الاعتبار للشعب الجنوبي بكل مكوناته وشرائحه ، ومن يجادل في أهمية هذه النقطة فمازال يعيش في عقلية الماضي ولا يحترم مشاعر قطاع كبير من الشعب الجنوبي .. ولا يرى إلا نفسه .



إن إدانة الماضي والاعتراف بالخطأ يثبت حسن النوايا ويخلق الثقة، بل هوا لبلسم الشافي للتخلص من كل مخلفاته النفسية والشعورية والفكرية، والتخلص من العقلية الشمولية والتخوين والشك. إن هذا الاعتراف هو التطهر النهائي من أدران الماضي .. عندما ينجز هذا العمل سوف ينام الجنوب قرير العين مرتاح البال تكلله السكينة ... وهو التعويض المعنوي المهم لمن تضرر واهم متضرر الشعب الجنوبي برمته.


ثم إن هذا الاعتراف يقطع الطريق على المزايدة على الجنوب بماضيه. وان الاحتلال أفضل من الماضي بينما هو نتاج له وتتويج لأخطائه..


إن هذه العملية تحتاج إلى شجاعة اكبر من شجاعة مواجهة الاحتلال. إنها مواجهة مع الذات مع مخاوفها الدفينة ومشاعرها المكبوتة وافاكارها المشوهة ..



المحاكمة التاريخية والمحاكمة الشخصية:


البعض لا يستطيع إن يقوم أو يساند هذا العمل لأنه لا يستطيع مواجهة الماضي وذلك انه يعتبر الماضي جزء منه ... هؤلاء هم الذين يقفون ضد اى عمل من هذا النوع . لأنهم يعتبرون هذا العمل تدميرا لهم .. وهذا خطأ كبير . يجب الفصل بين الشخص والتنظيم والفكرة . فإذا أدانت روسيا الاشتراكية الفكرة والحزب الشيوعي التنظيم فلا يعنى أنها تدين شخص من الأشخاص ولو كانوا أقطاب هذا الحزب ولا تعتبر أخطاء الحزب و خطأ الفكرة خطأ شخص بعينه .. ولن يكون الخطأ الشخصي إلا الوقوف في وجه هذا العمل الذي يصحح الماضي ويضع البلاد في الطريق الصحيح. وهنا سيكون هذا العمل المضاد خطأ شخصيا يستوجب الإدانة.. لان محاكمة الماضي هي نوع من محاكمة التاريخ والأخطاء التاريخية من يقف ضدها - اى المحاكمة - يكون موقفه في ذاته خطأ سيحاكم عليه هو كشخص طال الزمن أم قصر مادام هناك شعب حي ..



التهمة الأولى: تزوير الهوية وفرضها بالقوة.


مسوغات وعوامل تزوير الهوية.



- المسوغ الفكري والشعوري: الإخوة القومية والأممية الاشتراكية.



- مسوغ موازين القوى. لا توجد قوة تدعم الهوية الجنوبية .



- المسوغ الانتهازي: الوصول للسلطة باى ثمن سهل لها قبول الهوية اليمنية مع العوامل السابقة. وامن لها الدعم المالي والعسكري .



هذه المسوغات والعوامل الفكرية والأحلام والواقع الموضوعي والتطلع للسلطة بما حمله من تنفيذ أجنده معينة كلها شكات الجبهة القومية . وسوف نعود لها عندما نتحدث عن ولادة الجبهة القومية، ليس من الناحية التنظيمية أنما من ناحية المبررات والمسوغات والعوامل..



كيف فرضت الهوية :



لا يمكن فرض هوية على شعب بالقوة ، وهذا يعنى بطلان تلك الهوية المفروضة التي لم يستفد منهاإلا الأقلية اليمنية المتنفذة في الجبهة القومية ،واليمن حيث دعمت هذه الهوية في الجنوب .



هناك عدة أسباب تضافرت لفرض الهوية اليمنية :



منها 1- الدعم المصري للجبهة القومي


2- الأحلام القومية عند القوميين الجنوبيين الذين اغرموا بهذه الدعوة وقبلوا في صفوفهم كل عربي ، والأحلام شئ والواقع شئ أخر



3- عداء القومية للرجعية : ومم ساعد في ذلك وجود العداء لدى هؤلاء القوميين لمن يعتبرونهم حجر عثرة في سبيل تحقيق الأحلام القومية والوحدة والاشتراكية وهم النظم الرجعية



4- الوحدة قوة للقومية : واعتبر التوحد مع اليمن أو إلحاق الجنوب باليمن خطوة مهمة لمحاربة الرجعية وتحقيق الأحلام القومية



5- الوجود السياسي اليمنى في الجنوب : وبوجود اليمنيين والعمالة اليمنية في عدن وحجمها النسبي ودعوتها الصريحة إلى يمننة الجنوب التقطت هذه الفكرة فكرة اليمن الواحد



6- موازين القوى : الذي لم يكن في صالح الجنوب .



تجسدت الأحلام القومية والانتهازية تجسدت في الجبهة القومية لتحرير جنوب اليمن واجتمعت في هذه الجبهة المتناقضات القومية الوطنية والاشتراكية بمختلف توجهاتها وبمختلف درجات الشدة والبعثية إلى جانب الانتهازية اليمنية التي لعبت على المتناقضات الجنوبية الجنوبية ورسخت وجودها ، والأمر المهم الذي رسخ وجودها هو تزوير الهوية الجنوبية وذلك ما منحهم الشرعية المطلقة في العمل في الجنوب



...


التهمة الثانية: الاختطاف.



وتم ذلك عبر إقصاء القوى التي سعت إلى انتزاع الاعتراف بحق تقرير المصير للشعب الجنوبي وقرار إعطاء الجنوب الاستقلال في مطلع 1968. وكان الإقصاء يتكئ على الشرعية الثورية وعلى الهوية اليمنية . وقد خدم تزوير الهوية الجنوبية في سرقة قرار الاستقلال من حيث محاربة الرابطة التي لا تقر بالهوية اليمنية ، واعتبارها معادية للوحدة والقومية وبالتالي اعتبارها قوة رجعية . ومن كان ضد اليمننة فهو ضد الشعب وبالتالي يجب إقصاءه وأفضل وسيلة الإرهاب . .. وخطف الاستقلال وجير لصالح الجبهة القومية . وسرقة جهدا لآخرين مع تبديل الو لاءات للوصول للحكم باى طريقة تدل على الانتهازية السياسية .



التهمة الثالثة : الانتهازية السياسية :



إن الجبهة القومية ذاتها انتهازية بغض النظر عن إخلاص عدد من أعضائها وصدقهم كثر هؤلاء او قلوا ، ان الجبهة القومية كتنظيم سياسي كانت تتصف بهذه الصفة صفة الانتهازية ، وتمثلت هذه الصفة الانتهازية في اخذ جهد الآخرين ونقصد به رابطة أبناء الجنوب والمناضلين ، عندما انتزعت قرارين أولهما اعتراف الأمم المتحدة بحق تقرير المصير للشعب الجنوبي عام 1960 وثانيهما قرار الاستقلال والذي حدد في مطلع 1968م ..

إذا تم منح الجنوب الاستقلال بموجب هذا القرار من كان سيستلم الحكم ؟الذي سوف يتسلم الحكم من ينتخبه الشعب بعد فترة انتقالية من سنتين، ولذلك كانت حظوظ الرابطة اكبر من غيرها. فما كان من الجبهة القومية إلا أن تفرض وجودها عبر ما سمى الكفاح المسلح وتزيح الآخرين وتعطى لنفسها الشرعية عبر رفع الكفاح المسلح ومن ثم تعلن نفسها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الجنوبي .


هذه الانتهازية السياسية أيضا تتمثل في تبدل الو لاءات و انتقال الجبهة القومية من المخابرات المصرية إلى بريطانيا نفسها التي رفعت الكفاح المسلح في وجهها وجعلها تتلقى الدعم من بريطانيا، وسخرت بريطانيا الجيش الاتحادي لصالح الجبهة القومية لتحسم الوضع لصاح الجبهة القومية ومن ثم تعترف بريطانيا بالجبهة القومية واعتبرتها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الجنوبي بغض النظر عن الشعب نفسه .. وكانت المصلحة المتبادلة بين الطرفين خروج بريطانيا دون التزامات وتخلصها من عبئ مسؤولية كونها قوة احتلالية وكانت مصلحة الجبهة استلام الحكم باى طريقة ..


بغض النظر عن الأفراد وبغض النظر عن صدق الجبهة من عدمه، كانت الجبهة انتهازية واستغلت الدعاية والعواطف القومية ورافع شعار الكفاح المسلح والتحالف مع الاحتلال نفسه للوصول إلى السلطة.. ماذا عملت ؟ قطفت الثمرة اليانعة .. الاستقلال الذي قُرر وحُدد سلفا ولم يكن للجبهة كتنظيم فضل فيذلك. ومن ثم حكمت الجبهة القومية .


هذه الصفة ، صفة الانتهازية ، سرت و ترسخت داخل تيارات الجبهة القومية نفسها وانقلب السحر على الساحر ومورست الانتهازية والشمولية والفكر الاقصائى داخل الجبهة نفسها وكان أول ضحاياها رئيسها نفسه . وتوالت دوامة الانتهازية السياسية والشمولية الاقصائية : ذلك الذي ليس معي فهو عدوى .


التهمة الرابعة: الاحتكار.




لن يتم للجبهة القومية الوصل للسلطة التي تتطلع لها والاستفراد بالسلطة إلا عبر الإقصاء والشمولية ولتبرر هذه الإقصاء والشمولية يجب أن تظهر في صورة شرعية وحتى تكتسب الشرعية عليها أن تستند على الثورة أو الشرعية الثورية وتشوه من سبقوها وتختطف جهدهم وتجيره لصالحها ومصالح من أوجدوها من جهة وتطلعها للسلطة من جهة أخرى ، ولا يهم أن تتقاسم المصالحة على حساب الجنوب ما دام الهدف الأكبر هو الوصول للسلطة لاى سبب كان طموحات شخصية أ وتنفيذ أجنده فكرية مثل الاشتراكية ، وغيرها وكل واحد أمر من الثاني .. والغالب إن الأمرين اجتمعا معا..



استنادا على الشرعية الثورة وتخوين الآخرين فرضت نفسها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الجنوبي ، وبهذا سعت لاحتكار الجنوب بالقوة عن طريق الدعم المصري ومن ثم البريطاني ، وبالتالي فاعلان نفسها الممثل الشرعي بهذه الطريقة لا يمثل سوى إدانة لها ، إن هذا الإعلان نفسه هو إدانة في ذاته للجبهة القومية لأنه قام على أسس انتهازية اقصائية إرهابية ...


التهمة الخامسة: ممارسة الإرهاب.


لن نتحدث في هذا الأمر ونتركه للتصالح والتسامح مع التأكيد إن هذا التصالح والتسامح لن يكون عميقا وحقيقيا إذا لم تتم محاكمة الجبهة القومية وإدانتها مع إدانة الإرهاب الذي مارسته طول حكمها.. وياتى التصالح والتسامح تتويجا لهذه المحاكمة وإغلاق ملفات الماضي وتأكيدا على المحاكمة الفكرية والتاريخية ومحاكمة التنظيم لا الأشخاص ..


ذنب وجناية الجبهة القومية هو ذنب وجناية سياسيا وفكرية وتاريخية ،والإرهاب الذي مورس يدخل تحت هذه الصفة ، ومن طالهم الإرهاب يجب أن يعوضوا تعويضا عادلا معنويا وماديا يقع على عاتق الدولة الوليدة .


تعتبر محاكمة الماضي في جوهرها مصالحة جنوبية جنوبية ، والمصالحة لا تحمل الانتقام لأحد ، وهى تخدم الجميع ، صحيح قد تغبن حقوق بعض الأشخاص لكن الإنسان الجنوبي كانسان والشعب و الوطن هو المستفيد الأول ، وهى في صورة من الصور يمكن تشبيهها بصلح 1937 في حضرموت من ناحية غبن البعض ، لكنه كان فيصالح الجميع ، فلولاه لتحطم المجتمع ، وربما يزيد الضرر على الأشخاص الذين ظنوا أنهم غبنوا . فالصلح في ذاته خير " والصلح خير " .. صدق الله العظيم .








إن مصر في ذلك الوقت كانت الحليف الأقوى للجمهورية الوليدة في اليمن وتلك الجمهورية ورثت الأطماع الأمامية في الجنوب . التقت المصالح المصرية أو الأهداف المصرية مع المصالح أو الأطماع اليمنية في الجنوب وتقاطعت في نقطة الهوية ، كان الهدف الاساسى لمصر تطويق الرجعية وليس فقط دعم التحرر من الاستعمار فلا يكتمل التحرر إلا بإسقاط الرجعية والأنظمة والتنظيمات الموالية للاستعمار ، وليس هذا فقط ، بل اتخذت مصر المبدأ القائل : أفضل وسيلة للدفاع هي الهجوم ، كما ورد في كتاب سنوات الشدة للجابري ، اى مهاجمة الرجعية وجعلها تدافع عن نفسها بدل إن تترك الفرصة للرجعية لمهاجمة القومية .. ولهذا سعت مصر انطلاقا من اليمن وبالتحالف مع النظام الوليد في صنعاء إلى تنصيب نظام موال لها ومعاد للرجعية في الجنوب اى تجيير الجنوب لخدمة مصر بغض النظر عن مصالح الشعب الجنوبي وعن إرادته . فجسدت الهوية اليمنية خدمة المشروعين المصري واليمنى، وإذا تم ضم الجنوب إلى اليمن الخاضع للنفوذ المصري فذلك أفضل وأحسن واضمن.

وهنا تقاطعت تطلعات القوميين العرب الجنوبيين الذين يتسمون بالتوجه الاشتراكي بمختلف تلوناته ودرجاته ، والوجود اليمني في عدن الذي صهرته الدعوة القومية والاشتراكية الامميه مع القوميين العرب الجنوبيين ، تقاطعت تطلعاتهم للحكم واستلام الجنوب وتنفيذ أجندتهم سواء كانت صحيحة أم لا سواء كانوا مخلصين أم لا ، مع الأهداف المصرية في الجنوب العربي ولبها ضمان معاداته للرجعية وولاءه لمصر ، ولان القوميين معادين خلقة للرجعية ، ولضمان الدعم المصري الاتى من اليمن وضمان مساندة اليمن ، وتحت مخدر القومية العربية و فكرة الأخوة القومية والأممية الاشتراكية ، لكل هذا شكلت الهوية اليمنية القاسم المشترك الذي جمع كل هذه الأطراف و المصالح فكان النتاج " الجبهة القومية لتحرير جنوب اليمن " .

لو لم يتم قبول الهوية اليمنية لن تقوم الجبهة القومية. وهذا شئ مؤكد ،فلن تقبل الجمهورية في اليمن وريثة الأطماع الأمامية بجنوب مستقل ، وعلى اقل تقدير سوف تعارضه ولن تسمح بإنشائه في أراضيها وتبث له الدعاية من إذاعة صنعاء وتعز ولن تسمح بمرور السلاح إليها من اليمن مثلما فعلت تماما مع الرابطة . و فرض الهوية اليمنية على الجنوب لن يضر مصر بل بالعكس سيضمن نجاح هدفها.


كل تلك العوامل مجتمعة شكلت الجبهة القومية وفرضت الهوية اليمنية على الجنوب ... إطلاقا لم يتم حسم هوية الجنوب العربي ، إنما فرضت هوية عليه بحكم الظروف وموازين القوى كما فرضت الاشتراكية والفكر الاشتراكي ...



أحلام قومية وتوجهات اشتراكية لا تفرقه لديها في العمل بين عربي وعربي واعتبر اليمنى عربي وكل بقعة في الوطن العربي هي لكل مواطن عربي وبالتالي أصبح الجنوب وطن لليمنيين واليمن وطن للجنوبيين وإذا لا فرق بين يمن وجنوب فكلنا عرب يسكنون وطنا واحدا ، إن الفكرة الأممية في الاشتراكية والأخوة والهوية العربية الواحدة في القومية العربية ، إلى جانب ضمان الدعم المصري واليمنى ، والعمل السياسي اليمنى والثقل السكاني اليمنى النسبي في عدن ،والدعاية الهائلة للقومية أبان المد الناصري الذي اكتسح العالم العربي ،كلها شكلت قوة كبيرة استطاعت أن تفرض الهوية اليمنية على الجنوب العربي ولكل هدفه وغرضه ومشروعه ، نفس هذه القوة هي التي سددت ضربات إلى رابطة أبناء الجنوب العربي والهوية الجنوبية المستقلة . فتكالب على الهوية الجنوبية جميع فرقاء اليمن في عهد الإمامة وعهد الجمهورية الذي ضمن نفس الموقف من مصر ،وبريطانيا ، واتحاد سلاطين الجنوب العربي الذي يحمل الهوية الجنوبية لكن بمشروع لا يخدم الشعب الجنوبي ويقف على الضد من وحدة الجنوب العربي الهدف الذي ترفعه الرابطة . جميع هؤلاء الفرقاء لم تكن لهم مصلحة في الهوية الجنوبية ، فمصر تخاف من الجنوب العربي الديمقراطي الذي يسعى لتحقيق مصالحها لخاصة ولا يرى إن مصلحته في عدائه لأحد ، وليس هذا فقط بل تهدف إلى تسخير الجنوب ليكون خنجرا في خاصرة السعودية وضمان ولاءه للجمهورية التي تدعمها مصر في اليمن ، واليمن مصلحته أن يضم الجنوب إليه ، وبريطانيا مصلحتها أن تخلق نظاما مواليا لها تمثل في اتحاد الجنوب العربي يحفظ الوجود العسكري البريطاني في عدن وبالتالي الهيمنة البريطانية ، وعندما خرج الأمر عن سيطرتها عبر الضغط الدولي وقرارات الأمم المتحدة رضخت للأمر الواقع وكان يهمها عندئذ تصفية وجودها بأقل التكاليف ولو توصلت الرابطة معها على هذا الأساس لاستلمت الرابطة الحكم ولكن تمسك الرابطة بتنفيذ قرارات الأمم المتحدة التي تضمن التعويض والدعم البريطاني الفني والادارى والتنظيمي حتى تقوم الدول في الجنوب على أصولها وتغيير واقع التجزئة الذي كان بفعل الاستعمار وتشجيعه هذا التمسك جعل الرابطة ترفض عروض بريطانيا ، وقد يكون هذا خطأ من الرابطة لكن سنتفهم موقف الرابطة هذا إذا وقفنا على السبب ( وهذا اجتهاد لا اعلم مدى صحته ) وهو خوف الرابطة من المستقبل وفلات الأمر من بين يديها خصوصا أن هناك لاعبين جدد واهم عقبة كانت اليمن التي لن تتوانى في إسقاط الدولة الوليدة ومصر التي تدعمها فكان لابد من أن تضطلع بريطانيا بمسؤولياتها تجاه الجنوب حتى تقوم الدولة بكل أجهزتها وجيشها وبالتالي تستطيع الدفاع عن نفسها ضد أطماع الهيمنة الأجنبية التي ستخلف الاستعمار البريطاني ..


إن الجبهة القومية بعد أن اتخذت الهوية اليمنيةوبعد أن جعلت الهويةاليمنية هوية رسمية وبعد أن شقت طريقها بعيدا عن الرجعية بل معاديا لهاضمنتحياد مصر واليمن من قيام جمهورية في الجنوب بهذه الهوية وبهذه الصفة ،فهي تعادى السعودي وتسعى للوحدة ، فلن تكون هذه الجمهورية حليفة للسعوديةضد الجمهورية الوليدة في اليمن بل أن الهوية اليمنية تجمع النظامين ولذلكباركت اليمنقيام هذا النظام الوليد ... اما تطور الأحداث في الجنوببطريقة أو بأخرى وموقفه من اليمن فهذه تحكمها ظروف ورغبات وتطلعات أخرىمنها العداء المزمن بين الزيدية والشافعية وتجيير الجنوب لتغيير الموازينداخل اليمن لصالح الشافيعة وأيضا السعي إلى تحقيق وحدة على أساس اشتراكيماركسي بعد أن سيطر التيار الماركسي وهو تيار يمنى في جوهرة ...



القومية والاشتراكية والهوية اليمنية :




هل كانت الاشتراكية الماركسية هي الوسيلة الفعالة للقضاء على الفكرالديني الزيدى المتجذر في العقلية اليمنية والذي قسم المجتمع اليمنى وهلكان نفس الفكر هذا هو الضمانة الوحيدة للسيطرة على الجنوب ؟مهما كانالأمر فقد خدمت الفكرة القومية والاشتراكية الماركسية المصالح اليمنيةبطريقة أو بأخرى ...



إن الديمقراطية والحكم الوطني لن يكون في صالح الجالية اليمنية في الجنوبفكانت الدكتاتورية والشمولية والاقصائية هي السبيل الوحيد أمامهم للبقاءولأنهم يشكلون نسبة مهمة في اللجنة المركزية والمكتب السياسي فقد شكلوابطريقة أو بأخرى القرار في الجنوب ...


لذلك فالتمسك بالاشتراكية لدى القوى اليمنية في الجنوب هو تمسك شكلي أكثرمنه إيمانا حقيقيا بها ، وإذا كانت الاشتراكية كما طبقت في المنظومةالاشتراكية كانت لها آثار كارثية على الاقتصاد والعلم والإبداع وبالتاليالتخلف الاقتصادي والعلمي لهذه المنظومة إذا كانت الاشتراكية كذلك فإنهاتكون اشد وانكي إذا اتخذت سلاحا لتحقيق أهدافا سياسية لفئة ما ، فرضتالاشتراكية على الجنوب وضيقت على الشعب الجنوبي وفى نفس الوقت أعطت فسحةلليمنيين في الجنوب لفرض سياسيتهم ومنحتهم ثقلا أكثر من حجمهم بما لايقاسعبر الشمولية والاقصائية والانتهازية التي أصبحت سمة أساسية للحكم ، وهى فينفس الوقت شكلت سلاحا ضد العقلية الزيدية ومناقضا أساسيا لها تعيدللشافعية مكانتها في اليمن عبر تغيير النظام في اليمن بالقوة في الحروبالمساه حروب المناطق الوسطى وهنا يظهر تجيير الجنوب واستفادة القوى اليمنيةفي الجنوب من الجبهة القومية التي صارت هي الجنوب والشعب والهوية .



أيا ما كان الأمر سواء خطط اليمنيون لهذا السيناريو أم لا ، لكن الشئالمهم أنهم شعروا بفائدة الاشتراكية لهم ، والنتيجة المهمة إن شَكْل الجنوباليمنى الاشتراكي الاقصائى خدم اليمننة واليمنيين أكثر مم خدم الجنوبوأعطى اليمنيين قوة ماكانوا ليحلموا بها لولا الاشتراكية والاشتراكيةالماركسية بالذات ،فقد خدمهم من جهتين إخضاع الجنوب لطموحاتهم وسياساتهملانهم يشكلون نسبة مهمة في الأقلية التي تشرع وتتخذ القرار خصوصا مع بدايةقيام الدولة ، وخدمهم من ناحية أخرى في حربهم ضد الزيدية ليس كمذهب دينيوإنما كقوة سياسية لتحجيم تلك القوة وشكلت الهوية اليمنية المظلة التي يعملتحتها الوجود اليمنى في الجنوب ...



لا يهمنا هنا مناقشة الاشتراكية كاشتراكية وهل هي صحيحة أم لا ، المهم كيفشكلت القومية والاشتراكية والهوية اليمنية مجتمعة ، وليس كل واحدة علىانفراد،النتيجة التي آل إليها الجنوب ، وبكلمة مختصرة كيف شكلت الجبهةالقومية الذي جسدت ذلك الثالوث النتيجة التي وصل إليها الجنوب ..



إن الاشتراكية في الجنوب كانت أداة للتدمير أكثر مم كانت أداة للإصلاحالاجتماعي . ويجب هنا أن نفرق بين الاشتراكية الإصلاحية ، الاشتراكية الىتدعو إلى العدالة الاجتماعية والمساواة ، الاشتراكية منزوعة الأيدلوجية،وبين الاشتراكية الماركسية ذات الجذور الإلحادية التي تهدف إلى تدميرالبنية الاجتماعية نفسها وتدمير الثقافة ومعاداة الدين ، اى فصل المجتمع عنماضيه تماما وخلق واقع جديد . وكان هذا الواقع عبارة عن مسخ الجنوبوالشخصية والهوية الجنوبية ..



علينا هنا أن نحاكم الجبهة القومية كتنظيم وليس كإفراد . إن سلبياتالجبهة القومية قاتلة ، هذه السليبات قضت على اى ايجابيات بل جعلتالايجابيات تصل عند حد معين وتتوقف وبقى إنتاج السلبيات ..


الجبهة القومية حملت عطبها داخلها ، وكانت كارثة أكثر مم كانت شيئاايجابيا .

وذهب ضحيت سلبياتها ألاف الرجال والاهم الوطن وتعرض للخطر ومازال وجودالانسانى الجنوبي ذاته عندما غابت هويته، ومن سلبياتها أنها كانت خليةحاضنة لجراثيم فتاكة فتكت بالجنوب وكثير من خيرة رجاله . هذه الجراثيم هيالكائنات اليمنية التي تسعى لأهداف خاصة على نقيض المصالح الجنوبية تمامامتغافلة لها ولا تعرف من الجنوب إلا عدن ..

هذه السلبية وحدها ( خلية حاضنة ) كافية لإدانة الجبهة القومية . وليستوجها الاشتراكي والقومي ذاته ، بل كونها حملت الداء اللعين بداخلها الذيفتك بها هي نفسها وفتك بالجنوب وكانت القومية والاشتراكية والشموليةشروطحياة هذا الداء .


لتصحيح المسيرة بل أن نبدأ مسيرة صحيحة ليس أمامنا إلا إدانة الجبهةالقومية والحزب الاشتراكي اليمنى كجبهة وكحزب .. مع الاعتراف بالأشخاص ،فليس مهمة الجنوب الثار من احد أو الانتقام من احد . فإذا كانت الجبهةالقومية جريمة تاريخية في حق الجنوبيجب إدانتها ، فالوقوف ضد إدانة تلكالجريمة التاريخية اليوم أو الوقوف ضد المصالحة التي هي نتاج المحاكمةوالإدانة ، إن الوقف ضد المحاكمة والمصالحة من كلا الطرفين هو جريمة فيذاته ولكنها جريمة حاضرة وجريمة يتحمل تبعتها ذلك الشخص الرافض وليس حزباأو تنظيما معينا . وهذا الموقف المضاد من عمل وطني مثل هذا إنما ينم عنأهداف شخصية ليس إلا، وليست في مصلحة الجنوب...



افبعد هذه الكوارث التي جرتها الجبهة القومية على الجنوب يستطيع شخص أنيقف ضد إدانة هذه الكوارث ؟ لمصلحة من هذا العمل ؟وإذا كانت المصالحةتخدم الجنوب فلمصلحة من يقف من يقف ضد المصالحة ؟



لن نكون بدعا في هذا الأمر ، فقد أدانت الصين الثورة الثقافية التي قام بهاماو والتي استمرت عشر سنوات واد انو أخطاءهذه الثورةالفادحة ، وبدونهذا العمل لن يستطيعوا سلوك الطريق الصحيح ، فالاعتراف بالخطأ وإدانته قديشكل باب الحل بل قد يكون الحل ذاته . ومثلت الإدانة تصالحا حقيقيا معالذات . ومع هذا اعترفوا لماو بالفضل فلولا ماو لما كانت الصين الحديثة .. فماو كان رجل ثورة ولم يكن رجل حكم واستمر بعقلية الثورة حتى كاد يدمرالصين التي بناها ، فجاء بعده رجال رافقوه في الكفاح ولكنهم كانوا رجالمرحلة الدولة لاتهم سياسيين أكثر منهم ثوريين فرفعوا شعار يناقض شعار ماو ،شعار " الثروة لا الثورة " ...


وقد فعل الاتحاد السوفياتى ذلك ، وادان ليس مرحلة فقط بل أدان ستالينذاته واعتبر المرحلة من صنعه شخصيا ، وهى كذلك ، نتيجة للإرهاب الذي مارسهستالين ولم يكن احد يستطيع أن يتنفس إلا بأمره ... وكانت هذه الإدانة صادمةللعالم ولم يتوقعها احد.. لكنها كانت ضرورية وحيوية.



بمحاكمة الماضي سنثبت هي نحن شعب حي أم لا ؟ هل نحن على مستوى المسؤوليةأم لا ؟ هذه الإدانة ليست انتصارا لأحد على آخر ، هي انتصار للوطن والهويةوالتاريخ والأرض والإنسان الجنوبي والشعب .. وسنثبت فعلا عندما نقول جنوبجديد أن هناك جنوب جديد.. إن هذه المحاكمة للماضي وإدانته ستكون ثورة أعظمواهم من الثورة السلمية لأنها تعطى لهذه الثورة هويتها الحقيقة وترسم لهاالمستقبل وستكون الثورة السلمية الوجه الصحيح للجنوب الجديد ، ولن يكونانتصار الجنوب الجديد و حصوله على الدعم من محيطه والعالم إلا مسالة وقت .


أحمد سالم ( أبو سلطان (

بقايا الماضي 2011-09-01 05:38 PM





نحن بحاجة الى مصارحة ومكاشفة من خلال مؤتمر وطني عام حتى يتعمق التصالح والتسامح

وكل عام وانتم بخير

عيون النمر 2011-09-03 04:36 PM




اين البقية يااسد اجازة العيد انتهت





شهثان المر 2011-09-03 04:58 PM

حقائق غائبة عن ثورة 14 أكتوبر 1963م
( بقلم : البحر العربي )

كثير من أبناء شعب الجنوب العربي لا يدركون ويعرفون الحقائق الصحيحة لما يسمى بثورة 14 أكتوبر 1963م والتي انطلاقة من على قمم جبال ردفان ويخرج اليوم شعب الجنوب العربي الاحتفال بها بنية صادقة وحقائق غائية عن الجميع لان الكثير ماتوا ولم يكشفون من خطط لها؟ وما هي أهدافها؟ وما هي إنجازاتها؟ وضد من قامت؟
أوضاع الجنوب العربي قبل 14 أكتوبر 1963م
شعب الجنوب العربي لم يكون تحت الاستعمار والاحتلال البريطاني كما يردد اليمنيين بل كانت دول قائمة تحكم نفسها بنفسها وهي اعرق من دولة اليمن التي تم إعلانها عام 1918م وكانت من أرقا الدول حينها على مستوى الجزيرة والخليج واليمن كان يعيش في العصور البدائية وكان اليمني اجني في عدن وكانت عدن مستعمرة فقط ونريد من الثوار إن يوضحون لشعب الجنوب العربي منهم الذين قتلوا من الجنوبيين العرب على أيادي البريطانيين لنقارنهم بالعدد الذين قتلتهم الثورة ولو لا ثورتهم لخرج البريطانيين بسلم مثل ما خرجوا من عمان الجارة.
عدن مستعمرة بريطانية
كانت عدن مستعمرة بريطانية وحدودها إلى نمبر 6 بين الشيخ عثمان ودار سعد والى فقم خلف صلاح الدين ونقطة العالم باتجاة أبين كانت من أجمل المدن في العالم العربي ومنطقة حرة وثاني مينا في العالم فيها التجارة والثقافة والتقدم في كافة المجالات كانت قائمة حكومة عدن ومجلس تشريعي وشرطة وهجرة ومختلف قواعد المجتمع المدني تعليم وتلفزيون وسينما عايش فيها العرب وغيرهم من الاغليات بأمن وسلام وعلى حدودها مشيخة العقارب في بير احمد مستقلة وتم تأسيس عاصمة اتحاد الجنوب العربي في الخمسينات وهي مدينة الشعب الحالية.
لحج
كانت سلطنة لحج من أجمل الأرض في الجزيرة العربية مشهورة في بساتينها وفنها لها مجلس تشريعي وكانت الحوطة والحسيني من أجمل الاستراحات واشرحها وعلى حدودها سلطنة الحواشب وعاصمتها المسيمير والشريجة مركز الجمرك مع اليمن وتليها مشيخة العلوي وعاصمتها الملاح وبعدها إمارة الضالع التي كانت موقع سياحي يزورها الأوربيين من وقت طويل وبجوارها مشيختان ألمفلحي وعاصمتها خلة ومشيخة الشعيب وسلطنة يافع العليا وعاصمتها المحجبة.
أبين
كانت أبين الحالية تشمل على سلطنة ألفضلي وعاصمتها زنجبار وسلطنة يافع السفلى وعصمتها الحصن وسلطنة العوالق السفلى وعاصمتها احور وسلطنة العواذل وعصمتها زارة وولاية دثينة وعاصمتها مودية كانت لكل منهم حكومتها الخاصة واشتهروا في زراعة القطن في دلتا أبين واحور وزراعة الفواكة والخضروات في لودر ومكيراس ودثينة وكذا الأسماك في شقرة والكود واحور.
شبوة
كانت فيها سلطنة الواحدي وعاصمتها بير علي ومشيخة العوالق وسلطنة العوالق العلياء وامارت بيحان ارض زراعية ومراعي لتربيت كثير من الحيوانات وكذا زراعة الخضروات في بيحان وحبان والعسل في وادي جردان وكانت الغالبية من أبناء العوالق قيادات الجيش والأمن للجنوب العربي حينها وكذا تم اقتطاع جزء من سلطنة القعيطي وضمه إلى شبوة.
حضرموت
كانت فيها سلطنة القعيطي وعاصمتها المكلاء وكتب عنها احد المستشرقين بأنها اصغر وأجمل مدينة في العالم وفيها الشحر وغيل باوزير والقطن والريدة وكل مدن الساحل إلى حدود المهرة لها جيش وشرطة وقضاء ودولة مكتملة فيها العلم والتجارة والتواصل مع العالم وكذا سلطنة ألكثيري وعصمتها سيؤون اشتهرت في مركزها الديني تريم والسلطتين مشهورتان في التجارة والزراعة والعلم والأسماك والسلام والحب بين قاطنيها وعلاقتهم مع شعوب العالم بالهجرة منذ القدم.
المهرة
وتشمل محافظة المهرة وجزيرة سقطرى وعبد الكوري وكانت العاصمة الغيضة وأحيان سقطرى لها لغة خاصة إلى جانب العربي هي اللغة المهرية اشتهرت في الزراعة والأسماك والهجرة وفيها مناطق خضرى وجبال شاهقة في شرقها وصحارى في الشمال فيا تربية الحيوانات ولها عادتها الخاصة وهي التي لإزالة تحتفظ في عادات وتقاليد ولغة العربية القديمة أكثر من غيرها من دول الجنوب العربي والعالم العربي كاملاً.
علاقات الحكومات في ما بينها ومع بريطانيا
كانت علاقات مودة وحب بين حكومات ودول الجنوب العربي ويحق لأي فرد إن يتنقل ويذهب ويعيش في أي جزء منها ومن العادات والتقاليد والأعراف بان تحترم عادات وتقاليد المجاميع التي تنتقل أليهم سوا كانوا حضر أو بدو أو قبائل وتكون معهم في السراء والضراء وإذا حدثت جرائم يتم اتخاذ الإجراءات فيها وفقاً والقانون السائد والأعراف المتعارف عليها في داخل الدولة أو مع جيرانها وكل هذة الحكومات عقدة اتفاقيات حماية مع بريطانيا وكانت أولها في عام 1802م بين سلطنة لحج وبريطانيا بشان السماح للسفن البريطانية إن ترسي وتتمون من ميناء عدن ولا وجود حينها لشيء اسمه اليمن سوا كان شعب أو ارض أو دولة كما يزعمون الثوار اليمنيين بان الجنوب العربي جزء من اليمن.
قررت بريطانيا بالانسحاب من المستعمرات في 1948م بما فيها عدن
كان قرار الانسحاب من المستعمرات قرار بريطاني وقدمت كشف بتاريخ الانسحاب من كل مستعمرة إلى لجنة تصفية الاستعمار في الأمم المتحدة في 1948م وكان محدد إن تنسحب من عدن في 8.2.1968م وكان من واجب بريطانيا إن تهيا الضر وف للانسحاب من كل المستعمرات وأشعرت كل القيادات في مستعمراتها ومنها كثيرة في الجزيرة العربي والتي ساروا وفقاً والخطة التي رسمتها بريطانيا وهم اليوم ينعمون في الأمن والاستقرار ومنهم قطر وعمان والأمارات والبحرين والكويت والأردن وبنفس الحال كان مخطط لدول الجنوب العربي إن تكون في إطار اتحاد مثل الأمارات أو دول مستقلة مثل قطر وعمان وغيرها لان فكرة الاتحاد كانت طواعية وليست إجبارية كما يدعون الثوار وكانت فكرة الاتحاد مطروحة من قبل المثقفين والقادة الجنوبيين العرب وعلى رأسهم شيخان الحبشي ومحمد علي الجفري
.الأطماع الزيدية في الجنوب العربي
من يوم أسس الزيدية مذهبهم في صعدة وهم يدعون بان من يمين الكعبة ملكهم وقاموا بعدد من الغزوات إلى مناطق الجنوب العربي ومن بعدهم المملكة المتوكلية اليمنية التي تاسسة في 1918م وقمة باحتلال جزء من الضالع والشعيب ويافع والعواذل وقاتلهم الأجداد والإباء قتال عنيف حتى هزموهم وفروا هاربين والتاريخ يشهد على المعارك البطولية والتضحيات الشجاعة التي سطروها ومني بها أهل اليمن الغزاة.
الشيوعية ضد دول الجنوب العربي
قبل 14 أكتوبر كان البعض من السلطنات الحدودية مع اليمن يهرب البعض من أبنائها إلى عند الإمام في صنعاء ويطلبون منه الدعم وكان يستقلهم ويتم تموينهم بالسلاح والذخائر ويعودون إلى القتال ضد أهلهم في الضالع والشعيب ويافع وبيحان ومكيراس وكان الأمم له هدف السيطرة على الأرض وكان هدفهم السلاح والذخيرة وكانوا يسمون أنفسهم بالشوعية وخلقوا فوضة في كثير من المناطق وكانوا يمونون من قعطبة والراهدة والبيضاء وحريب.
انقلاب 26 سبتمبر 1962م في صنعاء
تم انقلاب على الإمام في صنعاء وأعلنوا الجمهورية اليمنية وذهب كثير من أبناء الجنوب العربي وقتلوا وجرحوا تحت حجة الثورة اليمنية و العربية التي كان يقودها عبد الناصر في مصر ضد الاستعمار وأبناء الجنوب العربي كانوا ضحيتها نتيجة الجهل و بعكس جيرانهم في دول الجزيرة والخليج الذين تنبهوا وتجنبوا خطورتها والتي لازال يعني منها الشعوب التي جرت خلفها منها العراق واليمن والسودان وسوريا وليبيا أي الجمهوريات العربية فهي تعيش في فوضوية نتاج الثورات التي قادهوا ضد شعوبهم وأوطانهم.
أهداف الزيدية والملكية والجمهورية اليمنية قائمة
لم يتخلوا الزيديين وبعدهم اليمنيين قاطبة عن إطماعهم في الجنوب العربي وباسم الجمهورية والثورة والعدا للإمبريالية والاستعمار استقلوا المجاميع التي ذهبت من ارض الجنوب العربي إلى صنعاء للمشاركة في ثورة 26 سبتمبر وكذا قاموا بتنشيط المهاجرين اليمنيين في عدن وقاموا بتشكيل الأحزاب والتنظيمات والتجمعات ونشر سموم الثورة والترويج إلى اليمن الواحد على طريق الوحدة العربي وكان الجنوبيين العرب الذين شاركوا في حرب صنعاء إحداث والغالبية أمين فلاحين لا يفقهون في السياسة ولا مطلعين على خفيا الأمور لليمنيين وخلقوا الفوضة في أراضي الجنوب العربي ووصلونا إلى الوضع الذي نحن فيه اليوم والبعض لا يزالون تحت التخدير والوباء اليمني الخبيث.
قرأت الأمم المتحدة بشان استقلال الجنوب العربي
اتخذت الأمم المتحدة قرأتها بشان استقلال الجنوب العربي وقامت بريطانيا بالتنسيق مع قيادات الحكومات بالتهيئة لتسليم الاستقلال ولو لا تدخل اليمن في شؤون الجنوب العربي ولو لا قيامهم في التخطيط والدعم والتنفيذ لثورة ضد الجنوب العربي مستقلين الشباب الثوار ومنهم لا يزال البعض عايش لكن الجنوب العربي مثله مثل جيرانه من دول الجزيرة والخليج ولكن الجهل يقتل صاحبه وهذا ما حدث بان ثوار الجنوب العربي قاموا بثورة ضد أهلهم وذويهم ضد أرضهم وإعراضهم وضد أموالهم وضد أنفسهم وها هم اليوم البعض في القبور والبعض في السجون والآخرين في المنفى يبكون وينوحون وفاقدين كل شيء.
ماذا حدث في يوم 14 أكتوبر 1963م
قبلها بأيام عاد مجموعة من قبيلة القطيبي التي ينتمي إليها الشهيد راجح غالب لبوزة وكانت في الحبيلين كتيبة من جيش اتحاد الجنوب العربي وقتها ولا يزال بعضهم إحياء إلى اليوم ولم يكون هناك أي جيش لبريطانيا لان جيشها في عدن ولكن خارج عدن يتواجد جيش اتحاد الجنوب العربي وكان يوجد بعض مدربين أو ضباط سيأسين وحدث بان احد الطباخين في معسكر الحبيلين وهو من تعز اليمن سرق معدات طباخة وهرب إلى قبيلة القطيبي والتي هي بجوار معسكر الحبيلين وتم إلغاء القبض علية من قبل الدورية في الوادي بالصدفة وصاحوا البعض من المتواجدين من أفراد القبيلة وقاموا بطلاق النار على الدورية لكون الهارب لجاء أليهم وكانت الدورية محاصرة في الوادي وتجمع أفراد القبيلة على رؤوس الجبال وقتل واحد منهم في الوادي وراجح لبوزة كان راس جبل البدوي ولم يكون موجود في وادي المصراح وقام الجيش بإطلاق قذائف مدفعية إلى راس الجبل بشكل عشواي بهدف فك الحصار على الدورية التي هي من جيش الجنوب العربي فاتت شضية من قذيفة مدفعية وأصابت راجح لبوزة وأدى إلى وفاته وبالصدفة والذي حصل بأنه مات ولم يكون يعرف بأنه ثائر أو سوف يكون أول شهيد لثورة وصلت الجنوب العربي إلى شطر من اليمن وجزء منه ولو قام اليوم لا يمكن إن يقبل أو يرضي بهذا الوضع المزري الذي أصبح أبنائه وأحفاده عبيد عند اليمنيين وأنتها الحادث باثنين قتلا ومصاب في نفس اليوم وكلهم من أهل قطيب لان حينها لا يود كيان اسمه ردفان.
وصل خبر استشهاد لبوزة إلى صنعاء
عند وصول الخبر إلى وحدته العسكرية وكذا بعض من أبناء الجنوبيين العرب الذين هم في صنعاء موظفين مع الدولة اليمنية في الجيش والأمن والجهاز المدني ومنهم قحطان الشعبي كان وزير الدولة لشؤون الجنوب اتخذوا قرار بان راجح لبوزة سوف يكون أول شهيد وان يوم 14 أكوبر سوف يكون يوم إطلاق الثورة ضد الجنوب العربي المزيف وللعلم بن الحدث تم في يوم 13 أكتوبر وليس 14 أكتوبر وتم تقديم المقترح إلى القيادة اليمنية وقال لهم ألكبسي والذي كان قائد اتجاه قعطبة وهو قديم من ضباط الأمم فرصة بان نشجع الجنوبيين وسوف يخلقون فوضة من اجل تخفيف الضغط على الجمهورية وقدم المقترح إلى المصريين وساندوا المقترح وتم فيما بعد تأسيس جبهة لتحرير جنوب اليمن المحتل أي بعد ما يسمى ثورة 14 أكتوبر التي كانت بالصدفة وليس مخططة.
أهداف ثورة 14 أكتوبر تم إعلانها في 1966
حادث 14 أكتوبر لم يكون مخطط ولا محدد وكان عارض واستقل الحدث اليمنيين وشجعوا الجنوبيين العرب على الاستمرار في ما يسمى بالثورة وحذر الجنوبيين العرب بكل فئاتهم إن هذة فوضة وليست ثورة وان قرار الاستقلال محدد وسوف تنسحب بريطاني بدون قتال وأصدر عبد رحمان جرجرة كتاب ارضي الطيبة وقال لماذا نقتل النفس التي حرم الله قتلها ولماذا نحرق الزرع الذي غرسنها بأيدينا وتم إعلان أهداف الثورة في عام 1966م بعد إن تشجعت وتوسعت بشكل غير مخطط وبعم الاستخبارات اليمنية والمصرية.
الأهداف ثورة 14 أكتوبر هي:
1- النضال ضد الاستعمار البريطاني والحكم الانجلوا سلاطيني
2- النضال ضد السلاطين والمشايخ والأمراء وعملاء الاستعمار من العهد البائد
3- النضال ضدا كبار الضباط في الجيش والأمن والجهاز الإداري المدني
4- النضال من اجل وحدة الشعب اليمني
5- النضال ضد الإقطاع والقبيلة والكهنوت
6- النضال ضد الدولة الانفصالية اتحاد الجنوب العربي
إنجازات ثورة 14 أكتوبر
حققت ثورة 14 أكتوبر الإنجازات الهامة التي رسمها اليمنيين في صنعاء وهي:
1- إلغاء استقلال الجنوب العربي ودولته المركزية والحكومات المحلية
2- انشأ جمهورية يمنية على ارض الجنوب العربي اسمها اليمن الديموقراطي
3- وطنت المهاجرين اليمنيين وسلمتهم إدارة الدولة
4- اصدرة قرار بان الأرض والبر والبحر ملك للدولة اليمنية الجديدة
5- غيرت هوية الجنوب العربي من قطر مستقل إلى جزء وشطر من اليمن
6- أممت وصادرة كل الممتلكات للجنوبيين العرب
7- صفت عن طريق القتل والسحل والنفي وبالترغيب والترهيب كل روح جنوبية عربية
8- رسخت الثقافة اليمنية وزورت التاريخ من عربي إلى يمني
9- مسخت الولاء والعزة والكرامة عند الجنوبيين العرب لهويتهم ويمننتهم
10- ضمت الجنوب العربي إلى اليمن وفقا لأهداف الإمام اليمني وإطماعه
11- مسحت هوية وارض وشعب ودولة من على الوجود ولم يحدث مثلها قط في التاريخ
12- كان مخطط إن يتم تسليم الجنوب العربي إلى اليمن في 30 نوفمبر 1967م ولكن مقاومتهم أخرت التسليم إلى 22 مايو 1990م بعد إن تمت التصفية طول الفترة التي حكمتها الجمهورية اليمنية الديموقراطية
13- الاجتياح العسكري الذي تم في عام 1994م كان حصيلة حاصل لأهداف الثورة 14 أكتوبر ولكن الثوار يخفون الحقائق على شعب الجنوب العربي وكان الواجب عليهم إظهارها ولكن خوفهم من اليمنيين هو الذي جعلهم ضعفا أو ضعف من الضعفاء.
احتفال الضحية بيوم تضحيته
لم يحدث في شعوب العالم إن يخرج شعب في العالم بالاحتفال في اليوم الذي هو يوم الجريمة المرتكبة في حقه وسيادته وهذا ما يحزن الجميع من أصدقاء الجنوب العربي فقال رئيس الوفد البريطاني في محادثات جنيف اقعشرر بدني عند ما شاهدت مجموعة من الإحداث يطلبون بتغير هويتهم إلى هوية دولة أخرى مجاورة لها إطماع في احتلالهم وهذا متحدث إن خرج الشعب الجنوبي العربي بعد قيادته بالتظاهر من اجل إعلان دولة يمنية على أرضة أسوا بكثير من الاستعمار البريطاني ومن اجل تأميم ممتلكاته ومصادرة أرضه وتخفيض مرتباته والاحتفال بكل حادث يتم فيه تصفية مجموعة من قياداته وكذا الاحتفال في ضم أرضه إلى اليمن واليوم وهو محتل ومنهوب ومسلوب الإرادة وطول 46 عام قتل وسجن وسحل ونفي وهو يخرج يحتفل بثورة أهل اليمن الاكتوبرية.
هل ثورة 14 أكتوبر يمنية أو جنوبية عربية
الكتاب يبان من عنوانه حيث لثورة 14 أكتوبر إنجازاتها الواضحة وهي تصب لصالح كل اليمنيين حيث سلمتهم ارض الجنوب لعربي مثل أرضهم اليمن ثلاث مرات وهجرت المواطنين الأصلين إلى مختلف دول العالم وأصبحوا أبناء الجنوب العربي بدون هوية وهنا نطلب من كل الإخوة الجنوبيين العرب الذين يفتخرون بثورة 14 أكتوبر اليمن ولوليدة لثورة 26 سبتمبر اليمنية ألام ماهي الإنجازات التي حققتها لشعب الجنوب العربي ؟؟؟؟؟
مع تحياتي
البحر العربي
9.10. 2009م

اسد الشرق الخليفي 2011-09-04 02:40 PM



بقلم : عاشق الدار

من 67 وحتى 94
حقائق للتاريخ...



الجزء الأول



اليمن والحقيقة التاريخية



اليمن هو اسم جهوي يطلقه العرب على جهة الجنوب كما يطلق اسم شام على جهة الشمال في أي منطقة كانت وليس في منطقة محددة بذاتها فماليزيا على سبيل المثال تسمى يمن للشخص الذي في تايلاند وهكذا ولم يكن ( اليمن ) أسم لدولة، ويقال في بعض كتب التاريخ أن الأحباش أطلقوه على تلك البقعة في جنوب الجزيرة العربية
ليتخلصوا من اسمها السبئي الذي كان يوصف بأرض سبأ وشعب سبأ كما جاء في القرآن الكريم، ولا ننسى إن في اليمن نفسها ارض أسمها شام وينسب إليها قاتهم الشامي
ومنذ الاحتلال الحبشي لتلك البقعة فقد استمرت ارض سبأ تحمل ذلك المسمى الجهوي الذي تناسب مع رغبات المحتلين من أحباش وفرس.
وبهذا فهو لم يكن اسما تاريخيا عرفته الممالك الأصيلة الحاكمة في شبة الجزيرة العربية وليس اسما تاريخيا ذكرته النقوش التاريخية لذا لم يجرأ اليمنيين على كشف تاريخ التسمية وأصلها أو الدخول في نقاش حول ذلك لعلمهم علم اليقين أن ذلك سيفضح المؤامرة و سيجرهم إلى الكذبة التاريخية التي سوقوا وروجوا لها ولا يزالون.
كان الحكم بعد الإسلام للأمة الزيديه الفارسية وهو امتداد لحكم دولة الفرس التي حكمت( اليمن ) بعد خروج الأحباش والى أن جاء الإسلام وتغير وجه الدولة.
وعند تفتت الدولة الإسلامية عاد فرس اليمن إلى الواجهة ليتربعوا على عرش سلطة اليمن ويستعيدوا عرش وهرز الديلمي وبأذان الفارسي وتسلموا زمام الحكم الذي يعتبرونه حقاً مكتسباً لهم ( عمدته دمائهم التي سالت لإخراج الأحباش ) وهذا المبدأ الفارسي لم يتغير حتى اليوم ونسمعه يردد على السنة الأحفاد وعلى رأسهم علي عبد الله صالح وعبد الله بن حسين الأحمر والزنداني وغيرهم
لم يتغير الوضع الجغرافي في اليمن ولم تتغير العقلية ولم تتغير الجينات الفارسية في الأحفاد رغم مر السنين ورغم ما تم من تهجين، وما تغير فقط على مر العصور هو الأنظمة السياسية فمن والٍ لكسرى انوشروان إلى حكم ملكي ديني إلى (جمهوراثي) ليبرالي إلى ( ديموقراطي) وذلك حسب المتغيرات والظروف ومتطلبات المراحل والسياسات الإقليمية والدولية أما العقلية والأهداف والأطماع فهي واحدة لن تتغير ابدآ،
فقد تغير نظام الولاية الفارسية المباشرة بظهور الإسلام لتعود ولاية فارس ولكن بحكم إمامي بعد انهيار الدولة الإسلامية ثم تحول نظام الحكم عبر انقلاب 26 سبتمبر الذي غير نظام الحكم (المعلن) في اليمن بدعم مِمَّن لهم أطماع في المنطقة كجمال عبد الناصر الذي قاد خدم القصر ألإمامي و أشرف على تربيتهم وتدريبهم في مصر ليكونوا عيونا وجواسيس داخل القصر ومن ثم أرسل لهم الجيوش المصرية لتعينهم على الانقلاب وتسليمهم زمام الحكم وهذا ما حصل بالفعل.
بعد الإطاحة بالإمام نصب عبد الناصر السلال كرئيساً للجمهورية العربية اليمنية وكان يتلقى تعليماته مباشرة من رئيس الاستخبارات المصري في صنعاء ومن خالف أوامره يتم إرساله إلى مصر وهناك يتم سجنه وتأديبه وهذه الحقائق يعلمها الجميع وقد بثت على قناة الجزيرة من أفواه (الثوار ) أنفسهم الذي ذكر احدهم انه في مرة من المرات تم حبس أكثر من 10 من وزراء حكومة السلال في سجن خاص داخل قصر عابدين بمصر. وكذلك من خلال قيادات مصرية شاركت في الانقلاب.
وبحكم أن هؤلاء الفرس اليمنيين توارثوا الأساطير والقصص التي أرخَّها لهم أجدادهم سواً كان جدهم الأكبر كسرى أنوشروان أو وهرز الديلمي قائدهم الذي ساقهم إلى ارض جزيرة العرب هذه الأساطير التي تقول أن حدود اليمن تمتد شمالاً إلى الطائف وشرقاً إلى الخليج العربي ولو كان يحدهم البر الإفريقي مباشرةً من جهة الغرب لأدخلوا في حدودهم الأسطورية ارض الحبشة وليس بعيد أجزاء من السودان و تشاد لو لم يجعل الله بينهم بحراً.



ثورات الجنوب العربي ضد الإنجليز



كانت بريطانيا في تلك الفترة تحتل الجنوب العربي ومنها حضرموت التي تشكل قرابة أل 85 % من مساحة المنطقة.
وكانت بريطانيا تعاني معاناة شديدة في كل مناطق الجنوب من قبل القبائل حيث لم تكن هناك ثورات مسلحة منظمة فعلياَ, فعلى سبيل المثال في عدن كان بعض الثوار يحاربون الإنجليز حرب عصابات بعمليات الكر والفر كذلك في الضالع وأبين كما كانت قبائل حضرموت تخوض حروبا أيضا مع الإنجليز في عدة مناطق قبلية مما أدى إلى قصف مناطق قبلية كثيرة بالطيران حتى أن بريطانيا شرعت في بناء مطار حربي في المنطقة الواقعة بين المكلا ودوعن ولا تزال أثار التجهيز لذلك المطار ظاهرة حتى يومنا هذا وذلك في أكوام الحجارة الذي يمتد لمساحات كبيرة في طريق دوعن المكلا القِبلية
لذا وبعد كل هذه المعاناة مع كل مناطق الجنوب العربي وتزايد خسائر البريطانيين في كل مناطق الجنوب
وعلى ضوء كل تلك الأحداث بدأ السياسيين في مناطق الجنوب في توحيد الصفوف وتشكيل إتحاد الجنوب العربي رضخت بريطانيا مجبرة وجلست مع ممثلي الإتحاد ووقعت اتفاقية خروج البريطانيين من أراضي الجنوب العربي في الأمم المتحدة والتي وقعها عن إتحاد الجنوب العربي المغفور له إنشاء الله المرحوم شيخان الحِبشي والتي تنص على تسليم السلطة لقيادات إتحاد الجنوب العربي ودفع تعويضات عن سنوات الاستعمار ولو قدر لتلك الدولة رؤية النار لكانت بإذن الله أقوى دول الجزيرة العربية بل والعالم العربي على الإطلاق اقتصاديا وعسكريا وثقافيا وغير ذلك.
كانت بريطانيا مجبره على ذلك بعد أن فشلت في استمالة بعض قيادات إتحاد الجنوب لتنفرد بهم وتوقع معهم اتفاق الاستقلال بطريقتها وبدون دفع تعويضات. ولكن جهودها ومحاولاتها لم تفلح.
لذا وجدوا ضالتهم في الأطماع والأساطير اليمنية والناصرية رغم العداء بينهم وبين عبد الناصر فكونوا ثلاثياً ضد إتحاد الجنوب العربي.
ليتملصوا من اتفاقاتهم الأممية.
وبدأوا بتشكيل جبهة جمعوا أشخاصها من عدة أطياف سياسية ضائعة وقبلية جائعة وجاهلة لحقوقها وقد كانت اليمن تجهز لذلك من قبل بتوظيفها لجنوبيين وعلى رأسهم قحطان الشعبي الذي تم تعيينه سكرتيرا ثم مستشاراً في مكتب السلال في الجمهورية العربية اليمنية بصنعاء وقام هو ومجموعته بجمع مجموعة كافية من نفس الطينة لتنفيذ المخطط.
فقام البريطانيين بتوقيع اتفاقية مع أولئك العملاء في سويسرا على أن تقوم بتسليمهم حكم الجنوب كحكام شرعيين بدلاً من إتحاد الجنوب الممثل الشرعي الحقيقي للجنوب العربي وبدون أي تعويضات.
ولكن لن تستطيع بريطانيا التملص من اتفاقها الدولي الرسمي الذي وقعته مع اتحاد الجنوب العربي في الأمم المتحدة إلا بخلق واقع جديد على الأرض
لذا قامت بتسليحهم ودعمهم بالاتفاق مع الجمهورية العربية اليمنية
التي لديها أيضا اتفاق أخر مع حركة قحطان وأول شروط ذلك الاتفاق كان تسمية الجنوب العربي ( بالجنوب اليمني ) واعتباره شطراً وضمه مباشرة إلى الجمهورية العربية اليمنية بعد استلام السلطة من الإنجليز.
تم فعلاً دعم تلك الجبهة الملفقة وأقحمت ظاهرياً في حرب مع قوات إتحاد الجنوب العربي وانتصرت عن طريق الدعم الذي حظيت به من الإنجليز واليمنيين وعبد الناصر وحتى الاتحاد السوفيتي أيضا كان له مخططه في ذلك
استلم هؤلاء السلطة من الانجليز وتخلت بريطانيا عن اتفاقيتها في الأمم المتحدة بعد خلق هذا الواقع الجديد على الأرض
وعلى قحطان وشلته البدء في تنفيذ اتفاقياتهم مع اليمنيين وفعلاً تم ذلك ولأول مرة في التاريخ سمي الجنوب العربي (اليمن الجنوبي ) ولأول مرة في التاريخ أطلق على الجنوب العربي مسمى ( الشطر) وكان المفترض وحسب المخطط والاتفاق اليمني أن يتم ضم الشطر الجنوبي كما أطلقوا عليه إلى اليمن الشمالي الذي سمي كذلك بعد أن أصبح له جنوباَ !!
وذلك بعد شهرين على الأقل من تنصيب حكومة قحطان.



فشل خطة اليمنيين في ضم الجنوب العربي بعد تسليم الانجليز السلطة لعملائهم


كان في عدن مجموعة من الشباب اليمني من مناطق الحجرية بالذات
وعلى رأسهم عبد الفتاح إسماعيل ومحسن الشر جبي وسعيد نعمان وغيرهم وكان هؤلاء يعملون من الجنوب العربي ومن عدن بالذات لدعم عناصر حجريه بداخل اليمن للانقلاب على الحكم ألإمامي الزيدي في اليمن
ولكن بعد انقلاب سبتمبر لم تعد لديهم منطقية في قضيتهم المعلنة !!! حيث أن قضيتهم الأساسية ليس إسقاط الحكم ألإمامي فحسب بل إسقاط السيطرة الزيديه لذا أعادوا حساباتهم، فالحكم قد تحول إلى جمهوري وكان مدعوماً بشعارات عربيه قومية ولا منطقية في استمرار حركتهم بصورتها السابقة.
لذا تغيرت الإستراتيجية لديهم وانضموا لما يسمى الجبهة القومية تحت عباءة القومجيه خصوصا إنهم وجدوا ضالتهم في تبني هذه الجبهة لنظرية يمننة الجنوب العربي، رغم رفضهم الغير معلن لضم الجنوب العربي مباشرة لليمن بعد انتصار الجبهة لحكومة السلال، لأن في ذلك استمرارية لحكم الزيود والسيطرة المطلقة على الحجريين حتى ولو بشكل حكم جمهوري
ولكن ليس لديهم إلا السير مع ذلك الركب وتلك الموجة والتخطيط للانقلاب عليها في الوقت المناسب حيث سيكونوا حينها شرعيين طالما وهم في ( يمن جنوبي ) بعد إقرار التسمية وليس في دولة إتحاد الجنوب العربي الذي لو تم له رؤية النور لكانوا مواطنين عرب يقيمون في هذه الدولة الوليدة
وبالفعل جهزوا خططهم لذلك وتحالفوا مع بعض القوى في الجبهة القومية لرفض عملية تسليم الجنوب بتلك الصورة السلالية القحطانية
وقبل البدء في ضم الشطر الجنوبي إلى الشمالي حسب المؤامرة وتسليمه للزيود الذي يعتبر نهاية قضية الحركة الحجرية.
قام جناح عبد الفتاح ومناصريه من الجنوبيين
بالانقلاب على قحطان ومناصريه وذلك عبر شحن أنصار قحطان المهمين من العسكريين خصوصا في طائره وتفجيرهم في الجو وتمت الإطاحة بقحطان وإيداعه السجن في منطقة قولد مور حتى الموت .
لا لعدم الرغبة في ضم الجنوب العربي لليمن فهذا حلم كل يمني ( زيدي كان أم حجري) بل لفرض شروط حجريه على نظام الحكم الزيدي حيث يعتبر الحجريين أنهم هم أصحاب الحق في استلام السلطة واستمرار السلطة بيد القبيلة الزيديه يعني أنهم سيظلون كما هم مواطنين من الدرجة الثانية والثالثة كما هو الحال مستمر حتى الآن
لذلك حولوا الإستراتيجية من ضم إلى ( وحدة ) بين الحجريين والزيود مقابل تسليم الجنوب العربي وضمه لليمن.


بقلم
عاشق الدار





الكازمي 2011-09-05 02:16 AM

ثورة إكتوبر بالنسبه لنا نحن الجنوبيين الذين خلقنا بعد نكبتها نعتبرها ثورة قضت على اصلنا:
ونعتبر كل من شارك فيها مجرم!
حتّى وإن كانت نواياه سليمه!
تبّا لمن رضي في محاربة هويته وتبّآ لمن كان ساهرآ (عسكورآ) جنوبيّآ لحماية الوافدين الحجريين الذين قضو على كل شيء
جميل جنوبي وقضو على الهويه والرجال الأبطال الذين رفضو مؤآمراتهم!
بالرغم إنهم وافدين للمعيشه في بلادنا فقط!ّ
ونستهل هذه الفرصه بعد توقيفنا في هذا المنتدى الذي نحترمه!
لماذا قتل عنتر ؟
ولماذا حجب قحطان محمد الشعبي ؟
ولماذا قتل فيصل عبد اللطيف الشعبي؟
لماذا قتل سالمين؟
لماذا قتلو انزه الرجال في طائرة الغدر؟
لماذا قتل مطيع؟
لماذا قتل حسين قماطه؟
لماذا قتل العبد جاعم صالح؟
لماذا قتل علي سالم الأعور؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الم يكن ذلك بخطط من اتو للمعيشه وهم اجانب من اليمن (الحجريين)؟؟؟؟؟؟؟
وللعلم إن الوافدين للمعيشه هم من يأمر بالقتل ولازم ان يكون القاتل جنوبي لكي لاتوجّه لهم اصابع لتّهام!
فالشهيد البطل ثعلب الجزيره مطيع وحسين قماطه قتلهم السييلي.لحجّة إنهم مدعومين من العيسائي!لحاولة إنقلاب!
والذئب الأحمر الذي لم يبني لوالدته خزانه بيتآ قتله علي شايع هادي!
ومن اصر واعاد الممثّل في مسرح البريقاء لحكم الجنوب العربي هو علي عنتر الأمّي الذي اليوم يعمل نجله قايد لواء فخري مع ولد العفاش الذي يحتل الجنوب العربي!وإسمه جهاد!
فلماذا يتم حجبنا ونحن جنوبيين عرب اصل وفصل ولن يتحرر الجنوب العربي إلاّ بلحمتنا؟؟
فعيب اخي بن شايف المناضل الفذ أن تمارس علينا هذه الأساليب!
فعلينا تبيان الحقيقه لكي لانقع فيما وقع له الذين عاشو تلك المرحله!

اسد الشرق الخليفي 2011-09-05 06:37 PM

لا مصيبة أعظم من الجهل بتاريخكم يا أبناء الجنوب العربي



في عام 1948م قدمت بريطانيا كشف بالمستعمرات إلى الأمم المتحدة وفي الكشف شعب الجنوب العربي وقررت الأمم المتحدة قرار بشان استقلال الجنوب العربي في 1963م ومن الدول التي امتنعت عن التصويت على الاستقلال اليمن وقامت في استقلال مجموعة من الإحداث من الجنوبيين العرب كانوا موظفين في الحكومة اليمنية صنعاء وقاموا بتفجير ثورة ضد شعب وارض ودولة وسيادة الجنوب العربي وذلك بهدف عرقلة إجراءات الاستقلال في 2. 8 . 1968م وان الأعمال الإجرامية التي ارتكبتها الجبهة القومية كانت ضد شعب الجنوب العربي حيث قامت في التالي:
1- تغير اسم الجنوب العربي القطر المستقل ذات الهوية المستقلة إلى جنوب اليمن أو الشطر الجنوبي من اليمن إي جزء من قطر اسمه اليمن.
2- في 24 نوفمبر 1967م لم تسلم بريطانيا وثيقة الاستقلال في جنيف وما تم هو عقد نقاط اتفاق بين بريطانيا والجبهة القومية حول استقلال الجنوب العربي وليس وثيقة استقلال الجنوب العربي وقامت الجبهة القومية بإعلان دولة يمنية على ارض الجنوب العربي اسمها جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية بدون موافقة الشعب.
3- تم تعديل الاسم إلى جمهورية اليمن الديموقراطية في عام 1971م وهنا عليكم إن تعرفون بأنها لم تكون دولة لأبناء الجنوب العربي ولم تمثلهم ولكن كانت دولة يمنية من اليوم الأول وهي تعمل من اجل وحدة اليمن لأنه من يومها والجنوب العربي شعب وارض أصبح جزء من اليمن وليس قطر مستقل مثله مثل الأقطار العربية المستقلة.
4- تم إعلان قرار في 30 نوفمبر 1967م بان القيادة الشرعية الوحيدة لجمهورية اليمن هي القيادة العامة للجبهة القومية والتي تم تغيرها فيما بعد إلى المكتب السياسي للحزب الاشتراكي اليمني وكانت القيادة الرسمية بيده وليس بيد الرئيس للجمهورية.
5- عند إعلان المجلس التأسيسي للجمهورية العربية اليمنية في صنعاء في عام 1968م تم تحديد 64 مقعد في المجلس التأسيسي للشطر الجنوبي من اليمن وطلب يحيى جقمان من مسورة بان على الرئيس قحطان الشعبي إن يعين 64 ممثل للشطر الجنوبي في المجلس التأسيسي ويرسلهم إلى صنعاء.
6- قام شعب الجنوب العربي بمقاومة باسلة ضد جمهورية اليمن الديموقراطية الشعبية ورفض الهوية اليمنية وراح ضحيتها خيرت رجالات الدولة والجيش والبوليس ورجال الدين والتجار والسياسة والشخصيات الاجتماعية طول فترت تسلط جمهورية اليمن الديموقراطية 22 عام وخمسه اشهر و21 يوماً.
7- قامت جمهورية اليمن الديموقراطية بتأسيس نظام شيوعي اشتراكي ماركسي وكان الهدف منه تشويه سمعت شعب الجنوب العربي في الجزيرة العربية والعالم العربي والإسلامي والعالم الحر.
8- قامت بإجراءات بهدف ضرب قدرات شعب الجنوب العربي على المقاومة منها مصادرة الأرض من المهرة إلى باب المندب وان تكون ملك الدولة والمصادرة والتأميم ومنع الملكية الخاصة والبناء والتعمير حتى الفلاحين والصيادين حرموا من الإنتاج والعمل.
9- دمروا الأنظمة الإدارية والعسكرية والقضائية والقوانين وشكلوا جيش شعبي وقوات شعبية وحرس شعبي ومليشيات شعبية ولجان الدفاع الشعبي واتحادا نساء وعمال وفلاحين وصيادين وأدبا وفن باسم اليمن.
10- كانت الدولة تمشي بأوامر الحزب ومنظماته القاعدية في المدينة والريف في الأجهزة المدنية والعسكرية وكان الشعار لا صوت يعلوا فوق صوت الحزب وعند ما يعارض أي كانوا قرارات الحزب يتم إعدامهم بقرار حزبي وليس قضائي وتم إعدام السلاطين والمشايخ وضباط الجيش والشرطة ورئيس الوزراء فيصل عبد الطيف والرئيس سالم ربيع علي ومطيع وجاعم والميسري والضالعي والحسني ولعور وراشد والبيشي وعلي عبد العليم والصديق وقوافل من خيرات أبناء شعب الجنوب العربي بقرار المكتب السيايسي.
11- توطين اليمنيين المهاجرين غير الشرعيين وأصبحوا هم الحاكمين والناهين وما بقي من الجنوبيين العرب إلا اشباح يأتمرون بأمرهم لا حول لهم ولا قوة.
12- أصدروا قانون الأسرة منعوا فيه الزواج من ثانية وكان الهدف منه منع زيادة عدد السكان للجنوبيين العرب وكذا نشر الفحشاء بين صفوف السكان وكان إذا تزوجت تحاكم ولكن إن تماس الزناء عن طريق الصداقة مسموح واليمنيين يذهبون إلى تعز ويعقدون عقد الزواج وأرسلوها إلى عدن وقالوا هذة ثائرة تم طردها من النظام في صنعاء ويتم تسكينها من قبل الدولة ويحضر زوجها إلى منزلها بدون أي رقابة.
13- تحرير المرآة كان الهدف منه توظيف اليمنيات وكان ما يقارب 100 ألف موظفة من النساء غالبيتهم أي 90 في المئة من اليمنيات من جنوب اليمن تعز والحديدة وأب واقل من خمسة في المئة من الجنوبيات العربيات.
14- كانت القيادة المكتب السياسي واللجنة المركزية وقيادات الأمن والقضاء والاستخبارات والمنظمات الجماهيرية في يد أهل اليمن المستوطنين وكذا بيد الأحزاب اليمنية حوشي والجبهة الوطنية وكان لا يحق الاعتراض على تصرفاتهم لأنهم دولة داخل دولة.
15- كان عند ترشيح أي جنوبي عربي في أجهزت الدولة والحزب وأي وظيفة أخرى من الضروري إن يكون يمني ومتيمنن ومزايد على حب اليمن أكثر من اليمنيين ما لم فمصيره الموت لأنه ضد وحدة اليمن التي أصبحت أمر مقدس.
16- كل القوانين التي صدرت كانت تهدف إلى التضييق على شعب الجنوب العربي ونزع الولاء والغيرة على هوية شعب الجنوب العربي وتعزيز الولاء لليمن بالترغيب والترهيب والوعد والوعيد حيث فككوا كل الروابط الإنسانية الحميدة وغرسوا روح الصعلكة وعدم ألوفا للإنسان والأسرة والمجتمع.
الحلول والمخارج إلى طريق السلام
قبل الحديث عن ظلم أو اضطهاد أو استعمار أو نضال أو قتال يقع على كل الجنوبيين العرب من رجال سياسة ودين وتجار وشخصيات اجتماعية رجال ونساء شباب وشيوخ إن يخلصون أنفسهم من وباء مزمن أصاب الجميع بدون استثناء وهذا المرض هو ثقافة اليمننة والديموقراطية والاشتراكية المزيفة التي استعمرت العقول والعواطف والقلوب.
والعودة إلى ترسيخ وتعزيز هوية الجنوب العربي واثبات للعالم بأنكم شعب جنوبي عربي وليس جزء من اليمن بأنكم ارض الجنوب العربي وليس شطر من ارض اليمن بأنكم دولة الجنوب العربي وليس دولة اليمن الديمقراطي بأنكم هوية الجنوب العربي وان جمهورية اليمن الديموقراطي هي دولة يمنية انتهت والى غير رجعة وإنكم تناضلون من اجل استقلال الجنوب العربي من الاستعمار اليمني الأجنبي وليس حراك داخلي في إطار اليمن إن اسم اليمن هو السرطان والداء القاتل وان اسم الجنوب العربي هو الدواء والصحة والكرامة والعزة والشموخ.
لا تجرون بعد الوهم اليمن الديموقراطي فالأستاذ علي ناصر خرج في عام 1986م وهو إلى اليوم يعتبر نفسه الرئيس الشرعي لجمهورية اليمن الديموقراطية الشعبية والأمين العام للحزب الاشتراكي والأستاذ حيدر العطاس يعتبر نفسه الرئيس الشرعي لجمهورية اليمن الديموقراطية الشعبية إلى عام 1990م وان الأستاذ البيض تطاول علية ووقع ما يسمى باتفاقية الوحدة بدون علمه والأستاذ البيض يعتبر نفسه الرئيس الشرعي لجمهورية اليمن الديموقراطي التي أعلنها في 21 مايو 1994م والأمين العام الشرعي للحزب الاشتراكي اليمني وان الوحدة كانت على صح ولكن الذي خلف العهد هو الرئيس علي عبدا لله صالح.
الطريق الصواب والسليم التي تخرجكم إلى بر الأمان هو الجنوب العربي هوية شعب ارض دولة سيادة ونضال تحت رايته وعلمه لان اليمن لأهلها ولا يستجيب لليمن غير أهله قولوا للعالم بان نحن شعب الجنوب العربي وان اليمن احتلال أجنبي وان الجهل بالقوانين الدولية وقوانين ألعبة السياسية لا ينفع أو ينقذ المقفلين بها لا يعقل بان تقول أنا يمني وأريد تقسيم اليمن و أنت مربوط بهوية ودولة وشعب وهوية وارض اسمها اليمن وتريد فك الارتباط منها وتعيدها يمنان لان اليمن واحد وفقا والقانون الدولي ولا لماذا تمت الوحدة مع اليمن وليس مع عمان أو السعودية وهم جيران مثلهم مثل اليمن وهم اقرب للجنوبيين العرب لأنهم عرب وديننا ودينهم واحد هو الشافعية بالإسلام.

إذا تريد السيطرة على شعب جهله تاريخه وهذا ما مار ستة جمهورية اليمن الديموقراطية الشعبية خلال فترة 22 عام وخمسة اشهر و21 يوماً حكمها للجنوب العربي



مع تحياتي
البحر العربي






الـعـولـقـي 2011-09-06 01:39 AM

الى متى ونحن ندور في كل مايعمق خلافاتنا ويهدد اتحاد الشعب الجنوب الابي

علينا الاهتمام بالمستقبل وتوحيد صفوف الحراك المبعثره
هذا هو الاهم سواء كانت 14 اكتوبر بطوله او جريمه معاد معنا الا الحاصل

اليوم ليس الامس ونحن شباب اليوم والمستقبل امامنا لجمع الكلمه وتوحيد الصفوف
من اجل وطننا الجنوب العربي لنيل حريته واستقلاله ورحيل الاحتلال الزيدي المتخفي خلف الشعارات الكاذبه الوحدويه والقوميه

اسد الشرق الخليفي 2011-09-06 11:36 PM




بقلم د. عادل باشراحيل


لجزء الاول - تاريخ الجنوب 1958-1990-1994م‎



لا شك أن كل من قرأ الاجزاء السابقة (1-2-3 ) سوف يدرك أنني قد استهليت مضمونهما عن المراحل والارهاصات النضالية والسياسية التاريخية وغيرها من الاحداث والتداعيات التي طرأت آبان تلك الفترة بشكل عام عن الجنوب بصفة خاصة قبل وبعد الاستقلال وعن الجمهورية العربية اليمنية بصفة عامة وبهذا الجزء الاخير من مقالي سوف اركز فحوى ومضمون المقال في سرد وتوضيح حقائق ومعلومات هامة وخطيرة عن الاحداث والوقائع التي عايشناها ولمسناه في تاريخ العمل السياسي والنضالي والكفاح المسلح في الجنوب قبل وبعد الاستقلال (1963-1989 م ) وحتى يوم تحقيق الوحدة اليمنية بالارادة الجنوبية المطلقة 22/5/1990م حتى يعي ويعلم وتدرك الاجيال الحالية وليدة ما بعد الاستقلال وما بعد الوحدة وايضا للاجيال الجنوبية القادمة وكنت ولا زلت ارجو وأتعشم من القيادة الجنوبية التاريخية الباقية والتي لا تزال على قيد الحياة ( الرئيسان علي ناصر محمد وعلي سالم البيض ودولة حيدر العطاس والآخوة الاعزاء الجنوببين سالم صالح وفضل محسن ومحمد علي أحمد واحمد مساعد حسين والبطاني ومدحي وياسين سعيد نعمان ومقبل والاخرين من لم يحضرني ذكر اسمه الان ) أنني اطالبهم بأسم الجنوب .. جنوبنا الحبيب وطننا الغالي الذي ولدنا فيه .. تربينا فيه .. تعلمنا فيه .. ترعرعنا فيه .. في ربوع الجنوب .. وخاصة مدينة عدن العاصمة التاريخية للجنوب .. أطالبهم وانأشدهم الخروج من الصمت .. الخروج من الخوف .. الخروج بشجاعة وجرأة لقول الحق والحقيقة لسرد التاريخ منذ الكفاح المسلح وقبل وبعد الاستقلال 1967م في الجنوب .. انها أمانة الاجيال الجنوبية في اعناقكم .. الاجيال هم ابنائنا اليوم واحفادنا القادمين من الاجيال الجنوبية الوليدة .. يجب أن تعرف تاريخ جنوبها بكل مصداقية وامانة .. لماذا الخوف ولماذا التردد .. مطلوب نشر مذكرات .. او البوح بها في مقابلات ومقالات .. قولوا الحقيقة .. قولوا ماذا حدث ولماذا حدث والاسباب والدوافع .. أنتم شهداء تاريخ وعصر الجنوب منذ قيام حركة القوميين العرب في 1958م وأعلان الكفاح المسلح الجنوبي ضد المستعمر البريطاني وتحقيق الاستقلال .. أنتم المسئولين وشهداء عن التاريخ الجنوبي منذ 1958م وحتى 1989م . ثقتي في استجابتكم الايجابية فلم يعد للعمر بقية .. وعلينا أن نختم الاعمال بصالح الاعمال والحسنات في براءة الذمة والامانة أمام اولادنا واجيالنا .. قبل فوات الامان وندفن بالتراب وغدا نقابل الرب . ونحن نترقب منكم خيرا بشأن التاريخ الجنوبي عاجلا غير آجل .
( أحب أن أشير لمعلومة هامة للجميع أن الاخ سامي كليب – معد ومقدم برنامج الملف في قناة الجزيرة كانت وعدنا منذ فترة بعمل برنامج خاص عن تاريخ الجنوب منذ قبل وبعد الاستقلال 1967م وتحقيق الوحدة 1990م بين الدولتين اليمنية وبعد حرب صيف 94م بين شطري الدولتين وحتى اليوم وهو بصدد تجميع وتجهيز اكبر قدر من المعلومات التاريخية والتواصل مع كبار الشخصيات القيادية الجنوبية في الداخل والخارج لإمكانية مشاركتة بنجاح هذا البرنامج وحضور البعض منهم بصفة شخصية نتمنى من الاستاذ سامي تحقيق هذه المكرمة الطيبة للجنوببين في سرعة الاعداد والبت لهذا البرنامج الجنوبي الجنوبي بإذن الله )


أما فيما يخصني ويعنيني بهذا الحديث التاريخ سوف أتكلم واطرح حقائق ووقائع منها ارتبطنا بها ومنها عشتها ولمستها ومنها ماقالوا لنا ابائنا والرجال القدامى بالجنوب وايضا الكتب الصادرة بهذا الشأن التاريخي الجنوبي وسوف أكون في منتهى الصدق والامانة دون أن أخاف لومة لائم كائن من كان ومن عنده غير ما أقول يتفضل يسرد ويكتب المهم الهدف تحقيق ما نصبو اليه
في توصيل الحقيقة والتاريخ الجنوبي للاجيال الجنوبية كلها الحالية والقادمة .


أنا قلت ولا زلت متمسك بكلامي ومبدأي وقد وضعته عنوان سلسلة حلقاتي لهذا المقال أن بدايتنا كانت غلط وهاهي تنتهي بالغلط على وهذا ينطبق على القاعدة الثابتة التي تنص ( أن بداية الغلط ينتهي بالغلط ) وكلنا الجنوبيين نقر ونعترف أن ممارستنا الماضية كانت خاطئة وارتجالية وحماسية مفرطة وتعبئات سياسية وشخصية غير متجانسة بين الاطراف والاطياف السياسية الجنوبية في الساحة الجنوبية حينها ولهذا جميعنا كنا على خطاء نمارس الخطاء بعماء وللاسف فقد ارتكبنا خطاء تلو الخطاء والجريمة تلو الجريمة والغلط تلو الغلط وولا ندري حقيقة كيف نبرر للاجيال الاسباب والدوافع التي جعلتنا عميا وصما وبكم في ممارسة هذه الاخطاء والغلطات البشعة منذ مباشرة العمل السياسي والنضال التحرري فور قيام حركة القوميين العرب في الكويت العام 1958م وانبثاق عنها حركات التحرر العربية عن كل دولة عربية كانت ترضخ تحت الاستعمار الاجنبي لغرض الكفاح المسلح وتحرير بلدانها بالسلم أو بالكفاح المسلح والعمل الفدائي وهذا ما حصل في مختلف البلدان العربية ومنها خرجت حركة القومية العرب لابناء اليمن ( الدولة المتوكلية ) قبل الثورة السبتمبرية ممثلة بشخصية سلطان أحمد عمر وعبدالفتاح ومجموعتهم اليمنية وحركة القوميين العرب لإبناء الجنوب العربي المحتل ممثلة بالاخوة قحطان الشعبي – فيصل الشعبي - علي ناصر محمد – علي سالم البيض – حيدر العطاس – سيف الضالعي – العولقي – مطيع – هيثم –سالمين – عنتر - وغيرهم من المناضلين التحررين الجنوببين الذي لا يحضرني ذكر اسماؤهم الان منهم من لا يزال حي يرزق ومنهم من استشهد أو توفى يرحمهم الله جميعا . ونحن في سرد بداية ظهور وبروز حركة القوميين العرب يجدر بنا الاشارة إلى أن هناك كانت توجد من قبل في الساحة السياسية الجنوبية أطياف سياسية اخرى تناضل من أجل تحرير الجنوب والمتثلة في : رابطة أبناء الجنوب التي تأسست في حقبة الاربعينات من القرن الماضي ( 1940-1944 ) بقيادة الآب الروحي للرابطة الشيخ محمد علي الجفري - شيخان الحبشي – الصافي – وغيرهم من الرعيل السياسي الجنوبي المناضل الفذ يرحمهم الله كما كانت هناك احزاب سياسية جنوبية ممثلة بحزب الشعب الديمقراطي ( باسندوة والاصنج) - النقابات الست ( حنبله والعولقي ومطيع والاخرين ) - حزب البعث السوري ( انيس حسن يحي وغيره ) - حزب البعث العراقي ( معاوية سعيد سالم وجماعته ) بالإضافة إلى الفدائيين الجنوبين جبهة التحرير وغيرها .



من هذا المنطلق نسرد الاحداث السياسية والنضالية المتتالية والتداعيات التي طرأت ونشبت في الجنوب منذ 1960م وحتى اليوم :-


1) كانت معظم أم كل العناصرالنضالية الجنوبية السياسية والفدائية في الجنوب مرتبطة ارتباطاً روحيا وفكريا برابطة أبناء الجنوب العربي كونها أقدم وأول تيار سياسي جنوبي تم تأسيسة في الجنوب لمناهضة الاحتلال البريطاني والمطالبة بالتحرير والاستقلال وحرية الجنوب العربي لابناء الجنوب وكان مبدأ وشعار النضال والتحرير هو استقلال وحرية الجنوب العربي والتي بزغ فجرها وباشرت نضالها السياسي والفدائي بداية الاربعينات من القرن الماضي واستمرت حتى اواخر الخمسينات ثم خرجت ونتجت منها وبجانبها الاطياف والاحزاب والجبهات السياسية والنضالية الاخرى وتكون العمل السياسي والنضالي في الجنوب العربي ونعتبر هذا نتاج من العمل التحرري الوطني للجنوب طيلة 129 سنة من الاحتلال البريطاني الغاشم للجنوب العربي المحت وتمثلت هذه الاطياف السياسية مما يلي :-


رابطة ابناء الجنوب العربي – الجبهة القومية – جبهة التحرير – الحزب الشعبي الديمقراطي – النقابات الست – البعث السوري – البعث العراقي – وغيرها وإن كان هناك اختلاف في المسميات والالقاب السياسية والنظام الداخلي لكل إطار سياسي إلا أن الهدف والمصير للجميع كان هدفا استراتيجيا واحدا وهو تحرير الجنوب ونيل الاستقلال من المستعمر المحتل البريطاني هذا وقد كان جميع الجنوببين تربطهم روابط الاخوة الجنوبية الحميمة وعلاقات ودية وصداقية تجمعهم في المقايل والمقاهي والندوات والمنتديات وفي كل المناسبات الجنوبية الرسمية والدينية والعائلية وغيرها وكان الجنوب أسرة واحدة تجمعهم المحبة والمودة وحسن العشرة وحسن التعامل المتبادل بينهما وحسن المجورة وتبادل المنافع والمصالح وتجمعهم العادات والتقاليد واللهجة الواحدة وغيرها من الايجابيات والعلاقات السامية التي وللاسف الشديد والمحزن تكاد تكون نادرة اليوم خاصة بعد صيف حرب 1994م وممارسة المحتل اليمني الشمالي ابشع مناهج التهجين والتوطين وخلق وزرع الفتن وتأجيج مواجع الماضي وغيرها من الممارسات الخبيثة التي فرضها في الجنوب ولكن بإذن الله بعد النصر القريب للجنوب وتحريره سوف يعود الجنوب لماضيه الباسم والرائع والجميل بين الاشقاء الجنوببين ومن نخوتنا وعاداتنا وشيمنا الجنوبية التسامح والتصالح والعفو والصفح والمحبة والمودة وهذا ما حدث مؤخراً بين صفوف الحراك الجنوبي السلمي والاطياف السياسية الاخرى الجنوبية في الداخل والخارج وما سوف يحدث في الجنوب بإذن الله بعد التحرير وفك الارتباط وحاليا والحمد لله قادتنا السياسية التاريخية تسعى جاهدة إلى لم الشمل الجنوبي والتصالح والتسامح بين كل الاطراف السياسية الجنوبية
التي كانت بالساحة الجنوبية منذ الستينات من القرن الماضي وحتى اليوم .


2) عندما قامت ثورة 26/9/1962م والانقلاب العسكري داخل القصر على الامام البدر بقيادة عبدالله السلال ( يرحمة الله ) واعلان المبادىء الستة وقيام النظام الجمهوري الجديد في البلاد تحت مسمى الجمهورية العربية اليمنية كان فصائل العمل التحرري القومي اليمني ( جماعة سلطان وفتاح وغيرهم ) لايزالون يعيشون في الجنوب العربي ولم ينطلقوا ولم يغادروا الجنوب كما اخبرونا أنهم جاءؤ وسيعودون لليمن لمواصلة الكفاح والتحرر وعلى الفور في العام التالي 1963م تأسست الجبهة القومية لتحرير الجنوب العربي المحتل في مدينة تعز بدعم ومساعدة من الاشقاء اليمنيين وغادروا الجنوبيين نحو الجنوب لمواصلة نضالهم السياسي والكفاح المسلح ضد المستعمر البريطاني وعلينا أن نؤكد أن اعلان قيام الجبهة القومية في مدينة تعز لا يعني أن الجبهة القومية يمنية الاصل أو تنتمي لليمن أو أن الجنوب ينتمي لليمن أو يربط به كما يدعي المكابرون والمنافقون والداجلون والمضللون للتاريخ الذين لديهم الفكرة السخيفة الكاذبة انهم الاصل ونحن الجنوب الفرع تبا لهم وقبحهم الله حتى التاريخ
لا يسلم من مكرهم وتزويرهم حسبنا الله من كيدهم الخبيث.


3) اندلعت ثورة 14 /10/1963م في الجنوب بقيادة الاب الروحي لهذه الثورة الجنوبية الشيخ لبوزة يرحمة الله واعلان الكفاح المسلح ضد المستعمر بريطانيا نحو التحرير والاستقلال وقد تبنت هذه الثورة الجنوبية في البداية كل الاطياف السياسية الجنوبية حينها بالساحة وايدتها وناصرتها ولكن ظلت الجبهة القومية تلتصق وتقترب من هذه الثورة وتقرها انها خاصة بها وعلى العموم قامت الثورة وبدأ الكفاح المسلح العلني الجنوبي ضد الاستعمار البريطاني وتشكلت الحركات الفدائية والنضالية للكفاح المسلح من قبل كل الجبهات الجنوبية
( التحر والقومية والرابطة وغيره ) ولم يفلح المستعمر البريطاني من السيطرة على الوضع المتأزم بالجنوب والكفاح المسلح الجنوبي في كل شارع وموقع وجبهة وحينها لعبت بريطانيا لعبة المكر والخدع في شراء الذمم والعملاء وتثبيث سياستها الخبيثة الشهيرة ( سياسة فرق تسد ) بين كل الاطراف والجبهات الجنوبية في الساحة النضالية والسياسية وبالفعل نجحت خطة بريطانيا الدنيئة وهذه الخطة هي التي أوصلت الجنوب لما هو عليه منذ نيل الاستقلال وحتى اليوم ونحن نعاني جرمها وخبثها وتركتها الثقيلة في الجنوب
انتقاما من ابناء الجنوب العربي الفعليين بصفة خاصة والزعيم الراحل جمال عبدالناصر يرحمه الله بصفة عامة.
4) اختلف وتنازع رفاق الكفاح المسلح في الساحة الجنوبية انذاك وتفاقم الوضع بينهم نحو الاسواء واستغلت بريطانيا الفرصة بعد ان زرعت الفتن والعملاء والجواسيس لممارسة حركات الغدر والقتل والاغتيالات والالغام المزروعه وغيرها ومدت بريطانيا عملائها بالسلاح والالغام وغيرها لتنفيذ التصفيات الجسدية وخلق مزيد من فتن الدماء بين الاشقاء الجنوببين وللاسف المحزن والمشين كان العناصر اليمنية الدخيلة ( ابناء الجمهورية العربية اليمنية) المتواجدة في الجنوب والمندسة بين صفوف الجبهة القومية هي التي لعب دور التصفيات الجسدية للجنوبيين بدء بالعمودي ثم السلفي والقاضي واولاد المكاوي وسالم عمر وغيرهم من الشهداء ضحايا العناصر العميلة الماكرة اليمنية المتواطئة مع المستعمر البريطاني وهم شلة فتاح ومحسن وسلطان وغيرهم وسبب نكبات ومحنات الجنوب منذ الاستقلال 67م وحتى اليوم نتجرع ما صنعوه وفعلوه من اعمال قبيحة وخبيثة في الجنوب ضد اهل الجنوب الاصليين.
5) سعى الزعيم عبدالناصر يرحمه الله جاهداً ومخلصا للقضية الجنوبية نحو التحرير في أن يلم الشمل الجنوبي السياسي والنضالي في إطار سياسي واحد ضد المستعمر المحتل البريطاني وبالفعل فرض عليهم الدمج الجنوبي لكل الجبهات الجنوبية المناضلة ووقعوا الحاضرون على الدمج كل من المناضلين : قحطان الشعبي وسيف الضالعي وعبدالقوي مكاوي وعبدالله الاصنج واخرين وتشكلت جبهة التحرير الجديدة إلا ان الاطراف اليمنية الدخيلة والمندسة لعباً دوراً خطيرا ودنيئاً ( سلطان وفتاح وشلة الانس اليمنية الدخلية بالجنوب ) وعملت على إلغاء هذا الاتفاق وسموه بالدمج القسري وبالتعاون والتنسيق المسبق والمدعوم من قبل المستعمر البريطاني واشعلت نار الفتنة ودخلوا الاشقاء الجنوببين في حرب أهلية طاحنة وقاتلة والتهبت نيران الحرب الاهلية الجنوبي ضد الجنوبي وصارت بريطانيا تتفرج وتضحك والدخيل اليمني حقق مبتغاه لكي يصفي ويتخلص من العناصر الجنوبية التي كانت ترفض أي وجود أو انخراض اليمنيين في العمل السياسي والنضالي الجنوبي الجنوبي وماعملته شلة فتاح انتقاما غادرا ضد ابناء الجنوب للوصول لما يرمي إليه وماوعدته بريطانيا بتسليم السلطة للجبه القومية التي هم منخرطين
فيها وغير منخرطي في الاطياف السياسية الجنوبية الاخرى .


6) رفض ابناء الجنوب الفعليين الاصليين في كل الجبهات والاطياف السياسية الجنوبية ( جبهة التحرير – ابناء رابطة الجنوب العربي – حزب الشعب الديمقراطي وغيرها ) رفضوا أن ينخرط بين صفوفهم عناصر من ابناء الجمهورية العربية اليمنية بإعتبار أن لا شأن لهم بالجنوب العربي المحتل وبإعتبار أنهم عبارة عن ضيوف ومقييمن مؤقتين في الجنوب جاؤ للعيش أو لمواصلة كفاح التحرير والعودة لوطنهم الاصل الجمهورية العربية اليمنية ولكن خطة التأمر الخبيث المبيت في دمائهم ظلوا في الجنوب واندسوا في صفوف الجبهة القومية وحققوا مبتغاهم وهدفهم واوصلونا لما نحن عليه الان وللاسف المخجل والمحزن والمشين .
وسعت بريطانيا نكاية وانتقاما من الزعيم جمال عبدالناصر الذي كان يدعم جبهة التحرير والرابطة والذي كان يسعى لتوحيد الصف النضالي والسياسي الجنوبي خاصة بعد خطبته الشهيرة التي الفاها اثناء زيارة لمدينة تعز ( الجمهورية العربية اليمنية ) عندما قال الزعيم جمال يرحمه الله كمته الشهير


( على بريطانيا أن تأخذ عصاها وترحل من عدن – الجنوب ) كان ذلك في 1964م وحققت بريطانيا هدفها واشعلت الحرب الاهلية والفتنة بين الجنوببين وبقيادة شلة سلطان وفتاح والاخرين العملاء ونتج عن ذلك استشهاد خيرة الرجال الجنوببين وملاحقة وطرد قسرا
ونزوح وهروب خيرةالرجال و القيادة الجنوبية إلى خارج الوطن الحبيب الجنوب
بدء من 1966-1967-وحتى 1970م ومابعده ايضا .


7) اعلنت بريطانيا أنها سوف تمنح الاستقلال للجنوب وتسلم الجنوب للجبهة القومية في البداية قررت بتاريخ ثم غيرته بتاريخ أخر وأصبح يوم 30/11/1967م وسلمت السلطة للجبهة القومية بقيادة المناضل الجنوبي قحطان الشعبي يرحمه الله وأعلن قيام جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية ( تمت اليمننة كرهاً و قسراولاسباب لازلنا نجهلها كيف تمت الموافقة على يمننة الجنوب العربي من قبل العناصر القيادية الجنوبية في الجبهة القومية ممثلة بقحطان وفيصل وعلي ناصر والبيض وسيف الضالعي والعولقي وهيثم وعشال والاخرين من الجنوببين الذين لايزالون أحياء عليهم الاعنراف للتاريخ والاجيال أما الذين ماتوا يرحمهم الله ويغفر لهم ) وسؤالي من أعطى الحق لهؤلاء النفر من الجنوببين في قيادة الجبهة القومية بقبولهم يمننة الجنوب لايجوز ولايحق لأولئك النفر ثلة بعدد الاصابع التصرف الاعوج والخاطىء هذا بل كان يفترض عليهم أن يأخذوا استفتاء الشعب الجنوبي والقيادات الجنوبية في الاحزاب والاطياف السياسية الاخرى التي طردت كرها وقسرا من الجنوب ( الرابطة وجبهة التحرير وغيرهم ) بشأن اليمننة من عدمها وبسبب هذه الجريمة النكراء التي ارتكبت في 1967م بإعلان الجنوب يمنيا وللاسف الشديد والمشين نحن الان الجنوبين نتجرع ويلات المحن والمعانأة والنكبات والنكسات والصراعات وغيرها منذ الاستقلال 67م وحتى اليوم ونٍسأل الله ان يكون درس وعبرة للجنوببين في إعادة النظر بدراسة مشروع مستقبل الجنوب العربي الجديد انشاء الله بعد فك الارتباط شريطة استباقية اللحمة الجنوبية في لم الصف والشمل الجنوبي والعودة للاخوة والمحبة الجنوبية والتسامح والتصالح وعفا الله عما سلف ولما فيه بناء جنوب جديد لاجيالنا اليوم والغد انشاالله.


8) أستلمت الجبة القومية الدولة والسلطة في الجنوب وعين المناضل قحطان الشعبي ( رئيساً للجنوب اليمني ) وتشكل حكومة جديدة وعين علي سالم البيض وزيرا للدفاع وعلي ناصر محمد وزيرا للجزر الجنوبية والعولقي وزيرا للخارجية وفيصل الشعبي رئيس للوزراء وفتاح وزيرا للارشاد(ولم يرضي بها) وغيرها من الشخصيات والوزارات حينها وباشرت السلطة الجنوبية الجديدة للجبهة القومية ادارتها للجنوب بعد خروج آخر جندي بريطاني من الجنوب وبموجب التنازلات المشينة والسلبية منها العلنية والسرية التي قدمتها الجبهة القومية
( عملائها المندسين من شلة فتاح وسلطان والاخرين ) لبريطانيا مقابل الاستقلال ومنها التنازل عن الجزر اليمنية والتعويضات المالية وغيرها والمذكورة بالوثائق في كتاب الأخت الاستاذة اسمهان العلس المنشور حديثا ارجو قرأته من قبل جميع الجنوبيين. وفور مباشرتها لإدارة شئون البلاد والعباد للجنوب بدأت بوادر وملامح الاختلافات الفكرية والسياسية والعقائدية والمناطقية والمنهجية بين كافة العناصر القيادية في الجبهة القومية حتى على مستوى التعينات للحقائب الوزارية كان هناك اختلافات جوهرية وعلى الفور تم إعادة التشكيل الوزاري من جديد وابعد علي سالم البيض من حقيبة الدفاع وعين علي ناصر في التربية وغيرها من التعينات الوزارية الجديدة وظهرت وبرزت على السطح جليا الاختلافات العميقة السياسية والنهجيه بعد أن رفض واعترض المناضل فيصل الشعبي على النهج الاشتراكي وعلى تدخلات شلة فتاح ( اليمنية الاصل ) في شئون البلاد والعباد بصورة قوية ومباشرة ولم يعطى للمناضل فيصل الشعبي الفرصة للقضاء عليهم بل على الفور بقوة السلاح أجبر على الاقالة واعتقل كرها وقسرا ووضع في معتقل فتح ( السجن السابق لبريطانيا ) واعترض الرئيس قحطان الشعبي على هذه التصرفات واعتراضة على العديد من الامور الداخلية والخارجية وتم اجباره قسرا وكرها للاقالة من منصبة والاقامة الجبرية في داره بمدينة التواهي حتى وفاته يرحمه الله ( يقال أنه مات مسموما – والله أعلم – كما مات بعدها الزعيم عبدالله باذيب مسموما من قبل عبدالفتاح ولم يسمح بشريح جثته حسب طلب اخوته علي وابوبكر باذيب – وكان الزعيم عبدالله باذيب هو الاب الروحي للاشتراكية العلمية في الجنوب وابو الشبيبة وكل المرشح الرئيسي والاول للامانة العامة للتنظيم السياسي الموحد الجبهة القومية التي تشكل بعد المؤتمر التوحيدي لفصائل العمل الوطني في 1975م وانبثق من بعد الحزب الاشتراكي اليمني في 1979م
وكان أيضا عبدالله باذيب هو المرشح الاول لإمانة الحزب الاشتراكي اليمني.
ولكن مكر وغدر وخيانة عبدالفتاح التي تجري في دمه وخوفا من خروج العناصر اليمنية من قيادة الجبهة القومية الجنوبية فقد لعب دورا قذرا وحقيرا في تصفية الزعيم عبدالله باذيب للانفراد في امانة الجبهة القومية أولا والحزب الاشتراكي لاحقا) .


9) بعد إقالة قحطان واقامته الجبرية واعتقال فيصل وقتله غدرا في سجن فتح من قبل العناصر اليمنية المندسة في الجبهة القومية
( فتاح ومحسن والاخرين ) وإحداث الفتن والاختلافات بين الجنوببين الجنوببين وفرار المناضل سالمين لبيت عبدالفتاح في حيفان ووعده له بإعادة رئيسا للبلاد ( وعد القوي المتقوي والمخطط الماكر ) وبالفعل أعيد سالمين رئيساً للبلاد وأعيد تسمية الجنوب بالتسمية الجديدة جمهورية اليمن الديقراطية الشعبية وكان ذلك في الخطوة التصحيحية التي اسموها في 22/6/1969م وتشكل مجلس رئاسة وايضا رئيس الوزراء محمد علي هيثم يرحمه الله ولكن بعد أن اكتشف اللعبة والمكر المخادع من اليمنيين المندسين في الجبهة القومية فر بجلده ناجيا من موسكو إلى القاهرة لاجىء سياسي وتبعه المناضل حسين عثمان عشال ( القائد العسكري لجيش الاتحاد الذي سلم الجيش للجبهة القومية بكل اخلاص ووطنية ) ولكن بعد أن ادرك الحقيقة ندم وتأسف وغادر البلاد نازحاً للسعودية وخافت العناصر اليمنية في الجبهة القومية من الفضيحة السياسية المتوقعة من هيثم وعشال وارسلوا من يقتل هيثم في العاصمة القاهرة ( صالح العيسي ) في السبعينات .
القي القبض على العيسي وحكم عليه الرئيس المصري السادات حينها بالسجن المؤبد بعد كشف للمخابرات المصرية ان الذي ارسله هو عبدالفتاح اسماعيل ولم يسكت الرئيس السادات بل شتم رسميا عبدالفتاح وعصابته ونظامة الاشتراكي الفاشل بالجنوب وذلك في الخطبة الشهيرة التي القاها السادات ولمن يريد سماع الخطبة فهي مسجلة في اليوتيوب . ولم تنجح مؤامرة فتاح في قتل هيثم بالقاهرة ولا في صنعاء ايضا محاولة اغتيالة من قبل بجاش الاغبري بالسبعينات ( ارسله فتاح وكان حينها أمن الدولة بالجنوب أحمد مساعد حسين ومنصور رشيد ويعلمون الحقيقة وهم الان جنوبيين موظفين مأجورين في كنف سلطة علي عبدالله صالح المحتلة للجنوب )


ولم ينجح بجاش الاغبري ( في مهمته واعتقل بصنعاء وافرج عنه بتبادل أسرى بين الشطرين في عهد الرئيس علي ناصر محمد . والمفاجىء الكبرى أن المناضل محمد علي هيثم نجى من محاولتين اغتيال ( يمنية فتاحية ) وأخيرا قتل مسموما ( بإيدي يمنية شمالية وللاسف – فهل يجرؤ اشقاء محمد علي هثيم وهما حسين وأحمد أن يحققا في الامر ؟؟!! أم أن السلطة اغرتهم بمناصب واموال للسكوت على دم اخوهم المقتول غدرا بالسم ؟؟!! ) علينا الاعتراف أن ماحدث في الجنوب العربي سببه اليمننة القسرية منذ 67م وحتى اليوم.
ويجدر بنا الاشارة إلى أن اليد الماكرة اليمنية طالت خيرة الرجال القيادية الجنوبية التي كانت بالسلطة فعملت على ابعادها واقصاها من داخل الوطن الجنوب واصدرت تعينات لها خارج الوطن سفراء وملحقيين دبلوماسيين وغيرها وهذه عملية للتخلص منهم واختتمت مؤامرة التخلص منهم في حادث طائرة الدبلوماسيين الشهير وراح ضحيتها من خيرة الرجال 25 قيادي جنوبي.
وما لحقها من أحداث وجرائم ومصائب في الجنوب فرضها فتاح وشلته مثل :- * فرض شعار لنناضل من أجل تحقيق الوحدة اليمنية * منع منعا باتا تداول كلمة جبلي على اليمنيين الموجودين بالجنوب حينها ومحاكمة وسجن من يقولها ( على غرار ما يفعل اليوم الرئيس علي سلته وقراره بمنع تداول كلمة دحباشي على كل من هو يمني شمالي) * جريمة زوار الليل والاختطافات القسرية والقتل والنفي على خيرة ابناء عدن خاصة والجنوب عامة والتي نفذها بمكر وخبث محسن الشرجبي ( وزير أمن الدولة في عهد فتاح ) * إصدار قانون الاسرة الاعوج وقانون الاصلاح الزراعي
وغيرها من القرارات العوجاء القاتلة للمواطن وللوطن .


10) بداية السبعينات من القرن الماضي وبعد الخطوة التصحيحية22/6/ 69م باشرت القوة اليمنية المندسة في الجبهة القومية بقيادة عبدالفتاح اسماعيل وشلته بقوة نفوذهم ومالهم وسلاحهم وبدعم خفي من الاتحاد السوفيتي داخل الجبهة القومية أن يفرض سياسة مايريدوه ويخططون من أجله بالترهيب والترغيب وبدأو التخطيط لإصدار قرار التأميم ولكن قبل صدوره طاف ليلا وسرا عبدالفتاح اسماعيل على جميع روؤس الاموال والتجار اليمنيين خاصةً ابناء قريته ( حيفان) مثل هائل سعيد أنعم – الحروي – عبدالرزاق علي مقبل – عبدالقوي عثمان – قائد سيف البليط – عبدالجبار راشد وغيرهم من اليمنيين الشمالين واخبرهم بضرورة تهريب اموالهم وكل ما يملكون من جاه وذهب وريال ماريا تريزا وذهب وتحويل تجارتهم لليمن الشمالي موطنهم الاصلي بحجة أن المكتب السياسي للجبهة للقومية سوف يصدر قرار تأميم الاملاك والاموال والاراضي وتحويل البلاد والنظام السياسي للنهج الاشتراكي العلمي السوفيتي وبالفعل
لا بالقول تم تهريب الاموال والمجوهرات والذهب اخل جالونات قصديرية ( كانت تستخدم لتصدير الجاز من مصافي عدن بالجنوب لليمن بالشمال ) وهربت من مطار عدن الدولي على رحلات عدن – تعز وكان يشرف على عملية تهريب هذه الاموال والمجوهرات وغيرها المدعو محسن الشرجبي وزير امن الدولة حينها وبعد أن انتهوا من كل شيء صدر قرار التأمين بقرار جماعي من المكتب السياسي ولكن وللاسف يحاول البعض الصاق تهمة التأميم بالرئيس سالمين يرحمه الله وهذا خطاء واساءة بحق هذا الرئيس المناضل الجنوبي الشريف لآن قرار التأميم كان جماعيا ولم يكن فرديا وبموافقة المكتب السياسي ومجلس الرئاسة الجنوبي و قد يسأل البعض كيف كاتب هذا المقال عرف أن عبدالفتاح هو الذي قام بإبلاغ جماعته اليمنيين التجار بقرار التأميم قبل صدوره و سمح لهم بتهريب اموالهم لليمن الشمالي ولهذا أحب أن أرد موضحا ومؤكد أن مصدر هذه المعلومات الخطيرة والهامة كانوا من اقربائي واهلي واصدقائي الذي كانوا يعملون حينها في مطار عدن وشاهدوا ما يجري في المطار من تهريب وحضور محسن الشرجبي للمطار وبعد دارت عجلة التاريخ زاد يقيني بهذا الخبر من خلال أكثر لقائي وجلساتي مع بعض التجار اليمنيين بعد الوحدة 1990م و حوارنا بالمقيل معهم اعترف لي بعض التجار بحقيقة ماذكرته وان فتاح ومحسن ساعدوهم كثيرا كونه من قريتهم وللاسف المحزن بعدها تم تنفيذ قرار التأميم على رؤوس الاموال الجنوبية والحضرمية والاجنبية فقط وكان قرار اعوج سخيف ظالم ومخالف لكل الاعراف والحقوق الانسانية والملكية الخاصة .


11) بعد خطوة قرار التأميم فرضت عصابة الحكم اليمني (بقيادة فتاح وشلته ) في قيادة الجبهة القومية الخروج القسري بالإكراه على كل الجنوبببين هاتفين الشعارات المفروضة عليهم ( واجب علينا واجب تخفيض الرواتب واجب – وواجب علينا واجب تحريق الشوادر واجب ) وكانت أكبر جريمة ومهزلة تفرض على الشعب الجنوبي حينها وليعرف القاصي والداني أن الجنوببين كانوا حينها مجبرين لا راغبين بسبب الظروف السياسية حينها والحرب والبادرة وممارسة العنف والعفوية والترهيب والترغيب والاختطاف والسجن والقتل
وغيرها من الاسباب التي فرضت على الجنوب من خلال النهج الاشتراكي العلمي السوفيتي ( الماركسي – اللينيني ).


وبعدها جاءت فكرة ومشروع توحيد فصائل العمل السياسي في الجنوب من قبل فتاح وشلته لغرض تنصيب نفسه رئيسا وحاكما للجنوب ولغرض فرض سياسة الامر الواقع في تطبيق النهج الاشتراكي العلمي والسماح في ابرام المعاهدة الشهيرة مع الاتحاد السوفيتي لمدة عشرين عام والتي وقعها عبدالفتاح بنفسه وكانت الجريمة الشنعاء في حق الجنوب والجنوببين وصار الجنوب العربي الذي كان وطن الدين الاسلامي والمحبة والسلام والتجارة والمال والمودة والخير أمام العالم صار وطن الشيوعية والاشتراكية والاذية والمعاداة للعروبة
وسوء الجوار وضياع التجارة والمال وتحول الجنوب إلى دولة اشباح بعد فرار خيرة رجاله واهله وامواله وللاسف المشين والمحزن.


طالب بشدة عبدالفتاح بضرورة توحيد فصائل العمل السياسي الجنوبي ( لغرض ماكر وخبيث في نفسه وشلته ) وأستجاب له طوعا وكرها اشقائنا الجنوببين المناضلين في العمل السياسي ( الناصريين – البعثيين – وغيرهم من الاطياف السياسية التي كانت في الجنوب 1973م ) وظلت عناصر قيادية جنوبية رافضة مشروع وفكرة توحيد فصائل العمل السياسي الوطني الجنوبي وخاصة القيادة التي تم تعينها في الملحقيات الدبلوماسية والسفارات في الخارج وظلوا هؤلاء حالة صداع وعامل معرقل في وجه فتاح وشلته اليمنية وعمدوا لمشروع التأمر في التخلص الجسدي منهم فماذا صنعوا بطلب رسمي من عبدالفتاح اسماعيل والمكتب السياسي طلبوا كل الدبلوماسيين بالخارج للحضور للجنوب لعمل استطلاع على الجنوب بحجة التطورات والتوسعات التي يشهدها الجنوب ولغموا طائرة الاستطلاع بواسطة محسن الشرجبي الخبيث.


اقلعت الطائرة وفي الجو انفجرت وراحوا الضحية خيرة الرجال الجنوببين المناضلين نذكر منهم :- سيف الضالعي – البيشي – العولقي – عبدالباري ونورالدين قاسم ( أول محافظ للعاصمة عدن بعد الاستقلال ) ومحمد ناصر ( والد الاخ أيمن رئيس تحرير صحيفة الطريق ) وغيرهم . ولحقيقة أن فاعلي هذه الجريمة يمنيين شماليين فأن محمود عبدالله عشيش كان راكب الطائرة ولكن أعيد منها بحجة أنه لا مقعد فائض له ويمنيين شماليين اخرين اعيدوا من باب الطائرة. وفور الانتهاء من جريمة طائرة الدبلوماسيين الجنوببين المشهورة والتي نعتبرها وصمة عار وعمل اجرامي خبيث من فتاح وشلته باشرت قيادة الجبهة القومية برئاسة عبدالفتاح في الترويج على قيام المؤتمر التوحيد لفصائل العمل الوطني وتم بالفعل في 1975م . تم تعيين عبدالفتاح اسماعيل الامين العام للتنظيم السياسي الموحد للجبهة القومية ( أعلى سلطة حينها في الجنوب )
كان هو الرئيس السياسي للبلاد أما سالمين فكان الرئيس الاداري للبلاد وبعدها بدأت بوادر ونوازع الاختلافات السياسية والفكرية تظهر وتبرز من جديد بين كل التيارات والاطراف السياسية في التنظيم السياسي للجبهة القومية فقد باشر ودشن الرئيس سالمين علاقته الطيبة والناجحة مع الزعيم الصيني ماو سنج الاب الروحي للاشتراكية الصينية التي كانت افضل واروع واحسن من الاشتراكية العلمية ( العمياء) السوفيتية والدليل حاضر ومستقبل جمهورية الصين التي نشهده اليوم من تطور وتقدم ونماء والتي سارت على نهج زعيمها الروحي ماو ولاتزال تحقق المعجزات ولو نظام الجنوب سلك النهج والمسلك الصيني الاشتراكي في حينها لكان الجنوب في خير ونعيم وعافية ولكن المكابرة والتأمر الخبيث المبيت من قبل بعض المندسين والدخلاء على الجنوب أوصلنا لما نحن عليه في الجنوب وللاسف الشديد والمحزن . ولهذا السبب نشبت خلافات حادة وصراعات خفية وعلنية بين سالمين وفتاح خلال الفترة 75-78م خاصة بعد أن عزز الرئيس سالمين علاقته الوحدوية
مع الرئيس اليمني الشمالي المقدم ابراهيم الحمدي ( يرحمه الله )
والذي يعتبر من خيرة وانجح وأنزه واشرف من حكم الجمهورية العربية اليمنية وشهدت البلاد والعباد في عهده الخير والامان والاستقرار والنماء وانتهاء عهد القبيلة والمشيخة الهمجية والعسكرة والبلطجة والرشوة وغيرها من الصور والممارسات القبيحة والسلبية التي تشهدها البلاد اليوم منذ رحيل الحمدي 1977م وحتى اليوم بل وتوسعت وتعمقت وتطورت صور واساليب الفساد والنهب والسطو والرشوة والمحسوبية والقبلية الهمجية والفيد والسرقة وبدعم لوجستي من رئيس عصابة سلطة الحكم حاليا.


11) إزدات شعبية ومحبة الرئيس سالمين محليا وخارجيا واقليميا وتوطدت علاقته الاخوية والروحية مع الرئيس الحمدي يرحمها الله وتوطدت علاقتة مع الحزب الشيوعي الصيني خاصة بعد الهدية الكبرى المجانية التي قدمتها الصين للرئيس سالمين وهي بناء مصنع الغزل والنسيج الكبير والشهير والذي كان يعتبر صرحا صناعيا منتجا للقماش والمنسوجات الجنوبية وكان يشغل الالاف العمالة الجنوبية ويعول الالاف الاسر الجنوبية واعتبر فتاح وشلته أن شوكة الرئيس سالمين بدأت تبرز وتظهر وتتوسع ويجب العمل للتخلص من هذا القيادي الجنوبي بأي طريقة كما تخلصنا من القيادات الجنوبية السابقة. وكما تأمروا بالجنوب على التخلص من الرئيس سالمين تأمرت القبائل الهمجية أيضا في التخلص من الرئيس ابراهيم الحمدي رئيس الجمهورية العربية اليمنية وذلك كرها بالحمدي وافعاله التي لا تتناسب مع مشاريعهم الصغيرة والخبيثة وأيضا كرها في الجنوب وقتل مشروع الوحدة اليمنية وأيضا كونهم كانوا ولا يزالوا ينظرون للجنوب والجنوببين أنهم كفرة وملحدين وشيوعيين ومتحررين ومنفتحين معتبرين أنفسهم انهم هم فقط أهل علم ودين وخططوا وتأمروا على مشروع تأمري خبيث وقذر كيفية التخلص من الرئيس الحمدي وقرروا عمل وليمة غذاء الغذر والخيانة بقيادة رئيس عصابة الغدر والقتل والاغتيال الغشمي وشلته الافندم علي عبدالله صالح والشيخ عبدالله الاحمر وعبدالعزيز عبدالغني ولفيف حضور وليمة الغدر والخيانة والقتل مثل حسن مكي وسنان ابو لحوم ومجاهد والبرطي والمسوري وغيرهم وباشروا بداية قتلوا أخيه عبدالله الحمدي ثم قتلوه وهو يحاول أن يقنعهم أنهم سوف يغادر البلاد وبترك السلطة لهم إلا أن بشاعة الخبث المبيت لم يسمحوا له واشهروا المسدس واردوه قتيلا جوار جثة أخيه وبدون أي حياء أو خوف من الله لفقوا على الرئيس الحمدي واخيه أنهما كان برفقة فرنسيات وحتى تاريخ اليوم لم يعترف من قاتلهما مع ان عامة الشعب اليمني يعي ويعرف المجرم القاتل لهذه الجريمة الشنعاء الخبيثة ونأسف أن بعض الحاضرون الذين لا يزالون على قيد الحياة لا يحبون قول الحق وبراءة الذمة وكانوا حاضرين لحظة مقتل الرئيس الحمدي وشقيقة في بيت الغمشي الواقع أمام السفارة السعودية بصنعاء اليوم وبحسب بعض الاقاويل تؤكد أن الذي قتل الرئيس الحمدي يرحمه الله هو الشهير تيس الضباط ( الافندم الرائد علي عبدالله صالح ) الذي اطلق عليه النار من مسدسة الخاص فهل سوف يقر ويعترف رئيس عصابة صنعاء بهذه الجريمة أو يخبرنا عنها بالتفاصيل عن مرتكبيها واسباب وابعاد هذه الجريمة للتخلص من الحمدي وهذه براءة ذمة قبل فوات الاوان واللقاء بالخالق المعبود للحساب والعقاب . وقد وقعت هذه الحادثة الأليمة في 11/10/1977م أي قبل ثلاثة أيام من أعلان الرئيس الحمدي حضورة ومشاركتة الرئيس سالمين احتفالات الذكرى الرابعة عشر لثورة أكتوبر 1963م.
عندما وصل الخبر للجنوب حزنا كثيرا وتألمنا في الجنوب وكل القياديين وأولهم الرئيس سالمين الذي قرر المشاركة
في موكب الجنازة مخاطرا بحياتة وشخصة في دفن شقيقة وحبيبه الرئيس الحمدي .
ظل واستمر الصراع السياسي والنهجي مستمر بين الرئيس سالمين وحلفائه وفتاح وشلته ولم يسكت الرئيس سالمين وبدأت مشاورته واتصالاته بالرئيس اليمني الجديد حسين الغشمي بشأن تنشيط وتجديد ملف التفاوض حول الوحدة اليمنية والتي توقفت بعد مقتل الرئيس الحمدي في 11/10/1977م ووافق الرئيس الغشمي على مواصلة الحوار مع الرئيس سالمين واتفقا في أن يرسل الرئيس سالمين ملفا كاملا حول ماتم بينه والرئيس الحمدي بشأن الوحدة اليمنية . وقرر الرئيس سالمين أن يجهز الحقيبة الدبلوماسية مع ملف الوحدة بمعية وفد خاص سري مرسل عن طريقة مباشرة ولكن وللاسف الشديد والمحزن والمشين التأمر الخبيث والمبيت المخطط له من قبل فتاح والشرجبي وشلة الغدر والقتل والتصفية استقبلت وفد الرئيس سالمين في مطار عدن قبل سفره لصنعاء واخذت منه الحقيبة الفعلية التي سلمها سالمين بمعية الرسول المرسل لتسليمها للغشمي وغيروا الوفد بالسيد تفاريش ( معتوه من مستشفى المجانين لبسوه بدله ممتازة مع الحقنة المطلوبه ) وحملوه الحقيبة الملغومة وركبوه الطائرة وكان كابتن الرحلة الطيار عبدالله حيدر وزملائه بالطاقم واستقبل الغشمي الوفد تفاريش بعد أن امر بعدم تفتيش الحقيبة والتي طلب تفتيشها حينها محمد خميس ( رئيس الامن الوطني ) ولكن اعترض الغشمي على فكرة التفتيش وانفجرت الحقيبة ومات الغشمي والسيد تفاريش ( رفيق باللغة الروسية ) وتأجج الموقف ضد الرئيس سالمين وأشعلوا الفتنة عصابة فتاح واتهموا الرئيس سالمين أنه فاعل هذه الجريمة وحاول الرئيس أن يستنكر على هذا ولكن لم يسمح له من قبل شلة فتاح واشتعلت احداث 26/6/1978م بين مجموعة الرئيس سالمين ومجموعة فتاح ضربا مسلحا بالجو والبر والبحر وانتهت هذه الاحداث الدامية بتدخل المناضل الجنوبي علي عنتر بالوساطة وحل الخلاف وديا والاتفاق على ترحيل الرئيس سالمين لاجئا سياسيا إلى اثيوبيا بعد الاتفاق والتنسيق المسبق مع الرئيس الاثيوبي منغتسو في قبوله لاجئا وقبل الرئيس سالمين الصلح الودي والخروج من البلاد حقنا للدماء وطلب عبدالفتاح من علي عنتر أن يحضر سالمين لقصر السلطان بالرزميت ( كريتر) لغرض السلام عليه وتوديعه لاثبات مصداقية العفو والمسامحة ورحب الرئيس سالمين بهذا ووافق للذهاب للقصر للتوديع والسلام ولكن وللاسف ما أن وصل للقصر تلى محسن الشرجبي قرار الحكم على الرئيس سالمين واعدامم رميا بالرصاص وأطلق عليه عبدالفتاح من مسدسه الرصاص واعدم بجواره جاعم صالح وسالم لعور ( وللتاريخ وللاجيال لو كان الرئيس سالمين يدرك أو عنده ذرة شك في أنه سوف يتعرض للمحاكمة والحكم عليه بالاعدام لما كان جاء للقصر إطلاقا) بل حتى المناضل علي عنتر يرحمه الله لم يكن يعرف بأن الغدر والمكر المبيت في اعدام رفيق كفاحه المسلح ولو كان يعرف لما احضره للقصر.






الكازمي 2011-09-07 02:21 AM

اخي الكريم أسد الشرق الخليفي المحترم
احترم ثقافتك واحترم مراجعك" ولكن سالمين لم يهرب في 14مايو إلى بيت الجبلي او الحجري كما نسميهم نحن العرب الجنوبيين"
بل هرب إلى القرين في الضالع!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــ
فصحيح معضم من استهلت بهم من كتاب"
ولكن ما العمل؟؟
بعد ان اتو بخمسه وتسعين بالميه من الحقايق التاريخيه؟؟

الكازمي 2011-09-07 02:38 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اسد الشرق الخليفي (المشاركة 773023)


بقلم د. عادل باشراحيل


لجزء الاول - تاريخ الجنوب 1958-1990-1994م‎



لا شك أن كل من قرأ الاجزاء السابقة (1-2-3 ) سوف يدرك أنني قد استهليت مضمونهما عن المراحل والارهاصات النضالية والسياسية التاريخية وغيرها من الاحداث والتداعيات التي طرأت آبان تلك الفترة بشكل عام عن الجنوب بصفة خاصة قبل وبعد الاستقلال وعن الجمهورية العربية اليمنية بصفة عامة وبهذا الجزء الاخير من مقالي سوف اركز فحوى ومضمون المقال في سرد وتوضيح حقائق ومعلومات هامة وخطيرة عن الاحداث والوقائع التي عايشناها ولمسناه في تاريخ العمل السياسي والنضالي والكفاح المسلح في الجنوب قبل وبعد الاستقلال (1963-1989 م ) وحتى يوم تحقيق الوحدة اليمنية بالارادة الجنوبية المطلقة 22/5/1990م حتى يعي ويعلم وتدرك الاجيال الحالية وليدة ما بعد الاستقلال وما بعد الوحدة وايضا للاجيال الجنوبية القادمة وكنت ولا زلت ارجو وأتعشم من القيادة الجنوبية التاريخية الباقية والتي لا تزال على قيد الحياة ( الرئيسان علي ناصر محمد وعلي سالم البيض ودولة حيدر العطاس والآخوة الاعزاء الجنوببين سالم صالح وفضل محسن ومحمد علي أحمد واحمد مساعد حسين والبطاني ومدحي وياسين سعيد نعمان ومقبل والاخرين من لم يحضرني ذكر اسمه الان ) أنني اطالبهم بأسم الجنوب .. جنوبنا الحبيب وطننا الغالي الذي ولدنا فيه .. تربينا فيه .. تعلمنا فيه .. ترعرعنا فيه .. في ربوع الجنوب .. وخاصة مدينة عدن العاصمة التاريخية للجنوب .. أطالبهم وانأشدهم الخروج من الصمت .. الخروج من الخوف .. الخروج بشجاعة وجرأة لقول الحق والحقيقة لسرد التاريخ منذ الكفاح المسلح وقبل وبعد الاستقلال 1967م في الجنوب .. انها أمانة الاجيال الجنوبية في اعناقكم .. الاجيال هم ابنائنا اليوم واحفادنا القادمين من الاجيال الجنوبية الوليدة .. يجب أن تعرف تاريخ جنوبها بكل مصداقية وامانة .. لماذا الخوف ولماذا التردد .. مطلوب نشر مذكرات .. او البوح بها في مقابلات ومقالات .. قولوا الحقيقة .. قولوا ماذا حدث ولماذا حدث والاسباب والدوافع .. أنتم شهداء تاريخ وعصر الجنوب منذ قيام حركة القوميين العرب في 1958م وأعلان الكفاح المسلح الجنوبي ضد المستعمر البريطاني وتحقيق الاستقلال .. أنتم المسئولين وشهداء عن التاريخ الجنوبي منذ 1958م وحتى 1989م . ثقتي في استجابتكم الايجابية فلم يعد للعمر بقية .. وعلينا أن نختم الاعمال بصالح الاعمال والحسنات في براءة الذمة والامانة أمام اولادنا واجيالنا .. قبل فوات الامان وندفن بالتراب وغدا نقابل الرب . ونحن نترقب منكم خيرا بشأن التاريخ الجنوبي عاجلا غير آجل .
( أحب أن أشير لمعلومة هامة للجميع أن الاخ سامي كليب – معد ومقدم برنامج الملف في قناة الجزيرة كانت وعدنا منذ فترة بعمل برنامج خاص عن تاريخ الجنوب منذ قبل وبعد الاستقلال 1967م وتحقيق الوحدة 1990م بين الدولتين اليمنية وبعد حرب صيف 94م بين شطري الدولتين وحتى اليوم وهو بصدد تجميع وتجهيز اكبر قدر من المعلومات التاريخية والتواصل مع كبار الشخصيات القيادية الجنوبية في الداخل والخارج لإمكانية مشاركتة بنجاح هذا البرنامج وحضور البعض منهم بصفة شخصية نتمنى من الاستاذ سامي تحقيق هذه المكرمة الطيبة للجنوببين في سرعة الاعداد والبت لهذا البرنامج الجنوبي الجنوبي بإذن الله )


أما فيما يخصني ويعنيني بهذا الحديث التاريخ سوف أتكلم واطرح حقائق ووقائع منها ارتبطنا بها ومنها عشتها ولمستها ومنها ماقالوا لنا ابائنا والرجال القدامى بالجنوب وايضا الكتب الصادرة بهذا الشأن التاريخي الجنوبي وسوف أكون في منتهى الصدق والامانة دون أن أخاف لومة لائم كائن من كان ومن عنده غير ما أقول يتفضل يسرد ويكتب المهم الهدف تحقيق ما نصبو اليه
في توصيل الحقيقة والتاريخ الجنوبي للاجيال الجنوبية كلها الحالية والقادمة .


أنا قلت ولا زلت متمسك بكلامي ومبدأي وقد وضعته عنوان سلسلة حلقاتي لهذا المقال أن بدايتنا كانت غلط وهاهي تنتهي بالغلط على وهذا ينطبق على القاعدة الثابتة التي تنص ( أن بداية الغلط ينتهي بالغلط ) وكلنا الجنوبيين نقر ونعترف أن ممارستنا الماضية كانت خاطئة وارتجالية وحماسية مفرطة وتعبئات سياسية وشخصية غير متجانسة بين الاطراف والاطياف السياسية الجنوبية في الساحة الجنوبية حينها ولهذا جميعنا كنا على خطاء نمارس الخطاء بعماء وللاسف فقد ارتكبنا خطاء تلو الخطاء والجريمة تلو الجريمة والغلط تلو الغلط وولا ندري حقيقة كيف نبرر للاجيال الاسباب والدوافع التي جعلتنا عميا وصما وبكم في ممارسة هذه الاخطاء والغلطات البشعة منذ مباشرة العمل السياسي والنضال التحرري فور قيام حركة القوميين العرب في الكويت العام 1958م وانبثاق عنها حركات التحرر العربية عن كل دولة عربية كانت ترضخ تحت الاستعمار الاجنبي لغرض الكفاح المسلح وتحرير بلدانها بالسلم أو بالكفاح المسلح والعمل الفدائي وهذا ما حصل في مختلف البلدان العربية ومنها خرجت حركة القومية العرب لابناء اليمن ( الدولة المتوكلية ) قبل الثورة السبتمبرية ممثلة بشخصية سلطان أحمد عمر وعبدالفتاح ومجموعتهم اليمنية وحركة القوميين العرب لإبناء الجنوب العربي المحتل ممثلة بالاخوة قحطان الشعبي – فيصل الشعبي - علي ناصر محمد – علي سالم البيض – حيدر العطاس – سيف الضالعي – العولقي – مطيع – هيثم –سالمين – عنتر - وغيرهم من المناضلين التحررين الجنوببين الذي لا يحضرني ذكر اسماؤهم الان منهم من لا يزال حي يرزق ومنهم من استشهد أو توفى يرحمهم الله جميعا . ونحن في سرد بداية ظهور وبروز حركة القوميين العرب يجدر بنا الاشارة إلى أن هناك كانت توجد من قبل في الساحة السياسية الجنوبية أطياف سياسية اخرى تناضل من أجل تحرير الجنوب والمتثلة في : رابطة أبناء الجنوب التي تأسست في حقبة الاربعينات من القرن الماضي ( 1940-1944 ) بقيادة الآب الروحي للرابطة الشيخ محمد علي الجفري - شيخان الحبشي – الصافي – وغيرهم من الرعيل السياسي الجنوبي المناضل الفذ يرحمهم الله كما كانت هناك احزاب سياسية جنوبية ممثلة بحزب الشعب الديمقراطي ( باسندوة والاصنج) - النقابات الست ( حنبله والعولقي ومطيع والاخرين ) - حزب البعث السوري ( انيس حسن يحي وغيره ) - حزب البعث العراقي ( معاوية سعيد سالم وجماعته ) بالإضافة إلى الفدائيين الجنوبين جبهة التحرير وغيرها .



من هذا المنطلق نسرد الاحداث السياسية والنضالية المتتالية والتداعيات التي طرأت ونشبت في الجنوب منذ 1960م وحتى اليوم :-


1) كانت معظم أم كل العناصرالنضالية الجنوبية السياسية والفدائية في الجنوب مرتبطة ارتباطاً روحيا وفكريا برابطة أبناء الجنوب العربي كونها أقدم وأول تيار سياسي جنوبي تم تأسيسة في الجنوب لمناهضة الاحتلال البريطاني والمطالبة بالتحرير والاستقلال وحرية الجنوب العربي لابناء الجنوب وكان مبدأ وشعار النضال والتحرير هو استقلال وحرية الجنوب العربي والتي بزغ فجرها وباشرت نضالها السياسي والفدائي بداية الاربعينات من القرن الماضي واستمرت حتى اواخر الخمسينات ثم خرجت ونتجت منها وبجانبها الاطياف والاحزاب والجبهات السياسية والنضالية الاخرى وتكون العمل السياسي والنضالي في الجنوب العربي ونعتبر هذا نتاج من العمل التحرري الوطني للجنوب طيلة 129 سنة من الاحتلال البريطاني الغاشم للجنوب العربي المحت وتمثلت هذه الاطياف السياسية مما يلي :-


رابطة ابناء الجنوب العربي – الجبهة القومية – جبهة التحرير – الحزب الشعبي الديمقراطي – النقابات الست – البعث السوري – البعث العراقي – وغيرها وإن كان هناك اختلاف في المسميات والالقاب السياسية والنظام الداخلي لكل إطار سياسي إلا أن الهدف والمصير للجميع كان هدفا استراتيجيا واحدا وهو تحرير الجنوب ونيل الاستقلال من المستعمر المحتل البريطاني هذا وقد كان جميع الجنوببين تربطهم روابط الاخوة الجنوبية الحميمة وعلاقات ودية وصداقية تجمعهم في المقايل والمقاهي والندوات والمنتديات وفي كل المناسبات الجنوبية الرسمية والدينية والعائلية وغيرها وكان الجنوب أسرة واحدة تجمعهم المحبة والمودة وحسن العشرة وحسن التعامل المتبادل بينهما وحسن المجورة وتبادل المنافع والمصالح وتجمعهم العادات والتقاليد واللهجة الواحدة وغيرها من الايجابيات والعلاقات السامية التي وللاسف الشديد والمحزن تكاد تكون نادرة اليوم خاصة بعد صيف حرب 1994م وممارسة المحتل اليمني الشمالي ابشع مناهج التهجين والتوطين وخلق وزرع الفتن وتأجيج مواجع الماضي وغيرها من الممارسات الخبيثة التي فرضها في الجنوب ولكن بإذن الله بعد النصر القريب للجنوب وتحريره سوف يعود الجنوب لماضيه الباسم والرائع والجميل بين الاشقاء الجنوببين ومن نخوتنا وعاداتنا وشيمنا الجنوبية التسامح والتصالح والعفو والصفح والمحبة والمودة وهذا ما حدث مؤخراً بين صفوف الحراك الجنوبي السلمي والاطياف السياسية الاخرى الجنوبية في الداخل والخارج وما سوف يحدث في الجنوب بإذن الله بعد التحرير وفك الارتباط وحاليا والحمد لله قادتنا السياسية التاريخية تسعى جاهدة إلى لم الشمل الجنوبي والتصالح والتسامح بين كل الاطراف السياسية الجنوبية
التي كانت بالساحة الجنوبية منذ الستينات من القرن الماضي وحتى اليوم .


2) عندما قامت ثورة 26/9/1962م والانقلاب العسكري داخل القصر على الامام البدر بقيادة عبدالله السلال ( يرحمة الله ) واعلان المبادىء الستة وقيام النظام الجمهوري الجديد في البلاد تحت مسمى الجمهورية العربية اليمنية كان فصائل العمل التحرري القومي اليمني ( جماعة سلطان وفتاح وغيرهم ) لايزالون يعيشون في الجنوب العربي ولم ينطلقوا ولم يغادروا الجنوب كما اخبرونا أنهم جاءؤ وسيعودون لليمن لمواصلة الكفاح والتحرر وعلى الفور في العام التالي 1963م تأسست الجبهة القومية لتحرير الجنوب العربي المحتل في مدينة تعز بدعم ومساعدة من الاشقاء اليمنيين وغادروا الجنوبيين نحو الجنوب لمواصلة نضالهم السياسي والكفاح المسلح ضد المستعمر البريطاني وعلينا أن نؤكد أن اعلان قيام الجبهة القومية في مدينة تعز لا يعني أن الجبهة القومية يمنية الاصل أو تنتمي لليمن أو أن الجنوب ينتمي لليمن أو يربط به كما يدعي المكابرون والمنافقون والداجلون والمضللون للتاريخ الذين لديهم الفكرة السخيفة الكاذبة انهم الاصل ونحن الجنوب الفرع تبا لهم وقبحهم الله حتى التاريخ
لا يسلم من مكرهم وتزويرهم حسبنا الله من كيدهم الخبيث.


3) اندلعت ثورة 14 /10/1963م في الجنوب بقيادة الاب الروحي لهذه الثورة الجنوبية الشيخ لبوزة يرحمة الله واعلان الكفاح المسلح ضد المستعمر بريطانيا نحو التحرير والاستقلال وقد تبنت هذه الثورة الجنوبية في البداية كل الاطياف السياسية الجنوبية حينها بالساحة وايدتها وناصرتها ولكن ظلت الجبهة القومية تلتصق وتقترب من هذه الثورة وتقرها انها خاصة بها وعلى العموم قامت الثورة وبدأ الكفاح المسلح العلني الجنوبي ضد الاستعمار البريطاني وتشكلت الحركات الفدائية والنضالية للكفاح المسلح من قبل كل الجبهات الجنوبية
( التحر والقومية والرابطة وغيره ) ولم يفلح المستعمر البريطاني من السيطرة على الوضع المتأزم بالجنوب والكفاح المسلح الجنوبي في كل شارع وموقع وجبهة وحينها لعبت بريطانيا لعبة المكر والخدع في شراء الذمم والعملاء وتثبيث سياستها الخبيثة الشهيرة ( سياسة فرق تسد ) بين كل الاطراف والجبهات الجنوبية في الساحة النضالية والسياسية وبالفعل نجحت خطة بريطانيا الدنيئة وهذه الخطة هي التي أوصلت الجنوب لما هو عليه منذ نيل الاستقلال وحتى اليوم ونحن نعاني جرمها وخبثها وتركتها الثقيلة في الجنوب
انتقاما من ابناء الجنوب العربي الفعليين بصفة خاصة والزعيم الراحل جمال عبدالناصر يرحمه الله بصفة عامة.
4) اختلف وتنازع رفاق الكفاح المسلح في الساحة الجنوبية انذاك وتفاقم الوضع بينهم نحو الاسواء واستغلت بريطانيا الفرصة بعد ان زرعت الفتن والعملاء والجواسيس لممارسة حركات الغدر والقتل والاغتيالات والالغام المزروعه وغيرها ومدت بريطانيا عملائها بالسلاح والالغام وغيرها لتنفيذ التصفيات الجسدية وخلق مزيد من فتن الدماء بين الاشقاء الجنوببين وللاسف المحزن والمشين كان العناصر اليمنية الدخيلة ( ابناء الجمهورية العربية اليمنية) المتواجدة في الجنوب والمندسة بين صفوف الجبهة القومية هي التي لعب دور التصفيات الجسدية للجنوبيين بدء بالعمودي ثم السلفي والقاضي واولاد المكاوي وسالم عمر وغيرهم من الشهداء ضحايا العناصر العميلة الماكرة اليمنية المتواطئة مع المستعمر البريطاني وهم شلة فتاح ومحسن وسلطان وغيرهم وسبب نكبات ومحنات الجنوب منذ الاستقلال 67م وحتى اليوم نتجرع ما صنعوه وفعلوه من اعمال قبيحة وخبيثة في الجنوب ضد اهل الجنوب الاصليين.
5) سعى الزعيم عبدالناصر يرحمه الله جاهداً ومخلصا للقضية الجنوبية نحو التحرير في أن يلم الشمل الجنوبي السياسي والنضالي في إطار سياسي واحد ضد المستعمر المحتل البريطاني وبالفعل فرض عليهم الدمج الجنوبي لكل الجبهات الجنوبية المناضلة ووقعوا الحاضرون على الدمج كل من المناضلين : قحطان الشعبي وسيف الضالعي وعبدالقوي مكاوي وعبدالله الاصنج واخرين وتشكلت جبهة التحرير الجديدة إلا ان الاطراف اليمنية الدخيلة والمندسة لعباً دوراً خطيرا ودنيئاً ( سلطان وفتاح وشلة الانس اليمنية الدخلية بالجنوب ) وعملت على إلغاء هذا الاتفاق وسموه بالدمج القسري وبالتعاون والتنسيق المسبق والمدعوم من قبل المستعمر البريطاني واشعلت نار الفتنة ودخلوا الاشقاء الجنوببين في حرب أهلية طاحنة وقاتلة والتهبت نيران الحرب الاهلية الجنوبي ضد الجنوبي وصارت بريطانيا تتفرج وتضحك والدخيل اليمني حقق مبتغاه لكي يصفي ويتخلص من العناصر الجنوبية التي كانت ترفض أي وجود أو انخراض اليمنيين في العمل السياسي والنضالي الجنوبي الجنوبي وماعملته شلة فتاح انتقاما غادرا ضد ابناء الجنوب للوصول لما يرمي إليه وماوعدته بريطانيا بتسليم السلطة للجبه القومية التي هم منخرطين
فيها وغير منخرطي في الاطياف السياسية الجنوبية الاخرى .


6) رفض ابناء الجنوب الفعليين الاصليين في كل الجبهات والاطياف السياسية الجنوبية ( جبهة التحرير – ابناء رابطة الجنوب العربي – حزب الشعب الديمقراطي وغيرها ) رفضوا أن ينخرط بين صفوفهم عناصر من ابناء الجمهورية العربية اليمنية بإعتبار أن لا شأن لهم بالجنوب العربي المحتل وبإعتبار أنهم عبارة عن ضيوف ومقييمن مؤقتين في الجنوب جاؤ للعيش أو لمواصلة كفاح التحرير والعودة لوطنهم الاصل الجمهورية العربية اليمنية ولكن خطة التأمر الخبيث المبيت في دمائهم ظلوا في الجنوب واندسوا في صفوف الجبهة القومية وحققوا مبتغاهم وهدفهم واوصلونا لما نحن عليه الان وللاسف المخجل والمحزن والمشين .
وسعت بريطانيا نكاية وانتقاما من الزعيم جمال عبدالناصر الذي كان يدعم جبهة التحرير والرابطة والذي كان يسعى لتوحيد الصف النضالي والسياسي الجنوبي خاصة بعد خطبته الشهيرة التي الفاها اثناء زيارة لمدينة تعز ( الجمهورية العربية اليمنية ) عندما قال الزعيم جمال يرحمه الله كمته الشهير


( على بريطانيا أن تأخذ عصاها وترحل من عدن – الجنوب ) كان ذلك في 1964م وحققت بريطانيا هدفها واشعلت الحرب الاهلية والفتنة بين الجنوببين وبقيادة شلة سلطان وفتاح والاخرين العملاء ونتج عن ذلك استشهاد خيرة الرجال الجنوببين وملاحقة وطرد قسرا
ونزوح وهروب خيرةالرجال و القيادة الجنوبية إلى خارج الوطن الحبيب الجنوب
بدء من 1966-1967-وحتى 1970م ومابعده ايضا .


7) اعلنت بريطانيا أنها سوف تمنح الاستقلال للجنوب وتسلم الجنوب للجبهة القومية في البداية قررت بتاريخ ثم غيرته بتاريخ أخر وأصبح يوم 30/11/1967م وسلمت السلطة للجبهة القومية بقيادة المناضل الجنوبي قحطان الشعبي يرحمه الله وأعلن قيام جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية ( تمت اليمننة كرهاً و قسراولاسباب لازلنا نجهلها كيف تمت الموافقة على يمننة الجنوب العربي من قبل العناصر القيادية الجنوبية في الجبهة القومية ممثلة بقحطان وفيصل وعلي ناصر والبيض وسيف الضالعي والعولقي وهيثم وعشال والاخرين من الجنوببين الذين لايزالون أحياء عليهم الاعنراف للتاريخ والاجيال أما الذين ماتوا يرحمهم الله ويغفر لهم ) وسؤالي من أعطى الحق لهؤلاء النفر من الجنوببين في قيادة الجبهة القومية بقبولهم يمننة الجنوب لايجوز ولايحق لأولئك النفر ثلة بعدد الاصابع التصرف الاعوج والخاطىء هذا بل كان يفترض عليهم أن يأخذوا استفتاء الشعب الجنوبي والقيادات الجنوبية في الاحزاب والاطياف السياسية الاخرى التي طردت كرها وقسرا من الجنوب ( الرابطة وجبهة التحرير وغيرهم ) بشأن اليمننة من عدمها وبسبب هذه الجريمة النكراء التي ارتكبت في 1967م بإعلان الجنوب يمنيا وللاسف الشديد والمشين نحن الان الجنوبين نتجرع ويلات المحن والمعانأة والنكبات والنكسات والصراعات وغيرها منذ الاستقلال 67م وحتى اليوم ونٍسأل الله ان يكون درس وعبرة للجنوببين في إعادة النظر بدراسة مشروع مستقبل الجنوب العربي الجديد انشاء الله بعد فك الارتباط شريطة استباقية اللحمة الجنوبية في لم الصف والشمل الجنوبي والعودة للاخوة والمحبة الجنوبية والتسامح والتصالح وعفا الله عما سلف ولما فيه بناء جنوب جديد لاجيالنا اليوم والغد انشاالله.


8) أستلمت الجبة القومية الدولة والسلطة في الجنوب وعين المناضل قحطان الشعبي ( رئيساً للجنوب اليمني ) وتشكل حكومة جديدة وعين علي سالم البيض وزيرا للدفاع وعلي ناصر محمد وزيرا للجزر الجنوبية والعولقي وزيرا للخارجية وفيصل الشعبي رئيس للوزراء وفتاح وزيرا للارشاد(ولم يرضي بها) وغيرها من الشخصيات والوزارات حينها وباشرت السلطة الجنوبية الجديدة للجبهة القومية ادارتها للجنوب بعد خروج آخر جندي بريطاني من الجنوب وبموجب التنازلات المشينة والسلبية منها العلنية والسرية التي قدمتها الجبهة القومية
( عملائها المندسين من شلة فتاح وسلطان والاخرين ) لبريطانيا مقابل الاستقلال ومنها التنازل عن الجزر اليمنية والتعويضات المالية وغيرها والمذكورة بالوثائق في كتاب الأخت الاستاذة اسمهان العلس المنشور حديثا ارجو قرأته من قبل جميع الجنوبيين. وفور مباشرتها لإدارة شئون البلاد والعباد للجنوب بدأت بوادر وملامح الاختلافات الفكرية والسياسية والعقائدية والمناطقية والمنهجية بين كافة العناصر القيادية في الجبهة القومية حتى على مستوى التعينات للحقائب الوزارية كان هناك اختلافات جوهرية وعلى الفور تم إعادة التشكيل الوزاري من جديد وابعد علي سالم البيض من حقيبة الدفاع وعين علي ناصر في التربية وغيرها من التعينات الوزارية الجديدة وظهرت وبرزت على السطح جليا الاختلافات العميقة السياسية والنهجيه بعد أن رفض واعترض المناضل فيصل الشعبي على النهج الاشتراكي وعلى تدخلات شلة فتاح ( اليمنية الاصل ) في شئون البلاد والعباد بصورة قوية ومباشرة ولم يعطى للمناضل فيصل الشعبي الفرصة للقضاء عليهم بل على الفور بقوة السلاح أجبر على الاقالة واعتقل كرها وقسرا ووضع في معتقل فتح ( السجن السابق لبريطانيا ) واعترض الرئيس قحطان الشعبي على هذه التصرفات واعتراضة على العديد من الامور الداخلية والخارجية وتم اجباره قسرا وكرها للاقالة من منصبة والاقامة الجبرية في داره بمدينة التواهي حتى وفاته يرحمه الله ( يقال أنه مات مسموما – والله أعلم – كما مات بعدها الزعيم عبدالله باذيب مسموما من قبل عبدالفتاح ولم يسمح بشريح جثته حسب طلب اخوته علي وابوبكر باذيب – وكان الزعيم عبدالله باذيب هو الاب الروحي للاشتراكية العلمية في الجنوب وابو الشبيبة وكل المرشح الرئيسي والاول للامانة العامة للتنظيم السياسي الموحد الجبهة القومية التي تشكل بعد المؤتمر التوحيدي لفصائل العمل الوطني في 1975م وانبثق من بعد الحزب الاشتراكي اليمني في 1979م
وكان أيضا عبدالله باذيب هو المرشح الاول لإمانة الحزب الاشتراكي اليمني.
ولكن مكر وغدر وخيانة عبدالفتاح التي تجري في دمه وخوفا من خروج العناصر اليمنية من قيادة الجبهة القومية الجنوبية فقد لعب دورا قذرا وحقيرا في تصفية الزعيم عبدالله باذيب للانفراد في امانة الجبهة القومية أولا والحزب الاشتراكي لاحقا) .


9) بعد إقالة قحطان واقامته الجبرية واعتقال فيصل وقتله غدرا في سجن فتح من قبل العناصر اليمنية المندسة في الجبهة القومية
( فتاح ومحسن والاخرين ) وإحداث الفتن والاختلافات بين الجنوببين الجنوببين وفرار المناضل سالمين لبيت عبدالفتاح في حيفان ووعده له بإعادة رئيسا للبلاد ( وعد القوي المتقوي والمخطط الماكر ) وبالفعل أعيد سالمين رئيساً للبلاد وأعيد تسمية الجنوب بالتسمية الجديدة جمهورية اليمن الديقراطية الشعبية وكان ذلك في الخطوة التصحيحية التي اسموها في 22/6/1969م وتشكل مجلس رئاسة وايضا رئيس الوزراء محمد علي هيثم يرحمه الله ولكن بعد أن اكتشف اللعبة والمكر المخادع من اليمنيين المندسين في الجبهة القومية فر بجلده ناجيا من موسكو إلى القاهرة لاجىء سياسي وتبعه المناضل حسين عثمان عشال ( القائد العسكري لجيش الاتحاد الذي سلم الجيش للجبهة القومية بكل اخلاص ووطنية ) ولكن بعد أن ادرك الحقيقة ندم وتأسف وغادر البلاد نازحاً للسعودية وخافت العناصر اليمنية في الجبهة القومية من الفضيحة السياسية المتوقعة من هيثم وعشال وارسلوا من يقتل هيثم في العاصمة القاهرة ( صالح العيسي ) في السبعينات .
القي القبض على العيسي وحكم عليه الرئيس المصري السادات حينها بالسجن المؤبد بعد كشف للمخابرات المصرية ان الذي ارسله هو عبدالفتاح اسماعيل ولم يسكت الرئيس السادات بل شتم رسميا عبدالفتاح وعصابته ونظامة الاشتراكي الفاشل بالجنوب وذلك في الخطبة الشهيرة التي القاها السادات ولمن يريد سماع الخطبة فهي مسجلة في اليوتيوب . ولم تنجح مؤامرة فتاح في قتل هيثم بالقاهرة ولا في صنعاء ايضا محاولة اغتيالة من قبل بجاش الاغبري بالسبعينات ( ارسله فتاح وكان حينها أمن الدولة بالجنوب أحمد مساعد حسين ومنصور رشيد ويعلمون الحقيقة وهم الان جنوبيين موظفين مأجورين في كنف سلطة علي عبدالله صالح المحتلة للجنوب )


ولم ينجح بجاش الاغبري ( في مهمته واعتقل بصنعاء وافرج عنه بتبادل أسرى بين الشطرين في عهد الرئيس علي ناصر محمد . والمفاجىء الكبرى أن المناضل محمد علي هيثم نجى من محاولتين اغتيال ( يمنية فتاحية ) وأخيرا قتل مسموما ( بإيدي يمنية شمالية وللاسف – فهل يجرؤ اشقاء محمد علي هثيم وهما حسين وأحمد أن يحققا في الامر ؟؟!! أم أن السلطة اغرتهم بمناصب واموال للسكوت على دم اخوهم المقتول غدرا بالسم ؟؟!! ) علينا الاعتراف أن ماحدث في الجنوب العربي سببه اليمننة القسرية منذ 67م وحتى اليوم.
ويجدر بنا الاشارة إلى أن اليد الماكرة اليمنية طالت خيرة الرجال القيادية الجنوبية التي كانت بالسلطة فعملت على ابعادها واقصاها من داخل الوطن الجنوب واصدرت تعينات لها خارج الوطن سفراء وملحقيين دبلوماسيين وغيرها وهذه عملية للتخلص منهم واختتمت مؤامرة التخلص منهم في حادث طائرة الدبلوماسيين الشهير وراح ضحيتها من خيرة الرجال 25 قيادي جنوبي.
وما لحقها من أحداث وجرائم ومصائب في الجنوب فرضها فتاح وشلته مثل :- * فرض شعار لنناضل من أجل تحقيق الوحدة اليمنية * منع منعا باتا تداول كلمة جبلي على اليمنيين الموجودين بالجنوب حينها ومحاكمة وسجن من يقولها ( على غرار ما يفعل اليوم الرئيس علي سلته وقراره بمنع تداول كلمة دحباشي على كل من هو يمني شمالي) * جريمة زوار الليل والاختطافات القسرية والقتل والنفي على خيرة ابناء عدن خاصة والجنوب عامة والتي نفذها بمكر وخبث محسن الشرجبي ( وزير أمن الدولة في عهد فتاح ) * إصدار قانون الاسرة الاعوج وقانون الاصلاح الزراعي
وغيرها من القرارات العوجاء القاتلة للمواطن وللوطن .


10) بداية السبعينات من القرن الماضي وبعد الخطوة التصحيحية22/6/ 69م باشرت القوة اليمنية المندسة في الجبهة القومية بقيادة عبدالفتاح اسماعيل وشلته بقوة نفوذهم ومالهم وسلاحهم وبدعم خفي من الاتحاد السوفيتي داخل الجبهة القومية أن يفرض سياسة مايريدوه ويخططون من أجله بالترهيب والترغيب وبدأو التخطيط لإصدار قرار التأميم ولكن قبل صدوره طاف ليلا وسرا عبدالفتاح اسماعيل على جميع روؤس الاموال والتجار اليمنيين خاصةً ابناء قريته ( حيفان) مثل هائل سعيد أنعم – الحروي – عبدالرزاق علي مقبل – عبدالقوي عثمان – قائد سيف البليط – عبدالجبار راشد وغيرهم من اليمنيين الشمالين واخبرهم بضرورة تهريب اموالهم وكل ما يملكون من جاه وذهب وريال ماريا تريزا وذهب وتحويل تجارتهم لليمن الشمالي موطنهم الاصلي بحجة أن المكتب السياسي للجبهة للقومية سوف يصدر قرار تأميم الاملاك والاموال والاراضي وتحويل البلاد والنظام السياسي للنهج الاشتراكي العلمي السوفيتي وبالفعل
لا بالقول تم تهريب الاموال والمجوهرات والذهب اخل جالونات قصديرية ( كانت تستخدم لتصدير الجاز من مصافي عدن بالجنوب لليمن بالشمال ) وهربت من مطار عدن الدولي على رحلات عدن – تعز وكان يشرف على عملية تهريب هذه الاموال والمجوهرات وغيرها المدعو محسن الشرجبي وزير امن الدولة حينها وبعد أن انتهوا من كل شيء صدر قرار التأمين بقرار جماعي من المكتب السياسي ولكن وللاسف يحاول البعض الصاق تهمة التأميم بالرئيس سالمين يرحمه الله وهذا خطاء واساءة بحق هذا الرئيس المناضل الجنوبي الشريف لآن قرار التأميم كان جماعيا ولم يكن فرديا وبموافقة المكتب السياسي ومجلس الرئاسة الجنوبي و قد يسأل البعض كيف كاتب هذا المقال عرف أن عبدالفتاح هو الذي قام بإبلاغ جماعته اليمنيين التجار بقرار التأميم قبل صدوره و سمح لهم بتهريب اموالهم لليمن الشمالي ولهذا أحب أن أرد موضحا ومؤكد أن مصدر هذه المعلومات الخطيرة والهامة كانوا من اقربائي واهلي واصدقائي الذي كانوا يعملون حينها في مطار عدن وشاهدوا ما يجري في المطار من تهريب وحضور محسن الشرجبي للمطار وبعد دارت عجلة التاريخ زاد يقيني بهذا الخبر من خلال أكثر لقائي وجلساتي مع بعض التجار اليمنيين بعد الوحدة 1990م و حوارنا بالمقيل معهم اعترف لي بعض التجار بحقيقة ماذكرته وان فتاح ومحسن ساعدوهم كثيرا كونه من قريتهم وللاسف المحزن بعدها تم تنفيذ قرار التأميم على رؤوس الاموال الجنوبية والحضرمية والاجنبية فقط وكان قرار اعوج سخيف ظالم ومخالف لكل الاعراف والحقوق الانسانية والملكية الخاصة .


11) بعد خطوة قرار التأميم فرضت عصابة الحكم اليمني (بقيادة فتاح وشلته ) في قيادة الجبهة القومية الخروج القسري بالإكراه على كل الجنوبببين هاتفين الشعارات المفروضة عليهم ( واجب علينا واجب تخفيض الرواتب واجب – وواجب علينا واجب تحريق الشوادر واجب ) وكانت أكبر جريمة ومهزلة تفرض على الشعب الجنوبي حينها وليعرف القاصي والداني أن الجنوببين كانوا حينها مجبرين لا راغبين بسبب الظروف السياسية حينها والحرب والبادرة وممارسة العنف والعفوية والترهيب والترغيب والاختطاف والسجن والقتل
وغيرها من الاسباب التي فرضت على الجنوب من خلال النهج الاشتراكي العلمي السوفيتي ( الماركسي – اللينيني ).


وبعدها جاءت فكرة ومشروع توحيد فصائل العمل السياسي في الجنوب من قبل فتاح وشلته لغرض تنصيب نفسه رئيسا وحاكما للجنوب ولغرض فرض سياسة الامر الواقع في تطبيق النهج الاشتراكي العلمي والسماح في ابرام المعاهدة الشهيرة مع الاتحاد السوفيتي لمدة عشرين عام والتي وقعها عبدالفتاح بنفسه وكانت الجريمة الشنعاء في حق الجنوب والجنوببين وصار الجنوب العربي الذي كان وطن الدين الاسلامي والمحبة والسلام والتجارة والمال والمودة والخير أمام العالم صار وطن الشيوعية والاشتراكية والاذية والمعاداة للعروبة
وسوء الجوار وضياع التجارة والمال وتحول الجنوب إلى دولة اشباح بعد فرار خيرة رجاله واهله وامواله وللاسف المشين والمحزن.


طالب بشدة عبدالفتاح بضرورة توحيد فصائل العمل السياسي الجنوبي ( لغرض ماكر وخبيث في نفسه وشلته ) وأستجاب له طوعا وكرها اشقائنا الجنوببين المناضلين في العمل السياسي ( الناصريين – البعثيين – وغيرهم من الاطياف السياسية التي كانت في الجنوب 1973م ) وظلت عناصر قيادية جنوبية رافضة مشروع وفكرة توحيد فصائل العمل السياسي الوطني الجنوبي وخاصة القيادة التي تم تعينها في الملحقيات الدبلوماسية والسفارات في الخارج وظلوا هؤلاء حالة صداع وعامل معرقل في وجه فتاح وشلته اليمنية وعمدوا لمشروع التأمر في التخلص الجسدي منهم فماذا صنعوا بطلب رسمي من عبدالفتاح اسماعيل والمكتب السياسي طلبوا كل الدبلوماسيين بالخارج للحضور للجنوب لعمل استطلاع على الجنوب بحجة التطورات والتوسعات التي يشهدها الجنوب ولغموا طائرة الاستطلاع بواسطة محسن الشرجبي الخبيث.


اقلعت الطائرة وفي الجو انفجرت وراحوا الضحية خيرة الرجال الجنوببين المناضلين نذكر منهم :- سيف الضالعي – البيشي – العولقي – عبدالباري ونورالدين قاسم ( أول محافظ للعاصمة عدن بعد الاستقلال ) ومحمد ناصر ( والد الاخ أيمن رئيس تحرير صحيفة الطريق ) وغيرهم . ولحقيقة أن فاعلي هذه الجريمة يمنيين شماليين فأن محمود عبدالله عشيش كان راكب الطائرة ولكن أعيد منها بحجة أنه لا مقعد فائض له ويمنيين شماليين اخرين اعيدوا من باب الطائرة. وفور الانتهاء من جريمة طائرة الدبلوماسيين الجنوببين المشهورة والتي نعتبرها وصمة عار وعمل اجرامي خبيث من فتاح وشلته باشرت قيادة الجبهة القومية برئاسة عبدالفتاح في الترويج على قيام المؤتمر التوحيد لفصائل العمل الوطني وتم بالفعل في 1975م . تم تعيين عبدالفتاح اسماعيل الامين العام للتنظيم السياسي الموحد للجبهة القومية ( أعلى سلطة حينها في الجنوب )
كان هو الرئيس السياسي للبلاد أما سالمين فكان الرئيس الاداري للبلاد وبعدها بدأت بوادر ونوازع الاختلافات السياسية والفكرية تظهر وتبرز من جديد بين كل التيارات والاطراف السياسية في التنظيم السياسي للجبهة القومية فقد باشر ودشن الرئيس سالمين علاقته الطيبة والناجحة مع الزعيم الصيني ماو سنج الاب الروحي للاشتراكية الصينية التي كانت افضل واروع واحسن من الاشتراكية العلمية ( العمياء) السوفيتية والدليل حاضر ومستقبل جمهورية الصين التي نشهده اليوم من تطور وتقدم ونماء والتي سارت على نهج زعيمها الروحي ماو ولاتزال تحقق المعجزات ولو نظام الجنوب سلك النهج والمسلك الصيني الاشتراكي في حينها لكان الجنوب في خير ونعيم وعافية ولكن المكابرة والتأمر الخبيث المبيت من قبل بعض المندسين والدخلاء على الجنوب أوصلنا لما نحن عليه في الجنوب وللاسف الشديد والمحزن . ولهذا السبب نشبت خلافات حادة وصراعات خفية وعلنية بين سالمين وفتاح خلال الفترة 75-78م خاصة بعد أن عزز الرئيس سالمين علاقته الوحدوية
مع الرئيس اليمني الشمالي المقدم ابراهيم الحمدي ( يرحمه الله )
والذي يعتبر من خيرة وانجح وأنزه واشرف من حكم الجمهورية العربية اليمنية وشهدت البلاد والعباد في عهده الخير والامان والاستقرار والنماء وانتهاء عهد القبيلة والمشيخة الهمجية والعسكرة والبلطجة والرشوة وغيرها من الصور والممارسات القبيحة والسلبية التي تشهدها البلاد اليوم منذ رحيل الحمدي 1977م وحتى اليوم بل وتوسعت وتعمقت وتطورت صور واساليب الفساد والنهب والسطو والرشوة والمحسوبية والقبلية الهمجية والفيد والسرقة وبدعم لوجستي من رئيس عصابة سلطة الحكم حاليا.


11) إزدات شعبية ومحبة الرئيس سالمين محليا وخارجيا واقليميا وتوطدت علاقته الاخوية والروحية مع الرئيس الحمدي يرحمها الله وتوطدت علاقتة مع الحزب الشيوعي الصيني خاصة بعد الهدية الكبرى المجانية التي قدمتها الصين للرئيس سالمين وهي بناء مصنع الغزل والنسيج الكبير والشهير والذي كان يعتبر صرحا صناعيا منتجا للقماش والمنسوجات الجنوبية وكان يشغل الالاف العمالة الجنوبية ويعول الالاف الاسر الجنوبية واعتبر فتاح وشلته أن شوكة الرئيس سالمين بدأت تبرز وتظهر وتتوسع ويجب العمل للتخلص من هذا القيادي الجنوبي بأي طريقة كما تخلصنا من القيادات الجنوبية السابقة. وكما تأمروا بالجنوب على التخلص من الرئيس سالمين تأمرت القبائل الهمجية أيضا في التخلص من الرئيس ابراهيم الحمدي رئيس الجمهورية العربية اليمنية وذلك كرها بالحمدي وافعاله التي لا تتناسب مع مشاريعهم الصغيرة والخبيثة وأيضا كرها في الجنوب وقتل مشروع الوحدة اليمنية وأيضا كونهم كانوا ولا يزالوا ينظرون للجنوب والجنوببين أنهم كفرة وملحدين وشيوعيين ومتحررين ومنفتحين معتبرين أنفسهم انهم هم فقط أهل علم ودين وخططوا وتأمروا على مشروع تأمري خبيث وقذر كيفية التخلص من الرئيس الحمدي وقرروا عمل وليمة غذاء الغذر والخيانة بقيادة رئيس عصابة الغدر والقتل والاغتيال الغشمي وشلته الافندم علي عبدالله صالح والشيخ عبدالله الاحمر وعبدالعزيز عبدالغني ولفيف حضور وليمة الغدر والخيانة والقتل مثل حسن مكي وسنان ابو لحوم ومجاهد والبرطي والمسوري وغيرهم وباشروا بداية قتلوا أخيه عبدالله الحمدي ثم قتلوه وهو يحاول أن يقنعهم أنهم سوف يغادر البلاد وبترك السلطة لهم إلا أن بشاعة الخبث المبيت لم يسمحوا له واشهروا المسدس واردوه قتيلا جوار جثة أخيه وبدون أي حياء أو خوف من الله لفقوا على الرئيس الحمدي واخيه أنهما كان برفقة فرنسيات وحتى تاريخ اليوم لم يعترف من قاتلهما مع ان عامة الشعب اليمني يعي ويعرف المجرم القاتل لهذه الجريمة الشنعاء الخبيثة ونأسف أن بعض الحاضرون الذين لا يزالون على قيد الحياة لا يحبون قول الحق وبراءة الذمة وكانوا حاضرين لحظة مقتل الرئيس الحمدي وشقيقة في بيت الغمشي الواقع أمام السفارة السعودية بصنعاء اليوم وبحسب بعض الاقاويل تؤكد أن الذي قتل الرئيس الحمدي يرحمه الله هو الشهير تيس الضباط ( الافندم الرائد علي عبدالله صالح ) الذي اطلق عليه النار من مسدسة الخاص فهل سوف يقر ويعترف رئيس عصابة صنعاء بهذه الجريمة أو يخبرنا عنها بالتفاصيل عن مرتكبيها واسباب وابعاد هذه الجريمة للتخلص من الحمدي وهذه براءة ذمة قبل فوات الاوان واللقاء بالخالق المعبود للحساب والعقاب . وقد وقعت هذه الحادثة الأليمة في 11/10/1977م أي قبل ثلاثة أيام من أعلان الرئيس الحمدي حضورة ومشاركتة الرئيس سالمين احتفالات الذكرى الرابعة عشر لثورة أكتوبر 1963م.
عندما وصل الخبر للجنوب حزنا كثيرا وتألمنا في الجنوب وكل القياديين وأولهم الرئيس سالمين الذي قرر المشاركة
في موكب الجنازة مخاطرا بحياتة وشخصة في دفن شقيقة وحبيبه الرئيس الحمدي .
ظل واستمر الصراع السياسي والنهجي مستمر بين الرئيس سالمين وحلفائه وفتاح وشلته ولم يسكت الرئيس سالمين وبدأت مشاورته واتصالاته بالرئيس اليمني الجديد حسين الغشمي بشأن تنشيط وتجديد ملف التفاوض حول الوحدة اليمنية والتي توقفت بعد مقتل الرئيس الحمدي في 11/10/1977م ووافق الرئيس الغشمي على مواصلة الحوار مع الرئيس سالمين واتفقا في أن يرسل الرئيس سالمين ملفا كاملا حول ماتم بينه والرئيس الحمدي بشأن الوحدة اليمنية . وقرر الرئيس سالمين أن يجهز الحقيبة الدبلوماسية مع ملف الوحدة بمعية وفد خاص سري مرسل عن طريقة مباشرة ولكن وللاسف الشديد والمحزن والمشين التأمر الخبيث والمبيت المخطط له من قبل فتاح والشرجبي وشلة الغدر والقتل والتصفية استقبلت وفد الرئيس سالمين في مطار عدن قبل سفره لصنعاء واخذت منه الحقيبة الفعلية التي سلمها سالمين بمعية الرسول المرسل لتسليمها للغشمي وغيروا الوفد بالسيد تفاريش ( معتوه من مستشفى المجانين لبسوه بدله ممتازة مع الحقنة المطلوبه ) وحملوه الحقيبة الملغومة وركبوه الطائرة وكان كابتن الرحلة الطيار عبدالله حيدر وزملائه بالطاقم واستقبل الغشمي الوفد تفاريش بعد أن امر بعدم تفتيش الحقيبة والتي طلب تفتيشها حينها محمد خميس ( رئيس الامن الوطني ) ولكن اعترض الغشمي على فكرة التفتيش وانفجرت الحقيبة ومات الغشمي والسيد تفاريش ( رفيق باللغة الروسية ) وتأجج الموقف ضد الرئيس سالمين وأشعلوا الفتنة عصابة فتاح واتهموا الرئيس سالمين أنه فاعل هذه الجريمة وحاول الرئيس أن يستنكر على هذا ولكن لم يسمح له من قبل شلة فتاح واشتعلت احداث 26/6/1978م بين مجموعة الرئيس سالمين ومجموعة فتاح ضربا مسلحا بالجو والبر والبحر وانتهت هذه الاحداث الدامية بتدخل المناضل الجنوبي علي عنتر بالوساطة وحل الخلاف وديا والاتفاق على ترحيل الرئيس سالمين لاجئا سياسيا إلى اثيوبيا بعد الاتفاق والتنسيق المسبق مع الرئيس الاثيوبي منغتسو في قبوله لاجئا وقبل الرئيس سالمين الصلح الودي والخروج من البلاد حقنا للدماء وطلب عبدالفتاح من علي عنتر أن يحضر سالمين لقصر السلطان بالرزميت ( كريتر) لغرض السلام عليه وتوديعه لاثبات مصداقية العفو والمسامحة ورحب الرئيس سالمين بهذا ووافق للذهاب للقصر للتوديع والسلام ولكن وللاسف ما أن وصل للقصر تلى محسن الشرجبي قرار الحكم على الرئيس سالمين واعدامم رميا بالرصاص وأطلق عليه عبدالفتاح من مسدسه الرصاص واعدم بجواره جاعم صالح وسالم لعور ( وللتاريخ وللاجيال لو كان الرئيس سالمين يدرك أو عنده ذرة شك في أنه سوف يتعرض للمحاكمة والحكم عليه بالاعدام لما كان جاء للقصر إطلاقا) بل حتى المناضل علي عنتر يرحمه الله لم يكن يعرف بأن الغدر والمكر المبيت في اعدام رفيق كفاحه المسلح ولو كان يعرف لما احضره للقصر.





ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مع إحترامي للكاتب عادل باشراحيل
غير صحيح ماتطرّق له حول احداث سالمين"
وقتل " واكرر احترم "عاشق الدار" والبحر العربي"وعبدالله الجابري!
الكبتن كان عبد الرحمن أنور!
الذي نقل تفاريش"
ومن قتل سالمين علي شايع هادي صاحب الجليله! ضالعي"
ومن غدر بسالمين علي عنتر" ومرحباء " ومحمد علي احمد" الرجل الذي احترمه.انا!
وكان الهجوم " على دار الرئآسه" إن إسرائيل هي من هجمة" لأن سالمين محبوب عند معضم الشعب الجنوبي العربي!
لبساطته" وتواضعه!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وخلاصة القول إن من حكمنا "هم يتكلّمون العربيّه" ولكن مع الأسف لاينتمون لشعب الجنوب العربي!

اسد الشرق الخليفي 2011-09-07 07:02 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الكازمي (المشاركة 773184)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مع إحترامي للكاتب عادل باشراحيل
غير صحيح ماتطرّق له حول احداث سالمين"
وقتل " واكرر احترم "عاشق الدار" والبحر العربي"وعبدالله الجابري!
الكبتن كان عبد الرحمن أنور!
الذي نقل تفاريش"
ومن قتل سالمين علي شايع هادي صاحب الجليله! ضالعي"
ومن غدر بسالمين علي عنتر" ومرحباء " ومحمد علي احمد" الرجل الذي احترمه.انا!
وكان الهجوم " على دار الرئآسه" إن إسرائيل هي من هجمة" لأن سالمين محبوب عند معضم الشعب الجنوبي العربي!
لبساطته" وتواضعه!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وخلاصة القول إن من حكمنا "هم يتكلّمون العربيّه" ولكن مع الأسف لاينتمون لشعب الجنوب العربي!



ليس فقط يتكلمون العربية بل يرتدون المعاوز ويتشدقون بالانجازات الثورية ؟؟؟؟ كما هو واضح من افعالهم القذرة ولا اقول تاريخهم لانه لاتاريخ لهم .

ان 14 اكتوبر 1963 كذبة وجرائم كما ان 22 مايو 1990 كذبة وجريمة

لانهما صناعة يمنية

وياليت نتوقف عن الاحتفال بكذبة وجريمة 14 اكتوبر كما توقفنا بالاحتفال باليوم الاسود 22 مايو

الكازمي 2011-09-08 01:31 PM

صدقت اخي اسد الشرق الخليفي" فالإحتفال بذكرى اليمه يجيب الطراش" فلماذا نحتفل بثوره كانت كذبآ بل وبالآ علينا؟؟
فأكتوبر عبدالله الخامري "وعشيش "وفتاح" وسلطان احمد عمر" وسلطان الدوش" ومهدي عبدالله سعيد أنعم" وراشد محمد
ثابت"ومحسن الطباخ( الشرجبي) وراوح" وحزام" ومكرد" ودرهم" والشطفه" وعبدالله الأشطل" وعبدالعزيز عبد الولي"والقائمه طويله" وامّا الجنوبيين" الأبطال" هم من قتل بغدر في الطائره" ومنهم من سحل فجرآ فهذه اكتوبر الكذبه التي
اودت بالوطن إلى لحتلال وضمّه كفرع وليس له هويه ولا حضاره ولاعادات مثل باقي الشعوب العربيه الأخرى!
إذا كان لحتفال واجب هو ان نحتفل لإدانة ثورة اكتوبر اليمنيه!!
ونحتفل بهذه الثوره الحاليه لأنها ثورة تحرير من لحتلال اليمني وتعتبر إدانه لثورة اكتوبر الكاذبه!!
التي حرمة شعب الجنوب العربي من فرحة لستقلال" وأغدقت نعمها على الوافدين الحجريين في بلادنا للمعيشه!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــ
وهنا بدر سؤآل :
هل الجنوبيين العملاء في نظام عصابة لحتلال اليمني للجنوب قادرين يلعبون نفس اللعبه التي لعبها وافدون اليمن في الجنوب
العربي؟؟

اسد الشرق الخليفي 2011-09-08 03:31 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الكازمي (المشاركة 774158)
صدقت اخي اسد الشرق الخليفي" فالإحتفال بذكرى اليمه يجيب الطراش" فلماذا نحتفل بثوره كانت كذبآ بل وبالآ علينا؟؟
فأكتوبر عبدالله الخامري "وعشيش "وفتاح" وسلطان احمد عمر" وسلطان الدوش" ومهدي عبدالله سعيد أنعم" وراشد محمد
ثابت"ومحسن الطباخ( الشرجبي) وراوح" وحزام" ومكرد" ودرهم" والشطفه" وعبدالله الأشطل" وعبدالعزيز عبد الولي"والقائمه طويله" وامّا الجنوبيين" الأبطال" هم من قتل بغدر في الطائره" ومنهم من سحل فجرآ فهذه اكتوبر الكذبه التي
اودت بالوطن إلى لحتلال وضمّه كفرع وليس له هويه ولا حضاره ولاعادات مثل باقي الشعوب العربيه الأخرى!
إذا كان لحتفال واجب هو ان نحتفل لإدانة ثورة اكتوبر اليمنيه!!
ونحتفل بهذه الثوره الحاليه لأنها ثورة تحرير من لحتلال اليمني وتعتبر إدانه لثورة اكتوبر الكاذبه!!
التي حرمة شعب الجنوب العربي من فرحة لستقلال" وأغدقت نعمها على الوافدين الحجريين في بلادنا للمعيشه!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــ
وهنا بدر سؤآل :
هل الجنوبيين العملاء في نظام عصابة لحتلال اليمني للجنوب قادرين يلعبون نفس اللعبه التي لعبها وافدون اليمن في الجنوب
العربي؟؟



شكرا الاخ الكازمي وردا على تساؤلك اقول لا يستطيعون فعل مافعله المستوطنين اليمنيين في بلادنا لانه ببساطة فان الجنوبيين الذين حكموا الجنوب العربي منذ جلاء بريطانيا كان ولا يزال الكثير منهم يصب جل اهتمامهم على امور ثلاثة :

1- السلطة والجاه والظهور
2- اشباع غريزتي البطن والفرج
3- تكملة عقدة مركب النقص لديهم من خلال تسلطهم وديكتاتوريتهم واغتصاب حقوق آلاخرين .


اما الاهتمام بالوطن وشئون تطويره فربما تكون في ذيل الاهتمامات لدى نفر منهم اكرر نفر منهم .







اسد الشرق الخليفي 2011-09-08 03:51 PM

شكرا جزيلا للاخ المدير العام الجنوبي العربي الاصيل والشكر موصول لزملاؤه الاخوة المشرفين الاحرار الشرفاء لما بذلوه من جهد لاعادة الموضوع الى المنتدى السياسي بعد قام احد المشرفيين المتيمنين بحذفه وللمرة الثالثة

في محاولة منه لتكميم الافواه وحجب الحقائق حول يمننة الجنوب العربي على وجه الخصوص ومحاولة منه ومن آخرين اعادة عقارب الساعة الى الخلف واعادة انتاج ثقافة الراي الواحد وثقافةالاقصاء والقمع ومصادرة الرأي وحقوق

الاخرين .

مرة اخرى شكرا جزيلا للجميع وتحياتي .


عاش الجنوب العربي وشعب الجنوب العربي والخزي والعار لكل من عمل ويعمل في يمننة الجنوب العربي



اسد الشرق الخليفي 2011-09-08 11:43 PM





اختلاف القوم في اختلاف منطلقاتهم ..


بقلم الدكتور / خالد عبدا لله محمد



* قال اينشتاين:
إنه لمن الحماقة أن تعتقد أنك ستحصل على نتائج جيدة وأنت تعيد الشيء نفسه.

لم أرى شعب ذات تاريخ عظيم وحضارة مثل الشعب الجنوبي يختلف أبناءه في فهم هويتهم. ولهذا أسباب تاريخية تعود إلى عقد الخمسينات من القرن الماضي وذلك عندما طرح ولأول مرة مشروع يمننة الجنوب العربي وما تلى ذلك من انعكاسات على الجنوب إلى يومنا هذا . نصف قرن والشعب الجنوبي من عدن إلى المهرة يتعرض لأبشع مؤامرة ساق أصحاب هذا المشروع خيرت أبنائنا قرابين لمشروعهم (وأخرها التمثيل بجثة الشهيد الحدي) تحت مسميات مختلفة لا حصر لها وكانت جميعها تهدف فقط إلى مسح الهوية وتتوج هذا المشروع بالإنجاز الكبير كما يطلق عليه (الوحدة) في 1990 ، ثم ترسخ بالإلحاق والضم بفتوى دينية عام 1994. وعرف بعدها شعب الجنوب بأن هذه الإنجاز ما هو إلا محرقة يراد منها هلاك وفناء الجنوب إنساناً وأرضاً وثروة ، بل وقالوا عودة الفرع إلى الأصل وهناك أغنية لأيوب طارش جسدت هذا القول

( لمن كل هذه القناديل تضوي لمن وهذه المواويل للعرس تشدو لمن هل الأرض عاد لها ذو يزن فعاد الزمان وعادت عدن لمن لأجل اليمن ) .


الغريب اليوم أن من يرفض هذه الوحدة هو جيل الشباب الذين لا يتجاوز أعمارهم العشرين عام والذي نشاء وترعرع في ظلها وهذا ما يطلق عليه علي عبد الله في كل خطاباته بجيل الوحدة . والسؤال اليوم من اخرج هؤلاء الشاب إلى الشوارع ؟ الجواب بكل تأكيد أنها الفطرة التي فطر الله بها عباده في تميز الحق من الباطل . لهذا الشعب الجنوبي لم تخرجه أحزاب ولا تنظيمات لأنها بكل بساطة جميعها نشأت في ظل هذا المشروع اليمني مع احترامي لكل الجنوبيين في هذه الأحزاب إلا أن هذه هي الحقيقة المرة التي يحسها بعضنا دون أن يدركها.

حتى يسهل علينا فهم الحاضر ومجرياته والتخطيط للمستقبل أرى أنه يجب قراءة الماضي ، لأن قرأت الماضي ستعرفنا عن الأسباب والأمراض الذي نعاني منها اليوم بسبب ذلك المشروع (الجنوب اليمني) ، وهنا نوجز مسيرة هذه المشروع وتآمره على شعب الجنوب على مدى خمسين عام من خلال النقاط التالية:

أولاً: بداية الحكاية


بما أن لكل حكاية بداية ، فبداية تزوير تاريخ الجنوب العربي وضياع هويته بدء عام 1955عندما أحتج أبناء الشمال على مشاركة رابطة أبناء الجنوب العربي في انتخابات المجلس التشريعي لعدن التي استبعد منها يمنيو الشمال بوصفهم أجانب. والحقيقة لا نعرف حيينها على أي سند جاء هذا الاحتجاج ، لكن بعد نصف قرن من السبات العميق وبعد المصيبة التي أصابت الجنوب إنسانا وأرض وثروة أدرك الإنسان الجنوبي بان احتجاج هؤلاء اسند أولاً وأخيراً على المكر والخداع والفتنة وهذه أهم مقاومات العقلية الشمالية المبنية على (التقية) التي تعني التظاهر بعكس الحقيقة وتبيح له خداع غيره . مقابل عقلية جنوبية مبنية على العاطفة الزائدة والبراءة وسذاجة المنطق.


ثانياً: تأسيس أول خلية لحركة القوميين العرب

تأسست عام 1959 في مدينة الشيخ عثمان تحت شعار نادي الشباب الثقافي التي أكدت على وحدة الجنوب مع الشمال في إطار الوحدة العربية. هذا الفكرة المستوردة التي هي السبب الرئيسي في تخلف العرب عن باقي شعوب المعمورة وخير دليل على ذلك قمم الدول العربية التي لا يوحدهم شيء إلا الصالة التي يجتمعون فيها على الرغم من الحديث منذ تأسيسها عن الوحدة العربية الشاملة والعمل العربي المشترك وغيرها من الخزعبلات التي رفضها الواقع وأكد بأنها جميعها ما هي إلا سراب يلهث خلفه العقل العربي وخير دليل على ذلك كلمة عمر موسى الأخيرة في قمة سرت . والمحزن في الأمر بأن العرب أما مخدوعين أو يتهربون من تحمل المسؤولية تجاه شعب الجنوب وذلك عندما يصرحون بأنهم مع وحدة اليمن ، لأن مثل هذا التصريحات تبرر للشمال رفع شعار الوحدة أو الموت، بل وتبرر له استخدام القوة المفرطة ضد شعب الجنوب وهذا ما يحصل اليوم.

أن الجبهة القومية وفيما بعد الحزب الاشتراكي مع احترامي لكل الجنوبيين الأحياء والأموات قد تأسسا على اجتثاث الجنوب هوية وتاريخ وبررت وجود الشماليين في الجنوب الذين استبدلوا هويتنا بالمناطقية والوطن بالحزب والتاريخ باليمن والمستقبل بشعار )لنناضل من أجل الدفاع عن الثورة اليمنية وتنفيذ الخطة الخمسية وتحقيق الوحدة اليمنية). أما تنفيذ الخطة الخمسية فكانوا يقصدون من وراءها حرب وتصفيات كل خمس سنوات تحت شعارات وتبريرات لا يقبلها المنطق قصد من وراءها فقط تفكيك وتدمير الوشائج الاجتماعية وبث الضغينة بين الجنوبيين ، وإلا لماذا خيم السكوت على الاشتراكي وخاصة التيار الشمالي فيه طيلة العشرين سنة والجنوب تحت الاحتلال الشمالي وتنهب ثروته وأرضه. لأنه بكل بساطة هذا ما كان يخططوا له طيلة الخمسين العام الماضية. وللتأكيد على ذلك كيف يقبل الاشتراكي أن يتحالف مع حزب الإصلاح وهو من أفتى بقتل الجنوبيين والتي لا تزال هذه الفتوى قائمة إلى اليوم، في حين هاجوا وماجو عندما أعلن أبناء الجنوب مسيرة التصالح والتسامح . والشيء الآخر بأن مهندس مشروع المشترك هو المرحوم جار الله ، وسمي بالمشترك لاشتراك الشماليين جميعاً بدون استثناء في عملية دفن القضية الجنوبية ومن اجل ذلك تم تأسيسه وأطلق على الجنوبيين الذين عارضوا هذا التحالف بأصحاب المشاريع الصغيرة ، بينما كان عليهم أن يقولوا ذلك لعلي عبد الله الذي بسط الحكم العائلي على كل مفاصل الحياة (السياسية والعسكرية والاقتصادية والثقافية )


ثالثاً: الإشهار الرسمي بمشروع الجنوب اليمني

جاء ذلك الإشهار عندما بعث أصحاب هذا المشروع عام 1960 برقية إلى جمال عبدا لناصر والجامعة العربية والإمام والاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب وإذاعة صوت العرب والملك سعود والعراق ، تتخلص هذا البرقية في عدم شرعية تمثيل رابطة أبناء الجنوب العربي لقضية شعب الجنوب بحجة أن أهدافها انفصالية. وتماشيا مع تنفيذ الخطةالخمسية فهذه البرقية جاءت بعد خمس سنوات من طرح مشروع الجنوب اليمني لأول مره . والملفت للنظر بأن هذه البرقية شملت الإمام على الرغم من أن أصحاب هذه المشروع أتوا إلى عدن كلاجئين بسبب بطش وظلم الإمام ، إلا أن الحقيقة تؤكد بأن هروبهم إلى عدن ما هو إلا لمسح هوية الجنوب من خلال طرح مشروع الجنوب اليمني.


رابعاً: بداية مسلسل استبعاد الإنسان الجنوبي


كانت البداية لهذا المسلسل بانعقاد المؤتمر الأول للجبهة القومية في تعز عام 1965 . هذا المؤتمر هو بداية عملية الهولوكوست ضد الإنسان الجنوبي ، وفي نفس الوقت البداية الحقيقية لتعبيد الطريق أمام الشماليين للصعود إلى هرم السلطة والانتشار الواسع في مؤسسات ودوائر الدولة الجنوبية التي يقال أنه عند إعلان الوحدة وذهاب الجنوبيين إلى صنعاء نسبة كبيرة من الكادر الجنوبي هم من الشمال. فيما اليوم آلاف الجنوبيين تم تسريحهم من أعمالهم.

مؤتمر الجبهة القومية في تعز عبر عن الترابط ما بين النضال ضدا لاستعمار البريطاني وضد الحكام الإقطاعيين من سلاطين وأمراء ومشايخ وبورجوازية استغلالية . ومن مفارقات الزمن أننا اليوم نرى على رأس الحراك الجنوبي هؤلاء السلاطين والأمراء والمشايخ الذين يرفضون الضم والإلحاق والذين استبعدوا من أرض الجنوب ، في حين لم نرى شمالي واحد لا في السلطة ولا في المعارضة يتعاطف مع قضية الجنوب ، بل كلهم يسعون لدفن الجنوب وهويته من 1955 إلى يومنا هذا.


خامساً: الوساطة الخارجية

سعت مصر خلال عقد الستينات من القرن الماضي إلى تشكيل جبهة وطنية تضم جميع القوى الوطنية في الجنوب ،وان تلتقي الجبهة القومية مع منظمة التحرير إلا أن قيادة الجبهة القومية انقسمت تبعا لمسألة الوحدة مع منظمة التحرير إلى فريقين ، فريق يؤيد الوحدة دون قيد أو شرط وفريق يرفضها، في حين كان أغلب كوادر الصف الثاني في الجبهة القومية يرفضون هذه الوحدة ، وهؤلاء هم فيما بعد جاء على عاتقهم جر عربة الجنوب إلى الشمال منذ 1969إلى 1990.
في 13 يناير 1966 تم إعلان دمج الجبهة القومية ومنظمة التحرير في جبهة تحرير جنوب اليمن المحتل . أيدت حركة القوميين العرب هذا الدمج ، فيما أعترض نايف حواتمه وأصدر بيان شجب فيه الدمج وأعلن تجميد عضويته في الأمانة العامة للحركة وبدء ينسق مع فرع حركة القوميين العرب في اليمن الشمالي وأخذ يحرض كوادر الصف الثاني في الجبهة القومية على إحباط ما تم تسميته بانقلاب يناير.

الغريب أن فرع الحركة القومية في الشمال تقدم بموقف مؤلف من أربع نقاط:

- إن الخلافات بين جبهة التحرير والجبهة القومية خلافات طبقية، فالأولى تمثل السلاطين والبورجوازية العدنية، والثانية تمثل العمال والفلاحين والفئات التقدمية من البورجوازية الصغيرة.

- بما أن الأمر على هذا الحال فليس ثمة مجال للتعاون بين الجبهتين.

- يتوجب على قيادة الجبهة القومية إن يغادروا تعز ويعودوا لشن النضال في الجنوب

- إن الجبهة القومية ستبدأ بتثقيف كوادرها وتدريبهم لتعزيز عملياتهم.

وفي مارس 1966 اعترفت الجامعة العربية بجبهة التحرير كممثل شرعي وحيد لشعب الجنوب. وتم التوصل إلى تسوية مؤقتة ما بين الجبهة القومية ومنظمة التحرير بتشكيل مجلس قيادة " لجبهة التحرير" بالمناصفة ما بينهما.


وفي عام 1966أقر المؤتمر الوطني الثاني للجبهة القومية المنعقد في مدينة جبلة البقاء في إطار جبهة التحرير ولكن على أساس جبهوي يستثني السلاطين من التحالف. وعلق المؤتمر عضوية أعضاء المجلس التنفيذي في الجبهة القومية وهم : قحطان ، فيصل عبد اللطيف، علي الشعبي، جعفر علي عوض ، سالم زين ، طه مقبل، علي السلامي. وتم تعليق عضوية قحطان وفيصل بدعوى أنهما نددا بالدمج بالأقوال فقط . وشكل المؤتمر قيادة عامة جديدة ،انتخب 12 منها وعين ثلاثة. وكان بينهم 11 من قيادة الصف الثاني في الداخل وانبثق عن هذه القيادة لجنة تنفيذية مؤلفة من خمسة أعضاء.

وفي شهر أغسطس 1966 تم التوقيع على اتفاقية الإسكندرية بين الجبهة القومية ومنظمة التحرير وأقرت الاتفاقية باعتبار جبهة التحرير ممثل شرعي وحيد لشعب الجنوب . إلا أن هذه الاتفاقية أثارت استياءً في الداخل . فعقد في سبتمبر 1966 اجتماع موسع شارك فيه ممثلو فرع شمال اليمن لحركة القوميين العرب طلب بفسخ اتفاقية الإسكندرية والخروج نهائياً من جبهة التحرير. فانسحبت الجبهة القومية في 22 ديسمبر 1966نهائياً من جبهة التحرير.


سادساً: بداية فتنة الصراع بين الجنوبيين

كان ذلك عام 1967 عندما احتدم الصراع بين جبهة التحرير والجبهة القومية ، والحقيقة هو صراع بين المشروعين الجنوب العربي والجنوب اليمني وكان للعقليتين دور بارز في هذا الصراع . هذا الصراع الدامي بين الجبهتين تكلل بسير الجبهة القومية في طريق احتكار السلطة إثر الاستقلال وكان للجيش والشرطة الدور الحاسم في حسم المعركة لصالح الجبهة القومية. وفي 6 نوفمبر اعترفت بريطانيا رسميا بالجبهة القومية ممثلاً شرعياً وحيداً لشعب الجنوب ، واعترف جيش الاتحاد بالجبهة القومية. وهنا سارعت الجامعة العربية لتبرم اتفاق سلام وقع عليه عبد القوي مكاوي ( عن جبهة التحرير ) وفيصل عبد اللطيف (عن الجبهة القومية) ينص على عقد مفاوضات ما بين الجبهتين لتشكيل حكومة ائتلافية مؤقتة تتسلم السلطة من بريطانيا. إلا أن المفاوضات لم تثمر عن شيء . حيث عارض عبد الفتاح إسماعيل وعبد الله الخامر يهذا الاتفاق بين مكاوي وفيصل.


سابعاً: الاستقلال والتفرد بالسلطة

في 30نوفمبر 1967 تم إعلان قيام جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية، والملاحظ أن اسم الدولة الوليدة جاء تجسيداً لمشروع الجنوب اليمني 1955 . وتولت الجبهة القومية مهام السلطة العليا للدولة الوليدة ، وتم تعين قحطان الشعبي رئيساً . في حين دعت جبهة التحرير إلى إجراء انتخابات حرة ومنح الشعب حرية الاختيار ، إلا أن الجبهة القومية لم تستجيب لهذا النداء . والسؤال لماذا لم تجري انتخابات حرة في الجنوب بعد الاستقلال؟ ولماذا ربطت الوحدة بالديمقراطية وليس بالحق الدستوري الأرض والثروة في الجنوب مقابل كثافة السكان في الشمال؟ لأن إجراء الانتخابات قبل الوحدة في الجنوب كان سيكون الخاسر الأكبر فيها التيار الشمالي ، بينما بعد الوحدة الخاسرة بكل تأكيد هم الجنوبيين لأن الانتخابات في ظل أكثرية السكان لدى الشمال تعني انقراض الجنوبيين ونهب الأرض والثروة وهذا ما حصل ويحصل. إن للزمن هفوات إلا أن هفوات الجنوبيين كارثية.

ثم إن الجبهة القومية ليس فقط رفضت إجراء انتخابات عقب تسلمه السلطة عام 67م ، بل سارعت بإجراء عملية تطهير واسعة لم يشهدها تاريخ الجنوب وهي طرد السلاطين وجيش وأمن ومؤسسات الجنوب العربي. وكل هذا تحت شعار تطهير الدولة من عملاء بريطانيا وأمريكا. وحول هذه العملية يقول المرحوم احمد علي مسعد في مذكرات في ص 63،64 يقول: ( استدعاني محمود عشيش إلى مقر الجبهة القومية الذي كان قصر السلطان علي عبد الكريم العبدلي في كرتير، وطلب مني أن أقف على باب شركة النفط للتأكد من وصول الموظفين كل صباح. كما كان يفعل محمود عراسي عندما كان يقوم بأعمال مدير عام الشركة بعد التأميم لعدة أسابيع قبل تعييني والحق أنني أصبت بالدهشة والاستغراب لأنني رغم خدمتي الطويلة وفي عدة مرافق لم افعل هذا في حياتي لأن ذلك يتنافى مع أبسط شؤون النظم الإدارية ويسئ إلى سمعة الشركة وعمالها وكرامتهم لا سيما وإنهم يأتون للعمل في الأوقات المحددة وفي غاية الانضباط وأن عملاً كهذا لابد وإنه يصيب العمال بالإحباط ، كما أن في إمكان أي موظف أن يجلس في مكتبه طوال ساعات الدوام ولا يؤدي عملا يذكر وشعرت أن هذا الكلام لم يأت من فراغ وان خفافيش الظلام قد بدأت تعمل ولم يمض وقت طويل إلا وبدأت الشخصيات القيادية في الشركة المؤهلة بالعلم والخبرة أما تطلب إعفاءاً من العمل أو إحالة إلى التقاعد وتسليم مستحقات خدمتهم لدى الشركة والتسلل إلى شمال الوطن ، ومن هناك الالتحاق بشركات نفطية أخرى ومن بينها شركة"شل" نفسها في الخارج. وكانت الشركات شديدة الابتهاج باستقبال هذا النوع النادر من الكوادر المؤهلة بل إنني لا استبعد أن يكون وراء ذلك العمل نوع من الانتقام، إلا أن هذا لا يعفينا من أننا بتصرفاتنا قد ساهمنا في ذلك النزوح لكوادرنا الوطنية، جريحة القلب وكسرة النفس ويظهر أن هذا النزيف المبكر لخيرة كوادرنا لم يقتصر على شركة النفط بل أمتد إلى بقية مرافق المؤسسة الاقتصادية ثم تعداها بعد ذلك إلى مستوى الدولة بكامل أجهزتها المدنية واستبدلت هذه الكوادر بعناصر أخرى لا تمتلك قدرات ومؤهلات وخبرات الكوادر المهاجرة رغم إرادتها وتدني مستوى العمل بشكل مخيف وتم إهدار الملايين من المال العام وتدهور اقتصادنا الوطني واختلط الحابل بالنابل ودب الخوف في قلوب من تبقى من الموظفين وبدأ وكأننا نسير نحو الهاوية). اعتقد لا يوجد تعليق بعد هذا الكلمات التي ذكرها المرحوم احمد علي مسعد في مذكراته. بل تتضح الصورة للأجيال بأن من يتحكم بالجنوبيين فعلياً هم الشماليين برأسه عبد الفتاح وشلته. في حين سلاطين وقيادات الجنوب تبحث عن لجوء في بلاد الغير، وهذا المشهد للآسف تكرر لمعظم قادة الجبهة القومية الجنوبيين الذين جاءوا إلى السلطة بعد 1969والذين دفعوا بإدراك أو بدون إدراك حياتهم من أجل جر عربة مشروع الجنوب اليمني إلى الشمال ، لأنه بكل بساطة معد ومخرج السيناريو نفس العقلية سوى كان في عدن باسم الأممية أو في صنعاء باسم القبلية.

ثم جاءت الخطة اللاحقة وهي تحطيم جهاز الدولة في الجنوب. طرح اليسار في المؤتمر العام الرابع للجبهة في مدينة زنجبار برنامج قام بإعداده لجنة تحضيرية تصف بأنها من اليسار المتطرف ضمت كلاً من مقبل ،عبد الله الخامري وسلطان أحمد عمر وعبد الله الأشطل بتنسيق تام مع نايف حواتمة.

طرحت هذه اللجنة برنامج تدمير جهاز الدولة في الجنوب وحل الجيش والشرطة وتأميم المؤسسات الأجنبية والخاصة ، وإجراء إصلاح زراعي جذري بدون تعويض للملاك ، وتخفيض رواتب الموظفين ، واختصار الوظائف الإدارية ، وإغلاق الميناء الحرفي عدن وجعله ميناء جمركياً ، وتسليم السلطة لمجالس العمال والفلاحين الفقراء والجنود ، وإتباع الطريق اللارأسمالي للتنمية.

أثار هذا البرنامج ، ولا سيما إثارته لمسألة حل الجيش والبوليس واستبدالهما بجيش شعبي وبمليشيا ، سخط ضباط الجيش، ووقعت في الأيام الأولى التي تلت نهاية المؤتمر عدة مبادرات لليساريين استدعت تدخل الجيش . كان على رأس الجيش حسين عشال المعروف بتحالفه الوثيق مع الجبهة القومية إبان حرب الاستقلال. حيث قام الجيش في شهر مارس بقيادة عشال بالسيطرة على الإذاعة وتطويق عدن لإنقاذ البلاد من " الخطر الشيوعي الأحمر" . إلا أن محاولة الجيش فشلت. فتقدم قحطان مساء 20 مارس وأذاع بياناً أدان فيه المتطرفين اليساريين وأدن تصرفات الجيش ووصف التمرد بأنه " رد خاطئ على خطأ".

ثم جاءت حركة ما أطلق عليها حركة 22 يونيو التصحيحية 1969 وهي في الحقيقة جاءت لتقضي على ما تبقى من تاريخ وهوية الجنوب تحت شعارات القوى الإمبريالية والرجعية. وفي أبريل 1970 تم نقل قحطان وفيصل إلى المعتقل. وفي المعتقل تم قتل فيصل.

وفي عام 1978 انعقد المؤتمر الأول للحزب الاشتراكي اليمني. وعلى التو دخل الحزب الجديد في حوار توحيدي مع الأحزاب اليسارية في الشمال وانتهى هذا الحوار في مارس 1979، بدمج المنظمات اليسارية العاملة في الشمال في إطار الحزب الاشتراكي اليمني بينما استبعدت بل حرمت على الأحزاب والشخصيات الجنوبية التي هاجرت قهراً . كان الدمج عضوياً وسرياً على مستوى كافة الهيئات، وتحول فيه الحزب الاشتراكي اليمني إلى حزب اشتراكي يمني لكل الإقليم( شمال وجنوب) بالفعل وليس بالاسم. وقبل إعلان الوحدة بيومين تم الإعلان عن حقيقة هذا الدمج.

الخلاصــة:

* صحيح أنه بعد نصف قرن من التآمر وعشرين سنة من الاحتلال عرف الجنوبيين مكر الشماليين إلا أنه للأسف بقيت الثقافة والأفكار التي بثوها وهذه لن تموت إلا بطرح أفكار وثقافة جديدة أساسها الهوية الجنوبية.


* أن من دخل في الوحدة مع الشمال ليس الحزب الاشتراكي وإنما دولة الجنوب. الاشتراكي باقي ويحظى بدعم من السلطة والمعارضة لان الاشتراكي في نظرهم هو حبل السر الذي يربط الجنوب بالشمال. وإلا كيف يلتقي القبيلي والسياسي والديني والبعثي ورجال الأعمال في اللقاء المشترك.
* أن الحزبية لن تخدم القضية الجنوبية بل تميعها لأنها تنظر للوحدة باعتبارها وحدة وطنية بين سلطة ومعارضة في حين القضية الجنوبية هي قضية وحدة سياسية بين دولتين جاءت حرب 1994 وألغت الوحدة السياسية بينهما وأدت إلى احتلال الشمال للجنوب بالقوة.

* أن لا طريق لحل القضية الجنوبية إلا بتوحيد مكونات الحراك ليكون الممثل الشرعي للقضية الجنوبية وأن يكون شعاره الجنوب أولاً وأخيرا والابتعاد عن الذات لأن الذات هو من أوصلنا إلى ما نحن فيه اليوم.

* أنه كلما زادت معرفتنا بجوهر قضيتنا زاد فهمنا لحلها وبالتالي زاد تحمل بعضنا لبعض.

بعد كل ذلك نقول بصوت جنوبي واحد انطلاقاً من عدالة قضيتنا وتمسكنا بهويتنا وأرضنا وثروتنا بأننا لن نكرر ما قاله اينشتاين ( إنه لمن الحماقة أن تعتقد أنك ستحصل على نتائج جيدة وأنت تعيد الشيء نفسه) . ألف رحمة على الجنوبيين الأحياء والأموات.


المصادر:

- حركة القوميين العرب (النشأة-التطور- المصائر) محمد جمال باروت.
- فصول من ذاكرة الثورة والاستقلال (شهادتي للتاريخ) أحمد علي مسعد.
- أغنية عودة الفرع للأصل ( لمن كل هذه القناديل) أيوب طارش.

د. خالد عبد الله محمد


انتهى مقال الدكتور


ملاحظة : المدعو / نايف حواتمة فلسطيني ماركسي من قيادات حركة القوميين العرب مثله مثل المقبور جورج حبش .


وقد قال شاعرعم في احد الابيات من قصيدة له :


سنحكم الجنوب بأثواب النبي أو بأثواب ماركس

( ياترى بعد كل ذلك اليست كذبة 14 أكتوبر أفيقوا واتعظوا يا أولوا الألباب وكفى دجل )







اسد الشرق الخليفي 2011-09-09 02:54 PM




الهوية اليمنية سرطانا خبيثا يجب استئصالها!!


إلى كل ابنا الجنوب العربي في ألمهره، حضرموت، شبوة، أبين، لحج، عدن. رجال ونسأ، كبار وصغار، أين ما كنتم، في الداخل والخارج، إن الواجب عليكم اليوم الوقوف مع النفس وان ترجعوا إلى تاريخكم وتاريخ أجدادكم وأباكم، وعليكم إن تعرفون إن الهوية اليمنية هي السرطان الخبيث والقاتل، وعليكم اليوم استئصال هذا الخطر القاتل الذي قتل أهلكم، وأفقدكم هويتكم، وسلبكم أرضكم، إن الهوية اليمنية تم فرضها عليكم في 30نوفبر 1967م، وقبل إن تناضلوا في إي أتجاه أو مجال، عليكم أن تعلنوا إلى العالم بأنكم لا تنتمون إلى الهوية اليمنية، وعودوا إلى هويتكم العربية الأصيلة، أن الأحزاب والتنظيمات والتجمعات والنشاطات السياسية والاجتماعية باسم اليمن، ما هي إلا مضيعة للوقت والعيش في وهم تقتلون فيه أنفسكم بأنفسكم، هل كفاكم ما حدث لكم باسم اليمن، إلى أين انتم ذاهبين، ومتى تعقلون، ابتعدوا عن العناد والسير في طريق اليمن الخبيث، ما لم سوف تقرؤون على ما تبقى من الجنوبيين الفاتحة.


أعلنوا للعالم بأن أرضكم وانتم لا تنتمون إلى اليمن، وان الهوية اليمنية فرضت عليكم في نوفمبر سبعة وستين وإنكم تحت نير الاستعمار اليمني الأجنبي!!!


مع تحيات أخوكم:


أنا هو.

المشاغب المشاغب 2011-09-09 04:46 PM

ياخليفي اذهب وقنع اصحابكم ان يعودوا الى رشدهم وبعدين لكل حدث حديث

اسد الشرق الخليفي 2011-09-09 07:25 PM



اختلاف القوم في اختلاف منطلقاتهم ..


بقلم الدكتور / خالد عبدا لله محمد



* قال اينشتاين:
إنه لمن الحماقة أن تعتقد أنك ستحصل على نتائج جيدة وأنت تعيد الشيء نفسه.



لم أرى شعب ذات تاريخ عظيم وحضارة مثل الشعب الجنوبي يختلف أبناءه في فهم هويتهم. ولهذا أسباب تاريخية تعود إلى عقد الخمسينات من القرن الماضي وذلك عندما طرح ولأول مرة مشروع يمننة الجنوب العربي وما تلى ذلك من انعكاسات على الجنوب إلى يومنا هذا . نصف قرن والشعب الجنوبي من عدن إلى المهرة يتعرض لأبشع مؤامرة ساق أصحاب هذا المشروع خيرت أبنائنا قرابين لمشروعهم (وأخرها التمثيل بجثة الشهيد الحدي) تحت مسميات مختلفة لا حصر لها وكانت جميعها تهدف فقط إلى مسح الهوية وتتوج هذا المشروع بالإنجاز الكبير كما يطلق عليه (الوحدة) في 1990 ، ثم ترسخ بالإلحاق والضم بفتوى دينية عام 1994. وعرف بعدها شعب الجنوب بأن هذه الإنجاز ما هو إلا محرقة يراد منها هلاك وفناء الجنوب إنساناً وأرضاً وثروة ، بل وقالوا عودة الفرع إلى الأصل وهناك أغنية لأيوب طارش جسدت هذا القول

( لمن كل هذه القناديل تضوي لمن وهذه المواويل للعرس تشدو لمن هل الأرض عاد لها ذو يزن فعاد الزمان وعادت عدن لمن لأجل اليمن ) .


الغريب اليوم أن من يرفض هذه الوحدة هو جيل الشباب الذين لا يتجاوز أعمارهم العشرين عام والذي نشاء وترعرع في ظلها وهذا ما يطلق عليه علي عبد الله في كل خطاباته بجيل الوحدة . والسؤال اليوم من اخرج هؤلاء الشاب إلى الشوارع ؟ الجواب بكل تأكيد أنها الفطرة التي فطر الله بها عباده في تميز الحق من الباطل . لهذا الشعب الجنوبي لم تخرجه أحزاب ولا تنظيمات لأنها بكل بساطة جميعها نشأت في ظل هذا المشروع اليمني مع احترامي لكل الجنوبيين في هذه الأحزاب إلا أن هذه هي الحقيقة المرة التي يحسها بعضنا دون أن يدركها.

حتى يسهل علينا فهم الحاضر ومجرياته والتخطيط للمستقبل أرى أنه يجب قراءة الماضي ، لأن قرأت الماضي ستعرفنا عن الأسباب والأمراض الذي نعاني منها اليوم بسبب ذلك المشروع (الجنوب اليمني) ، وهنا نوجز مسيرة هذه المشروع وتآمره على شعب الجنوب على مدى خمسين عام من خلال النقاط التالية:

أولاً: بداية الحكاية


بما أن لكل حكاية بداية ، فبداية تزوير تاريخ الجنوب العربي وضياع هويته بدء عام 1955عندما أحتج أبناء الشمال على مشاركة رابطة أبناء الجنوب العربي في انتخابات المجلس التشريعي لعدن التي استبعد منها يمنيو الشمال بوصفهم أجانب. والحقيقة لا نعرف حيينها على أي سند جاء هذا الاحتجاج ، لكن بعد نصف قرن من السبات العميق وبعد المصيبة التي أصابت الجنوب إنسانا وأرض وثروة أدرك الإنسان الجنوبي بان احتجاج هؤلاء اسند أولاً وأخيراً على المكر والخداع والفتنة وهذه أهم مقاومات العقلية الشمالية المبنية على (التقية) التي تعني التظاهر بعكس الحقيقة وتبيح له خداع غيره . مقابل عقلية جنوبية مبنية على العاطفة الزائدة والبراءة وسذاجة المنطق.


ثانياً: تأسيس أول خلية لحركة القوميين العرب

تأسست عام 1959 في مدينة الشيخ عثمان تحت شعار نادي الشباب الثقافي التي أكدت على وحدة الجنوب مع الشمال في إطار الوحدة العربية. هذا الفكرة المستوردة التي هي السبب الرئيسي في تخلف العرب عن باقي شعوب المعمورة وخير دليل على ذلك قمم الدول العربية التي لا يوحدهم شيء إلا الصالة التي يجتمعون فيها على الرغم من الحديث منذ تأسيسها عن الوحدة العربية الشاملة والعمل العربي المشترك وغيرها من الخزعبلات التي رفضها الواقع وأكد بأنها جميعها ما هي إلا سراب يلهث خلفه العقل العربي وخير دليل على ذلك كلمة عمر موسى الأخيرة في قمة سرت . والمحزن في الأمر بأن العرب أما مخدوعين أو يتهربون من تحمل المسؤولية تجاه شعب الجنوب وذلك عندما يصرحون بأنهم مع وحدة اليمن ، لأن مثل هذا التصريحات تبرر للشمال رفع شعار الوحدة أو الموت، بل وتبرر له استخدام القوة المفرطة ضد شعب الجنوب وهذا ما يحصل اليوم.

أن الجبهة القومية وفيما بعد الحزب الاشتراكي مع احترامي لكل الجنوبيين الأحياء والأموات قد تأسسا على اجتثاث الجنوب هوية وتاريخ وبررت وجود الشماليين في الجنوب الذين استبدلوا هويتنا بالمناطقية والوطن بالحزب والتاريخ باليمن والمستقبل بشعار )لنناضل من أجل الدفاع عن الثورة اليمنية وتنفيذ الخطة الخمسية وتحقيق الوحدة اليمنية). أما تنفيذ الخطة الخمسية فكانوا يقصدون من وراءها حرب وتصفيات كل خمس سنوات تحت شعارات وتبريرات لا يقبلها المنطق قصد من وراءها فقط تفكيك وتدمير الوشائج الاجتماعية وبث الضغينة بين الجنوبيين ، وإلا لماذا خيم السكوت على الاشتراكي وخاصة التيار الشمالي فيه طيلة العشرين سنة والجنوب تحت الاحتلال الشمالي وتنهب ثروته وأرضه. لأنه بكل بساطة هذا ما كان يخططوا له طيلة الخمسين العام الماضية. وللتأكيد على ذلك كيف يقبل الاشتراكي أن يتحالف مع حزب الإصلاح وهو من أفتى بقتل الجنوبيين والتي لا تزال هذه الفتوى قائمة إلى اليوم، في حين هاجوا وماجو عندما أعلن أبناء الجنوب مسيرة التصالح والتسامح . والشيء الآخر بأن مهندس مشروع المشترك هو المرحوم جار الله ، وسمي بالمشترك لاشتراك الشماليين جميعاً بدون استثناء في عملية دفن القضية الجنوبية ومن اجل ذلك تم تأسيسه وأطلق على الجنوبيين الذين عارضوا هذا التحالف بأصحاب المشاريع الصغيرة ، بينما كان عليهم أن يقولوا ذلك لعلي عبد الله الذي بسط الحكم العائلي على كل مفاصل الحياة (السياسية والعسكرية والاقتصادية والثقافية )


ثالثاً: الإشهار الرسمي بمشروع الجنوب اليمني

جاء ذلك الإشهار عندما بعث أصحاب هذا المشروع عام 1960 برقية إلى جمال عبدا لناصر والجامعة العربية والإمام والاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب وإذاعة صوت العرب والملك سعود والعراق ، تتخلص هذا البرقية في عدم شرعية تمثيل رابطة أبناء الجنوب العربي لقضية شعب الجنوب بحجة أن أهدافها انفصالية. وتماشيا مع تنفيذ الخطةالخمسية فهذه البرقية جاءت بعد خمس سنوات من طرح مشروع الجنوب اليمني لأول مره . والملفت للنظر بأن هذه البرقية شملت الإمام على الرغم من أن أصحاب هذه المشروع أتوا إلى عدن كلاجئين بسبب بطش وظلم الإمام ، إلا أن الحقيقة تؤكد بأن هروبهم إلى عدن ما هو إلا لمسح هوية الجنوب من خلال طرح مشروع الجنوب اليمني.


رابعاً: بداية مسلسل استبعاد الإنسان الجنوبي


كانت البداية لهذا المسلسل بانعقاد المؤتمر الأول للجبهة القومية في تعز عام 1965 . هذا المؤتمر هو بداية عملية الهولوكوست ضد الإنسان الجنوبي ، وفي نفس الوقت البداية الحقيقية لتعبيد الطريق أمام الشماليين للصعود إلى هرم السلطة والانتشار الواسع في مؤسسات ودوائر الدولة الجنوبية التي يقال أنه عند إعلان الوحدة وذهاب الجنوبيين إلى صنعاء نسبة كبيرة من الكادر الجنوبي هم من الشمال. فيما اليوم آلاف الجنوبيين تم تسريحهم من أعمالهم.

مؤتمر الجبهة القومية في تعز عبر عن الترابط ما بين النضال ضدا لاستعمار البريطاني وضد الحكام الإقطاعيين من سلاطين وأمراء ومشايخ وبورجوازية استغلالية . ومن مفارقات الزمن أننا اليوم نرى على رأس الحراك الجنوبي هؤلاء السلاطين والأمراء والمشايخ الذين يرفضون الضم والإلحاق والذين استبعدوا من أرض الجنوب ، في حين لم نرى شمالي واحد لا في السلطة ولا في المعارضة يتعاطف مع قضية الجنوب ، بل كلهم يسعون لدفن الجنوب وهويته من 1955 إلى يومنا هذا.


خامساً: الوساطة الخارجية

سعت مصر خلال عقد الستينات من القرن الماضي إلى تشكيل جبهة وطنية تضم جميع القوى الوطنية في الجنوب ،وان تلتقي الجبهة القومية مع منظمة التحرير إلا أن قيادة الجبهة القومية انقسمت تبعا لمسألة الوحدة مع منظمة التحرير إلى فريقين ، فريق يؤيد الوحدة دون قيد أو شرط وفريق يرفضها، في حين كان أغلب كوادر الصف الثاني في الجبهة القومية يرفضون هذه الوحدة ، وهؤلاء هم فيما بعد جاء على عاتقهم جر عربة الجنوب إلى الشمال منذ 1969إلى 1990.
في 13 يناير 1966 تم إعلان دمج الجبهة القومية ومنظمة التحرير في جبهة تحرير جنوب اليمن المحتل . أيدت حركة القوميين العرب هذا الدمج ، فيما أعترض نايف حواتمه وأصدر بيان شجب فيه الدمج وأعلن تجميد عضويته في الأمانة العامة للحركة وبدء ينسق مع فرع حركة القوميين العرب في اليمن الشمالي وأخذ يحرض كوادر الصف الثاني في الجبهة القومية على إحباط ما تم تسميته بانقلاب يناير.

الغريب أن فرع الحركة القومية في الشمال تقدم بموقف مؤلف من أربع نقاط:

- إن الخلافات بين جبهة التحرير والجبهة القومية خلافات طبقية، فالأولى تمثل السلاطين والبورجوازية العدنية، والثانية تمثل العمال والفلاحين والفئات التقدمية من البورجوازية الصغيرة.

- بما أن الأمر على هذا الحال فليس ثمة مجال للتعاون بين الجبهتين.

- يتوجب على قيادة الجبهة القومية إن يغادروا تعز ويعودوا لشن النضال في الجنوب

- إن الجبهة القومية ستبدأ بتثقيف كوادرها وتدريبهم لتعزيز عملياتهم.

وفي مارس 1966 اعترفت الجامعة العربية بجبهة التحرير كممثل شرعي وحيد لشعب الجنوب. وتم التوصل إلى تسوية مؤقتة ما بين الجبهة القومية ومنظمة التحرير بتشكيل مجلس قيادة " لجبهة التحرير" بالمناصفة ما بينهما.


وفي عام 1966أقر المؤتمر الوطني الثاني للجبهة القومية المنعقد في مدينة جبلة البقاء في إطار جبهة التحرير ولكن على أساس جبهوي يستثني السلاطين من التحالف. وعلق المؤتمر عضوية أعضاء المجلس التنفيذي في الجبهة القومية وهم : قحطان ، فيصل عبد اللطيف، علي الشعبي، جعفر علي عوض ، سالم زين ، طه مقبل، علي السلامي. وتم تعليق عضوية قحطان وفيصل بدعوى أنهما نددا بالدمج بالأقوال فقط . وشكل المؤتمر قيادة عامة جديدة ،انتخب 12 منها وعين ثلاثة. وكان بينهم 11 من قيادة الصف الثاني في الداخل وانبثق عن هذه القيادة لجنة تنفيذية مؤلفة من خمسة أعضاء.

وفي شهر أغسطس 1966 تم التوقيع على اتفاقية الإسكندرية بين الجبهة القومية ومنظمة التحرير وأقرت الاتفاقية باعتبار جبهة التحرير ممثل شرعي وحيد لشعب الجنوب . إلا أن هذه الاتفاقية أثارت استياءً في الداخل . فعقد في سبتمبر 1966 اجتماع موسع شارك فيه ممثلو فرع شمال اليمن لحركة القوميين العرب طلب بفسخ اتفاقية الإسكندرية والخروج نهائياً من جبهة التحرير. فانسحبت الجبهة القومية في 22 ديسمبر 1966نهائياً من جبهة التحرير.


سادساً: بداية فتنة الصراع بين الجنوبيين

كان ذلك عام 1967 عندما احتدم الصراع بين جبهة التحرير والجبهة القومية ، والحقيقة هو صراع بين المشروعين الجنوب العربي والجنوب اليمني وكان للعقليتين دور بارز في هذا الصراع . هذا الصراع الدامي بين الجبهتين تكلل بسير الجبهة القومية في طريق احتكار السلطة إثر الاستقلال وكان للجيش والشرطة الدور الحاسم في حسم المعركة لصالح الجبهة القومية. وفي 6 نوفمبر اعترفت بريطانيا رسميا بالجبهة القومية ممثلاً شرعياً وحيداً لشعب الجنوب ، واعترف جيش الاتحاد بالجبهة القومية. وهنا سارعت الجامعة العربية لتبرم اتفاق سلام وقع عليه عبد القوي مكاوي ( عن جبهة التحرير ) وفيصل عبد اللطيف (عن الجبهة القومية) ينص على عقد مفاوضات ما بين الجبهتين لتشكيل حكومة ائتلافية مؤقتة تتسلم السلطة من بريطانيا. إلا أن المفاوضات لم تثمر عن شيء . حيث عارض عبد الفتاح إسماعيل وعبد الله الخامر يهذا الاتفاق بين مكاوي وفيصل.


سابعاً: الاستقلال والتفرد بالسلطة

في 30نوفمبر 1967 تم إعلان قيام جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية، والملاحظ أن اسم الدولة الوليدة جاء تجسيداً لمشروع الجنوب اليمني 1955 . وتولت الجبهة القومية مهام السلطة العليا للدولة الوليدة ، وتم تعين قحطان الشعبي رئيساً . في حين دعت جبهة التحرير إلى إجراء انتخابات حرة ومنح الشعب حرية الاختيار ، إلا أن الجبهة القومية لم تستجيب لهذا النداء . والسؤال لماذا لم تجري انتخابات حرة في الجنوب بعد الاستقلال؟ ولماذا ربطت الوحدة بالديمقراطية وليس بالحق الدستوري الأرض والثروة في الجنوب مقابل كثافة السكان في الشمال؟ لأن إجراء الانتخابات قبل الوحدة في الجنوب كان سيكون الخاسر الأكبر فيها التيار الشمالي ، بينما بعد الوحدة الخاسرة بكل تأكيد هم الجنوبيين لأن الانتخابات في ظل أكثرية السكان لدى الشمال تعني انقراض الجنوبيين ونهب الأرض والثروة وهذا ما حصل ويحصل. إن للزمن هفوات إلا أن هفوات الجنوبيين كارثية.

ثم إن الجبهة القومية ليس فقط رفضت إجراء انتخابات عقب تسلمه السلطة عام 67م ، بل سارعت بإجراء عملية تطهير واسعة لم يشهدها تاريخ الجنوب وهي طرد السلاطين وجيش وأمن ومؤسسات الجنوب العربي. وكل هذا تحت شعار تطهير الدولة من عملاء بريطانيا وأمريكا. وحول هذه العملية يقول المرحوم احمد علي مسعد في مذكرات في ص 63،64 يقول: ( استدعاني محمود عشيش إلى مقر الجبهة القومية الذي كان قصر السلطان علي عبد الكريم العبدلي في كرتير، وطلب مني أن أقف على باب شركة النفط للتأكد من وصول الموظفين كل صباح. كما كان يفعل محمود عراسي عندما كان يقوم بأعمال مدير عام الشركة بعد التأميم لعدة أسابيع قبل تعييني والحق أنني أصبت بالدهشة والاستغراب لأنني رغم خدمتي الطويلة وفي عدة مرافق لم افعل هذا في حياتي لأن ذلك يتنافى مع أبسط شؤون النظم الإدارية ويسئ إلى سمعة الشركة وعمالها وكرامتهم لا سيما وإنهم يأتون للعمل في الأوقات المحددة وفي غاية الانضباط وأن عملاً كهذا لابد وإنه يصيب العمال بالإحباط ، كما أن في إمكان أي موظف أن يجلس في مكتبه طوال ساعات الدوام ولا يؤدي عملا يذكر وشعرت أن هذا الكلام لم يأت من فراغ وان خفافيش الظلام قد بدأت تعمل ولم يمض وقت طويل إلا وبدأت الشخصيات القيادية في الشركة المؤهلة بالعلم والخبرة أما تطلب إعفاءاً من العمل أو إحالة إلى التقاعد وتسليم مستحقات خدمتهم لدى الشركة والتسلل إلى شمال الوطن ، ومن هناك الالتحاق بشركات نفطية أخرى ومن بينها شركة"شل" نفسها في الخارج. وكانت الشركات شديدة الابتهاج باستقبال هذا النوع النادر من الكوادر المؤهلة بل إنني لا استبعد أن يكون وراء ذلك العمل نوع من الانتقام، إلا أن هذا لا يعفينا من أننا بتصرفاتنا قد ساهمنا في ذلك النزوح لكوادرنا الوطنية، جريحة القلب وكسرة النفس ويظهر أن هذا النزيف المبكر لخيرة كوادرنا لم يقتصر على شركة النفط بل أمتد إلى بقية مرافق المؤسسة الاقتصادية ثم تعداها بعد ذلك إلى مستوى الدولة بكامل أجهزتها المدنية واستبدلت هذه الكوادر بعناصر أخرى لا تمتلك قدرات ومؤهلات وخبرات الكوادر المهاجرة رغم إرادتها وتدني مستوى العمل بشكل مخيف وتم إهدار الملايين من المال العام وتدهور اقتصادنا الوطني واختلط الحابل بالنابل ودب الخوف في قلوب من تبقى من الموظفين وبدأ وكأننا نسير نحو الهاوية). اعتقد لا يوجد تعليق بعد هذا الكلمات التي ذكرها المرحوم احمد علي مسعد في مذكراته. بل تتضح الصورة للأجيال بأن من يتحكم بالجنوبيين فعلياً هم الشماليين برأسه عبد الفتاح وشلته. في حين سلاطين وقيادات الجنوب تبحث عن لجوء في بلاد الغير، وهذا المشهد للآسف تكرر لمعظم قادة الجبهة القومية الجنوبيين الذين جاءوا إلى السلطة بعد 1969والذين دفعوا بإدراك أو بدون إدراك حياتهم من أجل جر عربة مشروع الجنوب اليمني إلى الشمال ، لأنه بكل بساطة معد ومخرج السيناريو نفس العقلية سوى كان في عدن باسم الأممية أو في صنعاء باسم القبلية.

ثم جاءت الخطة اللاحقة وهي تحطيم جهاز الدولة في الجنوب. طرح اليسار في المؤتمر العام الرابع للجبهة في مدينة زنجبار برنامج قام بإعداده لجنة تحضيرية تصف بأنها من اليسار المتطرف ضمت كلاً من مقبل ،عبد الله الخامري وسلطان أحمد عمر وعبد الله الأشطل بتنسيق تام مع نايف حواتمة.طرحت هذه اللجنة برنامج تدمير جهاز الدولة في الجنوب وحل الجيش والشرطة وتأميم المؤسسات الأجنبية والخاصة ، وإجراء إصلاح زراعي جذري بدون تعويض للملاك ، وتخفيض رواتب الموظفين ، واختصار الوظائف الإدارية ، وإغلاق الميناء الحرفي عدن وجعله ميناء جمركياً ، وتسليم السلطة لمجالس العمال والفلاحين الفقراء والجنود ، وإتباع الطريق اللارأسمالي للتنمية.

أثار هذا البرنامج ، ولا سيما إثارته لمسألة حل الجيش والبوليس واستبدالهما بجيش شعبي وبمليشيا ، سخط ضباط الجيش، ووقعت في الأيام الأولى التي تلت نهاية المؤتمر عدة مبادرات لليساريين استدعت تدخل الجيش . كان على رأس الجيش حسين عشال المعروف بتحالفه الوثيق مع الجبهة القومية إبان حرب الاستقلال. حيث قام الجيش في شهر مارس بقيادة عشال بالسيطرة على الإذاعة وتطويق عدن لإنقاذ البلاد من " الخطر الشيوعي الأحمر" . إلا أن محاولة الجيش فشلت. فتقدم قحطان مساء 20 مارس وأذاع بياناً أدان فيه المتطرفين اليساريين وأدن تصرفات الجيش ووصف التمرد بأنه " رد خاطئ على خطأ".

ثم جاءت حركة ما أطلق عليها حركة 22 يونيو التصحيحية 1969 وهي في الحقيقة جاءت لتقضي على ما تبقى من تاريخ وهوية الجنوب تحت شعارات القوى الإمبريالية والرجعية. وفي أبريل 1970 تم نقل قحطان وفيصل إلى المعتقل. وفي المعتقل تم قتل فيصل.

وفي عام 1978 انعقد المؤتمر الأول للحزب الاشتراكي اليمني. وعلى التو دخل الحزب الجديد في حوار توحيدي مع الأحزاب اليسارية في الشمال وانتهى هذا الحوار في مارس 1979، بدمج المنظمات اليسارية العاملة في الشمال في إطار الحزب الاشتراكي اليمني بينما استبعدت بل حرمت على الأحزاب والشخصيات الجنوبية التي هاجرت قهراً . كان الدمج عضوياً وسرياً على مستوى كافة الهيئات، وتحول فيه الحزب الاشتراكي اليمني إلى حزب اشتراكي يمني لكل الإقليم( شمال وجنوب) بالفعل وليس بالاسم. وقبل إعلان الوحدة بيومين تم الإعلان عن حقيقة هذا الدمج.

الخلاصــة:

* صحيح أنه بعد نصف قرن من التآمر وعشرين سنة من الاحتلال عرف الجنوبيين مكر الشماليين إلا أنه للأسف بقيت الثقافة والأفكار التي بثوها وهذه لن تموت إلا بطرح أفكار وثقافة جديدة أساسها الهوية الجنوبية.


* أن من دخل في الوحدة مع الشمال ليس الحزب الاشتراكي وإنما دولة الجنوب. الاشتراكي باقي ويحظى بدعم من السلطة والمعارضة لان الاشتراكي في نظرهم هو حبل السر الذي يربط الجنوب بالشمال. وإلا كيف يلتقي القبيلي والسياسي والديني والبعثي ورجال الأعمال في اللقاء المشترك.
* أن الحزبية لن تخدم القضية الجنوبية بل تميعها لأنها تنظر للوحدة باعتبارها وحدة وطنية بين سلطة ومعارضة في حين القضية الجنوبية هي قضية وحدة سياسية بين دولتين جاءت حرب 1994 وألغت الوحدة السياسية بينهما وأدت إلى احتلال الشمال للجنوب بالقوة.

* أن لا طريق لحل القضية الجنوبية إلا بتوحيد مكونات الحراك ليكون الممثل الشرعي للقضية الجنوبية وأن يكون شعاره الجنوب أولاً وأخيرا والابتعاد عن الذات لأن الذات هو من أوصلنا إلى ما نحن فيه اليوم.

* أنه كلما زادت معرفتنا بجوهر قضيتنا زاد فهمنا لحلها وبالتالي زاد تحمل بعضنا لبعض.

بعد كل ذلك نقول بصوت جنوبي واحد انطلاقاً من عدالة قضيتنا وتمسكنا بهويتنا وأرضنا وثروتنا بأننا لن نكرر ما قاله اينشتاين ( إنه لمن الحماقة أن تعتقد أنك ستحصل على نتائج جيدة وأنت تعيد الشيء نفسه) . ألف رحمة على الجنوبيين الأحياء والأموات.


المصادر:

- حركة القوميين العرب (النشأة-التطور- المصائر) محمد جمال باروت.
- فصول من ذاكرة الثورة والاستقلال (شهادتي للتاريخ) أحمد علي مسعد.
- أغنية عودة الفرع للأصل ( لمن كل هذه القناديل) أيوب طارش.

د. خالد عبد الله محمد


انتهى مقال الدكتور


ملاحظة : المدعو / نايف حواتمة فلسطيني ماركسي من قيادات حركة القوميين العرب مثله مثل المقبور جورج حبش .


وقد قال شاعرعم في احد الابيات من قصيدة له :


سنحكم الجنوب بأثواب النبي أو بأثواب ماركس

( ياترى بعد كل ذلك اليست كذبة 14 أكتوبر أفيقوا واتعظوا يا أولوا الألباب وكفى دجل )



ذو رعين 2011-09-09 07:33 PM

مع كل ماقلته
اعضاء الجبهة القومية كانوا عملاء ضد شعبهم وضد استقلال الجنوب العربي
لا اعرف لماذا الجميع يصر على الدفاع عن اولئك العملاء ويصورهم ابطال
وهم بالحقيقة من قاد المجازر في ارض الجنوب والتي لم يتجرأ الانجليز على فعلها

الكازمي 2011-09-10 02:23 AM

نعم اخي ذو رعين فعلو كل المجازر والتي نأى المستعمر البريطاني على فعلها!
بل وضعو شعبنا ووطنه حقل تجارب لمن هم بلا وطن !!


Loading...

Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions Inc.