إحذروا .. أنها الفيدرالية المحجّبة


14.ديسمبر كانون الأول.2010
كتب : سالم حسن
• الى قادة مكونات ثورتنا السلمية في الجنوب العربي المحتل
• الى قادة الثورة السلمية
• الى رفاق درب النضال السلمي التحرري
• الى شبابنا وشاباتنا في المدارس والمعاهد والجامعات المتعطشين الى آفاق الحضارة والتقدم
• الى كل من يهمه مصير الجنوب العربي ومستقبل أجياله
أحييكم وأحيي دوركم النضالي السلمي التحرري ، كما أحيي تلك المواقف الشجاعة وتصديكم لأعتى آلات الحرب والقتل والتدمير بصدور عارية لا تخشى الردى ، وتضحيات الصمود والمواجهة والاستبسال بالمواقف الشجاعة والصلبة أمام مهازل الأحكام ومنابع التأليف للتهم ومسرحياتها الهزلية والتي قد أثبتت فشلها الذريع وارتطمت بصخرة الصمود الفولاذية .
من رحم المعاناة ، من تلك المظالم الجائرة وأنين الجرحى ، من ذرفات دموع الثكالى والأرامل ، من حرقة الآهات من ينابيع دماء الشهداء .. من الاحساس بالشعور الوطني وآمال تطلعات شعبنا كما هو الحال لديكم جميعاً ، أجد نفسي حاملاً للقلم بين أناملي تتناقله في حيرة حتى استقر ..
إنني توجه إليكم بهذا النداء العاجل لعلي أكون عاملاً مساعداً في مناشدتكم ومطالبتكم بالنظر بعين ثاقبة ومتفحصة لما يعتمل على أرض الواقع من تشتيت وتفتيت لقوى الاستقلال ومكونات الحراك في الداخل والخارج من خلال بروز الفتن والصراعات وتعميق الاختلافات بين المكونات ، والبحث بعمق عن الأسباب والدوافع المريبة ومن ورائها من أكمة وأجندة لعلنا نتوصل الى منابعها .. وهذا يتطلب منا استيعاب هذه المرحلة بكل مفاصلها .. ومن هذا المنطلق يتحتم علينا الرجاحة في التدبير ووضع الوطن الجنوبي وحراكه الباسل وشهدائه الميامين وأهدافه النبيلة فوق كل اعتبار .
إنّ الأهداف التي تحاك ترمي الى شق صفوف الحراك لخلق الظروف المناسبة الهادفة الى تمرير مشروع اليمننة وشرعية إبقاء الاحتلال اليمني لبلادنا والقضاء على هويتنا وإلغاء وجودنا الى الأبد ، إنّ تقمص بعض العناصر الموالية للسلطة برداء غير مكشوف أمام البعض منا أصبح الآن واضحاً لا غبار عليه ، فهو يعلن عن نفسه بوقاحة دون خجل ، ويبقى في غيه كل من لا يريد أن يرى الأشياء كما هي ، ولا يريد أن يرى الحقيقة بأم عينها .. لقد اكتسبت قيادات أحزاب اللقاء المشترك خبرة في الإبداع وفن الأسلوب المتميز بطلاء حسن النية في التعامل من خلال البحث عن إخراج فني لمشروعهم وربط عوامله بين الداخل والخارج ليتكامل تفاعله فيما يسمونه بـ " الفيدرالية " وهو السم القاتل الذي سيقضي على القضية الجنوبية ، قضية الوطن ومستقبل الأجيال إذا تم القبول به ، وهو بذلك يكرس الاحتلال اليمني ويشّرع وجوده في بلادنا ويمكّن اليمنيين من الاستمرار في نهب خيرات وثروات أرضنا وتوسيع الاستيطان والتوسع والسيطرة على مقدرات التجارة والاقتصاد وعلى السماء والماء وسيرتمي جيلنا خارج المدارس والجامعات ولن يجد شبابنا فرص للعمل وسيتحولون الى متسولين أمام أبواب المستوطنين اليمنيين .

إن الممارسة الدائرة بحلقاتها هو الزج بعناصر داخل صفوفكم لتنخر في قوامكم عبر سموم الفرقة والتشتت لأن تلك الأساليب أحد الأهداف الاستراتيجية لتنفيذ مشروعهم وإنجاحه للفيدرالية التي يخفونها ولم يعلنوا عنها جهاراً أو يصارحون بها شعبنا في الجنوب العربي المحتل ولم يعلنوا حتى عن وثيقتها المشئوومة ، لأن حلقات التآمر مترابطة فقد أقدمت سلطة الاحتلال الهمجي على اعتقال المناضل الجسور وشيخ المناضلين الأحرار الاستاذ حسن أحمد باعوم ومرافقيه كمرحلة أولية لحملة اعتقالات واسعة تستهدف كافة قيادات الحراك السلمي التحرري المتمسكين بهدف الاستقلال الناجز وباستعادة الهوية الجنوبية العربية ، وهي مرحلة شعواء تسير في سياق التحضير والتهيئة لتمرير مشروع تكريس وتشريع الاحتلال اليمني لبلادنا الجنوب العربي والتي تجري عليه الآن اللمسات الأخيرة لخطة تنفيذه في الداخل والخارج .
إنني أوجه إليكم هذا النداء العاجل وأناشدكم الى التحلي باليقظة ومراجعة الذات بصبر وحكمة والابتعاد عن التأويلات والتصنيفات وعدم إصدار قوالب التهم أو التمترس بشعور الغرور والأنانية وحب الظهور حتى نتجنب وبكل جدية ما آلت إليه أوضاعنا المزرية وانعكاساتها السلبية على أرض الواقع والعودة الى صوابكم ورص صفوفكم والتمسك بمطالب شعبكم التي ناضلتم من أجلها كما عوّدتكم مراحل نضالكم السلمي وتجربتها لتتحد جماهيرنا الشعبية في وقفة واحدة بدلاً من الشتات والفرقة .
اللهم إني بلغت .. اللهم فاشهد .