منتديات الضالع بوابة الجنوب - ماذا لو افترضنا جدلا ان هناك تراجع من الشيخ الفضلي

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة noone (المشاركة 283355)

أولا من حيث المبدأ السؤال نفسه لايجب أن يطرح لأانه من غير الجائز أن نبقى نشكك بهذا وذاك ونشكك بأنفسنا من ناحية ومن ناحية أخرى الإجابة على السؤال هذا بصيغته العامة أي لكل فرد دون تحديد شخص معين أعتقد أن الجميع يعرفها ويعيها وبالتالي لايجوز تخصيص السؤال لشخص إن كانت الإجابة العامة معروفة إلا إن كان لهذا التخصيص أهداف أخرى

ثانيا بالنسبة للشيخ طارق الفضلي فلايمكننا أن ننكر دوره الكبيرة والنقلة النوعية التي حققها إنضمامه للحراك الجنوبي المبارك وخصوصا في أبين وهذا الدور يستحق عليه كل الحب والعرفان بالجميل والإعتراف بالفضل وهو من أهله

ولايجوز في وقت عصيب كهذا لشخص كهذا أن نشارك النظام اليمني وعملائة في الهجوم عليه والتشكيك به ونشر الإفتراءات والتي لاتهدف فقط للتشكيك بالشيخ طارق فقط بل تتعداه لتزرع الشقاق بين والشك ولتضخ اليأس في صفوفنا

مهما كان ما فعله الفضلي ومهما كان قراره عليه تفهمه وعلينا أن نبرر له ونوجد له الأعذار فليس من سمع كمن رأى ، ولكل ظروفه وواقعه وهو الأقدر على الحكم عليها من غيره وخصوصا حين يكون هذا الغير ليس أصلا ممن يتقدم الصفوف ويضحي أو حتى ليس ممن يؤمن بمطالبنا بل هو أما متذبذب أو عميل أو من أصحاب المشاريع غير البريئة والأطماع الشخصية أو الحزبية أو الفئوية

ثالثا شخصيا لا أظن أن الفضلي يفعلها إطلاقا فما قام به قام به عن قناعة واضحة وحماسة لاتخفى على أحد

الفضلي جزء من مكونات الجنوب الأساسية وحب الجنوب كجنوب أعمق في وجدانه من غيرهم ممن يحبون ويكرهون على أساس أيديولوجيات مصطنعة ، وبالتالي فهو حين عاد إلى صف أهله منهيا لحظات توتر وقلق وإضطراب داخلي ونفسي وربما إنتقام وغيرها مما لم يختاره بل فرضت عليه فرضا ، حين عاد أظنه أصبح أكثر تماسكا وقوة وراحة نفسية وقناعة راسخة مع نفسه ومع جذوره ومع تاريخ أهله الأباء والأجداد

عاد فعلا إلى حيث يجب أن يكون وإلى حيث أبعدته الظروف والغرباء عنه وهو جزء منه أكثر من غيره وينتمي له أكثر من غيره ويمثله أكثر من غيره

وعليه فقناعات الفضلي الأساسية هي مايتحدث وفقها اليوم لا ماكان مرغما أو حتى مختارا بغير قناعة أن يرددها

الفضلي بنفسيته وتاريخ أباءه وأجداده وواقعه وتربيته ونفسيته جنوبي الهوى والهوية أكثر من غيره بكثير وهذا أصلا ما يكمن فيها أصله وجذوره الحقيقية

وشخصيا أظن أننا الجنوبيين بشكل عام لدينا نزعة تمرد ولدينا حب للمغامرة والبحث عن الأمثل والأفضل والأعظم ولدينا رغبة في البحث الدائم عن الكمال والحقيقة

وأظن أن الشيخ طارق الفضلي ماجربه في الفترة الماضية وفي عام فقط وماعاشه ومارأه من حب الناس ومن معزة ومن إحتضان وإلتفاف حوله لأنهم إختار طريقهم والتجربة التي مر بها أظنها أثرت فيه جدا ولايمكن إلأا أن تكون تركت علامات مضيئة في نفسه

ورغم الألأم والقسوة والترقب وربما حتى المخاوف إلا أنه بالفعل أظنه كان مرتاحا جدا مع نفسه وفي أعماقه وأنه غير نادم أو متردد بخصوص مافعله إطلاقا

رابعا وطالما الموضوع قد طرح للنقاش وطالما أن الكل سيشارك فلا بأس من أن نضع الفرضية ومن باب الفرضية لا من باب التوقع أو الشك بحصولها أو حتى التشكيك بالنوايا والريبة فيمن لايقول ما يمكن أن نرتب فيه

الشيخ طارق الفضلي مع إحترامنا وغيره من قادة الجنوب مع إحترامنا لهم فعليا هم من إنضم للحراك ولم ينضم الحراك لهم

وفعليا هم من يتبع صوت الجماهير ويمشي معها أو حتى خلفها لا العكس

وفعليا الحراك كان عظيما قبلهم وسيبقى بعدهم لو لا قدر الله وتخلوا أو تراجعوا

وفعليا القضية قضية وطن لن يوقفها تراجع أشخاص ولن تؤثر فيها الشخصنة

نعم ربما يكون هناك تأثير لكن بالتأكيد هو تأثير طفيف جدا ومؤقت وعارض ومحدود زمنيا لكنه سينتهي بأن يعطي الحراك دفعة قوية للأمام لأن هذا هو طبيعة الكون والتاريخ فمن ينصدم مؤقتا ويخرج من صدمتة يكون بعدها أقوى بكثير مما كان عليه قبلها

وبالتالي حتى لوفرضنا صحة ما يحاول البعض نشره والترويج له فنحن كرام أبناء الكرام وهو كريم إبن كرام

ولن ينسينا موقفه الجديد ما كان له من فضل سابق ولا يمكننا إلا أن نشكره حين أحسن ونعترف بجميله ولو غادرنا

وفي نفس الوقت لا ولا يجب أن نقف بوجهه أو نعاديه أو نجعل بيننا خصومة يصعب بعدها أن يعود إلى صفوفنا

بل يجب أن نعلمه أن حضن الجنوب وأهله مفتوحا للجميع في أي وقت وأننا نرحب به بيننا مجددا

فنحن بحاجة لكل جزء ومكون جنوبي وفرد جنوبي ولسنا بحاجة لتنفير من يمكننا أن لانجعل منه خصما إن لم نكن قادرين أن نجعل منه داعما ومناصرا

وسيأتي اليوم الذي سيعود

أما خامسا فشخصيا أستغرب فكرة تكرار هكذا مواضيع وأظن أن خلفيتها وخلفية طارحيها لاتتعدى من يريد أن يبقى الجنوب حصرا له ويبقى متكلم بإسمه ويشتت شمل أباءه ويخرب كل جميل لديهم فقط لمصالحه

هؤلاء أنفسهم هم من جعلونا شعوبا وقبائلا وفرقوا جمعنا وقسمونا وصنفونا على أسس وهمية

هؤلاء الذين جعلة فكر ضال أو كيان صغير مصطنع أو جزب أو نهج أو ايديولجيا جعلوه وطنا بديلا ، واستبدلوا المواطنة الحقيقية بمواطنة حزبية ، واستبدلوا الهوية الجنوبية بهوية مخترعة زائفة

وللآسف أختصروا وطن وشعب في حزب أو فكر

بل وتعدوا ذلك بأن جعلوا من الغريب أخا ومن الأخ غريبا بناءا على هذه الأوهام والأكاذيب

وللآسف هم اليوم لايهمه إلا أن ينفسوا عن حقدهم ويزيحوا من طريقهم كل من يرون أنه ربما يهدد مكانتهم الوهمية التي يتخيلونها والتي ربما لايعلمون أنه اليوم فعليا لامكانة لهم في قلوب أبناء الجنوب إلا بخدمة الجنوب

هؤلاء لايعنيهم كثيرا أن ينجح أو يفشل الحراك أو يتعثر بقدر مايعنيهم التنفيس عن حقدهم وبقاء مجد يظنونه باقٍ لهم وسلطة ذهبت عنهم

وهم مستعدون لهدم المعبد كله على رؤوسهم قبل رؤوس غيرهم في سبيل ذلك ولمجرد إن شكوكا تراودهم بأن لامستقبل لهم أو أن هناك من هو اليوم أجدر وأحق منهم بما يزعمون

هؤلاء وللآسف يلتقون مع المحتل في لحظات حزننا مسرورين مستبشرين فرحين شامتين بنا وكأنهم يريدون في وقت كهذا أن يقولوا لنا أرايتم لن ينفعكم غيرنا وهم أساسا من ضيعنا

هؤلاء أحيانا للآسف ينجحون في إستكمال ماعجز المحتل عنه

هؤلاء لايعلمون أنه لو قدر الله وصار المحظور وتعثر الحراك فهم من سيحملهم شعب الجنوب كل التبعات ويعيد فتح الماضي والحاضر ويحملهم مسئؤولية ضياع المستقبل وأنه لن يكتب لهم أي نجاح حينها

وختاما نحن حين ندافع عن الشيخ الفضلي أو غيره فنحن لاندافع غير عن أنفسنا وأهدافنا التي تبناها وقناعاتنا التي يمثلها لا العكس

نحن ندافع عن جنوبيتنا وعن وطننا وهويتنا وعن أملنا وإرادتنا وتوحدنا وتماسكنا وتصالحنا وتسامحنا

نحن لايعيبنا أن نمجد من يتبنى أهدافنا لكننا لدينا القدرة على التخلي عنه إن تخلى

لكن المشكلة أن من يتهمنا بعبادة الأفراد هو من يعبد الأفراد والكيانات الوهمية ويميل معها حيث تميل ويغير قناعاته وفقا لتغييرها نهجها

هؤلاء يعبدون الأموات ويعبدون ما أثبتت الأيام أن أندثر وكل العالم علم بهذا إلا هم

هؤلاء لا حاضر لهم ولا قدرة لديهم على رسم المستقبل فنجدهم غارقين في الماضي ويصارعون على أساس الماضي لأنه إنجازهم الموثور الوحيد ( طبعا هذا ليس إنتقاد للماضي ففيه الخيروالشر لكنه أصبح ماضيا والحاضر بالتأكيد غير الماضي )

من يقدر على رسم الحاضر والمستقبل لايهمه التغيير ولايخشاه ولايتردد بخصوص لكن من يعرف عجزه عادة يتخوف من ذلك كونه فقد ما كان يتمتع به من حضور وشجاعة وإقدام وأفلس فلم يعدديه غير التذكير بالماضي والإفتخار بما فعله هو أو غيره فيه

أما نحن فخطنا والحمد لله واضح وقناعات راسخة وعلى أساسه نحب ونكره

ولايجوز فقط لنبين أننا لسنا عبدة أشخاص أن نسيء لمن يحسن لنا ويتبنى قضايانا

كم أنت رائع يا نو ون ، أتفق معا كل كلمة كتبتها أناملك الطاهره.
وتقبل أحترامي.